Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد6: أحد الدينونة
العدد6: أحد الدينونة Print Email
Sunday, 07 February 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 7 شباط 2010 العدد 6
أحد الدينونة (مرفع اللحم)
رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد الدينونة
هذا هو أحد مرفع اللحم أي الذي نرفع بعده (يوم الإثنين) اللحم عن الموائد، وأُسّس هذا الأسبوع تمهيدا لدخول الصيام الكامل بعد أسبوع. ويُسمّى "أحد الدينونة" اذ نقرأ فيه إنجيل الدينونة كما ورد في متى. الحديث عن الدينونة يصوّر المسيح جالسًا على عرش مجده وحوله الملائكة القديسون ليقوم دائنا للجنس البشريّ، ويميّز، عند ذاك، الأبرار والأشرار، ويسمّى الأبرار خرافًا والأشرار جداء، بالنظر الى لونَي هذه الحيوانات. "ويُقيم الخرافَ عن يمينه". واليمين عند الشعوب الشرقية صورة عن التكريم، واليسار صورة عن الغضب.
بعد هذا يصوّر الإنجيلي حديثا بين يسوع والصالحين، وحديثا آخر بينه وبين الخطأة. للأولين يقول: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا المُلك المُعَدّ لكم منذ إنشاء العالم". أعدّ الله المُلك للذين يعرف مسبقا أنهم يستحقّونه بسبب أعمالهم الصالحة وليس لأنه شاء اعتباطا منه وتعسفا او بصورة كيفية أن يجعل ناسا في الملكوت وناسا في جهنّم. هذه الفكرة كانت منتشرة عند بعض المسيحيين اللاتين وكثيرا عند البروتستنتيين التابعين لمذهـب كالفـين Calvin الى أن تـخلّـى هـؤلاء عـنهـا فـي القرن التاسع عشر. نحن موقفنا أن الله ينظر مسبقا الى عمل الإنسان الذي يقوم به بحريته.
الى الصالحين يقول: "كنتُ جائعا فأطعمتموني... وبقية الأعمال الصالحة (عطشتُ فسقيتموني)". هنا يوحّد المسيحُ نفسه مع الجائع والعطشان والعريان والمريض والسجين، فكأنه كان هو جائعا في الجائع ومريضا في المريض وسجينا في السجين. يدمج السيد نفسه بالمحتاج الى خبز او كساء او تعزية. أنت إذا أردت أن تُقدّم شيئا للسيد قدّمْه للناس لأن يسوع جعل نفسه واحدا مع الناس. هو فيهم، وخِدمتك لهم خدمة له.
للخطأة يقول: "اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الأبدية". هنا تأكيد ليس على وجود نار حسيّة. هذه صورة. ولكنه تأكيد على أن عذاب الأشرار في اليوم الأخير انصراف عن وجه الله. الله موجود امام الأشرار، وهم في حضرته، ولكنهم أعداء له. وجودهم في حضرته يكون عذابا لهم.
عمّا يؤاخذهم؟ "كنتُ جائعا فلم تُطعموني". انكم أهملتم الجائع والعطشان والعريان والسجين والمريض. انكم في الحقيقة أهملتموني انا. لم تشاهدوني في المساكين. انا في السماء، كيف تشاهدوني؟ ما من سبيل الى لقائي ما لم تُلاقوا المعوزين بمحبتكم. فإن لم تحبّوهم لا تكونون قد أحببتموني. الإنسان هو مكان لقائك بالله إنْ كنت حسنا، ومكان إهمالك لله إنْ كنت سيئا.
ينتج عن تصرّف الصالحين حياة أبدية، وعن تصرّف الأشرار عذاب أبدي لأن أعمال الإنسان تلحقه.
أرادت الكنيسة قبل أن تدخل الصيام أن نفهم أنه فرصة للقاء البشر بالمحبة. الله لا يهمّه إمساكك عن الطعام إلا لتُعطي ما لم تأكله الى الذي ليس عنده ما يأكل. فاذا حاكمت نفسك وسلكت صالحا لا يُحاكمك الله.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 1 كورنثوس 8:8-2:9
يا إخوة ان الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متكئا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميره وهو ضعيف على أكل ذبائح الأوثان، فيهلك بسبب علْمك الأخ الضعيف الذي مات المسيح لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيـفة انما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحما إلى الأبد لئلا أُشكّك أخي. ألستُ انا رسولا؟ ألستُ انا حرا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا؟ ألستم أنتم عملي في الرب؟ وإن لم أكن رسولا إلى آخرين فإنـي رسول إليكم، لأن خاتـم رسالتـي هو أنـتم في الرب.

الإنجيل: متى 31:25-46
قال الرب: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميع الملائكـة القديسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع اليـه كل الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا الملْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأني جُعـتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتمـوني وكنتُ غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعُدتموني ومحبوسا فأتيتم إليّ. حينئذ يجيبه الصدّيقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما انكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغـار فبي فعلتمـوه. حينئـذ يقول أيضا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدّة لإبليس وملائكتـه، لأني جعتُ فلم تـُطعموني وعـطشـتُ فلم تـسقوني وكنتُ غريبا فلم تؤووني وعريانا فلم تكسوني ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم ايضا قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانَ او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلا: الحق أقول لكم بما انكم لم تفعـلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهـب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون الى الحياة الابـديّة.

محاورة مسيحيّة-إسلاميّة
عاش ثاوذورُس أبو قرّة (+ حوالى عام 830) في العصر الذهبيّ للخلافة العبّاسيّة إذ عاصر الخليفتَين هارون الرشيد والمأمون. وُلد حوالى العام750 في مدينة الرها، وأتقن العربيّة والسريانيّة واليونانيّة، واطّلع على كافّة علوم عصره، وعلى رأسها الفلسفة والمنطق. اعتنق الحياة الرهبانيّة في دير القدّيس سابا في فلسطين حيث كان القدّيس يوحنّا الدمشقيّ توفّي منذ سنوات قليلة، وسار على خطاه في ميدان الوعظ والدفاع عن العقيدة الأرثوذكسيّة، ثمّ صار أسقفًا على مدينة حرّان. وترك ثاوذورُس العديد من المؤلّفات اللاهوتيّة، ولا سيّما المؤلّفات الدفاعيّة الموجّهة إلى المسلمين والتي توضح حقيقة الإيمان المسيحيّ لإزالة الالتباسات لديهم. وقد قال عنه أحد المؤرّخين الكنسيّين، ميخائيل الكبير، أنّ ثاوذورُس "كان فيلسوفًا ويجادل بقياس المنطق مع غير المؤمنين، إذ كان يعرف لغة العرب، وكان يحظى بإعجاب الناس البسطاء".
يردّ ثاوذورُس على تساؤلات المتكلّمين (العلماء الدينيّين) المسلمين واعتراضاتهم التي تناولت أسس الإيمان المسيحيّ، وذلك في مجلس الخليفة العبّاسيّ المأمون. وفي ردوده يعرض أبو قرّة الإيمان المسيحيّ الأرثوذكسيّ، ويصحّح الأفكار المغلوطة لدى مجادليه باسطًا التعليم المستقيم الرأي. وقد تشعّبت هذه المناظرات إلى عدّة مواضيع، أبرزها التوحيد والتثليث، الخلق والسقوط، التجسّد الإلهيّ، موت المسيح على الصليب وقيامته، التشريع والعبادة.
في دفاعه عن عقيدة الثالوث الأقدس ينطلق ثاوذورُس من القرآن نفسه الذي يتكلّم على كلمة الله وروحه، فيقول: "كلمة الله وروحه هي منه، وليست هي منفصلة عنه، وهي راجعة إليه". ثمّ يتوجّه إلى سائله المسلم بالقول: "ما الذي يمكن أن تسمّي كلمة الله وروحه إلاّ إلهًا، إذ هما منه وإليه، وكلمته وروحه هي ذاته؟". ويختم برهانه بالتأكيد على "إنّ الله وكلمته وروحه إله واحد ومعبود واحد وديّان واحد وربّ واحد، جلّ جلاله، فهو عظيم لا يوصف ولا يُحدّ ولا يُدرك ولا يُنعت". ففي عرضه هذا لا يبتعد ثاوذورُس أبو قرّة عن سائر اللاهوتيّين العرب المسيحيّين، وبخاصّة القدّيس يوحنّا الدمشقيّ.
يعتقد ثاوذورُس أنّ السبب الأوّل للتجسّد هو أن يقترب الله من الإنسان، فيتمكّن الإنسان من التعرّف إلى الله، والسبب الثاني الذي لا يقلّ أهمّيّة هو فداء الإنسان وإنقاذه من سطوة إبليس. لذلك "أرسل الله كلمته وروحه إلى مريم العذراء الطاهرة، فحملت نور الله الذي هو من الله، وظهر متجسّدًا (...) فصار كلمة الله على شبه إنسان بلا خطيئة، وهو إله". ويؤكّد أبو قرّة على ألوهة المسيح بقوله: "المسيح كلمة الله وروحه، وإنّه من ذاته وجوهريّته، خالق غير مخلوق". هنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ ثاوذورُس يقول عن المسيح إنّه "كلمة الله وروحه"، لأنّ القرآن يقول ذلك عن المسيح. ولإقناع المسلمين يستعمل ثاوذورُس تعابيرهم وآياتهم القرآنيّة حجّةً عليهم.
لم يتوانَ المجادلون المسلمون عن الاعتراض على ثاوذورُس بالاستناد إلى بعض الآيات الإنجيليّة، غير أنّ الأسقف الجليل ردّ حججهم. فحين أتوه بالآية التي يقول فيها الربّ يسوع "إنّي صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنّا20: 17)، قال لهم ثاوذورُس: "المسيح جاءنا إنسانًا كاملاً وإلهًا كاملاً. فقال لتلاميذه أبي وأبيكم بإلاهيّته، وإلهي وإلهكم بالناسوتيّة (طبيعته البشريّة)". ويضيف ثاوذورُس إلى كلامه حججًا أخرى، كقوله: "إن كان المسيح أكل الطعام مثل إنسان، فقد أشبع بلاهوته من خمس خبزات سبعة آلاف. وجميع ما احتمله من الوجع والألم بناسوته، وجميع ما عمله من الآيات بلاهوته كان". ويؤكّد في خاتمة المطاف على كون الكلمة المتجسّد "لم يضطرّ إلى ترك ما كان عليه (أي ألوهته)".
يوجز ثاوذورُس أبو قرّة في كلامه عن صلب المسيح وقيامته اللاهوت المسيحيّ كلّه، إذ يقول: "مات المسيح طوعًا. إنّما لم يقضِ موتُه عليه، لأنّه قام وأظهر بموته وقيامته حقيقة القيامة العامّة، وكان علّة خلاص البشر". وبالنسبة إلى ثاوذورُس ذاق المسيح الموت كي يظهر للناس أنّ بعد الموت تنتظرهم القيامة. وفي هذا السياق، يشبّه هذا الأمر بطبيب لديه دواء يشفي الملدوغ بسمّ الأفاعي، "فقال إنّ دوائي هذا نافع جدًّا، فأنكر الناس ذلك عليه. فأقبل يلدغ نفسه طوعًا منه لأجل ثقته بدوائه (...) كذلك فعل سيّدنا المسيح إلهنا، لأنّ الناس ما كانوا يؤمنون أنّ لهم بعد الموت قيامة حتّى شاهدوا ذلك، ورأوا في جـسده عيـانـًا، وكـسره أبـواب الجحيم، وقيامته من الموت حيًّا، وإماتته الموت، وصعوده إلى السماء بعد ذلك".
في الختام يعترض المجادلون المسلمون متسائلين: "لـمَ تعبدون العود الذي صُلب عليه المسيح؟". فيجيب ثاوذورُس قائلاً: "معاذ الله أن نعبد غير الذي هو ربّ الصليب". وردًّا على مَن سألوه: "فلمَ تعظّمون الصليب؟" يجيب أبو قرّة: "علامة سيّدنا يسوع المسيح هي علامة الصليب. وكما قبلنا المسيح بنيّة صادقة وأمانة خالصة صحيحة، كذلك نقبل صليبه ونعظّمه ونعتصم به في جميع أمورنا". فيا ثاوذورُس، ما زلنا، نحن المسيحيّـيـن العرب، نـعظّم هذا الصليـب ونـعتـصم به، كي يـبـقى لـلمسيح شهود في هذه المنطقة التي عاش فيها من ولادته إلى قيـامـته. كي يـبقى نـاطـقًا بـالعربيّة أيضًا.

من تعليمنا الأرثوذكسي
التلميذ: لماذا نقرأ اليوم إنجيل الدينونة؟
المرشد: الدينونة كما وصفها الرب يسوع في إنجيل اليوم ستكون في اليوم الأخير عندما يأتي الرب بمجد ويدين البشر. اما قراءة إنجيل الدينونة اليوم فهي مناسبة لكل واحد منا ليمتحن نفسه قبل الدخول في الصوم. كيف علاقتنا بالله اليوم؟ وعلاقتنا بالإخوة؟ هل نعيش حسب تعليم يسوع في الإنجيل؟ أين نحن من اقتناء الفضائل المسيحية: التواضع، الصدق، المحبة، اللطف...؟
التلميذ: على أي أساس يمتحن كل واحد نفسه؟
المرشد: على أساس المحبة وعمل الخير كما نقرأ في الإنجيل. يعطينا يسوع أمثلة واقعية حسيّة نختبرها كل يوم: الجوع، العطش، المرض، الحزن، لكنه لم يتكلّم عن جوعي وعطشي أنا وحزني أنا. انه يتكلّم عمّا يُصيب الآخرين، ويدعونا إلى أن نذهب اليهم ونخدمهم: نطعمهم إن كانوا جياعا، نسقيهم إن كانوا عطاشا، نؤاسيهم إن حزنوا، ونزورهم إن مرضوا. زاد يسوع على ذلك أنه يتماهى مع كل محتاج جوعان، أو عطشان، أو مريض، أو حزين. الفقير الذي نراه هو يسوع. اذا توجّهنا اليه وخدمناه فنحن نخدم يسوع او لا نخدمه. يبقى الخيار حرّا لكل واحد منّا. قلنا قبلا ان التوبة تغيير الفكر وتغيير الاتجاه نحو الله. هنا يأتي التطبيق العمليّ.
التلميذ: ماذا يُطلب منا إذًا؟
المرشد: المطلوب أن نحب يسوع وأن نُعبّر عن محبتنا له بخدمة "أحد إخوته هؤلاء الصغار" كما قال في الإنجيل: الجائع والعطشان، الغريب والمظلوم، المريض والفقير كلهم إخوة يسوع. أعمال الرحمة المطلوبة هذه مرتبطة بالصلاة والصوم والتصرّف الحسن، وإلا فلا تنفع. فترة الصوم مجال مفتوح لنتدرّب على الصلاة والمحبة لتصير هي حياتنا. ولأنْ نعتاد على امتحان الذات وفحص القلب. أن تفحص ذاتك من ناحية الكذب والصدق يعني أن تسعى كل يوم ليتغلب الصدق فيك على الكذب ويصير الصدق من طبيعتك. كذلك التواضع والكبرياء حتى يصير التواضع من طبيعتك، لأنك إن كنتَ متكبرًا مملوءًا من ذاتك تقول دائمًا انا، انا، ولن يكون محلّ ليسوع في قلبك.
التلميذ: الله محب وحنون، بذل ذاته من أجل خلاصنا. كيف يرسلنا الى العذاب الأبدي؟
المرشد: الإنسان يرسل نفسه الى العذاب او الى الملكوت لأنه حر، ويبقى حرا حتى اللحظة الأخيرة، حُرّ أن يتقبل محبة الله أو يرفضها. حُرّ أن يُطعم الجائع ويسقي العطشان ويؤاسي الحزين وبذلك يخدم الرب يسوع نفسه، وحُرّ أن يرفض ويعيش على هواه غير مبال بالآخرين وبالرب يسوع.

الأخبار
عيد القديس أنطونيوس
احتفلت رعية القديس أنطونيوس الكبير في فرن الشباك بعيد شفيعها في 17 كانون الثاني، فكانت صلاة الغروب عشية العيد برئاسة سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس تلاها افتتاح معرض للأشغال اليدوية والمونة البلدية الى جانب الكتب والأيقونات. أعدّت المعرض حركة الشبيبة الأرثوذكسية. وفي الغد القداس الإلهي برئاسة سيادته ايضًا. مما قاله سيادته في العظة:
"كان أنطونيوس الكبير مع يسوع بالروح. كان صالحًا، لكنّه كان مُعذَبا بالتجارب، وبهذا الغليان الذي في جسمه، وهو شاب في الثامنة عشرة ذهب إلى الصحراء وحده يطلب يسوع ليتحد معه.
أنقذه يسوع من وطأة هذه الإغراءات عليه. معنى ذلك أنك إذا أردتَ أن تكون جيدا، طاهرا، مخَلَصا، ولكنك معذَب، عليك أن تعيش مع يسوع بالحقيقة، بصدق، بحيث تفتح قلبك له ليدخل إلى قلبك. لا ينفع أن نحضر القداس، ولا أن نصوم إذا كان القلب مقفلا لا يدَعُ يسوع يدخل إليه. القصة قصة قلب. أنت تحب يسوع، أي تأخذ هذا الإنجيل وتسير به، أو لا تحبه، أو تتظاهر أنك إنسان متديّن. هذا يقتضي تحوّلا من هذا القلب حتى يصير على قدر الإمكان قريبا من قلب المسيح، وقريبا من قلب القديسين.
هذا الراهب العظيم أنطونيوس الذي نعيّد له اليوم استطاع خلال جهود كبيرة أن يطهّر نفسه من كل خطيئة. وأحبّ الشُبّان الذين التحقوا به في الصحراء، وكان يُرشدهم ويُقوّيهم لأنهم ضعاف. وأعطَونا صورة عن الحياة الطاهرة حيثما كنا في حياتنا. الرب لا يطلب من كل الناس أن يصيروا رهبانا. حيث ما نكون في تجارتنا، في أعمالنا، في السياسة، حيثما كنا، يريد يسوع أن يسكن في قلبنا ليجعله على صورة قلبه".

بلغراد
انتُخب المطران إيريناوس، مطران نيش، بطريركًا للكنيسة الصربية الأرثوذكسية خلفًا للمثلث الرحمات البطريرك بولس. كان المجمع المقدس الصربيّ المؤَلف من خمسة وأربعين مطرانًا قد رشّح ثلاثة مطارنة لمنصب البطريرك، ثم تمّ انتخاب المطران إيريناوس من بينهم بالقرعة. البطريرك الجديد من مواليد 1930، تخرّج في اللاهوت من معهد بلغراد ثم الدكتوراه من جامعة أثينا. علّم اللاهوت وصار عميدًا لمعهد اللاهوت في بريزرن (كوسوفو) الى أن انتُخب مطرانًا على أبرشية نيش منذ 35 سنة. وقد جرى تنصيبه يوم الاحد في 24 كانون الثاني 2010. البطريرك إيريناوس المعروف بأنه رجل الاعتدال والحوار هو البطريرك الخامس والأربعون لبطريركية صربيا التي صارت بطريركية مستقلة سنة 1219.

 
Banner