Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ١٦: الذي هو مالئ الكلّ
رعيتي العدد ١٦: الذي هو مالئ الكلّ Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 20 April 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ١٦: الذي هو مالئ الكلّ
الأحد ٢٠ نيسان ٢٠٢٥ العدد ١٦ 

أحد الفصح المجيد

 

كلمة الراعي

الذي هو مالئ الكلّ

رعيتي العدد ١٦: الذي هو مالئ الكلّ الذي هو «نور من نور» أنار الوجود بنور معرفته وأتى لينير كلّ إنسان آتيًا إلى العالم بها ويوشّحه بها ليصير بدوره نورًا من نوره ولا يدركه الظلام البتّة، ظلام عدم معرفة الله والإيمان به إيمانًا راسخًا غير متزعزع. 

الذي هو بدء كلّ شيء أعطانا الوجود هبة وأفاض علينا الحياة التي من لدنه، تلك الحياة التي تجعل من هذا الوجود ليس مجرّد وجود بل كينونة لا تنتهي تقيم في حسن الوجود التي ليست من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله.

الذي هو الابن الوحيد للآب السماويّ شهد لأبيه بأن صار جسدًا من أجلنا وحلّ بيننا وأعطانا أن نرى مَن أرسله الآب من أجلنا فنرى الآب عبره وفيه وبه، فنصير من خاصّته ونؤمن به ونشهد له.

الذي هو المالئ الكلّ والمملوء نعمةً وحقًّا أفاضهما علينا فأحيانا بنعمته وأنارنا بحقّه، فصارت حياته حياتنا، فاستقامت بمعرفة الحقّ الذي من لدنه، واستحالت شاهدةً لنوره الذي لا يدركه الظلام ومعلنةً لحقّه الذي يحيي مَن يؤمن به.

الذي هو ممجَّد من عن يمين الآب أعطانا أن نغرف من معين هذا المجد، على منوال جديد بالكليّة، كاشفًا لنا طريق تمجيدنا للآب وتمجيد الآب لنا. فالذي صار به كلّ شيء اتّضع وصار جسدًا، والذي هو الحياة اتّضع ليميت الموت بموته، والذي هو النور الذي لا يُدنى منه اتّضع ونزل إلى كورة الموت وظلاله ليعتق الذين في الجحيم. 

بهذا افتتح يسوعُ المسيح الطريقَ النازلة إلى أسفل، إلى أسفل أسافل الأرض، حتّى يستعيدنا جميعًا إلى الملء الذي فيه: 

أوّلًا، ملء النور، فنصير نورًا يهدي كثيرين إلى معرفته.

ثانيًا، ملء الحياة، فتفيض سلامًا وفرحًا ومحبّة من لدنه. 

ثالثًا، ملء الحقّ، فنشهد له بالقول والفعل، في مرافق الحياة كلّها، وحتّى أمام ولاة وملوك.

رابعًا، ملء النعمة، تلك الحاصلة عندما نحتذي بمَن هو الوديع المتواضع القلب، فنجد راحة لأنفسنا، أي نعمة وافرة، نعمة فوق نعمة.

خامسًا، ملء المجد، ذاك الذي فيه نرتضي أن نصنع مشيئته في كلّ حين كعبيد بطّالين، بحيث يتمجّد اسمه في كلّ شيء.

سادسًا، ملء الشهادة، تلك التي نبذل فيها ذواتنا من أجل مَن أحبّنا أوّلًا ومن أجل مَن أحبّهم وبذل نفسه من أجلهم.

سابعًا، ملء الكلّ، ذاك الذي يُظهر اتّحادنا بالذي يملأ الكلّ، فنكون من أخصّائه إلى الأبد.

هذا هو طريق إفراغ الذات الذي رأينا مساره في حياة يسوع وقيامته من بين الأموات واستعادته إيّانا إلى الملء الذي من لدنه. وهو طريق الاتّضاع الذي سلكه حتّى يصعدنا به إلى حيث هو. وهو طريق تبنّينا لمشيئة الله وتحقيقها لتكون فينا الحياة، لأنّ وصيّتَه حياةٌ أبديّة. 

هذا هو طريق القيامة والشهادة لها. أَلا أقِمْنا يا ربّ من جهلنا وعمانا، وأنهِضْنا من ريائنا وإثمنا، واجذِبْنا إلى حيث ارتفعتَ من أجلنا، وشُدَّنا إلى حيث تنتظرنا لتلقانا، وافتحْ حدقتَي ذهننا وقلبنا لنصنع كلّ ما يرضيك، واعطِنا أن نشهد لاسمك ولإنجيلك، وضُمَّنا إلى رعيّتك المختارة، فتتمجّد مع الآب والروح في هيكل جسدك.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١: ١-٨

إنّي قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلّم بها، إلى اليوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم أيضًا نفسَه حيًّا بعد تألّمه ببراهين كثيرة وهو يتراءى لهم مدّة أربعين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم بألاّ تبرحوا من أورشليم بل انتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني، فإنّ يوحنّا عمّد بالماء وأمّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيّام بكثير. فسأله المجتمعون قائلين: يا ربّ أفي هذا الزمان تردّ الـمُلْك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة أو الأوقات التي جعلها الآب في سلطانه، لكنّكم ستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي جميع اليهوديّة والسامرة وإلى أقصى الأرض.

 

الإنجيل: يوحنّا ١: ١-١٧

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الله. كلٌّ به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ ممّا كوِّن. به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنورُ في الظلمة يضيء والظلمة لم تُدركه. كان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنّا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمنَ الكلُّ بواسطته. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور. كان النورُ الحقيقيّ الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم. في العالم كان، والعالم به كُوِّن، والعالم لم يعرفه. إلى خاصّته أتى وخاصّته لم تقبله، فأمّا كلّ الذين قبِلوه فأَعطاهم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمه، الذين لا من دمٍ ولا من مشيئة لحمٍ ولا من مشيئة رجلٍ لكن من الله وُلدوا. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملوءًا نعمة وحقًّا. ويوحنّا شهد له وصرخ قائلًا: هذا هو الذي قلتُ عنه إنّ الذي يأتي بعدي صار قبْلي لأنّه مُتقدِّمي، ومن مِلئه نحن كُلّنا أخذنا، ونعمةً عوض نعمة، لأنّ الناموس بموسى أُعطي، وأمّا النعمة والحقّ فبيسوع المسيح حصلا.

 

الإنسان أيقونة الله

خلق اللهُ الإنسانَ على صورته ومثاله، ونفخ فيه من روحه، مانحًا إيّاه كرامة فريدة ودعوة خاصّة ليعيش في نوره عاكسًا شعاع مجده على الخليقة بأسرها. هذه الصورة الإلهيّة ليست مجرّد صفة جامدة، بل هي نداء مستمرّ للنموّ الروحيّ، للامتلاء بالنعمة، وللارتقاء نحو القداسة. يقول الكتاب المقدّس: «وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تكوين ١: ٢٦). هذه الكلمات ليست مجرّد وصف، بل هي دعوة للإنسان ليحقّق هذه الصورة في حياته كلّ يوم.

لكن الإنسان لم يحفظْ هذه الصورة الناصعة بل سقط في الخطيئة، فتشوّهت رؤيته، لكنه لم يفقدْها تمامًا وضلّ طريق العودة الى الحضن الأبويّ. بقي في داخله بصيص من نور الخالق، وكان بحاجة إلى مَن يعيد إليه نقاوة الصورة الأولى. فجاء المسيح، ليرمِّم ما تهدّم، وليجدّد الإنسان من الداخل. وكما يقول القدّيس بولس: «البَسُوا الإِنْسَانَ الجَدِيدَ، الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ» (كولوسي ٣: ١٠). لم يكن التجسّد والصلب والقيامة مجرّد أحداث في التاريخ، بل هي إعلانات عن محبّة الله اللامحدودة، وبدء مسيرة استعادة الصورة الإلهيّة في كلّ إنسان.

على الصليب، أظهر المسيح أقصى تعبير للطاعة وللمحبّة، محوِّلًا الموت إلى مدخل للحياة. وفي القيامة، منحنَا الانتصار على الموت، وأعاد إلينا القدرة على أن نحيا ملء الصورة الإلهيّة. فالصليب لم يكن مجرّد تضحية وأداة موت، بل الباب لإعادة خلق الإنسان 

لم يخلقْنا الله لنعيشَ حياة عابرة لا معنى لها، بل دعانا لنسكن في نوره، ولنعكس حضوره في كلّ تفاصيل حياتنا. وحياة الإنسان دعوة الى الكمال، إلى السعي نحو التألّه، ليحمل في داخله ملامح خالقه ولكي يرى الآخرون الله فيه. يقول القدّيس غريغوريوس النيصصيّ إنّ الصورة الإلهيّة فينا ليست مجرّد عطيّة ثابتة، بل هي إمكانيّة تنمو مع كلّ خطوة نحو الله.

المطران كاليستوس وير يوضح أنّ الصورة الإلهيّة ليست شيئًا نمتلكه تلقائيًّا، بل هي علاقة حيّة تُستعاد في كلّ لحظة من خلال الصلاة، والانفتاح على النعمة، والعيش في حضور الله. نحن لا نصبح أيقونات لله إلّا عندما نمتلئ بنوره، عندما نحمل في داخلنا إشراقة القيامة، عندما ندرك أنّ القداسة ليست مجرّد فكرة بل حياة تنبض في أصغر تفاصيل يومنا.

لا يكفي أن نعرف أنّنا مخلوقون على صورة الله، بل علينا أن نحيا وفق هذه الحقيقة، أن نجسّدها في صلواتنا، في تعاملنا مع الآخرين، في محبّتنا الصادقة. يدعونا المسيح أن نكون نورًا في العالم: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى ٥:١٦). الصورة تُستعاد بالتوبة، بالنعمة، وبالمحبّة التي تغيّر الإنسان من الداخل. أن نكون أيقونات لله يعني أن نتمّم الوصيّتَين «أحببْ الربَّ إلهك من كلّ قلبك، ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك وأحببْ قريبك كنفسك» مع كلّ نسمة من حياتنا.

أنْ نكون أيقونات لله يعني أن نشعّ بالنور الإلهيّ، وأن نكون مرايا نقيّة لامعة غير ملطخة بالآثام، بل تعكس صورة الله وعظم محبّته للجميع. الصليب والقيامة يكونا مجرد ذكرى، إذا لم يصبح كلّ واحد منّا مشروع استعادة الصورة الإلهيّة.

 نشكر الله لأنّه أرسل لنا ابنه الوحيد، آدم الجديد، الذي به وحده يمكننا أن نرى الآب ونحقّق صورته فينا، الصورة التي أضعناها منذ القديم وكشفها لنا يسوع بتجسّده، بموته وقيامته مشرِّعاً لنا أبواب الملكوت وداعيًا إيّانا لأن نكون معه في الفردوس رافعًا إيّانا نحن غير المستحِقّين إلى مرتبة أبناء الله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

مفاعيل القيامة في حياتنا

التلميذ: قال لي أحدهم: لماذا أنتَ حزين؟ لماذا أنتَ تعب؟ ألستَ تعرف أنّ المسيح قام؟

المرشد: هذا صحيح، من بعد أن قام الربّ من بين الأموات لا نعرف شيئًا آخر. إنّه هو الحياة، إنّه معطي الحياة لكلّ منّا. يعطينا قلبه، صميمه. الحياة هي أحزان فيما نحن مقبلون إلى الموت، يعطينا حياته إذا أخطأنا ليقيمنا من الخطيئة. معنى هذا أنّه يدخل إلى حياتنا اليومية وإلى أتعابنا وإلى مشاكلنا وينقذنا منها، ويعطينا حياة جديدة.

التلميذ: كيف علينا أن نحيَا بيسوع المسيح وأعباء حياتنا اليوميّة كثيرة؟

المرشد: هل نعتبر أنفسنا أحياء بيسوع المسيح؟ أم نرزح تحت أعباء حياتنا اليوميّة وأشغالنا وأحزان البلد والدنيا؟ هل صار وجه المسيح كلّ شيء لكلّ واحد منّا؟ إن لم يكن هكذا، فلنتركْ ما يعيقنا عن رؤية هذا الوجه لنرى هذا الوجه وحده. إن استطعتم أن تبصروا وجه المسيح وحده على أنّه الكون، تكونون عيّدتم عيد الفصح المجيد.

التلميذ: لاحظتُ أنّ القراءة الإنجيليّة لا علاقة لها بالفصح، لماذا؟

المرشد: عند حلول الفصح نقرأ إنجيل يوحنّا، ونقرأه تباعًا. ورتّبنا قراءة إنجيل يوحنّا منذ الفصح لأنّه هو الإنجيل الأفصح عن ألوهيّة المسيح. هذه الألوهيّة التي كشفتْها القيامة بنوع خاص. إذًا لا تتعجّبوا أنّنا نقرأ هكذا بالتواصل إنجيل يوحنّا حتّى نستشفّ منه المعنى الإلهيّ، الجانب الإلهيّ في شخصيّة السيّد. 

التلميذ: وأيضًـا قراءة الرسائل مقتبَسة من أعمال الرسل، لماذا؟

المرشد: بالفعل، نبدأ قراءة سفر أعمال الرسل في الفصح، مع أنّه لا يتعلّـق بالعيد. ذلك لأنّه الكتاب الذي يتحدّث عن انتشار الكنيسة أي إنّه يتكلّـم على تأثير الروح القدس في الناس وعلى توجيه الروح الإلهيّ الرسلَ حتّى يُنشئوا الكنيسةَ هنا وهناك في العالم. طبعًا الروح القدس هو الذي بثَّـه يسوع في الدنيا وهو على الصليب ثم ظهر بصورة أوضح يوم العنصرة.

التلميذ: الآن بعد أن عيّدنا العيد، ماذا يبقى لنا؟

المرشد: يبقى أن نفعّل القيامة في حياتنا، في يومياتنا. ما هي القيامة؟ هي انتصار المسيح على الخطيئة والموت. هي المجد. وهذا المجد بَانَ على الصليب أوّلاً، حسبما قال الربّ عدّة مرّات من إنجيل يوحنّا. يسوع لا يطلب منّا أن نعذّب أجسادنا، خصوصًـا أنّه لا يطلب أن نعذِّب فكرنا وقلوبنا، يسوع ضدّ العذاب. نتائج القيامة، فرحتنا أنْ نعمل عيدًا. العيد نتائجه، ليس أن تعمله في الكنيسة وتفرح بالألحان، بالمعاني وبالصلوات وبالكلمات. بل، إذا رآنا الناس يقولون، هذا إنسان هادئ ومسالِـم وحبّوب ولطيف وناعم. ولا يؤذي أحدًا. ولا يسبّ ولا يشتم ولا ينفعل. هذه انعكاسات القيامة في سلوكنا: أنْ نتعامل بالمحبّة وبالتواضع بين بعضنا، وأنْ نرفع كلّ إنسان فوق رأسنا، إذ لسْنا فوق أحد. كلّ واحد آخر هو أعلى، نرفعه، بسبب قوّة المسيح التي أخذناها.

 

معرض الكتاب المسيحيّ

يومَي الثلاثاء والأربعاء ٨ و٩ نيسان ٢٠٢٥، أقيم معرض الكتاب المسيحي في دورته الثانية، من تنظيم رابطة الناشرين المسيحيّين في لبنان، وذلك في جامعة القدّيس يوسف – المتحف.

هدف المعرض نشر الثقافة الروحيّة بين جيل الشباب والمجتمع الذي نعيش فيه.

 

رسالة راعي الأبرشيّة في الفصح المجيد

وجه راعي الأبرشيّة المتروبوليت سلوان رسالة رعائيّة بمناسبة الفصح المجيد، مما جاء فيها: «... لا شكّ أنّ عالمنا يحتاج إلى قوّة قيامة المسيح ليجد البوصلة في تعدّد المحن التي يعيشها. فقوّة قيامته ألهمتْ ولا زالت تُلهم كثيرين باتوا خميرة تحمل على منكبَيها الواقع الإنسانيّ العصيب لتجوز بنا إلى أرض الميعاد. إنّها تلك الأرض التي فيها إنسانيّة الإنسان مكرَّمة ومصانة، التي يتعهّدها تلاميذ يسوع حتّى تنمو وتعطينا أفضل ما لديها، ذاتها الباذلة، حبًّا بالقريب وتمجيدًا الله...

هذا كلّه مجسّد أمامي في سلفي، صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس (خضر)، الذي يجتاز صحراء العمر، والذي، كموسى آخر، من على قمّة شيخوخته، يستشرف أرض الميعاد، فتنساب صلاته على هذا النحو: يتأمّل أرض الميعاد من بعيد فيقرّ ببساطة: «آه! ليست فيَّ الحياة الكبرى التي في المسيح يسوع». ثمّ يواجه نفسه فيعترف وبصدق: «أنا غير مقبول. أنا رجل خاطئ. أنا مضروب بالخطيئة». 

لذا، يفرد أجنحة صلاته نحو بارئ الكلّ، فيقول: «يا ربّ أصلحْني! صالـحْني معك! أنتَ هو الحقّ. امنحْني الحقّ»، 

هذا لأنّ رجاء عظيمًا يحمله فيحلِّق به في صلاته: «الله غفور. أترجّى أن يغفر لي. حيّ هو الربّ الذي أنا واقف أمامه». 

أمّا قوّة الدفع في صلاته فهي امتداده إلى المحبوب أبدًا، كفصح شخصيّ يلتمسه دون انقطاع: «أريد الرحمة من فوق وإلّا أموت إذا لم يعطِني الرحمة».

هذه هي أيقونة العيد، الثمينة في نظري، والتي يرسمها أمامي سلفي بما تعبّر عنه صلاته العفويّة، والتي لمستُ فيها سيره الحثيث والثابت نحو احتفاله بالقيامة وعبوره إليها وتجسيد سبيلها وهو قائم أمام ناظرَينا...».

Last Updated on Saturday, 19 April 2025 17:43
 
Banner