Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد 45: المسيح سلامنا
العدد 45: المسيح سلامنا Print Email
Sunday, 07 November 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 7 تشرين الثاني 2010 العدد 45 

الأحد الرابع والعشرون بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

المسيح سلامُنا

من همـوم بـولـس في هذا الفصل من الـرسـالـة الى أهـل أفسس أن يُبيـّن اـلوحـدة التـي قـامـت بمـوت المسيـح وقيـامتـه بيـن اليهـود والأمـم (الـوثـنيـة). لذلـك ذهـب الرسـول الى القـول الأخيـر، فـلـم يقـُل ان الرب أقـام السلام، ولكنه قال انه هـو السـلام. كان اليــهـود يحتـقــرون الـوثـنييـن، فجـاء بـولـس وقـال ان السيـد “جعـل الاثـنيـن (أي الأُمـّتيـن) واحـدًا، ونـقـض فـي جسـده حائـط السياج الحـاجـز (وهو النـامـوس الفـاصـل بينهمـا) وأبطل ناموس الوصايـا” أي الفـرائـض الشــرعيــة (لا تمـسّ المـوت، منـع أكـل الخنـزيـر) لا الفـرائـض الأخـلاقيـة المتمثّلـة خصوصا في الوصـايـا العـشـر.

لم يقـل بولـس في رسالـتـه ان اليـهـود والأمـم صاروا أُمـّة. قيـلـت فـي مكـان آخـر انـهـم صـاروا “إنسانـا واحـدا جـديـدا”، ويـعني بذلك أنهم صاروا جسـد المسيـح. وأوضـح تـوا بعـد ذلك أن هذا صار في الصـلـب. يــنـتـج مــن الصـلـب الـبشـارة بـالسـلام.


يـنــتـج مـن هـذه الـوحـدة أن لـليـهـود والأمـم معا التوصل الى الآب في روح واحد أي في الروح القـدس الواحد. فاذا كنتم في طريق واحد الى الله “فلستم غُرَباء بعد ونُزلاء”. إنكم جميعا إخـوة فـي الكنيسـة و”مـواطنـون القـديسيـن”. ربما عنى بهذه العبـارة مسيحيـي أورشلـيـم، وربمـا عنى جميع المـؤمـنيـن، وهـي عبـارة مـرادفـة لـمـن سمـّاهم أهـل بيـن اللـه.

“وقد بُنيتُم على أساس الرسل والأنبياء”. يعني بالرسل طبعا الاثني عشر. “وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”. أما “الأنبياء” فتـعني كلمـة الأنبيـاء في العهـد القـديـم، وهذا ما يُثبـت لنـا المعـانـي التي قصـدها اللـه في العهـد القـديم الذي بقي في الكنيسة يُقرأ عشية الأعياد الكبرى وفي صلوات الصوم ومنها القداس السـابـق تقـديسـه.

وأيّة كانت الحجارة القديمة والحجارة الجـديـدة لهـذا البيـت (الكنيسـة)، يبقـى المسيـح “حجـر الزاويـة”، وهو ما يُسمّى في لبنان “حجر الغلـق” فـي بنـايـة العقـد الذي تتـماسـك بـه كـل جـدران الغـرفـة. لذلـك يقـول الرسول “ينمـو هيكلك مقـدسـا في الـرب”. وهـو هنا لا يريد الكنيسة كمبنـى حجـريّ ولكـن جمـاعـة المـؤمنيـن كمبنـى روحـي في هـذا البنـاء الـروحـي تُبنـون أنتمـ يا أهـل أفسس أيضا مسكنا لله في الروح (القـدس).

بالمعمـوديـة والميـرون والقـرابيـن تصبـحون حجـارة روحيـة في هذا المبنى الجديد المتناسقة أعضاؤه بالـروح القـدس. وتنمون كل يـوم في الروح الإلهي الذي أخذتمـوه في المعموديـة. كل منكـم نال نعمـة التبنّي لله، ومجموعتكم أبناء الله ناتجون من احتضان يـسوع إيـاكم.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أفسس 14:2-22

يا إخوة، إن المسيح هو سلامُنا، هو جعل الإثنين واحدًا ونقض في جسده حائط السياج الحاجز اي العداوة، وأبطل ناموس الوصايا في فرائضه ليَخلُقَ الاثنين في نفسه إنسـانًا واحـدًا جـديدًا بإجـرائه السـلام، ويُصالح كليهما في جسد واحدٍ مع الله في الصليب بقتله العداوة في نفسه، فجاء وبشّركم بالسلام، البعيدِينَ منكم والقريبين، لأنَّ به لنا كِلينا التوصُّلَ الى الآب في روح واحد. فلستم غرباءَ بعد ونُزلاءَ بل مواطني القديسين وأهل بيت اللـه، وقد بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاويـة هو يسوع المسيح نفسه، الذي به يُنسق البنيان كلُّـه فينمو هيكلاً مقدّسًا في الرب، وفيه أنتم ايضًا تُبنَوْن معًا مسكنًا لله في الروح.


الإنجيل: لوقا 41:8-56

في ذلـك الزمان دنـا الى يـسوع إنسانٌ اسمه يـايرس وهـو رئـيس لـلـمجمع وخرّ عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل الى بيته لأن لـه ابنة وحيدة لـها نحو اثنتي عشرة سنة قد أَشرفت على الـموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه، وإن امرأةً بها نـزفُ دمٍ منذ اثـنتي عشرة سنة، وكانت قد أَنفقت معيشتها كلها علــى الأطـباء ولم يستطع أحد أن يَشفيها، دنت من خلفه ومسّت هـدب ثـوبـه ولـلـوقت وقـف نـزفُ دمها. فقال يسوع: مَـن لـمسَني؟ وإذ أَنـكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معـلّم، إن الجموع يُضايقونك ويزحمونك، وتقول مَن لـمسني؟ فقال يسوع: إنه قد لـمسَني أحد، لأني علمتُ أن قوة قد خرجت مني. فلمّا رأت الـمرأة انها لم تَخفَ، جاءت مرتعدة وخرّت له وأخبرت أمام كل الشعب لأيّة علّة لـمسَتْه وكيف برئت للـوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة، إيمانُكِ أبـرأكِ فاذهبي بـسلام. وفـيـمـا هـو يـتـكـلم، جـاء واحـدٌ مـن ذوي رئـيـس الـمجمع وقال له: إن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب الـمعلّم. فسمع يسوع، فأجابه قائلاً: لاتخَفْ، آمِنْ فقط فتبرأ هي. ولمّا دخـل البيـت لم يـدَعْ احدًا يـدخل إلاّ بـطرس ويـعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأُمّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها. فقال لهم: لا تبكوا، إنها لم تمُت لكنها نائمة. فضحكوا عليه لعلْـمهم بأنها قد ماتت. فأَمسك بيدها ونـادى قائلاً: يا صبيّـة قــومي. فـرجـعَــتْ روحـُهـا وقـامـت فـي الحــال، فـأمـر أن تُعطى لتأكل. فدَهِش أبواها، فأَوصاهما أن لا يقولا لأحد ما جرى.


عن الذهبيّ الفم معلّمًا

"لقد أقامنا المسيح على هذه الأرض لكي ننشر النور... لكي نكون الخميرة... لكي نكون كهولاً بين الأحداث، روحانيّين بين المادّيّين، بذارًا لثمار غزيرة. الأعمال تقوم مقام الكلام أفضل قيام. لو سلكنا سلوكًا مسيحيًّا حقيقيًّا لزالت الوثنيّة". هذه الفقرة المستلّة من إحدى عظات القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (عيده في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني) تُعبّر بأحسن التعابير عن الدعوة الإلهيّة للمسيحيّين كي يصبحوا هم بدورهم نورًا يضيء للعالم درب الهداية إلى الخلاص. وقد عاش يوحنّا بما تقتضيه منه هذه الكلمات التي نطقها، فلم تبقَ في المستوى البلاغيّ بل رفعها إلى المستوى الحياتيّ. يوحنّا لم تقتصر حياته على الوعظ، بل مارس على أرض الواقع ما كان يتفوّه به لسانه الذهبيّ. هو لم يسْكر بجمال لغته وخطابه بل بقي واعيًا أنّه المسؤول عن تنفيذ كلّ ما يعظ به شعبه.

هذا الكلام يعنينا نحن أيضًا، أبناء هذا الجيل وهذا الدهر وهذا العصر الصاخب. فالوثنيّة تحيط بنا من كلّ حدب وصوب، وتُحاصرنا في هذا المجتمع الاستهلاكيّ الذي السيّد والربّ فيه هو المال. المسيحيّون في حاجة إلى تبشير جديد، إلى أَنجَلَةٍ (إذا استعرنا اللفظ الفرنسيّ) جديدة، إلى عنصرة مستدامة. فكثرة من المسيحيّين باتوا عن سابق تصوّر وتصميم يتجاهلون تعاليم الربّ، ويتغافلون عن ممارسة أصغر وصاياه. لن يصدّقنا العالم إذا اكتفينا بالكلام ولم نصنع نحن أوّلاً مشيئة الله وأصبحنا بحياتنا اليوميّة أنوارًا ساطعة تنير العالم، خميرة تُنضج العجين كلّه، بذارًا تُنبت الثمار الصالحة، أناجيل متنقّلة، أيقونات من لحم ودم.

"مهما صُمتَ، ومهما اضطجعتَ على الحضيض، ومهما طعمتَ الرماد وذرفتَ الدموع، فإنّك لا تكون قد قمتَ بشيء إذا لم تكن مفيدًا للغير". وإن كان الذهبيّ الفم يتوجّه بهذا الكلام إلى الرهبان واصفًا حياتهم التقشّفيّة والنسكيّة القاسيّة، فهو يتوجّه إلى كلّ المؤمنـيـن علمانيـّـين وغيـر علمانيّين. ويسعنا هنا في هذا المقام أن نقارن كلامه بما ورد في نشيد المحبّة الذي وضعه القدّيس بولس الرسول، الذي أحبّه يوحنّا كثيرًا واتّـخذه مثـالاً حيًّا، في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، حيث يقول: "ولو بذلتُ جميعَ أموالي لإطعام المساكين وأسلمتُ جسدي لأُحرَق ولم تكن فيّ المحبة فلا أنتفعُ شيئًا" (13: 3). كلّ ما نقوم به من عبادات وأعمال برّ يصبح عبثيًّا وبلا طائل ولا جدوى إن لم يقترن بمحبّة مجّانيّة نسكبها على الناس جميعًا، لا طلبًا لمجد زائل بل لمجد إلهيّ يدوم إلى الأبد.

"لم نُعطَ الكتابات المقدّسة لكي نُبقيها في الكتب، بل لكي نحفرها، بالقراءة والتأمّل، في قلوبنا. الناموس يجب أن يُكتب على ألواح من لحم، على قلوبنا". كان الكتاب المقدّس عشير يوحنّا الدائم، يقرأه يوميًّا، يقلّب صفحاته بشغف، يحفظ آياته وفصوله وقصصه، والأهمّ أنّه كان يحيا كلّ حرف من حروفه. باتت الكلمة الإلهيّة منغرسة في عقله وروحه وكلّ نبض من نبضات قلبه. حلّت هذه الكلمة مكان الدماء التي تجري في شرايينه وعروقه حتّى الدقيقة منها. باتت الكلمات المقدّسة حياته ونفَسه الذي ينقله من التراب الذي يحيا فيه إلى النور الذي لا يغرب أبدًا. أين نحن اليوم من كلام يوحنّا؟ كم هم الذين يقرأون الإنجيل، أو يخصّصون وقتًا يوميًّا أو أسبوعيًّا لقراءة صفحات عديدة من الإنجيل؟

"يا للألم الذي يتألّق، يا للصليب الذي يتلألأ! الشمس تُظلم، والكواكب تتهاوى كأوراق الشجر، ولكنّ الصليب يتلألأ، ويحتلّ السماء كلّها" قال الذهبيّ الفم. الدنيا ستزول يومًا، الكون كلّه سيزول عاجلاً أم آجلاً، لكنّ الصليب لن يزول. والصليب ليس سوى صليب الربّ يسوع الذي به أتى الخلاص للعالم. ومَن يحمل صليب يسوع سيناله النصيب الصالح مع القدّيسين والأبرار الذين جاهدوا الجهاد الحَسَن. كيف نحمل الصليب؟ قال الربّ يسوع: "مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني"، وكان يعني المحبّة الواجبة تجاه الأخ والقريب وكلّ مَن ترميه الدروب في طريقنا.

"شيء واحد يجب الخوف منه، محنة واحدة، الخطيئة. لم أَكُفّ عن القول، ولن أَكُفّ عن ترداد أنّ شيئًا واحدًا من شأنه أن يحزّ في نفوسنا: الخطيئة". يحذّرنا الذهبيّ الفـم من شيء وحيـد هو الخطيئة. ينبغي للمؤمنين ألاّ يخافوا من أيّ شيء، لا من الطغاة ولا من الوحوش، حتّى الموت ينبغي ألاّ يخافوا منه. الخطيئة أشرّ من المـوت، أو قـلْ هـي المـوت الحقيقيّ: "لا تخافوا ممّن يقتل الجسد ولا يستطيع أن يقتل النفس، بل خافوا ممّن يقدر أن يُهلك النفس والجسد في جهنّم" (متّى 10: 28) يقول الربّ يسوع.

"لقد وهبكَ (الربّ) كنزًا كبيرًا من الخيرات، هو الذي لم يلقَ منك سوى كلماتك، ولم يعد يتذكّر ماضيك بل تغاضى عن جحودك السابق كلّه، مكتفيًا بهذه الكلمات الوجيزة" يقول القدّيس الذهبيّ الفم في إحدى عظاته عن المعموديّة. عاش قائل هذه العبارات وكأنّه نال المعموديّة في كلّ يوم من أيّام حياته، فالتوبة ليست سوى تجديد مستمر للمعموديّة يتذكّر بها المؤمنون عهدهم الذي عقدوه مع الربّ مرّة واحدة وإلى الأبد. فعلينا ألاّ ننسى هذا العهد كي نستحقّ الحياة ونستحقّها عن حقّ. شكرًا يا يوحنّا، يا ذهبيّ الفم، يا ذهبيّ القلب.

القديس هييرون ورفقاؤه

كان القديس هييرون مسيحيّا تقيّا من كبادوكيا يعيش بسلام من عمله في الحقل بين أهله. كان ذلك حوالى سنة 290 أيام ديوكلتيانُس ومكسميانُس، الامبراطورين اللذين اضطهدا المسيحيين كثيرًا. كان الشبّان يُجنّدون بالقوة في الجيش الرومانيّ. لما حَضَر الجنود ليأخذوا هييرون، هجم عليهم وضربهم بالعصا وهرب منهم. فهم القديس هييرون أنه إذا صار جنديا رومانيا ستُفرض عليه عبادة الامبراطور وتقديم الذبائح له وبالتالي أن يُنكر المسيح. عاد الجنود بعدد أكبر وطاردوا القديس هييرون فوجدوه مختبئًا في مغارة مع 18 من أقاربه وأصدقائه. سلّم هييرون نفسه ليُنقذ الذين معه، فأخذه الجنود عند حاكم المنطقة في ميتيليني. لما وصل، سُجن مع 33 من المسيحيين وكان يشجّعهم ويقوّيهم لأنه عرف بإلهام إلهيّ أن الطريق الى السجن هي الطريق الى الملكوت. مثَلَ أمام الحاكم الذي وجّه إليه تهمة عصيان أمر الامبراطور والازدراء بالأوثان. ولما عرف الحاكم أن هييرون هو الذي ضرب الجنود، أمر بقطع يده وتسليمه للعذاب. لما عاد هييرون الى السجن، علم أن أحد أقربائه واسمه فيكتور قام برشوة حارس السجن ليساعده على الهرب فحزن جدا لأن فيكتور حرم نفسه من الحياة الأبـديـة ليـخـلّص مـا بـقـي مـن حيـاتـه الفـانـيـة. لما وقف القديس هييرون ثانيةً أمام الحاكم مع رفقائه، أمر بتعذيبهم وقطع رؤوسهم. وفيما هم يسيرون الى الموت كانـوا يـرتـلون: “طـوبـاهـم الـذيـن بـلا عيــب فـي الطريـق، السالـكون فـي نـاموس الرب” (مز 118). بعد ذلك، حضَرَ أهل القديس الشهيد وطلبوا أن يشتروا رفاته من الحاكم، فباعهم الرفات بثمن كبير وسمح أن تُبنى كنيسة على اسمه في مكان استشهاده. تعيدّ له الكنيسة اليوم في السابع من تشرين الأول.


من تعليمنا الأرثوذكسي: أعياد السيّد

التلميذ: وعدتني أن تحكي لي عن أعياد السيد المسيح. ما هي؟

المرشد: أهم عيد وأعظم عيد هو الذي نسمّيه عيد الفصح او العيد الكبير، عيد قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات وانتصاره على الموت من أجل خلاصنا. تكلّمنا كثيرا عن هذا العيد في رعيتي، وأنت تعرف كم تكون الفرحة عظيمة عندما نصرخ صباح العيد: المسيح قام! تعيّد الكنيسة للأعياد السيّديّة، أي المتعلقة بالسيد وبعمله الخلاصيّ، لنفهم جميعًا ماذا فعل الرب يسوع المسيح من أجلنا، لنؤكد أنه ابن الله “المولود من الآب قبل الدهور” الذي اتخذ جسدًا من مريم العذراء وعاش بين الناس... وانت تعرف البقية. تأكيدًا لذلك، نعيّد لميلاد يسوع المسيح أي مجيئه الى العالم.

التلميذ: من عيد الميلاد نعرف أن يسوع ابن الله اتى الى العالم؟

المرشد: من عيد الميلاد ومن أعياد أخرى: البشارة تسعة أشهر قبل الميلاد لمّا أتى الملاك جبرائيل الى مريم ليقول لها انها ستحبل وتلد يسوع. هذا أيضًا إعلان عن مجيئه. وهناك عيدان عظيمان يؤكدان لنا أن يسوع المسيح هو ابن الله: عيد الظهور الإلهي في 6 كانون الثاني الذي يُسمّى شعبيا عيد الغطاس لأنه ايضا عيد معمودية يسوع، وعيد التجلّي في 6 آب الذي يُسمّى ايضًا عيد الرب. في العيدين يُسمَع صوت الآب يؤكد: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ فله اسمعوا.

التلميذ: فهمتُ الآن أن أعياد البشارة والميلاد والظهور الإلهي والتجلي تتعلّق كلها بمجيء يسوع المسيح ابن الله الى العالم. لكن ماذا صنع من أجل خلاصنا؟

المرشد: هي الآلام والموت والقيامة، وتُخصّص كنيستنا فترة من السنة للاحتفال بها هي فترة الصوم الكبير والأسبوع العظيم الغنية بالصلوات والأعيـاد. وأنـت تعرف أننا نتابعها يوما بعد يوم ونستعدّ لها بالصوم والصلاة. دخول يسوع الى اورشليم الذي نسمّيه الشعانين بسبب الأغصان التي حـمـلها الناس لاستقباله هو عيد ذهابه الى الآلام بإرادته. بعد الشعانين صلب يسوع وموته ودفنه في قبر وقيامته في اليوم الثالث أعيادٌ تتابع خلال الأسبوع العظيم وقمّتها القيامة. بعد القيامة صعود المسيح الى السماء وجلوسه عن يمين الآب كما نقول في دستور الإيمان. وكأن الدورة اكتملت بعودة المسيح الى الآب ليعدّ لنا مكانًا كما قال لتلاميذه في إنجيل يوحنا 14: 2، ويرسل الروح القدس ليرافقنا في حياتنا في الكنيسة. هل تعرف ما هو عيد حلول الروح القدس؟

التلميذ: نعم أعرف. عيد العنصرة. هل من أعياد أُخرى؟

المرشد: نعم. لاحظتَ أني أخبرتُك أولاً عن أعياد تواريخها ثابتة هي البشارة والميلاد والظهور والتجلّي، ثم عن أعياد تتغيّر تواريخها وتتبع تاريخ عيد الفصح هي الشعانين والصلب والقيامة والصعود والعنصرة. هناك ايضا عيد دخول السيد الى الهيكل في 2 شباط الذي تُسمّيه الكنيسة عيد اللقاء اي لقاء سمعان الشيخ ويسوع، وايضًا أعياد والدة الإله تُسمّى سيديّة لأنها وَلدت الرب يسوع مثل مولد السيدة في 8 أيلول، ودخولها الى الهيكل في 21 تشرين الثاني، ورقادها في 15 آب. حكيتُ لك باختصار عن الأعياد السيدية. كلما حضَرَ عيدٌ أَنصحُك أن تقرأ الإنجيل الذي يروي الحادثة مع تراتيل العيد وأنت تتأمل الأيقونة. كلّها معا تدلّك على معنى العيد.

الأخبار

أَمستردام

افتُتح رسميا في في 21 تشرين الأول في جامعة أَمستردام مركز للاهوت الأرثوذكسي سُمّي باسم القديس مكسيموس المعتَرف، وذلك باحتفال في القاعة الرئيسية. بارك الافتتاح مطران هولندا أثيناغوراس، ومطران بلجيكا بندلايمون، والمطران كليستوس (وير) وغيرهم. تلا الافتتاح حفل استقبال ومؤتمر لاهوتيّ. هناك أيضا مركز للاهوت الأرثوذكسي رفيع المستوى في جامعة كمبريدج، بريطانيا، ومركز مهم للدراسات الـلاهـوتـيـة الأرثـوذكـسيـة فـي جـامـعـة مونستر الألمانية.

 
Banner