Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٥٢: من عدوى النكبة البشريّة إلى استقرار المجد الإلهيّ
رعيتي العدد ٥٢: من عدوى النكبة البشريّة إلى استقرار المجد الإلهيّ Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 29 December 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٥٢: من عدوى النكبة البشريّة إلى استقرار المجد الإلهيّ
الأحد ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٤ العدد ٥٢ 

الأحد الذي بعد عيد ميلاد المسيح

اللحن ٢ - الإيوثينا ٥

القدّيسون يوسف خطيب مريم،

داود الملك ويعقوب أخو الربّ

والأطفال الأربعة عشر ألفًا الذين قتلهم هيرودوس

 

كلمة الراعي

من عدوى النكبة البشريّة
إلى استقرار المجد الإلهيّ

رعيتي العدد ٥٢: من عدوى النكبة البشريّة إلى استقرار المجد الإلهيّ في ميلاد المسيح، تسارعت الأحداث وتكثّفت. فبعد أنّ اضطرّت الظروفُ يوسفَ إلى البحث عن مكان عابر لتضع فيه مريمُ مولودَها، وبعد أن أتاهم الرعاة مسبّحين وتقدَّم منهم المجوس ساجدين، استحوذ الخوف على أصحاب الشأن والسلطة والحُكم، فعاثوا فسادًا في الأرض. 

بالفعل، واجه هيرودسُ ملكَ السلام بإبادته أطفال بيت لحم وتخومها، ذابحًا في برهة وجيزة ١٤.٠٠٠ طفلًا بريئًا من عمر سنتَين وما دون (متّى ٢: ١٦). وعوض أن يتربّع السلام على العرش، تربّع عليه الإثم والظلم والقتل. وعوض أن تُسمع أصوات تهليل وتمجيد من شعب الله، أَغرقَت هذه المذبحةُ الأهالي في البكاء والعويل، دون أن يجدوا تعزية (متّى ٢: ١٨). وعوض أن يتناقل البشر بشرى المولود، تداولوا أخبار هذه الفاجعة إذ استحوذت على ألبابهم.

على مقلب آخر، دفعت هذه المجزرة بالطفل المولود إلى أن يهرب مشرَّدًا مع مريم ويوسف إلى مصر، لينأى عن بطش هيرودس القاتل، ولا يسلَّم إلى الموت قبل أن يتمّم قصد الآب بتجسّده من أجل خلاص العالم. ارتحل يسوع قسرًا إلى البلاد التي سبق أن عانى فيها قديمًا شعبُه مرارةَ العبوديّة المذِلّة، والتي كان قد حرّرهم منها بأن رسم النبيُّ موسى شكلَ الصليب بالعصا وشقّ بذلك البحر الأحمر ليعبُره شعبه. أمّا عودة الطفل إلى الناصرة فلم ترافقها علامات مغادرة شعبه آنذاك، بل تلحّفت بخوف عاشه يوسف بادئ الأمر، قبل أن يتبيّن الوجهة الأخيرة لمكان إقامة المولود فحلّ في الناصرة.

ليست هذه الأوجه المرتسمة في طفولة يسوع حكرًا عليه، فهي مرتسمة في عالمنا المعاصر على كثيرين من الأفراد والعائلات، الذين يقاسون ويلات الحروب والمجازر، وتداعيات الواقع المعيشيّ المتردّي والأحوال الاقتصاديّة المتقلّبة، وتسلّط أصحاب المصالح وجشعهم، وتفشّي الفساد وأعمال العنف والاستغلال على أنواعها.

ما تميّز به يسوع هنا هو أنّه اختار أن يكون في معيّة كاملة مع الإنسان فيها كلّها. عاشها في طفولته، وعاش غيرها في كرازته العلنيّة، ولكن العبرة كامنة في كونه احتملها مِثلنا ومعنا ومن أجلنا، كما، على سبيل المثال، المساعي المتكرّرة لرؤساء اليهود بشأن استدراجه ليخطئ أو محاولات إلقاء القبض عليه أو التآمر من أجل قتله. إنّه الإله الذي أعلن عنه يوحنّا أنّه حَملُ الله الرافع خطيئة العالم.

وما تميّز به يسوع هو عيشه هذه التفاصيل طفلًا ضعيفًا غير قادر عن الدفاع عن نفسه، رغم كونه كليّ القدرة والضابط الكلّ. تخلّى عن قدرته حبًّا بالذي أتى من أجله. اتّضع على هذا المنوال أمام المخلوق على صورته، وذلك في مسعى متأنٍّ ليصطاده في شباك حبّ أبيه، ثمّ العودة به طوعًا إلى المنـزل الأبويّ. إنّه الإله الذي تنازل وصار عبدًا من أجل أن يدعو الإنسان إلى مائدة العشاء التي أعدّها أبوه وقدّمه عليها عجلًا مسمّنًا.

وما تميّز به يسوع أيضًا هو تحقيقه إرادة أبيه السماويّ في هذه التفاصيل التي سبق أن أنبأ بها الأنبياء، والتي سطّر لنا الإنجيلي بعضها: «مِن مِصر دعوتُ ابني»، أو «راحيل تأبى أن تتعزّى لأنّ أولادها ليسوا بموجودين»، أو «سيُدعى ناصريًّا» (متّى ٢: ١٥ و١٨ و٢٣). إنّه الإله الطويل الأناة الذي يُعيننا على أن نتلمّس حكمته الفائقة الوصف من خلال تبيان تدبيره من أجلنا، فنعود إلى رشدنا ونكشف له خطيئتنا ونطلب إليه غفرانها ونسأله البقاء معه.

وما تميّز به يسوع أيضًا هو انقياده لـمَن أخذ صفة الأبوّة التدبيريّة من نحوه، فكان يوسفُ مدبّرَ شؤون طفولته كما بلغنا في البشرى الإنجيليّة، وذلك بإيمان تامّ واتّكال على الله، فكان اللهُ معينَه، مستجيبًا له في كافّة محطّات رحلة الميلاد صعودًا إلى أورشليم، ومن ثمّ إلى بيت لحم، فمِصر، وأخيرًا إلى الناصرة. 

هذا كلّه ألـهَمَ، لا شكّ، تلاميذه في تحمّل التجارب والضيقات، وجعل منهم مغاوير أشدّاء في مواجهتها ببأس وثقة بالعناية الإلهيّة، على مثال يوسف، شاكرين الذي أهّلهم لمثل هذا الجهاد، وناظرين إلى الذي تقدّمهم فيها فجعل منهم معاونين له في خلاص أترابهم، بنكران للذات واتّضاع وطول أناة، بحكمة تَغلبُ كلّ خوف وتُطوِّع كلّ شيء من أجل تحقيق مجد الله في الإنسان.

ألا باركْ يا ربّ ترحالنا في هذا العمر ليتقاطع مع مجيئك إلينا، فنلتقي بك وتنهضنا إلى معرفة أبيك وتطلقنا في هذا الوجود شهودًا لمحبّتك للإنسان ومعاونين في تدبيرك من أجله.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ١: ١١-١٩

يا إخوة أُعْلمكم أنّ الإنجيل الذي بشَّرتُ به ليس بحسب الإنسان، لأنّي لم أتسلّمهوأتعلّمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح. فإنّكم قد سمعتم بسيرتي قديمًا في ملّة اليهود أنّي كنتُ أضطهد كنيسة الله بإفراط وأُدمّرها، وأزيد تقدّمًا في ملّة اليهود على كثيرين من أترابي في جنسـي بكوني أوفر منهم غيرة على تقليدات آبائي. فلمّا ارتضى الله الذي أفرزني من جوف أمّي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيّ لأبشّر بين الأمم، لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقتُ إلى ديار العرب وبعد ذلك رجعت إلى دمشق. ثمّ بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأزور بطرس فأقمتُ عنده خمسة عشر يومًا. ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الربّ.

 

الإنجيل: متّى ٢: ١٣-٢٣

لـمّا انصرف المجوس إذا بملاك الربّ ظهر ليوسف في الحلم قائلًا: قم فخذ الصبيّ وأمّه واهرب إلى مصر وكن هناك حتّى أقول لك، فإنّ هيرودس مزمع أن يطلب الصبيّ ليهلكه. فقام وأخذ الصبيّ وأمّه ليلًا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس ليتمّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: مِن مِصر دعوتُ ابني. حينئذٍ لـمّا رأى هيرودس أنّ المجوس سخروا به غضب جدًّا وأرسل فقتل كلّ صبيان بيت لحم وجميع تخومها من ابن سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تَحقَّقه من المجوس. حينئذٍ تمّ ما قاله إرمياء النبيّ القائل: صوت سُمع في الرامة، نَوح وبكاء وعويل كثير، راحيل تبكي على أولادها وقد أبت أن تتعزّى لأنّهم ليسوا بموجودين. فلمّا مات هيرودس إذا بملاك الربّ ظهر ليوسف في الحلم في مصر قائلًا: قم فخذ الصبيّ وأمّه واذهب إلى أرض إسرائيل فقد مات طالبو نفس الصبيّ. فقام وأخذ الصبيّ وأمّه وجاء إلى أرض إسرائيل. ولـمّا سمع أنّ أرشيلاوس قد ملكَ على اليهوديّة مكان هيرودس أبيه خاف أن يذهب إلى هناك، وأوحي إليه في الحلم فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تدعى ناصرة ليتمّ المقول بالأنبياء أنّه يدعى ناصريًّا.

 

أطفال بيت لحم

«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ» (إرميا ٣١: ١٥).

لقد أورد الإنجيليّ متّى هذه النبوءة من سفر إرميا في معرض سرده للأحداث التي رافقت ولادة المسيح في بيت لحم. فبعد الولادة، رأى المجوس نجمه فجاءوا الى أورشليم للسجود له. وبمجرّد سؤالهم عن المولود «ملك اليهود» اضطرب هيرودس وجميع أورشليم معه. وعندما أوحِي لهم في الحلم أن لا يرجعوا الى هيرودس لإخباره بمكان ولادة الصبي، جُنّ جنونه وأمر بقتل جميع الصبيان في بيت لحم وفي كلّ تخومها، من ابن سنتَين فما دون، فتحقّقت بذلك هذه النبوءة من سفر إرميا.

لماذا هذا السعي إلى التخلّص من هذا الطفل عبر قتل كلّ هؤلاء الأطفال؟ لأنّ الأسرة التي كان ينتمي إليها هيرودس لم تكنْ في الأصل أُسرة يهوديّة، وليس لها حُكم شرعيّ. لذلك كان من الطبيعيّ أنْ ينتظر منافسًا له. وهو القادر، لأسباب سياسيّة، على قتل ناسٍ كثيرين ومنهم أبناؤه وأقرباء له، قادرٌ على ارتكاب أيّة جريمةٍ أخرى لحماية مُلكه. فدَرْبُ الإجرام والقتل يبدأ بخطوةٍ أولى، ثمّ تتوالى السّقطات حتّى تبلغ أعماق الجحيم. الانحدار يبدأ بعدم الحسّ، عدم الحسّ بالخطايا وبتأنيب الضمير، عدم الحسّ بآلام الآخرين وأوجاعهم... ويُتابع بعمى البصيرة وانعدام الحكم السليم على الأمور وقسوة القلب وتحجّره وشهوة السلطة وحبّ المال والشغف بالملذّات... وغيرها الكثير من الخطايا التي تُترجَم بأفكارٍ ومشاعر وأقوالٍ وأفعالٍ كفيلة بتجريد الإنسان من إنسانيّته. لكن هيرودس الذي كان يسعى إلى المحافظة على مُلكه بهذه الطريقة، مات، بعد أيّام قليلة من قتل الأطفال أشنع الميتات، معذَّبًا بأوجاع حادَّة في جسمه كلِّه، وبانبعاث نتانة لا تُطاق من جسده. عرشه، الذي شيّده من جثث الأطفال، انحدر به إلى الجحيم.

كم من مرّة، عبر التاريخ، عاشت البشريّة هذه التجربة المؤلمة؟ كم من مرّة، في أزمنةٍ مختلفة وفي أماكن مختلفة، بُذلت دماء الأبرياء ثمنًا لسلطة أو نفوذ أو مكاسب ومصالح؟ أَلَـمْ نقرأ ونرَ ذلك مئات المرّات في التاريخ القديم والمعاصر؟ أَلا نرى ونسمع اليوم بجرائم القتل من حولنا وعلى شاشاتنا؟ أَلا يصبح ما كنّا عاجزين حتّى عن تخيّله أمرًا عاديًّا في يوميّاتنا؟ مَن يحمي الأطفال من آلاف الهيرودس؟ مَن يحميهم من الفقر والعوز والجهل والاستغلال والاغتصاب وتجارة الأعضاء...؟ مَن يحمي النساء والفقراء والضعفاء والمرضى والمهمَّشين في عالمنا هذا؟ هؤلاء الأطفال الذين استُشهدوا آنذاك من أجل المسيح هم صورة عن كلّ المضطَهدين في الأرض. الليتورجيا تقول عنهم إنّهم «مقدِّمة للحَمَل الجديد الذي سيتألّـم ويُذبح لأجل خلاصنا» (صلاة السَحَر)، وقد صاروا ذبيحة أولى لميلاد المسيح الإله المخلّص، وصار لهم أنْ يتهلّلوا « لأنّهم ذُبحوا من أجل المسيح» (صلاة الغروب).

بعيدًا عن المسيح، الإنسانيّة غارقة في خطاياها ودمائها. بعيدًا عن المسيح، تُنتهك إنسانيّتنا لألف سبب وسبب وتحت ألف شعار وشعار. المسيح وحده قادر أن يخلّصنا، أن يعيدنا إليه، أن يجدّد طبيعتنا المنفسدة بسبب خطايانا. أَلَـمْ يرِدْ في الإصحاح نفسه من سفر إرميا النبيّ: «حتّى متى تطوفين أيّتها البنت المرتدَّة؟! لأنّ الربّ قد خلق شيئًا حديثًا في الأرض. أنثى تحيط برجل» (إرميا ٣١: ٢٢). فالإنسانيّة المتمرّدة، البعيدة عن إله السلام، الغارقة في الحروب والضيقات والآلام، لن تستقرّ وتستريح إلّا بواسطة شيءٍ جديد، هو الأنثى التي تحيط برجل، أي «العذراء التي تحتضن كلمة الله المتجسّد» (القدّيس إيرونيموس)، فبِه وحده ستعرف الإنسانيّة الخلاص والسلام، وبه وحده سنصبح خليقةً جديدة. 

الحياة الجديدة مع المسيح تتطلّب توبةً صادقةً أي تغييرًا للذهن والقلب، صلاةً حارّة وعلاقة عميقة مع الله. إنساننا اليوم غارق في أنانيّته حتّى الثمالة، حيث بات التركيز على الفرد على حساب الجماعة. عالمنا اليوم، يقزّم الله على حجم مصالحه وأهوائه وهو بحاجةٍ الى العودة الى ذلك العهد الجديد الذي يُظهر لنا صورة الله على حقيقتها، تلك الحقيقة التي ظهرت منذ أكثر من ألفي عام في بيت لحم. أَلَـمْ يرِدْ في سفر إرميا عينه: «ها أيّام تأتي يقول الربّ وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا... أجعلُ شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلـهًا وهم يكونون لي شعبًا...» (إرميا ٣١:٣١-٣٣).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

شخصيّات من الكتاب المقدّس (داود النبيّ)

التلميذ: من هو داود النبيّ؟

المرشد: وُلِد في القرن العاشر قبل الميلاد قرب منتصف الزمن بين إبراهيم والمسيح، ومعنى اسمه «المحبوب». هو أصغر أولاد رجل يُدعى يسّى من بيت لحم، له سبعة إخوة وأختان. كان أشقر، جميل العينين، وسيم المنظر، وكان راعيًا ناجحًا، إلّا أنّه كان الأقرب إلى قلب الله. كان داود من سبط يهوذا الذي تنبّأ عنه يعقوب بأنّ صولجان الـمُلك لن يزول منه، أي بأنّه ستكون قيادة بني إسرائيل وملوكهم من سبط يهوذا.

التلميذ: كيف أصبح ملكًا؟

المرشد: مُسح قائدًا لشعبه على يد صموئيل النبيّ وهو في حدود السابعة عشرة من عمره. صَرع جليات الجبّار وهو في العشرين، ونتيجة انتصاراته لاحقًا تُوّج ملكًا على بيت يهوذا وهو في الثلاثين، وعلى إسرائيل برمّته في السابعة والثلاثين، ثم رقد في السبعين. هو الذي نقل العاصمة إلى أورشليم، كما أتى بتابوت العهد إلى خيمة الشهادة، هو مَن وحّد مملكة بني إسرائيل إذ كان ملكًا عليها لأربعين سنة وأصبح نموذجًا وملهمًا. وعده الله أن يدوم بيت داود ومملكته إلى الأبد، لذلك قيل أنّ المسيا أي المسيح سوف ينحدر من داود.

التلميذ: لماذا اختاره الله من بين شعبه؟

المرشد: اجتمعت في داود مزايا قلّما تجتمع في رجل واحد، كان نبيًّا ومرنّـمًا وملكًا وإنسانًا، أجاد العزف على القيثار وتمتّع بمواهب موسيقيّة من درجة ممتازة، ثم أنشأ في ما بعد المزامير والأناشيد.

ولكن بسبب الخطأ الكبير الذي ارتكبه النبي داود، أساء إلى ربّه، فأدّبه، واعترف داود بخطيئته وتاب عنها توبة صادقة فسومح، وكتب حينها المزمورَين الحادي والثلاثين والخمسين. سعى داود إلى بناء بيت لله في أورشليم القدس، وقال الله له إنّه سيتمّ بناء البيت، ولكن ليس من قبله بل من قبل أحد أبنائه (كان من نصيب ابنه سليمان)، لأنّ داود كان يخوض غمار الحروب وكان من الواجب أن يكون بيت المقدس بيت سلام، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من أن يقدّم بسخاء أموالًا طائلةً وكلّ المستلزمات اللازمة لبناء ذلك البيت.

 

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتاب بعنوان: «السرّاج الدّليل إلى حياة الإنجيل»، وهو عبارة عن كلماتٌ في أناجيل الآحاد المقدّسة التي تُتْلَى خلال السّنة. أعدّ هذا الكتاب قدس المتقدِّم في الكهنة إبراهيم شاهين، وقد أثبتُّ النصّ الإنجيليّ المخصّص ليوم الأحد على مدار آحاد السّنة، ثمّ أورد الشروحات لكل نصّ.

خطّ المقدّمة المتروبوليت افرام (كرياكوس) راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما، ومما قاله: «... له الفضل في أنّه ثابر على هذا العمل في كتابة هذه التفاسير ونشرها في نشرة الكرمة منذ بدء إصدارها سنة ١٩٩٥ ببركة المثلّث الرحمة المتروبوليت إلياس قربان. لم يزل الأب إبراهيم مثابرًا على تأليف هذه التفاسير حتّى اليوم وإصدارها عبر نشرة الكرمة».

ختم: «حقّاً إنه مثالٌ على عملِ الكاهن الراعي المتأمّل دومًا في كلام الربّ يسوع، والساهر على نقله مشروحًا إلى حظيرة الكنيسة بانتظام». يُطلب من مكتبة سيدة الينبوع أو من المكتبات الكنسية.

Last Updated on Friday, 27 December 2024 18:25
 
Banner