Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٢٧: اتّباع يسوع وفنّ اصطياد البشر
رعيتي العدد ٢٧: اتّباع يسوع وفنّ اصطياد البشر Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 07 July 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٧: اتّباع يسوع وفنّ اصطياد البشر
الأحد ٧ تموز ٢٠٢٤ العدد ٢٧ 

الأحد الثاني بعد العنصرة

اللحن ١ - الإيوثينا ٢

تذكار جامع للقدّيسين الأنطاكيّين

 

كلمة الراعي

اتّباع يسوع وفنّ اصطياد البشر

رعيتي العدد ٢٧: اتّباع يسوع وفنّ اصطياد البشر حين دعا يسوعُ تلميذَيه بطرس وأندراوس، قال لهما: «هلمَّ ورائي فأجعلكما صيادَي الناس» (متّى ٤: ١٩). يتبادر إلينا السؤال: كيف تعلَّم تلاميذ يسوع منه فنّ اصطياد البشر في شباك معرفة الله والإيمان به وخدمته؟

أوّلًا، بالدافع الذي لديه، أي بالمحبّة التي بَذلت ذاتها فدية عن كثيرين، كما جاء في مثَل الكرّامين القتلة. فالله أَرسل ابنه الوحيد ليأخذ ثمر الكرمة، والثمر هي استعادة الإنسان كرامته الأولى التي يراه فيها، لكنّ الفعَلة الأثمة آثروا القضاء على الابن خارج الكرم ليرثوه. هكذا صارت محبّة الله هذه -الجنونيّة بحسب البعض- هي حجر الزاوية الذي رذله البنّاؤون، وبها يصطاد الله الإنسان القابع في أنانيّته والساقط في شرّه، ليُنهضه إلى أصالته الإنسانيّة ويقيمه في كرامته التي له لدى الله.

ثانيًا، بالمقاربة التي أتانا بها، أي بصُنع الرحمة. لا ننسى أنّه القائل: «أريد رحمة لا ذبيحة» (متّى ٩: ١٣). هذا لأنّ الإنسان وقع تحت يدَي الشيطان وقبع تحت وطأة الشرّ والخطيئة والموت، فأتاه يسوع مضمِّدًا جراحه بخمر الرحمة وزيت النعمة، وأَوكل إلى الكنيسة أمر العناية المستمرّة به ليقيم في عافية الإيمان. بالفعل، لم يأتِ يسوعُ ليَدين بل ليخلِّص.

ثالثًا، بالطريقة التي اعتمدها، أي بحثه الحثيث عن المحبوب ورعايته. فالراعي الصالح يترك الخراف التسعة والتسعين ليبحث عن الخروف الضالّ، ومتى وجده يحمله على منكبَيه ويعيده إلى حظيرة الخراف، إلى الكنيسة. فيسوع يبحث عن كلّ واحد حتّى يكون له النصيب الصالح، وهو لا يفتأ يبحث عنه مدى العمر حتّى يعود إليه، دون الشماتة به، لضعف أو إخفاق أو خطيئة، بل رافعًا إيّاه ومبرِّرًا له، متقبِّلًا صلاة العشّار في الهيكل كما محبّة الزانية، واعتراف زكّا وتوبته كما إقرار اللصّ عن اليمين وطلبه.

رابعًا، بالحكمة التي علَّمَنا أن نقتنيها، أي بالتوبة التي توَّجها ملكةً على زمن حياتنا. لقد أعطانا يسوع أن نفهم في مثَل القمح والزؤان أنّه تركهما ينموان معًا إلى يوم الحصاد. فصار زمن حياتنا فرصةً يُعمَل فيه للربّ، بتغيير داخليّ عميق، واعٍ لفداحة واقعنا، وطالب لحقيقة الخلاص بيسوع. بهذا نتفادى مصير الزؤان الذي يُجمَع ليُحرق، ونكون قمحًا يُجمَع فيُضمّ إلى أهراء ملكوت الله.

خامسًا، بالطريق التي كشف معالمها في العظة على الجبل لنعمل بها، لا سيّما في التطويبات، حيث تظهر شطارة البنّاء الحكيم الذي يبني حياته على صخرة الإيمان بكلمته. فبها أعطانا أن نبني هيكل جسدنا ذي العشر طوابق بدءًا بطابق الفقراء بالروح، ثمّ بطابق الودعاء، فطابق الحزانى ذوي الحزن البهيّ، فطابق الجياع والعطاش إلى البرّ، فطابق الرحماء، فطابق أنقياء القلوب، فطابق صانعي السّلام، فطابق المضطهَدين من أجل البرّ، وأخيرًا الطابق الأخير لذوي الفرح الذي يُنزَع منهم والذي يتوِّج كلّ شيء. هؤلاء تمرّسوا على أن يحبّوا أعداءهم ويُحسنوا إلى مبغضيهم ويُصلّوا من أجل الذين يسيئون إليهم.

سادسًا، بمثاله الحيّ وكلمته ونوره وجسده وصلاته من أجلنا. فيسوع جاد علينا عندما دعانا، نحن الثقيلي الأحمال، لنأتي إليه، وأعطانا ذاته مثالًا نحتذي به كونه وديع ومتواضع القلب. وأنار علينا سبل الحياة لنعرف أباه، وقدّم لنا جسده مأكلًا لتكون حياته فينا، وحفظنا من الشرير، وصلّى من أجلنا. هذا كلّه من أجل أن يطلقنا في الوجود شهودًا له وخدّامًا لتدبيره الخلاصيّ ومعاونين في تحقيق مشيئة أبيه السماويّ.

سابعًا، بعطيّة الروح القدس، التي بها يغفر لنا زلّاتنا، ويقودنا إلى كلّ الحقّ، ويرشدنا إلى كلّ ما علَّمَنا إيّاه وأَوصانا به، ويعزّينا في هذا الدهر الحاضر، ويقيمنا في نوره ومجده في الدهر الآتي.

ألا يكفي ما سبقت الإشارة إليه كيما يتبع يسوعَ كلُّ مَن ناداه ودعاه إليه؟ إنّ مختبِر هذه الأوُجه السبعة إنّما يمكنه أن يؤكّد حقيقتها ويصير بدوره صيّادًا لأترابه بشباكها. هذا هو مثال الرسل الذي يصحّ فيهم قول الربّ: «مَن عمِل وعلّم، هذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات» (متّى ٥: ١٩). عسانا نشكر الله على عطيّته هذه من أجل خلاص العالم ونمدّها إليه بالتزامنا وشهادتنا الحيّة!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ٢: ١٠-١٦

يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكلّ من يفعل الخير، من اليهود أوّلًا، ثمّ من اليونانيّين، لأن ليس عند الله محاباة للوجوه. فكلّ الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكلّ الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنّه ليس السامعون للناموس هم أبرارًا عند الله بل العاملون بالناموس هم يُبرَّرون. فإنّ الأمم الذين ليس عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهُم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم وضميرُهم شاهد وأفكارهم تشكو أو تحتجّ في ما بينها يوم يدينُ اللهُ سرائر الناس بحسب إنجيلي بيسوع المسيح.

 

الإنجيل: متّى ٤: ١٨-٢٣

في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيًّا على شاطئ بحر الجليل، رأى أخوين وهما سمعان المدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يُلقيان شبكة في البحر (لأنّهما كانا صيّادَين). فقال لهما: هلمّ ورائي فأَجعلكما صيّادَي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه. وجاز من هناك فرأى أخوين آخرَين وهما يعقوب بن زبدى ويوحنّا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شباكهما فدعاهما. وللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليل كلّه يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب.

 

أولادنا

للمطران جورج خضر

في الكنيسة الأرثوذكسيّة ليست غاية الزواج الإنجاب. إنّه ثمرة تأتي أو لا تأتي. وإن لم تحصل فالزواج كامل بسبب المحبّة. الإنسان الله غايته أكان عنده بنون أو لم يكن. خدمة الإكليل تُسمّيهم «ثمرة البطن». والإنسان يفرح بظهورهم ولكن فوق كلّ ذلك يفرح بالربّ ونعمته وتعزياته. أمّا إذا جاء الولد فنربّيه ويربّينا، ينمو بعطفنا ورعايتنا وننمو نحن بمواهبه وتهذيبه وحُسن عبادته وأنّه يحمل الرسالة ويكملها. ليس فقط يديم نسلنا فهذا شيء من العهد العتيق ولكنّه يحفظ المسيح.

إنّه يحفظه إذا أهلُه حفظوه، ويهمله غالبًا إذا الأهل أهمَلوه. فالأب القاسي والشرس يعطي عن الله صورة مشوّهة ويصعب إدراك وداعة المسيح إذا فَقَد الوالد لُطفَه. فالضرب والشتم وكلّ أنواع العنف تجعلنا نحسب أنّ الخالق هو ذلك الكائن المستبدّ الذي يعاقب وينتقم ويميت. كذلك إذا كانت الوالدة حاضنًا بلا دلع، ساهرة بلا غضب، رقيقة بلا ميوعة تكشف وجه الله القريب منّا، الرحيم باستمرار. ديانتنا مرتبطة إلـى حدّ كبير بديانة ذوينا. وإذا كرهناهم بسببٍ مِن فظاظتهم فغالبًا ما نكره الربّ وننسُب إليه الفظاظة.

«دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم» تعني فيما تعني أنّكم بجمال سلوككم تطلِقون أولادكم إلى المسيح وهم قادرون منذ نعومة أظفارهم أن يُبصِروا بهاء المسيح. للوالد أو الوالدة أن يكون حازمًا ورؤوفًا بآن، جامعًا بين تربية العدل والشدّة وتربية الرقّة، فكلاهما وجهان من الرعاية الواحدة. وقد يكون أهمّ عنصر في التربية أن تكون أنت حسب الإنجيل فيُنقل بك عمق الإنجيل ولا تتكلّم. وفي هذا السياق كان التشنّج اليومي في العائلات المنقسمة من أسوأ ما عندنا لأنّ الغاضب يوحي دائمًا أنّه لا يحبّ. وهكذا قول الرسول: «وأنتم أيّها الآباء، لا تُغيظوا أبناءكم» (أفسس ٦: ٤)، ويعطي غاية عدم الإغاظة بقوله: «لا تغيظوا أبناءكم لئلّا تضعف عزيمتهم» (كولوسي ٣: ٢١).

وهذا يتطلّب حكمة كثيرة ودراسة. للمحبّة أساليبها وفهمها لنفسيّة أولادنا. المحبّة لا تقوم مقام المعرفة، فكما تدرُس الأمّهات اليوم أمور الأمومة من الناحية الصحيّة ورعاية الطفل في حقبات نموّه لا بدّ لهن وللوالدين أن يتدارسوا الشأن التربويّ. فالأذى واقع من الجهل كما هو واقع من الإهمال.

وشرّ الأذى ما يأتي من انفصال الوالدين، فأولاد المطلَّقين إذا كانوا من القاصرين هم في خطر روحيّ كبير لكونهم متروكين أو متحزّبين لهذا أو ذاك من ذويهم. يدينون الوالدَ أو الوالدةَ وكثيرًا ما يعيشون في الكراهية. وأحد الطرفَين يغذّي الكراهية.

والنضج العاطفيّ قلّما يتوفّر عند أبناء المطلَّقين. هؤلاء ناس لو عرفوا الضرر الشديد الذي يلحق بالأولاد لتركوا الخصومات واحتضنوا أطفالهم. هذا سرّ العهد الزوجيّ أنّ الإنسان يترك انغلاقه ونزواته وحرده وتصلّبه ليتقدّس بصليب الزوجيّة فيعيش الأولادُ بسلامة. كان الفيلسوف هنري برغسون يقول متحدِّثًا عن الزواج إنّ مَن أراد لنفسه لذّة الزرع ينبغي أن يقبل مشقّة الحصاد. لعلّ الحضارات تمسّكت بمؤسّسة الزواج في سبيل الأطفال أوّلًا. ليس من إنسـان واحـد يبقـى علـى العشق الملتهب سنوات أو عشرات من السنين، وما من إنسان واحد يظلّ كلّ يوم على فرح الزوجيّة بالكثافة نفسها. الزوجيّة إخلاص يسنده شعور عميق أو لا يسنده. الفرح الكبير أن ترى أمامك شبّانًا وشابّات يزهون بالجمال الإلهيّ فيهم وبشيء من العافية وشيء من الوهج العقليّ فتشعر بهم أنّك لم تمُت، أنّك تكون تركتَ لله شهودًا.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

تساؤلات حول القداس الإلهيّ

التلميذ: متى نقف أو متى نجلس في القداس الإلهيّ؟

المرشد: من حيث المبدأ: لم يكن هناك عند الأرثوذكسيّين مقاعد قبل تسعين سنة. كانت هناك بعض الكراسي حول الجدران يتّكئ عليها الشيوخ اتّكاء ويجلسون عليها أثناء تلاوة الرسائل. فصورة الأرثوذكسيّ في صلاته صورة المسيح القائم من الموت والصاعد إلى السماء. ولا تزال كنائس روسيا حتّى اليوم خالية من المقاعد ويبقى الإنسان على ما تربّى عليه. أمّا وقد ضعفت الهمم وقلّدنا الآخرين فصرنا نجلس إلّا في تلاوة الانجيل والكلام الجوهريّ والذي يقال له في التعبير اللاهوتيّ قانون الشكر ويبدأ من «نعمة ربّنا يسوع المسيح» حتّى آخر الاستحالة، فإذا سمع المؤمنون «وخاصّة من أجل الكليّة القداسة» جلسوا. ثم يقفون من جديد عند الصلاة الربية وأثناء المناولة حتّى الختام. كذلك يقفون عند التبخير وكلّما سمعوا «السلام لجميعكم» وبعامة كلّما قيلت عبارات التبريك مع رسم الكاهن إشارة الصليب عليهم.

 

التلميذ: كيف نفهم المعاني التي تتلى على مسامعنا؟

المرشد: من الواضح أنّ الفهم هو المناخ الأساسيّ حتى لا يتضجَّر المؤمن. والفهم يأتي من تفسير الخدمة الإلهيّة وعندنا كتُب حولها. والانتباه يزداد بالوعي والأشياء لا تُملى على الإنسان إملاء ولكنّه يلتقطها التقاطًا. وما يزيد الوعي أن نتابع القداس الإلهيّ بنصّه المنشور حتّى لا تفوتنا كلمة ولا سيّما أنّ أهمّ الصلوات تُتلى سرًّا فلا يسمعها الناس. ولم يكن هكذا في البدء ولا يعلم العلماء على وجه التأكيد لماذا تُقرأ الأفاشين بصوت منخفض. ومَن لا يتابعها كما نُصّت لا يستطيع أن يفهم وحدة القدّاس وترابُطه. نحن لم نبقَ اليوم في حضارة سماعيّة بل بتنا في حضارة بصريّة ونريد أن نقرأ ولا سيّما أنّ اللفظ قد يكون سيّئًا أو تكون الكنيسة خالية من هندسة صوتيّة. هناك مكمّلات أساسيّة لأداء صالح: جوق، طراوة في الصيف، دفء في الشتاء، صمت كامل نلتزمه، حشمة نرعاها. كلّ هذا يساعد على الاستيعاب وتاليًا على السموّ الروحيّ والتأهّب للمناولة المقدّسة.

 

التلميذ: لماذا قداسنا طويل؟

المرشد: الحقّ إنّه ليس كذلك لأنّنا إذا أحسنّا الأداء، كاهنًا أو جوقًا، فهو لا يتجاوز الساعة إلا إذا طالت العظة أو كثر المتناولون. أمّا العظة عندنا فينبغي أن تكون قصيرة نسبيًّا لأنّ القدّاس ليس مجالًا للتعليم المفصَّل لكن لكشف الإنجيل وشدّ الحياة إليه. أمّا المناولة فقد كثُرت بسببٍ مِن عُمق الفهم المتصاعد عند المؤمنين وتجدُّد إيمانهم وقوّة حرارتهم. وهنا ينبغي أن ننتظر بعضنا بعضًا.

 

التلميذ: هذا أعرفه، ولكن في بعض الأوقات أشعر بالضجر!

المرشد: الحقيقة أنّ الشعور بالطول يأتي من المعرفة القليلة أو المحبّة القليلة. والقدّاس ككلّ شيء نشترك فيه من أعماق النفس: إنّها تتهيّأ لاقتبال الربّ وتُناجيه بالكلمة وتتّحد به في القرابين. هذه عمليّة حبّ. ليس السرّ في التقصير أو الإطالة. إنّه في عشقنا للمسيح أو عدم عشقنا. وهذا يربّى بالإدراك المتصاعد. فإذا الكلمات أُلصقتْ إلصاقًا بالأذن وما استدعيناها نحن استدعاء وما استلذذناها تُنشئ الشعور بالضجر. ولكن إن رحبّنا بالمسيح تائبين إليه وإلى إنجيله وجسده ودمه فالقدّاس مكان للفرح.

 

الكنيسة البلغارية

انتخبت الكنيسة الأرثوذكسيّة البلغاريّة، يوم الأحد ٣٠ حزيران ٢٠٢٤، المطران دانيال، راعي أبرشيّة فيدين (شمال غرب بلغاريا)، بطريركًا خلفًا للمثلث الرحمة البطريرك نيوفيطُس الذي توفّي في ١٣ آذار ٢٠٢٤. جاء هذا الانتخاب وفقًا للآليّة التي ينصّ عليها النظام الأساسيّ لهذه الكنيسة، من خلال مجمع انتخابيّ يتألّف من إكليروس وعلمانيّين، ويُنتخب البطريرك من بين لائحة من ثلاثة مطارنة يرشّحهم المجمع المقدّس البلغاريّ من بين أعضائه العاملين المستوفين للشروط القانونيّة، التي تتطلّب أن يكون البطريرك قد تجاوز الخمسين وأمضى خمس سنوات في عضويّة المجمع المقدّس. نال البطريرك دانيال تأييد ٦٩ صوتًا، في الدورة الانتخابية الثانيّة، من أصل ١٣٨ صوتًا، وتمّ إعلان انتخاب المطران دانيال، متروبوليتًا على صوفيا وبطريركًا على كلّ بلغاريا.

تلا الانتخاب الاحتفال بتنصيب البطريرك الجديد في كاتدرائية القدّيس ألكسَندر نْيِفسكي في العاصمة صوفيا، بحضور رئيس جمهورية بلغاريا وعدد من الرسميّين وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول ومندوبين عن الكنائس الأرثوذكسيّة: الإسكندرية وأورشليم وموسكو ورومانيا وصربيا وقبرص واليونان وجورجيا وألبانيا ومقدونيا الشماليّة.

ألقى البطريرك كلمة شدّد خلالها بأنه في «زمننا الحاضر الذي يربكنا بسبب تكاثر خطايانا، نحتاج جميعًا إلى شهادة حيّة وواضحة عن حضور الله ورحمته ومحبته لنا. وهذا يلزمنا في خدمتنا القادمة أن نكون سندًا في الإيمان والحياة بحسب الله للقطيع الروحي الموكل إلينا، في الدفاع عن نقاء إيمان المسيح وتقواه، وفي التشجيع على طريق الخلاص... ففي العالم الذي نعيش فيه، نشهد كيف أن تمرد العديد من الناس ضد الله يؤدي إلى تشريع الخطيئة وفرضها كقاعدة في المجتمع البشري. ومن المؤسف أن طمس مفاهيم الخير والشر، والحقيقة والزيف، له تأثيره الحتمي على أهل الكنيسة والعلاقات بين الكنائس. نحن مدعوون إلى أن نكون صانعي سلام في العمل، وأن نجسد في حياتنا الكلمات الخالدة للقدّيس يوحنا الذهبي الفم: أن «اسم الكنيسة لا يعني الانقسام، بل الوحدة والتوافق».

Last Updated on Friday, 05 July 2024 17:43
 
Banner