Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ١: طريق الله وطريق الإنسان إلى تقاطع فمعيّة
رعيتي العدد ١: طريق الله وطريق الإنسان إلى تقاطع فمعيّة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 05 January 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ١: طريق الله وطريق الإنسان إلى تقاطع فمعيّة
الأحد ٥ كانون الثاني ٢٠٢٥ العدد ١ 

الأحد الذي قبل الظهور الإلهيّ 

 https://bit.ly/raiati0125

كلمة الراعي

طريق الله وطريق الإنسان
إلى تقاطع فمعيّة

رعيتي العدد ١: طريق الله وطريق الإنسان إلى تقاطع فمعيّة منذ أن خرج آدم وحوّاء من الفردوس، غادرا حضرة الله، وفقدا الشركة معه، وانتقلا إلى بريّة هذا العالم الموحشة. لكنّ القصد الإلهيّ كان يبغي أن يحيا الإنسان ولا يموت. فلم يألُ اللهُ جهدًا من أجل تهيئة استعادة الإنسان إلى الحياة. كيف تحقّق هذا القصد من خلال المعمدان وما هي العناصر التي أبرزته؟

أوّلًا، طبيعة البريّة. في البريّة تغيب وسائل الحياة، فاستمرارها يحتاج إلى يقظة دائمة وصبر على طبيعتها الموحشة. هناك الصوت لا صدى له، فهو يختفي منذ لحظة خروجه. لذا البشارة في مثل هذه الظروف مستحيلة لأنّ الصوت لا يصل إلى أيّ مكان. فهل يكون صوت الله في هذه البريّة غير مسموع؟ من هنا فإنّ القول: «صوت صارخ في البريّة» (مرقص ١: ٣) يعبّر عن محاولة يبذل فيها صاحبُها كلَّ شيء من أجل الله.

ثانيًا، طبيعة الطريق. إنّها طريق ذات اتّجاهَين، والمقصود الاتّجاه الذي يسلكه الله إلينا والاتّجاه الذي نسلكه إليه. إنّها طريق تخضع أيضًا لمعيار لقاء السالكين عليه في كلا الاتّجاهَين. وحريّ بهذا اللقاء أن يسفر عن معيّة دائمة بين السالكين عليها، بين الله والإنسان. من هنا القول: «ها أنا أُرسل أمام وجهكَ ملاكي الذي يهيّئ طريقك قدامك» (مرقص ١: ٢) يعني العمل على رفع الحواجز التي تعيق هذا اللقاء وتحجب هذه المعيّة.

ثالثًا، طبيعة الصوت الصارخ فيها. لطالما هو صوت، فلا يقول شيئًا من ذاته، بل ينقل الكلمة التي ائتمنَه مرسِلُه عليها. لا تكمن هذه الأمانة في استنساخ ما يسمع ويقال له، بل بالأولى في عيش هذه الأمانة وتكوين الذات على أساس هذه الكلمة، كلمة الله التي يحملها إلى القاطنين في بريّة هذا العالم. من هنا القول: «أَعِدّوا طريق الربّ واصنعوا سبله مستقيمة» (مرقص ١: ٣) يعني كم على صاحب هذا الصوت أن يكون قريبًا من مرسِله ومن الذين أُرسل إليهم، بأمانة كليّة على الرسالة ومرسِله والمرسَل هو إليهم. 

رابعًا، طبيعة الخلاص الآتي. إنّها بشرى خلاص للإنسان: «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله» (مرقص ١: ١)، إنّها البشرى التي يحملها يسوع إلينا، وهو بذاته البشرى التي يحملها إلينا، لأنّ به كان كلّ شيء، ومن دونه لم يكن شيء مـمّا كان. إنّها البشرى التي تُصيِّر البريّةَ فردوسًا، وتصل إلى أقاصي الأرض، لكون يسوع هو مخلِّص العالم. 

خامسًا، طبيعة التوبة المطلوبة. وضع المعمدانُ قواعدَ تهيئة الطريق لتصير سالكة في الاتّجاهَين على الشكل التالي: «كان يوحنّا يعمِّد في البريّة ويكرز بمعموديّة التوبة لمغفرة الخطايا» (مرقص ١: ٤). تقتضي التهيئة أن يعود المرء إلى نفسه ويفحصها على ضوء الكلمة الإلهيّة ويعترف ببُعده عن تجسيدها ويعلن رغبته في عودته من بريّة الغربة والخطيئة إلى فردوس اللقاء والمعيّة والشركة مع الله.

سادسًا، طبيعة المخلِّص الآتي. أدرك المعمدانُ هويّةَ المخلّص، فقدّمه إلينا على النحو التالي: «يأتي بعدي مَن هو أقوى منّـي الذي لستُ أهلًا أن أنحني وأَحلَّ سيور حذائه. أنا عمّدتكم بالماء، وأمّا هو فسيعمّدكم بالروح القدس» (مرقص ١: ٧). يقرّ برفعة مقامه مظهرًا البون الشاسع بينهما. لن يكون باستطاعة المعمدان أن يفسّر لنا كيف ترتبط الطبيعتان في يسوع، الإلهيّة والإنسانيّة، ولا أن يقارِن نفسه به، وإن كان يحمل الطبيعة البشريّة نفسها. هذا يعني أنّ يسوع يأخذنا على عاتقه بطريقة فريدة إذ يعمّدنا بالروح القدس المحيي لنا والباقي معنا في معيّة حياة من هذه الحياة إلى تلك.

سابعًا، طبيعة سابق المخلِّص. هو الملاك، أي المرسَل من الله، المتأهّب ليصنع إرادة الله في الزمان والمكان. هو السابق الذي يهيّئ الظروف والنفوس لـما يأتي، أي البشرى، ولـمَن يأتي، أي يسوع. وطالما أنّه صوت، فهو يختفي بمجرّد أَن صدَر، لهذا هو يتوارى وراء مرسِله ووراء الرسالة، لا يبغي لنفسه أكثر من أن يبقى أمينًا فيها.

هذه هي الأيقونة التي ترتسم أمامنا في انتقال الكنيسة من احتفالها بعيد ميلاد المخلّص إلى الاحتفال بعيد الظهور الإلهيّ، حيث تختبر الكنيسةُ غاية رسالة المعمدان بأن لبسْنا المسيحَ في المعموديّة، وصرنا في معيّة دائمة، وتعلّمنا أن نعيش رسالته بين أترابنا، وجهًا أو ملاكًا مرسِلًا ليهيّئ طريق الربّ في عالم تغرَّب عن الحقّ والبرّ والحياة. 

هلّا شكرنا إذًا مَن هدانا إلى أن نرتديك يا ربّ، وعلَّمَنا أن نحافظ على الرداء طاهرًا نقيًّا، وشدَّدَنا بأن كان لنا مثالًا في طريق لقياك ومعيّتك، وأعطانا أن نصير بدورنا فَعَلةً نُعِين سوانا على أن يلبسوك ويحملوك بشهادتهم إلى أترابهم؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢ تيموثاوس ٤: ٥-٨

يا ولدي تيموثاوس تيقّظ في كلّ شيء واحتمل المشقّات واعمل عمل المبشّر وأوفِ خدمتك. أمّا أنا فقد أُريق السكيبُ عليّ ووقت انحلالي قد اقترب. وقد جاهدتُ الجهاد الحَسَن وأتممتُ شوطي وحفظت الإيمان. وإنّما يبقى محفوظًا لي إكليل العدل الذي يُجْزيني به في ذلك اليوم الربّ الديّان العادل، لا إيّاي فقط بل جميع الذين يحبّون ظهوره أيضًا.

 

الإنجيل: مرقس ١: ١-١٨

بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنذا مرسِل ملاكي أمام وجهكَ يهيّئ طريقك قدامك. صوتُ صارخ في البرّيّة أعِدّوا طريق الربّ، اجعلوا سبله قويمة. كان يوحنّا يعمّد في البرّيّة ويكرز بمعموديّة التوبة لغفران الخطايا. وكان يخرج إليه جميع أهل بلد اليهوديّة وأورشليم فيعتمدون جميعهم منه في نهر الأردنّ معترفين بخطاياهم. وكان يوحنّا يلبس وبر الإبل، وعلى حَقَويه منطقة من جلد، ويأكل جرادًا وعسلًا برّيًّا. وكان يكرز قائلًا: إنّه يأتي بعدي من هو أقوى منّي، وأنا لا أستحقّ أن أنحني وأحلّ سَيْر حذائه. أنا عمّدتكم بالماء، وأمّا هو فيعمّدكم بالروح القدس.

 

باب الرجاء

«لِهَذَا، هَا أَنَا أَتَمَلَّقُهَا وَآخُذُهَا إِلَى الصَّحْرَاءِ وَأُخَاطِبُهَا بِحَنَانٍ، وَأَرُدُّ لَهَا كُرُومَهَا هُنَاكَ، وَأَجْعَلُ مِنْ وَادِي عَخُورَ (أَيْ وَادِي العكر والإِزْعَاجِ) بَاباً لِلرَّجَاءِ» (هوشع ٢: ١٤-١٥). هكذا تكلّم الربّ مع عروسه (أي شعبه) على لسان النبيّ هوشع. وهكذا يتكلّم معنا أيضًا. وإذ نسمع كلمات المحبّة غير المحدودة وتستقرّ في قلوبنا، ينفتح لنا باب الرجاء المؤدّي الى ملكوت النور والحريّة. هناك باب وهناك رجاء: ليس مِن سجنٍ مغلَق بعد الآن، بل عتبة ومدخل إلى المراعي الخضر، إلى رحاب واسعة. التوق يمتزج بالثقة بما يأتي، وهذا توق شفّاف للمحبّة غير المحدودة الآتية من فوق، الكلمة المتجسِّد الذي يعانق بشريّتنا. ربّـما لدينا آمال متعدّدة: انتظار أشياء وترقّب أحداث، غير أنّ الرجاء له نكهة خاصّة: هو رجاء إلى الله، جواب على حبّه المجنون (كما يقول القدّيس نيقولاوس كاباسيلاس) الذي به وضع نفسه في وضعيّة المتسوّل أمام باب قلبنا. إذًا الرجاء مرتبط بهذه العلاقة الشخصيّة، انتظار يصلنا بشخص المحبّة غير المحدودة نفسه. إنْ نظرتُ إلى حقبات معيّنة من حياتي، يخامرني شعور من الفشل أو الخيبة أو عدم الاكتمال. ولكن إنْ نظرتُ إلى كامل مسيرة حياتي الممتدّة إلى الحياة الأبديّة الآتية من الذي سكن خيمتنا، تتغيّر رؤيتي: أرى حينها نفسي محضونًا من المحبّة غير المحدودة ويغدو الموت نفسه مجرّد محطّة أو انتقال. إذا استقبلنا في نفوسنا المحبّة غير المحدودة نغدو لا نهاية لنا ولا بداية كما يقول القدّيس مكسيموس المعترف بمشاركتنا للنعمة الإلهيّة. 

ما هي قمّة الرجاء؟ هي حين تبدو كلّ الأبواب موصدة ونرفض رغم هذا أن نيأس، على مثال إبراهيم الذي «على خلاف الرجاء (أي مع انقطاع الرجاء) آمَن على الرجاء» (رو ٤: ١٨). فرغم أنّ ذلك بدا مستحيلًا، فقد آمن إبراهيم يقينًا راجيًا محبّة الله غير المحدودة. نلمس هنا إشكاليّة معاناة البشر وآلامهم المرتبطة بموضوع الرجاء ومحبّة الله. إنّ أعمق جواب على هذه الإشكاليّة هو الإيمان بإله متجسِّد متألِّـم، أي مشارِك لنا في آلامنا ولكنّه في الآن نفسه غير مغلوب أي متنازِل وقائم يتّخذ في نفسه ويحمل كلّ أثقال بشريّتنا ومعاناتنا وهو أقرب إليّ من رأسي (كما يقول القدّيس نيقولاوس كاباسيلاس)، أقرب إلينا من حبل الوريد. وكما ظهر شبه إنسان في أتون الفتية الثلاثة ليحوِّل النار إلى ندى، يأتي إلينا المسيح في كلّ لحظة فلا نعود نحترق لأنّنا التهبنا بمحبّته غير المحدودة كالعلّيقة الملتهبة. هذا الرجاء لا يخيب لأنّه ينبع من نبع المحبّة غير المحدودة. وكما يُنتج الحجر الملقى في الماء تموّجات لا تنتهي حوله، هكذا إن رمى اللهُ الرجاءَ في مياه قلوبنا تتشعّب تموّجاته إلى المنتهى. ذلك أنّ المحبّة أقوى من الموت، كما يقول سفر نشيد الأناشيد. 

في عادات حضارتنا أنّنا نحسب أنّ النهار يؤول إلى الليل. أمّا في الزمان الليتورجيّ، فاليوم يبدأ في الغروب: «وكان مساء وكان صباح»، كما يقول سفر التكوين. هكذا كلّ يوم لنا يتقدّم من الليل إلى النور، من المحبّة المصلوبة إلى فجر المحبّة، ثمَّ إلى شمس الظهيرة للمحبّة غير المحدودة. 

«هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لِأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي» (رُؤْيَا ٣: ٨). كلّ يوم، كلّ لحظة ينفتح أمامنا باب الرجاء. باب الرجاء هو باب الآن.

 

السنة الجديدة

بقلم المطران جورج خضر

في طقوسنا الكنسيّة رأس السنة هو في أوّل أيلول. أمّا أوّل كانون الثاني فهو بدء السنة المدنيّة التي تعود إلى الإمبراطور الرومانيّ يوليوس قيصر. وليس عندنا في هذا اليوم عيد اسمه رأس السنة. ولكن عندنا عيد ختانة الربّ يسوع وعيد القدّيس باسيليوس الكبير. غير أنّ هذا اليوم يعتبره الناس مفصلًا ويُطلق الناسُ الرصاصَ عند منتصف الليل ابتهاجًا بالجديد الذي يأملونه. ولكن ما الجديد؟ اثنا عشر شهرًا غالبًا ما ستكون مثل السنوات السابقة، فيها فقر شديد وعنف كبير وليس في الحياة السياسيّة الدوليّة أو المحليّة ما يبشّر بالخير. مع ذلك نريد أن نعتقد أنّـها فسحة أمل لأنّ الإنسان في ضيقه يرجو الخيرات. وعندنا نحن المؤمنين أنّ البركات تأتي من الله الذي يخترق الزمان وله القدرة أن يُنزل عليه نعمته. يمكن أن تحدث أعجوبة وأن تتغيّر الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة بحيث يقلّ الفقر ويعمّ السلام العالم. ورجاؤنا ما قالتْه الملائكة: «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام في أناسِ المسرّةِ» أي الذين سُرَّ الله بهم لأنّهم صالحون.

وكأن أنشودة الملائكة ليست تمنّي سلامٍ لكلّ البشريّة ولكن فقط لأولئك الذين أحَبّهم ربّـهم وأحبّوه. فالملائكة تكلّموا إذًا على سلام القلوب بالنقاوة وما تكلّموا على سلام في دنيا السياسة. هذا ليس عنه وعد. السنة إذًا تجعلها أنت جديدة في نفسك إذا جدَّدت نفسك بالنعمة. وهذا السلام الداخليّ تعيشه أنت ولو معذّبًا ولو استمرّت الحرب هنا وثمّة. أنت لا ترجو سنة جديدة ولكن تجديد ذاتك وتنقيتها تتجدَّد بها قلوب كثيرة.

قد تنتهي الحروب بقرار ويرتفع مستوى العيش بمجموعة قرارات متّخذة في البلد وخارج البلد ويبقى ناسٌ أشرارٌ يصنعون حروبًا بلا سلاح. وقد يكون جرح القلوب أعمق من تلك التي تأتي بها الحروب.

فكِّرْ منذ الآن كيف تتوب وكيف تتكتَّل مع التائبين لتكونوا ذلك القطيع الصغير المؤمن الذي لا يخاف لأنّه أُعطيَ الملكوت. و«الملكوت في داخلكم» على ما قال السيّد. ولكن إذا بقينا على صعيد الحياة المجتمعيّة لك أن تعمل مع الآخرين لتحسين الوضع بكلّ الوسائل السياسيّة المشروعة أقلّه في بلدك الصغير لترى أنّ أشياء كثيرة تجدّدت لتتعزّى بها ولا تظلّ تحت ضغط اليأس والحزن.

هناك إذًا جهدان مترافقان: جهد روحيّ كبير، عميق وجدّي، وجهد في المجتمع المدنيّ عن طريق النضال الوطنيّ الذي يطلبه الله منك ليحيا الناس بشيء من اليسر والراحة ويسعوا إلى سعادة عائلاتهم والوطن الذي يحتضنها. والتوبة التي تكون قد نزلتْ عليك تجعلك مواطنًا صالحًا ومقدامًا لأنّ السيّئين لا يستطيعون أن ينشئوا بلدًا سويًّا أو دولة هي في خدمة مواطنيها. فإذا كثر الإثم وفترتِ المحبّة فلا جديد في الأمّة وليس من دولة راقية.

(...) عند ذاك كلّ سنة جديدة تصير أعظم جدّة من التي سبقتها. أمّا مساهمتنا نحن المؤمنين فأن نهيِّئ بالتقوى العقول إلى هذه القناعة. فإذا أحسستَ بأهمية الله عندك تشتهيه للآخرين.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

شخصيّات من الكتاب المقدّس (النبيّ ملاخي)

التلميذ: مَن هو النبيّ ملاخي؟

المرشد: هو صاحب السِفر الأخير من أسفار الأنبياء الاثنَي عشر الصغار. يعني اسمه «رسولًا» أو «ملاكًا»، ولعلّ هذا ما توحي به خدمة عيده في ٣ كانون الثاني، إذ تجعلنا نخاطبه قائلين: «قد اتخذتَ لقب ملاك».

التلميذ: ما مضمون نبوءته؟

المرشد: أعلن ملاخي، في بدء نبوءته، أنّ الله يحبّ شعبه المشكِّك الذي أعماه القحط وضيق المناهضين عن رؤية هذه المحبّة. فقدّم لهم علامة لحبّه. في الإصحاح الثاني ينقل النبيّ وصيّة قاسية إلى كهنة إسرائيل الذين انحرفوا وأضلّوا الناس، ثم يتابع ملاخي نضاله فيحذّر اليهود الذين أهملوا قدسيّة الزواج بمصاهرتهم الوثنيّين، الأمر الذي تُحذّر منه الشريعة خوفًا من السقوط في عبادة «إله غريب». ثم يوبّخهم على طلاق زوجاتهم وعلى إبدالهن بشابّات أجنبيّات.

التلميذ: وماذا تنبّأ عن مجيء الربّ؟

المرشد: تحدّث ملاخي عن مجيء ملاك «يعدّ الطريق» أمام الله هو ملاخي (٣: ١). فالله آتٍ، وهو يذكّر المخادِعين بالرجوع اليه، وذلك أنّه آتٍ لينقّي شعبه ويمحّصه ويدين الخطأة الذين لا يكفّون عن الاحتيال على جباية ضريبة الهيكل، ويقدّم ملاخي حلًّا يستوحيه من نهاية الأزمنة، فالله آتٍ ليسوّي أموره إلى الأبد، وسيحرق المتكبّرين، وأمّا الذين يتقّونه ويكرّمونه فسيتنعّمون، في ذلك اليوم، بأشعّة نوره، وسيعطيهم «الشفاء».

 

أخبار الأبرشية

خلال أيّام الصوم الميلاديّ، قام راعي الأبرشيّة بجولة استفقاديّة يوميّة على عدد من رعايا الأبرشيّة، فكانت فرصة لمشاركتها في صلواتها ثمّ لقاء أبنائها في حديث روحيّ من وحي المناسبة، وتطعّمت في بعض الأحيان بالمشاركة في مائدة محبّة. 

إلى ذلك، كان لافتًا إقامة عدد من الرعايا معارض ميلاديّة أفسحت لكثير من العائلات والأفراد بتسويق منتوجاتهم، هذا بالإضافة إلى أمسيات مرتّلة من وحي العيد وإقامة عدد من المسرحيّات الميلاديّة التي سلّطت الضوء على معانيه. وقد سعت الرعايا، على عادتها في هذا العيد، إلى جانب خدمتها للكلمة، أن تقوم بخدمة الموائد من خلال عمل الخدمة الاجتماعيّة فيها، استفقادًا للمحتاجين.

عمومًا، كانت هذه الجولة على الرعايا مصدر فرح بما رافقها من لقاءات واجتماعات وأحاديث مفيدة وبنّاءة، ومجالًا للإصغاء والتعزية وتشجيع القائمين في الخدمة على الاستمرار فيها بتفانٍ.

Last Updated on Tuesday, 31 December 2024 20:33
 
Banner