Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٤١: أيقونة زارع الكلمة
رعيتي العدد ٤١: أيقونة زارع الكلمة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 13 October 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٤١: أيقونة زارع الكلمة
الأحد ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٤ العدد ٤١ 

الأحد ١٦ بعد العنصرة

اللحن ٧ - الإيوثينا ٥

آباء المجمع المسكوني السابع

تذكار كَربُس وبابيلوس وأغاثوذورس

وأغاثونيكي الشهداء

 

كلمة الراعي

أيقونة زارع الكلمة

رعيتي العدد ٤١: أيقونة زارع الكلمة أعظم ما حصل في تاريخ البشريّة هو عطيّة الله للإنسان بأن يؤمن به، فنعمة الوجود لا تعني شيئًا بدون نعمة الحياة، وهذه الحياة لا تكون إلّا بنعمة الإيمان بخالقها ومعطيها ومكمّلها إلى كمالها. هذا حصل بفضل عناية الله بالإنسان في مسار طويل في التاريخ اكتمل بيسوع المسيح واستمرّ بعمل الرسل وكرازة الكنيسة. هذا ما يعكسه لنا مَثَل الزراع. فكيف «خرج الزارع ليزرع زرعه» (لوقا ٥: ٥)؟

خرج الزارع ليزرع كلمة الله أوّلًا في قلب آدم وحوّاء. أوصاهما بأن يتمتّعا بكلّ أشجار الفردوس ما خلا شجرة معرفة الخير والشرّ. لكنّ الشيطان احتال عليهما وأغواهما بطعام مخالف لطعام الله والمتمثّل بالشركة معه والطاعة له والعودة إليه. نزع من قلبَيهما الإيمان بالله، وزرع الشكّ عوضه، فخرجا من حضرة الله.

ثمّ خرج الزارع ليزرع كلمة الله في قلب المرسَلين في العهد القديم من الآباء والأنبياء، وعبرهم وبوساطتهم في شعبه. وقد أبلى الآباء والأنبياء البلاء الحسن، وعملوا على إذكاء جذوة الإيمان في النفوس ولو على حساب بذل الذات استشهادًا يوميًّا، وبسفك الدم أحيانًا، ورفعوا مشعل الإيمان عاليًا ليرى الشعب طريق الربّ المستقيمة ويسيروا فيها. إلّا أنّ هذا الأخير أظهر ألوانًا كثيرة من عصيانه وصايا الله والتمرّد عليه والكسل والإهمال والتكبّر على النعمة، بداعي تفضيله العالم وشهواته ومغرياته والتماهي معه، عوض أن يستجيب لدعوة الله أن يكون شعبَ الله الحامل كلمته وشهادته وعبادته الحقيقيّة.

وبعدها أتى الزارع بنفسه إلينا فجسّد يسوعُ بيننا إرادةَ أبيه خادمًا خلاصنا وملقيًا بذار الإيمان بالإله الحقيقيّ وبـمَن أَرسله ليقودنا إلى مراعي الإيمان والخلاص. وأظهرت لنا الأناجيل هذه الحقيقة، وما مَثَل الزارع سوى أيقونته الكاملة. وقد عرّفَنا هذا المثل على واقعيّة خدمة الربّ يسوع لنا، مباشرة أو عبر مَن يرسلهم إلينا، حتّى نعي طبيعة الجهاد المطلوب منّا، بأن ندخل من الباب الضيّق ونغصب أنفسنا لنثمر ثمارًا تليق بالتوبة في حياتنا وواقعنا ومع أبناء جيلنا. وهذا حصل بأن جعل يسوعُ من صيّادي السمك صيّادين للناس، مع ما يعنيه هذا أن يكون هؤلاء مرسَلين كخراف بين ذئاب، وأن يكونوا مضطهَدين كما اضطُهد هو، وأن يصطبغوا بالصبغة التي اصطبغ بها، وأن يشربوا الكأس التي شربها، دون أن يتخلَّوا عن مهمّة الزارع الذي صَلب ذاته للعالم.

والآن باتت الكنيسة هي الزارع الذي خرج ليزرع، بالجماعة المؤمنة بيسوع والشاهدة له والخادمة لإنجيله والمكرِّسة ذاتها لخدمة خلاص العالم، بأبنائها على اختلاف مواهبهم وطاقاتهم ورُتبهم ومواقع مسؤوليّتهم، بفضل محبّتهم وتعاضدهم وتكاتفهم واستنباط ما يلزم من أجل تحقيق هذه الخدمة في مجالات الحياة كلّها، الشخصيّة والجماعيّة. هؤلاء يسهرون على حفظ الكلمة الإلهيّة فيهم ويُترجمونها في حياتهم ويحملونها بدورهم أينما حلّوا، بما تستلزمه منهم من وداعة الحمام، فيواجهون الشرّ بالخير حتّى ولو بقوا وحيدين في النضال بين أترابهم، وبحكمة الحيّات، فيتصدَّون للمخاطر والتجارب بالحفاظ على الإيمان حتّى ولو اقتضى منهم بذل ذواتهم دمًا، ويثبتون على ما أُعطي لهم من لدن الله حكمةً وفهمًا ونعمةً وصبرًا فيكونون ملحًا يعطي المعنى الحقيقيّ لكلّ شيء يصادفهم ليتجلّى بحسب قصد الله منه.

يشكّل هؤلاء الزارعون الأيقونة الحقيقيّة التي يمكن لأترابهم أن يستندوا إليها من أجل أن يواجهوا طيور السماء بما تحمله من أفكار وعادات وعبادات وتقاليد تأخذ معها الإيمان من القلوب، أو أن يتنبّهوا إلى سطحيّة ممارستهم للإيمان ورخاوتهم فيها فيأخذ شكل شعائر وفروض دون أن تحرّك من القلب أفضل ما لديه من طاقة حبّ وفهم وحكمة، أو أن يثابروا في توبتهم إلى الله فلا تُباغتهم هموم الحياة فتخنق فيهم ما ومَن صبوا إليه من صميم القلب.

هكذا يتعلّم الزارع أن يبقى زارعًا، ويكون مختبِرًا للكلمة التي تُحكّمه وتُصبّره وتجعله موئل كلّ خير، ويصير مثالًا لكلّ زارع وأرض مزروعة، فينظره أترابه إنجيلًا حيًّا معاشًا، ونموذجًا صالحًا للاقتداء به، وراعيًا يسيرون معه في طريق صيرورتهم أرضًا خصبة للكلمة مثمرة ثلاثين وستّين ومئة ضعف. 

هذه هي أيقونة الزارع الذي يحبّ الكلمة الإلهيّة ويعيش بها والناطق بها وحاملها تربية وإرشادًا ونصحًا وخدمة وصلاة، ونصرة للحقّ والعدل والسلام، وانتصارًا لكرامة الإنسان ولحقّ القريب منّا والذي أوصانا به المسيح دون أن يحدّد لنا جنسه أو هويّته. هلّا رسمتَ يا ربّ هذه الأيقونة فينا وهديتَنا درب أن رسمها في أبناء جيلنا؟ 

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: تيطس ٣: ٨-١٥

يا ولدي تيطس، صادقة هي الكلمة وإيّاها أريد أن تقرّر حتّى يهتمّ الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة، فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أمّا المباحثات الهذيانيّة والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسيّة فاجتنبها، فإنّها غير نافعة وباطلة. ورَجُل البدعة، بعد الإنذار مرّة وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالِمًا أنّ من هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئة يقضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ إليك أرتيماس أو تيخيكوس فبادر إلى أن تأتيَني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عَزمتُ أن أُشتّي هناك. أمّا زيناس معلّم الناموس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهّبَيْن لئلاّ يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضروريّة حتّى لا يكونوا غير مثمرين. يسلّم عليك جميع الذين معي. سلّم على الذين يحبّوننا في الإيمان. النعمة معكم أجمعين، آمين.

 

الإنجيل: لوقا ٨: ٥-١٥

قال الربّ هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنّه لم تكن له رطوبة. وبعض سقط بين الشوك فنبت الشوك معه فخنقه. وبعض سقط فـي الأرض الصالحة فلمّا نبت أثمر مئة ضعف. فسأله تلاميذه: ما عسى أن يكون هذا المثل؟ فقال: لكم قد أُعطيَ أن تعرفوا أسرار ملكوت الله. وأمّا الباقون فبأمثال كيلا ينظروا وهم ناظرون ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثل: الزرع هو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثمّ يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلّا يؤمنوا فيخلُصوا. والذين على الصخر هم الذين يسمعون الكلمة ويَقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنّما يؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدّون. والذي سقط في الشوك هم الذين يسمعون ثمّ يذهبون فيختنقون بهموم هذه الحياة وغناها وملذّاتها، فلا يأتون بثمر. وأمّا الـذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولـمّا قال هذا، نادى من له أُذنان للسمع فليسمع.

 

صادقةٌ هي الكلمة

للمساكين بالروح، للحزانى، للودعاء، للساعين إلى البرّ، لأنقياء القلب، لصانعي السلام، للمطرودين والـمُعَيَّرين والـمُضطَهدين لأجل التصاقهم بكلمة الله، لهؤلاء قال يسوع «أنتم مِلْح الأرض»، ولَم يَقُلْها لجماعةٍ تُزكّي ذاتَها بتسميةٍ، أو تنتمي إلى دين، أو تقول بعقيدةٍ، لئلّا تَظُنّ هذه أنّـها «خيرُ أمّةٍ أُخرِجَت للناس».

فخير الناسِ عندَ اللهِ مَن اتّبع هَديَ الكلمةِ الإلهيّة، في الاتّضاع والوداعة وطهارة القلب والسعي إلى السلام ونبذ العنفِ ولو كان ضِدَّ الأشرار. هؤلاء لا يأتون من أُمّة واحدة، أو جماعة دينيّة واحدةٍ، أو عِرق واحد، أو جنس واحد، بل، كما يقول يسوع، في التطويباتِ، كما ترد في إنجيل متّى (متّى ٥: ١٤-١٩)، يأتون من كلمةِ الله وبِرّه.

فالانتماء إلى أُمّة أو عِرق أو دِين أو جنس، دُونَه بشريّتُنا وعصبيّاتُنا ونزعتُنا إلى التمايزِ عن الآخرين في تقوقعٍ نعيشُه في ظنّنا أنّنا، دونَ غيرِنا، أهلُ الله، لمجرّد أنّنا تَسمّينا بالمسيحيّة أو اليهوديّة أو الاسلام، أو غيرِها. وإذا نظرتَ إلى أصحابِ الأديانِ في تكتّلاتهم المجتمَعيّة، وسياقاتِهم السياسيّة، تراهُم، في أغلب الأحايين، وبِلُغَة يسوع في هذه القراءة، طعامًا بلا ملحِ -أي بلا نكهةٍ- أو مِلحًا فَسُدَ وما عاد يَصلح إلّا لأنْ يُرمى مع الـمُهْمَلات، وتراهم عالَمًا بلا نور، وسِراجًا  منطفئًا، وحُطامَ مدينة على جبل، انتفى عنها الضوءُ، وباتت أظلمَ من الظلام.

لذلك، قال متّى إنّ يسوع وجّه كلامَه إلى «الحشود» -كما في الأصل اليونانيّ- أي إلى تجمّعاتٍ بشريّة من كلّ حدب وصوب، لا يجمعُ بينها ما يجمعُ الأُمّة أو أهل الدِّين الواحد. في منظور الناس وما جعلوه أساسًا لكياناتهم الكبرى، الحشودُ غوغاءٌ وفوضى، ولكنْ، في منظور الانجيل أنّ تلك الحشود التأمت تحت مظلّة الكلمة الخارجة من فم يسوع، باتت لها تلاميذ، وهذا ما غدا الآن أساسًا لوجودها، وهي حشودٌ وستبقى، في أعين الناس.

والكلمةُ التي تخرجُ من فم يسوعَ لتصنَعهم تلاميذ، وتَخلقَهم، كما خلقَ اللهُ النورَ في التكوين، ليضيءَ في الكون الـمُظْلِمِ، ويعيدَ الترتيبَ إلى الخراب والخواء، هي الدعوةُ إلى الاتّضاع، إلى السلوك في برّ الله، أي العمل بمقتضى وصاياه، كما سوف يَبْسُطُها لهم في تعليمه الـمُسَمّى العظَةَ على الجبل في إنجيل متّى. إنّها الوصيّة بالرحمةِ، أي بالمحبّة التي تتجاوزُ العواطفَ والمشاعرَ البشريّة مهما كانت. إنّها صُنعُ السلام في عالمٍ مُغتَصَب بالحروب والعداوات. وهي أن تتمسّك بالبرّ والإيمان ولو بدوتَ للناس غريبًا، أو جعلوك هم في غربةٍ. ففي هذا يحلُّ النورُ الآتي من الله في ظلمَة هذا الكون.

مَن فَعَل هذا يصفُه يسوع بالمطوَّب، أي بـمَـن تليق به عبارةُ «طوبَى» خارجةً من فم الله ومسيحِه. والعبارةُ، في معناها، تدلُّ على مدى الفَرَح والغبطةِ اللتين تُعطَيَان للذي يفعَلُ كلَّ هذا. ولكنّها، وهذا أهمّ، تدلّ على أنّ مَن يصنع الرحمةَ والسلامَ والبرَّ، ويكون في التواضع والمحبّة حتّى الاضطهاد، إنّما يصيرُ شبيهًا بمسيحِ الربّ نفسِه، الذي قالت فيه المزاميرُ، «طوبَى لِمَن لم يسلُك في مشورة الأشرار» (مزمور ١: ١)، وقالت أيضًا، «طوبى لِمَن جعل الربَّ مُتَّكلَه» (مزمور ٤٠: ٤)، و«طوبَى لِمَن يَلْتَفِت إلى المسكين» (مزمور ٤١: ١).

أنتم تُنيرون العالمَ وتعطونَه النكهةَ، ليسَ لأنّكم أَسمَيتم نفسَكم باسمِ دِينٍ من الأديان، بل إذا كنتم، وأنتم في هذا الدِّين أو خارجَه، سالكينَ في ما يجعلُكُم شبيهي المسيح في انعزالِه عن الشرّ واتّكالِه على الربّ والتفاته إلى مساكين الدنيا. هذه هي الأعمال الحسنَة التي تحدَّث عنها بولُس إلى تلميذه تيطس في رسالتِه إليه، التي نقرأ منها المقطَع من الرسائل لهذا الأحدِ. يقولُ بولُس لتيطُس، مؤكِّدًا على كلام يسوع، «أمينةٌ هي الكلمة»، أي أمينٌ هو يسوع الذي غدا بما فعلَه كلمةَ الله الصادقةَ والصدوقَة. وإذا كانت كلمة الله أمينةً، فعلِّمْ، يا تيطس، علّم الناس أن يَعملوا الأعمال الحسنة، فما ينفعهم سوى ذلك. ويختم الرسول رسالتَه بهذه الوصيّة، تمامًا كما ختمَ معلّم الحكمةِ كتابَ «الجامعةِ»، إذ قال: «فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. لأَنَّ اللهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَل إِلَى الدَّيْنُونَةِ، عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ، إِنْ كَانَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا» (الجامعة ١٢: ١٣-١٤).

وفي الختام، إنْ شئتَ أن تكونَ خيرَ أمَّة أُخرجَت للناس، في نظر ربّك لا نَظَرِك أنت، كُنْ من مساكين هذه الأرض، المتواضعين بالروح، العاملين بالرحمة والسلام، المتّكلين على الكلمة الأمينة، لَعَلَّ ربَّك يجعلُك مستأهلًا أن يُقالَ لكَ «طوباك ويا بُشراك»، بعد أن تكونَ قد أَكملتَ سعيَك.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

شخصيّات من الكتاب المقدّس

(الصِدّيق إبراهيم، وابن أخيه لوط)

التلميذ: من هو الصِدّيق إبراهيم؟

المرشد: اسمه أبرام ومعناه بالآرامية أب رفيع. لكن الله غيَّر اسمه إلى إبراهيم الذي يعني أبٌ لجمهور من المؤمنين (تكوين ١٧: ٥). واسم إبراهيم كما جاء في سفر إشعياء (٤١: ٨) هو «خليل الله». تعيّد له الكنيسة في ٩ تشرين الأول مع ابن أخيه لوط.

التلميذ: بماذا تميَّز إبراهيم؟

المرشد: لعلّ أبرز ما في سيرة إبراهيم:

- طاعته لله عندما قال له بمغادرة أرضه وعشيرته وبيت أبيه إلى الأرض التي يريه (تكوين ١٢).

- الوعد الذي قطعه له الله أنّه سوف يجعله أُمّة عظيمة ويباركه ويُعظّم اسمه، ويكون بركة، ويبارك مُباركيه ويلعن لاعنيه، وتتبارك فيه جميع قبائل الأرض (تكوين ١٢: ٢).

- استقباله للرجال الثلاثة عند بلّوطات ممرا (تكوين ١٨)، وهو ما اعتبرتْه الكنيسة صورة لحضور الثالوث القدّوس في حياة إبراهيم.

- الدالّة التي تحدّث بها إبراهيم إلى الله متوسِّطًا من أجل سدوم وعمورة بعدما عزم الله على إهلاكهما.

- طاعته للعليّ عندما امتحَنه وأمره أن يقدّم له وحيده إسحق، ابن شيخوخته، ذبيحة في أرض الموريّا، والبرَكة التي أَسبغَها عليه نتيجة ذلك (تكوين ٢٢).

التلميذ: ماذا نتعلّم منه؟

المرشد: إيمان إبراهيم هو بامتياز الإيمان المثال للذين يَخْلُصون بالمسيح. العهد الجديد يشدّد على أهميّة الإيمان في نوال الخلاص ويقدّم لنا إبراهيم نموذجًا لهذا الإيمان: «آمَن إبراهيم بالله فحُسب له ذلك بِرًّا» (رومية ٤: ٣). ولكن يعقوب الرسول يُرينا صورة أخرى لإبراهيم تُكمّل الصورة الأولى وهي تَزاوُج الإيمان والأعمال: «أَلَـمْ يُبرَّر بالأعمال إبراهيم أبونا إذ أصعد إسحق ابنه على المذبح؟ فترى أنّ الإيمانَ عملَ مع أعماله، وبالأعمال صار الإيمان كاملًا، وتمّت الكتابة القائلة آمن إبراهيم بالله فحُسب له ذلك بِرًّا ودُعي خليل الله» (يعقوب ٢: ٢١-٢٣)٠ ذبيحة إبراهيم ليست مجرّد تعبير عن إيمانه، بل هي أيضًا آية تدلّ على ما كان مزمعًا أن يقوم به الله وحده من دون البشر، وهو تقديم ابنه الوحيد ذبيحة من أجل حياة العالم. فلم يُرسِل الله كبشًا من السماء يفتدي به ابنه الذي صُلب، بل بذله «لكي لا يَهلك كلّ مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة» (يوحنّا ٤: ١٧).

التلميذ: وماذا تخبرني عن سيرة لوط؟

المرشد: لوط هو ابن أخ إبراهيم، كان بارًّا وقد سكن في أرض سدوم، ولم يشأ الله أن يُهلك المدينةَ قبل إخراجه منها، هو وأهل بيته. وقد استقبل ملاكَي الربّ بالترحاب وعمل على صونهما من شرّ أهل المدينة، ثم فرّ هو ومَن معه إلى مدينة صوغر، لكن امرأة لوط تطلّعت إلى الوراء، إلى سدوم، في الطريق، بعدما حرّم الملاكان على لوط وجماعته ذلك فصارت عمود ملح (تكوين ١٩).

Last Updated on Friday, 11 October 2024 16:13
 
Banner