Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ٣٩: خروج يسوع إلينا وخروجنا إلى أترابنا
رعيتي العدد ٣٩: خروج يسوع إلينا وخروجنا إلى أترابنا Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 28 September 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ٣٩: خروج يسوع إلينا وخروجنا إلى أترابنا
الأحد ٢٨ أيلول ٢٠٢٥ العدد ٣٩ 

الأحد ١٦ بعد العنصرة

الأحد الأول من لوقا

القدّيس خاريطن المعترف، النبيّ باروخ

البارّ اسحق السوريّ

اللحن ٧، الإيوثينا ٥

 

كلمة الراعي

خروج يسوع إلينا
وخروجنا إلى أترابنا

رعيتي العدد ٣٩: خروج يسوع إلينا وخروجنا إلى أترابنا بتجسّده، خرج يسوع من حضن الآب إلينا. إنّه خروج المرسَل من أبيه، الذي هو واحد معه، من أجل أن نصير نحن أيضًا واحدًا معه. ثمّ خرج مرّة أخرى عندما فارقت روحُه جسدَه إلى مثوى الأموات ليقيمهم منه. وأخيرًا خرج من عالمنا إلى الآب، صاعدًا بالجسد إلى حيث كان أوّلًا.

في حركة الخروج هذه إلينا، اكتسبنا موقعًا مميَّزًا. فمطالعتنا لإنجيل دعوة التلاميذ ليصيروا صيّادي الناس أتت مباشرة بعد احتفال الكنيسة بعيد رفع الصليب، وترسم أمامنا خروج يسوع العلنيّ إلينا، إلى الجمع وإلى تلاميذه على حدّ سواء، خروجًا يسعى يسوع من خلاله إلى ضمّنا إلى خروجه، فنخرج بدورنا إليه وذلك من خلال الأوجه التالية:

أوّلًا، أن يُشركنا بمحبّة أبيه. فالقصد الأوّل من خروج يسوع هو مشاركتنا هذه المحبّة التي تأخذ المحبوب على علّاته لكنّها تصعد به من قعر الغربة عن الله إلى قمّة الاتّحاد به، ومن قمّة البشاعة الخلقيّة إلى علوّ التحلّي بالجمال الإلهيّ الظاهر لنا في يسوع، ومن عقم الصيد الدنيويّ إلى وفرة غلّة النعمة الإلهيّة.

ثانيًا، أن يُشركنا في تدبيره الخلاصيّ. فيسوع خرج إلينا من أجل خلاصنا. وهذا لا يحقّقه بشكل آحاديّ منفرد، بل بتآزر النعمة الإلهيّة والإرادة البشريّة، وبفعل إيماننا برسالته لنا وقبولنا دعوته، واستعدادنا لأن نشاركه ذواتنا وما يتوفّر لدينا في سبيل تحقيق تدبيره من أجلنا.

ثالثًا، أن يُشركنا في أتعاب الخدمة. فيسوع لا يقدّم الخلاص على طبق جاهز لنستهلكه، بل يعلّمنا أن نقتنيه في عمليّة هضم طويلة ومستمرّة بحيث تترسّخ فينا نهجًا وحياة وروحًا. لذا يعلّمنا سرّها وهو أن نبذل ذواتنا من أجله، أن نتعب معه لكي نملك معه، أن نموت معه لكي نحيا به، أن نهلك ذواتنا لكي نربحها.

رابعًا، أن يرشدنا إلى طريق تذوُّق ثمار الطاعة لكلمته. فخروج يسوع الثلاثيّ الأوجه إنّما كان طاعة لأبيه. وثمار هذا الخروج هو معرفتنا للآب السماوي وتمجيدنا بيسوع من عن يمين الآب، من جهة، وانكشاف الطريق الذي به نتمجّد بدورنا معه، من جهة أخرى. يصطادنا يسوع بكلمته حتّى يتصوّر هو فينا، أي بنوّتنا لأبيه، إن أخذنا كلمته وحوّلناها ممارسة إنجيليّة، واتّخذناها نبراسًا نواجه بها أهواءنا، وتسلّحنا بها بإزاء أفكار الشرّ والسوء والخطيئة، وتبنّيناها مائدة ندعو أترابنا إلى تذوّق حقيقتها. 

بهذا كلّه، في عمليّة «صيد الناس» التي أَطلقَها في أعقاب الصيد العجائبيّ، يفتح يسوعُ البابَ أمام خلاص البشر، بواسطتنا. وقد جسّد، بما لا جدل فيه، كيف يجعلنا أخصّاء له في الورشة التي أَطلقَها، ورشة تحقيق ملكوت أبيه، عبر عمل تجديد البشريّة كلّها، وذلك بزرع الكلمة الإلهيّة في حقلها الواسع. 

بهذا يضعنا يسوع أمام خيار أن نخرج إليه أوّلًا، ومن ثَـمّ خروجنا إلى أترابنا، حاملين كلمته. دون هذا الخروج ثوابت لا بدّ من تسطيرها:

أوّلًا، أن نترك ما يعيق أن نكون مع يسوع عندما يدعونا. هذا يعني أن نمتدّ إليه مهما كانت أحوالنا صعبة.

ثانيًا، أن نتبع إلى حيث يريد يسوع أن يكون. هذا يعني أن نسمح له أن «يـمغطنا» بحيث نصير أكثر مطواعيّة بين يديه لتحقيق إرادته الصالحة فينا، وإن بدت إرادته مغايرة لما ننتظره منه.

ثالثًا، أن نطرد الخوف الذي يُبقي ذواتنا فينا أسيرةً للخطيئة أو الضعف أو القلق. هذا يعني أن نحسم خياراتنا مع يسوع حتّى لا يختلط القمح مع الزؤان، فينموان معًا، إلى أن يخنق الزؤانُ القمحَ ويقضي عليه. 

هذا ما تمخّض في نفوس بطرس والذين معه وأثمر قرارًا جريئًا: «ولـمّا جاءوا بالسفينتَين إلى البَـرّ تركوا كلّ شيء وتبعوه» (لوقا ٥: ١١). فهل ينجح يسوع بأن يصطادنا في شباك كلمته؟ وهل ينجح في أن يجعل منّا صيّادين للناس؟ ماذا ننتظر حتّى نلاقي يسوع ومبادرته من أجلنا؟ ألَا بارِكْ يا ربّ خطى الحاملين كلمتك والمبشِّرين بها، وهيّئ نفوسنا لاقتبالها والعمل على أن تثمر نورًا في النفوس، وهمّةً في السواعد، وفرحًا بالحياة التي من قبلك. 

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢ كورنثوس ٦: ١-١٠

يا إخوة، بما أنّا معاونون نطلبُ إليكم ألّا تقبلوا نعمة الله في الباطل لأنّه يقول إنّي في وقتٍ مقبول استَجَبتُ لك وفي يوم خلاصك أعنتُك. فهوذا الآن وقتٌ مقبول، هوذا الآن يومُ خلاص. ولسنا نأتي بمعثرة في شيء لئلا يلحَقَ الخدمَةَ عيبٌ. بل نُظهرُ في كلّ شيء أنفسنا كخدّام الله في صبرٍ كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في جلدات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام، في طهارة، في معرفة، في طول أناة، في رِفق في الروح القدس، في محبّة بلا رياء، في كلمة الحقّ، في قوّة الله بأسلحة البرّ عن اليمين وعن اليسار. بمجدٍ وهوانٍ، بسوء صِيتٍ وحُسنِه كأنّا مُضِلّون ونحن صادقون، كأنّا مجهولون ونحن معروفون، كأنّا مائتون وها نحن أحياء، كأنّا مؤَدَّبون ولا نُقتَل، كأنّا حزانى ونحن دائمًا فرحون، كأنّا فقراء ونحن نُغني كثيرين، كأنّا لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء.

 

الإنجيل: لوقا ٥: ١-١١

في ذلك الزمان فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت، رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منهما الصيادون يغسلون الشباك. فدخل احدى السفينتين وكانت لسمعان، وسأله ان يتباعد قليلاً عن البَر وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تَقَدَّمْ إلى العمق وأَلقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نُصب شيئًا، ولكن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتى تخرّقت شبكتهم. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الاخرى ان يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعان بطرس، خرّ عند ركبتَي يسوع قائلاً: اخرُجْ يا رب فإني رجل خاطئ، لأن الانذهال اعتراه هو وكل من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان: لا تخَفْ، فإنك من الآن تكون صائدًا للناس. فلما بلغوا بالسفينتين إلى البَر تركوا كل شيء وتبعوه.

 

ابحَثوا عَن هذا الذي لا يَزول

يا إخوة، أَجرؤ أَن أَقول أَنَّ بَعضَ النَّاسِ اليَوم يُؤمِنُونَ بِاللهِ، وَلَكِن كَفِكرَةٍ مُعَزِّيَةٍ، وَلَيسَ كَحَقِيقَةٍ صَلبَةٍ مُحيِيَة. مَن يَجرُؤ اليوم مِنهُم على الاستهتارِ في عَمَلِه؟ لا أَحَد. مَنْ يَرتَعِدُ مِنْ عَدَمِ مُشارَكَتِهِ فِي قُدَّاسِ الأَحد؟ قِلَّة. نَقولُ لهؤلاءِ الأَحبَّاءِ إِنَّ الرَّبَّ لَيسَ للشِفاءِ وَلِتَلبيَةِ الحاجات؛ هَذا مِنْ فَيضِ كَرَمِهِ، وَلَيسَ لَنا عَليهِ بِشَيء. الرَّبُّ هُوَ لِلحُبّ. نَحنُ نُرِيدُهُ لِنُحِبَّهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنا أَوَّلًا، وَبِحُبِّهِ نَحيا. مَن مَاتَ مِنْ أَجلِ العَالَمِ أَجمَع؟ وَحدَها المحبَّةُ استَطَاعَت ذَلِكَ، وَالمحَبَّةُ هِيَ الله.

كما أنَّ هُناكَ مَجموعة أُخرى مِنَ النَّاس لا تُريدُ حتَّى أَن تُؤمِنَ باللهِ اليوم؛ لأَنَّ هؤلاءِ النّاسَ يَخافونَ أَن يَكشِفَ اللهُ عُريَهُم، أَي خطاياهم. هُم يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِعَدَمِ إيمانِهِم يَقتُلونَ الضَّمير، فَتُشَرَّعُ أَعمالهم المظلِمَة. نَسأَل هؤلاءِ الأَحِبَّاءِ عَن سَبَبِ اختيارِهِم هذا الطَّريق الواسِع المؤَدّي إلى الهَلاك: أَتُرى لم يَسمَعوا هُم يَومًا عَنِ التَّوبة؟ التَّوبةُ شَأنها بَسيط: اقتَرِب مِنْ رَبِّكَ كَأَنَّكَ لا شيء، واعمَل أَيضًا بِذلك، فَيُرَتِّبَ لكَ شيئًا في مَلَكوتِه. صحيحٌ أنَّ الله لا يَتَجاهل الخطايا أو يَستُرُها كأنها غير موجودة؛ لَكنَّه لا يَفضَحها، بَل يَغسِلها ويُلغيها برحمته عند التَّوبة. لذلك، وَزنُ الإنسانِ توبَتُه. هي الوحيدةُ التي تَملأُ الإنسانَ بِنِعمَةِ الله وتَجعلُه خَفيفًا. قالَ الرَّبُّ: «إحملوا نيري فَهوَ خَفيفٌ، لأَنّي وَديعٌ وَمتواضِعُ القَلب.» اللهُ كالنَّسيم اللطيف؛ هَكذا ظَهرَ لإيليَّا قَديمًا. كُلُّنا مُطالَبونَ بأَن نَكونَ يوحَنّا المعمَدان، لنُذَكِّرَ بَعضُنا بَعضًا بالتَّوبَة، «لأَنَّهُ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّماوات».

والبَعضُ أَيضًا يَنهَضُونَ مِن نَومِهِم وَهُم عابِسُون، يَعمَلُونَ وَهُم مُتأَفِّفُون، يأكُلُونَ وَيَلعَنون، يُصَلُّونَ ثُمَّ يَنسَون، يَستَنشِقُونَ الهَوَاءَ مَجّانًا وَلا حَتَّى يُبالون، يُؤَسِّسُونَ عائلاتٍ وَيُنجبونَ أَطفالًا ولا يَشكرون... ويسأَلُونَ: أَينَ المسيح؟ نقول لهؤلاءِ الأَحبَّاء:كُلُّ هذه الخيرات، وتسألون أَينَ المسيح؟! انتبهوا! أنتم في غَمٍّ لأنكم في تعالٍ، في غَطرَسَةٍ، وَهُوَ الَّذِي سَمَحَ بِنُهُوضِكُم وعَمَلِكُم واستنشاقِكُمُ الهواءَ وَوُجودِ عائِلاتِكُم. هَل سَأَلتُم يَومًا أَينَ أنتم مِنَ المسيح؟ يَسوعُ مَوجودٌ هُناك، في القلبِ الحزين، في الفُقراء الَّذِينَ تَحيَّزَ لهم جدًّا، في دَمعَةِ أَرمَلة، في صُراخِ مَريض، في أَنينِ يَتيم، في غَصَّةِ جائِع، في رَجَفانِ العُراةِ والمنكوبينَ والمضطَّهَدين، في حَرقَةِ قَلبِ أُمّ، فِي الخَطَأة. نَعَم، فِي الخَطأَةِ الَّذِينَ يُعيَّرُونَ ويُرفَضونَ كُلَّ يومٍ مِن قُساةِ القُلوب حَتَّى بَعدَ توبَتهم، وَهوَ الَّذي أَتى لِيَدعوَ الخَطأَةَ وَليسَ الصِدِّيقينَ، أَي البَشريَّةَ جمعاءَ الموحِلة، إلى التَّوبة. إذا أَرَدتُم أَنْ تَجدوا يَسوعَ هذا الذي في الكتابِ المقدَّس، اذهَبوا، ائتوا بِهم، جِدوهُم. أَينَ أَنتُم مِنهُم؟ لأَنَّ عِندَ هَؤلاءِ فَقط تَجدونَه. 

فَبِمقدارِ موتِنا عَنِ الإِخوَةِ في المسيح، بمقدارِ ما نَقوم، لأَنَّ هُناك مَن ماتَ لأَجلِنا لِنَحيا. شَرطَ ذَلِكَ أَنْ لا نُطالِبَهُم بأَنْ يَموتوا هُم أَيضًا مِن أَجلِنا، لِكي تَكونَ قِيامَتُنا كامِلَة. نَحنُ مَجّانًا أَخذنا فَمجّانًا علينا أَن نُعطي. هَل نَعي ما أَخذنا؟ أَخذنا حَياةً، نَعَم حياةً تَفوقُ الحياة، لأَنَّنا اشتُرينا بِثَمَنِ الدَّمِ المسكوبِ مِن هذا المسَمَّرِ على الصَّليبِ، الَّذي هُوَ ساكِنٌ فينا، الَّذي نَحنُ هَيكَلُه، الَّذي لَبِسناهُ في المعموديَّة. إِذًا أَعطوا أَنتُم حَياةً، كَلِمةَ حَياةٍ، فِعلَ حَياة. الموتُ عَنِ الآخَرِ ليسَ ذُلًّا؛ هُوَ مَجدٌ بِذاتِه. يَسوعُ جَعَلَهُ كَذلك. «إِن لَم تَقَع حَبَّةُ الحِنطَةِ في الأَرضِ وتَمُت، فَهي لا تأتي بِثَمَر».

أَخيرًا يا إِخوة، ماذا يُريدُ عَدَدٌ كبيرٌ مِنَ النَّاسِ في هَذهِ الأَيّام؟ هُم حَتَّى لا يَدرُون. فقد غَرِقُوا فِي مَتَاهَاتِ الدُّنيا، لأَنَّهُم أَنزَلُوا هُمُومَهُم عَنِ المصلوبِ وأَلقَوها لِلمال. فاحذَروا! ليستِ الصِّحةُ أَهَمّ شَيء، وَلا المالُ بشيء كَما يَدَّعونَ، لأَنَّهما يَغدرانِ بِكُم بَغتَةً فَيزولان. أهَمّ شيءٍ هو المسيح الذي لا يَزول؛ ابحثوا عَنهُ، اعشقوه، فلا تَزُولوا أنتم أيضًا.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

القدّيس اسحق السريانيّ

التلميذ: مَن هو القدّيس اسحق السريانيّ؟

المرشد: هو أحد أساقفة ولاهوتيّي القرن السابع، ويعتبر من أكبر المعلّمين الروحيّين في الشرق المسيحي. تُعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في ٢٨ كانون الثاني وأما في كنيستنا الأنطاكية نُعيد له في ٢٨ أيلول.

وُلد القدّيس إسحق في منطقة قطر على الخليج الفارسيّ. كانت قطر في زمانه، أي في القرن السابع الميلادي، مركزًا مسيحيًّا مهمًّا، وقد أعطت الكنيسةَ عددًا من الكتبة البارزين، ترهَّب إسحق وصار معلِّمًا في وطنه. أخذه الكاثوليكوس جاورجيوس سنة ٦٧٦م معه وجعله أسقفًا على نينوى (الموصل) في بلاد ما بين النهرين. تخلّى عن الأسقفيّة بعد خمسة أشهر، واعتزل في جبال خوزستان بجوار نسّاك آخرين. ثم لـمّا تقدّم في أيّامه انتقل إلى دير مجاور هو دير ربان شابور. ليس معروفًا متى رقد، أحد المصادر يذكر أنّه أصيب بالعمى في سنواته الأخيرة، يظنّ الدارسون أنّ كتاباته وضعها في شيخوخته، ربّـما كان ذلك في العقد الأخير من القرن السابع الميلاديّ.

التلميذ: هل لديه الكثير من المقالات الإرشاديّة؟

المرشد: يذكر أنّه ترك للرهبان خمسة مجلّدات إرشاديّة. هذا معناه أنّ أكثر ما ترك ضاع. مقالاته المتبقيّة تقع في قسمَين جُـمعا بعد موته، نسخها رهبان سريان وتناقلوها، نَقل شقًّا منها إلى اليونانية في القرن الثامن أو التاسع، راهبان من دير القدّيس سابا في فلسطين، تضمّن هذا الشقّ في السريانيّة اثنَين وثمانين مقالة، الشقّ الثاني جرى الكشف عنه في القرن العشرين وهو يتضمّن أربعين مقالة إضافيّة، أبرزها أربع مئويّات عن المعرفة. يُنسب إليه أيضًا كتاب يعرف بـ»كتاب النعمة» وهو عبارة عن سبع مئويّات لكن نسبته مشكوك فيها. وضع أربعة كتب عن الوحدة والسكون، غاية في الروحانيّة، تُرجمت منذ وقت مُبكر إلى العربيّة والأثيوبيّة واليونانيّة.

التلميذ: هل يمكنك ذكر بعض من أقواله؟

المرشد: سئل القدّيس اسحق ما هي التوبة؟ فأجاب: هي القلب المنسحق المتواضع وإماتة الذات إراديًّا عن الأشياء الداخليّة والخارجيّة. ومَن هو رحيم القلب؟ فأجاب: هو الذي يحترق من أجل الخليقة كلّها، الناس والطيور والحيوانات والشياطين وكلّ مخلوق، الذي تنسكب الدموع من عينيه عند تذكرها أو مشاهدتها، هو مَن ينقبض قلبه ويشفق عند سماع أو مشاهدة أي شرّ أو حزن يصيب الخليقة مهما كان صغيرًا، لذلك فهو يقدّم صلاته كلّ ساعة مصحوبة بالدموع من أجل الحيوانات وأعداء الحقيقة وحتّى من أجل الذين يؤذونه لكي يحفظهم الله ويغفر لهم، ويصلّي أيضًا من أجل الزحافات. إنّ قلبه يفيض بالرحمة فيوزعها على الجميع بدون قياس كما يفعل الله.

وسئل أيضًا: كيف يقتني الإنسان التواضع؟ فأجاب: بتذكّر خطاياه على الدوام وترقّب الموت واختيار المكان الأخير وقبوله أن يكون مجهولًا وألّا يفكر في شيء دنيويّ.

وسئل أيضًا: ما هي الصلاة؟ فأجاب: إنّها إفراغ الذهن من كلّ ما هو دنيوي واشتياق القلب للخيرات الآتية.

 

أيقونة وذخائر القدّيس صوفيان

يوم الجمعة الواقع فيه ١٩ أيلول ٢٠٢٥، ترأس راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس - برمانا، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد القدّيس صوفيان (بوغيو) المعترف المصادف في ١٦ أيلول. إلى ذلك تبارك المؤمنون من أيقونة القدّيس صوفيان والتي تحمل ذخيرته، والتي قدّمها مجمع كنيسة رومانيا المقدّس إلى أبرشيّتنا، بداعي الصلة التي تربط القدّيس المعلَن حديثًا بها.

وكانت كلمة معايدة لراعي الأبرشية بالمناسبة أبرز معنى الاحتفال كنيستنا به لا سيّما على ضوء شهادته في أحلك أيّام الاضطهاد الشيوعيّ وتألّمه مع الشعب المتألّم ومساعدته إيّاه روحيًّا على مدى ثلاثة عقود ونيّف.

 

دير القدّيس سمعان العامودي

يوم الأربعاء الواقع فيه ٢٤ أيلول ٢٠٢٥، منح راعي الأبرشية، بمشاركة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما، الإسكيم الرهباني للأخت صوفيا والأخت أغابي من أخويّة دير القديس سمعان العمودي - حامات، وذلك في الخدمة الإلهيّة التي ترأسها في كنيسة دير سيدة النورية - حامات.

في نهاية الخدمة كانت كلمة للمطران سلوان شرح فيها نصّ رسالة خدمة الإسكيم الرهباني (أفسس ٦: ١٤-١٧)، كما وردت في كتاب «نار في علّيقة» للمطران بولس (يازجي).

Last Updated on Friday, 26 September 2025 18:39
 
Banner