للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 46: السامري الشفوق |
Sunday, 14 November 2010 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 14 تشرين الثاني 2010 العدد 46 الأحد الخامس والعشرون بعد العنصرة عيد القديسَين فيلبس الرسول وغريغوريوس بالاماس رَعيّـتي كلمة الراعي السامري الشفوق مَثَـل أي حكايـة، من أجمل أمثال الإنجيل التي تـدلّ على الرحمة المجّانية. تبدأ القصة بسؤال أحد علماء الشريعـة (هذا هو معنى كلمة ناموسيّ)، والسـؤال الذي طـرحه هذا صادرٌ عن سوء نيّـة، وهو “ماذا أعمل لأرث الحيـاة الأبديـة؟”. أجاب السيّـد عن السؤال بسؤال: “ماذا كُتب في الناموس (أي في شريعة موسى)؟”. أَعطني جـوابا من الكتـاب. فأجـاب هذا الرجل: “أَحْبب الربّ إلهك من كل قلبك ومن كل نفسـك ومن كل قـدرتك ومن كل ذهنـك وقريبَك كنفسك”. هذه الوصية هي في الحقيقـة مجموعة وصيتين، إحداها من تثـنيـة الاشتـراع (4:6)، والأخـرى من سفـر اللاويين (18:19).
أمـام كـلام يسـوع سـأل هذا المعلـّم الـرب: ومَن قـريبـي؟ فقـال لـه ان إنسانا كـان منحدرا من اورشـليـم الى أريحـا، فـوقـع بين لصوص اعتـدوا عليه. في القـرن الرابع يؤكـّد المغبـوط إيـرونيمـوس أن هذه الطـريـق الوعـرة كـانـت ممـلوءة ببـدوٍ يسـرقـون المـارّة. كـان كـاهـن من خـُدّام الهيكـل نـازلا من هنـاك من بعـد أن أدّى خـدمتـه الكـهـنـوتـيـة في الهـيكـل، كـان نـازلا الى أريحـا حيـث كان بــيتـه. ثم مرّ لاويّ وهو مـن الذيـن كـانـوا يـخدمـون الهيـكل. كلاهما عبَرَ ولم يهتمّ بهذا الجريح الملقى على الطريق. والمفروض أنهما تعلّما شيئا من الشريعة. أخيرا مرّ سامريّ وهو غريب الجنس والدين أو ذو يهوديّة منحرفة. السامريون كانوا يَقبلون كتب موسى الخمسة وكانوا يرفضون كتب الأنبياء. هذا السامريّ كان علمانيا، تاجرا غالبا يمرّ بهذه الطريق. هذا استوقفه مشهد هذا الجريح “فلما رآه تحنّن”، وأخذ يهتمّ به وبجراحه، وأتى به الى فندق يرتاح فيه بعد أن ضمّد جراحه سريعا إذ صبّ عليها زيتا وخمرا، وكان أملُه أن يُكمل صاحب الفندق العناية به وأَعطى الإنجيل تفاصيل عن هذا. انتظر المعلّم الناموسيّ جوابا من يسوع، ولكن الرب ردّ على سؤاله (مَن هو قريبي)، فقال هذا الرجل الذي صنع معه الرحمة. الرب لم يحدّد له من هو قريب الإنسان. لم يوضح له من هو القريب مباشرة. سؤال يسوع كان: “أيّ هؤلاء الثلاثة تـحسب صـار قريـبا لـلذي وقـع بين اللصوص؟”. نحن لا نقول من هو القريب. نـحن نـدفع الإنسان أن يصير قريبا بالرحمة والمحبة لأي إنسان من جنسه او من ديـنه او ليـس من جـنسه ولا دينه. هذا المثل يكمل كلام يسوع: “أَحبوا بعضُكم بعضا”، وإن كانت تعني أصلا أَحبوا أهل الإيمان، إنّما شرَحها بولس بقوله: “أَحسنوا الى جميع الناس ولا سيّما الى أهل الإيمان”. ليست المحبة محصورة بشخص او بفئة، ولا علاقة لها بانتماء المُحسن الى عقيدة ولا بعلاقة المحسَن اليه بعقيدة او حزب. السامري الشاذّة عقيدته أَحسنَ الى سواه. لا تنظر الى أية صفة في المحتاج لتعطيه بمحبة او تخدمه. أَعطِ ما عندك أو أعطِ نفسك بمحبة ترَ وجه الله على مَن ساعدت وأَحببت. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: أعمال الرسل 8: 26- 39 في تلك الأيام كلّم ملاكُ الرب فيلبس قائلا: قُم فانطلقْ نحو الجنوب الى الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزّة، وهي مقفرة. فقام وانطلق، وإذا برجل حبشيّ خصيّ ذي منزلة عظيمة عند كنداكة ملكة الحبشة، وهو قيّم جميع خزائنها، وقد جاء ليسجد في اورشليم. وكان راجعًا، وهو جالس في مركبته يقرأ في إشعياء النبيّ. فقال الروح القدس لفيلبس: ادْنُ من المركبة والزمها. فبادر إليه فيلبس فسمعه يقرأ في إشعياء النبيّ. فقال: هل تفهم ما تقرأ؟ فقال: وكيف يمكنني إن لم يُرشدني أحد؟ وطلب إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه. وكان الموضع الذي يقرأه من الكتاب هذا: قد سِيقَ مثل خروف إلى الذبح، ومثل حمَل صامت أمام الذي يجزّه هكذا لم يفتح فاه. في تواضعه يُنتَزع قضاؤه. وأمّا جيلُه فمَن يصفه. فإنّ حياته تُنتَزع من الأرض. فأجاب الخصيّ وقال لفيلبس: أتوسّل إليك ان تُخبرَني عمّن يقول النبيّ هذا، أعَنْ نفسه، أَم عن رجل آخر. ففتح فيلبس فاه وابتدأ من ذلك الكتاب فبشرّه بيسوع. وفيما هما منطلقان في الطريق أَقبلا على ماء فقال الخصيّ: هوذا ماء، فماذا يمنع من أن اعتمد؟ فقال فيلبس: إن كنتَ تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب قائلا: إنّي أومن أنّ يسوع المسيح هو ابن الله. وأَمَر بأن تقف المركبة. ونزلا كلاهما الى الماء، فيلبس والخصي،ّ فعمّده. ولمّا صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس فلم يعد يعاينه الخصيّ. فسار في طريقه فرِحًا.
الإنجيل: لوقا 25:10-37 في ذلك الزمان دنا الى يسوع نامـوسيٌّ وقال مجرّبًا لـه: يا معلّـم، ماذا أَعمل لأرث الحيـاة الأبدية؟ فقال له: ماذا كُتب في الناموس، كيف تَقـرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك مـن كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل ذهنـك، وقريبَك كنفسك. فقال له: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يـُزكّي نفسه فقـال ليسوع: ومَن قريبـي؟ فعاد يسوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من أورشليم إلى أريحا، فوقـع بين لصوصٍ فعـرَّوه وجرَّحوه وتركـوه بين حـيّ وميت. فاتّفـقَ أن كاهنًا كان منحدرًا في ذلك الطريق فأبصره وجاز من أمامهٍ. وكـذلك لاويٌّ، وأتى إلى المكـان فأبصره وجـاز من أمامـه. ثمّ إن سامريًا مسافـرًا مرّ بـه فلمّا رآه تحنن، فـدنا إليه وضمـّد جـراحـاته وصـبّ علـيها زيتـًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به الى فنـدقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد، فيمـا هو خارجٌ، أَخـرجَ دينارين وأَعطاهما لصاحب الفنـدق وقال له: اعتنِ بأمره، ومهما تُنفـق فوق هذا فأنا أَدفعه لك عند عـودتي. فأيُّ هـؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبـًا للذي وقـع بين اللصـوص؟ قال: الذي صنع اليه الرحمة. فقال له يسوع: امضِ فاصنَعْ انت ايضًا كذلك.
المُصالحة الأخويّة لماذا يُلزمنا تراثُنا أن نُصالح بعضُنا بعضًا قَبْلَ أن نشترك في الخدمة الإلهيّة؟ أوّلاً، يجب أن نعرف أنّ الكنيسة، في الخدمة الإلهيّة عينها، تُفرد موقعًا للمصالحة في ما تسمّيه "قُبلة المحبّة". وهذه القُبلة، التي كان الشعب كلّه يؤدّيها، باتت ممارستُها، اليوم، تقتصر على رجال الإكليروس. لن ندخل، هنا، في الأسباب التاريخيّة التي دفعت إلى هذا الاقتصار. فما يهمّنا هو أن نلاحظ أنّ موقع القُبلة يأتي، توًّا، بعد أن تُعلن الخدمة (على لسان الشمّاس أو الكاهن): "لنُحبّ بعضُنا بعضًا، لكي نعترف، بعزم واحد، مُقرّين، (ويجيب الشعب): بآبٍ وابنٍ وروحٍ قدس ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منفصل". ويظهر لنا، جليًّا، أنّ المحبّة هي شرط الاعتراف بالله المثلّث الأقانيم، وتاليًا الدخول في عمق سرّ الشكر. بات من النـوافل التـأكيد أنّ حياة المسيحيّين إنّما تُشكّلها الخدمةُ الإلهيّة. فهذه، التي تشدّ حياتنا كلّها إليها، إنّما تُحيينا أبدًا. بمعنى أنّنا نَحيا، لنُحيا حقًّا، أي نتهيّأ في كلّ شيء من أجل مَنْ هو، وحده، كلّ شيء. نصوم. نصلّي. نعتني بمعرفة تعليمنا. نُقبل على طاعة الربّ. نحارب طوارق الليل وجوارح النهار. نحبّ الفقراء. ونصالح الكلّ. كلّ ما نفعله تُحرّكه هذه الخدمة التي لا مثيل لها. نأتي منها. نكرّمها فوق كلّ اعتبار. فوق كلّ ما قد نحسبه عظيمًا أو ضروريًّا. فوق أنفسنا. فوق ضغط الوقت وبهاء الأمداء. فوق مشاغلنا. وفوق أيّ جرح، قد ننـالـه، ينتهـك كرامتنـا الشخصيّة. لا نحـتمـل أن يفصلنا عنها شيء، ولا أيّ شيء. وضعت أمامنا، لنـراها أمامنـا. لـنـذكـرها بـاستـمـرار. لتـحكم ضمـائرنــا وأقـوالنـا وأفعـالنـا وعلاقاتنا. لنمشي إليها ما دمنا قادرين على أن نمشي. ولتمشي قلوبنا إن خرّب عمرُنا أقدامنا. هي التي تأمرنا بكلّ ما ترغـب فيـه. نطيـع دعوتها فيما نعـرف أنّنا، بعيدين عنها، "قوم لا خير فيهم". بعيـدين عنهـا، "نجوع، ونعطش، ونعـرى، ونُشـرَّد"، ونكـون في يُتمٍ كلّيّ. فهنا اللـه أبونا وابنـه وروحه القدّوس. وهنا القدّيسون الذين أَخلصوا له وُدّهـم جيلاً فجيلاً. وهنا إخوة لنا أعطـاهم ربّهم ما ينفعنـا، ويُغنينـا. وهنـا نحـن في بيتنـا الحـقّ الذي يُطمئننـا إلى خدمـة أهلـه. وهنـا لنـا كلمة الله و"خبـز الحياة"، "دواء الخلود، (الذي هو) تقـدمة معدّة، لتحفظـنـا من الموت، وتؤمّن لنا الحيـاة الدائمـة في المسيح" (رسالـة القدّيس إغناطيوس إلى أهل أفسس 5: 2، 20: 2). هذا كلّه يُبيّن ضرورة مصالحـة الإخـوة التي تكشف، في هذه المسيرة إلى الإفخـارستيّـا، إيمـاننـا بـأنّ "الله صالحَنا بمسيحه، وأَعطانا خدمة المصالحة" (2كورنثوس 5: 18). وفي هذا القـول الرسوليّ، يتّضح لنا أنّ بولس، صاحبـه، يريدنـا، قابليـن ما جـاد علينـا اللـه بمسيحـه، أن نأتي بعضُنا إلى بعض من جوده عينه. وهذا، أمرًا واحدًا، يبيّن أنّ المسيحيّ الحقّ يُحرّكه إلى فعل الخير ما جرى، في ملء الزمان، على الصليب. فهناك، صَلَبَ المسيحُ معه كلَّ بُعد كان لنا مع الله، و"قضى على العداوة" (أفسس 2: 14). ليس بُعدَنا وعداوتنا، بل كلّ بُعد وعداوة. صالحنا، قال. وإذًا، شأننا أن نُظهر، في خدمة موصولة لا تعرف محاباةً، أنّنا مصالَحون، أي أنّنا لله. فالخدمة، هنا، هي ما يدلّ على وعْينا أنّنا لسنا أسياد أنفسنـا، فنحن لا نملك أنفسنـا، بل نحن لله نفعـل كلّ ما يُمليه هو علينا. الخدمةُ تنفيذُ ما يُملى، أي أمرٌ مُطاع، أي عبوديّـة. وهذه أعلى معنى للحرّيّة الحـقّ: أن أكـون عبـدًا للهِ سيـّدِ حيـاتي وحده. هذا يعني أنّني، واعيًـا أنّني مُصالَـح، لا آتي إلى أحد من لحم ودم، "لا يسعُـهما أن يرثا ملكـوت الله" (1كورنثـوس 15: 50)، بل آتي مِمَّـنْ أتى إلينـا، وحملنـا معـه، وأجلسنـا على أرائك المجد (أفسس 2: 4- 10). ربّما هذا لا تجتمع الدنيا عليه. وربّما تهزأ به. لكنّني أنا دنياي آخر. دنياي مسيحٌ حرّرني بموته عنّي، لأُميت فيَّ كلّ ما قد يُعيدني إلى الموت. كلّ هذا يعـنـي أنّ الخـدمـة الإلهيـّة لا تَجمعنا حـقًّا إن لم تـجتـمع قلوبُنا على سيـادة المسيح الذي دعانا إلى خدمة صُلْحه. تجتمع قلوبنا، أو نعطيه إيّاها، يبقى المعنى واحدًا. فالمسيحيّة مذهـبُ قلبٍ معطى. كلّ ما يجري في الخدمة، وكلّ ما تطلبه، يجري في قلوبنا. يحوّل الذين تجمعهم إلى قلوب. قلـوب حرّة من كلّ عتمة وعُجب وممالأة وافتراء واغتياب وتنديد وجفاء وضغينة وفتنة وطعن وكره وخبث وحقـد وقطيعة وعداوة. فهذه كلّها، وكلّ منها، معاصٍ تُفسدُ القلـبَ، أي تُنكرُ أنّ المحبّـة سبيلنا إلى الاعتراف بالله ثالوثًا (كما تأمرنا الخدمة). معظمنا نعرف أنّ الهـرطقـة هي أن يُبتـدَع تعليمٌ غريب عن الحقّ. ويجب أن نضمّن معرفتنا أنّ مخالفة المحبّة هي هرطقة كاملة لا تقلّ أذيّتها عن مخالفة التعليم القويم. هذا يؤكّده أنّ الكنيسة، التي لا تفصل ما بين التعليم والحياة، تقطع عن شركتها مَنْ خالف العقيدة المُسَلّمة تامّةً أو مَنْ كانت حياته لعنة. يُلزمنـا تراثنـا أن نكـون في صُلْح مع الكلّ قَبْلَ أن ندنو من "النار" التي هي قرابين الله. هذا لا يوافقـه أن نُبدلـه بأن يقطع أحدُنـا نفسـَهُ عن شركـة كنيسة إن دخلت برودة بينـه وبين أحد أترابه (كما يفعل بعضُنا)، أو أن ينتظـر فرصـةً سانحةً، ليُصالح مَنْ آذاه أو أهانه. فَمَنْ يؤمن بأنّ الله وضع أمامه مائدةً، يفعل فورًا. يفعل كُرمى للمائدة. يعتبر أنّ فرصته السانحة قائمة، الآن، في شوقه إلى قرابينها. فالخدمة الإلهيّة، كلّ خدمة إلهيّة، هي فرصة لقائنا الأخير بالربّ الذي يريدنا أن نرتّب حياتنا على أساسها. هذا، فحسب، يكشف أنّنا قوم قد فهمنا، تمامًا، أنّ جسد المسيح هو، في آنٍ، قرابينه وشعبه الذي جعلَنا الـله قـادرين على أن نقوّي التحامنا به بالمحبّة الفاعلة.
من تعليمنا الأرثوذكسي: كونوا رسل المسيح التلميذ: قال أبونا في الكنيسة ان اليوم عيد الرسول فيلبس. من هو؟ هل هو أحد الرسل الإثني عشر؟ المرشد: نعم هو أحد الإثني عشر، من بيت صيدا في الجليل من مدينة أندراوس بطرس. قال له يسوع: اتبعني (يوحنا 1: 43). فتبعه. هكذا يكون الرسول مَن يلبّي دعوة الرب يسوع ويتبعه دون تردّد. يمكنك أن تقرأ كيف دعا يسوع تلاميـذه في إنجيـل يوحنـا، الإصحـاح الأول، من العـدد 35 الـى الآخـر. وفـي حـديــث يـسـوع الأخـيـر مـع تلاميذه سأله فيلبس: “يا سيد أرِنا الآب وكفانا. قال له يـسوع: أنـا مـعكـم زمانًا هذه مُدّته ولم تعرفني يا فيلبس؟ من رآني فقد رأى الآب. فكيف تقول أنتَ أرنا الآب؟ ألستَ تؤمن أني أنا في الآب وأن الآب فيّ؟” (يوحنا 14: 9 و10). هذا مقطع مهم جدا من الإنجيل فيه يصرّح يسوع المسيح أنه والله الآب واحد. التلميذ: هل ذهب فيلبس يبشّر؟ المرشد: نعم مثل بقية الرسل الاثني عشر والسبعين الذين حكيتُ لك عنهم. سمعنا اليوم في القداس القراءة من أعمال الرسل تخبرنا كيف كان الرسول فيلبس يبشّر. قبل صعوده الى السماء أرسلهم يسوع. هل تذكر الإنجيل الذي نقرأه في اثنين الباعوث؟ “فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم. كما أَرسلَني الآب أُرسلكم أنا” (يوحنا 20: 21). كل الإنجيليين ذكروا كلام يسوع عندما أَرسل الرسلَ للبشارة. نقرأ في إنجيل مرقس 16: 15 “اذهبوا الى العالم أَجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها”. وفي آخر إنجيله، يذكر متى (28: 19-20) أن يسوع قال: “اذهبوا وتلمِذوا جميع الأُمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أَوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر”. التلميذ: كيف عرف الرسل ماذا يجب أن يقولوا للناس؟ وكيف يقول لهم يسوع انه باقٍ معهم وهو يتركهم ويصعد الى السماء؟ المرشد: قال يسوع: علّموهم ما أَوصيتكم به. بقي التلاميذ مع يسوع ثلاث سنوات يتبعونه ويسمعون كلامه ويرونه يشفي المرضى ويُقيم الموتى. رافقوه الى الآلام وشهدوا على القيامة والتقوا به بعد قيامته من بين الأموات. قال لهم يسوع: أنتم شهود لذلك. ذهبوا وأخبروا ما رأوه وما سمعوه. لم ينطلق الرسل الى البشارة قبل العنصرة اي قبل حلول الروح القدس عليهم بناء على وعد يسوع لهم لما كلّمهم قبل صعوده الى السماء: “ستنالون قوّة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا” (أعمال الرسل 1: 8). الروح القدس يبقى مع الرسل ومع كل الذين يؤمنون بسبب بشارتهم، هذا يعني أن الروح القدس يبقى مع الكنيسة التي تضمّ كل المؤمنين. التلميذ: أنا أعرف أن الروح القدس يحلّ علينا في القداس. المرشد: وفي المعمودية وكل الأسرار ومع كل واحد من مدعوون ليكونوا شهودا ورسلا ومبشرين. كلهم دعاهم يسوع ليُعلنوا البشارة بالقيامة. كل واحد منا مدعوّ ليعلن: المسيح قام!
الأخبار عيد القديس جاورجيوس تعيّد الكنيسة في الثالث من تشرين الثاني لنقل رفات القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس وتكريس كنيسته في اللد قرب يافا في فلسطين. كان ذلك أيام الامبراطور قسطنطين الكبير في بدايات القرن الرابع. تحتفل عدة كنائس في بلادنا بهذا العيد منها كنيسة القديس جاورجيوس في الشوير حيث أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي يوم الأربعاء في 3 تشرين الثاني بحضور عدد من أبناء الرعية والمنطقة.
تـركيــا ليل 28 تشرين الأول هاجم مجهولون المدافن الأرثوذكسية في جزيرة أمبروس التركية وحطّموا 78 مدفنًا. علّق قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول على هذا العمل التخريبي في عظته يوم الأحد قال: “إننا نجاهد من اجل البقاء واستمرار تقاليدنا. بالرغم من الصعوبات والمشاكل، ظهر منذ قليل بريق أمل بحلّ المشاكل تدريجيا. لكن الأحداث الأليمة تتكرر. علمنا البارحة أن عناصر مجهولة حطّمت المدافن وكسّرت الصلبان في جزيرة أمبروس... تهتم السلطات بالتحقيق، ونأمل أن يوقَف الفاعلون. جهادنا يستمرّ ولن ينتهي”. وقد دان وزير الخارجية التركي هذا العمل وأكّد أن التحقيق جارٍ لمعرفة الفاعلين ومنع تكرار مثل هذا العنف. |
Last Updated on Monday, 08 November 2010 18:33 |
|