Share تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الاحد أول شباط 2009 العدد 5 أحد الكنعانية/ تقدمة عيد دخول السيد الى الهيكل القديس الشهيد تريفن رَعيّـتي كلمة الراعي صناعة الموعظة الكلمات المرتبة، الواضحة فيها صناعة. لا ينبغي ان تتدحرج الكلمات من اللسان ولكن من العقل الذي يحتوي المعاني ثم يستلم اللسان المعاني. هذه حال كل نص. اجل ان تستلهم الله ولكنك تدرس . تمحّص الأفكار المتّصلة بالفكر الإنجيلي اي بالقراءة الانجيلية التي قرئت. وهذا التواصل بين الواعظ والنص الانجيلي تدعمه التهيئة للعظة بحيث يأتي الكاهن الخطيب دارسا مكانة التلاوة الإنجيلية في الإنجيل الذي اقتُطفت منه ويعرف تفسيرها استنادا الى كتب التفسير المتوفّرة لديه بالعربية او باللغات الأجنبيّة اذا كان يتقنها، وعلى الأقل من الكتب التي تفسّر أناجيل الآحاد او الرسائل. وهذه متوفّرة بالعربي. وقد كُتب في هذه الأبرشية منذ سنوات عديدة تفاسير في رعيتي، وربما أمكننا الاطّلاع على ما نُشر في أبرشيات أخرى. غير ان هذا لا يعني أن نردّد ما قرأناه هنا وهناك، ولكن ان نستقي منه ونعود الى قول قولنا ويوافـق الجماعة التي نعظها لأن ما يقال في هذه الكنيسة لا يُقال في غيـرها، ومـا يـقال في هذه السنـة لا يـُقال في غـيرها. واذا سعيت ان تكون بسيطا، هذا لا يعني ان تكون سطحيا لأن المؤمنين في حاجة الى غذاء روحي. ان تكون بسيطا يعني ان تكون واضحا. لا يعني ان تكون تافها. انت ابذل جهدًا لتفهم. واذا رأيت انك لم تفهم كل المقطع، لا تحاول ان تشرحه كلّه. يمكنك فقط ان تشرح آية او آيتين. وحتى لو فهمت كل الفصل المقروء، قد تروقك آية واحدة اذ تعرف انها مفيدة لرعيتك. تركّز عليها ولا تكرّر كلماتك. ولكن لا تخف أن تردّد ما قلته في سنوات سابقة. دائما ان كنت حيويا محبا للإنجيل تنسال من لسانك كلمات جديدة. خذْ مثل "الابن الشاطر". يمكن ان تركّز في هذه السنة على الولد الضال، وفي سنة أخرى على الذي لم يضل، وفي سنة ثالثة على الآب الحاضن والحنون. ولكن لا تقدر ان تعظ على هذا النص بعشر طرق الا اذا كنت موهوبا كثيرا. الأسلوب قد يتغيّر. الكلمات يمكن ان تأتي جديدة. ولكن عمق المعنى يأتي واحدًا. من الأصعب ان يأتي نصّك جامعا بين الإنجيل والرسالة. غير ان هذا يتطلّب منك حذقًا في صناعة الكلمة ومعرفة أعظم. حاول هذا بعض المرات ولكن ليس كثيرا الا اذا كنت دارسا جيّدا للكتاب المقدّس. حاول ان تستوعب الكلمة الإلهيّة من سِفْر التكوين الى سفر الرؤيا وسجّل على دفترٍ التقارب الذي تجده بين الآيات من العهدين. القراءة المتعمّقة مع قراءة الحواشي إن وُجدت تكون ينبوعا فياضا لوعظك. اذا استطعت ان تحفظ عشرات الآيات او مئات منها تتدحرج على لسانك وتتماسك في عقلك. اعرض موعظتك على الفاهمين اذا كانت مكتوبة او مسجّلة لتتأكّد انك لم تُخطئ في العقيدة. التواضع امام زملائك العارفين هو الذي يجعلك تتقدّم. المهم ان تعطي فكر المسيح وليس فكر الأدباء والشعراء او الفلاسفة. انـت ابـن الكتــاب والآبـاء القديـسين ومنـهـم الآباء النساك. انت موفد المسيح الى رعيتك ولا علاقة لك بالنصوص الأدبيّة. التزم فكر الرب.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: رومية 28:8-39 يا اخوة نحن نعلم ان الذين يُحبون الله كل شيء يعاونهم للخير اي الذين هم مدعوون بحسب القصد. فإن الذين سبق فعرفهم سبق فحدد ان يكونوا مشابهين لصورة ابنه حتى يكون بكرًا ما بين اخوة كثيرين. والذين سبق فحددهم اياهم دعا، والذين دعاهم إياهم برّر، والذين برّرهم إيّاهم مجّد. فماذا نقول في ذلك؟ اذا كان الله معنا فمن علينا؟ الذي لم يُشفق على ابنه بل أسلمه عن جميعنا، كيف لا يهبُنا ايضا معه كل شيء؟ من يشكو مختاري الله؟ الله هو المبرر. فمن يقضي علينا، المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام ايضا، وهو عن يمين الله وهو يشفع ايضا فينا. فمن يفصلنا عن محبة المسيح، أشدة ام ضيق ام جوع ام عري ام خطر ام اضطهاد ام سيف؟ (وكما كُتب إنّا من أجلك نُمات النهار كلّه وقد حُسبنا مثل غنم للذبح)، لكننا في هذه كلها تشتد غلبتنا بالذي أحبنا. فإني لواثق بأنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رئاسات ولا قوات ولا أشياء حاضرة ولا مستقبلة، ولا علوّ ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربّنا.
الإنجيل: متى 21:15-28 في ذلـك الزمان خرج يسوع الى نـواحي صور وصيـدا، واذا بـامرأة كنـعانية قد خرجت من تلك التخوم وصرخت اليه قـائلة: ارحمنـي يا رب يا ابـن داود، فان ابنتي بها شيطـان يـعـذّبها جدا. فلم يُـجبهـا بكلـمة. فـدنـا تـلاميـذه وسألـوه قائـلين: اصرفها فانهـا تصيـح في إثرنا. فأجاب وقال لهم: لم أُرسَـل الا الى الخراف الضالـة من بيـت اسـرائيـل. فأتـت وسجدت لـه قـائلة: أغثنـي يا رب. فأجاب قائـلا: ليس حسنـا ان يـؤخذ خبـز البنيـن ويُـلقى لـلكلاب. فقالت: نـعم يـا رب، فإن الكـلاب ايـضا تـأكـل من الفتـات الذي يـسقط مـن مـوائد أربـابها. حينئذ أجاب يسوع وقال: يا امرأة عظيـم ايمـانك فليكن لـك كما أردت. فشُفيـت ابنـتها مـن تلـك الساعـة.
"سرّ الأخ" "سرّ الأخ" هو عنوان كتاب جديد تضمّ صفحاته سيرة القدّيسة الأمّ ماري (سكوبتسوف) وبعضًا من تعاليمها. وهذا الكتاب، الذي صدر عن "تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة"، هو كتاب خارج عن المألوف، بكلّ ما للكلمة من معنًى. كلّ حرف من حروفه صدمة، صدمة تفضح عتاقتنا وتخاذلنا وانشغالنا التافه. إنّه، باختصار شديد، قصّة امرأة تزوّجت مرّتين، وأنجبت. ثمّ قرّرت أن تعطي الفقراء حياتها كلّها. فترهّبت في هذا العالم، لتخدم أوجاعَ بشرٍ، آمنت بأنّهم جميعًا، من دون أيّ تمييز، "إخوة يسوع". من صميم هذه السيرة، يصادفك، في هذا الكتاب، ذكر أشخاص عرفهم بعض من تعايشهم شخصيًّا (ومنهم، مثلاً، الأب ليف جيلّه)، وعرفتهم أنت عبر ترداد أسمائهم أو قراءة بعض مؤلّفاتهم المعرّبة. وإن كنتَ تعرف أنّ بعضهم من كبار اللاهوتيّين في تاريخك الحديث، فيسهل عليك أن تغبّط وعي من سحرتهم القداسة في انشغال هذه المرأة الفريد، أي المحبّة التي هي العلم كلّه. فالعلم، أوّلاً وأخيرًا، هو أن تحبّ. ومن هذا العلم أن تفرح بالمحبّة أنّى رأيتها تشرق، وتتعهّدها كما تتعهّد صحّة قلبك. في هذه السيرة قضيّتان ترتبط إحداهما بالأخرى. الأولى أنّ صاحبتها سُجنت في معسكر نازيّ، وأعدمت بالغاز السامّ "في يوم من آذار العام الـ1945"، وأعلنت الكنيسة الروسيّة قداستها (مع ثلاثة من رفاقها) في العام الـ2004. والثانية أنّ من تتكلّم عليها راهبة تحمل المسيحيّة إلى أبهى معانيها بإعلائها فرادة إله أحبّ العالم "بجنون" كلّيّ. سأبدأ بالقضيّة الثانية. ويعنيني، بدءًا، أن أعترف بأنّ هذه السيرة، التي أرجو أن تجد في كنيستنا صدًى طيّبًا، لم تجعلني أخرج على مناصرتي الرهبنة التقليديّة التي تقوم على التزام شركة دير. لم أسمح لـنـفسي، فـي سـرّ نــفسي، فــيما كنــت أقـرأهـا وبـعـد أن ختمتها، بأن أتمنّى أن يترك الرهبان والراهبات أديرتهم وينتهجوا نهج هذه المرأة العملاقة التي ترميك قراءة سيـرتهـا علـى ركبتيك، لتتـابـع ما تفـعلـه سـاجـدًا، وتبكـي خطاياك القاتلة. فإيماني الثابت أنّ الكنيسة مواهبيّة، أي أنّ روح الله أعطى كلاًّ منّا أن يساهم في خدمة كنيسته ونموّها وازدهارها. وإن تابعت الاعتراف، فأذكر أنّني، كلّما سمعت بعض الأصوات التي تتمنّى أن يترك الرهبان مواقعهم ليخدموا في العالم، كنت أصاب بانزعاج شديد. وكان ردّي الدائم أنّه لا يليق بنا أن نطلب من غيرنا ما يجب أن نعرف أنّ الله يطلبه منّا جميعًا. فللرهبان خدمتهم، ولكلّ مؤمن خدمته. الأمّ ماري (سكوبتسوف) لا تقول لنا اتركوا مواقعكم، بل أحبّوا في مواقعكم. وأحبّوا، تعني انزلوا، في الأمكنة التي أنتم فيها، إلى أوجاع الإنسان، أيّ إنسان سرق الحزن (والمرض والجوع والعري...) الفرح من عينيه. تعني افهموا أنّكم لستم، وحدكم، في الأرض. إن كنتم تأكلون وتشربون، فاذكروا أنّ ثمّة جياعًا وعَطَاشى. وإن كنتم تلبسون ثيابًا تقيكم حرّ الصيف وبرد الشتاء، فثمّة أناس لا يملكون ما يستر عريهم. وإن كنتم قادرين على أن تستشفوا، فثمّة من لم تلمس أجسادَهم الموجوعة يدُ طبيب. وإن كنتم قد برّزتم في العلم، فثمّة أمّيّون تعجّ بهم أرضكم. وإن كنتم خارج السجون، فثمّة مسجونون. أي تعني: افهموا أنّكم بنو آب واحد ينتظر أن تتعهّدوا أوجاع إخوتكم، وتقوّضوا أساس كلّ قهر في الأرض. هذا كلّه يعني أنّ هذه السيرة لم تُكتب، لنسقط في استنتاج أنّ ما يريده الله، من عمل الخير، يخصّ بعضًا من دون غيرهم. فمن كَتبها، أرادنا أن نستقرّ في قناعة أنّ ما فعلته الأمّ ماري وعلّمته يعنينا جميعًا، في أيّ موقع كنّا. وفي الواقع، كلّ سير القدّيسين تعنينا. وتعنينا تعني، ممّا تعني، أنّ من أحبّوا الله، في أيّ نهج اختاروه، هم دعوة إلى أن نذكر أنّ الله ما زال يريد أن يعمل فينا رضاه. ليست سير القدّيسين روايات عن أبطال من عهود ولّت، أبطال يصعب تكرارهم. ليست أساطير. فإنّما سير القدّيسين هي سيرة الله الذي ما زال يطلب ودّنا. وإن رأينا أنّ القدّيسين يفوق ما فعلوه إمكاناتنا الوضيعة، فرؤيتنا حسنة كلّيًّا. فلقد أوجد الله لكـلّ منّـا عيـنـيـن، لنـرى القـداسة عالية دائمًا، عالية كلّيًّا. عالية، لا لنقول إنّ ما نراه يستحيل أن ننفّذه نحن، بل لنجتهد في الاتّكال على القادر على أن يحقّق، فينا، كلّ ما يظهر مجده. أمّا القضيّة الأولى، فترتبط ارتباطًا وثيقًا بما ذكرناه. فهذه السيرة العجيبة، التي تروي قصّة قدّيسة معاصرة، يجب أن تجعلنا على يقين أنّ كلّ شأن المسيحيّة أن نقتنع بأنّ القداسة تخصّ عصرنا، كما كلّ عصر. معظمنا يعرف أنّ ثمّة بيننا من يعتقد أنّ القداسة محفوظة في خزائن الماضي. وتسمع بعض من يحيون بين ظهرانينا يسألون: هل ثمّة قدّيسون (والمقصود: أرثوذكسيّون) في زماننا الحاضر؟ هذه الرواية تنزل إلى ظلم السؤال، وتجيب: نعم. ولنفهم جميعنا أنّ هذه الإجابة لا تحكمها الدلالة على من تقدّسوا فحسب، بل إنّما تذكّرنا بما يخصّنا أيضًا. كلّما عرفنا أنّ ثمّة شخصًا، أعلنت الكنيسة قداسته، يجب أن نمجّد الله في أمر من أحبّوه، وتاليًا أن نذكّر قلوبنا بأنّه ما زال يدعونا جميعنا، رجالاً كنّا أم نساءً، إلى أن "نشترك في قداسته". يبقى، في الأخير، أن نضمّ صوتنا إلى صوت الإخوة الذين نقلوا هذا الكتاب إلى لغتنا العربيّة، ونرجو أن تصل "رسالته القيّمة إلى كلّ فرد وبيت وكنيسة".
الأخبار عيد القديس أنطونيوس الكبير ترأس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة القديس انطونيوس الكبير في فرن الشباك صباح الـ 17 من كانون الثاني. قال في العظة: "قرأنا من انجيل لوقا من العظة على السهل وهي مقابل العظة علي الجبل في انجيل متى. والمضمون احد في العظتين. مطلع ما نسميه التطويبات: طوباكم ايها المساكين او طوباكم ايها الفقراء. ينطبق هذا الكلام على القديس انطونيوس. لكني أريد ان اغوص قليلا في فكرة الفقر. هل ان الذين يــملكـون الكثـيـر مـن المال لا يـعنيـهم هـذا الكـلام؟ مـاذا يأخذون من الإنجيل؟ هل الإنجيل للفقراء فقط؟ نحن عندنا الانسان الفقير الى الله. هذا المعنى الحقيقي للكلمة. ان الذي لا يملك المال يمكن ان يشتهي المال ويتمنى ان يكون غنيًا. الانسان المسيحى لا يشتهي المال. قلبه منسلخ عن المال لا يتعلّق بثروته. كان القديس انطونيوس من عائلة غنية لكنه لم يكن عبدًا للمال. القصة ليست بكمية الغنى، القصة أين قلب الانسان". وتابع عن القديس انطونيوس أب الرهبان، اول من تبع هذا النمط من الحياة الذي يتطلب التخلّي عن كل شيء والتركيز على الأهم. رأى انطونيوس انه متعلّق بالله تعلقًا شديدًا فقرر ان يلازم الله ولا ينصرف الى اي شيء آخر. وتابع سيادته قائلا: "انا لا اقول اذهبوا كلكم وترهبوا... انا اقول كُن انسانًا حرا مقيدا بالله فقط، مطيعا لله فقط... القضية ليست بأن يكون عندنا مال او لا يكون، القضية ان لا يستعبدنا المال. القضية ليست في ان نتزوج او لا نتزوج. القضية ان نكون احرارا في الزواج وفي البتولية. القضية ان نتعلق بالله ولا شيء غيره..."
وفاة اللاهوتي الفرنسي اوليفييه كليمان توفي في 15 كانون الثاني اللاهوتي الأرثوذكسي الفرنسي أوليفييه كليمان عن 87 عامًا. اهتدى بالغًا الى الإيمان الأرثوذكسي على يد فلاديمير لوسكي. وهو من أهم المؤلفين الارثوذكسيين في النصف الثاني من القرن العشرين. حاور العديد من الشخصيات المسيحية البارزة في هذه الفترة منهم البطريرك أثيناغوراس (انظر كتابه "حوار مع البطريرك أثيناغوراس") وكانت له معهم علاقات ثقة وصداقة. كما له أصدقاء كثيرون من الارثوذكسيين الانطاكيين. يتميز لاهوت كليمان بغناه وبتغذيه من معين التقليد الآبائي العريق وسبكه للتعليم الروحي واللاهوتي في لغة الإنسان المعاصر وفي إطار مشاكله الآنية. كما يغتني لاهوته بصيغة فريدة هي عدم الفصل بين اللاهوت والروحانية والليتورجية في التفكير. علّم أوليفيه كليمان وهو مؤرخ وصحافي أيضًا لسنوات عديدة في معهد سان سيرج الأرثوذكسي في بـاريـس، وكان معاصرًا وصديقًا للاهوتيين عظام مثل سرج بولغاكوف وبول افدوكيموف. كما وعلم في المعهد الحبري الشرقي في روما. من بين مؤلفاته: "الشمس الآخرى: سيرة ذاتية روحية"، "نشيد الدموع: مقالة في التوبة"، "نظرة أخرى إلى روما: الأرثوذكسية والبابوية"، "عيون من نار: الإيروس والأغابي"، "حتى وإن مات سيقوم"، "خيوط من نور"، "تساؤلات حول الإنسان"، "الكنيسة الأرثوذكسية" ، "تساؤلات حول الانسان"، "المسيح ارض الأحياء"، "الوجه الداخلي"، "ينابيع"، "المسيح قام: كلمات في الأعياد المسيحية" وغيرها الكثير.
رودُس نظمت البطريركية المسكونية في تشرين الاول الماضي في جزيرة رودس مؤتمرا دوليا حول الخدمة الرعائية في مجال الصحة جمع مندوبين من كل أبرشيات البطريركية، كهنة وأطباء وعاملين في حقل الصحة أتوا من تركيا واليونان وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها. كما حضر ممثلون عن كنائس قبرص واليونان وألبانيا ومراقبون من الكنائس المسيحية الاخرى والهيئات المدنية التي تتعاطى رعاية المرضى. بحث المجتمعون المسائل التي تواجه خدمة المرضى وذلك من الناحية اللاهوتية والناحية الرعائية، وشددوا على ضرورة تدريب الكهنة الذين يواجهون المرض والألم مع الأخذ بعين الاعتبار الحياة الروحية في مقاربة الحالات المعقّدة الصعبة. وشددوا ايضا على ضرورة تعاون الكهنة مع العاملين في المجال الصحي من اطباء وممرضين وعاملين اجتماعيين. تطرّق المؤتمر ايضا الى العلاجات الجديدة لبعض الامراض والتحديات التي تطرحها اخلاق علم الحياة على اللاهوت الارثوذكسي. أخيرا رفع المؤتمر تقريرا الى قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الاول يتضمن اقتراح تأسيس شبكة اتصالات في البطريركية من اجل تبادل المعرفة والخبرة في خدمة المرضى من جهة وفي تطوير العمل في مجال الخدمة الرعائية من جهة اخرى.
|