Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد3: المدبرون الروحيون
العدد3: المدبرون الروحيون Print Email
Sunday, 17 January 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 17 كانون الثاني 2010 العدد 3
عيد القديس أنطونيوس الكبير
رَعيّـتي

كلمة الراعي

المدبّرون الروحيون
صاحب الرسالة الى العبرانيين وهم المسيحيـون من اصـل يـهودي يطلب اليهم ان يطيعوا مدبّريهم اي الأساقفة والكهنـة ويخضعوا لهم، والسبب ان هؤلاء يسهرون على نـفوس الرعيـة سهـر من سيـعطي حسابـا لـله عـلى رعـايـتـه. الكاتب يـفترض دائـما ان الرعـاة ساهـرون والـرعـاة يـراقـبـون بـعضهـم بـعضا. الكهـنـة يـراقـبهم الأسقـف، والأساقـفـة يـراقـبهـم المـجمع المقدس الذي يشكل وحدتهم. الخضوع للأسقف خضوع للمسيح لأن الأسقف ايقونة المسيح كما سيقول بعد كتابة هذه الأسطر القديس إغناطيوس الأنطاكي التوشّح بالله.
والطاعة، يـقول الكاتـب، تـتم بـسرور ومحبـة للرئـيس الروحـي المسؤول اذ المـفـترض فـيـه ان "يُـحْسن التـصرف في كـل شيء" اذ ليـس لـه الا الأبـوّة، والأب لا يـفـرّق بـيـن بـنـيه ولا يـتـحيـّز اذ مهمّـته أن يجمـع الكـل الى المسيـح. هـو يـحب ليحفـظ الـوحـدة بـيـن الجـميع، وهـي تـأتيهم من سر الشكر (سر القرابين) الذي يقام برئاسته في مشاركة الجميع.
هذه الوحدة هي سلام الكنـيسة الذي يمـنّ به علينا "راعي الخراف العظيم" الذي هو ربنا يسوع المسيح. وقد بـدأ رعايـتـه لنا "بدم العهد الأبدي" الذي نزل عـلـينا من الصليـب. وبـعد ان تقبّلنا عطيّة دمه، يكملنا فـي كل عمل صالح، وهو الذي يـؤهّلنا بنعمة روحه القدوس للعمل الصالح اذا كنا مستـعديـن للقيـام بـالعمل الصالح، واذا قمنـا بـه نـكون قد عملنا بمشيئته وهذا ما يـرضيــه اذ المبتغى ان نُخضع مشيئتنا البشريّة لمشيئته الإلهية. المهم ان نـقوم بما يـرضي الله الآب، ان نـقوم بـذلك بـقوة يسـوع المسيـح الساكـن فـيـنا بروحه القدوس.
العمل الصالح الذي يقوم به الكل هو الذي يبيّن ان الكنيسة واحدة. هي واحدة بالقداسة النازلة من الرب والتي نحققها بالأعمال الطيّبة. الكنيسة رأسها يسوع ونحن أعضاؤه. وهؤلاء الأعضاء بمحبّتهم للسيد وبمحبة الواحد الآخر تُكشف قداسة المسيح وقداسة كنيسته. لا يكفي ان يقول اي واحد: الكنيسة مقدّسة بحدّ نفسها بقداسة المسيح، اذ على كلّ منّا ان يشترك بهذه القداسة بطاعته للإنجيل. الكنيسة أمّنا تنتظر منا ان يساهم كلّ واحد بقداستها. هي قائمة في كل معمّد، وهو قائم به،ا كما هي قائمة برأسها المسيح.
أمـا قال الله: "كونوا قديسين كما اني انا قدوس"؟ الرب لا يطلب ما هو أقل من القداسة حسب قول المعلّم: "كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي كامل". ومعنى الكلام ان نطلب الكمال ولو كنّا ضعفاء. ليس هناك نصف قداسة. الرغـبة في هذه هي تُحفّزنا أن نظلّ في تمام السعي اليه،ا وهذا بـاحتضان الأساقـفة والكهنة الذيـن نـحن أبـناؤهم في المسيحـ يسـوع الـذي يـجعل كلّ المؤمنـيـن لـه، كهنة كانـوا ام عـلمانيـيـن. نـحن العلمانـييـن والإكليريكيين نؤلّف معا ما سمّاه بطرس الرسول "كهنوتـا ملوكيـا وأمـّة مقـدّسة". نـحن بـانضمامنا الى المخلّص بالمعمودية والميرون وتناول القدسات تنمو قداستنا فينا يومًا بعد يوم. الكنيسة تنمو بنقاوة كلّ واحد وكلّ معا ينمو بنموّ الآخرين. فكلّما تطهّرت انت بالنعمة يتطهّر أخوك بك لأن النعمة تنتقل منك الى الآخر بقوّة الروح القدس وبالقدوة حتى لا يبقى أحد خـارج الحظيـرة. والمـسيح جاء لنكون واحدا معه وواحدا كلّ منا مع الآخر.
زدْ نفسك انضماما الى جسد المسيح. تقوَّ بهذا الانضمام حتى لا يكون بيننا انقسام او شبه انقسام. وكما ان الثالوث المقدس واحد يمكننا نحن برضاه ونعمته ان نكون واحدا على الأرض فيسطع نور المسيح بهذه الوحدة.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 17:12-21
يا إخوة أطيعوا مدبّريكم واخضعوا لهم فإنهم يَسهرون على نفوسكم سَهَر َمن سيُعطي حسابا حتى يفعلوا ذلك بسرور لا آنّين، لأن هذا غير نافع لكم. صلّوا من أجلنا فإنّا نثق بسرور بأنّ لنا ضميرًا صالحًا فنرغب في أن نُحسن التصرّف في كلّ شيء، وأطلب ذلك بأشدّ إلحاح حتى أُردّ اليكم في أسرع وقت. وإله السلام الذي أعاد من بين الأموات راعي الخراف العظيم بدم العهد الأبديّ ربّنا يسوع، يكمّلكم في كل عمل صالح حتى تعملوا بمشيئته عاملا فيكم ما هو مرضيّ لديه بيسوع المسيح الذي له المجد الى الأبد آمين.

الإنجيل: لوقا 1:19-10
في ذلك الزمان فيما يسوع مجتازٌ في أريحا اذا برجل اسمه زكا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيًا، وكان يلتمس أن يرى يسوع مَن هو فلم يكن يستطيع من الجمْع لأنه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد الى جمّيزة لينظره لأنه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلما انتهى يسوع الى الموضع، رفع طرفه فرآه فقال له: يا زكا أسرع انزل، فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبِله فرحا. فلما رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين: إنه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: ها أنذا يا رب أُعطي المساكين نصف أموالي، وإن كنتُ قد غبنتُ أحدًا في شيء أردّ أربعة أضعاف. فقال لـه يسوع: اليـوم قد حصل الخلاص لهذا البيـت لأنه هو ايـضًا ابـن ابـراهيـم، لأن ابـن البـشر إنّما أتى ليطلب ويخلّص ما قد هلك.

ضوء من جرأة بطرس
بعد أن أبى شابّ غنيّ أن يقبل دعوة الربّ إلى أن يترك كلّ شيء ويتبعه، ينبري بطرس، بجرأةٍ، ويقول ليسوع: "ها قد تركنا نحن (أي هو وأصحابه) كلّ شيء، وتبعناك" (مرقس 10: 28).
هذه المقدّمة السريعة لا تسمح لنا بأن نعتقد أنّ بطرس يقابل، في ما قاله، بين مَنْ يرفضون دعوة الربّ يسوع (أي ذلك الشابّ الغنيّ وَمَنْ يشبهونه أمسِ واليوم وغدًا) وبين التلاميذ الذين قبلوها، وسيقبلونها في غير جيل. فبطرس يعرف أنّ الربّ هو مَنْ يقرّر، وحده، مصير الناس في هذا الوجود وفي الوجود الآتي. بلى، يجب أن نقرأ قوله على أنّه يشهد لما جرى معه ومع رفاقه. وبلى، على أنّه يعتبر أنّ قبولنا أن نتبع المعلّم هو معنى وجودنا أبدًا. ولكنّنا لا نقدر، موضعيًّا، على أن نعتبره يقابل بين رافض وراضٍ، أي يزيح الربّ، ويختلس موقعه.
قلنا يشهد. وهذه شهادة يعوز الناس، في غير جيل، أن يسمعوها من أفواه حرّرها الرضا. فالمؤمنون شأنهم أن يتقوّوا بعضهم ببعض، ولا سيّما بالأقوياء في الجماعة. ففي الجماعة، ثمّة ضعفاء وثمّة أقوياء دائمًا. وحال القويّ، كما حال الضعيف، معروض علينا. وشأننا أن نختار، من دون أيّ إدانة، مع مَنْ نودّ أن نكون. وإن حلا لنا أن نعتبر أنّ ما قاله بطرس يكشف لنا أنّ الربّ لا يفشل في دعوته الناس (فثمّة مَنْ يقبلون دعوته دائمًا)، فهذه حلاوة يشرّعها معنى قوله. فمن أهداف ما قاله أن يشهد لنا أنّ الربّ له نجاحاته الظاهرة. ويريدنا أن نبيِّن نحن نجاحه في قبولنا دعوته، أي في أن نختاره سيّدًا وحيدًا لحياتنا. فبطرس، بما قاله، يعرض علينا ما يجب أن يكون حالنا أيضًا. يرجو بخفر، وإنّما بجرأة، أن نقتبس الطيب الذي تضوّع من فمه. يريد أن يربحنا لمسيحه. يريدنا أن نجترئ مثله، ولا سيّما في هذه الأزمنة المريرة التي رفضُ الربّ عنوانٌ بارزٌ من عناوينها. يعلّمنا أن نبعد قلوبنا عن كلّ جوّ مريض يريد أن يوهمنا بأنّه شيء، بأنّه الأنجع. ينبّهنا بأن مـا نـراه مـن رفضٍ ليـس هـو حـال الدنـيـا كلّها. فثـمّة مَنْ يقبلون الربّ. ثمّة كثيرون. ثمّة، دائمًا، سبعة آلاف، كلّ ركبة لم تجث لبعل (1ملوك 19: 18). يريدنا أن نفتّش عنهم، ونجدهم، ونندمج فيهم، ونتقوّى بهم. إنّه كما لو أنّه يقول لنا:
يجب أن تكون لكم مع الربّ جلسات ودّ تكشفون له فيها مكنونات قلوبكم. فالربّ دعاكم، أنتم أيضًا، إلى أن تتبعوه. لا ترفضوا دعوته. إيّاكم أن تعذروا أنفسكم بعذر، ولا سيّما أن تعلّوا الدنيا على محبّته. فالدنيا فانية. أمّا أنتم، فكونوا أحرارًا دائمًا، وتعلّموا من جماعة الرسل، ومن كلّ حرّ في الأرض، أن ترتضوا، بثقة ظاهرة، دعوة الخلاص المقبولة.
ثمّ يعرف قرّاء العهد الجديد أنّ عبارة بطرس هي العبارة التي وصف الإنجيليّون بها ما جرى مع التلاميذ إثر دعوتهم. وإذًا، قال بطرس قول الكتب الجديدة. قرأها أمامنا. قرأها علينا. اختار أن يردّد المكتوب، لنتّكئ على المكتوب، نقرأه، ونتغذّى به، ونردّده في سرّ قلوبنا وأمام الملأ. اختاره، ليعلّمنا أن نقول، نحن أيضًا، للربّ ما قاله كتابه ذاته. لا نريد أن نفترض. لكن، كان من الممكن أن يقول بطرس أيّ شيء آخر. إلاّ أنّه اختار ضوء المحبّة الأولى. وهذا يجب أن يعني لنا أنّ الربّ يدعونا إلى أن نبقى أمامه جددًا دائمًا. إنجيل الربّ تجدّدُنا طاعتُهُ. فـ"ها قد تركنا نحن كلّ شيء، وتبعناك"، عبارة الضوء التي تردّنا إلى بحر الجليل، حيث كان يسوع يفتّش عَمَّنْ يدعوهم إلى أن يخدموا كلمته. نقرأها، الآن، بعد أن مضى وقت عليها. نقرأها الآن، لندرك أنّ الوقت لم يمضِ علينا. نقرأها الآن، لندرك أن الفرصة ما زالت سانحةً، لنا. نقرأها الآن، لنتوق إلى أن نشبه ما جرى. فيسوع ما زال يمشي على شاطئ بحر حياتنا يفتّش عَمَّنْ يتبعونه، يفتّش عنّا. ما زال بوسعنا أن نترك مشاغلنا التافهة وكلّ ما يعيقنا عن أن نتبعه. أن نترك كلّ شيء، أي أن نربط حياتنا به.
ما هذا الذي خرج من فمك، يا بطرس. ما أحلاه، وما أغلاه. كيف نحوز نحن جرأتك؟ لقد تركت كلّ شيء فعلاً. تركت الدنيا وكلّ ما يلمع فيها. رأيت أنّ الربّ هو دنياك الجديدة. وتبعته منذ أن رمى شباكه عليك. كنت تصيد، واصطادك. وها أنت تشهد، أمامنا، أنّ ما فعلته قناعة فيك راسخة. فما قلته، لم تقله من باب التفاخر. فـما قلـته، لم يكن هدفه أن تدين أحدًا. ما قلته، يدلّ على وعيك أنّ الربّ رحمك بدعوته. وما قلته، يدلّ على ثباتك. ساعدنا على أن نقبل الدعوة دائمًا، ونثبت فيها. ساعدنا على أن نرتضيها، نحن أيضًا، دنيانا الجديدة. لقد أدهشنا ما قلته. فكيف نبقى في دهش؟ قل لنا، لا بل قل لربّك أن يضع على أفواهنا كلّ ما يرضيه. علّمنا أن نردّد كلمته. فأنت ضليع من الترداد. علّمنا أن ننسى كلّ كلمات الأرض، ونحفظ الكلمة التي تجعلنا ذوي شأن في عيني الله. يا بطرس، بكلمات وجيزة، كشفت أنّ كلّ كلمات الأرض تافهة. إن رأيتنا غير جديرين بأن نفعل، فلا تأخذ في الاعتبار عدم جدارتنا. إن رأيتنا غير جديرين، فأنت أضئنا بفمك. تعال إلينا، وطف بنا بكلمات من نور تنقذ قلوبنا من ظلمة الأرض. طف بنا، وقل. تزعّمنا، وقل.
فنحن نريد أن نستتر بكلمات الجرأة التي أنت خبير فيها. أمامك، سنصمت. ونحن على يقين أنّ الربّ سيسمعك، وسيعتبر أنّنا موافقون على كلّ ما تقوله.

من تعليمنا الأرثوذكسي: القديس أنطونيوس الكبير
المرشد: اليوم عيد القديس أنطونيوس الذي نسمّيه الكبير لأنه عظيم جدا في القداسة ونسمّيه ايضًا ابو الرهبان لأنه أرشد العديد من الذين اختاروا الحياة النسكية وأسّس الرهبنة.
التلميذ: متى عاش القديس أنطونيوس؟ وماذا يعني انه أسّس الرهبنة؟
المرشد: وُلد أنطونيوس حوالى سنة 250 ميلادية في مدينة الإسكندرية في مصر في عائلة مسيحية كثيرة الغنى. كان أنطونيوس يواظب على حياة الكنيسة في تلك المدينة الكبيرة مع والديه وأخته الصغرى. وظلّ كذلك بعد وفاة والديه وهو في سن العشرين. اما كيف صار راهبا ومؤسسا للرهبنة، فأظنك تعرف القصة الشهيرة عنه أنه سمع يوما قراءة الإنجيل في الكنيسة: "إن كنت تريد أن تكون كاملا فبعْ كل ما لك وأعطه للفقراء ثم تعال اتبعني" (متى 19: 21)، وهي الكلمات التي قالها يسوع للشاب الغنيّ الذي سأله: ماذا أفعل لأخلص. فهم أنطونيوس أن كلام يسوع موجّه اليه وذهب فنفّذه حرفيًا. باع كل أملاكه، وزّع ما وزّع وترك لأخته ما يكفيها، ثم غادر المدينة وعاش متوحدا في البرية يصلّي دائما ويجاهد لتطبيق الإنجيل في حياته.
التلميذ: ألا يمكن أن يعيش الإنسان الإنجيل وهو في بيته ومع عائلته بين الناس؟ هل كان من الضروريّ أن يذهب الى البرية وحده ويهرب من الناس؟
إن العيش حسب الإنجيل أمر مطلوب من جميع المؤمنين. قال القديس يوحنا الذهبي الفم ان الذين يعيشون في العالم وهم متزوّجون يجب أن يشابهوا الرهبان في كل شيء ما عدا الزواج. ويضيف الذهبي الفم قائلا: انكم مخطئون تماما لو ظننتم أن هناك أشياء مطلوبة من الناس العاديين وأشياء أخرى مطلوبة من الرهبان، كلهم سيُحاسبون حسب الإنجيل ذاته.
التلميذ: أفهم من ذلك أن هناك طريقين امام المؤمن الذي يريد ان يعيش حسب الانجيل: إما "التفرّغ" للصلاة والحياة الروحية في الدير، أو العيش في العالم في إطار العائلة والعمل والكنيسة والمجتمع.
المرشد: معك حق من جهة أن الخيار بيد كل إنسان. لكن من جهة ثانية لا تنس أن الكل في الكنيسة يؤلفون جسد المسيح، والمسألة ليست مسألة تفرّغ او وقت لك ووقت لربك كما يقول المثل العاميّ. المسألة أن كل حياتنا مكرّسة لله للعيش حسب الإنجيل في حياتنا الشخصية وفي التعاطي مع الآخرين. المؤمن الذي يعيش في العالم يقيّم كل شيء في حياته على مقياس إرادة الله، يعيش كأنه دائمًا في حضرة الله ويذكر الرب كل يوم وكل ساعة اذا استطاع.
التلميذ: في الدير يبتعد الراهب او الراهبة عن العالم ويهتم فقط بحياته الروحية وبالسعي الى خلاص نفسه.
المرشد: لا هذا خطأ. يهتم الرهبان بالعالم وبالكنيسة وبكل الناس. أهم شيء أنهم يصلّون من أجلهم، وعندنا أمثلة عديدة من تاريخ الرهبنة ومن الأديار الحالية عن اهتمام الرهبان بالكنيسة. إليك مثالاً من القديس أنطونيوس نفسه. ترك البرية وعاد الى الإسكندرية لما بدأ الاضطهاد ضد المسيحيين الذي أمر به الامبراطور الروماني مكسيميانوس سنة 311 اي سنتين قبل ان يُعلن الامبراطور قسطنطين حرية الممارسة الدينية. عرّض نفسه لكل المخاطر، شدد المسيحيين، افتقد المعتقلين في السجون لكن الجنود لم يعتقلوه، فعاد الى ديره يتابع الشهادة غير الدموية.
التلميذ: لم يمُت القديس أنطونيوس شهيدًا؟
الـمرشد: لا. عـاش أكـثـر من مئـة سنـة ثـم رقـ. يقول عنه القـديس أثـناسيوس الكبير الذي كان بطريرك الإسكندرية (373+) انه أول من وصل الى القداسة دون أن يموت شهيدًا. كانت الكنيسة قبل ذلك تكرّم القديسين الشهداء بسبب كثرة الَاضطهاد، لكن مع حرية الممارسة الدينية ظهر قديسون... كتب القديس أثناسيوس سيرة أنطونيوس من اجل منفعة كل المؤمنين، وهي موجودة باللغة العربية لمن يريد.
التلميذ: هل للقديس أنطونيوس كتابات؟
المرشد: نعم له أقوال وإرشادات حُفظت ورسائل أيضًا. اليك أحد أقواله: نسعى ألا نمتلك شيئًا غير ما يمكننا أن نحمله معنا الى القبر، يعني المحبة والوداعة والبرّ الخ... الفضيلة اي ملكوت السموات موجودة في داخلنا ولا تحتاج لتظهر سوى أن نريدها أن تظهر. ما علينا إلا أن نحافظ على الناحية الروحية في نفوسنا طاهرة بهيّة كما كانت لما خلقها الله.

الأخبار
وادي شحرور
كرّمت رعية القديس يوحنا المعمدان في وادي شحرور المسنّين فيها يوم الأحد في 27 كانون الأول 2009. اشترك 70 منهم، رجالا ونساء، في القداس، ثم قُدّمت لهم الهدايا في جوّ من الفرح والحبور. كما احتفلت حركة الشبيبة بعيد أطفال بيت لحم بمشاركة الصغار من الشويفات وبطشيه الذين أتوا برفقة الكهنة والمسؤولين. اشترك الأولاد الذين بلغ عددهم المئة في الترتيل والألعاب وتبادل للهدايا.

جنيف
اجتمعت اللجنة الأرثوذكسية المشتركة التي تُعدّ للمجمع الأرثوذكسيّ العامّ من 10 الى 16 كانون الأول في مركز البطريركية المسكونية في جنيف (سويسرا) برئاسة المتروبوليت يوحنا (زيزيولاس) ممثّل البطريركية المسكونية. وقد تمثلت بطريركية أنطاكية بالمتروبوليت يوحنا (يازجي) راعي أبرشية أوربا الغربية والوسطى والأستاذ ألبير لحّام. بحثت اللجنة موضوع الذيبتخا اي الترتيب التقليديّ للبطريركيات حسب الأوّلية.

 
Banner