Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ٢٥: الداعي والمدعوّون وصيرورتهم
رعيتي العدد ٢٥: الداعي والمدعوّون وصيرورتهم Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 22 June 2025 00:00
Share

رعيتت العدد ٢٥: الداعي والمدعوّون وصيرورتهم
الأحد ٢٢ حزيران ٢٠٢٥ العدد ٢٥ 

الأحد الثاني بعد العنصرة

تذكار جامع للقدّيسين الأنطاكيّين

اللحن ١، الإيوثنيا ٢

 

كلمة الراعي

الداعي والمدعوّون وصيرورتهم

رعيتت العدد ٢٥: الداعي والمدعوّون وصيرورتهم في دعوة يسوعَ للتلاميذ الأُوَل عناصر تأسيسيّة تلقّفتها الكنيسة في عيشها لسرّ الإيمان وتلمذتها ليسوع، والتي نتبـيَّنها على الشكل التالي:

أوّلًا، يسوع هو المبادر. ما من أحد مدعوّ من ذاته، بل يسوع يدعوه إليه. هو أحبّنا أوّلًا، لاحظَنا فدعانا. يدعونا مباشرة كما دعا عددًا من تلاميذه، أو بواسطة آخرين مـمَّن هم من روحه كما دعا فيليبسُ نثنائيلَ، أو بواسطة حاجات يطرحها أمامنا وبها يقرع على باب قلبنا كما هي حال الذي أطعموا الجياع، أو سقوا العطشى، أو زاروا مسجونين، أو افتقدوا مرضى، أو طلبوا رداء فأعطيناهم ثوبًا، أو سألوا أن نرافقهم مِيلًا فرافقناهم مِيلَين.

ثانيًا، يسوع هو الطريق. لا يترك يسوع أحدًا دون مسار واضح لحياتهم. فهو الذي يشقّ الطريق أمامنا، والذين قبلوا الدعوة يمشون في إثره. فلا نتجاوزه ولا نغفل عنه ولا نتخلّف وراءه، بل نتبعه ونلحق به بهمّة ونشاط وعزيمة، أينما ذهب، دون أن نُطلق أحكامًا أو نتعالى أو نخاف أو نتذمرّ. يكفينا أنّ يسوع يشقّ الطريق أمامنا إلى حيث يبغي أن يمكث أو يكون أو يخدم، إذ ليس عبد أعظم من سيّده. ويكفينا أنّه هو معنا وهو يطلقنا في الخدمة وفيها يرعانا ويحملنا ويحفظنا من الشرّير وطرقه السيّئة الرديئة.

ثالثًا، يسوع هو المعلِّم. وهذا يعني أن نكون بالحقيقة تلاميذه. والتلميذ يتعلّم من معلّمه الحرفة التي يريده أن يُتقنها. أن يتعلّم منه ويتعلّم من معيّته له، أن يكون روحًا من روحه وفكرًا من فكره، وأن يكون مجتهدًا وأمينًا وصادقًا ونبيهًا. فكلام المعلّم ووصيّته نبراس ومصباح ونور لسبله. وأوّل الكلام أن يتعلّم منه كيف يُميت ذاته ليحيا به. فنّ الموت من أجل الحياة، فنّ أن يصلب نفسه ويهلكها، ليقيمها مع يسوع.

رابعًا، يسوع هو المنعِم في كلّ شيء. ينعِم على تلاميذه الذين قبلوا دعوته وتبعوه، فيجعل منهم صيّادين غزيري الحكمة بهم يصطاد المسكونة إلى المعرفة الإلهيّة. هو المانح النعمة والحكمة والفهم، والمرشِد إلى المعرفة والكاشف سبلها والملقِّن أسرارها، والراعي النفوس وحافظها ومباركها ومقدِّسها، والمكمِّل كلّ ضعف والغافر كلّ خطيئة والشافي كلّ مرض. 

ما سلف قوله يحتاج منّا إلى انتباه كليّ كون تلبية دعوة يسوع إلى اتّباعه وصيرورة صاحبها صيّادًا للناس تترافق بعناصر أساسيّة ضروريّة يُبنى عليها مسار الدعوة وتطوّرها ومآلها:

أوّلًا، قبول الدعوة والداعي على حدّ سواء. قبول الدعوة يعني تلبيتها، وقبول الداعي يعني الإيمان به وبما يدعو إليه. هذان أمران لا ينفصلان، بل هما مرتبطان واحدهما بالآخر، فلا يمكن الحديث عن قبول الدعوة ورفض الداعي إليها، أو قبول الداعي ولكن رفض ما يدعو إليه أو التغاضي عنه أو إهماله. هذه من البديهيّات، ولكن لا بدّ من تسطيرها. أمّا الوجه الأكمل في هذا القبول، والحقيقة المضمَرة في هذه الدعوة، فهو تقديم ذواتنا لـمَن يطلبها.

ثانيًا، عملُ الطاعةِ للداعي. أن تعطي ذاتك يعني أن تترك الشِّباك التي تصطاد بها، أو أن تترك أباك والشِّباك التي تصلحها، وأنّ تعطي ذاتك لـمَن يجعل منك خادمًا له في قصده من أجل خلاص البشر، وأن تأخذ الكلام الإلهيّ على محمل الجدّ، ولا تترك فكرًا آخَر يحملك سواء من ضعف أو خطيئة أو شرّ أو من واقع أو ظروف، بل تأتي مـمّا يريده الربّ منك، وتأتي منه، وليس من عنديّاتك ونزعاتك وانفعالاتك. بهذه الطاعة تستقيم نفسك في خدمته.

ثالثًا، عملُ نكرانِ الذات من أجل الدعوة ومقتضياتها الكثيرة. بهذا العمل نُعلي الداعي على ذواتنا، ونُعلي الدعوة على ظروفها ومشَقّاتها، ونُعلي الذين نخدمهم على سقوطهم وخطاياهم، ونُعلي الخدمة على أتعابها. وحركة الإعلاء هذه تترافق وعمل تمجيد الله وشكره في كلّ شيء، وذلك على قاعدة أن له أن يزيد ولي أن أنقص.

هذه هي ملامح الأيقونة التي تبرز من دعوة التلاميذ الأَوّلِين وتطواف يسوع في كلّ الجليل، «يعلِّم في مجامعهم ويَكرز ببشارة الملكوت ويَشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب» (متّى ٤: ٢٣). إنّها ملامح تكوين معالم ملكوت الله في قلوب المؤمنين به والخادمين إيّاه في أترابهم من أجل أن يؤمنوا وتكون لهم حياة وتكون لهم أفضل.

ألا بارِكْ يا ربّ الحاذين أرجلهم باستعداد إنجيل السّلام، المبشِّرين بالخيرات، الحاملين كلمة النعمة والفداء والمصالحة، المرتدِين النور كالسربال، المتّشحين بالاتّضاع والعفّة وطول الأناة والوداعة، المستشفعين حنّوك الخاصّ من أجل أن يهتدي أترابهم إليك. فشكرًا لصيّاديك المهَرة الذي يتوارون خلفك ويتبعونك حتّى تأتينا بنعمة الخلاص.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١١: ١٩-٣٠

في تلك الأيّام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدًا بالكلمة إلّا اليهود فقط. ولكنّ قومًا منهم كانوا قبرسيّين وقيروانيّين. فهؤلاء لـمّا دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيّين مبشّرين بالربّ يسوع. وكانت يد الربّ معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الربّ. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الربّ بعزيمة القلب، لأنّه كان رجلًا صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الربّ جمعٌ كثير. ثمّ خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولـمّا وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معًا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعًا كثيرًا، ودُعي التلاميذ مسيحيّين في أنطاكية أوّلًا. وفي تلك الأيّام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأَنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذ بحسب ما يتيسّر لكلّ واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

 

الإنجيل: متّى ٥: ١٤-١٩

قال الربّ لتلاميذه: أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة واقعة على جبل ولا يوقَد سراج ويوضع تحت المكيال لكن على المنارة ليضيء لجميع الذين فـي البيت. هكذا فليضئ نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السموات. لا تظنّوا أنّي أتيت لأحلّ الناموس والأنبياء. إنّي لم آتِ لأحُلّ لكن لأتمّم. الحقّ أقول لكم إنّه إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتّى يتمّ الكلّ. فكلّ من يحلّ واحدة من هذه الوصايا الصغار ويعلّم الناس هكذا فإنّه يُدعى صغيرًا في ملكوت السماوات. أمّا الذي يعمل ويُعلّم فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات.

النار الإلهيّة والماء الحيّ:

 

أضواء من القدّيس سمعان اللاهوتيّ الجديد

وجدَتْ خبرةُ الروح القدس الحيّةُ تعبيرها الأقوى في حياة وكتابات القدّيس سمعان اللاهوتيّ الجديد. لقد دفع هذا الإلهامُ سمعانَ إلى الإحساس بضرورة داخليّة تُحتّم عليه التعبير عن حدَث التحوّل الذي منحه إيّاه الله. هذا الحدَث يشبه إلى حدّ كبير ظهور يسوع القائم من بين الأموات لبولس على طريق دمشق، وهو لم ينفكّ يعود في كتاباته إليه، فيكتب: «باكيًا باستمرار، كنتُ أبحث عنك، أنت المجهول وكنتُ أنسى كلّ شيء آخر... وإذ كنتَ تظهر أنت غير المنظور وغير المدرَك... كنتَ تضيء بشكل لا يوصف... وتجرّأتُ أن أسألك: من أنت سيّدي؟ وللمرّة الأولى منحتَني أنا الخاطئ أن أسمع صوتك الحلو وقلتَ لي: أنا الإله الذي صار بشرًا حبًّا بك. ولأنّك رغبتَ بي وبحثتَ عنّـي من كلّ نفسك، فأنتَ ستصبح أخي وصديقي ووريث مجدي». لم يكشف فقط سمعان لقاءه الشخصيّ بالله بل نادى على الملأ بضرورة السعي الحثيث إلى هذا اللقاء لكلّ المؤمنين.

وحده العراء الكامل يحوّل الإنسان بكليّته شوقًا إلى الماء الحيّ كالأيّل المشتاق إلى المياه في المزمور. تتصاعد حينها رغبة القلب منادية: «تعالَ أيّها الشخص الذي لا نستطيع إدراكه. تعالَ أيّها الفرح الذي لا يزول. تعالَ أيّها النور الذي لا يعروه مساء... اسمك المرغوب دائمًا والمنادى بلجاجة لا يعرفه أحد... تعالَ يا نَفسي وحياتي... أقدّم لك الشكر لأنّك من دون تحوُّل ولا ذوبان صرتَ روحًا واحدًا معي، ورغم أنّك الله الذي هو فوق كلّ شيء صرتَ لي كلّ شيء في كلّ شيء».

يكشف الروحُ المسيحَ المتجلّي ويسير بنا فيه إلى أعماق الألوهة التي لا يُنطق بها، إلى الآب الذي لا مصدر له. يصير الإنسان كلّه في عمق الروح القدس كأنّه في وسط هوّة لا حدّ لها من المياه المنيرة.

فالروح القدس يصبح في القدّيسين كلّ ما يقوله الكتاب عن الملكوت: اللؤلؤة، حبة الخردل، الخميرة، النار، ماء الحياة، خِدر العروس، العريس نفسه، الصديق والأخ والأب. هذا الاتحاد يتمّ فوق المحسوس وفوق المعقول ويشعر المؤمن كأنّه كليًّا في عمق البحر. تخترق الطاقات المؤلِّـهة الإنسانَ بكلّ أبعاده فيكتب سمعان: «رأى النور يتّحد بطريقة لا تصدق بجسده ويتغلّل تدرجيًّا في أعضائه... ويغزو قلبه وأحشاءه حتّى يصير هو نفسه نارًا ونورًا».

كان القدّيس سمعان مقتنعًا بأنّ الروح القدس حاضر في كلّ أزمنة الكنيسة كما في زمن الرسل، لذلك كان ملحًّا على أنّه يمكن ويجب أن نكون محـرَّكين بالروح القدس وواعين لحضوره بوعي كامل كما رُسل المسيح. فالحياة الأبديّة تبدأ الآن وإهمال إمكانيّتها وإمكانيّة وعيها قرار بسجن النفس في عالم الموت. سنبقى عميانًا وعادمي الإحساس في اليوم الأخير لنور الروح إن لم نشفَّ لنوره في هذه الحياة. بالنسبة للذين يسيرون دائمًا في النور، لن يأتي يوم الربّ أبدًا لأنّـهم دائمًا مع الله وفي الله كما يقول القدّيس. لقد انتقلوا من الموت إلى الحياة كما يؤكّد إنجيل يوحنّا. وتبقى هذه بواكير الخيرات الآتية، ويبقى النور نفسه هو دينونة اليوم الأخير. فإذا انفتح الإنسان في كلّ قلقه ووجعه لحنان الله يكتشف أنّه محبوب فيتعمّق اتضاعه ويصبح شفّافًا للحبّ الإلهيّ الذي يوقظه وينقّي قدرته على الحبّ وينميها حتّى يصبح «الإنسان الفقير الذي يحبّ إخوته».

المعموديّة تبقى غير فعّالة إن لم يستدخلها المؤمن في ولادة يوميّة في الروح. يستدخل المؤمنُ كلماتِ الكتاب المقدّس نفسه، فيصبح هو نفسه للآخرين كتابًا ملهَمًا مكتوبًا بإصبع الله.

 

من خدمة أحد جميع القدّيسين الأنطاكيين

- أيا أنطاكية بيعة الله ابتهجي. وقدمي لِلرَّبِّ قديسِيكِ جميعًا مَن رَبَّيتِ واعتنيت بهم. مِنَ البداية حتى اليوم. فَبِهِم صُونِي أبناءَكِ قدّيسين. مُقتَفِينَ لآثارِهِم.

- هامتا رُسُلِ المسيح بطرس وبولس. مَن أنارا الكنيسة في أنطاكية العظمى. ظهرا مع جميع الرُّسُلِ. كَكَواكِبَ لامعة. تَقُودُ بالتعاليم والجهادات. كُل المؤمنين نحو النُّور.

- إِنَّ أبانا إغناطيوس المُتَّشِحَ بالله. وأيضًا فيلوغونيوس. وَمَلاتيوس السامي. وَإِفْستَاثِيوسُ وَسَائِرَ من على العرشِ تَبَوَّلُوا. كبطارية أنطاكية العظمى. بالرعاية تألقوا.

- كُنتُم رجالاً ونسوةً وأطفالًا مُتَّشِحِينَ الرَّبَّ مُلْهَبِينَ بِحُبِّهِ. فَاعتَرَفتُم جَهْرًا أَنَّ يَسوع إله حقيقي. وإنسان حقيقي لذلك. يلتُم أكاليل لا تبلى.

- بعَيشِ النَّسَكِ الشَّديدِ حَمَلْتُمُ الصَّليب. لذلك أَسَّسْتُم. واحات للقداسة. أيها الآباء والأمهات يا فخر أنطاكية. فَغَدوتُم أناجيل ملهمة للأجيال أيا مغبوطون.

- خَتْمًا إِلهِيًّا صِرتُم يا جَمْعَ الشُّهداء. لذا حَظِيتُم حَقًّا بِالفِردَوسِ جَزاءً. فَاصْرَعُوا على الدَّوامِ أَيا شهداء أنطاكية. إلى الإله الرَّحِيمِ من أَجلِنا. لِيَمْنَحَنَا نَقاءَكم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

الخطيئة وعلاقة الإنسان بالله (١/٢)

التلميذ: ما هي درجات خطورة الخطيئة؟

المرشد: الخطيئة، هي التباعد بيني وبين الله، هي تصدُّع العلاقـة التي يقيمها حبّه بيننا. هذا ولا بدّ من الإشارة إلى أن علاقتي بالله تمُرّ بعلاقتي بالبشر إخوتي وأعضاء عائلة الله، بحيث إنّني، إذا تنكّرتُ لهم، تنكّرتُ له وتباعدتُ عنه. لهذا التباعد درجات تختلف مع اختلاف درجات تنكُّري للمحبّة.

التلميذ: هل يمكنك أن تعطيني أمثلة توضيحيّة؟

المرشد: للإجابة على سؤالك، أقدّم لك أربعة أوجه مفيدة:

- درجـة التباعد مرتبطة بخطورة العمل الذي أسيء به إلى المحبّة: فإنّني أخطئ إلى الآخر (وبالتالي إلى الله) على قدر الأذى الذي أَرتضي أن أُلحقه به.

- درجة التباعد مرتبطة أيضًا بموقفي الداخلي: فقد أُلحقُ بالغير أذى عن غير قصد منّي. ولكنّني قد أؤذي الآخر عن سابق تصوّر وتصميم، أو قد أُضمر له الأذى دون أن يتاح لي، لسبب ما، فتكون خطيئتي على قدر فداحة سوء نيّتي.

- درجة التباعد مرتبطة بدرجة اللامبالاة بالآخر: وهناك خطيئة تقوم لا على عمل أُقدِم عليه، إنّما على إحجامي عن القيام بعمل كانت المحبّة تفرضه عليّ.

- درجة التباعد مرتبطة بدرجة الإصرار عليه: أخيرًا، فإن فداحة الخطيئة مرتبطة بدرجة إصراري عليها.

التلميذ: كيف ينعكس الانقطاع عن الله، في علاقات الإنسان بالآخرين؟

المرشد: يستعلي المرء على الناس ويحتقرهم وينبذهم عوض أن يرى فيهم أبناء لله مثله جديرين، بهذه الصفة، بكلّ اهتمام واحترام ورعاية رغم كلّ ما يشوب سلوكهم من مساوئ.

 

دير القديسة كاترينا - سيناء

يواجه الدير القديسة كاترينا في سيناء والجماعة الرهبانيّة القائمة فيه جملة تحديّات تتعلّق بسبل حماية الممتلكات الكنسيّة وضمان الحضور الرهبانيّ والروحيّ الفاعل في المنطقة، الأمر الذي انبرى له رئيس الدير المطران دميانوس والذي هو رئيس أساقفة سيناء وفاران وجبل الطور، صونًا للتراث الرهبانـيّ والكنسيّ في سيناء، وذلك على ضوء قرارات القضاء المصريّ بشأن هذه الممتلكات، حيث الخوف من وجود خطط جارية لإلغاء الوضع الراهن لملكيّة دير القديسة كاترينا في سيناء، بهدف رئيسيّ هو مصادرة ممتلكاته، على الرغم من تأكيدات الرئيس السيسي والحكومة المصريّة على مواصلة العمل دون عوائق والحفاظ على الطابع الأرثوذكسي للدير، وعدم وجود أي تغيير في ملكيّة الدير ونظام إدارته الحالي.

الجدير ذكره أنّ للدير دورًا تاريخيًا وروحيًّا عبر التاريخ يعود إلى ١٥ قرنًا، وهو أحد أقدم الأديرة العامرة في العالم، والمصنَّف ضمن التراث العالميّ لما يحمله من قيمة لاهوتيّة وإنسانيّة وثقافية فريدة. فهناك حصل اللقاء بين الله وموسى النبيّ!

Last Updated on Friday, 20 June 2025 18:05
 
Banner