Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد14: القيامة
العدد14: القيامة Print Email
Sunday, 04 April 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 4 نيسان 2010 العدد 14
أحد الفصح المقدس

كلمة الراعي

القيامة
عيد القيامة مستمرّ في الكنيسة إذ نُقيمه كل أحد، وهذه الخدمة الفصحية كل أسبوع سبقت إقامة الفصح السنوي. القيامة لا تهمّنا كحدثٍ ولكن كمعنى، وعلى صعيد المعنى تبدأ من الجمعة العظيمة لأن غلبة المسيح للموت بدت على الصليب. المجد في إنجيل يوحنا هو بالدرجة الأولى ذاك الذي ظهر من السيد وهو معلّق على الخشبة بحسب قوله: "مجّدْني يا أبتِ بالمجد الذي كان لي عندك قبل إنشاء العالم". ولا يختلف المفسّرون على أنّ المجد تعني الصلب.
عندنا إذًا منذ الجلجلة ذوق لنصر المسيح على الموت وعلى الخطيئة. كذلك المسيح الساكن القبر ليس تحت وطأة الموت ولكنه ساكن في الكون كلّه من حيث إنه منتصر.
ويسطع مجد المسيح لكون جسده لم يُنْتِنْ. وتلاحظون أن الكنيسة في الإنجيل والعبادات لا تستعمل عبارة "جثة المسيح" او "جثمان المسيح".
جسده دائـما في النور ولم يذُق الفساد البتة.
ونسمّي جسده جسدًا نورانيّا حسب منطوق بولس لمّا تكلّـم في الرسالـة الأولى إلى أهـل كـورنثـوس عـن قيـامـة الأموات في اليوم الأخير: "يُدفَن الجسم مائتا ويُقام خالدًا... يُدفن بضعف ويقوم بقوّة، يُدفن جسما بشريّا ويقوم جسما روحانيّا".
في الحقيقة ان بولس طَبّق على قيامة الأموات ما عرفه عن قيامة المخلّص الذي صار جسمه روحانيّا. روحانيّا لا يعني أثيريّا أو غازيّا كما يقول شهود يهوه. يعني أنه غير خاضع لمحدودية الإنسان الترابيّ الذي جسده كامد او مكثّف. فالجسد الروحانيّ الذي صار اليه السيد يخترق الحواجز. فقد دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة.
والجسد الروحانيّ الذي صار المسيح إليه لم يعرفه التلاميذ لمّا ظهر لهم ولا مريم المجدلية في البستان، ولكنه عرّف هو عن نفسه أي أعطى عيونهم الترابيّة نعمةً مِن عنده ليعرفوه. ولما أكل معهم السمك والعسل جعل نفسه قادرا على ذلك ليُشاركهم إذ إن جسده النورانيّ لم يكن في حاجة الى طعام.
على هذه القاعدة، في السماء تنتهي الحاجة الى الغرائز السليمة. لذلك قال السيد: "لا يُزوّجون ولا يتزوّجون". هذه كانت نزعة متعلقة بحياتنا على الأرض. الى هذا كلّه يجب أن ندرك أن المسيح لن يموت ولن يتسلّط عليه الموت في ما بعد أي إنه وضع حدًا للموت ودخل في القيامة. وهذا ما سنحصل عليه نحن في اليوم الأخير.
لذلك نُـعيّـد للرب يوم الفصح لكونه حصل على هذه الأشياء التي هي مقدّمة لحصولنا نحن عليها. بهذا المعنى يقول الرسول: إنه بِكْرٌ من بين الأموات أي يُدشّن زوال مملكة الموت لنخرج نحن منها في اليوم الأخير.
هذا ما رآه بولس لما قال: "دُفنّا معه بالمعمودية وشاركناه في موته حتى كما أقامه الآب بقدرته المجيدة من بين الأموات، نسلُك نحن أيضًا في حياة جديدة" (رومية 4:6)، وكأنه يقول إن المسيح وضع الأساس لحيـاة بـارّة لنـا نـعيشـها بفضله، فلو لم يكن قام نكون مائتين الى الأبد ولا رجاء لنا، ويكون العالم كلّه غـريـق فساد، فكـأن الـلـه خـلقنـا لنـفنى، واللـه لـم يـخـلـق
الدنيا لتنزول. هي أزالت نفسها بالخطيئة، والمسيح أحياها بقيامته.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 1:1-8
إني قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيـلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويُعلّـم بها الى اليـوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمـه ببراهين كثيرة وهـو يتراءى لهم مـدة اربعـين يومًا ويكلّمهم بما يختصّ بملكوت الـلـه. وفيما هو مجتمع معـهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليم بل انتظـروا موعد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء وأما انتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسألـه الـمجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ الـمُــلْـك الى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنـة او الاوقات التي جعلها الآب في سلطانـه لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في اورشليـم وفي جميع اليهـوديـة والسامرة والى أقصى الارض.

الإنجيل: يوحنا 1:1-17
في البدء كان الكلمـة، والكلمـة كان عند الـلـه، وإلهًا كان الكلمـة، هذا كان في البدء عند الـلـه. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكـن شيءٌ مما كوِّن. بـه كانت الحياة والحياة كانت نـور الناس، والنـور في الظـلمة يضـيء والظلمـة لم تدركـه. كان إنسان مرسَل من الـلـه اسمه يوحنا. هذا جاء لـلشهادة ليشهد لـلنـور، لكي يـؤمـِنَ الكلُّ بواسطتـه. لم يكـن هو النـور بل كان ليشهد لـلنـور. كان النـورُ الحقيقي الذي ينيـر كل إنسـان آتٍ الى العـالـم. فـي العـالـم كان، والعالـم بـه كُـوِّن، والعـالم لـم يعرفــه. الى خاصّتـه أتى وخاصتــه لم تـقـبلـه، فأمّـا كل الـذين قـبِــلـوه فـأعـطاهـم سلطـانــًا أن يكـونـوا أولادًا لـلـه الـذين يـؤمنـون باسمـه، الـذين لا مـن دمٍ ولا مـن مشـــيئــة لحـمٍ ولا مـن مشيئــة رجلٍ لكن من الـلـه وُلـِدوا. والكلمـة صار جسدًا وحـلَّ فينـا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملـوءًا نعـمة وحقًـا. ويوحنـا شهد لـه وصرخ قائلاً: هذا هـو الذي قـلتُ عنـه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلـي لانـه مُتقـدِّمي، ومـن مِلئـه نحـن كُلنـا أخذنـا، ونعمـةً عوض نعمـةٍ، لان النـامــوس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيـح حصلا.

أسبوع التجديدات
تُـطلق الكنـيسة عــلى الأسبوع الأوّل الذي يـلي عيـد الفصح "أسبوع التجديدات"، ذلك أنّها أدركت أنّ السيـّد المسيـح بقيامته من بيـن الأموات قد أَدخلنا في عهد جـديد قوامه الحياة الأبديّة في حضرة الله الدائمة. والكنيسة لفرحها العظيم بهذا العيد لم تـكتـفِ بـحصر العيـد في يوم واحد، لذلـك قرّرت جعـل يـوم العيد سبعـة أيـّام تـنـتهي بـأحـد القدّيـس تـوما، بـل ربّما أربعين يومًا تنتهي بعيد الصعود الإلهيّ. وهذا ما نلمسه في الصلوات العباديّة التي تجد سندها في الكتاب المقدّس بـعهديـه القـديـم والجديـد. لم تـرَ الكـنيسة فـي قيـامـة المسيـح سوى "خـَلْق جديـد" اكتمل به الخَلْق الأوّل، خَلْق الجَدّين الأوّلين. كان لا بدّ من قيامة المسيح حتّى يأخذ الخَلْق الأوّل ملء معناه كما شاءه الله في البدء.
اعتبرت الكنيسة في نصوصها العباديّة أنّ حَدَثَ القيامة قد جدّد الطبيعة البشريّة، وأتاح لها مجدّدًا الترقّي إلى المثال الأصليّ الذي خُلقت عليه، فتقول: "أيّها المسيح الإله نُمجّد قيامتك ذات الثلاثة الأيّام، لأنّك بها أيّها القادر على كلّ شيء جدّدت طبيعة البشر المنفسدة، وأوضحت لنا المصعد إلى السماء بما أنّك صالح وحدك ومحبّ البشر" (غروب الثلثاء الجديد). القيامة فتحت أبواب الملكوت بعد أن أغلقتها خطيئة الإنسان وعصيانه وصايا الله وتدبيرَه. وهذا ما تؤكّده الكنيسة ثانيةً في عيد الصعود حيث تقول في إحدى قطع صلاة الغروب: "أيّها الإله، لقد جَدّدت في ذاتك طبيعة آدم (أي الإنسان) الهابطة إلى أسافل الأرض، وأصعدتها اليوم فوق كلّ رئاسة وسلطة. لأنّك، لِحُبّك إيّاها، أجلسْتَها معك (في ملكوتك(.
لا عجب أن تؤكّد الصلوات الكنسيّة المختصّة بأسبوع التجديدات أنّ المسيح قد جدّد الخليقة أجمع، ليس فقط تلك التي أتت بعد تجسّده، بل أيضًا تلك التي عاشت قبل تجسّده. فمفاعيل القيامة تشمل البشريّة كلّها منذ الجدّين الأوّلين إلى اليوم الأخير. ففي غروب الثلثاء الجديد ترنّم الكنيسة القطعة الآتية: "يا ربّ لمّا رُفعتَ على الصليب مَحَوْتَ لعنتنا الجَدّيّة، ولمّا انحدرتَ إلى الجحيم أعتقتَ المُقيّدين منذ الدهر، ومنحتَ الجنس البشريّ عدم الفساد. فلذلك نسبّح ممجّدين قيامتك المخلّصة الصانعة الحياة". هذه القطعة تُذكّرنا بالأيقونة الأرثوذكسيّة التي تُمثّل نزول الربّ يسوع إلى الجحيم، حيث نرى المسيح مُقيمًا معه الأبوين الأوّلين آدم وحواء، إشارةً إلى فداء المسيح الذي شمل كلّ الخليقة.
لعلّ الرسول بولس هو أوّل مَن تحدّث عن القيامة بكونها خَلْقًا جديدًا، فهو يقول: "إنْ كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة. فالقديم قد اضمحلّ، وكلّ شيء قد تجدّد" (كورنثوس الثانية 6: 17). وهو يكرّر هذا الأمر في فقرات عدّة من رسائله، ويبني عليه تعليمه اللاهوتيّ. فالمعموديّة، بالنسبة إليه، ليست سوى "الحياة الجديدة" التي أخذت جدّتها من قيامة الربّ يسوع: "فإنّنا - بالمعموديّة - نتّحد به في قيامته. ونحن نعلم أنّ الإنسان القديم فينا صُلب مع المسيح" (رومية 6: 4-5)، المعموديّة تُعيد خلقنا إنسانًا جديدًا على مثال المسيح القائم من بين الأموات، لذلك كان الموسم الأفضل للمعموديّة هو زمن الفصح المقدّس. أمّا هذا جميعه فيتأسّس على كون المسيح هو الإنسان الجديد "بكْر مَن قام من بين الأموات لتكون له الأوّليّة في كلّ شيء" (كولوسي 1: 18(.
المسيح، إذًا، هو في الوقت عينه مبدأ الخَلْق وغايته الأخيرة. لذلك يقول الرسول بولس: "به وله خُلق كلّ شيء. كان قبل كلّ شيء، وفيه يتكوّن كلّ شيء" (كولوسي 1: 16-17). إنّ لفظ "به" يعني أنّه المبدأ، ولفظ "إليه" يعني أنّه الغاية. ونحن نصبح خلقًا جديدًا لأنّنا منه نستقي الحياة الجديدة: "فنحن إنّما لنا إله واحد، الآب، الذي منه كلّ شيء ونحن إليه، وربّ واحد يسوع المسيح، الذي به كلّ شيء ونحن به" (كورنثوس الأولى 8: 6). هنا يُعلن بولس إيمانه بالله الآب الخالق كلّ شيء، وإيمانه بالابن الذي به تمّ الخلق. أمّا عبارة "فنحن به" فتعني أنّنا به افتُدينا وتقدّسنا وأصبحنا خليقة جديدة.
"هاءنذا أصنع كلّ شيء جديدًا" قال الجالس على العرش، أي الآب (رؤيا يوحنّا 21 : 5). هنا يعلن الله تجديد خليقته، "لأنّ العالم القديم قد زال" (رؤيا 21: 4). المسيح دشّن عالمًا جديدًا مرّة واحدة وإلى الأبد، عبر تـجسّده وتغلّبه على الموت وقيامته. هو نفسه، بحسب إحـدى ترنيمات الكنيسة، "ظهر متأنسًا كي يُجدّد إبداع صورتـه المـنفسدة". الإنسان شوّه صورة الله التي خُلق عـليها، فكان لا بدّ لصانع الصورة من أن يُعيد صُنْعها ث ثـانـيةً. وهذا تحقـّق عبـر عـمل الربّ الخلاصيّ، وما عـلينا إنْ أردنـا الحياة سوى أن نتحوّل إلى عجينة بين يدي الربّ يـصنعها خـليقـة جـديـدة تـحيـا بـه ومـعـه إلـى الأبـد.
يتصرّف المسيحيّون، في أسبوع التجديدات، كأنّ القيامة العامّة حصلت فعلاً. هم لا ينتظرونها كما ينتظرون حدثًا لم يحصل بعد. هم يدركون أنّ قيامة المسيح قد أنهت الزمن، لذلك بات الأسبوع كلّه يومًا واحدًا. هم يحيون منذ اليوم في الملكوت حيث لا حاجة إلى أوقات وأيّام وليال. زمنهم هو زمن الله. أقامهم المسيح من بين الأموات، وأجلسهم معه في مجده، فلمَ العودة إلى الوراء؟

مكتبة رعيتي
"سرّ القيامة" عنوان كتاب وضعه الارشمندريت سلوان موسي (مطران الأرجنتين حاليًا) وصدر عن تعاونية النور للنشر والتوزيع سنة 2006. غاية المؤلف أن يشرح لنا إيماننا المسيحي بالكلمة اي بالكتاب المقدّس والأيقونة التي نرى فيها بالرسم ما نقرأه في الكتاب المقدّس ونرتله في الصلوات.
يتكلّم عن القيامة في العهد القديم وفي العهد الجديد، ثم يُتابع أحداث القيامة وظهورات المسيح بعد القيامة وصعود المسيح الى العنصرة. يحتوي الكتاب على صوَر عديدة للأيقونات مع شرح وافٍ لها بالتأكيد دائمًا على الإنجيل وحياة الكنيسة. الرجوع الى هذا الكتاب مفيد جدًا في هذه الفترة القيامية التي نحن فيها. يقع الكتاب في 176 صفحة. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن المطرانية في برمانا. سعر النسخة خمسة عشر ألف ليرة لبنانية.

الأخبار
عيد البشارة
رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صلاة الغروب مساء الأربعاء 24 آذار في كنيسة بشارة السيدة في برج حمود بمناسبة عيد بشارة والدة الإله، وبعد الصلاة افتتح سيادته معرضًا للأشغال اليدوية والكتب والمؤونة. وصباح العيد رئس سيادته القداس في كنيسة بشارة السيدة في بطشيه بحضور أهالي الرعية. بعد القداس جال سيادته على المعرض، ثم تحلّق الجميع حول مائدة أعدّتها الرعية.
قال في العظة: هذا عيد التجسّد. السؤال هو لماذا اختار الله أن يُرسل ابنه الى العالم؟ مع أنه كان له أن يخلص البشر بدون هذا الإرسال. نجد القصد الإلهي معبّرًا عنه في رسالة اليوم، حيث ورد "إذ قد اشترك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضا فيهما". أراد أن يذوق كل أحوال البشر، وكبرى أحوالهم هي الموت. أي انه أراد أن يكون ملتصقًا بهم، وأرادهم ملتصقين به. ومن هنا ابتدأ التعليم عن المحبة، حتى وصل يوحنا الإنجيلي في رسالته الأولى الى القول "الله محبة". المعنى الواضح أن الرب أراد أن يكون مع البشر في جسده، في أحوالهم جميعا، في الأكل والشرب والموت. أراد أن يستقرّ شخصيا في دنيا البشر حتى الموت. هذه هي الفكرة الأساسية للتجسد. أراد أن يكون ملتصقًا بهم، وأرادهم ملتصقين به.
عندما يبني المسيحيون كنيسةً، هذا يعني أنهم سيكونون مع بعضهم البعض، ويسبّحون الله سوية. هذه هي المحبة. الغاية من بناء الكنيسة هو أن نتماسك وأن نصير واحدا إذا تناولنا جسد ابن الله ودمه الكريمين. نجيء إلى الكنيسة لنصير واحدا لأننا نحن متفرّقون. نحن فعليا نخطئ في ستة أيام ونجيء لنرتاح من الخطايا، ولننقّي ذواتنا من هذه الشرور، ونجتمع في حضرة المسيح. نأتي في حضرة المسيح ونأخذ جسده، أي يصير هو فينا، ونصير نحن فيه. تلاحظون أن الكاهن، مبـاشرة بعد المناولة، يقول: خلّصْ يا الله شعبـك وبارك ميراثك. هؤلاء لم يكونوا شعب الله في ستة أيام. كانوا في خطاياهم. الآن صاروا واحدًا مع المسيح، صاروا هم كنيسة.
كان دور مريم أنها خدمت سر التجسّد هذا بدليل أنها والدة المخلّص. حاورها الملاك. قالت له: كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا؟ قال لها: الروح القدس يحلّ عليك، ونعمة العليّ تُظللك. فهمت عندئذ أن شيئا عجيبا سوف يحدث. حدث مرة واحدة ولم يحدث بعدها أبدًا. عندئذ قالت: أنا أمَة للرب، فليكن لي حسب قولك. قبلَت، رضيت، وعرفت أن المولود منها ابن الله. ولذلك هي المؤمنة بصورة مطلقة. كل مؤمن عنده القليل من الشكوك، والقليل من الضعف. لا يسلّم نفسه للرب تسليما كليا لأنه يرعى مصالِحه. مريم سلّمت نفسها كليّا.
نحن عندما نمدحها أثناء الصوم بالمدائح، وكررنا هنا في السَحَرية القليل منها، نأخذ صورًا من العهد القديم، ونرى أنها تنطبق عليها. نقول لها: انتِ الباب. انت السُلّم. لماذا نهتم بالعذراء؟ ليست هي أساس الخلاص. أساس الخلاص هو ابن الله آبًا وابنًا وروحًا قدسًا. ولكنها استُخدمت برضاها لتجعل خلاصنا ممكنا. لذلك نمدحها اليوم ولا ننسى أن الخلاص ابتدأ الآن. "اليوم رأسُ خلاصنا". عندما جاء الابن متجسدا ابتدأ الخلاص الذي تمّ على الصليب والقيامة.
نحن استمددنا من العذراء طاعتها لله. ووَعَدْنا الله بأننا سنكون له ولابنه. وقررنا من اليوم أن نمشي معه. سنمشي معه في الأسبوع العظيم الذي يبتدئ في أحد الشعانين. سنمشي معه حتى القيامة. نحن سلّمنا أنفسنا ليسوع. في الصلاة ترتفع أراوحنا الى الله. وعَدْنا الرب بأننا سنكون له ونجدد له الوعد يوم الجمعة العظيم وسبت النور وفي الفصح المجيد.
المسيح قام! حقًــا قــام!

 
Banner