Share تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 28 شباط 2009 العدد 9 الأحد الثاني من الصوم أحد القديس غريغوريوس بالاماس رَعيّـتي
كلمة الراعي
الكنيسة الصائمة نتوغل يوما فيوما في هذا الموسم الطيب في الصيام. ليس اننا فقط نألف الطعام الصيامي منذ طفولتنا، ولكنا رأينا ان الصائمين صاروا كثرا في السنوات الأخيرة. ونرى عددا متكاثرين من المؤمنين يَؤمّون الكنائس وبعضهم كلّ ليلة في ما عُرف بصلاة النوم الكبرى وفي يومي الأربعاء والجمعة في القداس السابق تقديسه حيث يتناولون جسد الرب ودمه بين أحد وأحد. يخرج المؤمن من الكنيسة حاملا مسؤولية التوبة، وهذا يجيئه من حركة هذه الخدمة المسائيّة المؤلّفة من مزامير وأفاشين وطلبات قصيرة وذلك في قراءة او ترتيل، وتتأصل المعاني بالتكرار من الإثنين الى الخميس. اما في يومي السبت والأحد فصلاة الغروب، والجمعة فالمديح الذي هو ربع المديح الكبير الذي يُتلى كاملا في حينه ما يجعل في الخِدم تنويعا. من الفائدة بمكان أن نقف معا في المعبد. الصلاة الجماعية لها قوّة خاصة. والعهد الجديد يتكلّم عـلى المواظـبـة عـلى الصلاة بـحيـث نـتـوجّه معا الى الله. "وكانـوا يُداومـون على الاستـمـاع الى تعليم الرسـل وعلى الحياة المشتركة وكَسْر الخبز والصلاة" (أعمال الرسل 42:2). فاذا كنا معا نُبيّن صفتنا اننا جسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا. هذا التماسك يبدو بخاصة في اننا نصلّي "بفم واحد وقلب واحد". وأن نكون في الأمسيات في ايام الأسبوع مُلازمين بعضُنا بعضا يُطهّرنا من الخطيئة ويُعدّنا لقداس الأحد الى طهارة كاملة. القداس قمة اتحادنا بالرب. قبل الوصول الى القداس هناك سير طويل. من مراحل هذا السير في هذا الموسم الانحصار في الله ليس فقط عن طريق التقشّف بالأطعمة ولكن عن طريق رجوع القلب الى السيّد بإخراج كل خطيئة منه وكل تعلّق بأمور الدنيا اي بتفريغ النفس مما هو غير الله وإحلال الله فيها. هذه العمليّة عظيمة جدا وتتطلّب سهرا دائما على الذات اي انها عملية تسبيح وشكر وطلب. بالطلب تقترب من الله، واذا وُهبتَ ما طلبت تدخل في كلام الشكر حتى اذا انتهيت منه لا يبقى امامك سوى التسبيح الذي تتجاوز فيه الطلب والشكران وتُمجّد الله في ذاته ولا تلتمس منه شيئا. تكون عندئذ قد أكملت الحوار، صاعدا على سُلّم الفضائل ونازلا منها لتقوم على الأرض بأعمال إلهيّة. الصلاة هي تلك الرياضة التي تؤهّلك لتقوم بأعمال صادرة في قلبك عن إلهام إلهيّ. بهذه الصورة تتحرك كإنسان إلهيّ. الله تكلّم بالأنبياء قديما وبمسيحه. أخذت الكنيسة هذه الكلمات، فمن جهة احتفظت بها، ومن جهة صاغتها بما يوافق المؤمنين بحيث صارت كلماتك اليه هي أصلا كلماته اليك، فيبقى ربك صاحب الحديث وانت تستلذّ الحديث فتُعيد كلماته اليه. وأفضل مكان لتسمع ولتقول هو الكنيسة ففيها الكلمات الإلهية بدءًا من الإنجيل وتلك الكتب الضخمة التي نتلوها موسما بعد موسم والموافقة معانيها للأعياد. عشْ في الكنيسة مع الإخوة لتحسّ بأن الروح القدس نازل عليكم معا. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: عبرانيين 10:1-3:2 انت يا رب في البدء أسستَ الأرض والسماوات هي صُنْعُ يديك، وهي تزول وأنت تبقى، وكلها تبلى كالثوب وتطـويها كالرداء فتتغيـر، وانت أنت وسِنـوك لن تفنى. ولمن من الملائكة قال قط: اجلسْ عن يميني حتى أجعل اعداءك موطئا لقدميك؟ أليسـوا جميعهم أرواحا خادمة تُرسَل للخدمة من اجل الذين سيرثون الخلاص؟ فلذلك يجـب علينا أن نُصغي الى ما سمعناه إصغـاء اشد لئلا يسرب مـن أذهاننا. فإنها إن كانت الكلـمة التي نُطــق بها على ألسنــة ملائكــة قد ثَبَتَـت، وكل تعدّ ومعصية نال جزاء عدلاً، فكيـف نُفلت نحن إن أهملنا خلاصا عظيـما كهذا قد ابتدأ النطـقُ به على لسان الرب ثـم ثبـّتـه لنا الذين سمعـوه؟
الإنجيل: مرقس 1:2-12 في ذلك الزمان دخل يسـوع كفرناحوم وسُمع انه في بيت. فللوقت اجتمع كثيرون حتى انه لم يعد موضع ولا ما حول الباب يسع، وكان يخاطبـهم بالكلمة. فأتوا اليه بمخلّع يحمله أربعة، واذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المخلّع مضطجعا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: يا بنيّ، مغفـورة لك خطاياك. وكان قـوم من الكتبة جالسين هناك يفكـّرون في قلوبهم: مـا بال هذا يتكلم هكذا بالتجديف؟ مـن يقدر أن يغفر الخطايا الا الله وحده؟ فللوقت علم يسوع بروحه انهم يفكّرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر، أأن يقال مغفورة لك خطاياك، أم ان يقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلع: لك أقول قم واحمل سريرك واذهـب الى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج امام الجميع حتى دهش كلهم ومجـَّدوا الله قائـلين: ما رأيـنا مـثل هذا قط.
ضوء من سير بطرس على الماء كان يسوع يصلّي في ليلة تضيئها رحمته. وكان التلاميـذ، في السفـينـة، تلطمهـم الأمـواج في وسـط البحر. وعند آخر الليل (أي في ربعه الأخير)، جاء الربّ إليهم ماشيًا على البحر. رآه التلاميذ، واضطربوا جدًّا، وقالوا: "هذا خيال". ومن الخوف صرخوا. فبادرهم يسوع قائلاً لهم: "ثقوا. أنا هو، لا تخافوا!". فأجابه بطرس: يا ربّ، إن كنتَ إيّاه، فمُرني أن آتي إليك على الماء". فقال: "تعال". وأتى (متّى 14: 22- 29). هذا الخبر أساسُهُ أنّ يسوع قضى الليل في الصلاة. لم يكن يحتاج إلى أن يشدّد نفسه (كما قد يحسب بعضٌ)، بل أن يخاطب الله أباه، بل أن يرعى العالم، ولا سيّما تلاميذه الذين كانوا في عرض البحر. فيسوع يصلّي من أجل أن يكشف أنّه والآب واحد، ويصلّي من أجل أن ندرك أنّه يرأف بنا، ويرعانا دائمًا. ويصلّي أيضًا، لنتعلّم أن نتمثّل به، ونُدرك السبيل الذي يجعلنا نغلب كلّ خوف يُصيبنا، وعذاب يعترينا، وضياع يضربنا. فالصلاة هي سبيلنا الثابت، لنطأ كلّ بحور خطايانا التي تحوط بنا، وتلطمنا بسهولة. كان التلاميذ في البحر. قضوا الليل كلّه يتعذّبون. في ما كانوا يفكّرون قَبْلَ أن يأتي معلّمهم؟ هل سألوا عنه، عن مكانه، عمّا يفعله فيما يتهدّدهم خطر الموت؟ لا يُظهر الخبر شيئًا من هذا. ليس من كلام، إلى الآن. كلّ ما نقرأه أنّهم كانوا يتعذّبون. ثمّ أطلّ يسوع ماشيًا على البحر. فنطقوا. ولكنّهم قالوا شيئًا يشبه الهلوسة. قالوا "هذا خيال". عادةً، الإنسان يتعلّق، في أوان المحن، بحبال الهواء. هم لم يفعلوا. هل خوفهم جعلهم يشكّون في كلّ شيء؟ هل حسبوا أنّ سلامتهم غير ممكنة؟ هل استسلموا لأزمتهم؟ هل أحسّوا بأنّهم قد أضاعوا رجاء خلاصهم؟ هذا، إلى الآن، ما يبدو عليه حالهم. وأمّا الربّ الذي يعمل في الآن دائمًا، فاقتحم خوفهم وضجيج البحر ودويّ صراخهم. اقتحمهم، وجعلهم يسمعونه. صحّح غشاوة قلوبهم بكلمته. ما من أمر يحول دون أن تصل كلمة الله. أتى. وكشف نفسه لِمَنْ يحبّهم. وكيف فعل؟ قال لهم ما بهم. وقال ما يحتاجون إليه. وهكذا دعاهم إلى الثقة به، إلى أن يطردوا كلّ خوف بإعلانه أنّه هو نفسه موجود "الآن هنا". أعطاهم، بعبارة واحدة، ولا سيّما بقوله "أنا هو"، أن يستعيدوا ما جاء في تراثهم القديم من أنّ الإنسان يعرف الله في كشوفاته المخلِّصة. وفهم بطرس. أدرك أنّ الربّ بات هنا حقًّا. فاقترح اقتـراحًا استثنـائيًّا، لا بل جنـونيًّا. طلب أن يـأتي، هو أيضًا، إليه على الماء. من أين أتى بهذه الفكرة؟ لا نعرف. كلّ ما يمكننا أن نعتقد به أنّه استوحى فكرته ممّا رأى معلّمه يفعله أمامه. استرجع، أو أُعطي أن يسترجع، أنّه يعرف أنّ الربّ قد أتى، لنغدو، في كلّ شيء، مثلَهُ. فلبطرس خبرته في رفقة المعلّم. لقد اختبره في أكثر من حال. وفي لحظة، في طرفة عين، لمع، في باله، كلّ ما جرى معه آنفًا. ذَكَرَ، أو أُعطي أن يذكر، أنّ الربّ قد أنقذه من ميتات عدّة، بأنّ كلّ كلمة قالها له إنّما هي إنقاذ من موت محتّم. فالربّ يأتي، ليحيي دائمًا. يتكلّم ويفعل، ليحيي. فقال بطرس له ما قاله. وأجابه الربّ: "تعال". ومشى بطرس. مشى على الماء. فعل ما فعله معلّمه تمامًا. صارا كلاهما فوق البحر. ولكنّ بطرس "خاف عندما رأى شدّة الريح، فأخذ يغرق". وصرخ إلى الربّ أن ينجّيه. ونجّاه. "مدّ يده لوقته، وأمسكه، وهو يقول له: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟". ولمّا ركبا السفينة سكنت الريح". فسجدوا له كلّهم، واعترفوا بأنّه "ابن الله حقًّا" (30- 33). إذا تأمّلنا في ما نقلناه هنا، فلا يفوتنا أنّ بطرس خاف إذ أزاح عينيه عن وجه معلّمه. وهذا يردّنا إلى ما قرأناه عن خوف التلاميذ قَبْلاً. عندما قرأنا خوف التلاميذ، لم نقل، حينئذٍ، بوضوح ظاهر، إنّ الخوف هو أن ينتفي حضور الله من عينينا. كنّا نريد أن نقوله. ولكنّنا انتظرنا اللحظة التي تُبيِّن أنّ التلاميذ (ولا سيّما بطرس) أدركوا إعلان الربّ أنّه هنا حقًّا. وأمّا بعد إعلانه، فبات واضحًا أنّ خوفهم، وخوف بطرس ضمنًا، إنّما يعني أن يُغفل هذا الظهور المنقذ. كلّ خوف إغفال أنّ الله معنا. وما يزيد بيانًا أنّ بطرس عرف أنّ مَنْ أمامه هو الربّ، صرخ إليه أن ينجّيه. وفعل يسوع لوقته. لا يسمح الربّ لأحبّائه بأن يغرقوا في بحر معاصيهم، بل ينتشلهم توًّا. ووبّخ بطرس على عدم إيمانه. وقال له بلومٍ لا يخلو من رقّة: "لماذا شككتَ؟". لامه على أنّه لم يُكمل مسيرته. لامه على إهماله أنّ المؤمن يجب أن يثق بربّه عندما يطلب إليه ما ينفع خلاصه. هذا ما جرى. ولكنّنا نودّ أن نتصوَّر بعض أمور نَحسَب أنّها حدثت في قلب بطرس. نودّ أن نتصوَّر مرارتـه بعد أن سقـط في الماء. نـودّ أن نـراه، هنا أيضًا، "يبكي بكاءً مرًّا". ونودّ أن نسمعه يلوم نفسه على تجاوزه أنّ الجهاد المسيحيّ إنّما يقوم على النظر إلى وجه يسوع فحسب (عبرانيّين 12: 2). هذا الخبر المُحيي يجب أن يكتب على قلوبنا أنّ مقتضى الجهاد أن نُثبّت عيوننا نحو وجه يسوع الحلو، لنمشي، فيه، إليه. وإنْ غرقنا، فيدعونا إلى أن نصلّي له، ونعطيه أيدينا، لينتشلنا من كلّ مياه قاتلة، ويُدخلنا سفينته، أي كنيسته التي تُعلّمنا أنّه حاضر معنا الآن، لنسجد أمامه، ونعترف، بثقةٍ، بأنّه "ابن الله حقًّا".
من تعليمنا الأرثوذكسي: الأحد الثاني من الصوم التلميذ: ما موضوع هذا الأحد الثاني من الصوم؟ فرحْنا جدا مع الرفاق بقراءة ما قلتَ لنا عن الأحد الأول وعلّمتنا الكثير. أكثر من ذلك، طلب مني والدي أن أشرح عن أحد الأرثوذكسية لصديقه الذي كان يزوره. وعدتُهما أنني سأكلّمهما عن موضوع الأحد الثاني.
المرشد: يبقى الصوم وطريقة سلوكنا فيه الموضوع الأساسي لكل الفترة. عليه تتركز صلوات الكنيسة. اخترتُ لك من هذه الصلوات تأكيدًا جديدًا على معنى الصوم: "إن الصوم النقيّ هو الابتعاد عن الخطيئة ومحبة الله والمواظبة على الصلاة مع التخشّع والاهتمام بالمساكين كما أَمَرَ المسيح". اليك ايضًا هذه الصلاة التي أنصحك بتردادها خلال الصوم: "ايها المسيح أتوسل اليك أن تُحيي نفسي بصوم حقيقيّ وتوبة، وهبني السلوك دائما حسب وصاياك". اسمع أيضًا نصيحة لهذا الأسبوع اخترتُها لك من كتاب الصلوات لفترة الصوم واسمه كتاب التريودي: "لنَصُمْ للرب صوما حقيقيا بالإمساك عن المآكل وضبط اللسان والابتعاد عن الغضب والكذب وكل خطيئة أُخرى لكي، بنقاوةٍ، نُعاين الفصح".
التلميذ: ماذا يُسمّى الأحد الثاني من الصوم؟ هذا ما قصدتُه بسؤالي الأول عن الموضوع. المرشد: منذ نهاية القرن الرابع عشر يُسمّى الأحد الثاني من الصوم أحد القديس غريغوريوس بالاماس الذي كان مطران سالونيك في اليونان، وهو أيضًا أحد الآباء الذين دافعـوا عن الإيمـان المستقيـم كما رأينـا الأحـد الماضي. لذلــك أعـتـقـــد ان الكـنيســة قـرّرت أن تــَذكـُر الـقـديـس غريغوريوس في الأحد الذي يلي أحد الأرثوذكسية تأكيدًا على انتصار الإيمان القويم ضد كل الذين حاربوه.
التلميذ: من هو القديس غريغوريوس بالاماس؟ وما معنى بالاماس؟ عن ماذا دافع وانتصر؟ المرشد: عاش القديس غريغوريوس في القرن الرابع عشر (1296-1359). رغب في الحياة الرهبانية، والتحق بدير في جبل آثوس، ثم جُعل مطرانا على مدينة سالونيك في اليونان وبقي فيها 13 سنة حتى وفاته. اما كلمة بالاماس فهي اسم عائلته. كان محبوبا جدا من الشعب الذي كرّمه أثناء حياته وبعد رقاده، وأُعلنت قداسته رسميا سنة 1368 أي تسع سنوات فقط بعد رقاده. كانت له مناقشات لاهوتية مع بلعام اللاتيني. علّم غريغوريوس أن النعمة الإلهية خبرة معاشة تقود الى الاتحاد مع الله ومعاينة النور الإلهي غير المخلوق. دافع عن الطريقة الرهبانية المسمّاة بالهدوئية التي يركّز الراهب فيها على تلاوة صلاة اسم يسوع بصمت ضد محاربيها. وعُقدت مجامع لحلّ الخلافات انتصر في نهايتها تعليم القديس غريغوريوس. انتبهْ، ستسمع في القداس ترتيلة القديس: "يا كوكبَ الرأي المستقيم، ثباتَ الكنيسة ومعلّمَها غريغوريوس...".
الأخبار حامات رئس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة رقاد السيدة في حامات صباح الأحد في 14 شباط الماضي الموافق أحد مرفع الجبن الذي هو أيضًا أحد الغفران استعدادا لبدء الصوم الكبير في اليوم التالي. صودف في ذلك اليوم عيد القديس مارون الناسك حسب التقويم الشرقي الذي يقول السنكسار الماروني انه رقد بين 407 و423. وفي القداس رتّلت الجوقة طروبارية القديس. بعد القداس تحلّق المؤمنون حول سيادته واحتفلوا بالذكرى الأربعين لرسامته مطرانا على الأبرشية. وبالمناسبة كرّم راعي الأبرشية مُوزّعي "رعيتي" في حامات من الصغار والكـبار الذيـن يـقــومـون بالتـوزيـع كل أسبـوع الى كـل البـيـوت فـي الرعية. ألقى سيادته كلمة موجزة شكر الله فيها على كل المواهب التي تشترك في نموّ الكنيسة. ثم قال لهم: انتم بالحقيقة تخدمون يسوع عندما تزورون المنازل. زادكم الله ايمانًا لتوزعوا رعيتي وتقرأوها.
الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا يشكّل الأرثوذكس الأكثرية الساحقة من السكان في رومانيا. يرأس الكنيسة البطريرك دانيال ومعه أكثر من خمسين مطرانًا. وتُسجّل الكنيسة هناك نموًا في العدد والحضور والانتشار. نرى ذلك في تكاثرالعمادات التي بلغت، سنة 2009، 113466 معمودية بزيادة 1962 معمودية عن السنة السابقة. كما أن عدد الكنائس العاملة يبلغ 16128 كنيسة، منها 11298 كنيسة رعائية، وهناك الكثير من الكهنة لخدمتها يفوق عددهم الـ14 ألفًا، 78% منهم يحملون شهادة لاهوت. تَعُدّ الأديار 660 ديرًا. العاملون العلمانيون في المؤسسة الكنسية أكثر من 17 الفًا: منهم مرتلون، حراس، عمّال تنظيفات، عمّال يقرعون الأجراس... يتقاضى معظم الكهنة والموظفين رواتبهم من الدولة. نمت الكنيسة الأرثوذكسية التي من رومانيا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في معظم البلاد الأوربية بسبب انتقال سكان البلاد الى الخارج طلبًا للعلم او العمل. فقد ورد في شهر كانون الثاني الماضي خبر تدشين كنيسة جديدة في السويد في مدينة أوبسالا. وفي 25 و26 كانون الثاني عُقد في روما مؤتمر أبرشية ايطاليا للكنيسة الارثوذكسية التي من رومانيا. تبيّن من التقرير المقدّم الى المؤتمر أن عدد الرعايا في إيطاليا 116، فُتحت 33 منها خلال العام 2009. ركز المؤتمر على التوجّهات التالية للعمل في إيطاليا: البشارة وتنظيم الرعايا، تدريب الكهنة، التعليم المسيحي للصغار والشباب والكبار، والمساعدات الاجتماعية والنشاطات الثقافية. زد على ذلك نشاط الأبرشية اللافت في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا...
|