للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٥٠: كرامة العبد الأمين ومثاله |
![]() |
![]() |
Written by Administrator |
Sunday, 15 December 2024 00:00 |
الأحد ٢٦ بعد العنصرة الأحد ١١ من لوقا اللحن ٨ - الإيوثينا ٣ أحد الأجداد القدّيسين تذكار الشهيد في الكهنة إلفثاريوس وأمّه أنثيَّا
كلمة الراعي كرامة العبد الأمين ومثاله
أوّلًا، بنكران الذات المرتكز على الإيمان. فعندما دعاهم اللهُ، لم يركنوا إلى ماضٍ، ولا تشبّثوا بحاضر، ولا رنوا إلى مستقبل، بل أنكروا ذواتهم ووهبوها، على ضعفها وهوانها، إليه، وسلّموه إيّاها في كلّ شيء. وبالإيمان، جعلوا من حياتهم "الوقت الذي يُعمَل فيه للربّ". ثانيًا، بالشهامة المرتكزة على الرجاء. تميّز نكران ذواتهم بشهامة النفس. ففيها الإقدام في الخدمة، والجرأة في المواقف، وقبول الأهوال بصدر واسع، يحدوهم الرجاء أن يقَدّموا لله كلّ شيء ويقْدمُوا على كل شيء يحقّق إرادة الله المعلَنة لهم. فالرجاء كان وقودهم الذي زوّدهم بالطاقة الضروريّة والدائمة في حَمل نير الخدمة والامتداد بها نحو أترابهم. ثالثًا، بالأمانة المرتكزة على المحبّة. إذ لم تأتِ شهامة هؤلاء من أهوائيّة أو طلب للمجد باطل، بل من الأمانة لداعيهم، بحرص ألّا يكونوا حجر عثرة لسواهم، بل شهودًا لإرادة الله بين أترابهم وبني جنسهم. صاروا أيقونة حيّة لكلمة الله التي حملوا نيرها ونطقوا بها. إنّها الأمانة النابعة من المحبّة الخالصة التي لا تبغي ما لِذاتها، بل لـمَن بادر أوّلًا وكشف النقاب عنها. رابعًا، بالحكمة المرتكزة على الصبر. فمَن تحلّى بنكران الذات والشهامة والأمانة، وتأسّس على الإيمان والرجاء والمحبّة، تدرَّج في اكتساب الحكمة الإلهيّة في معرض تحقيق دعوته، واقتنى معها الصبر في مواجهته الملمّات والشدائد والاضطهادات. هذان هما الجناحان اللذان بهما يحلّق في ظروف خدمته ويحفظانه فيها. بالطبع، هذا كلّه ممكن في حال كان هؤلاء المعاونون قائمين على المحرِس الإلهيّ، مترقّبين همسات الروح القدس في قلوبهم، حارّين في الصلاة. هذا لأنّ الله هو كفايتهم وطمأنينتهم، لا يطمحون إلى رتبة ولا يبغون مجدًا. عظمتهم تكمن في اعتبار ذواتهم عبيدًا وخدّامًا بطّالين يفعلون ما أُمروا به. على شاكلتهم كان العبد في مثَل الدعوة إلى العشاء، الذي ذهب ليدعو المدعوّين إليه مرّة أخيرة، ثمّ خرج إلى شوارع المدينة وأزقّتها، وأخيرًا الى الطرق والسياجات لدعوة مَن لم يكن مدعوًّا بعد (لوقا ١٤: ١٧؛ ٢١؛ ٢٣). هذا العبد كان خادمًا لأولئك الذين أراد صاحب الدعوة دعوتهم إلى مائدة العشاء. لم يطمحوا أن يكونوا من عداد المدعوّين، بل خادمين لـمَن دُعوا إليها. في هذا ظهرت قمّة اتّضاعهم وانسحاقهم ونكران ذواتهم، وكانوا مثالًا لـمَن خدموهم بتوجيه الدعوة إليهم باسم صاحب الدعوة. هذا كلّه أتى جوابًا من يسوع على مَن قال له: "طوبى لـمَن يأكل خبزًا في ملكوت الله" (لوقا ١٤: ١٥). فـمَن يستحقّ أن يُدعى إلى العشاء ومَن يستحقّ بالفعل هذه التطويبة؟ أَهُم المدعوّون أم العبد الذي دعاهم؟ بالعمق، أجابت الكنيسة على هذا السؤال بأن طالعت المثل في الأحد المسمّى "أحد الأجداد القدّيسين"، على أبواب احتفالنا بعيد ميلاد المخلّص، والذي فيه نكرّم أولئك الذين خدموا تدبير الله في العهد القديم من آباء وأنبياء قدّيسين، ساكبين ذواتهم من أجل دعوة شعب الله على غرار ما حصل مع العبد في مثَل العشاء. بهذا كرّم يسوع الذين أنكروا ذواتهم، وقدّموها بشهامة، وكانوا أمناء له في تحقيق دعوتهم، وصبروا حتّى يأتي يومه ليفرحوا به، كما قال يسوع عن إبراهيم: "أبوكم إبراهيم تهلّل بأن يرى يومي، فرأى وفرح" (يوحنّا ٨: ٥٦). بعد هذا كلّه، هل علينا التوقّف عند استهتار المدعوّين إلى العشاء بالمقارنة مع مبادرة الداعي وحفاوته وتكريمه لهم وتقديره إيّاهم؟ أم نتوقّف عند صاحب الدعوة الذي ضاعف من مبادرته، الواحدة تلو الأخرى حتّى تشمل الجميع؟ أَلعلّ بذلك يخجل المدعوّون الأوّلون من موقفهم الرافض غير المجدي؟ يبدو أنّ احترام الله لحريّة الإنسان هي على قدر محبّته، لا حدود لها، لكنّها تصطدم حكمًا بخيار الإنسان. على هذا الأساس نفهم الكلام القطعيّ لصاحب الدعوة: "ليس واحد من أولئك الرجال المدعوّين يذوق عشائي" (لوقا ١٤: ٢٤). ألا أعطِنا يا ربّ أن نأتي إليك في العيد القادم، أنت الذي أحببتَنا بمحبّة لا تُقاس، ورحمتَنا برحمة لا حدود لها، ومجّدتَنا بمجد لا يُدرَك، وأظهرتَ لنا عزّتك التي لا توصَف. يكفينا أن نكون كأحد أُجرائك، أنت الذي شرّفتَنا بعلامات البنوّة وكرامتها! + سلوان
الرسالة: كولوسي ٣: ٤-١١ يا إخوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتنا فأنتم أيضًا تُظهَرون حينئذ معه في المجد. فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنّه لأجل هذه يأتي غضبُ الله على أبناء العصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلكتُم حينًا إذ كنتم عائشين فيها. أمّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكلّ: الغضب والسخط والخبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم. ولا يكذب بعضُكم بعضًا، بل اخلعوا الإنسان العتيق مع أعماله والبَسوا الإنسان الجديد الذي يتجدّد للمعرفة على صورة خالقه حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ، لا ختان ولا قلف، لا بربريّ ولا اسكيثيّ، لا عبدٌ ولا حُرّ، بل المسيح هو كلّ شيء وفي الجميع.
الإنجيل: لوقا ١٤: ١٦-٢٤ قال الربّ هذا المثل: إنسان صنع عشاء عظيمًا ودعا كثيرين، فأرسل عبده في ساعة العشاء يقول للمدعوّين: تعالوا فإنّ كلّ شيء قد أُعدّ. فطفق كلّهم، واحد فواحد، يستعفُون. فقال له الأوّل: قد اشتريتُ حقلًا ولا بدّ لي أن أَخرج وأنظره، فأسألُك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد اشتريتُ خمسة فدادين بقرٍ وأنا ماضٍ لأُجرّبها، فأسألك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد تزوّجتُ امرأة فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبد وأخبر سيّده بذلك. فحينئذ غضب ربّ البيت وقال لعبده: اخرُجْ سريعًا إلى شوارع المدينة وأزقّتها، وأَدخِل المساكين والجدع والعميان والعُرج إلى ههنا. فقال العبد: يا سيّد قد قُضي ما أَمرتَ به، ويبقى أيضًا محلّ. فقال السيّد للعبد: اخرُجْ إلى الطرق والأسيجة واضطَررهم إلى الدخول حتّى يمتلئ بيتي. فإنّي أقول لكم إنّه لا يذوق عشائي أحد من أولئك الرجال المدعوّين، لأنّ المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون.
كيف نتهيّأ لعيد الميلاد؟ هل الميلاد المجيد مجرّد مناسبة تُضاف إلى تقويمنا السنوي، أم هو محطّة سماويّة تفتح أبواب الفرح والرجاء لكلّ قلب متعب؟ هل هو مجرّد احتفال عابر، أم فرصة لتجديد عهدنا مع الله وإعادة صياغة علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين؟ ميلاد ربّنا بالجسد هو إعلان إلهيّ للحبّ المطلَق الذي تجسّد ليمنحنا الحياة. إنّه زمن الفرح العميق، وزمن السلام الذي يتجاوز كلّ فهم. ولكن، في عالم متسارع يملأه الضجيج، كيف نتهيّأ لاستقبال هذا الحدث المقدّس؟
التهيئة لعيد الميلاد ليست مجرّد طقوس نمارسها؛ هي ولادة جديدة نعيشها. إنّـها دعوة لنكون نورًا في عالم مظلم، وسلامًا في زمن الصراعات، ومحبّة في وجه كلّ كراهيّة. لنتهيّأ لاستقبال المولود الإلهيّ بقلوب متواضعة، حاملين معنا رسالته المجيدة. وكما بشّر الملائكة الرعاة قائلين: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسّرة"، هكذا فلنجعلْ هذا السلام وهذه المسرّة أسلوب حياة نعيشه، وندعو العالم بأسره إليه. في الميلاد، يولد الرجاء، وينبض العالم بنور المسيح، فلنكنْ شهودًا لهذا النور في كلّ مكان.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: شخصيّات من الكتاب المقدّس (النبيّ حجَّي) التلميذ: مَن هو حجَّي النبيّ؟ المرشد: معنى اسمه "عيدي" أو "المفعَم بالبهجة". هو من الأنبياء الإثني عشر الصغار. تنبّأ في زمن داريوس الملك الفارسيّ (٥٢٢م- ٤٨٦ق.م). التلميذ: عن ماذا يتكلّم سِفره؟ المرشد: يتألّف سفره من إصحاحَين فقط. يتكلّم على مجيء الربّ يسوع المسيح. تأتي النبوءة لتكون في اليوم السابع من أعياد اليهود الكبار أي عيد المظالّ بحسب ما قال النبيّ (٢: ١). أمّا في ميلاد الربّ فقد انفتحت السماء وزلزل يسوعُ أساساتِ الجحيم ليُنقذ الإنسان. نزل إلينا متجسّدًا، وباتت نعمته نارًا آكلة لخطايانا، من أجل أن نولد مع يسوع خليقةً جديدة. كلّ الأمم انتظرت الخلاص، فأتى هو مشتهاها. الربّ يسعى دائمًا إلى اللقّاء بنا وجهًا لوجه.
مكتبة رعيّتي صدر عن «دار المشرق» و«تعاونيّة النور للنشر والتوزيع» جزءان من سلسلة جديدة للكاتب ريمون رزق بعنوان: «المسيحيّون الأوائل». الجزء الأوّل، والذي يستعرض الأحداث من القيامة إلى تدمير أورشليم (٣٠-١٣٥م)، يعطي وصفًا للجيل المسيحيّ الأوّل الذي عاش في عالم شبيه بعالمنا يرفض المسيحيّة ويعتبر محبّةَ المسيحيّين لجميع الناس جهلًا وسخافة. مع ذلك استطاع أن يقتحم العالم الرومانيّ. علّنا نستفيد من طريقة عيش هؤلاء لجعل عالمنا أقلّ عنفًا وأكثر تسامحًا. أمّا الجزء الثاني، والذي يغطّي الفترة من سنة ١٣٦ إلى سنة ٢٦٠م.، فيستعرض كيف حافظت الجماعة المسيحيّة على معالم حياة الجماعة الرسوليّة، ما جعلها عرضة لانتقادات العالم الرومانيّ. تصف إحدى الوثائق المكتوبة آنئذٍ المسيحيّين على أنّهم "يسكنون المدن كأنّهم غرباء عنها... ويتحمّلون كلّ شيء كمسافرين... هم في العالم، ولكنّهم لا يعيشون بمقتضاه... يَقضون أيّامهم على الأرض، ولكنّهم مواطنو السماء... يحبّون جميع الناس، والناس تَضطهدُهم... إنّـهم فقراء، ولكنّهم يُغنُون كثيرين". الجدير ذكره أنّ السلسلة تحتوي على سبعة أجزاء ستصدر تباعًا. يُطلب الكتاب من مكتبة سيّدة الينبوع ومن المكتبات الكنسيّة. |
Last Updated on Saturday, 14 December 2024 11:58 |
|