للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 36: آلام بولس وقيامة المسيحيين |
Sunday, 05 September 2010 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد الخامس عشر بعد العنصرة رَعيّـتي كلمة الراعي آلام بولس وقيامة المسيحيين بولس رأى في هذا المقطع أن الله الذي أمر عند الخلق ظهور النور هو إيّاه الذي أَشرق عليه عند اهتدائه حيث شاهد النور على وجه المسيح القائم من بين الأموات. بعد هذا يتكلّم عن المؤمنين الذين يُشرق نورُ المسيح في قلوبهم. الإشراق الذي ناله هو يبدو له حسيًّا وقد ملأ كل حياته. يُشرق المسيحُ على بولس ليعطي المؤمنين معرفة مجد الله الذي نزل عليه على طريق دمشق. بولس كان يفكّر أن كل ما استلمه من يسوع مفيد لخدمته الرسولية. ولكن حتى لا يستكبر قال: "لنا هذا الكنز بآنيةٍ خزفية" ليوحي أننا ضعاف من جهة، ومن جهة أُخرى ليشدد أن ما نرثه من الله.
بعد هذا يشير بولس الى أزمات صعبة لم تجعله في إحباط. ما حصل له في آسيا (تركيا الحالية) يدلّ على أخطار مميتة. مع أنه متضايق في كل شيء لم يكـن ينحـصر، ومع أنـه مُتحيّـر لـم يكـن يـيـأس، ومـع أنـه مضطهَد لكنه لم يكن مخذولا، ومع أنه مطروح لم يهلك، وكل هذا عائد الى أنّه حامل في جسده إماتة الرب يسوع. في كل هذه المضايقات بقي بولس على الرجاء. هذا عائد الى أنّه متّحد بالّرب يسوع دائمًا وفي خدمته كل يوم. المجد يأتي فقط الى الذين يتألّمون. موت يسوع ينعكس على الذين يصبرون. إنهم يتخلّصون من كل الضيقات لتظهر فيهم حياة المسيح. ألم وقيامة عَرفهما السيد ويعرفهما أحباؤه. وذهبت محبّة بولس للمسيحيين إلى أن الموت الذي يذوقه هو يصير حياة للمؤمنين. ذلك أن للرسول "روح الإيمان"، وبنى هذا على قول العهد القديم: "آمنتُ ولذلك تكلّمت". ويؤكّد هذا بقوله: "نحن أيضًا نؤمن ولذلك نتكلّم". نتكلّم برغم كل الضيقات "عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيُقيمنا نحن أيضًا بيسوع". موت السيد وقيامته ينعكسان منذ هذا الوجود في المؤمنين. القيامة في حياة المؤمنين الآن هي فاعلة ليكملوا الخدمة. هنا بولس لا يتكلّم على القيامة الأخيرة ولكن القيامة بالصبر اليوم. هذا معنى قوله: "ننتصب معكم". دائمًا المؤمنون همّه إذ يقول: "لأن كل شيء هو من أجلكم"، وهو أيضًا يخدم من أجلهم "لكي تتكاثر النعمة بِشُكر الأكثرين". إنّ تكاثُر المؤمنين يزيد الشكر لله، وبهذا يسطع مجد الله. بولس هو في حركتين: الأولى قبوله لكل الضيقات لمجد الله، والثانية إظهار مجد الله في المؤمنين. دائمًا الرسول واحد مع الكنائس التي أسسها. المهمّ عنده أن تبقى قوية وفي حالة شكر مهما حلّ في الرسول من آلام. بولس دائمًا ينسى نفسه لكي يتمجّد المسيح في المؤمنين وينمُوا هم فيه. ما أعظم هذا الرجل الذي ينسى دائمًا نفسه فيحبّ الإخوة الذين كسبهم للإيمان، فإذا تقووا يعظم المسيح، ولا يذكر الرسول عظمته هو. المهم عنده أن تصبح الكنيسة عظيمة بعظمة المسيح لأنها هي وجهه المُطلّ على العالم فتبقى الرسالة أي لا يبقى المسيح محجوبًا. المسيح معشوق بولس ويُترجِم عشقه له بتأسيس كنائس جديدة. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان). الرسالة: 2كورنثوس 6:4-15 يـا اخوة، إن الله الذي أمر أن يُشرق من ظلـمـةٍ نـورٌ هو الذي أَشـرق في قلوبـنا لإنـارة معـرفة مجـد الله فـي وجـه يـسوع المسـيح. ولنـا هـذا الكنـز في آنيـة خزفيـّة ليـكون فـضل القـوة للـه لا منـّا، متـضايقين في كـل شـيء ولـكن غيـر مـنـحصرين، ومتــحيـريــن ولكـن غيـر يـائسين، ومـضـطهَـدين ولكن غيـر مخذولـين، ومـطـروحيــن ولكن غيـر هالكيــن، حامـليـن في الجـسد كل حينٍ إماتــةَ الرب يــسوع لتــظهر حيـاةُ يــسـوع أيـضا في أجسادنـا، لأنـّا نحن الأحيـاء نـُسـلَّم دائـما الى المـوت من اجل يـسوع لتــظهر حيــاة يـسوع ايـضًا في أجسادنا المائتة. فـالموت إذًا يُـجرى فيـنا والحيـاة فيـكم. فإذ فيـنا روحُ الايـمان بــعينه على حسب ما كُتـب إني آمـنـتُ ولذلك تـكلّمتُ، فنحن ايـضا نـؤمن ولـذلـك نـتـكلّم عـالميـن أن الذي أقـام الرب يـسـوع سيُقيـمنا نــحن أيضًا بــيسوع فنـنـتصب مـعكم، لأن كل شـيء هو من أجـلكم لكي تـتكاثر النـعمةُ بـشُكـر الأكثــريـن فتــزداد لمجد الله. الإنجيل: متى 22: 35-46 في ذلك الزمان دنا الى يسوع ناموسيّ مجرّبًا له وقائلا: يا معلّم أيّة وصيّة هي العظمى في الناموس؟ قال له يسوع: أَحبب الربَّ إلهك بكلّ قلبك وبكلّ نفسك وبكلّ ذهنك. هذه هي الوصيّة الأولى والعُظمى، والثانية وهي مثلها: أحبب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلّق الناموس كلّه والأنبياء. وفيما الفريسيون مجتمعون سألهم يسوع قائلا: ماذا تظنّون في المسيح؟ ابنُ مَن هو؟ قالوا له: ابنُ داود. فقال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربَّه حيث يقول: قال الرب لربّي اجلسْ عن يميني حتّى أَجعل أعداءك موطئًا لقدميك. فإنْ كان داود يدعوه ربًّا، فكيف يكون هو ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتّة. إنجيل برنابا" إنجيل زور بمناسبة السجال الدائر في البلد بشأن مسلسل "السيد المسيح" الذي يعتمد مرجعية "إنجيل برنابا"، طلبنا من الأب جورج (مسّوح) أن يكتب عنه. ثمّة صنفان من الأناجيل: الأناجيل القانونيّة الصحيحة التي اعتمدتها الكنيسة بناءً على التقليد الرسوليّ وهي الأناجيل الأربعة المعروفة لدينا مرجعًا أساسيًّا للإيمان المستقيم؛ أمّا الصنف الثاني فهو المسمّى بـ"الأناجيل المنحولة" وهي تلك الأناجيل التي ظهرت في المائتي عام الأولى من عمر المسيحيّة ورفضتها الكنيسة لأنّها تتضمّن تعاليم مشوّهة وشهادات خاطئة عن الربّ يسوع (انظر مقالة "الأناجيل المنحولة"، رعيّتي، العدد 39، 2009). "إنجيل برنابا" لا ينتمي إلى أيّ من الصنفين المذكورين، فهو كتاب مزوّر دوّن في أوروبا في القرن السادس عشر على الأرجح، على يد راهب إيطاليّ اعتنق الإسلام، ولذلك نجد فيه تأكيدًا لما يقوله الإسلام عن السيّد المسيح وتعاليمه، وبخاصّة ما يتعلّق بموضوع الصلب. ما يؤكّد هذا القول عن إنجيل برنابا المزوّر هو أنّ أقدم مخطوطة له ترقى إلى نهاية القرن السادس عشر وتوجد في مكتبة بلاط فيينا باللغة الإيطاليّة. ويجزم المستشرقان الكبيران نلّينو وجويدي أنّ هذه المخطوطة لا تتضمّن نصًّا تُرجم عن اللغة العربيّة إلى اللغة الإيطاليّة، لأنّه لا يحمل سمات الترجمة، بل هو نصّ دوّن أصلاً باللغة الإيطاليّة، أي أنّ مؤلّفه إيطاليّ لا عبريّ ولا عربيّ ولا ساميّ. ويسعنا أن نضيف حجّة جديدة لاحظها علماء اللغة، وهي أنّ الأسلوب الذي أُنشئ به هذا الإنجيل المزعوم هو الأسلوب الأدبيّ الذي شاع بعد الشاعر الكبير دانتي (1265-1321) كاتب "الكوميديا الإلهيّة"، ولهذا يردّ بعض الباحثين كتابة هذا الإنجيل إلى الفترة الواقعة ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر. كثرة الأخطاء التاريخيّة والجغرافيّة الفادحة التي يمتلئ بها هذا الإنجيل المزوّر تدفعنا إلى القول إنّ كاتبه لا يعرف البتّة تاريخ شعب العهد القديم ولا جغرافيّة فلسطين، وهذه لم تكن حال الرسول برنابا الذي عاش في فلسطين ويعرفها جيّدًا كما يعرف كلّ امرئ وطنه ومسقط رأسه. ففي الفصل 145 من إنجيل برنابا يرد هذا القول: "لقد كان في زمن إيليّا خليل الله ونبيّه اثنا عشر جبلاً يقطنها سبعة عشر ألف فرّيسيّ". لا يمكن عارفًا بالتاريخ اليهوديّ كالرسول برنابا أنّ يقول عن الفرّيسيّين الذين بدأت حركتهم بعد الجلاء البابليّ، وتبلورت حركةً دينيّة في القرن الثاني قبل الميلاد، بأنّهم كانوا معاصرين لإيليّا الذي عاـش في القـرن التـاسع قبـل الميلاد. أمّا الفضيحـة التي تُشير إلى عدم معرفة الكاتب بالتقاليد المحلّيّة لفلسطين فنجدها في الفصل الثاني والخمسين من الكتاب حيث يقول: "ففي الحال تدحرجت الجنود من الهيكل كما يدحرج المرء براميل من خشب غُسلت لتُملأ ثانيةً خمرًا". والمعروف لدى القاصي والداني أن أهل فلسطين والشرق عمومًا كانوا يضعون الخمر في خواب ودنان من الفخّار، لا في براميل من الخشب كما جرت العادة في الغرب. كما لا يمكن برنابا أن يقول عن الناصرة إنّها تقع على البحر كما يقول صاحب الإنجيل المزعوم في الفصل العشرين منه. يستهوي إنجيل برنابا المزعوم الذين لا يعتقدون بألوهة الربّ يسوع ولا بصلبه وقيامته من بين الأموات، ومنهم المسلمون. ففي كتاب عنوانه "السيّد المسيح بين القرآن والإنجيل"، يعتبر مؤلّفه أنّ إنجيل برنابا هو الإنجيل الصحيح، فيقول: "أمّا بالنسبة لبرنابا فالغريب أنّه لم يُعترف بإنجيله من قِبل الكنيسة البابويّة ولا حتّى من أيّ كنيسة أخرى في العالم من خلال رؤسائها وكهنتها، أمّا السبب في ذلك فواضح، إذ لم يُذكر في هذا الإنجيل سوى كون يسوع نبيًّا مُرسلاً من عند الله، لا إلهًا ولا ابن الله، وأنّه لم يُصلب، وإنّما توفّاه الله تَبارك وتعالى، وظهر عليهم بعد ذلك وأظهر لهم أنّ الذي صُلب كان شخصًا آخر شُبّه لهم وهو يهوذا الذي أَسلمه، وأنّه بشّر بظهور نبيّ من بعده اسمه محمّد بالنصّ الصريح". أمّا نحن فنقول لمن يقولون بصحّة إنجيل برنابا إنّه كتاب وُضع انطلاقًا من المعتقد الإسلاميّ بشخص المسيح، فهو كتاب تمّ تأليفه، كما تقدّم، بعد ظهور الإسلام بحوالى ثمانية إلى عشرة قرون، وليس قبل ظهور الإسلام. لذلك، هو كتاب لا يتضمّن نبوءات قالها المسيح عن مجيء نبيّ من بعده، وليس الكلام عن عدم صلب المسيح وصلب يهوذا مكانه وقائع تاريخيّة موثوقة. إنجيل برنابا المزعوم كتاب تبنّى الرواية الإسلاميّة ونسب أقوالاً إلى يسوع لم يتفوّه بها، وتوهّم أحداثًا لم تحصل في سبيل دعم الرأي الإسلاميّ بنبوّة المسيح وتمهيده لمجيء رسول من بعده كما ورد في القرآن، علمًا أنّ إنجيل برنابا يخالف الإسلام في كثير من المواقع. فإنجيل برنابا في الفصل السادس والتسعين ينسب إلى يسوع أنّه قال: "أنا لست المسيّا الذي تنتظره كلّ قبائل الأرض. إنّ اسم مسيّا عجيب، إنّ اسمه المبارك محمّد"، فيما يؤكّد القرآن أن "عيسى ابن مريم" هو وحده المسيح، ولا نجد في القرآن أو في التراث الإسلاميّ كلّه أيّ أشارة إلى كون محمّد هو المسيح. تُجمع الدراسات الرصينة على القول بعدم صحّة نسبة هذا الكتاب المسمّى زورًا بإنجيل برنابا إلى الرسول برنابا أو إلى مُعاصر له، ذلك أنّ مؤلّف الكتاب قد عاش في أوروبا بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، ولا يعرف فلسطين التي يعرفها جيّدًا برنابا، وهو أيضًا لا يعرف الإسلام بشكل جيّد كما أَظهرْنا في متن المقالة. لذلك لم يجد هذا المؤلّف المفتري إلاّ اسم القدّيس برنابا لينسب إليه هذا الإنجيل المزوّر. القديس الشهيد عبدا تعيّد الكنيسة اليوم لقديس شهيد عاش في زمن الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير (412) ويزدجرد الأول ملك الفرس. كان عبدا مطرانَ المدائن وهي أبرشية مسيحية قديمة في شمال العراق. وكان يُقيم بين عَبَدة الأوثان وحاول جهده ليحمل الناس على ترك الأوثان فلم ينجح. هبّت فيه الحماسة يومًا، فدخل معبد الأوثان وقلب النار التي كانوا يعبدونها وأحرق الهيكل. فغضب ملك الفرس غضبًا شديدا وعمل بنصيحة المجوس والوجهاء، وأمر بتدمير الكنائس والأديرة في كل المملكة، وأرسل الجنود ليقبضوا على المطران عبدا وعلى الكهنة الذين معه. لما وقف القديس عبدا مكبّلا امام الملك، سأله الملك: لماذا تحتقرون أنتم المسيحيين وصايانا ولا تخضعون للمُعتَقد الذي ورثناه عن آبائنا؟ فأجابه عبدا ورفقته: نحن لا نتبع مُعتَقد الناس الذين يطلبون عبادة عدّة آلهة. نحن نعبد مُبدع الكون، وله نقدّم كل الخلائق. لم يفهم الملك ما قاله عبدا ورفاقه، لكنّه أمرهم بأن يعيدوا بناء مذبح النار الذي حطّموه، فامتنعوا. فسلّمهم الى المعذّبين وقتلهم. ، وقد قضى، الى جانب عبدا، كهنة وشمامسة من بينهم بنيامين شمّاس القديس الخاصّ الذي نعيّد له في الثالث من تشرين الأول. باستشهاد عبدا ورفاقه، انطلقت موجة اضطهاد للمسيحيين في بلاد فارس دامت ثلاثين سنة. أقيمت كنائس عديدة على اسمه في بلادنا لا سيما في بكفيا حيث كانت كنيسة مار عبدا تضمّ مذبحين: مذبح الروم إلى الشمال الشرقيّ، ومذبح الموارنة إلى الجنوب الشرقيّ. وفي أيلول سنة 1987 قدّم سيادة راعي الأبرشية المطران جورج أيقونة السيدة والدة الإله لكنيسة مار عبدا في بكفيا لتبقى تذكارًا لمذبح الروم هناك. الأخبار المجمع المقدّس انعقدت دورة المجمع الأنطاكي المقدس في دير القديس خريستوفوروس البطريركي - صيدنايا، من 17 الى 20 آب 2010 برئاسة غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع وحضور مطارنة الأبرشيات. بحث الآباء شؤونًا رعائية وكنسية، واتخذوا بشأنها القرارات المناسبة. بداية استمع المجمع إلى عرض عن تطوّر جامعة البلمند ونموّها قدمه الدكتور ايلي سالم رئيس الجامعة. تلاه عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، الدكتور جورج نحاس، الذي قدّم عرضًا شمل النواحي الأكاديمية والروحية والإدارية للمعهد، وخصوصًا المنهاج التعليمي الجديد والمنهجيات الحديثة المعتمدة... تمّ تشكيل لجنة مجمعيّة تُعاون السيد البطريرك في متابعة شؤون المعهد. في اليوم الثاني أقرّ المجمع نص دليلٍ رعائيٍ للكاهن سوف يصدره المجمع، أعدّه سيادة المطران جورج (خضر)، يستعين به الكاهن ليؤدي خدمته الرسولية والرعائية والأسرارية. ويتضمن الدليل نصوصًا تُحاكي الواقع الرعائي الذي يعيشه كهنة اليوم. وهذا الدليل، على تنوّع مواضيعه وبساطة أسلوبه، يعالج بعمق حالات تُواجه كل كاهن... بعد ذلك، تدارس الآباء مكانة العمل الشبابي في الكرسي الأنطاكي وأجمعوا على توضيح دور الإكليروس والعوام لقبول مواهب الروح القدس كافة فيهم لضرورة الوحدة والسلام في الكنيسة. وهذه العلاقة قائمة على أبوة الأسقف ومعاونيه وعلى بنوة المؤمنين ضمن الكنيسة الواحدة. ولهذا الغرض كلّف المجمع المقدس صاحب الغبطة تشكيل لجنة برئاسته لتنظيم العمل الرعوي والتعليمي على المستوى الأنطاكي. ورجا المجمع الله أن يلهم الجميع مقاصد الرب في تعاون كل أبنائه لتسود المحبة والاحترام لإقامة العلاقات السوية بين كل أعضاء الكنيسة المقدسة، وإن المجمع على ثقة بتجديد الحياة الروحية عند الجميع. ويبقى واضحًا أن مسؤولية التعليم المسيحي لكل الأعمار هي مسؤولية الأسقف وقيادته وذلك في إشراكه من يرى فيه الكفاءات لمعاونته في ذلك. ثم استمع الآباء إلى تقرير من سيادة المطران فيلبس (صليبا)، متروبوليت أبرشية أميركا الشمالية، عن أوضاع الأبرشية... وبيّن سيادته نموّ الأبرشية في الحقول كافة. وعلى ضوء دراسة أعدها سيادة المطران باسيليوس (منصور) عن وضع الأسقف تاريخيًا في الكنيسة الأرثوذكسية، وبعد مداولات طويلة ومتأنية أكد الآباء أن أساقفة أبرشية أميركا الشمالية هم أساقفة مساعدون مقامون على أسقفيات ومكلّفون من متروبوليت الأبرشية على أسقفياتَ، وتابِعونَ لِمرجعهم الروحيّ متروبوليت الأبرشية الذي له الولاية العامة على كامل الأبرشية. ثم استمع آباء المجمع إلى تقارير عن العمل الرعائي في أبرشيات أوروبا الغربية والوسطى والمكسيك والأرجنتين وأثنوا على العمل القائم هناك طالبين إلى رعاة هذه الأبرشيات، متابعته العمل لما فيه خير الكنيسة ونموّها. وانطلاقًا من توسع العمل في أبرشية أوروبا الغربية والوسطى إلى البلاد السكاندينافية، قرروا تعديل تسمية الأبرشية لتصبح "أبرشية أوروبا". في اليوم الرابع، استمع الآباء إلى تقارير عن المؤتمر الإعدادي للمجمع الأرثوذكسي العام والذي عقد في شامبيزي-جنيف، وإلى تقارير عن مؤتمرات الكنائس الأرثوذكسية التي أقيمت... في أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، ورفعوا الدعاء لكي يعطي العمل الأرثوذكسي المشترك ثماره لمجد الرب يسوع وخير الكنيسة. وانتقلوا بعد ذلك لدراسة موضوع الحوار الأرثوذكسي الكاثوليكي والمراحل التي بلغها، فأكدوا رغبة الكنيسة الأنطاكية وسعيها لتحقيق أكبر تقارب ممكن بين الكنيستين وخاصة على صعيد الشهادة اليومية وخدمة الضعفاء، وشكلوا لجنة أنطاكيّة جديدة لمتابعة الحوار. وأخيرًا استمعوا إلى تقرير قدمه سيادة المطران بولس (يازجي) عن المراحل التي بلغها تحقيق المشروع الإعلامي الأرثوذكسي، وطلبوا إلى سيادته مباشرة العمل بالمرحلة التالية. ختامًا أكّد الآباء أن رعاة الكنيسة هم أولاً وآخرًا رعاة شعب الله، الذي يعاني مصاعب معيشية وظروفًا صعبة، وأنهم مستمرّون في السهر على حمل هؤلاء الأبناء المتعطشين إلى الكلمة الإلهية في أول اهتماماتهم الأبوية، ضارعين إلى الله أن يبارك هذا الشعب الطيّب والحسن العبادة وأن يزيده نِعمًا وبركات. |
Last Updated on Thursday, 02 September 2010 14:23 |
|