Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2009 العدد10: الصوم
العدد10: الصوم Print Email
Sunday, 08 March 2009 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الاحد 8 آذار 2009 العدد 10  
الأحد الأول من الصوم
أحد الأرثوذكسيّة
رَعيّـتي

كلمة الراعي

الصوم
لقد نزلت علينا بركات الصوم الذي نرجو أن نتقدّس فيه استعدادًا للفصح المبارك. سنسلك سلوك تقشّف وتعفّف نسيطر بهما على الشهوة ونتنقّى لمتابعة صلوات هذه الفترة الطيّبة التي ألِفَ المؤمنون فيها أن يشتركوا بصلاة النوم الكبرى والقداس السابق تقديسه ما خلا الآحاد التي نقيم فيها قداس باسيليوس الكبير حتى يحلّ علينا الأسبوع العظيم الذي ترتفع فيه تقوانا خدمةً بعد خدمة ولا سيّما في الأيام الثلاثة الأخيرة.
منهج صيامنا من جهة الطعام أنّنا نُمسك عن اللحم ومشتقاته (الألبان والأجبان)، وقد سمحت الكنيسة لقلّة النبات في بعض البلدان الأرثوذكسيّة بأكل ثمار البحر ما عدا السمك. في القديم كنّا نأكل وجبة واحدة من الطعام. اما الآن فرأفةً بالمؤمنين نتناول طعام الغداء وقليلًا من طعام العشاء بعد حضورنا صلاة النوم الكبرى. يبقى على المؤمن إذا لم يشترك فيها أن يتلو صلاته قبل النوم.
روح الصيام ألّا نتعاطى اللّهو ونتحاشى مشاهد في وسائل الإعلام غير لائقة ومؤذية لطهارة العين والأذن وأن نسهر بنوع خاص على نقاوة أولادنا.
لقد أوضحت القوانين الكنسيّة أنّ المريض معفيّ من الصيام. هو يعرف ما يؤذيه والأفضل أن يشاور بذلك أباه الروحي.
ولقد وضعت الكنيسة القداس السابق تقديسه يومَي الأربعاء والجمعة والأيام الأولى مِنَ الأسبوع العظيم المقدس حتى يتناول المؤمنون فيه بين أحد وأحد. وهكذا نصوم مع الصائمين ونصلّي معهم لنسير معًا الى قيامة الرب ونحن مهذّبون بتهذيبه. أنت تأكل وتصلّي كما تشاء الكنيسة المقدّسة أن تفعل.
الجانب الآخر من زمن الصوم أن تقوم بالإحسان حسب استطاعتك ولا يبقى المحتاجون من إخوتك بدون رحمتك. هكذا نعضد بعضنا بعضًا بمحبة المسيح لنا لنستحق أن ننتصب معًا، أمام الرب القائم من الموت.
الصوم، إن لم تعشه بكل جوانبه وكل معانيه واكتفيت بعدم الزفر، يكون مجرّد حمية ولا ينفعك روحيًا. نحن لسنا نطبّب أنفسنا جسديًا ولو كان الإمساك نافعًا صحيًا. نحن نرمّم النفس إذا شاخت بالخطايا. نطهّر الروح من كل أدرانها ونتدرّب على الفضيلة ونكتسب بالصلوات المختلفة مواهب من الله وتحسّنًا يبقى معنا ونجمع حواسنا وأفكارنا الى المسيح. واذا عرفت نفسك صائمًا اي مكرَّسًا للسيّد وهاجمك روح الشرّ، تتذكّر أنّك صائم وغالبًا ما تمنع نفسك عن الشرّ. فكما يتروّض الجسد بالتمارين، تتروّض النفس بالعفّة التي يقدّمها لك الصوم وتميل الى العفّة.
هناك فترة من السنة نقضيها حلوة بصداقة يسوع ونستحلي الرجوع إليها، وكثيرون يتمنّون عند الفصح أن يستمرّ هذا الزمان. في كنيستنا الرهبان يصومون كلّ حياتهم عن اللحم. وهذا معروف في معظم أديرة الأبرشيّة. هم في رياضة روحيّة دائمة حتى لا تسيطر عليهم الشهوات ويظلّوا ملتصقين بالمسيح.
ألا متّعَنا الله بهذه البركات حتى نستعيد شبابنا الروحي.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 24:11-26 و26:24
يـا إخوة، بـالإيمان موسى لما كبـر أبـى ان يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارا الشقاء مع شعب اللـه على التمتع الوقتي بالخطيئة، ومعتبرا عار المسيـح غنى أعظم من كنوز مصـر، لأنـه نظر الى الثـواب. وماذا أقـول ايضا؟ انه يضيق بي الوقت إن أََخبرتُ عن جـدعون وبـاراق وشمشـون ويـفتـاح وداود وصموئيـل والأنبيـاء الذين بالإيمان قهروا الممالك، وعمِلوا البِرّ، ونـالوا المواعـد، وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدة النار، ونجوا من حد السيف، وتـقوّوا من ضعف، وصاروا أشداء في الحرب، وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعـُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يـقبلوا بـالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل؛ وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بـحدّ السيف، وساحـوا في جلود غنم ومعزٍ وهـم معـوَزون مُضايَـقون مـجهودون، ولم يـكن العالم مستحقا لهم، وكانـوا تـائهين في البـراري والجبـال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بـالإيمان، لم يـنالوا الموعـد لأن الله سبـق فنـظر لنـا شيـئا أفـضل: أن لا يَـكْمُلوا بـدوننا.

الإنجيل: يوحنا 43:1-51
في ذلك الزمان أراد يسوع الخروج الى الجليل، فوجـد فيلبـس فقال له: اتـبعني. وكان فيـلبس من بيـت صيدا، من مديـنة انـدراوس وبـطرس. فوجـد فيلبسُ نثـنائيلَ فقـال له: ان الذي كتــب عنـه موسى في الناموس والأنبـياء قد وجدنـاه، وهـو يسـوع بـن يوسـف الذي من الناصرة. فقال لـه نثنائيل: أمـن النـاصرة يمكن ان يـكـون شيء صالح؟ فقال له فـيلبس: تعال وانظر. فرأى يسوعُ نثنائيلَ مـقـبـلا اليــه فقال عنه: هـوذا إسرائيليّ حقا لا غـش فيـه. فقال له نـثـنائيل: من أيـن تـعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبـل ان يـدعـوك فيلبس، وانت تحت التيــنة رأيتـك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلم، انـت ابنُ الله، انت ملك اسرائيل. أجاب يسـوع وقال له: لأني قلت لك اني رأيتك تحت التينـة، آمنتَ؟ انـك ستعايـن أعظم من هذا. وقال له: الحق الحق اقول لكم انـكم من الآن تـرون السماء مـفتوحة وملائـكة الله يـصعدون ويـنـزلون على ابن البشر.

تقاسيم على صلاة القدّيس إفرام
"أيّها الربّ وسيّد حياتي، أعتقني من روح البطالة والفضول وحبّ الرئاسة والكلام البطّال. وأنعم عليّ، أنا عبدك الخاطئ، بروح العفّة واتّضاع الفكر والصبر والمحبّة. نعم، يا ملكي وإلهي، هبني أن أعرف ذنوبي وعيوبي وألاّ أدين إخوتي، فإنّك مبارك إلى الأبد، آمين" (صلاة القدّيس إفرام السريانيّ).
هذه الصلاة، التي نتلوها في خِدم الصوم الكبير جملةً، هي صلاة الصوم بامتياز. وقد تركها لنا القدّيس إفرام السريانيّ ذخيرة لقلوبنا، لنستقبح الرذيلة دائمًا، ونحبّ الفضيلة التي هي هدف انتسابنا إلى جسد المسيح.
تبدأ الصلاة بالتوجّه إلى الربّ "سيّد حياتي". وهذا يعني أنّ العلاقة بالله لا يحكمها أن أعرف ما يرضيه فقط، بل أن يسود ما يرضيه حياتي كلّها. فالربّ سيّد حياتي بهذا المعنى الذي يجعله، عندي، الآمر الناهي في كلّ شيء. ثمّ يعدّد القدّيس إفرام أربع رذائل: "روح البطالة والفضول وحبّ الرئاسة والكلام البطّال". وهذا التعداد لا يجوز اعتباره تعدادًا عشوائيًّا. فواضعها يتكلّم من خبرة. ويختار الرذائل التي يعرف أنّ قبولها، أو إحداها، يعطّل عضويّتنا في جسد المسيح. إنّها الرذائل التي يثيرها "روح" الشرّ الذي يكره الكنيسة والاندماج فيها. وهذا يثبته أنّه يطلب إلى الله، قبل أن يوردها، أن يعتقه منها. واللفظة "أعتقني" تعني حرّرني. إنّه يرى الرذائل شرًّا يكبّل الإنسان، ويرميه خارج الحياة الكنسيّة. وما من أحد يقدر على أن يحرّرنا من هذا الأسر المريع سوى الربّ الذي هو الحرّ، أي ابن بيت الله على نحو كلّيّ وثابت.
أوّل هذه الرذائل "البطالة". واللفظة لا تعني ألاّ تكون لي مهنة في الأرض أرتزق منها، بل أن أبتعد عن حياة كنيستي، أن أرى المؤمنين، ولا يحرّكني أن أكون منهم. وهذا شائع في زماننا، وفي غير زمن. فالقدّيس إفرام لا يخترع رذيلة لا يرى إلحاحها وتحكّمها في بعضٍ. يتكلّم على الموجود، ليعرف المؤمنون مقتضى الالتزام الحقيقيّ. فنحن لا نقدر على أن نضع كنيستنا على هامش حياتنا. إنّنا، بذلك، نعطّل مواهبنا التي نلناها في معموديّتنا لخيرنا وخير الجماعة كلّها. وهذا هو معنى البطالـة الكامـل. ثمّ يضيـف "والفضـول". واللــفظـة، التـي تعني ظاهريًّا ما نقوله في لغتنا العامّيّة "الحشريّة"، يرينا قبولها أنّنا على حقّ في بطالتنا وفي كلّ شيء. يرينا أنّ ما من أمر، في الجماعة، يدفعنا إلى أن نغيّر رأينا الخاطئ. أي هي، باختصار، أن نرمي أنفسنا، بإرادتنا، في يأس مُهلك. وهذه الرذيلة يتبعها "حبّ الرئاسة". فالرئاسة، التي هي خدمة في كنيسةٍ إلهُها خادم، لا يلمع حبّها في سوى عينَيْ البطّال واليائس الذي هواه أن يغطّي نقائصه القاتلة بمحاولة إخضاع الآخرين له. وهذا يجب أن ينتبه له الذين يؤمنون، في الكنيسة، بالربّ سيّد حياتهم. فقاعدة كلّ التزام صحيح أن نعرف أنّ ثمّة فرقًا شاسعًا بين من تختاره الكنيسة رئيسًا فيها، وبين من يحبّ أن تختاره. من يحبّ الرئاسة، لا يؤمن بالله، بل بنفسه. وآخر رذائل هذا التعداد "الكلام البطّال". وهذه تعني أنّني، إن كنت لا أنفع بشيء، لا أقدر على أن أتكلّم بالحقّ المنقذ. لا أحبّ أن أسمعه، ولا أن أشهد له. أرمي نفسي في التفه، وأردّد التفه الذي هو جحيم البعيدين.
دواء هذه الرذائل جملةً ما يذكره القدّيس إفرام من فضائل. فالفضيلة هي أن تستقبح الشرّ باختيارك العمل بما هو ضدّه. وهكذا تداوي البطالة بالعفّة، والفضول باتّضاع الفكر، وحبّ الرئاسة بالصبر، والكلام البطّال بالمحبّة. ويجب أن نلاحظ أنّ واضع هذه الصلاة يبدأ قائمة فضائله بلفظة "روح"، وتعني الروح القدس محيي الفضيلة في قلوب محبّيها.
أوّل عبارات هذا المقطع قولُ القدّيس: "أنعِم عليّ أنا عبدك الخاطئ". وفعل "أنعم" يدلّنا على أنّ الجهاد المسيحيّ، الذي هدفه اقتناء الفضيلة، مرتكزه معونة الله المُنعم. فالله هو الذي يُنعم عليّ لا بأن أختار فضيلته فحسب، بل بأن يساعدني على تحقيقها أيضًا. والله، الذي يُعين الجميع، لا يعي معونته سوى الذين يرون أنفسهم عبيدًا خاطئين، أي قومًا لا يعنيهم سوى أن يمجّدوا الله الذي يقفون أمامه.
هذه العبارة الأولى تسمح لقائلها بأن يطلب روح العفّة. وهذه، التي لا ينحصر معناها بالانضباط الجنسيّ، هدفها أن ننخرط في الكنيسة على أساس أنّ كلّ مـن فيـها قـد قُبـِلَ قبـولاً طيّـبًا. روح العـفّة يشفينا من البطالة التي تجعلنا نميّز بين الناس. إنّه يعطينـا ألاّ نـأتي من ذوقنا الخاصّ، بل من تلك القناعة المُرضية التي نختبرها بالنعمة التي تبني جسد المسيح. ثمّ يقول "واتّضاع الفكر"، وهي الفضيلـة الغالية على قلـب كلّ مـن أدرك أنّ الله قادر على كلّ شيء. فما يحمينا من اليأس ومن تمييزنا بين الناس، هو أن نعتقد بقدرة الله، ونسلّم أنفسنا وأعضاء جماعتنا له تسليمًا كلّيًّا. ففي الجماعة من هم ضعفاء يحتاجون إلى معونة. ونحن إنّما شأننا أن نؤمن بأنّ الله، الذي قَبِلَنا فيما نحن لا شيء، قادر على أن يعين الضعيف ومن يراوح مكانه. وبعد هاتين، يطلب الصبر. والصبر، الذي لا يمكن أن نثمر من دونه، هو الفضيلة التي تعلّمنا ألاّ ندين إنسانًا على زلّة مقدّرة أو ثابتة. ويختم فضائله بالمحبّة التي لا تمنعنا من أن نتكلّم على أحد بالسوء فحسب، بل تجعلنا، كما الربّ الذي نتوجّه إليه في الصلاة، أبناء البيت على نحو حقيقيّ.
ثمّ يُنهي صلاته بقوله: "نعم، يا مَلكي وإلهي، هبني أن أعرف ذنوبي وعيوبي وألاّ أدين إخوتي، فإنّك مبارك إلى الأبد". وهذا، الذي يبدو تكرارًا لبعض ما قاله، يريد به التأكيد أنّ شأن المؤمن أن يعرف ذنوبه ويمتنع عن إدانة من يحيا معهم، ليقدر على أن يبارك الله في فمه وقلبه وحياته كلّها. فبغير هذين الأمرين المتلازمين اللذين هما قاعدة كلّ صلاة وثمرة كلّ صلاة، لا أحد يمكنه أن يبارك الله تبريكًا حقيقيًّا.
هذه الصلاة قانون حياة يحضّنا القدّيس إفرام على أن نلتزم معانيه في هذا الصوم المقدّس، لنبقى عليه دائمًا بالتزامنا حياة كنيسة أُرسلت في العالم، ليتبارك الله في من يسودهم حبُّهُ.

من تعليمنا الارثوذكسي: الصلاة الدائمة
التلميذ: وعَظَ الكاهن عشية الصوم قال ان هذه فترة صلوات كثيرة في الكنيسة وفترة صلاة دائمة لكل منا. كيف تكون الصلاة دائمة ونحن نعيش حياتنا وندرس ونشتغل ونهتم بأمور كثيرة؟
المرشد: الصلاة اساس العلاقة مع الله، وكلما كانت صلاتنا دائمة، يكون الله مركز حياتنا. قال الرسول بولس في رسالته الاولى الى اهل تسالونيكي 5: 16: "صلوا بلا انقطاع". قال ايضا لاهـوتـيّ أرثوذكسي معـاصر: "كـل وقفة للانسان امام الله صلاة. لكن يجب ان تصير هذه الوقفة موقفًا دائمًا واعيًا: يجب ان تصير الصلاة دائمة لا تتوقف مثل التنفس، مثل دقات القلب".
التلميذ: ما هي هذه الصلاة الدائمة؟ كيف يكون شكلها؟
المرشد: هي جملة قصيرة مركّزة على اسم ربنا يسوع المسيح: "أيها الرب يسوع المسيح، ابن الله، ارحمني انا الخاطئ". تُذكّرنا بصلاة العشّار في مَثل الفريسي والعشار: "ارحمني انا الخاطئ"، وبصرخة "ارحمني" التي كان يُطلقها الذين كانوا يطلبون الشفاء من يسوع. يكرر المصلّي هذه الجملة بصمت، في اي وقت حتى تصير عند بعضهم صلاة دائمة تُرافق التنفس كأنها طبيعة ثانية. تُسمّى صلاة اسم يسوع "صلاة القلب".
التلميذ: لماذا نقول صلاة اسم يسوع؟
المرشد: هل تعرف ان اسم "يسوع" يعني "المخلّص"؟ كيف لا نتعلّق به؟ نقرأ في انجيل يوحنا 16: 23 ان يسوع قال لتلاميذه: "كل ما طلبتم من الآب باسمي يُعطيكم". يستجيب الله اذا كانت للذي يطلب علاقة داخلية مع الرب. اذكّرك ايضا بقول الرسول بولس عن قوة اسم يسوع في رسالته الى اهل مدينة فيليبي 2: 7-10: "أخلى ذاته آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس... وَضَع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله ايضا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض".
التلميذ: لم أفهم جيدًا. متى نصلي؟ هل نتوقف عن العمل؟
المرشد: ينصح احد الآباء الروحيين المعاصرين بممارسة هذه الصلاة بقلب نقي "في كل وقت، في الغرفة، في الشارع، في المكتب، في المعمل...". ويضيف ان "اسم يسوع وسيلة حقيقية فعّالة لتغيير الناس وإظهار حقيقة الله فيهم... لنذهب اليهم واسم يسوع في قلبنا وعلى شفاهنا...". صلاة اسم يسوع نعمة معطاة لنا. لنُصلّ دائما وبالاخص في ايام الشدة والقلق والشك والخطر وعندما نتخذ قرارات مصيرية حاسمة. أنهي لقاءنا اليوم بقول لأحد الآباء الروحيين: "عندما تصلي صلاة يسوع، تذكّر ان اهم شيء هو التواضع".

الأخبار
وفاة الأرشمندريت جورج (صليبا)
رقد في 19 شباط الماضي الارشمندريت جـورج (صليـبا) عن 80 عامًا. بعـد الدراســة الجامعيــة انتسب الى دير النبي الياس شويا البطريركي سنة 1962 حيث قضى 21 عاما، ثم انتقل الى منزله في بتغرين. اقيم الجناز في كنيسة القديس جاورجيوس في بتغرين برئاسة سيادة راعي الابرشية المطران جاورجيوس واشتراك عدد من الكهنة. قال سيادته في العظة:
"المسيح هو الشرق" كلمة من إشعياء النبي تتحقق الآن بوفاة أخينا الأرشمندريت جورج الذي ترك هذه الدنيا إلى الملكوت السماوي. تلحظون أننا في هذه الكنيسة المقدسة نجعل وجه الميت إلى الشرق، أي إلى المسيح. ونحن نبني هياكلنا في هذا الاتجاه لكي نقول إننا نستمد نورنا من المسيح، كما تستمد الأرض نورها من الشمس...
كان الارشمندريت جورج يطلب الله في دير القديس النبي الياس. ولازم هذا الدير زمنًا طويلاً. معروف أنه كان من أخوية هذا الدير. غير أنه لفت نظري لمّا أحسست أنه كان جدّيًا في الرهبانية التي كان معتنقًا إياها. إنسان تعلم كثيرًا في الجامعة، وعُرض عليه غير منصب في الدولة. ولكنه استغنى عن كل ذلك ليلتحق بمسيحه التحاقًا كليا... هذا الحبيب الذي نودّع الآن كان يخشى الله خشيًا كبيرا. وكان يعرف أنه سوف يدان. ولكنه كان يتوق إلى الملكوت السماوي. هو كان يعرف أنه سوف يُطوّب. نحن نقول عنه "طوبى لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله". إنهم لله يعاينون أي إنهم يعتبرون أن المسيح هو الشرق، هو شمس حياتهم، وأنهم لا شيء... كنت أراه في بساطته هذه الكبرى. هذه من أسمى الفضائل ألا تكون مرتبكًا إذا كلّمت بشرا، ألا تكون متغطرسا حاسبا نفسك واقفا على ذرى الجبال، أن تعرف أنك لا شيء. هذه هي البساطة التي سمّاها بولس العظيم، بساطة المسيح.

المجمع الأنطاكي المقدس
اجتمع المجمع الانطاكي المقدس برئاسة صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع في 24 شباط 2009 في دورة استثنائية عُقدت في الدار البطريركية في دمشق. درس المجمع القوانين المتعلقة بالأسقف المنتَدب لمعاونة راعي اب رشية او لمعتمدية بغية توضيحها. ثم استمع الى تقارير عن الابرشيات في اميركا اللاتينية وأستراليا التي بيّنت نشاط الكنيسة هناك ووفرة ثمار الروح القدس فيها.
وقد استنكر المجمع الانطاكي المقدس بشدة برنامجا عرضته القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي منذ بضعة ايام هاجم الايمان المسيحي والعقيدة المسيحية وشخص الرب يسوع المسيح ووالدته السيدة العذراء مريم. وقد اثار هذا البرنامج استنكارا في العالم المسيحي وغير المسيحي، اذ كيف يمكن ان تتعرض وسيلة اعلامية لتلك المقدسات بتلك الوقاحة والسخرية.

لندن
قال المطران أليشع، مطران الابرشية الروسية في إنكلترا، في مقابلة صحفية انه قلق جدا بسبب الحملة الإلحادية التي قامت بها جمعية بريطانية في لندن. تمّ تعليق يافطات على عشرات الباصات التي كانت تجوب المدينة كُتب عليها: "الأرجح ان الله غير موجود. لا تقلقوا، ابتهجوا، عيشوا كما تريدون". اضاف المطران: نحن الروسيين لنا خبرة فريدة اذ عشنا عشرات السنين في بلاد ملحدة، ونعرف ان نكران الله والعيش بدونه ليس مصدر بهجة وفرح. وقال انه يدعم حملة مضادة يقوم تلفزيون روسي وضع يافطات على 25 باصا عليها ايقونة الثالوث كتب عليها "الله موجود. آمنوا. لا تقلقوا. ابتهجوا وعيشوا حياتكم".

روسيا
احتفلت الكنيسة الروسية الارثوذكسية في 2 كانون الثاني الماضي بالذكرى المئة لرقاد القديس يوحنا كرونشتادت في دير القديس يوحنا في بطرسبرج، وهو الدير الذي اسسه القديس يوحنا سنة 1901، وفيه دُفن سنة 1909، فصار مقصدًا للزوار الذين يتبركون منه. أكد المطران في العظة على القامة الروحية الكبيرة التي للقديس يوحنا كرونشتادت الذي كان يعتبره الكثيرون قديسا وهو على قيد الحياة. كانت كلمته تنفذ الى كل القلوب. كان تعليمه بسيطا مركّزا على قوة الصلاة والشركة الدائمة في الإفخارستيا كما نرى من عظاته ومؤلفاته ويومياته.

Last Updated on Friday, 16 July 2010 22:46
 
Banner