Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2009 العدد33: آلام بولس
العدد33: آلام بولس Print Email
Sunday, 16 August 2009 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثـوذكـس
الأحد 16 آب 2009 العدد 33  
الأحد العاشر بعد العنصرة
رَعيّـتي
كلمة الراعي
آلام بولس
يفتتح الرسول هذه الرسالة بقولـه ان الرسـل مجعولون للموت وقد باتوا مشهد عـذاب لأهـل العـالم والسماء. اعتبـرهم النـاس جهّالا وقبلـوا هذا من أجـل المسيـح. وهذا حصة المسيحيـيـن جميعا. بولس اذ يتـوجـّه الى أهـل كورنثـوس يقـول بسخـريـة للمسيـحييـن انهـم ظنّـوا أنفسهـم حكمـاء وأقـويـاء وهـذا لا يكـتمـل قبـل القيامة.
ثم يعـود بـولـس الى ذكـر الآلام: "نحن نجـوع ونعطش ونعـرى ونُلطـم ولا قـرار لنـا"، ثـم يتـابـع متكـلما عـن تعـب الرسـل واحتمالهم الاضطهادات وتعييـر الناس إياهم بأنهم أقـذار العالم وأوساخ يستخبثها الجميـع. ويؤكـّد أنه يكتب هـذا لهـم لأنهـم أولاده الأحبـاء. يعتـرف ان لهـم مرشـدين كثيـريـن في المسيـح (بطـرس وأبلـوس، وكان قد ذكرهما في مطلع رسالتـه الأولى الى أهـل كـورنثـوس)، الا انه يـؤكّد ان ليس لهم آبـاء كثيرون "لأني انا ولدتُكم في المسيـح يسوع بالإنجيل"، هذا الإنجيل الذي بشّرهـم به وهو يقصـد بالدرجـة الأولى تعليمه عن صلب المسيح وقيـامتـه اللذين ابرزهما في مطـلع الرسالة ايضا.
ولكــونهم اهتـدوا بالإنجيـل، تجـاسـر ان يقـول لهـم: "فأطـلـب اليكـم ان تكـونـوا مقتـديـن بـي" وهـو يـعـرف انـه قـدوة اذ قـال فـي مـوضع آخـر "تشبّهـوا بـي كما أتـشـبـّه انـا بالـمسيـح". انـت تسـتـطيـع ان تـدعـو النـاس اذا دعـاك اللـه ونحتـك كـي تكـون علـى مثـالـه.
هذا درس لنـا جـميـعـا. تعـليـمـك عـن المـسيـح وشهـادتـك لـه غـيـر ممكـنـيـن مـا لـم تـكـن مثـالا للجميـع فـي الصـدق والتـواضـع والـوداعـة والعفـاف. ومـن كـان كـذلـك فـقـط يـأتي بـه الأسقـف ليكـون أبـا لـلرعيـة. الأب هـو مـن لـه اولاد مـن ذاتـه. الأب الـروحـي مـن كـان لـه وجـود روحـي امام الله ويعـمل مـن وجـوده هـذا وجـودات اخـرى. الكـاهـن لـن يتـمكـن مـن رعـايـة الشعـب بـمجـرد نـدائـه لـه ان يكـون شعـبـًا صـالحـًا. امـا اذا كـان الـرئـيس صـالحـًا فـيـشـعّ مـنـه الصــلاح وهـو صـامـت. أنـت مِـن تعـامُـلـه مـع الشعــب تعـرفـه أيقـونــة للسـيـد وتـنـجـذب لـيس اليــه ولـكـن الـى سيـده.
اما اذا سقط الكاهن او الأسقف او الشمـاس فيجـدّف النـاس علـى الـلـه ويتـركـون الكنـيسـة او يهـمـلـون صـلاتـهـم.
عنـدمـا قــال السـيـد لتـلاميـذه: "تكـونـون لـي شهـودًا" مـا عـنـى فـقـط الشـهـادة بالكـلام. هـذه أســاسيــة ولا يـمكــن إهـمـالهـا إذ قــال السيـد: "تَـلـمِــذوا جـمـيـع الأمــم وعلّمـوهم ان يحــفــظـوا جـمـيـع ما أوصيـتـُكـم بـه". هنـاك تعـلـيـم مـولــج الكـاهـن بـه، وإن لـم يعـلّم فكيـف يعرفـون؟ غيـر ان التعـليم لا يصـل الـى الأذن فـقـط ولكـن الى القـلب اي ينـبثّ من القـلـب الى القــلـب ويُحـدث فيـه تغيـيرا.
الإيمـان يأتـي مـن روح الكـاهـن وعقـلـه معـًا. هكـذا تـنـمـو الجمـاعـة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 1كورنثوس 9:4-16
يا إخوة إنّ الله قد أَبرزَنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت، لأنّا قد صرنا مشهدا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّال من أجل المسيح، اما انتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وانتم أقوياء. انتم مكرَّمون ونحن مهانون. والى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونُلطَم ولا قرار لنا، ونتعب عاملين. نُشتَم فنبارِك، نُضطهَد فنحتمل، يُشنّع علينا فنتضرّع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع الى الآن. ولست لأُخجلكم أَكتب هذا وإنما أعظكم كأولادي الأحباء، لأنه ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح ليس لكم آباء كثيرون، لأني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلب اليكم ان تكونوا مقتدين بي.

الإنجيل: متى14:17-22
في ذلك الزمان دنا الى يسوع انسان فجثا له وقال: يا رب ارحم ابني فإنّه يُعذّب ويتألّم شديدا لأنه يقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء. وقد قدمته لتلاميذك فلم يستطيعوا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال: أيها الجيل غير المؤمن الأعوج، الى متى أكون معكم؟ حتى متى أحتملكم؟ هيا به الى ههنا. وانتهره يسوع فخرج منه الشيطان وشُفي الغلام من تلك الساعة. حينئذ دنا التلاميذ الى يسوع على انفراد وقالوا له: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم يسوع: لعدم إيمانكم. فإني الحق أقول لكم، لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من ههنا الى هناك فينتقل ولا يتعذّر عليكم شيء. وهذا الجنس لا يخرج الا بالصلاة والصوم. وإذ كانوا يترددون في الجليل قال لهم يسوع: ان ابن البشر مزمع ان يُسلَّم الى أيدي الناس فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.

يسوع المسيح المخلّص الوحيد
ثمّة في كلّ الديانات عقيدة عن الخلاص وعن المخلّص. ولا تقوم عقيدة دينيّة من دون إيمان بالحياة ما بعد الموت وبأنّ كلّ إنسان سينال الثواب أو العقاب تبعًا لإيمانه وأعماله في الحياة الدنيا. وبطبيعة الحال، لا تتّفق الديـانــات على تحديد هويّـة واحـدة للمخلّص الذي سـوف يأتي. فبعضها يبني معتقده على مخلّص ذي صفة سياسيّة سوف ينهي الجور والظلم من العالم، ويؤسّس لمُلك أرضيّ يسوده العدل والسلام. غير أنّ المسيحيّة تؤمن بأنّ الربّ يسوع المسيح هو المخلّص الوحيد، ومُلكه ليس أرضيًّا، وهو لا ينتهي وليس له انقضاء.
عندما يتلو المسيحيّون دستور الإيمان يعلنون جهارًا إيمانهم بأنّ الأحداث التي جرت إبّان حياة يسوع الأرضيّة إنّما كانت "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا". وهذا القول يقوم أساسًا على الإيمان بأنّ التدبير الإلهيّ كلّه، منذ الخلق الأوّل، قد وجد اكتماله في تأنّس المسيح وفي صلبه وقيامته من بين الأموات. ونحن، المؤمنين به ربًّا وفاديًا، والأمناء على اتّباع تعاليمه ووصاياه، سنقوم معه على شبه قيامته. فليس من تعبير يوجز معنى الخلاص أفضل من تعبير "الحياة الأبديّة" في حضرة الله الدائمة.
البشارة الأولى التي تلقّاها البشر على ألسنة الملائكة بعد ميلاد المسيح كانت: "هاءنذا أبشرّكم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنّه قد وُلد لكم اليومَ مخلّصٌ وهو المسيح الربّ" (لوقا10:2-11). يسوع المسيح هو المسيح الذي كان ينتظره الشعب، هو المخلّص على حسب ما يعنيه اسمه أيضًا، فلفظ "يسوع" يعني بالعبرانيّة "الله يخلّص". وقد وجد آباء الكنيسة علاقة وطيدة بين التأنّس والخلاص، ولم يختزلوا هذه العلاقة بالصليب والقيامة فحسب، فالقدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) يقول: "منذ أن اتّخذ الكلمة جسدًا، قضي على الموت الذي نتج من الخطيئة. لقد أخذ الكلمة جسدًا مخلوقًا ومائتًا، وبما أنّه الخالق جدّده وألّهه في ذاته، ليقودنا جميعًا على مثاله إلى ملكوت السموات".
تروي لنا الأناجيل أنّ الشعب اليهوديّ رفض الاعتراف بأن يكون يسوع هو المسيح المخلّص. فهذا الشعب كان ينتظر مجيء مسيح ملك يخلّصه من عبوديّته، ويحرّره من سيطرة الإمبراطوريّة الرومانيّة، ويعيد إحياء مملكة داود، فينشئ مملكة دنيويّة كسائر الممالك قوامها القوّة والهيمنة. لم يشأ هذا الشعب الاعتراف بمسيح وديع متواضع أتى يخلّصهم من الخطيئة والموت، لا أن يرمّم لهم مملكة سياسيّة تمارس القتل والعنف. قتلوه لأنّهم لم يــدركوا أنّ الخلاص أساسـه المحبـّة التي تـؤدّي الى بذل الذات في سبيل الآخرين: "هكذا أحبّ الله العالم حتّى أنّه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة" (يوحنّا 16:3). ويذهب الرسول بولس النحو ذاته حين يؤكّد: "إنّ الله أبان عن محبّته لنا بأنّ المسيح قد مات عنّا ونحن خطأة" (رومية 8:5).
خلّص يسوع العالم من الخطيئة بإظهاره أنّ العبادة الحقيقيّة ليست تقدمة ذبائح حيوانيّة، بل تقدمة الذات لتتميم إرادة الله في البرّ والقداسة: "لأنّه لا يمكن أنّ دم الثيران والتيوس يزيل الخطايا (...) وبهذه المشيئة قد قُدّسنا نحن بتقدمة جسد يسوع المسيح مرّةً واحدة" (عبرانيّين 4:10-10). أبطل يسوع بدمه الأضحيات الحيوانيّة، فهو نفسه الحمل الذي رفع خطيئة العالم بتقدمة ذاته على الصليب، كما يصفه القدّيس يوحنّا الإنجيليّ: "ها هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (29:1).
في العشاء الفصحيّ يتأكّد القصد الخلاصيّ للربّ يسوع، حيث يقول بعد كسر الخبز: "هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم"، وبعد أخذه الكأس: "هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا". هنا في وداعه للتلاميذ قبل ذهابه للصلب يتحدّث المسيح عن أنّ هدفه ليس سوى خلاص البشر من الخطيئة. فهو يؤكّد على أنّ سفك دمائه على الصليب ستكون له غاية وحيدة هي خلاص الإنسان من الخطيئة. لذلك، أنشأت تقدمة يسوع ذاته للصلب عهدًا جديدًا ختمه بدمه الخاصّ. وقد أعطى يسوع بدمه المهراق انطلاقة لحياة جديدة في العالم مَن اقتبلها نال الخلاص والحياة الأبديّة.
يجد الإنسان الخلاص عندما يتّحد بيسوع المسيح ويسلك في حياته بموجب هذا الاتّحاد. وقد أتاح الربّ يسوع للمؤمنين به أن يتّحدوا به عبر مشاركتهم في القدّاس الإلهيّ وتناولهم جسده ودمه. ولكن أيضًا عبر توبتهم وتخلّيهم عن كلّ ما يمكن أن يعيدهم إلى ترابيّتهم، وعبر التزامهم الصليب في حياتهم على مقتضى قول الربّ: "مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها" (مرقس 34:8-35). فمَن أراد أن يخلّص نفسه بحسب ذهنيّة هذا العالم وبعيدًا عن المسيح يهلكها، ومَن أراد الخلاص الحقيقيّ فليس له سوى المسيح مخلّصًا وفاديًا.
ليس المسيح مجـرّد نبيّ ولا ملك ولا رسـول ولا من أوليـاء اللـه الصالحين، بل هو ابن الله الوحيد، الإله الكائن قبل الدهور، الذي بذل نفسه لخلاصنا.

من تعليمنا الأرثوذكسي: الخلاص
التلميذ: نقول في دستور الإيمان عن يسوع المسيح "الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا تجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس". ما معنى "من اجل خلاصنا"؟
المرشد: دستور الإيمان يعبّر عن إيماننا، ونحن نؤمن ان يسوع المسيح تجسّد من اجل خلاصنا. كلمة يسوع تعني "الذي يخلّص". يقول الرسول في رسالته الاولى الى تيموثاوس بعد ان يطلب ان تُقام صلوات وطلبات لجميع الناس: "لأن هذا حسن ومقبول لدى الله مخلصنا الذي يريد ان جميع الناس يَخلُصون والى معرفة الحق يُقبلون" (2: 3-4). الله يريدنا ان نخلص، لذلك أرسل ابنه الوحيد ليتجسد من اجل خلاصنا.

التلميذ: لماذا نحتاج الى الخلاص؟
المرشد: نحتاج الى الخلاص لأنه منذ السقوط، سقوط آدم، ظهر نوع حياة مختلفة فيها الخطيئة والمرض والموت. انتَ تعرف ان الله خلق آدم حرّا، وان آدم ابتعد عن الله بحريته ورفض دعوة الله اليه ليعيش دائمًا معه. لما انفصل آدم عن الله، والله هو الحياة، دخل تحت سلطة الخطيئة. لما تجسّد يسوع المسيح ابن الله غيّر هذا التاريخ جذريًا. فتح من جديد الطريق الى الله، طريق العودة اليه والاتحاد به.

التلميذ: كيف فعل يسوع المسيح ذلك؟
المرشد: بتجسده جمع يسوع المسيح في شخصه الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية، وهو إله وإنسان معًا. بموته وقيامته حررَنا من وطأة الخطيئة والشر، وفتح الطريق من جديد للإنسان ليتمكن من الوصول الى الله. لذلك نرتل في عيد الفصح ان المسيح "وطئ الموت بالموت". انتَ تتذكر ان الله خلق الانسان على صورته. لما ابتعد آدم عن الله، لم تختفِ صورة الله من الانسان، لكنها تشوّهت ولم تعد واضحة. بموته وقيامته جعل يسوع صورة الله فيه قابلة لتصير جلية واضحة اذا اراد الانـسـان ذلك. وقـد ردد آبـاء الكنيسـة مـرارًا هذا القـول: "صار الله انسانًا بالطبيعة ليصير الانسان الها بالنعمة".

التلميذ: كيف يصير هذا عمليا؟
المرشد: كل واحد منا وكلنا معًا في الكنيسة، جسد المسيح، يسعى ليجد طريقًا الى الخلاص، والطريق هو يسوع المسيح نفسه الذي قال: "انا هو الطريق والحق والحياة". كلما اقتربنا منه وأحببناه وعشنا حسب الإنجيل، كلما فتحنا الباب اكثر للخلاص اي العودة الى الله لنصير "شركاء الطبيعة الإلهية" كما يقول الرسول بطرس في رسالته الثانية (1: 4).

الأخبار
طرابلس
ترأس صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع خدمة جناز المثلث الرحمات المطران الياس راعي ابرشية طرابلس بعد ظهر يوم الأحد في الثاني من آب في كاتدرائية القديس جاورجيوس في طرابلس. اشترك في الخدمة السادة المطارنة اعضاء المجمع الانطاكي المقدس وعدد من الكهنة والشمامسة من معظم الأبرشيات الأنطاكية بحضور رؤساء الكنائس والرسميين والشعب. ألقى صاحب الغبطة عظة تكلّم فيها عن المطران الياس الراحل الذي كان راعيا تقيّا مصليّا، محبّا للسلام، ونوّه بترتيله الجميل الذي جذب الكثيرين الى الصلاة. وذكر العلاقة الشخصية والصداقة التي كانت تربطه به. تكلّم غبطته ايضًا عن أهالي طرابلس ومثابرتهم على الصلاة وإيمانهم. ثم دُفن الجثمان في مدفن المطارنة تحت الكنيسة.
وكان جثمان المثلث الرحمات المطران الياس قد سُجي في الكنيسة منذ يوم الجمعة وتوافد المؤمنون للصلاة وللتبرّك وتقديم التعازي. وأقيم القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس في طرابلس بوجود الجثمان فيها برئاسة المطران جاورجيوس راعي هذه الأبرشية والمعتمد البطريركي في طرابلس حتى انتخاب مطران جديد من قِبل المجمع المقدس في مدة اربعين يومًا حسب النظام.

عيد التجلّي
ترأس سيادة راعي الأبــرشيـة الـمـطـران جاورجيـوس صلاة الغـروب لعيـد التجلّي في كنيسـة المخـلـّص في بحـمـدون المحطـة بحـضـور ابنـاء الرعـيـة والجوار. بعد الصلاة كانت مائدة محبة اشترك فيها الجميع. وصباح العيد في 6 آب ترأس سيادته القداس الإلهي في كنيسة المخلّص في ضهور الشوير. قال سيادته في العظة: "يـا إخوة سوف أكلمكم عن حدث التجلي كما رواه لوقا، اي النص الـذي قرأنـاه في السحر. صعد يسوع إلى الجبل. نحن لا نعرف أي جبل. هذا ليس مذكورا في الإنجيل. واعتادوا في الكنيسة أن يحسبوه جـبـل ثـابور، طور ثابور مثـلما نـرتل. بعض منـا يـعتـقـد أن هذا جبل الشيخ لأن الرب كـان في جـوار هذا الجـبل المـعروف بـجـبـل حـرمـون والعـرب سمّـوه جـبـل الشيـخ.
صعد ليصلي. كانت عادة المخلص أن ينفرد عن تلاميذه ليصلي أي ليخاطب الآب. هو ليس بحاجة للصلاة، ولكن عنده علاقة حميمية مع الآب. صلاته كانت إذًا نوعًا من المناجاة أو التسبيح لأبيه. وفيما كان يصلي تغيّر منظر وجهه. هذا النور، نور ألوهيته الذي كان محجوبًا لأنه لا يقدر أن يظهر بمظهر إله لما كان هنا على الأرض. فحجب النور الإلهي وأخذ الشكل البشري ليتصل بالبشر. فالذي حدث أن النور الإلهي الذي كان كامنًا فيه طلع منه وظهر عليه، ظهر على وجهه وصار ثوبه أبيض برّاقا. فيما كان في هذه الحالة، ظهر موسى وإيليا في مجده. كان عليهما النور أيضًا. وهما لم يكن عليهما النور سابقًا. فلما رأوه منوّرًا اقتبسا هذا النور منه. علام كان يدور حديث النبيين؟ كانا يتكلمان عن خروجه من أورشليم، أي عن الآلام التي كان مزمعًا أن يكابدها. هما غارقان في المجد وحديثهما عن الآلام. معنى هذا أن صليبه كان مقرّ المجد.
العبرة التي أستخلصها أن كل نور، كل الحقائق التي تقرأون عنها في التاريخ والآداب والفلسفة والسياسة، ما من شيء عالٍ وسامٍ إلا ويجيء من يسوع. النور طلع منه هو وليس من غيره. هو مصدر النور، ولذلك قال: لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي. كما تجلى الرب يسوع على الجبل فعلى كل منا أن يتجلى. هذا لا يعني ان يُسلّط عليه نور، لكن يشعّ النور من داخله. إذا كانت الفضيلة في قلبك أي الطهارة، الصدق، التواضع، اللسان العفيف، عدم العنف، فالفضائل التي داخلك تمجّدك. أرجو الله أن يمدّكم جميعًا بنعمته حتى تصيروا أطهارا.

Last Updated on Friday, 16 July 2010 21:54
 
Banner