للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
| رعيتي العدد ٤٦: قوّة المسيح للشفاء والبشارة والخلاص |
|
|
| Written by Administrator |
| Sunday, 16 November 2025 00:00 |
|
الأحد ٢٣ بعد العنصرة الرسول متّى الإنجيليّ اللحن ٦، الإيوثينا ١
كلمة الراعي قوّة المسيح للشفاء
أوّلًا، يسوع يلاحظنا. عناية الله بالإنسان دائمة، كاملة وشاملة، رغم واقعنا الساقط، هذا لأنّه الراعي الذي يعرف خرافه ويحبّها ويبذل نفسه من أجلها. ومتَى امتلَك المرءُ بصيرة روحيّة، انكشفت له طبيعة هذه العناية ومداها وغايتها على حقيقتها، فيتخشّع بسببها وينحني لها ويتطلّع إليها بشكر وامتنان ويعطي ذاته للمعتني به بفهم وإدراك. ثانيًا، يسوع يبادر نحونا. لا يعتني الله بالإنسان من بعيد، بل هو قريب منه. يبادر نحونا لكونه أَحبَّنا أوّلًا. مبادرته تجسيد لمحبّته لكلّ واحد منّا، وهي مستمرّة ما استمرّت حياتنا. فهو معطي الحياة والمحيي بآن، وشمسه تشرق على الأخيار والأشرار، ومطره يهطل على الصالحين والطالحين. ثالثًا، يسوع يدعونا. مبادرة يسوع تحمل في طيّاتها دعوة إلى لقاءٍ به يحمل في طيّاته إمكانيّة معرفته والحديث إليه والإيمان به واتّباعه والشركة معه. إنّها محاولة وصْل ما هو مقطوع، وإيجاد أرضيّة حقيقيّة للتلاقي، ووضع أساس الوصايا سليم للبناء عليه، ومنح ثياب العرس ولباس عدم الفساد وخاتم سلطان البنوّة لله وحذاء إنجيل السّلام. رابعًا، يسوع يجالسنا ويؤاكلنا. لا يكتفي يسوع بأن يدعونا إليه، بل هو مَن يأتي إلينا، ويجالسنا حيث نقيم أو ننشط. إنّه هناك حيث يوميّاتنا الأكثر عاديّة وطبيعيّة، يباركها ويحوّلها إلى فرصة لنا للإصغاء إلى كلمته والعمل بها، مناسبة لنا لتلقُّف عنايته والانطلاق على أساسها، لكنّها أيضًا فسحة له ليعلن بشارته بكلّ ملئها عبرنا ومن خلالنا. خامسًا، يسوع يعلّمنا. دخول يسوع إلى حياتنا اليوميّة هو، لـمَن قبِلَه وآمن به، نور يضيء ذهنه ويطرد عنه الظلام، ونارٌ تُنقّي القلب وتزرع فيه السلام، وغذاء يحيي النفس ويشقّ لها طريق الحياة إن شاءت أن تتعلّم منه وتتلمذ لكلمته وأن تعمل بوصاياه. سادسًا، يسوع يشفينا. ما سبق بيانه إنّـما هو طريق العافية الكاملة التي شاء الله أن يهبنا إيّاها. فهو لا يأنف من المرضى أو الخطأة أو الهالكين أو أيّ إنسان، بل يأتي إلى كلّ منّا ليغفر لنا خطايانا، ويشفي نفوسنا، ويعيد إلينا كرامتنا، ويضعنا في طريق تحقيق إنسانيّتنا في ملئها، ويهب لنا المجد الذي أُعدَّ لنا. سابعًا، يسوع الراعي هو الكاهن والذبيحة. هذا الراعي الآتي إلى خرافه الضالّة إنّـما يأتيها ككاهن يقدّم نفسه ذبيحة عنها ولا يقدّمها هي ذبيحة. إنّه بهذه الصفة يلاحظنا، يبادر نحونا، يدعونا، يجالسنا ويؤاكلنا، ويعلمّنا، ويشفينا. ما أعظم حكمة هذا الراعي وما أبدع طرقه وما أجمل روحه وما أقدس غايته! على هذا النحو، لاحظ يسوعُ متّى جالسًا عند مكان الجباية، وناداه ودعاه ليتبعه، وذهب إلى بيت وآكله مع ندمائه، كاشفًا النقاب عن جوهر رسالته والتي لخّصها بهاتَين الحقيقتَين: الأولى، "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى" (متّى ٩: ١٢)، مشيرًا إلى معرفته لواقعنا وتبنّيه لنا ليشفينا؛ والثانية، "اذهبوا وتعلّموا ما هو: إنّـي أريد رحمة لا ذبيحة لأنّـي لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطأة الى التوبة" (متّى ٩: ١٣)، مشيرًا إلى رياء العبادة الظاهريّة وتصويب بوصلتها نحو توبة الإنسان الحقيقيّة، لا الشكليّة، إلى الله. نعم، يسوع يؤكّد أولويّة الإنسان واستعادته وعيه لواقعه الساقط ودعوته إيّاه إلى الإيمان به شافيًا وراعيًا ومحرِّرًا ومخلِّصًا، وعلى دور الإنسان ومسؤوليّته لأخذ هذه البشرى على محمل الجدّ وعيشها. لعلّ هذا كلّه أو بعضًا منه ما أثار في نفس متّى استعدادًا لائقًا ليترك مكان الجباية ويتبع يسوع، ليصير له مِن ثَـمّ تلميذًا وبشيرًا. لعلّ كلمات يسوع عن علاقة الطبيب والمرضى، أو تزاوج الرحمة والتوبة، أو افتضاح أمر َمن يظنّزن أنفسهم أصحّاء أو أبرار، أو إماطة اللّثام عن معنى الذبيحة والبِرّ، كانت لها وقعها في أعماق متّى فوجد بفضلها معنى لحياته فأعطاها ليسوع. هذه هي قوّة يسوع للشفاء والبشارة والخلاص، وهي قائمة ما دام تلاميذ يسوع وجماعة المؤمنين به يعيشونها ويختبرونها ويشهدون لها في محيطهم ويشاركون حقيقتها أترابهم. بهؤلاء وعبْرهم يستكمل يسوع خدمة الراعي للخراف، والطبيب للمرضى، والكاهن للذبيحة، والمعلِّم للتلاميذ. هي اليوم قوّة الشفاء والبشارة والخلاص لكلّ منّا. هلّا إذًا لبّينا دعوته: "اتبعْني" (متّى ٩: ٩)؟ + سلوان
الرسالة: ١كورنثوس ٤: ٩-١٦ يا إخوة إنّ الله قد أبرزنا نحن الرسل آخِري الناس كأننا مجعولون للموت، لأنّا قد صرنا مشهدا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّال من أجل المسيح، أما أنتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. أنتم مكرَّمون ونحن مهانون. وإلى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونُلطَم ولا قرار لنا، ونتعب عاملين. نُشتَم فنبارِك، نُضطهَد فنَحتمل، يُشنَّع علينا فنتضرع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع إلى الآن. ولستُ لأُخجلكم أكتب هذا وإنما أعظكم كأولادي الأحباء، لأنه ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح، ليس لكم آباء كثيرون، لأني أنا ولدتُكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلب إليكم أن تكونوا مقتدين بي.
الإنجيل: متى ٩: ٩-١٣ في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتاز، رأى إنسانًا جالسًا على مائدة الجباية اسمه متى فقال له: اتبعني، فقام وتبعه. وفيما كان متكئًا في البيت، إذا بعشارين كثيرين وخطأة جاؤوا واتكأوا مع يسوع وتلاميذه. فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه: لماذا معلّمُكم يأكل مع العشارين والخطأة؟ فلما سمع يسوع قال: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب لكن ذوو الأسقام. فاذهبوا واعلموا ما هو أني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آتِ لأَدعو صِدِّيقين بل خطأة إلى التوبة.
«أمثال» الربّ يسوع تحتوي الأناجيل الإزائيّة (متّى، مرقس، لوقا) على ثلاثة وأربعين مثَلًا من النوع الروائيّ: ستّة أمثالٍ مشتركة بين الثلاثة؛ وعشرة مشتركة بين لوقا ومتّى؛ ويتفرّد لوقا بـسبعة عشر مثَلًا، ومتّى بـثمانية أمثال، أمّا مرقس فبمثَلَين اثنَين فقط. وهناك عدد كبير من الأمثال التي لم يشملها هذا الاحصاء، وهي الأمثال التشبيهيّة أو التصويريّة أي الأمثال القصيرة التي تتكوّن من جملة او اثنتَين؛ والتي تُصاغ على شكل قصّة قصيرة، كمثَلَي: السراج والمكيال (مرقس ٤: ٢١)؛ والخميرة الصغيرة التي تُخمّر العجين (لوقا ١٣: ٢١)؛ أو حكمة شعبيّة مثل: "كونوا حكماء كالحيات، وودعاء كالحمام" (متّى ١٠: ١٦)، أو تشابيه قصيرة مثْل: "أنتم نور العالم" (متّى ٥: ١٤). يتميز الربّ يسوع في استعمال الأمثال للتعليم بأمرَين: فهو أوّلًا يُكثِر من استعمال الأمثال في تعليمه حتّى صار ممارسة مفضّلة لديه، طبعتْ تعليمه. وثانيًا، لا يستخدمها حصرًا في تفسير الشريعة كما كان يفعل المعلِّمون اليهود، الذين استعملوا "المثَل" بشكل حصريّ لتفسير نصوص الكتاب المقدّس. وهذا النوع الأدبيّ -"المثَل"- يشمل عددًا كبيرًا من الأشكال: تتراوح بين عبارة حِكَميّة أو الأمثال الشعبيّة، أو قصّة قصيرة في نهايتها عِبرة ما. إذًا يجمع هذا النوع الأدبيّ عددًا كبيرًا من الأشكال المختلفة، ولا يجمع بينها شيء إلّا استعمال اللّغة التصويريّة للتعبير عن حقيقة ما. واستعمال اللّغة التصويريّة هو من أجل تسهيل التعامل مع الحكمة العميقة التي يحملها المثَل. إنّ أمثال الربّ يسوع هي كلمات رمزيّة ينبغي التفتيش عن معانيها، وهي كلمات تتخطّى في معناها ما يُفهم مباشرة. و"المثَل" بذلك يحثّ القارئ، الذي فَهِم المعنى الظاهر للمثل، يحثّه على البحث والتفتيش على المعنى الأعمق والحقيقيّ للمثَل. وهذا ما علّمَنا إيّاه الربّ يسوع عند تفسيره "مثَل الزارع". فهذا المثَل لا يهدف إلى تعليم السامعين عن الزراعة، بل يشكّل مدخلًا إلى عالم الملكوت، هذا ما يقوله الربّ في تفسيره للمثَل (لوقا ٨: ٤-١٥). أصعب أنواع "المثَل" هي الأمثال الروائيّة، وهي تنقسم إلى فئتَين: الأولى تستعير مِن الواقع ما هو معروف، أو تأتي على شكل "حكمة شعبيّة"؛ فتكون ردّة فعل القارئ أن يقبَلها مباشرة دون أيّ تردّد. ينتمي إلى هذه الفئة عدد من الأمثال كمثَل الخروف الضال (لوقا ١٥: ٤-٧)؛ ومثَل حبّة الخردل (مرقس ٤: ٣٠-٣٢). الفئة الثانية تُبعدنا عمّا هو بديهيّ، فهي وإن كانت تبدأ بحبكة واقعيّة خالية من المفاجآت ليتقبّلها السامع بسهولة، لكن سرعان ما ينقلب السيناريو فجأة. فنجد نهاية المثَل غير متوقَّعة كليًّا. فهي أمثال تُحيّر السامعين وتُشكّل لهم صدمة. هذه الفئة من الامثال لا تعطينا حكمةً نعرفها كالفئة السابقة، بل تأخذ القارئ إلى ما هو غير متوقَّع. فهي تعطي للمؤمن حكمة الله لا حكمة البشر. العديد من الأمثال ينتمي إلى هذه الفئة: مثَل عمّال الساعة الأخيرة (متى ٢٠: ١-٦) حيث العدالة البشريّة تقضي بأن ينال العمال أجرًا يتناسب مع ساعات عملهم؛ مثَل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١-٣٢) الذي يترك بيت أبيه، لكن والده سيفرح بعودته، وسيسمح له بالعودة إلى البيت الأبويّ؛ مثَل الكرّامين القتلة (مرقس ١٢: ١-١١) حيث المنطق يدعو الملك إلى الحذر من عملة كرمه غير الأوفياء، وإلى عدم ارسال ابنه؛ مثَل السامريّ الشفوق (لوقا ١٠: ٢٩-٣٧) حيث تأتي المساعدة مِن شخص لا نتوقّعه. عسانا نتّعظ من قراءتنا لأمثال الربّ يسوع، ونتعلّم منها كيف نصبح أبناء للملكوت ونرث الحياة الأبديّة. من تعليمنا الأرثوذكسيّ: متّى الإنجيليّ التلميذ: مَن هو الرسول متّى؟ المرشد: هو أحد الرسل الاثنَي عشر (متّى ١٠: ٣، مرقس ٣: ١٨ ولوقا ٦: ١٥). له في إنجيل لوقا اسم ثانٍ وهو "لاوي بن حلفى" (٢: ١٤). كان عشّارًا أي جابيًا للضرائب في كفرناحوم. التلميذ: كيف عرّف متّى عن نفسه في إنجيله؟ المرشد: يتحدّث متّى عن دعوة يسوع له كما لو يتحدّث عن إنسان غريب لا يعرفه. هكذا عرض للأمر: "فيما يسوع مجتاز من هناك، رأى إنسانًا جالسًا عند مكان الجباية اسمه متّى، فقال له: اتبَعْني، فقام وتبعه" (٩: ٩). متّى يذكر أصله جيدًّا. يعرف مِن أيّ جبّ أخرجه يسوع. وهو الوحيد بين الإنجيليّين الثلاثة الذي يقدّم نفسه في لائحة الرسل الاثنَي عشر لا كمتّى وحسب بل "متّى العشّار" (٣: ١٠). بعد ذلك أقام متّى ليسوع مائدة، فتذمّر الفريسيّون وقالوا للتلاميذ: "ما باله يأكل ويشرب مع العشّارين والخطأة؟"... فردّ عليهم يسوع قائلًا: "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلّموا ما هو. أنّي أريد رحمة لا ذبيحة. لأنّي لم آتِ لأدعو صِدّيقين بل خطأة إلى التوبة" (متّى ٩: ١٢-١٣). التلميذ: أين بشَّر متّى؟ المرشد: ثمّة مَن يقول إنّه توجّه بعد العنصرة إلى بلاد مصر والحبشة وبشّر هناك، وهناك استُشهد. وثمّة مَن يقول إنّه بشّر في بلاد الفرس والهند، وإنّه هدى عددًا كبيرًا من الوثنيّين إلى الإيمان، ورقد في الربّ بسلام. التلميذ: ماذا نعرف عن تدوينه الإنجيل؟ المرشد: لعلّ إنجيل متّى كُتب في الثمانينات من القرن الأول. وجَّهَه صاحبُه لمنفعة المؤمنين. الشهادات القديمة تفيد أنّه كُتب بالآراميّة ثمّ نُقل إلى اليونانيّة. ولكن لا أثر موجودًا للنسخة الآراميّة. يمتاز بكون كاتبه طويل الباع في علم الكتاب المقدّس، وهو بارع في فنّ التعليم وتقريب يسوع مِن سامعيه. تُعيّد له الكنيسة المقدّسة في السادس عشر من تشرين الثاني.
مكتبة رعيتي صدر عن "دار المشرق" و"تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع" الجزءان الثالث والرابع من سلسلة الكاتب ريمون رزق بعنوان "المسيحيّون الأوائل"، التي تتابع البحث في نشأة الجماعة المسيحيّة الأولى وتَطوُّر حضورها في التاريخ. يتناول الجزء الثالث "مرحلة مفصليّة من التاريخ الكنسيّ شهدت توسّعًا في أعداد المسيحيّين وانتشارهم، ترافقت مع علاقات صعبة مع الدولة الرومانيّة تخلّلتها اضطهادات وفترات سلام. ويبرز مفهوم الاستشهاد كمعموديّة ثانية، ودور الشهداء كشهود للإيمان ومثال للمسيحيّ الحقيقيّ، إلى جانب تطوّر التنظيم الكنسيّ والفنّ المسيحيّ والعمارة". أمّا الجزء الرابع فيتابع "البحث في أماكن تجمُّع المسيحيّين ومقابرهم وأنماط الكنائس التي شُيّدت قبل براءة ميلانو (٣١٣م) وبعدها، كما يتوقّف عند شخصيّة قسطنطين الكبير ومواقفه من الإيمان وتأثيره في أوضاع المسيحيّين. ويتناول الفنّ الكنسيّ في أبعاده المعماريّة والتصويريّة والموسيقيّة، بوصفه تعبيرًا عن اختبار الإيمان في تلك المرحلة التأسيسيّة". تُطلب هذه السلسلة من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.
أميركا الشمالية في الدورة الـ ١٤ لمجلس الأساقفة الأرثوذكس في الولايات المتحدة الأميركية المنعقدة في دانفر بتاريخ ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥، قدّم المتروبوليت سابا اسبر حديثًا حول ظاهرة الاهتداء إلى الأرثوذكسية في الولايات المتحدة، وتحولها من كنيسة مهاجرين إلى كنيسة تبشيرية نامية. بعد أن ارتبط الحضور الأرثوذكسي طويلاً بالجاليات اليونانية والعربية والروسية، بدأ كثير من الأميركيين، خصوصاً من خلفيات بروتستانتية، يبحثون عن الإيمان الأصيل والثابت وسط تشتت الكنائس الحديثة، فاكتشفوا في الأرثوذكسية أصالة التقليد وعمق الحياة الروحية. يُعزى هذا الاهتمام إلى جاذبية العبادة الأرثوذكسية، وجمال فنونها المقدسة، وروح الجماعة والعائلة التي تميزها عن الإيمان الفردي السائد. وتبرز ظاهرة لافتة في إقبال الشباب الذين يجدون فيها جدية ووقاراً وروحانية تروي عطشهم للقداسة والمعنى. وتواجه الكنيسة تحديات في رعاية المهتدين الجدد، أبرزها نقص التلمذة الشخصية، ضعف الخبرة التبشيرية لدى الأرثوذكس التقليديين، ضغط الأعداد المتزايدة على الكهنة والرعايا. كما يتأثر بعض المهتدين بالتشدد الفكري المنتشر على الإنترنت. يدعو الكاتب إلى تنشئة روحية متكاملة تجمع بين التعليم والممارسة، وتعزيز بيئة رعوية حاضنة تقوم على المحبة والصلاة والعمل المشترك، مع إعداد كهنة ومؤمنين للتبشير بخبرة واتزان. ويرى أن هذا الزمن يشكل فرصة تاريخية لنهضة أرثوذكسية حقيقية تُجسّد الإيمان الحي في المجتمع الأميركي المعاصر. |
| Last Updated on Thursday, 13 November 2025 20:13 |
|
|