Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد 48: ما الحياة الأبدية؟
العدد 48: ما الحياة الأبدية؟ Print Email
Sunday, 28 November 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في 28 تشرين الثاني 2010 العدد 48  

الأحد السابع والعشرون بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

ما الحياة الأبدية؟

هذا الرجل او الشاب الذي جاء الى يسوع كان من الوجهاء حسب عدة ترجمات اي عضوا في مجمع يهوديّ او القيادة اليهودية (السنهدريم). ينعت يسوع بأنه صالح. هذا غلوّ في المدح اذ لم يكن يعلم أن المسيح إله وبالإله وحده يليق المديح او التمجيد. سؤاله ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية يدلّ على أنه يعتقد انه يجب أن يأتي بأعمال منظمة او كثيرة لينال الحياة الأبدية. يذكر له السيد بعض الوصايا على سبيل المثال. هل كان الشاب يفتش عن شيء غير الوصايا او كان مقتنعا ببره؟

كان السيد يعرف أن بعضا من الناس يتمّمون الوصايا ولكن ليس لهم لقاء حقيقي مع الله. يأتيه يسوع بسلوك لم يكن اليهود يعرفونه. “بع كل شيء”. كان اليهود يعتقدون أن الغنى والأملاك من بركات الله.

يُعوزك ألا تُدخل حُبّ الأشياء الدنيوية الى قلبك، أن تجعل قلبك في ملكوت الله الذي هو الحياة الأبدية التي انت طالبها. اذا وزّعت، اي اذا بات قلبك منسلخا عن عشق المال وهذه الدنيا، يبقى لك كنز في السماء. ثم قال له: “تعال اتبعني”.

لماذا اتّباع بشر (حسب رأي هذا الرجل يدعى يسوع). لو اتّبعه كان فهم أن هذا الإنسان ليس مجرد بشر. كان هذا الزعيم متمسّكا بالمال وربما بمركزه الديني في المجتمع اليهودي.

أن ينسلخ عن كل شيء مغامرة كبيرة عنده. كيف يؤمّن معيشته اي استقراره؟ يبقى مع الله فقط؟ هذا لا يبعث عنده شعور الطمأنينة. لذلك حزن وترك يسوع. اذا كان التحرر من التعّلق بالدنيا شرطا أساسيا للحصول على الملكوت، يعني أنه عليه أن يختار بين الملكوت وهذا العالم. هذا أمر صعب عبّر عنه الإنجيل بقوله ان هذا الإنسان حزن ولم يشأ أن يعتمد الاتجاه الذي عرضه عليه السيد.

لذلك قال الرب: “ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله”. هؤلاء قلوبهم في كنوزهم أو كنوزهم في قلوبهم. ثم قويت الصعوبة عند قول الرب: “انه لأسهل أن يدخُل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت الله”.

فإذا رأى إنسان تزيد أمواله كان عليه أن يعي الخطر على خلاص نفسه. هذا الخلاص مهدّد. فإذا شال أمواله من قلبه، ماذا يضع محلّها؟ يضع محلّها المسيح، ويتعامل بالمال تعامُلا كما تقتضي الحاجة. يعبد الله وحده فيصير إنسانا حرا. في حريته يستطيع أن يخلص. يوزع كثيرا حتى لا يعشق ما بقي في صندوقه او حسابه المصرفي. هذا التوزيع ليس له حدود عندنا. القلب الذي سكنه الرب يتّسع كثيرا. والله ساكنه يوحي له بالعطاء الكبير.

وضعنا اليوم في لبنان تذكير للأغنياء والموسرين أن الفقراء كثيرون وأنهم يحتاجون الى حنان الله، وهذا الحنان يأتيهم ممن عنده مال وأَحبّ. هذا الذي دنا من الجوع يسألك الله عنه. اذا استطعت ان تنتشل اولاده من الموت، يكتب لك الله ذلك في سفر الحياة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أفسس 10:6-17

يا إخوة تقوَّوا في الرب وفي عزّة قدرته. البسوا سلاح الله الكامل لتستطيعوا أن تقفوا ضدّ مكايد إبليس، فإن مصارعتنا ليست ضدّ لحمٍ ودمٍ بل ضدّ الرئاسات، ضدّ السلاطين، ضدّ وُلاة العالم، عالم ظلمة هذا الدهر، ضدّ أجناد الشرّ الروحية في السماويّات. فلذلك احملوا سلاح الله الكامل لتستطيعوا المقاومة في اليوم الشرير، حتّى اذا تمّمتم كلّ بِرّ تثبتون. فاثبتوا إذن ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البِر، وأنعِلوا أقدامكم باستعداد إنجيل السلام، واحملوا علاوةً على ذلك ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة، واتّخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله.

الإنجيل: لوقا 18:18-27

في ذلك الزمان دنا الى يسوع إنسان مجرّبًا له وقائلًا: أيّها المعلّم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحًا وما صالح الا واحد وهو الله؟ إنّك تعرف الوصايا، لا تزنِ، لا تقتلْ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمّك. فقال: كل هذا قد حفظته منذ صبائي. فلما سمع يسوع ذلك قال له: واحدة تعوزك بعد، بعْ كل شيء لك ووزّعه على المساكين فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني. فلمّا سمع ذلك حَزِنَ لأنّه كان غنيًّا جدًا. فلمّا رآه يسوع قد حزن قال: ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله! إنّه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت الله. فقال السامعون: فمن يستطيع إذن أن يخلص؟ فقال: ما لا يُستطاع عند الناس مستطاعٌ عند الله.

العراق مسيحيًّا سيبقى

انتشرت المسيحيّة منذ نشأتها في بلاد ما بين النهرين (العراق الحاليّ)، واعتنقها معظم سكّانها. وعلى الرغم من التاريخ الحافل بالاضطهادات والاحتلالات المختلفة استمرّت المسيحيّة حاضرة في تلك البلاد، بفضل شهدائها وقدّيسيها ومعلّميها الذين قدّمتهم على مرّ الحقـب والعصور. كما ازدهر العـراق بالحيـاة الرهبـانيّـة (القدّيس إسحق السريانيّ) وبالأديار العامرة وبالكنـائس. وقد أحصى الشابشتي (توفي عام 998) في كتابه "الديارات" سبعة وثلاثين ديرًا في العراق. ودونكم بعض أخبار تلك الأديار.

من أعـظم ديـارات العـراق، ديـر هنـد بنـت النعمان بنـت المنـذر (في الحيـرة) التـي "بنـت هـذا الـدير وترهّبت فيه وسكنـتـه دهـرًا طـويلاً، ثـمّ عميـت". وقيـل إنّها سـألـت خـالـد بـن الوليـد، قائد الجيش الإسلاميّ، يوم دخل الحيرة بقولها: "هؤلاء النصارى الذين في أيـديـكـم تـحـفظـونهم، فقـال: هـذا فـرض علينا، قد وصّانـا به نبيّنـا، قالت: ما لي حـاجـة غير هـذه، أنا ساكنـة في ديـر بنيتـه مـلاصق هـذه الأعـظـم البالية (تعنـي المـدافـن) من أهلي حتّى ألحق بهم". وقال عنها أبو الفـرج الإصفهـانـيّ: "تـرهّبـت هنـد لـمـّا حبـس كسرى النعـمان الأصغـر أبـاهـا، ومـات في حبـسه. تـرهّبـت ولبست المـُسوح، وأقامت في ديرها مترهّبة، حتّى مـاتـت ودُفنـت فيه".

وذكر الإصفهانيّ في الحيرة دير هند الكبرى بنت الحارث الكِنديّ، وكان مكتوبًا في صدره: "بَنت هذه البيعة هند بنت الحارث بنت عمرو بنت حجر، الملكة بنت الأملاك، وأمّ الملك عمرو بن المنذر، أمَة المسيح، وأمّ عبده، وأمَة عبده، في زمن ملك الأملاك خسرو (كسرى) آنوشروان، وفي زمن أفرايم الأسقف. فالإله الذي بَنت له هذا البيت يغفر خطيّتها، ويترحّم عليها وعلى ولدها، ويقبل بهما ويقوّمهما إلى إقامة الحقّ، ويكون الإله معها ومع ولدها الدهر الداهر".

أمّا دير قنى فهو من أقدم الأديار المسيحيّة في العراق، وثمّة مَن اعتبره معقل المسيحيّة. ويُعرف هذا الدير أيضًا بدير "مار ماري السلّيح (الرسول بالسريانيّة)" أحد المبشّرين الأوائل. وقد شيّدته امرأة نبيلة تدعى قنى بعد شفائها من مرض البرص على يد مار ماري (القرن الأوّل للميلاد)، محلّ معبد نار مجوسيّ. وأصبح هذا الدير مدفنًا لكثير من الأساقفة كان أوّلهم مـار ماري. وكان الأميـر الشاعر العبّـاسيّ والخليـفـة ليـوم واحـد عبـدالله بـن المعتـزّ يـتردّد أيـضًا على ديـر مـار ماري.

وثمّة في الموصل دير الأعلى، وهو أقدم وأهمّ أديار تلك المنطقة، وقيل: "ليس للنصارى دير مثله، لما فيه من أناجيلـهم ومتعبّداتـهم، وفيـه قـلاّيـات لرهبـانـه، وله درجة منقـورة في الجبل". وقد نـزلـه الخليـفـة العبّاسيّ المأمـون وهو في الطريق للاصطياف برقـّة الشام، "ووافـق نـزولـه عيد الشعـانيـن". ويومـها استقبلـه المسيحيـّون استقبالاً لائقـًا بمقامه، فتقدّم الفتيان والفتيات حاملين الرياحين، "فأفادهم وجعل يأخذ من هذا ومن هذه تحيّة". أمّا في تكريت فثمّة دير شهير هو دير الصباعي وهو "نزه (منتزه) عامر، له ظاهر عجيب فسيح، ومزارع حولـه على نهـر".

ومن أديار بغداد القديمة ديرٌ عند باب الشمّاسيّة، واسم الشمّاسيّة يدل على اختصاصها بالمسيحيّة وكثرة كنائسها قديمًا. ويقع هذا الدير على نهر المهدي "وحوله بساتين وأشجار ونخل (...) وعيد الفصح ببغداد فيه منظر عجيب، لأنّه لا يبقى نصرانيّ إلاّ حضره، وقرّب فيه، ولا أحد من أهل التطرّب واللهو من المسلمين إلاّ قصده للتنزّه فيه، وهو أحد منتزهات بغداد المشهورة". وثمّة دير الثعالب الذي "يكاد لا يخلو من قاصد ومن طارق، وله عيد لا يتخلّف عنه أحد من النصارى والمسلمين". أمّا دير البدران المتّصل ببغداد عبر بساتين ومنتزهات، فقال فيه شعرًا الوزير العبّاس بن الفضل بن الربيع: "أقمتُ بالدير حتّى صار لي وطنًا / من أجله ولبستُ المـُسح والصُّلبا".

ومـن الأديـار الخاصّة بـالنساء دير الخوات، "يـسكنه نساء متـرهّبـات متبتـّلات فيه، وهو وسط البساتـيـن والكروم، حسن الموقع، نـزه المـوضع (مكان للنـزهـة)، وعيـده الأحـد الأوّل مـن الصوم، يـجتـمع إليه كلّ مَن يقرب إليه من النصارى والمسلمين، فيعيّد النصارى، ويتنزّه المسلمون". ومن أديار غربي العراق دير مار يونان في الأنبار وكان "كثير القلاّيات والرهبان، وعليه سور محكم البناء، فهو كالحصن له، والجامع ملاصقه". وقيل إنّ يونان، مؤسّس هذا الدير انحدر من جزيـرة قبرص، مـن سلالـة الملك قسطنطيـن الكبيـر، وكان طبيبًا وفيلسوفًا. ويعود تاريخ هذا الدير إلى القرن الرابع الميلاديّ.

عانى أهل هذه البلاد، ولا سيّما المسيحيّون منهم، من ظلم الغزوات والاحتلالات، ومن ظلم الحكام والولاة. فبقوا صامدين فيها، ولم يتخلّوا عنها، يشهدون فيها لإيمانهم بربّهم الفادي ولكنيستهم المجاهدة في هذا العالم. فمنذ بدء المسيحيّة والاضطهادات تلاحقهم تارةً، والمضايقات لا تكفّ عن إقلاقهم طورًا. فمن الإمبراطوريّة الرومانيّة مرورًا بالفتح الإسلاميّ ومزاجيّة الخلفاء، إلى دول السلاجقة والفاطميّين والمماليك والعثمانيّين، إلى عصرنا الحاضر والانتدابات الاجنبيّة، والاحتلال الصهيونيّ لفلسطين، والأميركيّ للعراق، وتصاعد التطرّف الدينيّ، والحروب الطائفيّة والفتن المذهبيّة، ما زال المسيحيّون صامدين. هم على الرجاء صامدون. لذلك ستبقى هذه الأرض مسيحيّة وإن اندثر فيها الكثير من تاريخها العابق بالطيب.

الأخبار

أنطلياس

رئس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي صباح الأحد 14 تشرين الثاني في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في أنطلياس بحضور أبناء الرعية.

خلال القداس شرطن سيادته الإيبوذياكون فريد أبو حيدر شماسا إنجيليا وسمّاه غريغوريوس، ليخدم في رعية أنطلياس. الشماس الجديد من مواليد 1967، وهو متزوج، يعمل في المحاسبة، درس في مركز التنشئة اللاهوتية.

في القداس ألقى سيادته العظة التالية: أخي الشماس غريغوريوس، فيما كان ذلك الوزير الحبشيّ ذاهبا إلى غزة، حضر إليه فيلبس الرسول الذي نعيّد له اليوم. وكان الحبشيّ يقرأ وهو في عربته ذلك المقطع الشهير من نبوءة إشعياء: "سيق إلى الذبح، كشاة أمام جازيها لم يفتح فاه". سأل الوزير: هل هذا الكلام قاله الكاتب عن نفسه أَم عن آخر؟ في معتقدنا نحن أنه قاله عن المسيح. سأله كيف تقرأ؟ أي كيف تفهم. هو كان يقرأ الحروف. كيف فهمَ؟ المسيحية فهم يا أخي. هي عقـل. هـي روح. هي قلب. هي كل الكيان البشري. ولكنها محاولة لنخترق الله، وبذا عنيتُ كلمة فهم، لندخل إلى جوف الله، إلى قلبه، إلى حياته. والباقي زينة في المسيحية، وطقوس، وبنايات. إذا بنينا كنيسة، الناس يفرحون لجمالها، لأحجامها وما إلى ذلك. من يفكر بأنها بُنيت فقط لنخترق جميعًا قلب الله؟ هل رأيتم إلى هذه الحجارة محاولاتٍ للوصول إلى الله؟

أنت يا أخي، أُعطيتَ هذه الدرجةَ من الخدمة. نحن خدام، من المطران إلى القندلفت. الإثنان يخدمان. المطران عنده مسؤولية أكبر. تُسند المسؤولية إلى الفاهمين والمؤهّلين. عندنا في القوانين أن الشماس يجب أن يفهم كالمطران. ليس عندنا أناس في درجات نستصغرهم، وأناس نستكبرهم. لا. بالفهم، نقول أننا كلنا واحدا. عندما نرسم شماسا، نسأل: ماذا يفهم؟ ماذا يقرأ؟

الأمر الثاني هو ما قرأتُه لك في وضع اليد. الرسامة في اليونانية اسمها وضع اليد. المطران يضع يده على رأس الرجل المزمع أن يُرتسم، إشارة إلى النعمة. المطران لا يرسم. الله يرسم. ولكن هو يُحقّق إشارات يعني بها أن روح الرب نزلت على هذا الرجل. قلتُ لك: يريدك الله أن تكون منزّهًا عن الخطيئة، في الصلاة التي قرأتُها عليك، "بلا عيب". كل إنسان ينبغي أن يكون بلا عيب. هكذا يطلب الرسول. ولكن بنوع أخصّ الذين انتُدبوا للخدمة ينبغي أن يكونوا بلا لوم. بمعنى أنْ تُراقب سلوكك في كل يوم. هل أنت غضوب؟ تُقرّر أن لا تكون غضوبا غدا. وأرجو الله أن تكون معفّفا عن كل ما يؤذي الضمير، ويؤذي الرعية.

ما معنى قولنا في ذلك النشيد العظيم "نشيد الشروبيكون"، أي نشيد الملائكة، ما معنى أن لا نكون مهتمّين بالهموم الدنيوية. ماذا تعني الهموم الدنيوية؟ اهتمامك بعائلتك ليس اهتماما دنيويّا. هو اهتمام ثانويّ يُعاش هنا في الدنيا. اهتمامك ببلدك ليس اهتماما دنيويا. أن تتألم من أجل عائلتك، من أجل البلد، من أجل أصدقائك، من أجل الجيران، من أجل كل الناس، لأن الذي لا يتألم، لا يعرف معنى السماء. المشكلة في المسيحية، أو الصعوبة، كلما فهمتَ أكثر، كلما تألمت أكثر. ولـكن أنت مُجبَر أن تفهم، لأن المؤمنين يريدون أن يفهموا. انتدَبنا أُناسًا لكي يحملوا الفهم، لكي يحملوا الإنجيل. أنت، إذا حملتَ لهم الإنجيل، أنت تُغذّيهم. ولكن حتى تغذّيهم ينبغي أن تقرأ. ما آلمني كل حياتي أن رؤساء الأديان كلها، غير الكنيسة الأرثوذكسية، يفهمون ويقدرون أن يخطبوا. لماذا الروم الأرثوذكس وحدهم يَقبلون بأن الكاهن وحده لا يفهم شيئا؟ علينا أن نرتفع قليلا إلى فوق.

سّلمتُك إذًا هذا التكليف الآن باسم هذه الجماعة المقدسة حتى تعفّ أيضا عن الأشياء الحلال. أن تعفّ عن الحرام أمر مفروغ منه. توجد أشياء حلال تقدر أن تعملها. لكن عليك أن تعرف ما المهم وما الأهم. الفهم أهم. وأنت تعطي أفضلية للفهم. عليك أن تقول: أريد أن أفهم، أريد أن أدرس، أي تخصيص ساعات في النهار، تخصيص وقت كبير للدراسة. بهذا تخدم. هذا يصقل. يُخلق الإنسان ذكيا. ولكن يصقل ذكاءه، يقوّيه، يعلّيه، يرفعه بالثقافة.

إذًا الطريق مفتوحة أمامك. اذهبْ. امشِ. اتعبْ. الذي لا يجاهد لا يتعب. اتعبْ كل حياتك من أجل خراف المسيح. مرة قال لي أحدهم: لماذا تهتم يا سيدنا بفلان؟ إنه لا ينفع بشيء. ليس عنده أخلاق... لماذا تخصّص له الوقت؟ قلت له: لأنه خروف يسوع. أنا لا يحق لي أن أمشي على ذوقي. أُحبّ هذا! وذاك لا أحبه! هذا خروف المسيح. وأَعرف أنه سيء. فأنا مضطر أن أَخدمه.

إذا فهمت هذا، تكون قد قرأت إشعياء "كشاةٍ سيقَ إلى الذبح، وكنعجة أمام جازّيها هكذا لم يفتح فاه". أنت ذاهب إلى تضحيات كبيرة. ضعها على كتفيك لكي يضعك المسيح على كتفيه.

Last Updated on Thursday, 25 November 2010 17:40
 
Banner