Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد19: النُّور
العدد19: النُّور Print Email
Sunday, 09 May 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الاحد 9 أيار 2010                 العدد 19

أحد الأعمى

رَعيّـتي

كلمة الراعي

النور

في إنجيل يوحنا حديث كثير عن النور. “أنا نور العالم” (8:12 ). وعندما يقول السيد في متّى: “أنتم نور العالم”، إذا عطفناها على قوله: “أنا نور العالم”، يكون المعنى انكم تستمدون نوركم منّي.


 

نور المسيح ظاهر لك بعد صعوده الى السماء في كلمته. هو الذي يستنير به عقلك وقلبك معًا اي هو الذي يُبدّد الفكر المغلوط فيك وهو الذي يمحو خطاياك. هذان أمران يتّصل أحدهما بالآخر. فإذا كنتَ على استقامة الرأي وفهمت تعليم الله بالإنجيل يساعدك هذا على الابتعاد عن الخطيئة. بالمقـابل اذا تبتَ عن خطاياك تزداد استقامة رأيك قوة. مثلا إذا كنتَ تكذب كثيرًا يميـل عقلك الى القـول ان الانسان لا يستطيع الا ان يكذب. أمّا اذا صرتَ فعـليًا أقرب الى الصدق يميل عقـلك الى القول ان الله كان على حق عندما أوصانا بعدم الكذب. فعلـُكَ ينحت عقلَك، وعقلك اذا استنار ينزل الى قلبك ليطهره.

الشيء الآخـر ان هـذه الدنيـا مليئـة بالأفـكـار الـمـغـلـوطـة في الفــلـسفـة والآداب والسيـاســة وفي الكثـيـر من حديث النـاس. وأنت تصيـر على شكل ما تسمع وما تقـرأ وتميـل الى التشبّه بالخطأة والأشرار وتميل الى مشاكلـة هذا الـدهر اي تـأخـذ شكل عقـل النـاس وتجتـرّ كلامـهم الفـاسد.

في خضَمّ هذه الأفكار المغلوطة، الإنجيل وحده إن قرأتَه يُصحح فكرك المغلـوط او المعوج. الإنجيل نورُك. إقرأ الكثيـر واسمع الكثيـر لأن لـك مصلحة حياة في هذا. ولكن واجـه ما تسمع وما تقـرأ بنـور المسيح الذي فيـك. لا أقـول لك أن تنعـزل كليـًّا إذ تصيـر فـارغـًا. أقـول اختـلـط بعـد أن تكـون قـوّيـت فكـرك بفـكـر المسيـح.

تريد أن تسمّي العلم نورًا؟ هذا صحيح الى حدّ. ولكن هناك معلومات تُفسّر وهي جزء من علوم هذا الدهر. اطّلع على كل شيء وتمسّك بالأفضل. الإنجيل لا يغلق عليك شيئًا. خذه في عقلك وقلبك واذهب الى هذا العالم غير خاضع له لأنك تحررتَ بالإنجيل.

مؤخرًا كنـتُ على غـداء في رعيـة، وكـانـت على المائدة أمـامي امرأة يدلّ ظاهرها انها تفـوق الستين من العمـر. وكنا نسمع الى هذا وذاك من القريبين مني. أذكر انها تلت ثلاث آيات من العهـد الجـديد في مواجهة أغـلاط كنا نسمعها. كان حديث هذه المـرأة يدلّ على انها كبيرة الثقـافـة. كانت مثقـّفـة إنجيليًا وأحسّت انها تسمع كلامًا مغلوطًا فأخذت من جعبتها الإنجيليـة ما ساعد النـاس أن يفهـمـوا.

كلّ منّـا عنـده شيء مـن العمـق بسبب علاقات له فيها شيء من السوء، وله مواقف وأقوال استمدّها من خطاياه. الإنجيل وحده يُنقـذك من الأخطاء ويجعلك تبصر.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أعمال الرسل 16:16-34

في تلك الأيام، فيما نحن الرسل منطلقون الى الصلاة، استقبلتنا جارية بها روح عرافة، وكانت تُكسِب مواليها كسبا جزيلا بعرافتها. فطفقت تمشي في إثر بولس وإثرنا وتصيح قائلة: هؤلاء الرجال هم عبيد الله العليّ وهم يبشرونكم بطريق الخلاص. وصنعت ذلك أياما كثيرة، فتضجّر بولس والتفت الى الروح وقال: إني آمركَ باسم يسوع المسيح ان تخرج منها، فخرج في تلك الساعة. فلما رأى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم قبضوا على بولس وسيلا وجرّوهما الى السوق عند الحُكّام، وقدّموهما الى الولاة قائلين: إن هذين الرجلين يبلبلان مدينتنا وهما يهوديّان، ويناديان بعادات لا يجوز لنا قبولها ولا العمل بها إذ نحن رومانيون. فقام عليهما الجمع معا ومزّق الولاة ثيابهما وأمروا أن يُضربا بالعـصيّ. ولـما أثخنوهما بالجراح ألـقوهما في السجن وأوصوا السجّان بأن يحرسهما بـضبط. وهو إذ أُوصي بـمثل تلك الوصية ألقاهما في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة. وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يصلّيان ويسبّحان الله والمحبوسون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة عظـيمة حتى تزعزعت أسس السجن، فانفتحت في الحال الأبواب كـلها وانفكَّـت قيود الجميع. فلما استيقظ السجّان ورأى أبواب السجن انـها مفتوحة استلّ السيف وهمَّ أن يقتل نفسه لظنّه ان الـمحبوسيـن قـد هربوا. فناداه بولس بصوت عال قائلا: لا تعمل بنفسك سوءا فإنّا جميعنا ههنا. فطلب مصباحا ووثب الى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم خرج بهما وقال: يا سيديّ، ماذا ينبغي لي أن أصنع لكي أَخْلُص؟ فقالا: آمنْ بالرب يسوع الـمسيح فتخلص انت وأهل بيتك. وكـلّماه  هو وجميع من في بيته بكـلمة الرب. فـأخذهـما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما واعتمد مـن وقته هـو وذووه أجـمعون. ثــم أصعـدهـما الى بيته وقدّم لهما مائدة

وابتهج مع جميع أهل بيتـه إذ كان قد آمن بالله.


الإنجيل: يوحنا 1:9-38

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه قائلين: يا رب، مـن أخطأ أهذا ام أبواه حتى وُلد أعـمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمـال الله فيـه. يـنـبغــي لي أن أعمـل أعمال الـذي أرسلني ما دام نهارٌ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد ان يعـمل. ما دمتُ في العالم فأنا نور الـعالم. قال هذا وتفل على الأرض وصنع مـن تفـلته طيـنا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له: اذهب واغتسل في بركة سلوام (الـذي تفسيره المرسَل). فمضى واغتسل وعاد بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه مـن قبل انه كان أعمى قالوا: أليس هـذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ فقال بعضهم: هـذا هو، وآخرون قالوا: انه يشبهه. واما هو فكان يـقول: اني انا هو. فقالوا له: كيف انفتحت عيناك؟ أجاب ذاك وقال: انسان يُقـال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّ، وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل، فمضيت واغتسلت فأبصرت. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لهم: لا أعلم. فأتوا به، اي بالذي كان قبلا أعمى، الى الفـريسـييـن. وكان حـين صنـع يسوع الطيـن وفتـح عينيه يوم سبـت. فسأله الفريسيـون ايضا كيـف أبصر، فقـال لهم: جعـل على عينيّ طينا ثم اغتسلت فأنا الآن أبصر. فقال قوم مـن الفريسيين: هذا الانسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثـل هذه الآيات؟ فوقع بينهم شقـاق. فقالوا أيضا للأعمى: ماذا تقول انت عنه مـن حيث انه فتح عينيـك؟ فقال: انه نبي. ولم يصدّق اليهود عنه انه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبـوي الذي أبصر وسألـوهما قائليـن: أهذا هو ابنكما الـذي تـقولان انه وُلد أعمى، فكيف أبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعـلم ان هذا ولدنا وانـه وُلد أعمى، وامـا كيف أبصر الآن فلا نعـلـم، او من فتح عينيه فنحن لا نعـلم، هو كامل السن فاسألوه فهـو يتكلّم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافـان مـن الـيهود لأن الـيهود كانوا قد تعاهدوا انه إن اعترف أحد بأنه الـمسيح يُخرَج من الـمجمع. فلذلك قال أبواه هـو كامل السـن فاسألوه. فدعوا ثانية الانسان الـذي كان أعمى وقالوا له: أَعطِ مجدا لله، فـإنا نعـلم ان هــذا الانـسان خـاطئ. فـأجـاب ذاك وقــال: أخاطئ هو لا أعلم، انما أعلم شيئا واحدا اني كنت أعمى والآن انا أبصر. فـقالـوا له ايضا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيـك؟ أجابهم قد أخبرتكم فلم تسمعـوا، فماذا تريدون أن تسمعوا ايضا؟ ألعـلّكـم انتم ايضا تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقـالوا له: انت تلميذ ذاك. واما نحن فإنّا تلاميـذ مـوسى ونحن نعـلم ان الله قد كلّم موسى. فأما هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجـل وقال لهـم: ان فـي هذا عـجبا انـكم ما تـعـلمـون من أين هـو وقد فـتـح عينيّ، ونحـن نعـلـم ان الله لا يسمع للخطأة، ولكن اذا أحد اتقى الله وعمل مشيئته فله يستجيب. منذ الدهر لم يُسمع ان أحدا فتـح عيني مـولودٍ أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لم يـقدر ان يفعـل شيئا. أجابوه وقالوا له: انك في الخطايا قد وُلدت بجملتك. أفأنت تعلّـمنا؟ فأخرجوه خارجا. وسمـع يسوع انهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له: أتؤمن انت بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال: فمن هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال لـه يسـوع: قـد رأيتَه والذي يتكلّم معـك هو هو. فقال له: قد آمنتُ يا رب، وسجد له.


انتصار الحقّ

"إنّما أعلمُ أنّني كنتُ أعمى، وها إنّي أبصر الآن" (أنظر: إنجيل اليوم).

هذه العبارة، التي نطقها إنسان كان أعمى ردًّا على مَنْ شكّوا في قدرة يسوع على الشفاء، تبيّن لنا، بوضوح ظاهر، أنّ الشهادة للربّ إنّما هي أن نبوح بما أجراه هو لنا، أي أن نكتب، أو، بما لا يخالف التواضع الحقّ، أن أكتب أنا نفسي على صفحات الكون قصّةَ حبّه التي كتبها لي بدمه.

إنّها، إذًا، قصّة الله معي أنا شخصيًّا. ما من شكّ في أنّ الربّ قد مات عن العالم كلّه. ولكنّ كلّ إنسان، في العالم، شأنه أن يرى، في موت ابن الله، حدثًا تمّ من أجله هو. و"تمّ من أجله" عبارة تعني، في عمقها ومداها، أنّ هذا الحدث، الذي لا يحصره زمن، هو ما يحيا عليه المؤمن من دون أن ينتظر من الله، برهانًا على حبّه له، أيّ أمر آخر. فهل بعد موت ابن الله من حاجة إلى برهان آخر؟ هذا لا يعني أنّ الربّ لا يعطيني كلّ ما أطلبه، إن رأى فيه خلاصي. إنّه يعطيني دائمًا. و"يعطيني دائمًا" تعني أنّه يعطيني مباشرةً، أو بما يغدقه من خير نافع على أيٍّ من إخوتي. فالأعمى، الذي أتحفنا بشهادته، شفاه الربّ من عماه. وهذا، كما ينبغي لنا أن نفهم، لا يخصّه وحده، بل يخصّنا جميعًا أيضًا. فنحن كلّنا يجب أن نرى أنفسنا في هذا الشفاء المحيي. هذه قراءة يشرّعها تعليمنا الذي يشجّعنا على أن نرى، في الأحداث الإنجيليّة، أحداثًا تعنينا كلّنا. كلّ ما فعله الربّ فعله من أجلي، أو فعله معي أيضًا. أنا الأعمى. وأنا كلّ شخصيّة كتابيّة استقبلت فعل الله الخلاصيّ. أنا، أنا. ومن دون أن أنكر أحدًا غيري، أنا فحسب.

أن أؤمن بأنّ الله يحبّني حبًّا شخصيًّا، أمرٌ يشكّل عصب حياتي في المسيح. فكلّ الحياة المسيحيّة، كلّها، أن أؤمن بأنّني محبوب، أي أن أرى في حبّ الله لي كلّ ما أحتاج إليه في حياتي. أن أراه حياتي وغناي، حاضري ومستقبلي. وعلى هذه المحبّة المثبتة لي تقوم شهادتي. فالشهادة لا يشكّلها بلاغة ما أقوله لفظًا، بل ما اختبرته فعلاً، وأقنعني، وأحيا عمري عليه. لقد قال الأعمى: "إنّما أعلم". ليس هذا علمًا مجرّدًا، بل علم دخل أعماقه، وتأصّل فيه. أنا، أنا أعلم. أنا أعلم أنّ الربّ بيّن حبّه لي. إنّه شفاني من عماي، وأنا الآن أبصر. وهذا قاله لكلّ مَنْ اجتمعوا عليه، خوفًا أو فضوليّةً أو شكًّا، أي لأهله وجيرانه والمسؤولين الدينيّين في زمنه. والمؤسف أنّ أحدًا منهم لم يصدّقه. كانت علامات محبّة الله له باديةً جليًّا على وجهه. قال لهم أشياء أخّاذة. حاورهم. ردّ على أسئلتهم. جادلهم. وكلّ ما جرى على لسانه نبع من ذلك اللقاء الذي خطفه الربّ فيه من ماضٍ متعب إلى حاضر جديد. وعلى ذلك، لم يُصدّقوه. أمّا هو، فكان واثقًا بما اختبره. وما اختبره، كان يكفيه. وإذا دقّقنا في ما جرى بعد شفائه توًّا، فلا يفوتنا أنّه لم يكن قد رأى يسوع بعد. فعندما اعترض الربّ سبيله، وأمره بأن "يغتسل في بركة سلوام" (الآية الـ7)، لمّا يكن يرى. وقع ظلّ الربّ عليه، بلى. أحسّ بيدَيْ المعلّم تداعب وجهه، بلى. سمع صوته، أيضًا بلى. ولكنّه لم يره وجهًا بوجه. كان يدافع عَمَّنْ اختبره في أعماقه، أو، بكلام يناسب سياقنا، عَمَّنْ رآه في قلبه. لقد دفعته رؤية، ليست كأيّ رؤية أخرى، إلى أن يواجه كلّ مَنْ قاربه، بقوله: "كنتُ أعمى". رمى ماضيه خلفه. قال: كنت. ما لكم ولما كنتُ عليه. انظروا: ها إنّي أبصر الآن. ذاك المعلّم، الذي لمّا أره، أهداني جدّةً لم يهبني إيّاها أمّي وأبي. ما لكم ولأمّي وأبي. إنّه أمّي وأبي. إنّه خالقي. أنا، اليوم، ولدتُ. أنا ابن. أنا ابنه.

لا يحتاج أيّ قارئ راضٍ إلى كثير من العناء، ليدرك أنّ مَنْ كان أعمى سكنه أنّه مسؤول عن أن يعي بنو جلدته خلاصهم. هذه من مقتضيات الشهادة، أو مقتضاها الأعلى. كان يريد كلّ مَنْ اجتمعوا عليه أن يؤمنوا، أن يشفوا. كان يريدهم أن يولدوا الآن. فالشهادة، التي خرجت من فمه، كانت تبحث عن أهلها. لا يشعرنا هذا الشاهد المبصر بأنّه يتباهى بشفاء تمّ من أجله حصرًا، بل من أجله وأجلهم وأجلنا في آن. أخبرهم بما يخصّه ويخصّهم ويخصّنا، أو بما آمن بأنّه يعنيه وهم ونحن أيضًا. كلامه يبيّن أنّ منطلق الشهادة قناعة تسكن ناقلها، ومداها قناعة تطلب أن تسكن مَنْ تصل إليه. وما بين المنطلق والمدى رباط يحكمه ثبات يزيّن الناقل، أو يجب أن يزيّنه أبدًا. وهذا عينه معنى الإخلاص. فالشهادة ليست حماسةً تتعلّق بآنٍ حاضر، بل بكلّ آن، بل بآن مستمرّ. كلُّ أمري مخلصًا أن أتعاطى اللحظة، التي أنا فيها، على ضوء اللحظة التي وعيت فيها أنّ الربّ أنقذني من عتاقتي. ومن الإخلاص أن أُبعد نفسي عن نتائج تفرحني أو ربّما لا تفرحني، أن أكون حرًّا من أن أتأثّر إن بقبول مَنْ أشهد له أو برفضه. بلى، يجب أن يفرحني مَنْ يقبل الشهادة لله، يفرحني كثيرًا، ويحزنني مَنْ يرفضها، يحزنني كثيرًا. ولكنّ فرحي وحزني يجب أن يكونا على قاعدة وعيي أنّ ما أنا أفعله يعود إلى الربّ فعلاً ومجدًا. فأنا للربّ. سواء نجحت أو فشلت، أنا له وحده. لست أنا موضوع النجاح، ولست أنا موضوع الرفض. ثمّة واحد هاجمني على دروب حياة عتيقة، وبيّن لي حبّه المجدّد. وما لي من شأن سوى أن أروي قصّة حبّه لي إلى كلّ مَنْ أراه على دروبي، قصّة حبّ المسيح "الذي أحبّنا (جميعًا)، فحلّنا من خطايانا بدمه" (رؤيا يوحنّا 1: 5).

هذه البلاغة، التي خرجت من فم مولود أعمى، هي بلاغة الحبّ المقبول الذي وزّعه الله الحيّ على العالم بسخاء، ليسحق كلّ شكوك التاريخ، وينتصر الحقّ إلى النهاية.


الأخبار

جنيف

عُقد اجتماع مجلس أبرشية أوربا الغربية والوسطى في 17 نيسان الماضي في جنيف بدعوة من راعي الأبرشية المطران يوحنا وبحضور صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع ومندوبين من مختلف مناطق الأبرشية. كانت مناسبة لعرض ما تمّ إنجازه خلال السنة الفائتة والنظر الى التطلّعات المستقبلية للأبرشية. تكلّم صاحب الغبطة مبديًا استحسانه للعمل الجاري مع الرعايا القائمة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا والنمسا وسويسرا وبالأخص السعي لفتح رعايا جديدة في إيطاليا والسـويد، ومذكّرًا بدور الكنيسة الأنطاكية الرعائـي الذي يشمـل الكـل. ثـم تكلـّم سيادة المتـروبوليت يوحنا شاكرًا حضور صاحب الغبطة ورعايته للاجتماع. وقد تمّ الإعلان عن فتح كنيسة جديدة في منطقة باريس هي كنيسة القديسة هيلانة في Vaucresson يُقام فيها القداس كل يوم أحد. أنشد كل المجتمعين: “إلى سنين عديدة يا سيد” معايدين غبطته لبلوغه عامه التسعين. تجدون المعلومات كافة على موقع الأبرشي: http://www.antiocheurope.org


قطر

زار غبطة بطريرك اورشليم ثيوفيلوس قطر حيث ترأس القداس الإلهي يوم الجمعة في 16 نيسان الماضي في قاعة كنيسة القديس جاورجيوس والقديس افرام السرياني يعاونه المطران دوروثاوس والمطران أريستارخوس وعدد من الكهنة. أقيم القداس بعدة لغات: اليونانية والعربية والروسية والرومانية، وقامت جوقة عربية بالترتيل. اشترك في القداس كثير من الأرثوذكسيين المقيمين في قطر من السوريين واللبنانيين والأردنيين واليونانيين والقبارصة والروس والرومانيين. بعد القداس وضع غبطته الحجر الأساس لبناء الكنيسة.


البرازيل

عُقد في مقر المطرانية الأرثوذكسية الأنطاكيّة في سان باولو المؤتمر الأرثوذكسي لأميركا اللاتينية بين 15 و18 نيسان الماضي. اشترك في المؤتمر المطارنة الأنطاكيون أنطونيوس (المكسيك) ودمسكينوس (البرازيل) وسرجيوس (التشيلي) وسلوان (الأرجنتين)، ومن البطريركية المسكونيّة مطران المكسيك أثيناغوراس ومطران الأرجنتين طاراسيوس، ومن الكنيسة الروسية مطران الأرجنتين ميليتون ومطران فنزويلا يوانيس، ومطران البرازيل إرميا من الكنيسة الأوكرانية. درس المجتمعون الأوضاع الارثوذكسية العامة في أميركا اللاتينية ساعين إلى العمل بروح واحدة وخطة واحدة لتكون كلمتهم واحدة في المنطقة التي يخدمون. جاء هذا المؤتمر تمهيدًا للعمل على إعداد للمجمع الارثوذكسي العامّ. اشترك الجميع في القداس الإلهي يوم أحد حاملات الطيب في الكاتدرائية الأنطاكيّة في سان باولو بحضور جمع غفير من المؤمنين وممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعن الكنيسة الغربية، وبعض الرسميين.

Last Updated on Tuesday, 01 June 2010 21:38
 
Banner