Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٣٤: سيادة الله المعطاة إلى المؤمنين به
رعيتي العدد ٣٤: سيادة الله المعطاة إلى المؤمنين به Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 25 August 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٣٤: سيادة الله المعطاة إلى المؤمنين به
الأحد ٢٥ آب ٢٠٢٤ العدد ٣٤ 

الأحد التاسع بعد العنصرة

اللحن ٨ - الإيوثينا ٩

تذكار عودة جسد برثلماوس الرسول،

والرسول تيطُس

 

كلمة الراعي

سيادة الله المعطاة إلى المؤمنين به

3424 في حادثة المشي على المياه، نتأمّل في سيادة يسوع المتعدّدة الأوجه، والتي تساعدنا على تحقيق السيادة التي أعطانا أن نعيشها بمقدار إيماننا به:

أوّلًا، سيادته على الخليقة، إذ به كان كلّ شيء ومن دونه أو بغيره لم يكن شيء مـمّا كان (يوحنّا ١: ٣). وهو أظهر سيادتَه كما رأينا في تعاطيه مع الأرواح النجسة، ومع عاهات الإنسان الجسديّة والنفسيّة والخلقيّة والروحيّة، ومع الطبيعة بمختلف أشكالها وليس أقلّها مشيه على المياه، أو تسكينه العاصفة والأمواج (متّى ١٤: ٣٢).

ثانيًا، سيادته التي يمارسها بالعودة إلى الآب، والتي تتجلّى في غير مناسبة مصلّيًا على انفراد على الجبل وفي الليل (متّى ١٤: ٢٣)، إذ منه يستمدّ إرادته في تحقيق رسالته وتدبيره الخلاصيّ، الأمر الذي يجسّده في أقواله وأفعاله وعلاقته مع التلاميذ والجموع. 

ثالثًا، سيادته المبنيّة على المحبّة الباذلة، أي التي لا تطلب ما لذاتها، ولا تنتفخ بنفسها، ولا تتعالى على سواها، بل تقود المحبوب إلى دفء حضن الآب، والعودة إلى الذات، واقتبال الغفران الإلهيّ، والاستنارة بالكلمة الإلهيّة، والسلوك بمقتضى مَن تنقّى ضميره من أدران الخطيئة. إنّها المحبّة التي تقود الإنسان إلى عيش حريّته وحسن استخدامها في طريق تحقيق دعوته من الله وكماله.

رابعًا، سيادته المبنيّة على التواضع، فلا يفرضها على الإنسان، ولا يقمعه بها، ولا يستغلّه بسببها. فيسوع حجب عنّا، بجسده، طبيعته ومجده الإلهيَّين، ونحن عاينّا تواضعه في كافّة تفاصيل كرازته العلنيّة، فلم يُردْ أن ينبهر الإنسان بسيادته وقدرته وسلطانه، ولا أن يستسلم أمامها، ولا أن يتذلّل بسببها، بل حثّه، بواسطتها، على إدراك صلاح الله، واقتبال الحكمة والحياة الكامنة في كلمته، وتبنّي دعوته إيّاه إلى التحرّر من عبوديّته واستعادة كرامته وعيش حريّته الحقيقيّة.

خامسًا، سيادته التي تبغي تحقيق العدل والرحمة والحقّ والسّلام، إذ هي قاعدة ملكوت أبيه، وبه تتلاقى وتتحقّق. بخلاف ذلك، لا معنى لهذه السيادة إذ تتلوّن ساعتها بأهواء البشر وخطاياهم وأنانيّتهم. إنّها السيادة التي تجعل الطبيعة البشريّة تعيش ملأها وكمالها، وتعطي مَن يحملونها أن يدخلوا في خدمة المصالحة التي حقّقها يسوع وأعطانا أن نسلك فيها، فلا نمشي فقط على المياه، بل نطأ الموت نفسَه بموتنا عن الخطيئة.

سادسًا، سيادته التي يعطي المؤمنَ به أن يتذوّق مفاعيلها في حياته وتكون له نعمةً وحقًّا، بفعل البنوّة لله التي تنشأ بالإيمان به ربًّا وإلهًا ومخلِّصًا. فالخلاص الذي أتى بيسوع يُنشئ منّا بالفعل أسيادًا بالمعنى الذي سبق تبيانه وبالروح التي مارسها يسوع بيننا. إنّها سيادة نعمة الله فينا، وعيشنا هذه السيادة، على غرار يسوع، في سبيل تحقيق إرادة الله من خليقته، لا سيّما المخلوقين على صورته.

سابعًا، سيادته التي تعلن حلول ملكوت الله والذي افتتحه بدعوته إيّانا إلى التوبة، والذي رأيناه في تجلّيه على الجبل قادمًا بقوّة قبل أن يذوق ثلاثة من تلاميذه الموت. إنّها السيادة التي نعيشها في أسرار الكنيسة، بالاعتراف والتوبة، بالمشاركة في القدسات، في التكريس والزواج، في الخدمة لمجده، وفي الصلاة من أجل خلاص الكلّ.

هذا اختبره الرسول بطرس بشكل يسير حينما مشى على المياه، كـمَن بإمكانه أن يحدّق في شعاع واحد من أشعّة الشمس، دون أن يكون قادرًا بعد على التحديق في قرص الشمس نفسه. إخفاقه في هذه الخبرة يعود إلى قلّة إيمانه كما سمعنا يسوع مؤنِّبًا إيّاه: «يا قليل الإيمان، لماذا شكَكتَ؟» (متّى ١٤: ٣١). إنّها الخبرة التي فتح يسوعُ أبوابها حينما أكّد لتلاميذه هويّته، ودعاهم إلى التخلّي عن الخوف والوهم، ثمّ إلى التحلّي بالشجاعة والإيمان به، وأخيرًا إلى السير بالنظر الدائم إليه دون التوجّس شرًّا أو خطرًا من ضيق أو شدّة أو أهوال مهما كان نوعها. إنّها خبرة الكنيسة الشاهدة ليسوع، والخادمة لتدبيره، والقائمة في سلامه وحضرته، والساجدة له، الكارزة به أنّه بالحقيقة ابن الله (متّى ١٤: ٣٣).

ما أجملك يا ربّ ماشيًا على بحر خطايانا دون أن تغرق فيها، وعاملًا من أجل أن ترفعنا من قعرها، ومعطيًا إيّانا النعمة لنسود عليها، وداعيًا إيّانا لننطلق إليك ونكون مساعدين لأترابنا لتكون لهم هذه الخبرة النصيب الصالح الذي لا يُنزَع منهم!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١ كورنثوس ٣: ٩-١٧

يا إخوة، إنّا نحن عاملون مع الله وأنتم حَرْثُ الله وبناءُ الله. أنا بحسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاءٍ حكيم وضعتُ الأساس وآخر يبني عليه. فلينظرْ كلّ واحد كيف يبني عليه، إذ لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا غير الموضوع وهو يسوع المسيح. فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبًا أو فضة أو حجارة ثمينة أو خشبًا أو حشيشًا أو تبنًا، فإنّ عمل كلّ واحد سيكون بيّنًا لأنّ يوم الربّ سيُظهره، لأنّه يُعلَن بالنار وستمتحن النارُ عمل كلّ واحد ما هو. فمَن بقي عمله الذي بناه على الأساس فسينال أُجرة. ومن احترق عمله فسيخسر وسيَخْلُص هو ولكن كمَن يمرّ في النار. أما تعلمون أنّكم هيكلُ الله وأنّ روح الله ساكن فيكم؟ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله لأنّ هيكل الله مقدَّس وهو أنتم.

الإنجيل: متّى ١٤: ٢٢-٣٤

في ذلك الزمان اضطرّ يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العِبر حتّى يصرف الجموع. ولـمّا صرف الجموع صعد وحده إلى الجبل ليصلّي. ولـمّا كان المساء كان هناك وحده. وكانت السفينة في وسط البحر تكدّها الأمواج لأنّ الريح كانت مضادّة لها. وعند الهجعة الرابعة من الليل، مضى إليهم ماشيًا على البحر. فلمّا رآه التلاميذ ماشيًا على البحر، اضطربوا وقالوا إنّه خيال، ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلّمهم يسوع قائلًا: ثقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس قائلًا: يا ربّ إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتيَ إليك على المياه. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه آتيًا إلى يسوع. فلمّا رأى شدّة الريح خاف، وإذ بدأ يغرق صاح قائلًا: يا ربّ نجّني. وللوقت مدّ يسوع يده وأَمسك به وقال له: يا قليل الإيمان لماذا شككتَ؟ ولـمّا دخلا السفينة سكنتِ الريحُ. فجاء الذين كانوا في السفينة وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابنُ الله. ولـمّا عبروا جاؤوا إلى أرضِ جنيسارت.

 

أخلاقيّات العمل والشّهادة المسيحيّة

لا يمكن الحديث عن الأخلاق المسيحيّة إلّا في سياق العلاقات داخل المجتمع. المجتمع «النموذجيّ» المثاليّ هو شركة الثالوث القدّوس. العلاقات داخل الثالوث تُحدّدها المحبّة الإلهيّة التي هي المعيار الأخلاقيّ الأسمى في الأرثوذكسيّة. هذا يلزمنا، كمؤمنين، أن توجِّه المحبّةُ كلَّ نشاط نقوم به، سواء في أماكن عملنا، أو في حياتنا الشخصيّة.

لا يقتصر السلوك الأخلاقيّ فقط على تطبيق المبادئ أو القواعد «الرسميّة». يَقبَل المؤمنون قواعد معيّنة للسلوك باعتبار أنّها نظاميّة. لكنّهم يذهبون أبعد، إذ يعتقدون يأنّها وصايا معطاة من الله الذي يتصرّف في حياتهم وهم مسؤولون أمامه.

يشير الكتاب المقدّس إلى كرامة العمل وارتباطه بسرّ الثالوث القدّوس. أيًّا كان موقع الموظَّف في العمل، أكان الرئيس التنفيذيّ له أم المدير العامّ أم مجرّد عامل عاديّ، فإنّ تعاليم يسوع المسيح يجب أن تحكم أخلاقه وعلاقاته وكلّ ما يفعله في مكان عمله. أتكلّم على فكر الله الذي نكاد نتنكّر له اليوم. فإنّنا نلحظ أنّ معظم الناس اليوم يميلون، قليلًا هنا وكثيرًا هناك، نحو التزلّف والمصلحة الذاتيّة اللذين يدمّران علاقتهم مع الله ومع الناس. بات الكثيرون، في غير موقع، ينظرون إلى العمل على أنّه «شرّ لا بدّ منه»، لا وسيلة لتدبير الله حياتَهم وعائلاتِهم ولمساعدتهم على عمل الخير.

يجسّد يسوع في حياته كرامة العمل الحقيقيّة. قبل انطلاقه في خدمته العلنيّة، عمل نجّارًا. واختار تلاميذه من بين العمّال. كانت ليديا سيّدة أعمال، وبولس صانع خيام، ولوقا طبيبًا، ومتّى موظفًا حكوميًا، وأَكيلّا وبريسكِلّا حِرفيَّين، وطابيثا خيّاطة، وكان أندراوس وبطرس صيّادَين. ذكّر الرسول بولس كنيسة تسالونيكي بتعبه وكدّه بقوله لهم: «إذ كُنَّا نَكرز لكم بإنجيل الله، ونحن عاملون ليلًا ونهارًا كي لا نُثقل على أحد منكم» (١تسالونيكي ٢: ٩). لذلك، العمل مكانٌ للشهادة في الحياة اليوميّة. يجسّد الاجتهاد والانضباط والثبات والاهتمام بالتفاصيل التي تُعتبر أنّها ضرورة للقيام بعمل جيّد ولحياة صالحة في المسيح.

ما أهمّية أخلاقيّات العمل؟

ترتبط الثروة ارتباطًا وثيقًا بالعمل والأرباح الـمُحتمَلة. لذلك تُعدّ أخلاقيّات العمل عنصرًا مهمًّا في أيّ نظام اقتصاديّ. ضمن هذا النظام، يجب أن يكون العمل دائمًا نتيجة لقناعة أخلاقيّة. يعلّمنا الكتاب المقدّس أنّ كرامة العمل قائمة على قاعدة أنّ الناس مخلوقون على صورة الله معطي كلّ الخير (أفسس ٦: ٨).

للأسف، يميل الكثيرون، في ما يعملونه في حياتهم، إلى إهمال ما تقتضيه كنيستهم في فكرها ومناقبيّتها، ويركّزون على الجوانب المادّيّة، ويتسامحون مع كلّ ضروب الاحتيال. لذلك يحذّر بولس «أنّ محبّة المال أصل لكلّ الشرور» (١تيموثاوس ٦: ١٠). عندما يبدأ الناس في تعظيم المال أكثر من الفضيلة أو من الله، فإنّ قلوبهم تستسلم استسلامًا كاملًا لحبّ المال والجشع الذي هو عبادة وثن، كما يعلّم القدّيس يوحنّا السلّميّ. عندما يركّزون على الثروة المادّيّة بدلًا من الله وابتغاء مجده، فإنّهم، إذا حصلوا عليها، لا ينالون سوى شعور زائف بالسعادة. أصبح يهوذا الإسخريوطيّ خائنًا لأنّه لم يكن، في أعماق قلبه، يحبّ معلّمه، بل «أظلم بمحبّة الفضّة».

في مَثَل الغنيّ الجاهل، يصرخ الله في وجه الغنيّ «يا جاهل! هذه الليلة تُطلب نفسُك منك، فهذه التي أعددتَها لمن تكون؟» (لوقا ١٢: ٢٠). وفي سفر الأعمال، كذب حنانيا وسفيرة على الرسل بسبب الجشع. ووبّخه بطرس: «يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟... أنت لم تكذب على الناس، بل على الله» (أعمال ٥: ٣ و٤). عاقبة محبّة المال أن تغدو قلوب البشر مسرحًا للشرّير. لذلك، مات حنانيا وسفيرة (أعمال ٥: ٥-١٠)، وكانت نهاية يهوذا مأساويّة (متى ٢٧: ٥).

في طروباريّة عيد العمّال التي نُنشدها في الأوّل من أيّار، يدعو ناظمُها، المطرانُ جورج (خضر)، اللهَ أن يكمِّل، بسلامه وفرحه، «عُمّالَ العالم أجمع، ... حتى تَعْمُرَ بهم المدينة».

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: سِفر نشيد الأناشيد

التلميذ: ما هو سِفر نشيد الأناشيد؟

المرشد: إنّ «نشيد الأناشيد» هو من الأسفار الشعريّة في العهد القديم، يعني «النشيد الأعظم»، ويبدو لأوّل وهلة أنّه لا يمتّ بأيّة صلة إلى الدِّين أو الله، وهذا العنصر جعل بعضهم يشكّون في قيمته الروحانيّة. هو أنشودة حبّ بشريّ يجمع بين رجل وامرأة، يتوفّر فيه «الوصف» وهو عنصر ذو شأن في «الغزل» أو «النسيب». إنّ كلًّا من الحبيبَين يتغنّى بمحبوبه، وذلك عن طريق عبارات وكلمات قد تصدم الأعين السطحيّة. ولكن إذا أمعنّا النظر، وجدنا أنّ تفاصيل الوصف لا تحول بحدّ ذاتها حثًّا على الشّرّ ولا على الخطيئة وليست سوى إشادة بمحاسن ومفاتن هي ثمرة الخلق الجميل.

التلميذ: ماذا عن محتوى هذا السِفر؟

المرشد: يذكّرنا «نشيد الأناشيد» منذ آياته الأولى بسفر التكوين أي بجمال الخلق وبقصّة البشريّة، بدأها الحبّ الأعظم وهو حبّ الله للإنسان ثمّ الحبّ الخالد الذي يربط الرجل بالمرأة. ونجد في نشيد الأناشيد الجنّة أي البستان أو الفردوس، وكأنّه يعود بنا إلى الجنّة الأولى، جنّة عدن أي فردوس النعيم. إنّ قصّة «النشيد» إعادة لرواية الحبّ والجاذبيّة والوئام التي تقرّب «المرء» من «المرأة» التي له «ضلع» في كيانها كما أنّ لها «ضلعًا» في كيانه. ويورد كاتب النشيد عناصر الطبيعة، من نبات وحيوان، بعد أن ذكر الأودية والتلال والأنهار والبحار، ليرسم لوحة خلّابة، تكون بمثابة إطار لقصّة الحبّ: وهكذا يستعرض في كتابه الصغير واحدًا وعشرين نوعًا من النبات وخمسة عشر نوعًا من الحيوان. إنّها القصّة الإلهيّة الإنسانيّة الخالدة، قصّة الحبّ أو المحبّة التي هي «قويّة كالموت» والغيرة التي هي «قاسية كالجحيم، لهيبها لهيب نار ولظى الربّ».

التلميذ: مَن كَتَبَ هذا السِفر؟ ولماذا؟

المرشد: «نشيد الأناشيد الذي لسليمان»: في هذا العنوان نلحظ حرف «اللام» في «لسليمان». أجمع المفسّرون على أنّ اللام هنا لا تشير إلى المؤلِّف بل إلى الموضوع. إنّ اسم ذلك الملك الحكيم، يرِد سبع مرّات في «النشيد»، كما أنّ الكاتب يذكُر سبع مرّات كلًّا من «بنات أورشليم» ولبنان والخمر والمرّ والظباء. ويجد القارئ نفسه في جوّ ملكيّ، وسط حاشية العاهل وأجواق المنشدات. أمّا التقليد القديم فقد نسَب «نشيد الأناشيد» إلى سليمان. غير أنّ علوم النقد واللغة والبيئة التاريخيّة بيّنت أنّ «النشيد» يرتقي إلى القرن الرابع قبل الميلاد. لجأ الكاتب الملهَم إلى شخصيّة سليمان وإلى الإطار الملكيّ لغاية محدّدة في نفسه.

 

فضائل النفس وأهواؤها

- كما للجسد أربعة عناصر، كذلك للنفس العاقلة. أمّا فضائل النفس الأربع فهي الفطنة والقناعة والقوّة والبرّ. ومنها تتشعّب فضائل أخرى كثيرة. أمّا أهواؤها الأربعة التي تسهر على حياتها العاقلة، فهي الرجاء والفرح والمخافة والحزن.

- تكون النفس كلّها فكرًا عندما تفكّر، وكلّها إرادة عندما تريد. وكذلك تكون كلّها محبّة عندما تحبّ. يُقال على الله نفسه إنّه محبّة، وهو كذلك. ولا يسع تلك المحبّة أن تكون سوى محبّة الصلاح وكمال المحبّة. أمّا محبّة النفس البشريّة، المتغيّرة النزعات، فيمكنها أن تُصعد لهيبها إلى الأعالي، والله وحده هو في قمّة العلوّ، استجابة لعمل المحبّة السماويّة، أو تنزلق بها إلى القاع، إن كانت متأثّرة بانفعال مُذنب.

 

مكتبة رعيتي

سنة ٢٠١٢ كان صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتاب بعنوان: «الميتيورا: الأديرة المعلّقة، تاريخ وتراث»، تعريب وإعداد لولو الياس صيبعة. ما يُميّز الكتاب أنّه يزدان بالصور الملوّنة على كلّ صفحاته المئة والسبعين. يقود الكتاب القارئ من دير إلى آخر من أديرة الميتيورا في اليونان الواقعة على صخور شاهقة ضمن طبيعة أخّاذة. ثم يدخل إلى كلّ دير ويشرح تاريخ الحياة الرهبانية فيه، ويتنقل بين الكنائس متأمِّلًا الأيقونات والجداريّات إلى شروحات جانبيّة تلفت القارئ إلى تفاصيل أو تعابير يتوقف عندها. يُطلب من مكتبة سيدة الينبوع، أو من المكتبات الكنسيّة.

Last Updated on Friday, 23 August 2024 16:49
 
Banner