Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٢٩: الإيمان بالله والإخلاص فيه: مسيرة من مجّانيّة الله إلى قبولنا به
رعيتي العدد ٢٩: الإيمان بالله والإخلاص فيه: مسيرة من مجّانيّة الله إلى قبولنا به Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 21 July 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٩: الإيمان بالله والإخلاص فيه:  مسيرة من مجّانيّة الله إلى قبولنا به
الأحد ٢١ تموز ٢٠٢٤ العدد ٢٩ 

الأحد الرابع بعد العنصرة

اللحن ٣ - الإيوثينا ٤

البارّان سمعان المتباله ويوحنّا رفيقه في النسك

 

كلمة الراعي

الإيمان بالله والإخلاص فيه:
مسيرة من مجّانيّة الله إلى قبولنا به

رعيتي العدد ٢٩ ما أجمل أن يحدّثك يسوع عن الذين يتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. فهو اختبر إيمانهم به، حتّى تكنّى بهم، فهو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب كونه إله أحياء وليس إله أموات.

هؤلاء آمنوا به، قبل أن يكون الناموس أو الشريعة. لم يأتِ إيمانهم مستنِدًا إلى ذواتهم، بل إلى الله القادر على كلّ شيء، الضابط والخالق الكلّ، الكليّ الصلاح ونبعه ومعطيه. هؤلاء لم يتقوقعوا على برّ أو فضيلة أو تضحية لديهم، ولم يستسلموا لضعف الطبيعة وهوان الأهواء. آمنوا بالله وأطاعوا كلمته، فرفعهم الله نموذجًا لنا نحتذيه في الإيمان به.

نعم، الله حيّ وهم أحياء فيه، بعد أن امتَحن الإيمانُ إبراهيمَ طائعًا لكلمة الله ودعوته أن يترك عشيرته وأرضه زاهدًا بكلّ شيء؛ ثمّ امتَحن إسحقَ طائعًا لأبيه فحمل حطب ذبيحته التي أزمع أبوه تقديمها لله، وأخيرًا امتَحن يعقوبَ في صراعه مع الملاك وبعدها في اتّضاعه أمام أخيه عيسو القادم للقضاء عليه. هؤلاء آمنوا حقًّا فأطاعوا الكلمة، وصارعوا ذواتهم وحفظوها في الإيمان بالله، فكانت لهم كلمتُه نورًا ومأمنًا وعشرةً وخلاصًا، وصارت بفضلهم لسواهم ركيزةً وبوصلةً وهدْيًا ومنارةً.

ربّ قائلٍ هذه هي خميرة العائلة المؤمنة بالله، وقِبلة الذين أتوا من بعدهم، الباحثين عن الإله الحقيقيّ والمؤمنين به والعابدين إيّاه والشاهدين له والخادمين إيّاه والمبشّرين به. كانت نواة اتّسعت في تدبير الله من أجل أن تضمّ إليها سائر أفراد العائلة البشريّة بالإيمان به والعمل بكلمته. هذا نسجّله على ضوء تسطير يسوعَ، لحقيقة الآتين «من المشارق والمغارب» والذين سيتّكئون مع هؤلاء الآباء في ملكوت السماوات، وذلك في ما استخلصه يسوع من عبرة في نهاية حادثة شفاء عبد قائد المئة في كفرناحوم (متّى ٨: ١١).

ففي هذه الحادثة، نستعيد خبرة الإيمان تلك في شخص قائد المئة، بينما يسوع واقف بين مَن يعتبرون ذواتهم من ذرّيّة إبراهيم ولكن لا يحملون إيمانه. بالفعل قدّم لنا قائد المئة هذه الخبرة التي قلّما عثر عليها يسوع في كرازته العلنيّة بين أبناء شعبه، حتّى شهد لها بقوله: «لم أَجدْ ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا» (متّى ٨: ١٠). 

فماذا كان مِن أمرِ هذا الرجل؟ إنّه طاهر القلب وفطِن الذهن وحَسَن الطويّة ومستقيم السيرة. هذا خرج إلى يسوع لكونه، بالنسبة إليه، حاضرًا لكلّ مَن أتاه، سيّدًا قديرًا ذا سلطان، يأمر فيكون، وبه يسود ويرعى ويعتني ويعين ويشفي ويغفر. إنّه سلطان محبّة الله التي يجسّدها يسوع. فوّض قائدُ المئة أمرَ عبده المريض إلى يسوع باتّكال لا يشوبه اعوجاج، بالاستناد إلى الإخلاص التامّ الذي خبره في خدمته العسكريّة. هذا عرف أن ينتظر مجّانيّة الله ويطلبها ويقبلها باسم سواه وعنه ومن أجله، محمولًا بحسّ للمسؤوليّة كبير يسكبه ذودًا عن القريب وتفانيًا في الخدمة.

وماذا كان مِن أمرِ يسوع؟ هو مخلِص للآب في كلّ شيء، ويعمل من أجل أن ينير ذهن الإنسان وقلبه إلى أن يعيش هذا الإخلاص المبنيّ على الإيمان به والنابع من العمل بكلمته والقائم على اختبار حقيقتها في حياته، على غرار الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، على سبيل المثال لا الحصر. فليس هذا الإخلاص تزلّـمًا أو تبعيّةً أو انتماء اسميًّا أو استئثارًا مشروعًا أو حقوقًا مكتسَبة في العلاقة مع الله، فقد أوضح يسوع زيف مثل هذا الإخلاص ومآله المأساويّ: «أمّا بنو الملكوت فيُطرَحون إلى الظلمة الخارجيّة. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متّى ٨: ١٢).

وماذا يكون مِن أمرِنا ويسوع؟ هذا نستدلّ عليه بما صرّح به يسوع لقائد المئة: «اذهبْ وليكن لك كما آمنتَ» (متّى ٨: ١٣). لقد وجد يسوع في هذا القائد مَن يستطيع أن يؤمّنه بحقّ على نعمته، ويوكل إليه التصرّف بها دون أن يخشى سوء استخدامها، لكونه لمس فيه من الطاعة ما أفصح عنها مقدار نكرانه لذاته، ومن التواضع ما كشفه إدراكه لعدم استحقاقه، ومن المحبّة ما تبدّى منه من تعهّد كامل لمرؤوسه، ومن الإيمان ما يحمله على قبول كلّ شيء على سبيل النعمة، ليس إلّا. هذا يقودنا إلى الدخول في خبرة ما سيقوله لنا الربّ قبل آلامه: «كلّ ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه» (متّى ٢١: ٢٢). إنّه دخولنا في حركة مجّانيّة الله من نحونا على أساس إقرارنا بواقعنا المأساويّ، وتعهّدنا إيّاه بمسؤوليّة وتفانٍ، وقدومنا إلى المسيح طالبين الشفاء والخلاص، لا عن استحقاق بل عن إيمان بالقادر والراغب والعامل فينا لخلاصنا.

هذا هو جمال عائلة المؤمنين بالله، وجمال المنضمّين إليّها، وجمال العفّة التي توشِّحهم بها نعمة الله، فيعفّون عن كلّ فضيلة ورذيلة فيهم، طالبين بحرارة مَن باستطاعته أن يقيمنا في العفّة، عفّة المقيمين في مجانيّة نعمته الشافية والمخلِّصة والمرسِلة إيّانا إلى أترابنا والضامّة إليها بني الملكوت. ألا بارِكْ يا ربّ قدومنا إليك!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ٦: ١٨-٢٣

يا إخوة، بعد أن أُعتقتم من الخطيئة أصبحتم عبيدًا للبرّ. أقول كلامًا بشريًا من أجل ضعف أجسادكم. فإنكم كما جعلتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم للإثم، كذلك الآن اجعلوا أعضاءكم عبيدًا للبرّ للقداسة. لأنكم حين كنتم عبيدًا للخطيئة كنتم أحرارًا من البرّ. فأيُّ ثمرٍ حصل لكم من الأمور التي تستحيون منها الآن؟ فإنما عاقبتُها الموت. وأما الآن فإذ قد أُعتقتم من الخطيئة واستُعبدتم لله فإن لكم ثمركم للقداسة، والعاقبة هي الحياة الأبدية، لأن أُجرة الخطيئة موتٌ، وموهبة الله حياةٌ أبدّيةٌ في المسيح يسوع ربنا.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٥-١٣

في ذلك الزمان، دخل يسوع كفرناحوم فدنا إليه قائد مئة وطلب إليه قائلًا: يا ربّ إنّ فتايَ مُلقى في البيت مخلّعًا يُعذَّب بعذاب شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأشفيه. فأجاب قائد المئة قائلًا: يا ربّ لستُ مستحقًّا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإنّي أنا إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائتِ فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونه: الحقّ أقول لكم إنّي لم أجد إيمانا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمّا بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثمّ قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

 

تأمّل في النبيّ إيليّا

للأرشمندريت الياس (مرقص)

«حيٌّ هو الله الذي أنا واقف أمامه!».

هذا كان شعار النبيّ الياس في حياته، لذلك بقي حيًّا في ضمير الشعب لذا رغب كثيرون في اطلاق اسمه على أبنائهم.

تدعوه الترنيمة الكنسيّة أنّه «الملاك بالجسم، قاعدة الأنبياء ورُكنهم، السابق الثاني لحضور المسيح»، الشاهد للحقّ حتّى الأيام الأخيرة، صوت الضمير الحيّ، المقاوِم للظلم. حياته المتقشّفة في الجبال والصحراء جعلته شفيعًا للرهبان ولكلّ مَن واجه في حياته وقاحة العالم وفساده.

لقاؤه مع الربّ تمّ لا في العاصفة، ولا في الزلزلة، ولا في النار، بل في «صوت نسيم لطيف»: هناك كان الربّ (٣ملوك ١٩: ١١-١٣).

لا يُشاهَد الربّ في «العجقة» لأنّ الضجّة كثيرًا ما تحجب الصوت، النداء الداخليّ. هكذا يكون افتقاد الله بعد تجربة كبيرة تهزّنا وتكاد تحطّمنا. افتقاده يكون في اللطف والرحمة. لذلك عبادة الله في النهاية لا تتمّ في الاحتفالات الصاخبة ولا في الهياكل الفخمة ولا حتّى في الشعائر الدينيّة بحدّ ذاتها، بل في «الروح والحقّ» حيث يُسمع صوت كلمة الله، صوت الله الحيّ المتجسّد فينا.

لقد صبَّ نبيُّ الله سخطه على أنبياء البعل وقتلهم. لا شكّ أنّ كلّ قتل عصيانٌ لوصيّة الله: «لا تقتلْ». ولكن إن كان لا بدّ من انفعال قوّة الغضب فينا فلتنزلْ على الشرّ وأعوانه. وهذا الخشب الرطب، عودنا المغمّس بالشهوات والضعفات البشريّة، لا يُحرق إلّا بنار الحبّ الإلهيّ الذي يطهّر وينير ويُدخل الدفء إلى قلوبنا (٣ملوك ١٨: ٣٦-٣٨).

لقد استعر قلب النبيّ حبًّا لله بالنار الإلهيّة فلم يعدْ ينتمي إلى هذه الأرض فارتفع بالجسد قائمًا مسبقًا حيًّا إلى قرب الله في الوطن السماويّ الحقيقيّ (٤ملوك ٢: ١١).

ولا ننسَ صلاته إذ يدرّبنا فعلًا على الصلاة الحارّة، الصلاة النقيّة الفاعلة، التي بها احتضن ابن أرملة صيدا الميت وصرخ إلى الله ثلاثًا وأحياه ناقلًا إليه بكلّ كيانه الروح والقوّة الـمُستمدَّين من الله (٢ملوك ١٧: ٢١).

وكذلك أنزلَ المطر بعد جفاف دام طويلًا وبعد صلاة حارّة إلى الله «ساجدًا إلى الأرض وجاعلًا وجهه بين ركبتَيه» (٣ملوك ١٨: ٤٢)، كما أنّه بصلاته أنزل النار على الخشب الرطب والمحرقة فاحترق الكلّ.

 

الإيمان

كثيرًا ما نقول إنّه يكفي أن أكون طيّبًا ولطيفًا بغضّ النظر عمّا أؤمن به. على هذا المنوال نقول: «أنا إنسان صالح، لأنّني لا أقتل، ولا أسرق، ولا أسيء إلى أحد تقريبًا، وأكسب عيشًا شريفًا». أمّا كتاب بستان الرهبان فيروي لنا حادثة جرت مع القدّيس أغاثون، وهو أحد آباء البريّة من القرن الرابع، حيث سمع بعض الإخوة عـمّا اتّسم به من نعمة التمييز، فأرادوا أن يجرّبوه ليروا إن كان يغضب. قالوا له: «أأنت هو أغاثون الذي نسمع عنك أنّك زانٍ ومتكبّر؟»، فأجاب: «نعم، هو الأمر كما تقولون». فسألوه له: «أأنت أغاثون المهذار المحتال؟»، فقال لهم: «نعم، أنا هو». فتابعوا: «أأنت أغاثون الهرطوقيّ؟»، فأجاب: «حاشا لي وكلّا، إني لستُ مهرطقًا». ولـمّا سُئل لماذا قَبِل كلّ الاتّهامات ما عدا اتهامه بالهرطقة، أجاب: «إّنني أرى كلّ التهم الأولى في نفسي، وقبولها يعود عليّ بالنفع، أمّا أن يكون الإنسان هرطوقيًّا، فهذا يعني أنّه قد انفصل عن الله، وأنا لا أريد أن أنفصل عنه». فلما سمعوا هذا تعجّبوا من هذه النعمة.

يعترينا، في بعض الأحيان، يقين أنّنا أبرار، دون أن ّيهمّنا ما نؤمن به. أمّا القدّيسون فكانوا يؤكدون أنّهم خطأة، وفي الوقت نفسه أنّ ما يؤمنون به صحيح وحقّ. يصبح المسيحيّون أبرارًا أوّلًا بالإيمان (رومية ٥: ١)، الأمر الذي يفترض أنّه إيمان حقيقيّ ونقيّ وحامل للنعمة، خالٍ من كلّ أنواع الخرافات والتشويهات؛ إنّه الإيمان الذي تمّ تسليمه مرّة واحدة للقدّيسين (يهوذا ١: ٣)، وليس ذلك الذي نشأ خلال هذه القرون العشرين الطويلة؛ إنّه الإيمان الذي انتقل من الآب إلى الابن، ومن الابن إلى الرسل، ومن الرسل إلى خلفائهم. هذا الإيمان هو أثمن لؤلؤة يجب على الإنسان في عصرنا أن يغوص فيها في أعماق قلبه ويطالعها في محيط المصادر التاريخيّة، حتّى إذا ما عثر عليه، ينتقل من الأعماق إلى السطح، ثمّ يخرج إلى النور الأبديّ للحقيقة.

 

مكتبة رعيتي

أصدرت تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتابًا جديدًا بعنوان: «المحبّة إنسانًا - المطران بولس بندلي»، لمؤلّفه الدكتور جورج تامر، حيث يسعى الكتيّب إلى الالتفات إلى الرعاية كما عاشها المطران بولس (بندلي) ومارسها، واستخلاص مضامينها اللاهوتيّة. فالرعاية عنده حبّ فيه أبعاد ثلاثة: الرعاية والحبّ والصليب، بها ينفتح على مختلف الأطراف في الجماعة أمامه انفتاحًا أصيلًا، دون أن يتخلّى عن هويّته الأرثوذكسيّة. يتضمّن الكتاب مقدّمة بقلم المتروبوليت أفرام (كيرياكوس) راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، حيث كتب: «تميّز المطران بولس بندلي بالتواضع والانسحاق ووداعة الأطفال، كان بولس بندلي يرى في كلّ إنسان صورة مجد الله سواء كان مسيحيًّا أم غير مسيحيّ». يُطلب هذا الكتاب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.

 

عيد القديسَين نقولا وحبيب خشّة

بناء على قرار المجمع الأنطاكيّ المقدّس الصادر في تشرين الأوّل ٢٠٢٣، تحتفل كنيستنا الأنطاكيّة، للمرّة الأولى، بالعيد الجامع للقدّيسَين الشهيدَين في الكهنة نقولا وحبيب خشّة، المصادف في ١٦ تموز. أقام راعي الأبرشيّة خدمة عيدهما يوم السبت الواقع فيه ١٣ تموز ٢٠٢٤ في كنيسة النبي الياس الأثريّة في صليما، وألقى عظة تناول فيها عيش محبّة الربّ والإيمان به وخدمته ضمن العائلة الواحدة، والإشعاع الذي ظهر في شهادة عائلة خشّة، سواء في الأب أو في ابنه، عبر شهادة ثابتة في الرعاية والبذل والحقّ في ظروف قاسية وأليمة، ناشرين فرح المسيح ونعمته تعزيةً واستفقادًا ورجاءً.

 

الكنيسة الرومانيّة

وافق آباء المجمع الرّوماني المقدّس، في دورته العاديّة المنعقدة يومَي ١١-١٢ تموز ٢٠٢٤، على إعلان قداسة ١٦ قدّيسًا رومانيًّا. من بين هؤلاء الأرشمندريت صوفيان (بوغيو) (١٩١٢-٢٠٠٢)، رئيس دير «أنتيم» في بوخارست - رومانيا، بتسميته القدّيس المعترف «صوفيان» من دير «أنتيم»، وقد تحدّد عيده في ١٦ أيلول. لهذا القدّيس صلة بكنيستنا الأنطاكيّة، وبالأخصّ بأبرشيّتنا، حيث رسم جداريّات كنيسة دير القدّيس جاورجيوس – دير الحرف في أوائل السبعينات من القرن العشرين، كما ساهم مع الأرشمندريت أندريه (سكريما) في تأسيس الرّهبنة هناك. إلى ذلك رسم جداريّات كنيسة القدّيس جاورجيوس – برمّانا.

أكثر ما يلفت في خبرة هذا القدّيس هو زهده، من جهة، واعتداله في كلّ شيء، من جهة أخرى، دون أن يفقد الفرح في المسيح. إلى ذلك، يلاحظ المرء لديه استعداده الدائم للخدمة، وصبره الكبير في الآلام، ليس فقط على ضوء ما واجهه في السجن، بل وأيضًا في حياته الشخصيّة وفي خدمته لـمَن وضعهم الربّ في طريقه. فكان الصبر على الآلام والرجاء صنوان متلازمان فيه، يسقيهما بدموعه وصلاة لا تفتُر. 

لم يكن معترفًا في السجن فقط، بل طيلة حياته. فهو لم يحتمل الآلام إلّا لكونه أحبّ المسيح حبًّا كبيرًا، وأَلـهَم بها سواه، وغذّاها فيهم بما تمتّع به من حُسْن إصغاء، وحكمة في الكلام والصمت، ومشورة حسنة تحفظ نفوس مَن هم في العالم لكنّهم ليسوا من العالم.

Last Updated on Saturday, 20 July 2024 06:46
 
Banner