للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ١٠: وعد يسوع لنا في مطلع الصوم |
![]() |
![]() |
Written by Administrator |
Sunday, 09 March 2025 00:00 |
الأحد الأوّل من الصوم أحد الأرثوذكسيّة تذكار القدّيسين الأربعين المستشهدين في سِبَسطية اللحن ٤ - الإيوثينا ٤
كلمة الراعي وعد يسوع لنا في مطلع الصوم
أوّلًا، يسوع هو «الذي كتب عنه موسى والأنبياء» (يوحنّا ١: ٤٥). هذا هو منطلق معرفتنا بالتدبير الإلهيّ الخلاصيّ الذي ابتدأ في العهد القديم، وما اقتضاه من عمل تهيئة قام به الله لتحقيق الوعد الذي أعطاه لحوّاء قديمًا بقدوم المخلّص الآتي من نسلها ويسحق الحيّة-الشيطان (تكوين ٣: ١٥). تحقّق الوعد في التجسّد وتردّد صدى كلمات فيليبّس هذه في حديث يسوع مع تلميذَي عمواس يوم القيامة. هنا دعوة لنا أن نطالع ما كُتب عنه! ثانيًا، يسوع هو «ابن يوسف الذي من الناصرة» (يوحنّا ١: ٤٥). هذا هو الإطار البشريّ الذي كان معروفًا به يسوع وسط أترابه. نعم، الاكتفاء بهذا التعريف به أعثر كثيرين، لكنّ يسوع أفصح لليهود بأنّ إبراهيم «تهلّل بأن يرى يومي فرأى وفرح»، وأضاف: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» (يوحنّا ٨: ٥٦ و٥٨)، مشيرًا إلى حقيقته الأزليّة التي تتجاوز هذا التعريف. هنا دعوة لنا أن يسوع معنا مثلنا، لنكون معه مثله! ثالثًا، يسوع هو «المعلّم» (يوحنّا ١: ٤٩). ها معطي الشريعة القديمة حاضر وسط شعبه، يرشده ويرعاه ويعطيه الشريعة الجديدة في موعظته على الجبل. في هذا كلّه أكّد أنّه «ما جاء لينقُض بل ليتمّم» ما كُتب عنه أو جاء على لسان المرسَلين، وأنّ «رئيس هذا العالم يأتي» دون أن يجد فيه علّة، وأنّ ما من أحد يمكنه أن يبكّته على خطيئة (متّى ٥: ١٧؛ يوحنّا ١٤: ٣٠؛ ٨: ٤٦). هو المعلّم القائل بحقّ: «تعلَّموا منّي... تعالَ واتبعْني». هنا دعوة لنا لنصير له تلاميذ ونتبعه حيثما يمضي. رابعًا، يسوع هو «ابن الله» (يوحنّا ١: ٤٩). هذا هو الاعتراف القلبيّ الذي جاهر به نثنائيل اليوم ليسوع، وسيعلنه قائد المئة للمحيطين به عند صلب يسوع، وسيطلقه توما الرسول في اليوم الثامن من بعد القيامة أمام الربّ وجماعة التلاميذ. هنا دعوة لنا أن يتمّ هذا اللقاء الكيانيّ بيسوع. خامسًا، يسوع هو «ملِك إسرائيل» (يوحنّا ١: ٤٩). إنّه الملِك الذي رأيناه على الصليب مرفوعًا، وسنطالع هذا الإعلان أيضًا في العلّة الموضوعة فوق رأسه على الصليب: «ملِك اليهود». إنّه ملِك يستمدّ مُلْكه من المحبّة المبذولة من أجل غفران خطايا العالم كلّه ومصالحة كلّ منّا به مع الآب. هنا دعوة لنا أن نَقبل ملكوته الآتي إلينا بهذه الحلّة وأن نلبسها كأبناء لملكوته. سادسًا، يسوع هو «ابن الإنسان» الذي تصعد وتنزل عليه ملائكة الله (يوحنّا ١: ٥١). إنّه إسرائيل الجديد، الذي، قبل التسليم، انتصر في بستان الجثسمانيّة بعد أن صارع الليل كلّه حتّى صار عرقه كقطرات دم، إذ صلّى إلى الآب قائلًا: «يا أبتاه، أجِزْ عنّي هذه الكأس، ولكن لتكنْ لا مشيئتي بل مشيئتك» (لوقا ٢٢: ٤٢). هنا دعوة لنا أن نأخذ على عاتقنا بجدّ قول الربّ: «ثقوا، قد غلبتُ العالم!» (يوحنّا ١٦: ٣٣). سابعًا، يسوع هو المقبِل إلينا في العيد، عيد الفصح، ونحن نراه منذ اليوم، مقبِلًا إلينا في كلّ ما جاء على لسان موسى والأنبياء، وبتجسّده من العذراء مريم، ابن يوسف الذي من الناصرة، المعلّم، ملِك إسرائيل، ابن الله، وهو الذي نُقبل إليه كونه ابن الإنسان الذي انفتحت له السماوات فتصعد الملائكة وتنزل عليه. بهذا قرأنا العيد قادمًا إلينا على هذا النحو، ومقدَّمًا لنا في مطلع الصوم، حتّى نُقبل بدورنا إلى يسوع ونَقبَله كما أتانا، مخلِّصًا إيّانا، ملِكًا علينا، معلّمًا لنا، داعين أترابنا بدورنا على غرار دعوة فيليبّس لنثنائيل: «تعالَ وانظرْ» هذا الذي انكشف لنا وعرفناه ولمسَته أيدينا. بهذا استِباق للفصح قبل الفصح، حتّى نسير إليه بعزم وثقة. نعم، قد رأينا ما هو أعظم، وتحقّق وعد يسوع لنثنائيل. ونحن شهود على ذلك. ألا بارِكْ يا ربّ سعَينا إليك! + سلوان
الرسالة: عبرانيّين ١١: ٢٤-٢٦، ٣٢-٤٠ يا إخوة بالإيمان موسى لـمّا كبُرَ أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارًا الشقاء مع شعب الله على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة ومُعتَبرًا عارَ المسيح غنًى أعظم من كنوز مصر لأنّه نظر إلى الثواب. وماذا أقول أيضًا إنّه يضيق بي الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف، وتقووا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعز وهم معوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل ألّا يَكمُلوا بدوننا.
الإنجيل: يوحنّا ١: ٤٣-٥١ في ذلك الزمان أراد يسوع الخروج إلى الجليل فوجد فيليبّس فقال له اتبعني. وكان فيليبّس من بيت صيدا من مدينة أندراوس وبطرس فوجد فيليبّس نثنائيل فقال له إنّ الذي كَتب عنه موسى في الناموس والأنبياء قد وجدناه وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ فقال له فيليبّس تعال وانظر. فرأى يسوعُ نثنائيلَ مقبلًا إليه فقال عنه: هوذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غشَّ فيه. فقال له نثنائيل من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبل أن يدعوك فيليبّس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجاب يسوع وقال له: لأنّي قلت لك إنّي رأيتك تحت التينة آمنتَ، إنّك ستعاين أعظم من هذا. وقال له الحقّ الحقّ أقول لكم إنّكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر.
أحد الأرثوذكسيّة بقلم المطران جورج خضر في الأحد الأوّل من صوم سنة ٨٤٣ أعلنت الإمبراطوريّة تكريم الأيقونات بعد أن حطّمتها الإمبراطوريّة نفسها خلال ١٢٠ سنة، وعُرف هذا الاضطهاد بحرب الأيقونات. فسُمّي هذا الأحد الأوّل «أحد الأرثوذكسيّة» وبالعربيّة «أحد استقامة الرأي» لأنّ تكريم الأيقونات صار -بعد القمع- رمزًا لاستقامة العقيدة. نحفظ الذكرى التي وقعت في الصوم في تلك السنة. غير أنّـها مناسبة لتذكُر أنّ لا شيء في الدنيا أهمّ من أن تكون أرثوذكسيّ العقيدة. فالإيمان هو الذي يجعل أعمالك صالحة وصلاتك مقدّسة وصيامك مباركًا. خارج «الإيمان الذي دُفع مرّة للقدّيسين» لا شيء ينفع، و»العقيدة الأخرى» -وهكذا نسمّي العقيدة المنحرفة- تذهب بصاحبها إلى الهلاك الأبديّ. التمسُّك باستقامة الرأي سببه أنّك إن قلتَ شيئًا آخر لا تكون قد آمنتَ بالخلاص. مَثَل على ذلك أنّ المجمع المسكونيّ الأوّل رفض بدعة آريوس القائل بأنّ الابنَ مخلوقٌ. ردّت الكنيسة على هذا بقولها إنّه مولود (من الآب) غير مخلوق. سبب الردّ أنّ المسيح إن لم يكنْ إلهًا لا يكون عَمَلُ الفداء قد تمّ، وإن لم يكنْ إنسانًا كاملًا، إن كان شَبحًا، لا يكون أحد قد مات. وفي افتراض عدم أُلوهيّته وعدم بشريّته لا نكون قد نلنا الخلاص. فالكلام الصحيح عن الله رمز للإيمان الذي يخلِّص. نرفض الكلام المغلوط لحرصنا على خلاصنا. فكما رفضنا الآريوسيّة (بدعة آريوس) نرفض اليوم بدعة شهود يهوه التي تتنكّر لألوهيّة المسيح. ونرفض شيَعًا أخرى كمذهب السبتيّين ومذهب المعمدانيّين وحركة «المولودين جديدًا» الممثَّلة في هذه الفرقة أو تلك المستورَدة من الغرب. طبعًا لا يستطيع الإنسان العاديّ أن يدرس تعاليم كلّ الفِرق ليتصدّى لها، وقد لا يعرف دائمًا السبب الذي يجعلنا رافضين للأفكار الغريبة. من أجل ذلك ينبغي أن يتمسّك بإيمان كنيسته ولا يدخل في جدل مع أصحاب البِدع، وفي ذلك أوصى الرسول بولس. غير أنّ العقيدة الأرثوذكسيّة تُعرف بدرس الكتب التي صارت كثيرة في كنيستنا، ونشير إلى كلّ منها في «رعيتي»، فقراءتها تُحصّنك من الفكر المغلوط. والعنصر الثاني الذي يُحصّنك هو تردُّدك على الكنيسة في الآحاد والأعياد لأنّ عقيدتنا مسكوبة في الصلوات والأناشيد إذا أصغيتَ إليها بانتباه. سؤال كثيرًا ما يُطرح هو لماذا غذّى الروم الأرثوذكس كلّ الكنائس الجديدة وكلّ الفرق المختلفة التي غزت بلادنا؟ أوّل جواب إنّ غيرنا من المسيحيّين أيضًا انضمّ بعضه إلى الكنائس الجديدة وحاليًّا ينضمّون إلى هذه الفرق. أمّا الجواب الأعمّ فهو أنّ الوعظ والتعليم كانا ضعيفَين في القرنَين التاسع عشر والعشرين لكون العدد الكبير من الكهنة كان شبه أمّيّ وما كان يعطي شرحًا للطقوس. الفراغ هذا استدعى الغلط أن يحتلّ النفس الأرثوذكسيّة. الطقوس لها أهمّية كبرى لأنّها تحرّك القلب وتُقنع العقل بآن معًا. وهذا كلّه يدعو الكهنة اليوم أن يعقدوا كلٌّ في رعيّته سهرة روحيّة أو إنجيليّة في البيوت حتّى يتمكّن الناس من معرفة إيمانهم، والدفاع عنه. لا مزاح في العقيدة. ولا يجوز استقبال هؤلاء إذا قرعوا باب بيتك ليقيموا معك حديثًا. ليس مطلوبًا منك أن تجادل. المطلوب أن ترفض هؤلاء وأن تمحّص عقيدتَك الأرثوذكسيّة لتستوعبها وتوزّعها بفهم وقوّة.
سؤال وجواب حول الطقوس الأسقف والشاعر سليمان الغزّيّ الأرثوذكسيّ قالوا: هل الاعتماد ينفعكم إذا لبستم ثيابه الجددا؟ قلنا به صحّ جسم آدم في إيسوع إذ كان بالخطاء صدا قالوا: فماذا القربان بالخب. والخمر وتقريبه من المَعد؟ قلنا: طعام الحياة فائدة إذ كان موت النفوس لم يُفِد قالوا: فلماذا في الشرق تقتبلوا عند صلاة الركوع والسُجُد؟
قلنا: لوجه المسيح نطلب في مشرق نور الأنوار للصُعُد قالوا: فلمَ تمسحون كنائسكم وتلثمون الحجار مع الجُمُد؟ قلنا: لاسم المسيح نلثمها مقبّلين الصلبان في العُمُد قالوا: هل للصليب منفعةٌ وللتصاوير عدّة الشهد قلنا: رؤى الصالحين تجلو عن العين ظلمة الرمد قالوا: فمَا صومكم وصلاتكم وصبركم للشقاء والنكد؟ قلنا: رجانا للبعث يُعقبنا خيرًا إذا كان فعلنا لغد
القدّيس البار موسى ورد بشأنه أنّه لبس زيّ الرهبنة منذ صباه وواظب على النسك والعلوم الروحانية. وكان يؤدي لكل من يقصده منفعة روحانية. كما فاق على نظرائه وأنشأ دير والدة الإله في قرية الرّاس حيث التفت حوله جماعة من الرهبان عددهم ستة عشر. وكان يبالغ في تعليم الفضائل والعلوم الخلاصية. فعلى هذه الصفة عاش مدة حياته ثم انصرف إلى ربّه في التاسع من شهر آذار، وكانت مدة حياته تفوق على المائة سنة.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: في رسالة الأحد الأول من الصوم التلميذ: لماذا يتكلّم الرسول بولس في رسالة اليوم عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح...؟ المرشد: لأنّهم كانوا قضاة إسرائيل، لهذا الرسول بولس قيَّمهم بإيمانهم، لا يشهد على لمعان سيرتهم، بل حصر موضوعه في إيمانهم. قلْ لي ألم يُتمُّوا كلَّ شيء بالإيمان؟ التلميذ: أخبرْني عن جدعون. المرشد: اسم عبريّ معناه «قاطع بشدّة»، بينما كان يخبط الحنطة في المعصرة لكي يهرّبها من الناهبين المديانيّين دعاه ملاك الربّ ليخلِّص شعبه من المديانيّين. ومات جدعون بشيبة صالحة بعد أن قضى لإسرائيل نحو ٥٠ سنة. التلميذ: مَن هو باراق؟ المرشد: اسم عبريّ معناه «البرق»، كان باراق قاضيًا مع دبّورة النبيّة. ذُكر في الكتاب المقدّس في سفر القضاة، هو ابن أبينوعم من قادش نفتالي. حارب سيسرا رئيس جيش ملك كنعان يابين، وسحق المراكب الحديديّة التسع مئة وكلّ مَن كان معها. التلميذ: وماذا عن شمشون؟ المرشد: اسم عبريّ معناه «شمس» وهو ابن منوح، كان قاضيًا لبني إسرائيل، قضى مدّة عشرين سنة، وكان معروفًا بقوّته العجيبة.
مكتبة رعيتي صدرَ عن «تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع» كتابٌ جديد بعنوان: «نصائح شيوخ بريّة أوبتينا». تَرجم الكتاب عن الروسية الدكتور فادي مفرّج، ويتضمّن مقتطفات من رسائل إرشاديّة موجّهة من ذوي الخبرة الروحيّة إلى مختلف الأبناء في المسيح بهدف التشديد على الثقة، التي لا تخزى بالربّ، والحاجة الماسّة إلى الاعتراف بالخطايا مع ضرورة الابتعاد عن الأهواء، إلى جانب علاقات صحيحة مع جميع الناس. يَعرض الكتابُ نبذةً تاريخيّة عن بريّة أوبتينا وأبنيتها الكنسيّة، ثم يُفصِّل سيرة كلّ شيخ من شيوخها مرفقةً بنصائحه في إطارٍ سلِس وممتع يجذب القارئ ويضمن له الفائدة الروحيّة القصوى. يُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة. |
Last Updated on Friday, 07 March 2025 17:25 |
|