Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد 51: أحد النسبة
العدد 51: أحد النسبة Print Email
Sunday, 19 December 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الاحد 19 كانون الأول 2010 العدد 51 

أحد النسبة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد النسبة

الكلام في الرسالـة والإنجيـل هـو مضمـون أحـد النسبـة السابـق لعيـد ميـلاد الـرب. الـرسالـة تسمّـي شخصيـات مـن العهـد القـديـم، جـدعـون وبـاراق وغيرهما والأنبياء الذين تحدّثوا بطرق او أخرى عن ظهـور المخلّص. ومقـطـع الإنجيـل المـأخـوذ مـن متى يـذكُـر شخصيـات كبيـرة متحـدّرة مـن إبـراهيـم جـاء منهـا الـرب يسـوع تنتهـي بيـوسف خطيـب مـريم لأن النَسَـب هـو للمـظنـون والدًا كمـا يقـول عنـه لـوقـا فـي لائحـة النَسَـب الصـاعـدة أي التـي تبـدأ بيـوسـف وتـنـتـهي بـآدم.

تكلّمـت الـرسـالـة عـن فضـائـل هـؤلاء: “عملوا البِرّ ونالوا المواعد ونجوا مـن حـدّ السيـف وتقـوّوا من ضعف”، وتحدثت عن جهادهم الروحيّ “تائهين في البـراري والجبـال والمغـاور”. “هؤلاء كلهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينـالـوا الموعـد حتـى لا يكمُـلـوا بدوننـا” والمعنى أنه لا كمال إلا بمجيء المخلّص. والكلمـة المفـتـاح هي الإيمان.


كذلك الإيمان هو صفة الذين ذكرهم متّى في مطـلع إنجيـله، هذا المطلع الذي نقرأه مضمونه الإيمان. ابتدأ لوقا الإنجيليّ بإبراهيم أبي المؤمنين لأنه أول انسان آمن بالله الواحد. وبعده جاءت الشريعة بموسى، وبعده جاء داود أبو المسيح.

لماذا كل هذه الأسماء؟ ليُبيّن متّى البشير أن ثمة تسلسُلا من أجيال مؤمنة الى المسيح الذي ما جاء لينقض بل ليُكمل. يسوع تحدّر في بشريته مِن نسلٍ مؤمنٍ واكتمل الإيمان به.

بعد ورود هذه الأنساب، روى متّى ما يتعلّق بميلاد الرب من مريم. العذراء تحبل، وهذا وردَ عند إشعياء النبي، وتلد ابنًا ويُدعى اسمُه يسوع (يهوشع باللغة العبرية) التي تعني “الله يخلّص” بهذا الشخص المولود ليس من رغبة رجل ولكن بمشيئة أبيه الذي في السموات.

يوسف لم يعرف مريم جسديًا قبل ولادتها. ولم يعرفها بعد هذا، ولبثت عذراء. وهي “الدائمة البتولية” كما عرّف عنها المجمع المسكونيّ الخامس. وأما عبارة “إخوة يسوع” فتدلّ في اللغة العبرية على أنسبائه، ولا تعني في هذه اللغة بالضرورة أنهم من أُمّه. وليس هنا مجال للتوسّع بهذا، ولكن هذا هو إيمان الكنيسة.

كيف نستقبل ميلاد يسوع؟ هو ميلاد من أجل الخلاص الذي نناله بموته وقيامته. ولهذا سمّته الكنيسة “العيد الصغير” وسمّت الفصح “العيد الكبير”. يسوع وُلد من عذراء ويريد أن يولد كل يوم روحيًا من نفس عذراء أي ليس فيها أثر للخطيئة. الإنسان المحبّ للخطيئة او المشتاق اليها لا يتقبّل يسوع في نفسه. السيد في جسده كان منسوبًا الى إبراهيم وإلى نسله. المهم أن تكون أنتَ منسوبًا الى المسيح بروحك الطاهرة. الميلاد إذًا يتم كل يوم فيك إذا قبِلتَ أت تطرد كل غشّ وكذب ودنس وبغض وانتقام وتسلّط وكبرياء. اذا جمعتَ جمالات الفضيلة في ذاتك، يخرج منها يسوع الى العالم ليضيء هذا العالم بنعمته.

لا تُعيّد فقط بالهدايا للصغار. هناك هديّة واحدة أعطاها الآب للبشر هي المسيح. إذا أطعتَه فأنتَ ثابت فيه وهو ثابت فيك. أن تحمل السيد في ثنايا كيانك

يجعلك أنتَ هديّة للبشر جميعًا. المحبّة هي الهديّة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 9:11-10و 32-40

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنه انتظر المدينة ذات الأسس التي اللهُ صانعُها وبارئها. وماذا أقول أيـضا؟ إنه يضيـق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيـل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البر ونالوا المواعد وسـدّوا أفواه الأسـود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهُزء والجَلْد والقيود ايضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالايمان، لم ينـالوا المواعد، لأن الله سبـق فنظر لنا شيئا أفضل، أن لا يَكمُلوا بدوننا.

الإنجيل: متى 1:1-25

كتاب ميلاد يسوع المسيـح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوتـه، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عميناداب وعمينـاداب ولـد نحشـون ونحشـون ولـد سلمـون وسلمون ولد بوعـز من راحاب وبوعـز ولد عـوبيد من راعوث وعوبيـد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولـد رحبعـام ورحبعـام ولد أبيـّا وأبيـّا ولد آسـا وآسا ولـد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعزّيا ولد يوتام ويوتام ولـد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيـا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولـد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولـد ألِعازار وألِعـازر ولد متّان ومتّـان ولد يعقـوب ويعـقـوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكل الأجيال من إبراهيم الى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود الى جلاء بابل أربعة عشر جيلا، ومن جلاء بابل الى المسيح أربعة عشر جيلا. اما مولد يسوع المـسيح فكان هكذا: لـما خُطبت مريم أُمّه ليوسف، وُجدت من قبْل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سـرّا. وفيما هو مفتـكر في ذلك اذا بملاك الرب ظهر له في الحلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإن المولود فيها إنما هو من الروح القدس. وستـلد ابنا فتسمّيه يســوع، فإنه هو يُخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كله ليتمّ ما قيل من الرب بالنبيّ القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره اللهُ معنا). فلما نهض يوسف من النوم صنع كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتى وَلدت ابنها البِكْر وسَمّاه يسوع.

عيد الأعياد

قَبْلَ أن يهلّ عيد ميلاد الربّ، تُكثّف الكنيسة توجيهنا إلى أن نستقبح كلّ مجد زائل، ونتعهّد، تاليًا، محاربة كلّ أنواع التمييز الطبقيّ والعنصريّ، وما تفترضه هذه المحاربة من رعايةٍ لكلّ فقير رماه الدهر على طرقات وجودنا. فالإنجيل، الذي نقرأه في هذا الموسم الإعداديّ المبارك، أي إنجيل لوقا، يعنيه هذا التوجّه كثيرًا، أو قلْ بثقة: هو أعلى ما يعنيه. ومن نصوص الآحاد، نقرأ مثلاً: مَثَل "الغنيّ ولعازر" (16: 19- 31)، مَثَل "السامريّ الشفوق" (10: 25- 37)، مَثَل "الغنيّ الجاهل" (12: 16- 21)، وغيرها. وهذه نصوص، كما تبدو من عناوينها، تقول هذا التوجّه في أجلى بيان.

كان الأحبّ إلى قلبنا أن نستعرض ما تقوله هذه النصوص المذكورة. ولكنّنا، من دون أن نبتعد كثيرًا عمّا نهواه، سنتأمّل، هنا، في معنى هذا التوجّه المُحيي وضرورة أن نتبنّاه نهجًا لحياتنا دائمًا.

ثمّة خطران، إن لم نقطع رأسيهما، فسيبثّان، في حياتنا، سمومًا قاتلة. أوّلهما أن يعلو أحدنا فوق ما تقوله كنيسته. وثانيهما أن يحيا، قادرًا، كلصّ غير عارف أنّ "للربّ الأرض وكلّ ما فيها".

من علامات الخطر الأوّل أنّ مؤمنين عديدين تراهم يُعوزههم أن يفهموا أنّ الكنيسة موئل تربية. ولا نقصد بلفظة "مؤمنين" مَنْ يأبون أن يرتبطوا بحياة كنيستهم فحسب، بل، أوّلاً، بعض الذين يحيون فيها، أي بعض الذين يلتزمون صلواتها، ويحبّون أنشطتها، ويستطيبون رفقة أترابهم فيها. فهؤلاء، على ما يفعلونه من خير، تجد بعضهم لا يكترثون بفكر كنيستهم. وهذا، الذي هو خطر لا يُشبهه خطر، يعطّل، حيث هو موجود، السير الحقيقيّ نحو عيد الميلاد (وأيّ عيد آخر). فعيد الميلاد هو عيد كنسيّ، أي يفترض علمًا بأنّ العيد إنّما يقوم على قاعدة ما رسمتْه كنيستُنا إن تهيئةً أو حلولاً له طيّبًا. بمعنى أنّ كلّ مؤمن، يشارك في الخِدَم الإلهيّة، يتكوّن بما تُقدّمه هي له. كلّ لقاء كنسيّ يكوّننا مضمونه، أو هذا ما يجب أن يكون حالنا. فإن قرأَت الكنيسةُ علينا قصّة "السامريّ الشفوق" مثلاً، فهذه القراءة إن هي سوى دعوة إلى التمثّل بالخير الذي تعرضه علينا. لا تقصد الكنيسة، في تلاواتها المقدّسة، أن تُسمعنا أخبارًا حلوةً تخصّ مَنْ تتكلّم عليهم حصرًا، بل إنّها تُخاطبنا نحن أيضًا، لنعتبر بكلّ ما يُتلى علينا، ونسعى إلى أن نُشبهه في حياتنا. تقرأ، وتنتظر أن نفهم (وإن كنّا نفهم، أن نزداد فهمًا) أنّ كلّ ما كُتب إنّما كُتب كُرمى لثباتنا وتشديدنا. "فإنّ كلّ ما كُتب قَبْلاً إنّما كُتب لتعليمنا، حتّى نحصل على الرجاء، بفضل ما تأتينا به الكتب من الثبات والتشديد" (رومية 15: 4). وهذا، في سياق الكلام على عيد ميلاد الربّ، يعني أنّ الكنيسة، بما تمدّه في انتظار حلوله المحيي، إنّما تريد منه أن نعي أنّ كلّ ما يرغب فيه ربّنا الآتي أن نهيّئ قلوبنا له بتمثّل كلمته تمثّلاً كلّيًّا. المسيح الآتي هو حياتنا بهذا المعنى الصارخ الذي لا يُدركه، حقًّا، إلاّ الذين يرتضون أن يُشبهوا كنيستهم في كلّ شيء.

أمّا الخطر الثاني، فيبيّنه جهل مَنْ يجهل أنّنا بَشَر ذاهبون. "لأنّ كلّ بشر كالعشب، وكلّ مجد له كزهر العشب: العشب يبس، والزهر سقط" (1بطرس 1: 24). مَنْ يعرفْ تراث كنيستنا معرفةً عميقةً، لا يَفُتْهُ أنّ تعليمنا الآبائيّ شبّه باللصّ كلّ مَنْ اكتفى بنفسه، أي، بكلام إنجيليّ، كلّ مَنْ يعتقد أنّه خالد في الأرض (كما في مَثَل "الغنيّ الجاهل")، أو كلّ مَنْ ظنّ أنّ حياته من ماله (أو جاهه أو سلطته). وهذه اللفظة (اللصّ)، التي لم نخترعها نحن إذًا، نريد منها أمرًا حيويًّا في تعليمنا. وهذا أن نعرف أنّ "ما نتركه في الأرض، ليس لنا"، أي نسرقه مِمَّنْ كـان لـه، أي أنّ كنيستــنـا تأبى أن نخـتـلس، لا سيّمـا في سياق التعييد لميلاد الربّ، عن قصد أو غير قصد، من الفقراء ما يخصّهم. فعيد الميلاد ليس عيدًا للأغنياء فحسب، أي للقادرين على أن يتنعّموا في الدنيا، ويزيّنوا منازلهم وشرفاتهم وما إليهما. إن كان المسيح قد أتى فقيرًا، فمن أجل الفقراء يأتي دائمًا. والفقراء، هنا، هم بخاصّة الذين ليس لهم من مُعين غير الله. لستُ أدّعي، بما أقوله، أنّ الكنيسة، في تنظيمها تعليمَها الميلاديّ، كان هدفها أن تنحر ما نراه، اليوم، من شجر ومغاور وزينة وأضواء أخذ بعضنا يؤلِّه معانيها! فهذه كلّها طارئة. غير أنّ الطارئ، إن بات هو الأصل، أو إن جمعْنا بينه وبين الأصل، لا مثيل لخطره على القلب. وهذا يُلزمنا، استنادًا إلى لاهوتِ خِدَمنا عينها، أن نعتقد أن ليس من عيد لأحد، قادرًا في الدنيا، يُعفي نفسه من العمل على عضد مَنْ يحتاجون إلى عضد. ليس من عيد لأحد يساهم، بإعلائه مظاهر طارئة، في سَجن الفقراء في وهْم أنّ العيد ليس لهم. وليس من عيد لأحد لا يراهم هم عيده. فإنّما الربّ، الذي دفعه رفضُ العالم إلى أن يولَد في مأوى للدواب، قائمٌ أبدًا في بيوت الفقراء الباردة، والمرضى، "ومنازل الأموات" (السجون، كما يُسمّيها الروائيّ الأرثوذكسيّ الفذّ فيودور دوستويفسكي)، وأزقّة المنسيّين، والمشرّدين، والمطرودين من المدارس، ومليار جائع في الأرض، ينتظر أن نراه فيهم، ونسجد أمام مَنْ نراهم منهم، ونُقدّم لهم هدايا ترضيه، ليكون عيدنا كاملاً.

كلّ عيد من أعيادنا دعوة جديدة إلى قبول حقّ الله كما تُقدّمه كنيسته الجامعة. هذا، مقبولاً، يعني أنّ الربّ الآتي يُريدنا أن نتجنّب كلّ خطر يُنسينا أنّ المسيحيّة مذهب قلب قادر، إن استقبلناه فيه بـ"غنى يقين الفهم"، على أن يضمّ إليه كلّ الناس المحرومين بالمحبّة الفاعلة التي هي "عيد الأعياد".

قديس في درب الشهادة

أنظروا عجوزًا مقيدًا بالسلاسل، يمشي من أنطاكية باتجاه روما، يقتاده جنود على عجلة من أمرهم في تنفيذ المهمة. يقسون عليه فيُبادلهم باللطف، يزدادون شراسة فيزداد رقّة وتحمّلاً. يتدافع نحوه في الطريق أُناس كلما اقترب من قرية، يتجمهرون حوله، بعضهم يبكي والآخر يسجد وكثيرون يسألونه أن يباركهم ويصلّي من أجلهم. قد ترون أناسًا يقدّمون الأطعمة أو أية وسيلـة مريحة للجنود رأفة به. وإذا باتوا ليلتهم في إحدى القرى، لم يكن همّه الراحة والنوم إنْ سمح له الحراس بذلك، ولكن أن يكتب الرسائل الى الكنائس ويصلّي من أجل رعيته التي يحبّ والتي بدورها تحبّه لقلبه الكبير.

هذا العجوز هو القديس إغناطيوس الأنطاكيّ الذي نُعيّد له غدًا في 20 كانون الأول، السائر بفرح في درب الشهادة. المسيح الساكن فيه أشعل فيه الحماسة ليقدّم نفسه اقتداءً به. أراد أن يكون حبة حنطة تطحنها أنياب الأسود لتصير خبزة نقيّة للمسيح. في ذهنه أن يصل الى لقاء الأسود ليضمّها بشوق الى صدره، معطيًا لها أكثر من سبب كي تتبسّم. أراد أن يتعذب مع المسيح ويتحمّل كل شيء من أجله، ولكن ربما لم تؤلمه أنياب الوحوش لأنه كان يعتبر كونه معها يعني أنه مع الله.

فهم المتوشح بالله، المحبوب من أُرثوذكسيّي أنطاكية، أن حبّة الحنطة لا تتضاعف إن لم تقع في الأرض بل تبقى واحدة، فأراد أن يكون تلك الحبّة على غرار سيده. اكتشف بذلك طريقًا من طرق الله وأراده مسلكًا. أدرك بعض المبادئ السماوية ولاسيما أن سيده يسوع المسيح صار خبزًا للبشرية.

قدّيسُنا لم يطلب الذهاب الى الموت، ولكنه رأى نفسه في هذا الواقع لمجرّد كونه أسقفًا حُكم عليه ظلمًا، وخُيّر بين رفض إيمانه بالمسيح أو الموت، ففضّل الموت، وشكر الله على هذه الفرصة لأنها تُوفّر له مذبحا يُقدّم عليه نفسه قربانا نقيا لله.

الأخبار

عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح

يرئس راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس قداس عيد الميلاد صباح 25 كانون الأول في كنيسة ميلاد السيدة في المنصورية (المتن). تبدأ صلاة السَحَرالساعة 7:30 صباحًا، يليها القداس، ثم يتـقبـّل التهـاني فـي دار المطرانيّـة من الساعة الحادية عشرة والنـصف حتى الواحـدة ظهرًا، ومـن الـ4 حتى الـ7 بعد الظهر. ويوم 26 كانون الأوّل، يترأس الخدمة الإلهية في قاعة كنيسـة الميـلاد التي تُشـاد حـاليـا في الحـدث. تبـدأ صلاة السَحر الساعة الثامنة والربع، يليها القداس. ثم يتقبل التهاني في دار المطرانية في برمانا بعد الظهر من الساعة الثالثة حتى السادسة.

زيارة رهبان من جبل آثوس الى لبنان

زار لبنان في الأسبوع الأول من هذا الشهر رئيس دير سيمونوس بتراس في جبل آثوس الأرشمندريت أليشع يرافقه خمسة من رهبان الدير. كان له استقبال في رحبة في عكار حيث قدّم رفات القديس جاورجيوس لكنيسة البلدة ثم التقى الرهبان بالشبيبة. بعد ذلك زار دير سيدة البلمند حيث أقام القداس الأحد في 5 كانون الأول. وفي اليوم ذاته كان للرهبان لقاء مع الرعية في كوسبا. زار الرهبان ايضًا دير سيدة النورية ودير سيدة حماطوره حيث كان قداس عيد القديس نيقولاوس. في المساء وصلوا الى دير مار مخايل حيث التقوا رهبان الدير. أخيرًا زاروا راعي الأبرشية المطران جاورجيوس قبل سفرهم.

تـركـيـا

استعادت البطريركية المسكونية ملكيّة ميتم قائم في جزيرة قرب اسطنبول اسمها “بُيوك أدا” او “جزيرة الأميرات”، وذلك بناء على حكم صدر مؤخرا عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ. وكانت البطريركية قد تقدّمت بالدعوى بعد أن صادرت السلطات التركية مبنى الميتم. وقد كان القاضي التركي قد وقّع الحكم الذي يُقرّ بأن حقوق البطريركية في ملكية المكان قد استُبيحت.

اليـونـان

في لقاء له مع الشباب، وبينما كان يجيب عن أسئلتهم، صرّح رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أنه يميل الى انفصال كُلّي بين الكنيسة والدولة. قال: “بالفصل يكون دور كل منهما واضحًا، وتتمتّع الكنيسة كما الدولة باستقلالية أكبر، وتكون العلاقات مع المواطنين فعّالة أكثر”. وفي موضوع فرض الضريبة على أملاك الكنيسة قال: “على الجميع أن يُساهموا في مواجهة الأزمة التي تجتازها البلاد”.

Last Updated on Wednesday, 22 December 2010 14:13
 
Banner