للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 47: والدة الإله |
Sunday, 21 November 2010 00:00 |
تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد في 21 تشرين الثاني 2010 العدد 47 عيد دخول السيدة الى الهيكل رَعيّـتي كلمة الراعي والدة الإله عيـد دخـولهـا الى هيكـل اورشليـم منـذ طـفـولتـهـا يعـود الـى مـا بيـن القـرنيـن السـادس والثـامـن للمـيـلاد. هـو عيـد رمـزيّ معنـاه أن الله هيّـأ مريـم مـنذ وقـت بـاكـر لتصبح أُمّ يسوع وتُـقـدّم لنـا الخـلاص بـه. ما من حدثٍ مذكورة فيه العذراء قبل البشـارة. اخـتـيـرت القـراءة الإنجـيليـة اليـوم لنـذكـر مـريـم باسمـهـا، ولكـن المـذكـورة فـي القـراءة هـي أُخـت ألعــازر. التـلاوة الإنجـيـليـة تتـحدث عـن بيـت فيـه مـرتـا وعـن أُخـت لهـا اسمـهـا مـريـم. هـذه “جـلسـتْ عنـد قـدمـي يسـوع تسمـع كـلامـه”. هـاجسها لاهـوتـيّ. امـا مـرتـا فكـانـت مرتـبـكـة بشـؤون الـبيـت. هذا أمـر ذو أهــمــيــة ولا سـيـمـا أن عـنـدهـا ضـيفـًا كـريـمـًا. نعـرف مـن إنـجيـل يـوحنـا أن هـذا البـيـت كـان فـي بـيـت عـنـيـا. بعـد دخـول يـسـوع الـبيـت وجـلوســه، قـالــت مـرتــا لـلسيـد: “يـا رب أمـا يـعنــيــك أن أخــتـي قــد تــركــتــنـي أَخـدم وحــدي؟ فـقــل لـهـا أن تسـاعـدنـي”. يسـوع يستـطـيـع أن “يمـون” فـي هـذا الـبــيــت. إذ ذاك أجـابـهـا الـمـعـلـّم: “مـرتـا، مـرتـا، إنــك مـهـتـمّـة ومضـطـربـة فـي أمــور كـثـيـرة، وإنـمـا الحـاجـة الــى واحـد”. لـم يـقــل: الحـاجـة الـى شـيء واحـد، ولـكــنــه قـال: الـى واحـد. ربـما عـنَـت الكلـمة الحـاجة الى شخـص واحـد وهـو أنـا. ثـم أكـمـل قـولـه: “فـاخـتـارت مـريـمُ النصيب الصالح الـذي لا يُـنـزع منـها”. العـمـل الأصـلـح أن نُـصـغـي الـى يسـوع ونـسمـع كـلامـه وتـاليـًا أن نُـحبـّه. ينتـهـي الكـلام عـن مـرتـا ومـريـم. يـبـدأ كـلام آخـر مـن مـوضع آخـر فـي إنـجـيـل لـوقـا، اقـتـبستـه الـكـنيسـة مـن هـذا المـوضـع وأَلصقتـه بالكـلام الـذي جـرى بيـن يسـوع ومـرتـا ومـريـم. فـي هـذا الكـلام الأخـيــر “رفـعـت امـرأةٌ صـوتهـا وقـالـت لـه: طـوبـى للبـطـن الـذي حَـمَـلَـكَ. هـذا كـلام فـيـه تـعـظـيـم لـوالـدة الإلــه دون أن يتبيّن سبب هذا التعظيم. يسوع لا يُبدي رأيه المباشر في هذا التعظيم ولكنه يقول: “بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفـظـونها”. ليس المعـنى أنّ الـرب يُقـلل مـن أهميـة أُمـومـة مريـم لـه. ولكنه يـرفـع أهـميـتـهـا الى كـونهـا تسمـع كلمـة الـلـه وتـحفـظهـا. أهـم من علاقات الدم علاقة الانسان بكلمة اللـه سمـاعًـا وحفـظًـا. هل يعني هذا أن والدة الإله كانت تقرأ الكتاب المقـدس؟ هناك أيقـونـات تُمثّـلها قارئـة لما جاءها الملاك. هذا ليس غريبا، فما من شك أن علماء اليهود كانـوا يُعلّمون المؤمنين. هؤلاء أكانوا أُمّيين أَم قرّاء كـانـوا يستمعون الى الكلمة في الكنيس يوم السبت كما يستمعـون الى المواعـظ في اللغـة الدارجـة. هذا العيد إشارة من إشارات عديدة على أهمية مريم العذراء، في الوجدان الأرثوذكسيّ. اللافت أن النصوص المريميّة طوال الأسبوع وعلى امتداد الشهور كثيرة جدا. التابع ليسوع لا يسعه أن يُهمل في تقواه مكانة مريم في التجسد الإلهيّ. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: عبـرانيين 9: 1-7 يا إخوة، إن العهد الأول كانت لـه ايضا فرائض العبادة والقدس العالـمـيّ لأنـه نُصب الـمـسكنُ الأول الذي يقـال لـه القدس وكانت فيه الـمـنارة والـمـائدة وخبز التقدمـة، وكان وراء الحجاب الثاني الـمـسكن الذي يقال لـه قدس الأقداس وفيـه مستـوقد البخـور من الذهب وتـابوت العهد الـمـغشّى بالذهب من كل جهـة فيـه قسط الـمـنّ من الذهب وعصا هـرون التي أَفرخت ولوحا العهد، ومن فوقـه كاروبا الـمجد الـمـظلّـلان الغطـاء، وليس هنا مقام الكلام في ذلـك تفصيلاً. وحيث كان ذلـك مهيئا هكذا فالكهنـة يدخلون الى الـمـسكن الأول كل حين فيتمّمون الخدمـة. واما الثاني فإنما يدخلـه رئيس الكهنـة وحده مرة في السنة ليس بلا دم يُقرّبـه عن نفسه وعن جهالات الشعـب.
الإنجيل: لوقا 38:10-42 و27:11-28 في ذلك الزمان دخل يسوع قرية فقبلته امرأة اسمها مرتا في بيتها. وكانت لهذه أُخت تسمّى مريم، فجلست هذه عند قدمي يسوع تسمع كلامه. وكانت مرتـا مرتبكـة في خدمة كثيـرة، فوقفت وقـالت: يا رب أما يعنيـك أن أُختي قد تركتني أَخدم وحدي؟ فقـل لها تُساعدني. فأجاب يسوع وقال لها: مرتا، مرتا، إنك مهتمة ومضطربـة في أمور كثيـرة، وإنما الحاجـة الى واحد. فاختارت مريمُ النصيب الصالح الذي لا يُنـزع منها. وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأةٌ من الجمع صوتها وقالت له: طوبى للبطن الذي حمَلك والثديين اللذين رضعتهما. فقال: بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها.
أن نتواضع روى العلاّمة ترتليانوس القصّة التالية: "أقام أفلاطون احتفالاً كبيرًا، ودعا إليه حشدًا من الفلاسفة. وكان قد زيّن بيته بالسجاجيد الغالية وستائر الحرير الذهبيّة. وكان ضمن المدعوّين ديوجانس، الذي أتى إلى الاحتفال بحذاء ملوَّث بالطين وثياب متّسخة، وأخذ يدوس، بحذائه القذر، على السجاجيد. نظر إليه أفلاطون، وسـألــه: لـماذا تــفعـل هـذا؟ أجـابـه: إنّـي أدوس كـبـريـاء أفلاطون وتشامخه. فردّ أفلاطون عليه: بلى، إنّك تدوس تشامخ أفلاطون، لكنّك تدوسه بتشامخ آخر". تعطينا هذه القصّة أن نلاحظ أنّ التواضع، الذي يُشرّعه أن نريد الآخرين على فضائل غالية، لا يرضى أن نحقّق إرادتنا باستعلاء مقيت. التواضع، فضيلةً، لا يحتمل أيّ فرض. فأن نتواضع هو أن نعرف، في أعماق قلوبنا، أنّنا لا شيء. وهذه المعرفة هي أساس معنى التواضع في التراث المسيحيّ. ليست الفضائل، في المسيحيّة، تعاليمَ مجرّدةً، بل هي مسلك يقول التعليم ببلاغة واقعيّة. هذا شأن الفضيلة، وشأن الحياة بموجبها، وشأن أيّ رغبة شرعيّة في أن تعمّ. فالمسيحيّة، المسيحيّة كلّها، هي أن ندرك أنّ الله، الذي اشترانا بمحبّته التي تفوق كلّ وصف، إنّما يشاء أن نحبّه، وأن نزرع، تاليًا، دروب العالم بورود فضائله. لا تحتمل المسيحيّة أن نرى الناس صحارى باردةً، ونقول فيهم أشياء لا تـنـفعهم وتُـجديـهم. ولا تحتمل، تاليًا، أن نعتقد أنّ خلاصنا الشخصيّ أهمّ من خلاص بني جنسنا باللحم والدم. فهذا اعتقاد غريب عمّا نؤمن بأنّ الله عمله لنا، وتاليًا عمّا يريدنا أن نعمله للآخرين. إذا عدنا إلى الرواية التي نقلناها هنا، فلا يفوتنا أنّ ديوجانس اعتبر أنّ أفلاطون شخص متكبّر. ويمكننا أن نخمّن أنّ ترتليانوس، برجوعه إلى هذه القصّة، كان يقف في صفّ أفلاطون الذي ظهرت بلاغته في ردّه على مَنْ يتّهمه بالاستكبار. فحكمة القصّة عصبها هذا الردّ. ولكنّ ترتليانوس يعرف أنّ المسيحيّة لها بلاغة مختلفة. المسيحيّة، التي لا تقبل أن نذكّر مَنْ نحسبهم أشرارًا بشرٍّ آخر، تقوم على المواجهة أو المصارحة. ومن مقتضياتها أنّها توصي بأن نعمل على أن يشعر مَنْ نصارحه بأنّنا نحبّه حقًّا، ونريد خلاصه فعلاً. في هذه القصّة، ثمّة مصارحة طبعًا. ولكنّها لا تقوم على المحبّة، بل على كسر مَنْ يُحسب أنّه مخالف. إلى ما ذكرناه، ثمّة أمران، في هذه القصّة المربّية، يفيدان القلب. الأمر الأوّل أنّ المسيحيّ، الذي يجب أن يكره الشرور أينما ظهرت، لا شيء يُشرّع له أن يــكـره الآخـريــن أنــفسهـم. والثـانـي أنّ إصـلاح الـنـاس يفترض، لزامًا، إصلاح الذات أوّلاً. هناك، في المسيحيّة، سبل ثابتة لنقل الحقّ إلى الناس. ومنها أن نعرف الذين نرغب في إصلاحهم، أي نعرف أوجاعهم الحقيقيّة، لنساعدهم على الشفاء منها. وما من شفاء ممكن إن لم نحاول أن نداوي الرذيلة بالفضيلة. لم تكن الرذيلة يومًا، ولن تكون، دواء أيّ رذيلة أخرى. قد تنفع الرذيلة بأن نستقبح شرّها. ولكنّها لا يمكن أن تداوي شيئًا. فما يداوي، أو خير ما يداوي، أن نُظهر تواضعًا كاملاً في معالجة أيّ خطأ نحاول أن نقوم بإصلاحه. لا يتحمّل مَنْ نحسبه خاطئًا، إن رآنا نستقبح شرّه، أن يشعر بأنّنا نستقبحه هو. إن فعلنا، فسيرفضنا، وسيرفض كلّ ما نقدمه له من خير. ونخسر، بذلك، فرصة إصلاحه. ما يمكن أن يجعلنا نربحه لله، الذي يحبّه، هو أن نجعله يشعر بأنّنا وإيّاه في شركة واحدة، أي أن نجعله يرى أنّ ألمه ألمنا ومشاكله مشاكلنا وأحزانه أحزاننا. فنحن لا يمكننا أن نساعد أحدًا ما لم يحسّ بأنّنا وإيّاه في شركة مصير. ليس بمعنى أن نتجاوز الفضائل المنجّية، بل بمعنى أنّ الربّ، الذي وحّد ذاته بنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، يريدنا أن نتوحّد جميعًا في كلّ شيء (قابل مع: 2كورنثوس 11: 29(. ثمّة، في رواية ترتليانوس، أمر آخر يجدر بنا الوقوف عنده أيضًا. فالعلاّمة الإفريقيّ يذكر أنّ أفلاطون أقام احتفالاً كبيرًا، ولم يستثنِ مَنْ انتقده. هذا، في شكله ومضمونه، يعني أنّ مقيم الاحتفال لم يأخذ قرارًا مسبقًا برفض مَنْ كان مِنْ الممكن أن يتصوّر أنّه لا يستحقّ دعوته. طبعًا، ديوجانس، كما يمكن فهمه، لم يأخذ في الاعتبار الرضا الذي أبداه أفلاطون في دعوته. تصرّفَ بفظاظة ظاهرة كما لو أنّه يستحقّ الدعوة، أو أنّه قَبِلَها، ليسيء إلى مَنْ كرّمه بدعوته. وعلى هذه الفظاظة، تحضّنا هذه الدعوة على أن نتعلّم ألاّ نميّز بين الناس، أي ألاّ نحكم على أحد حكمًا مسبقًا. نحن المسيحيّين نعرف أنّ الربّ هو مَنْ علّمنا أن نحبّ جميع الناس من دون تمييز. ومن هذا التعليم المحيي، منعنا من أن نقول في شخص ما نخال أنّه فيه. فالمسيحيّ الواعي لا يبني مواقفه على ظنونه. المسيحيّ يعرف، أو هذا ما يجب، أنّه مدعوّ إلى أن يـسلـك بـموجـب أخـلاق سيّـده. وإن بدا أنّ مَنْ يبيّن له المحبّة لا يستحقّها، فمن واجبه أن يبقى ثابتًا على محبّته. فالمحبّة، التي دعانا الربّ إلى أن نبذلها من دون مكيال، وإن لم تـنـفع غـيـرنـا أحـيـانًا (وهـذا صعب)، تنـفعنا نحن دائمًا. ويبقى أن نرجو، إن سلكنا وفق تعليمنا، أن يرانا الربّ، ويُحصينا مع محبّيه. أن نتواضع هو أن نمحو أنفسنا في سبيلِ جمالٍ نرجو أن يبقى زينة الآخرين. وهذا، وإن سبّب لنا المساوئ أحيانًا أو كثيرًا أو كثيرًا جدًّا، ما من تصرّف نظيره يُفرح سماء الله. فكلّ مَنْ يُدرك أنّ مصيره لا يتعلّق بما يمكن أن يلقاه في هذه الدنيا الفانية، لا يعنيه أمر كما أن يتشبّه بإلهٍ كسر ذاته، ليُصحّح ضعفنا.
أكثرية نائمة اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. (متى26 :41). بهذه الكلمات توجّه الرب يسوع الى تلاميذه قبل آلامه، ولكنها كلمات منبّهة لنا جميعا، اذ إن الاستعداد واليقظة تتبلور بالصلاة سيّما وأننا لا نعرف متى نكون في الساعة الأخيرة. كان المسيحيون الأقدمون يودّون مجيء الرب سريعًا، اما اليوم فخوفي من مجيئه المُداهم وأكثرية الناس ما تزال في سبات عميق، ينام في نفوسها الجهل واللامبالاة. ليست قلوبها رابضة في هدأة الصلاة المنقية من الأهواء، لكن تصدر عنها أفكار شريرة ينطق بها لسانهم. "وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذلك ينجّس الإنسان، لأن من القلب تخرج أفكار شريرة..." (متى15 :18-20). يقفون في بيت الله وأفكارهم تحيك ما لا يُنطق به، ويبقون واقفين دون عتبة الملكوت، عيونهم شاخصة الى الأمام ولكنها مسحورة ببريق الدنيويات. أجسادهم نشيطة لكن الكبرياء تتولّد من تفكيرهم: أننا من خيرة المسيحيين لمجرد أننا نقيم الأنشطة الاجتماعية. يتحرّكون كما النوم يتحرّك. ماذا يحرّكهم إن لم يسمعوا؟ ماذا قال يسوع لمرتا في إنجيل لوقا (10 :41 -42)؟ “الحاجة الى واحد”. مرتا أقفلت عينيها وأُذنيها عن رؤية الـرب وسماعه. كـانـت نـشيـطة فـي الحركة، ولكـن الحركة بدون يسوع هي كحركة الحجر الى أسفل الهاوية، حركة الموت، حركة الى الموت. من أين لها الحياة والفرح إن لم تكن مسمّرة عليه ببصرها. "نـاظـرين الى رئـيـس الإيمـان ومـكـمّـلـه يـسوع الذي مـن أجـل السرور المـوضـوع أمامه احتمل الصليب..."(عبر12 :2). إن جنون التراكُض في هذا العالم يدفع الناس الى التفكير بأنهم أكثر حياة، يرقصون في دوّامة، حزينين وإن بدوا فرحين، انه الرقص على القبور. فليفهموا أنه تكون لهم حياة حين تتقوى نفوسهم بالصلاة المستمرة، عندها فقط يستفيقون من غفوتهم ويركبوا أمواج بحر هذه الحياة، وتنطق ألسنتهم بأخبار حياتهم الجديدة مع المسيح.
الأخبـار عيد مار مخايل احتفل دير رئيس الملائكة ميخائيل في بقعاتا النهر - بسكنتا بعيد شفيعه في الثامن من تشرين الثاني بإقامة سهرانية في الدير ليل الجمعة، وصلاة الغروب مساء الأحد ثم القداس صباح العيد برئاسة سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس يشاركه سيادة المطران افرام راعي أبرشية طرابلس والكورة. شاركت في الترتيل جوقة روسية من بطريركية موسكو. رافق العيد كالعادة معرض الأشغال والمونة من إعداد رعية بقعاتا وصدور نشرة الدير السنوية التي وُزّعت على كل الحاضرين. ألقى سيادة المطران جاورجيوس في القداس العظة التالية: يا أحبة، أنطلق من اسم القديس الذي دُعيتم له اليوم “ميخائيل” وهو يعني “مَن مثل الله؟”. إذا ذكرنا ميخائيل نكون ذاكرين خدمته لله. الملائكة فقط خدّام، وليس بين القديسين من هو غير خادم. للملائكة خدمة أُولى هي تسبيح الرب. هم يتحلّقون حول العرش السماوي ويذْكرون الله. هذا أهمّ عمل يقوم به مخلوق. وهم تاليا يذْكروننا نحن البشر. أهمّ موقف لنا من الله أن نسَبّحه. الأمـر الـثانـي أنـهم أرواح مُـرسَلـة لـلخـدمـة، لخـدمتـنـا نـحن، أي أنـهم اذا أحـبـّوا الـله لتـمجـيـده فـوق ينزلون من هذا التسبيح الى خدمتنا نحن. هم الملائكة خدّامنا نحن، لسنا نحن خدّامَهم. وميخائيل من هؤلاء الخـدّام. وإذا خـدمَنـا مـبعـوثـًا مـن الـلـه، يُعيـدنا الى الله، يُعيدُنا بـالتـوبـة الى الـله. لا عـودة أخـرى. لا وجــود لـنا نـحن في الحقيقـة فـوق إلا إذا سرنا وراء الـله هنـا عـلى الأرض واذا استمررنا أن نسير وراءه او فيه، في المـلكـوت. هذا كـل شيء. نـحن مـا وُجـدنا لشـيء آخـر. نحن، خـُلقـنا لـلحب الإلهي وأن نـوزع هـذا الحب. أحتـسب أنـكم جئـتـم لـهـذا، اليـوم الى الكـنــيسة. هل هـو ازدحـام حـول ميخائــيـل أَم ازدحام حول من يسبّحه ميخائيل؟ الأمر الأخير وعليه أؤكد. ان هذه الأخوية القائمة هنا شغلها ملائكيّ، بمعنى أنها وُجدت للتسبيح، بمعنى أنهم يحبّون الله بهذه الطريقة، طريقة التسبيح. تسمعون شيئا في هذا البلد وفي هذه المنطقة: أنتم الأرثوذكس رهبانكم لا يعملون شيئا. لا أحد يعتقد أن التسبيح شيء. إنه أهم شيء. الرهبان الأرثوذكس يسبّحون ويقدّسون أنفسهم ويحلّقون، او يحاولون أن يحلّقوا كالملائكة. يحبّون الله بهذه الطريقة، طريقة تمجيده. يعتقد الناس أن العمل المادّي يفيد البشرية وأن الصلاة لا تفيد. هذا فساد في التفكير. يعتقد الناس أن الكلام مع الله أمر ثانويّ. الصلاة تُذكّرنا نحن الغارقين في أعمال الدنيا أن هذه الدنيا جعلها الله ليُخرج منها تسبيحا لنحبه، لا لشيء آخر. نعمل كل شيء في العالم، كأن نعيش حياتنا -وهو مهم- في طريقنا الى الله. لكن الأهم هو الحب لله. سنحاول نحن العائشين في الدنيا أن نفهم هذا الكلام. سنحاول أن نشكر الله لأنه أعطانا من يقوم بالأعظم وهو الغرق في الله. جئتم لأن عندكم شعورًا في هذا اليوم أنّ تمجيد الرب هو ما تحبّونه بالدرجة الأولى. ألا كان سلام الله وأدعية الملائكة لكم، آمين.
دير البلمند عـقد صاحب الغـبطة إغناطيوس بـطريـرك أنـطاكية وسائـر المشرق اجـتماعا في ديـر البلمنـد ضمّ مطارنـة الأبـرشيـات الستّ في لـبنان لـلاطلاع على مجـريـات سيـنـودوس الكـنيـسة الكـاثـوليكية الخاص من اجل الشرق الاوسط ومناقشة التوصيات التي صدرت عن آباء السينودس الى رعاياهم في الشرق. |
Last Updated on Friday, 26 November 2010 12:10 |
|