Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2009 العدد23: الروح القدس
العدد23: الروح القدس Print Email
Sunday, 07 June 2009 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 7 حزيران 2009 العدد 23  
أحد العنصرة
رَعيّـتي

كلمة الراعي

الروح القدس
الروح القدس، الأقنوم الثالث ينقل الى كلّ مؤمن والى الكنيسة جمعاء مفاعيل الخلاص الذي تمّ بيسوع المسيح. هذا نلنا به الخلاص بالصليب والقيامة. هو قدّم لنا هذا الخلاص. يبقى ان الإنسان ليناله يجب أن يريده.
إرادتنا في نيل الفداء نعبّر عنها في حياتنا الكنسيّة: في المعموديّة وسرّ الشكر وبقيّة الأسرار. هذه كلّها يتمّمها الروح القدس. ففي القداس نقول للآب: أرسل روحك القدّوس علينا وعلى هذه القرابين فتتحوّل الى جسد الرب ودمه. كلّ عمل تقديسيّ (تكريس الكنائس مثلا، تقديس الماء) كل تبريك آخر يصير بقوّة الروح فيحضر المسيح على هذه الأشياء ونستقبل المسيح.
يتكوّن المسيح فينا اذًا بقوّة الروح القدس. واذا سكن المسيح في قلوبنا، يأخذنا الى الآب، ونكون هكذا اتصلنا بكل الثالوث الأقدس.
اذا قرأنا الإنجيل فلا تدخل كلماته الينا وتغيّرنا الا اذا نقل الروح القدس الى قلوبنا هذه الكلمات.
اي شيء فيه تقديس وتنقية وسموّ روحيّ يحصل فينا بقوّة الروح الإلهي.
الروح القدس اذًا هو روح القداسة. اذا صلّينا فرديًا صباح مساء ينقل الينا الروح القدس قوّة هذه الصلاة.
المسيرة الإلهيّة بعد الأنبياء والوحي الذي وصل اليهم تبدأ بالتجسّد الإلهي الذي حصل بالروح القدس وقبول مريم له. ثمّ يعلّم السيّد الجموع ويشفي المرضى، وهذا كلّه بفعل الروح القدس الذي كان دائما مع يسوع وفيه. وفي نهاية المطاف، وبعد صلبه وقيامته، نفخ يسوع من ذاته الروح القدس. وبعد صعوده الى السماء وتشريف طبيعته الإنسانيّة بإجلاسها عن يمين الآب، أرسل الرب روحه القدس على تلاميذه يوم العنصرة فأخذوا يتكلّمون بألسنة فهمها كلّ من القائمين هناك. ولما اعتمدوا بعد خطاب بطرس، دخل الروح القدس الى كلّ منهم. الى جانب الألسنة ظهرت في الكنيسة الأولى في القرن الأول مواهب للروح ذكرها بولس: موهبة النبوءة، التعليم، الوعظ، العطاء، الرئاسة (رومية 12)، الشفاء التكلّم باللغات، ترجمة اللغات (1كورنثوس 12).
بعض من هذه المواهب باقٍ في كنيسة اليوم، وبعضها ظرفيّ زال، وكانت الغاية منها إظهار قوة الله. ومع ذلك الكنيسة تبقى كنيسة المواهب. هذه يشاهدها الأسقف ويشجّعها إن رأى أنها من الروح.
الى هذا كلّ منّا اذا تحرّك ضميره وأحبّ الآخرين وخدمهم وصفح عنهم وتعاون وإيّاهم بتواضع يكون الروح القدس قد دفعه الى العمل الصالح. انت لا تستطيع أن تتوب وتقوم بأعمال الرحمة ما لم يحرّكك الروح. نعمته هي التي تبادر اليك وعليك انت ان تتقبّلها بمحبّة الله، وما لم تكن محبًا لا فعل للروح الإلهي فيك.
كنْ حضنًا للروح وأداة بين يديه ليستقرّ فيك كما هو في السماء. صرْ أنت سماءه على الأرض.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 1:2-11
لما حـلّ يوم الخمسين كان الرسل كلـهم معا في مكان واحد. فحدث بغتة صوت من السماء كصوت ريح شديدة تعسف، وملأ كل البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنة متقسمة كأنها من نار فاستقـرّت على كل واحد منهم. فامتلأوا كلهم من الروح القدس وطفقوا يتكلمون بلغات أخرى كما أعطاهم الـروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجـال يهـود أتقياء من كل أُمّة تحت السماء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأن كل واحد كان يسمعهم ينطقون بلغته. فدهشوا جميعا وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض: ألـيس هؤلاء المتكلمون كلهم جليليين؟ فكيف نسمع كـل منا لغته التي وُلد فيها؟ نحن الفَرتيين والماديين والعيلاميين وسكان ما بين النهرين واليهودية وكبادوكية وبُنطُس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية عند القيروان والرومانيين المستوطنين واليهود والدخلاء والكريتيين والعرب نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.

الإنجيل: يوحنا 37:7-52 و 12:8

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفا فصاح قائلا: إن عطـش أحد فليأتِ اليَّ ويشرب. من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري مـن بطنه انهار ماء حي (إنما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه إذ لم يكن الـروح القدس بعد لأن يسوع لم يكن بعـد قد مُجّد). فكثيرون من الجمع لما سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي. وقال آخرون: هذا هو المسيح. وآخرون قالـوا: ألعـلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب انه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بين الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون ان يُمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه يدا. فجاء الخدّام الى رؤساء الكهنة والفريسيـين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدام: لم يتكلّم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهـم الفريسيـون: ألعـلّكم انتم أيضًا قد ضللتم؟ هـل أحد من الرؤساء او من الفريسيين آمن به؟ امّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفون الناموس فهم ملعـونون. فـقال لـهم نـيقوديـمُس الـذي كان قد جـاء اليـه ليلا وهو واحد منـهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسانًا إن لم يسمع منه أولاً ويَعـلم ما فعـل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًا من الجليل؟ ابحث وانظـر انه لم يَقُمْ نبي من الجليل. ثم كلّمهم أيضًا يسوع قائلاً: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

 

العنصرة المستمرّة
كان شعب العهد القديم يحتفل يومَ عيد العنصرة بذكرى استلام موسى النبيّ لوحَي الشريعة على طور سيناء. أمّا في العهد الجديد فالعنصرة هي ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ بعد صعود السيّد المسيح إلى السماء. وقد اعتبرت الكنيسة المقدّسة أنّ يوم العنصرة هو يوم انطلاق دعوتها الأساسيّة إلى المسكونة تلبيةً لأمر الربّ لهم: "إذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم معمّدين إيّاهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متّى 19:28). وهذا ما حدث يوم العنصرة بعد عظة القدّيس بطرس الرسول إذ اعتمد "نحو ثلاثة آلاف نفس" (أعمال الرسل 41:2).
لم تعتبر الكنيسة أنّ العنصرة حدث صار في الزمن لمرّة واحدة منذ أقلّ من ألفي سنة بنـزر يسير. فالعنصرة مستمرّة وهي تحدث في كلّ مرّة تجتمع فيه الكنيسة متحلّقة حول ربّها وسيّدها ورأسها ومخلّصها يسوع المسيح. ولا تغيب صلاة حلول الروح القدس عن أيّ صلاة تقدّيسيّة تبارك فيها الكنيسة المؤمنين، وبخاصّة في معظم الأسرار. فالروح القدس هو الذي يرافق الكنيسة ويسندها ويعضدها في مسيرتها الزمنيّة نحو الاكتمال في الملكوت الآتي. العنصرة، إذًا، ليست حدثًا منعزلاً نعيّد لذكراه بل هي حياة الكنيسة الدائمة، هي التذوّق السابق للملكوت الآتي.
هكذا استمرّت العنصرة بواسطة "وضع الأيدي" التي كان يمارسها الرسل مع المهتدين حديثًا إلى الإيمان: "إنّ الروح القدس يُعطى بوضع أيدي الرسل" (أعمال 18:8). ويخبرنا كتاب الأعمال أيضًا أنّ السامريّين كانوا قد اعتمدوا باسم الربّ يسوع، "ولم يكن قد حلّ الروح القدس على أحد منهم"، فجاء إليهم بطرس ويوحنّا وصلّيا من أجلهم "لكي ينالوا الروح القدس"، "فـوضـعـا حـينـئـذ أيـديـهـمـا عـليـهم فنالوا الروح القدس" (أعمال 14:8-17). وفي أفسس أعتمد المهتدون باسم الربّ يسوع، "ووضع بولس يديه عليهم فحلّ الروح القدس عليهم" (أعمال 1:19-7).
الروح القدس في عنصرته الدائمة يرافق المؤمنين، فردًا فردًا، طيلة حياتهم بدءًا من معموديّتهم. ففي صلاة تقديس الماء إبّان خدمة سرّ المعموديّة يستدعي الكاهن الروح القدس على الماء بقوله: "فأنت إذًا أيّها الملك المحبّ البشر احضر الآن بحلول روح قدسك وقدّس هذا الماء". ثمّ بعد التغطيس يقرأ الكاهن صلاة سرّ الميرون المقدّس ثمّ يدهن الطفل المعمّد بالميرون قائلاً: "ختم موهبة الروح القدس"، فيكون الميرون علامة حلول الروح القدس على الطفل المعمّد وعلامة سكنه فيه وعلامة فعله التقدّيسيّ. فـ"موهبة الروح القدس" كما يقول لاهوتنا الأرثوذكسيّ هو الروح القدس نفسه لا بعضه ولا شيئًا فائضًا منه. والميرون المقدّس، بهذا المعنى، يكون العنصرة الشخصيّة للمعمّد الجديد.
اللافت في سرّ الإفخارستيا (سرّ الشكر)، المتمَّم في القدّاس الإلهيّ، هو أنّ خادم السرّ (الأسقف أو الكاهن) يتضرّع إلى الله بقوله: "وأيضًا نقرّب لك هذه العبادة الناطقة وغير الدمويّة ونطلب ونتضرّع ونسأل، فأرسلْ روحك القدّوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة. واصنعْ أمّا هذا الخبز، فجسد مسيحك المكرَّم، آمين. وأمّا ما في هذه الكأس فدمَ مسيحك المكرَّم، آمين". لا تقتصر الصلاة هنا على تحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم الربّ، بل تطلب أوّلاً حلول الروح القدس "علينا"، أي على المشتركين. حلول الروح القدس على القرابين يحصل كي ينال المشتركون بها مغفرة الخطايا وكي يدخلوا في شركة الروح القدس وكي يتّحدوا بصفتهم جسد المسيح، أي الكنيسة، برأس هذه الكنيسة، أي بالرب يسوع المخلّص. لذلك لا يمكن فصل حلول الروح القدس على المشاركين في القدّاس عن حلوله في القرابين المقدّسة. القدّاس نفهمه إذًا عنصرةً دائمة.
ويحضر الروح القدس في سرّ الكهنوت، أي سيامة الأساقفة والكهنة. ولدينا في العهد الجديد مثال القدّيس تيموثاوس نموذج الأسقف من أبناء الجيل الذي تلا جيل الرسل. فالرسول بولس يكتب إليه موصيًا: "لا تـهمـل الموهـبة التي هي فيك التي أوتيتها عن نبوّة بوضع أيـدي الكهنـة عليـك" (1 تـيـمـوثـاوس 14:4)، وفي رسالته الثانية إلى تيموثاوس يقول بولس الرسول: "أذكّرك أن تذكّي موهبة الله التي فيك بوضع الأيدي" (6:1). وبعد أن أعطاه موهبة وضع الأيدي ليختار الكهنة المؤهّلين، أوصى بولس تيموثاوس بقوله في رسالته الأولى إليه: "لا تستعجلْ في وضع يديك على أحد" (22:5). وهكذا انتقل سلطان وضع الأيدي من الرسل إلى أتباعهم من الأساقفة، ومنهم إلى كلّ الأجيال المتتابعة من الأساقفة. وفي السياق نفسه يتمّ اختيار الشمامسة بوضع الأيدي كما جرى في انتخاب الشمامسة السبعة (أعمال 6:6).
يضيق المجال بنا في هذه المقالة لإيفاء موضوعنا حقّه، وبخاصّة فيما يختصّ ببقيّة الأسرار. غير أنّه يسعنا القول إنّ الروح القدس نفسه الذي جعل ابن الله يسكن في أحشاء مريم يوم البشارة: "إنّ الروح القدس يحلّ عليك وقوّة العليّ تظلّلك" (لوقا 35:1)، هو نفسه الروح القدس الذي به تأسّست الكنيسة يوم العنصرة، وهو نفسه الذي يحضر في وسط الجماعة المصلّية ويحوّلها إلى جسد المسيح. وإذا شئنا التوسّع قليلاً لقلنا إنّ الروح القدس نفسه الذي كان عند البدء في الخلق "يرفّ على وجه المياه" (تكوين 2:1) هو نفسه الذي سيحفظ نفوسنا إلى حياة أبديّة لا نهاية لها.

الأخبار
عيد الصعود الإلهي
رئس سيادة راعي الابرشية المطران جاورجيوس القداس الالهي مساء الاربعاء الواقع فيه الـ27 من ايار 2009 في كنيسة الصعود الإلهي في كفرحباب (كسروان) التي تحتفل بعيدها.
أثناء القداس ألقى سيادته العظة التالية: »لم يصعد احد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء«. يقول الإنجيل ان هناك أولا عملية نزول بالتجسد الإلهي عندما تكوّن يسوع بشريًا في أحشاء مريم. هذا النزول إلى مستوى البشر يقابله صعود بشرية المسيح أو جسد المسيح من بعد القيامة إلى الله الآب.تـذكـرون أن لوقـا الإنـجيـلي قـال عن الصبي يسوع إنه كان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة امام الله والناس. البشرية التي اتخذها وإن كانت كاملة جسديا إلا أنها لم تكن كاملة عقليا. لما كان يسوع ابن ثلاث سنوات كان يفهم ويحس كابن ثلاث سنوات. وهذا بتنازل منه لكي يجالس البشر الذين من عمره. تجسد ونما كما ينمو البشر في المعرفة، وحدّ نفسه بالمعرفة. غالبا ما كان يتكلم الآرامية التي تشبه اللغة السريانية. كان يعرف مثلما يعرف أهل فلسطين، في العقل البشري.
قلنا إنها عملية نزول إلهية. وهي أيضا عملية إصعاد الطبيعة البشرية إلى الألوهية. وهذا يشهد له قوله عندما قال عن الآب: إني أفعل في كل حين ما يرضيه. لأن الابن المتجسد أتم بحريته الإنسانية الأوامر الإلهية. هذا السر صعب إدراكه. الألوهية التي كانت فيه لم تغتصب البشرية التي كانت فيه. هو في نفس الوقت كان الروح القدس يقوده على الارض. وبعقله البشري وبنفسيته البشرية كان يخضع لله الآب باستمرار. لذلك قلنا إن له مشيئتين إلهية وإنسانية معا، بما أن له طبيعتين إلهية وإنسانية.
عند اكتمال بشرية يسوع في الصلب والقيامة، كان لا بد له ان يعود إلى الآب. كان هو مع الآب، والآن ضم بشريته الى الآب في الصعود. جلس عن يمين الله الآب تعني شيئين: الإنسانية التي كانت في المسيح نالت كرامة الألوهية، أي البشرية المقدسة بيسوع والكاملة في يسوع؛ وبشريتنا نحن الناس المعمدين والمؤمنين به مدعوة الى أن تكون معادلة لله. نحن بعد القيامة كلنا مكمّلون، أي إن الله يغدق علينا وشاح كماله فنصير مثله. عندما نكون جالسين بالوعد عن يمين الله الآب، معنى هذا ان فكرنا ينزل من فوق، وقناعاتنا، والتزامنا في الحياة يستمد من الكلمة الإلهية.

سيامة رومانوس (الخولي) شماسا إنجيليًا
مساء وداع عيد الفصح المقدّس رئس سيادة راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس القداس الإلهي بتكليف من سيادة المطران الياس (قربان) في دير سيّدة البـلـمنـد. خـلال الـقـدّاس جـرت سيـامة رمـزي (الخـولـي) شماسًا إنجيليا وأسماه رومانوس. هو من مواليد 1970، حـاصل على دروس في الـلاهـوت من المدرسة اللاهوتية التابعة لأبرشية طرابلس متزوّج وله ابنة. وقد خدمت القداس جوقة أبرشيّة طرابلس بقيادة الأب نقولا (مالك) وجوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي مع بعض أعضاء جوقتي أبرشيّة بيروت وجبل لبنان بقيادة الأب رومانوس (جبران) وقد غصّت الكنيسة بالمؤمنين.
اثناء القداس ألقى سيادته عظة جاء فيها: »الآن مُجد ابن الانسان: قالها السيد قبيل ذهابه الى الموت، ما يعني أن مجده هو كان على الصليب عندما دُقّ بالمسامير، وطُعن جنبه بحربة، وكُلّل بإكليل الشوك، أي عرف كل خطايا البشرية قائمة فيه وهو لم يرتكبها. ولذلك لما رأى اللهُ أبوه هذا المشهد اعتبر ان المسيح صار لعنة من أجلنا. وكما قال الرسول »بات خطيئة« مجمّعة في ثنايا جسده وقلبه.
أنت ذاهب إلى الموت. ليس في هذه الخدمة سوى الموت إذا أراد الشمامسة والكهنة أن يصلوا هم إلى المسيح، وأن يوصلوا الرعية إلى المسيح. ما من قيامة لأحد إلا من خلال موت الرعاة. أما إذا هم تربّعوا على كراسيهم واطمأنوا إلى سلطتهم، لا تقوم الرعية. ندخل إذًا معك في مشروع موت. هذا هو السبيل الوحيد للخدمة، وأنت خادم، وهذا ما تعنيه لفظة الشماس. ولهذا قال ربك: »ما جئتُ لأُخدم بل لأخدم، وأبذل نفسي فدية عن كثيرين«. الخدمة يا صاحبي هي أن ينسى الإنسان نفسه، ومصالحه، وكبره، وأن يمنع الناس من أن يمدحوه. فإذا قيل لك مثلاً إن صوتك جميل، تُسكِت هذا القائل. هذا واجب عليك أن تُسكته لأنك لا تحتمل مديحًا. المديح كبرياء لمن يسمعه.
نحن شغلنا بالنعمة فقط. ليس عندنا رأسمال آخر. ليس شغلنا بأمور هذه الدنيا وتفاهاتها، ورشواتها، وما إلى ذلك. أنت لا تقدر أن تخدم ما لم تقبل أن تُميت شهواتك الضارة. هناك شهوات شرعية، وهناك شهوات مؤذية... الإنجيل موت وقيامة بسبب ارتضاء المسيح الموت. هذا ما رتلناه اليوم. إ ذهب إذًا حامًلا صليبك، وواعيـًا أنـك إن تـطوعـت له فإنـك قد وُعِـدّت ببهاء القيامة.

Last Updated on Friday, 16 July 2010 22:16
 
Banner