للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٤٤: الحكمة الإلهيّة القاضية بين يومنا الحالي ويومنا الآتي |
Written by Administrator |
Sunday, 03 November 2024 00:00 |
الأحد ١٩ بعد العنصرة الأحد ٥ من لوقا اللحن ٢ - الإيوثينا ٨ تذكار الشهيد أكبسيماس ورفقته وتجديد هيكل القدّيس جاورجيوس في اللدّ
كلمة الراعي الحكمة الإلهيّة القاضية أفاض الله على الإنسان من صلاحه وخيريّته ما ميّزه عن سائر الخلائق. لم يكتفِ بأن أعطاه «الوجود» أي الحياة، بل سعى، على ما نستدلّ عليه من تاريخ الخلاص، أن يعطيه «حسن الوجود» أي معرفة الله بالإيمان به، والغاية أن يقوده عيش هذا الإيمان إلى كماله، أي إلى «ديمومة حسن الوجود» بالشركة والحياة الأبديّة مع الله. ما حَرَم اللهُ الإنسانَ من خيراته المنظورة وغير المنظورة، بل جـمّله بكلّ ما يمكِّنه من تحقيق ذاته كمخلوق على صورته فيصير أيقونته الكاملة. لذا خاطبه الله بالكلمة، وخلق شعبًا أراده مِذودًا منه يولد الخلاص لكلّ الناس. أرسل إليه مَن يعلن له تدبيره الخلاصيّ، ويكشف له طريق تحقيق إرادته وعيشها، ويقوده في شعابها. جلّ مراده أن ينتقل به، من أرض الغربة التي يقيم فيها منذ عصيانه وصيّته في الفردوس، إلى أرض الميعاد التي كشفها لنا بيسوع المسيح. من هنا، ما نزرعه في يومنا الحالي نحصده في يومنا الآتي، يوم الحصاد، قمحًا أو زؤانًا (متّى ١٣: ٣٠). وما نضعه اليوم أساسًا لبناء ذواتنا، له أن يبقى أو يندثر في اليوم الآتي، بحسب قدرته على الصمود أمام تجارب هذا الدهر. فالكلمة الفصل هي إن بنَينا ذواتنا على أساس كلمة الله وعشناها أم لا (متّى ٧: ٢٤-٢٧). وهذا يتطابق مع كرازة الأنبياء، وأعظمهم المعمدان يوحنّا، الذي شقّ طريقها أمامنا حينما نادى: «اصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة. (...) والآن قد وُضعَت الفأس على أصل الشجر، فكلّ شجرة لا تَصنع ثمرًا جيّدًا تُقطع وتُلقى في النار» (متّى ٣: ٨ و١٠). في هذا السياق، يأتي مَثَل الغنيّ ولعازر على لسان يسوع ليضعنا وجهًا لوجه أمام هذه الحقيقة. هلمَّ نتأمّل بعض عناصر الـمَثَل التي أبرزها الحوار بين إبراهيم والغنيّ. أوّلًا، حقيقتنا الخالدة كأشخاص قائمين في الله. ففي الحوار تردّدت عبارتا «يا أبتِ» و»يا ابني». لم تلغِ فداحة تصرّف الغنيّ مع لعازر حقيقة كونهما يأتيان من حاضنة واحدة هي شعب الله والذي خاطب الله قلبه، فرادى وجماعة، كما يخاطب الأبُ قلبَ ابنه. وبالأكثر، خُلِقا على صورة الله، بغض النظر عـمّا آلت إليه هذه الصورة فيهما، أَتجلّت في بهائها أم تشوّهت فيهما. ثانيًا، حقيقة كلمة الله التي لا تقبل سيادة سوى سيادة حقّ الله فينا. ففي الحوار تبرز «هوّة» تفصل بين واقع لعازر في حضن إبراهيم وواقع الغنيّ في موضع العذاب. إنّها المسافة القائمة بينهما كمحصّلة نهائيّة لعيشهما الإيمان، وكنتيجة للرجاء الذي استندا إليه، وكثمرة للمحبّة التي مارساها. فهذا بنى على الرمل، أمّا ذاك فعلى صخرة الكلمة. هذا أنمى الكلمة في الأرض الجيّدة، أمّا ذاك فأهملها بين الشوك مرّة، وعلى الصخرة تارّة، وأخيرًا على الطريق حتّى أهملها كليًّا. هكذا سادت الكلمة في الأوّل في يومه الحالي فسادَ في يومه الآتي، بينما ظنّ الثاني أنّه يصير سيّدًا من دونها في يومه الحالي ففسد في يومه التالي. ثالثًا، حقيقة الحكمة الإلهيّة وغلبتها في مَن اقتناها. ففي الحوار نواجه واقعَين، في يومنا الحالي وفي يومنا الآتي، وهما «الراحة» و»العذاب». كلا الواقعَين يعتمد مقياسًا واحدًا في هذا اليوم أو ذاك، وهو كيف تُكوّنك كلمةُ الله وتتكوّن معها شخصيّتك ويتبلور بها سلوكك وقناعاتك وأخلاقك. هذا المخاض مؤلم، لا شكّ، في حال أراد به الإنسان أن يحقّق إنسانيّته، إذ يحتاج منه إلى جهاد وصبر وحكمة، لكنّه بالنتيجة مثمر، وثمره لا يذبل. فهل حقّق الغنيُّ إنسانيّتَه بتنعّمه بالخيرات واستئثاره بها وإعراضه عن واقع قريبه الأقرب إلى بابه وحياته اليوميّة؟ وهل أظهر لعازر صبرًا وحكمة في مواجهة بلايا هذا الدهر من جوع وعري ومرض وازدراء؟ لقد ظهر قضاء الحكمة الإلهيّة وعدلها بيّنًا في هذا وذاك على السواء. رابعًا، حقيقة الأرض التي يخصّبها الإصغاء إلى الكلمة الإلهيّة واقتناء حكمتها. فالحوار يشي بوجود درجات لمصداقيّة الكلمة الإلهيّة على لسان «موسى والأنبياء» أو على لسان «واحد من الأموات» يقوم. أكّد الـمَثَل أنّ مصداقيّة الكلمة قائمة في ذاتها، والكلمة حاضرة ومعطاة لنا، فاعلة وقادرة على تحقيق مرادها، حيّة ومحيية لـمَن يؤمن بها، بغضّ النظر عن الزمن التي قيلت فيه. فتاريخ الخلاص حافل بالكلمة التي تدعو شعب الله وأبناءه إلى التوبة. الحريّ بنا إذًا أن نفحص درجة مصداقيّتنا بعلاقتنا معها وصداها في حياتنا. هلّا انتبهنا إذًا إلى كلمة الله التي أُلقيت إلينا وسمعناها وطالعناها وتربّينا عليها وصلّيناها وبشّرنا بها؟ فالمهمّ هو أن تهزّ أوّلًا أعماقنا وتبدّل سلوكنا وقناعاتنا، وتشذّب فينا كسلًا أو إهمالًا، وتنير عتمة قلوبنا، وتشحذ ذهننا بالمعرفة الإلهيّة، وتكلّل حياتنا بحكمة الله، فيصير مَن جاهد في عيش الكلمة جَسَدَها في يومه الحالي، ليدخل بعدها في شركة الإيمان والمحبّة التي تجمع القدّيسين وكلّ المخلَّصين في يومه الآتي. + سلوان
الرسالة: ٢ كورنثوس ١١: ٣١-٣٣ و١٢: ١-٩ يا إخوة قد علِم الله أبو ربّنا يسوع المسيح المبارك إلى الأبد أنّي لا أكذب. كان بدمشق الحاكم تحت إمرة الملك الحارث يحرس مدينة الدمشقيّين ليقبض عليّ. فدُلّيتُ من كوّةٍ في زنبيل من السور ونَجَوتُ من يديه. إنّه لا يوافقني أن أفتخر فآتي إلى رؤى الربّ وإعلاناته. إنّي أعرف إنسانًا في المسيح منذ أربع عشرة سنة (أفي الجسد لستُ أعلم، أَم خارج الجسد لستُ أَعلم، الله يعلم) اختُطف إلى السماء الثالثة. وأَعرف أنّ هذا الإنسان (أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم) اختُطف إلى الفردوس وسمع كلمات سرّيّة لا يحلّ لإنسان أن ينطق بها. فمن جهة هذا أفتخر، وأمّا من جهة نفسي فلا أَفتخر إلّا بأوهاني. فإنّي لو أردتُ الافتخار لم أكن جاهلًا لأنّي أقول الحقّ، لكنّي أتحاشى لئلّا يظنّ بي أحد فوق ما يراني عليه أو يسمعه مني. ولئلّا أستكبر بفرط الإعلانات أُعطيتُ شوكةً فـي الجسد، ملاكَ الشيطان ليلطمني لئلا أَستكبر. ولهذا طلبتُ إلى الربّ ثلاث مرّات أن تفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأنّ قوّتي في الضعف تكمل. فبكلّ سرور أفتخر بالحريّ بأوهاني لتستقرَّ فيّ قوّة المسيح.
الإنجيل: لوقا ١٦: ١٩-٣١ قال الربّ: كان إنسان يلبس الأُرجوان والبزّ ويتنعّم كلّ يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثمّ مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغنيّ أيضًا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: يا أبت إبراهيم ارحمني وأرسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي معذَّب في هذا اللهيب. فقال: إبراهيم: تذكّرْ يا ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتّى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبُروا إلينا. فقال: أَسألُك إذًا يا أبتِ أن تُرسله إلى بيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوةٍ حتّى يشهد لهم كيلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبتِ إبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنّهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يُصدّقونه.
أهل السلام! «اردُد سيفَك إلى غمده، عدوُّك في قلب الله» المطران جورج (خضر)، جريدة «النهار»، آذار ١٩٩١. يُصوَّر ملكوت الله على لسان إشعياء النبي بأنّه سكنى الحمَل والذئب جنبًا إلى جنبٍ. كلّ خصامٍ غريبٌ عن ملكوت الله. لغة الملكوت لغة محبّةٍ فادية. إخلاء ذات. ذهابٌ إلى الآخَر لتأتيَ معه من حيث هو إلى حضرة الله. في المسيح يسوع، الآخَر ولو أقام نفسه عدوًّا لك، تلقاه بالحبّ وإلّا أقمتَ نفسَك عدوًّا لله. «أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم» يقول السيّد المبارك. ويقول أيضًا يوحنّا الإنجيليّ في رسالته: «مَن لا يحب، لا يعرف الله. لأنّ الله محبّة». وفي جَلَبةِ القبض على المسيح ليَصلبوه، همَّ أحدُ تلاميذه ليضرب بالسيف أحدَ القابضين. فلجمَتْه كلمة السيّد أن اغمِدْ سيفَك لأنّ كلَّ مَن يَأخذ بالسيف، بالسيف يهلِك. السيف هو العَطَشُ الأبديّ إلى الدم. السيف لا يعرف الارتواء. هو نارٌ تتغذّى بنارها وما من ماءٍ تُخمِدُ. في الحرب نحن نُبقي قلبنا في السلام ونحفظ السلام في قلبنا. سلامنا غير ذاك الذي يعطيه العالم. يقول الربّ: سلامي أعطيكم لا كما يعطي العالم. سلامٌ قد لا يقبله المنطقُ البشريّ. المنطقُ البشريُّ منطق معطوبٌ نسبيٌّ وظرفيٌّ. منطقٌ لا يُركَن إلى حبائكه. هو دائمًا موضوعُ مساءلة. لقد بادَرَنا ربُّنا بقوله إنَّ ملكوت الله في ما بينكم. هذا الكلام نقرؤه واقعًا نَنشُده لأنّه الحضرةُ الإلهيّةُ التي دُعينا أمامها من العدم إلى الوجود والتي نريد أن ننتهيَ إليها؛ أو بالأحرى هذا الملكوت هو آنُنا وكلّ آنٍ لنا إلى دهر الداهرين. هذا ولنا على ضعفِنا مشاركةٌ فيه، لنا مساهمة في أن نحياه، نحيا سلامه في هذا العالم. نحن نرى العالم مطرحَ سلامٍ لأنّه مطرحُ سكنى الله بين شعبه. نحن مكلَّفون ولو كلَّفَنا ذلك بذل حياةٍ أُعطيناها، أن نُسقطَ سلام الملكوتِ على هذه الأرض. فقد طابت لنا تسمية هذه الأرض بالشاهدة، كما طابت لنا ولا تزال تطيب الشهادة على مسارح الدنيا وأمام عروش الملوك والطغاة، كي تبقى هذه الارض شاهدةً للقَيّوم الواجبِ وجودُه من أجل كلّ وجود. كلّ المال الذي يُصرف في الحرب، هو مالٌ مهدور محجوبٌ عن أفواه الأطفال الجياع. كلّ فلسٍ رُصد لصنع أدوات الحرب هو فلسٌ مسروقٌ من يد طفلٍ ومائدة أمٍّ وعرق أب. نحن نريد أن نُصيّر الأرض سماءً. السلامُ حالةٌ يصنَعُها أبناء الله على حدّ قول السيّد «طوبى لصانعي السلام فإنّـهم أبناءَ الله يُدعون». الطوبى الإلهيّة هذه، إذا ترجمتَها في زمان الناس وامتداد وقتهم لها صفة الديمومة والثبات لأنّها أمرٌ إلهيّ والأمر الإلهيّ لا يتغيّر وإلّا لا يكون أمرًا إلهيًّا. نحن ما تعلّمنا، ولا نريد أن نتعلّم صنعةً أخرى كي نبقى على احتراف معلّمنا لحرفة صنع السلام. غير أنّ السؤال الذي يفرض نفسه: أيّ موقفٍ يكون لنا حيال الحرب إنْ هي وقعتْ؟ أوّلًا وآخرًا نحن نتوب إلى الله كي يتوب علينا. فهو التوّاب على مساوئ الناس ونحن مع مَن أقاموا أنفسهم أعداء لنا (وليس لنا أعداء) بشرٌ خطأةٌ تُعوِزُهم الرحمةُ الإلهيّة. نتوب ونلتمس رؤيةً صافية لِحَقٍّ نستشفُّ بكلّ سلامٍ شرعيّته السماويّة قبل الأرضيّة. إذ ذاك نقوله وندافع عنه بكلّ غيرةٍ سلاميّة نستسكبها علينا من عَلُ مع المحبّة النازلة على كلِّ بشرٍ. لذا نحن لن يكون لنا سوى موقف المحقّ المحبّ الواثق من خلاصه وعبوره إلى ربّه، إن هو أحبّ ومات من أجل حبّه. يقول يوحنّا في رسالته الجامعة أيضًا: نحن نعلم أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأنّنا نحبّ إخوتنا. مَن لا يحب، بقي رهن الموت. لذا إنّ ما نقوله في الحبّ موقفًا مجابِـهًا لكلّ أذيّةٍ وكلّ كرهٍ، إنّـما نقوله لا من موقع وهنٍ لأنّنا من على منبرٍ عُلويّ نقول ما نقول. فنستقوي بـمَن أعطانا الوصيّة. هو قال أن أحِبّوا واسموا في الحبّ. في الطاعة البنويّة نحن نفعل هذا بمخافة الله لا خوفًا من الناس. أخيرًا وفيما ندعو الله من أجل السلام، يبقى دعاؤنا ناقصًا إذا كان يعتري القلبَ ريبٌ في أنّ الله سيستجيب. إنّ إعلامَ هذه الدنيا له نبرته الذائعة بالحرب وحتميّة استمرارها وما من حتميّ إلّا واحدٌ وهو الموت. أمّا مصائر الناس والشعوب فهي في يد الله. لذلك فيما ندعو إليه تعالى، نُسلم أمرنا وأمر هذا البلد إليه، سائلينه أن يرتسم بنوره على وجوهنا وقلوبنا كما وعلى كلّ وجهٍ مدلهمّ وقلبٍ أظلمَ. لنضعْ رجاءنا عليه هو الأمين القدير.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: شخصيّات من الكتاب المقدّس (هوشع النبيّ) التلميذ: مَن هو النبي هوشع؟ المرشد: معنى اسمه «الله يخلِّص»، وهو النبي الأوّل في ترتيب نبوءات الأنبياء الاثني عشر الصغار من حيث عدد إصحاحات نبوءته. تنبّأ في مملكة الشمال وعاصر سقوط السامرة، هو نفسيّة رقيقة وعميقة تتّسم بالعنف والحنان. هو نبيُّ الحبِّ الإلهيّ. فالله أحبَّ شعبه كما الزوج يحبُّ زوجته، أو كما الأب يحبُّ ابنه (وابنته). ويهتمُّ به كما الراعي يهتمُّ بخرافه. التلميذ: ما مضمون نبوءته؟ المرشد: سفر هوشع هو حديث عن محبّة الله لشعبه من خلال حياة نبيّه. حيث تزوّج هوشع من امرأة زانية وذلك ليدلّ على تصرّف الله مع بني إسرائيل. لقد حمل هوشع في حياته، وبطريقة رمزيّة، علاقات الربّ بشعبه الخائن. جعل هوشع نفسه مكان الربّ وجعل عواطفه تعبّر عن عواطف الربّ، وألـمَه رمزًا إلى ألم الربّ. لسنا أمام زواج جديد، بل أمام اختبار هوشع مع امرأته اختبارًا يعمّق حبّه لها. أَمَا هذا هو حبّ الله لشعبه رغم خياناته المتكرّرة؟ التلميذ: ما هو الموضوع الأساسيّ في تعليم سفر هوشع؟ المرشد: الموضوع الأساسيّ هو حبّ الربّ الذي يجهله شعبه. لقد اختار الربّ له مملكة إسرائيل زوجة وغمَرها بهداياه. أمّا هي، فبعد أن عاشت فترة في الأمانة الزوجيّة، أنكرت حبّه لها. ويصوّر هوشع زمن الأمانة كنشيد الحبّ، فيشير بذلك إلى حياة بني اسرائيل مع الربّ في البريّة. ولكن شعب إسرائيل ترك ربّه منذ بعل فغور (٩: ١٠) وقَبْل الدخول إلى أرض الميعاد. ويَظهر هذا الضلال في العالم الأخلاقيّ حيث العصيان للشريعة يجرّ إلى الشواذات والشرور: الكذب، الغشّ في الأعمال، مضايقة الضعفاء، السلب والنهب والقتل وسائر أعمال العنف. ويَظهر هذا الضلال أيضًا في الإطار الدينيّ الذي يشدّد عليه هوشع بصورة خاصّة. فالربّ هو موضوع عبادة وثنيّة ولا سيّما في بيت إيل حيث يعبدونه بشكل ثور. ترك تعليم هوشع آثارًا عميقة في العهد القديم... ويورد العهد الجديد مقاطع هوشع، فيذكّرنا يسوع بأجَلّ أقواله: «أريد رحمة لا ذبيحة». استعاد الرسول بولس قول النبيّ وأعطاه بُعدًا جديدًا مطبِّقًا إيّاه على المسيح الذي به منحنا الله النَصر على أعدائنا وأوّلهم الموت. ويطبِّق الرسولين بولس ويوحنّا رمز زواج الله بشعبه على علاقات المسيح مع الكنيسة. وستتقبّل الكنيسة هذا الرمز، فيعلن تقليد الآباء أنّ يسوع هو عريس الكنيسة وأنّ الكنيسة هي عروس المسيح. أمّا الروحانيّة المسيحيّة فاعتبرت أنّ علاقة المسيح بكلّ نفس مؤمنة هي كعلاقة المسيح بالكنيسة.
رسامة ايلي زريق شماسًا إنجيليًّا يوم الأحد الواقع فيه ٢٧ تشرين الأوّل ٢٠٢٤، نال الابن الروحي الياس زريق نعمة الشموسية بوضع يد راعي الأبرشية خلال خدمة القداس الذي أقيم في كنيسة القديس ديمتريوس - الذوق. في عظته حول إنجيل شفاء المرأة النازفة الدم وإقامة ابنة رئيس المجمع، تحدّث المطران سلوان عن مسيرة المؤمنين، كأشخاص وكجماعة، نحو يسوع، من جهة، تلتمسه بتواضع وتوبة، ومسيرتهم مع يسوع على غرار رئيس المجمع في سيره معه إلى ابنته، ومسيرتهم حيث يرسلهم يسوع بالاستناد إلى الإيمان الذي يحملونه، والسلام الآتي من الغفران الممنوح من الله، والفرح الآتي من الحياة التي يغدقها يسوع على مَن يومن به، سائرين وراء الراعي الصالح الذي يناديهم في دروب الحياة ومشقّاتها حتّى يتبعوه. في نهاية القداس، توجّه سيادته إلى الشماس الجديد بكلمة أوضح فيها معنى الخدمة الشموسيّة على ضوء إنجيل اليوم، بحيث يكون خادمًا ليقترب الناس من يسوع، ولا ليبعدهم عنه، كما كانت ردّة فعل التلاميذ على اقتراب النازفة الدم من يسوع، أو خدّام رئيس المجمع الذين أثنَوا هذا الأخير عن أن يُتعب المعلّم. |
Last Updated on Friday, 01 November 2024 16:13 |
|