Share تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد أول تشرين الثاني 2009 العدد 44 الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة القديسان العادما الفضّة قزما ودميانوس رَعيّـتي
كلمة الراعي
نشيد المحبة القسم الأول في هذا الفصل يتعلّق بالمواهب. للحديث عنها يقول الرسول إننا جسد المسيح. كياننا، مُجتمعين، كيان المسيح. وكل منا عضو في هذا الجسد. بعد هذا القول يتكلّم على مواهب الروح القدس بتنوّعها. الرسل الذين يذكرهم أولاً ليسوا فقط التلاميذ الإثني عشر. الكلمة صارت تعني مَن تُرسلهم الكنيسة الى البشارة. الأنبياء ويقرّ بوجودهم بولس في كنيسة العهد الجديد، وهم الذين أعطاهم الروح أن يُرشدوا الجماعة في الظرف الذي تعيش. ثم يذكر موهبة التكلّم باللغات التي ظهرت اولاً في العنصرة، وتتبعها موهبة الترجمة الى لغة الحاضرين، كما لم يهمل بولس ذكر صنع العجائب. وعلى عظمة هذه المواهب يختم هذا القسم الأول بقوله إن هناك ما هو أفضل جدًا وهو المحبة. يُسمّى هذا المقطع "نشيد المحبة" عند المفسّرين. يبدأ بافتراض: "إن كنتُ أنطق بألسنة الناس والملائكة ولم تكن فيّ المحبّة، فإنما أنا نحاس يطنّ او صنج يرنّ". افتراض ليُعلي المحبة على كل شيء وحتى على موهبة إلهية. عندما يعترض "إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال ولم تكن فيّ المحبّة فلستُ بشيء". هو يعرف أن الإيمان يوصل الانسان الى المحبة، ولكن يفترض هذا المستحيل ليعظّم المحبّة. بعد هذا يصف تصرّف المؤمن المحبّ فيقول: "المحبّة تتأنّى وترفق". واضح انك لا تقدر ان تحبّ انسانًا ولا تكون رفيقًا به. ثم تأتي الصفات المرافقة لهذه الفضيلة العظيمة. "لا تتباهى". فأنتَ، اذا انتفخت أمام آخر كيف تحبّه؟ "لا تحتدّ، لا تظنّ السوء". في بيئتنا نحن ضعفاء من حيث اننا نظن السوء في الآخر وإن كنّا لم نختبره. الرب يريد ان تقبل الآخر. تفترض أنه صالح إن لم تكن تعرفه. بالاختبار قد يتبيّن انه أساء التصرّف. هذا لا يعني انه يسيء التصرّف دائمًا. المحبّة لا تحتدّ لأن الغضب يؤذي دائمًا شخصًا آخر. يجعل مَن تغضب عليه يظن انك تكرهه. جمالات عظيمة كثيرة تتحلّى بها المحبّة. هي تفرح بالحق. تحتمل كل شيء. تحتمل الظلم والاضطهاد. انت ترى ان هذا او ذاك يتصرّف معك كأنك عدوّه. هذا تأخذه على نفسك، تعالجه، تخدمه، تغفر له كما ان أباك السماوي يغفر لك. ترجو كل شيء من الله وترجو كل تحسّن في الناس مهما ظلموا ومهما أبغضوا لأن أبواب الخلاص مفتوحة. وأخيرًا يقول: "المحبة لا تستسلم أبدًا". هي نافعة دائمًا لصاحبها ولمَن أحبّ. تشفي دائمًا اليوم او غدًا او بعد غد. هي العلاقة التي أرادها الله بين الناس لأن "الله محبّة" كما يقول يوحنا في رسالته الأولى الجامعة. المحبّة ليست فقط صفة من صفات الله. هي جوهره. وكما أنها قائمة بين الآب والابن والروح القدس، يريد ربك ان تكون جامعة لأحبّائه. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: 1 كورنثوس 27:12- 8:13 يا إخوة، انتم جسد المسيح وأعضاؤه أفردًا وقد وضع الله في الكنيسة أناسًا أولا رسلا، ثانيا أنبياء، ثالثًا معلّمين، ثم قوّات، ثم مواهب شفاء، فإغاثات، فتدابير، فأنواع ألسنة. ألعل الجميع رسلٌ؟ ألعلّ الجميع أنبياء؟ ألعلّ الجميع معلّمون؟ ألعلّ الجميع صانعو قوّات؟ ألعلّ للجميع مواهب الشفاء؟ ألعلّ الجميع ينطقون بالألسنة؟ ألعلّ الجميع يُترجمون؟ ولكن تنافسوا في المواهب الفضلى وانا أريكم طريقًا أفضل جدًا. ان كنت أنطق بألسنة الناس والملائكة، ولم تكن فيّ المحبة، فإنّما انا نحاسٌ يطنّ او صنج يرنّ. وان كانت لي النبوّة وكنت أعلم جميع الأسرار والعلم كلّه، وان كان لي الإيمان كلّه حتى أنقل الجبال ولم تكن فيّ المحبة فلستُ بشيء. وإن أطعمتُ جميع أموالي وأسلمتُ جسدي لأُُحرق ولم تكن فيّ المحبة فلا أنتفع شيئا. المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتباهى ولا تنتفخ، ولا تأتي قباحةً ولا تلتمس ما هو لها ولا تحتدّ ولا تظنّ السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدّق كلّ شيء وترجو كلّ شيء وتصبر على كلّ شيء. المحبة لا تسقط أبدًا.
الإنجيل: لوقا 19:16-31 قال الرب: كان إنسان يلبس الأرجوان والبزّ ويتنعّم كل يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغني، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثم مات المسكين فنقلته الملائكة الى حضن ابراهيم، ومات الغني أىضًا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى ابراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: با أبت ابراهيم ارحمني وأرسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي معـذّب في هذا اللهـيب. فقال: ابراهيـم: تذكـّرْ با ابنـي أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وانت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبروا الينا. فقال: أسألك إذن يا أبتِ أن ترسله الى بيت أبي، فإنّ لـي خمسـة إخـوةٍ حتى يشهـد لهـم لكـي لا يأتـوا هم ايضًا الى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إّن عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبت ابراهيم، بل اذا مضى اليهم واحدٌ من الاموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يصدّقونه.
يسوع المَلك كلام العهد الجديد على "ملكوت الله" هو كلام على حلول الملك معنا وفي ما بيننا. ثمّة مفسّرون، في شرحهم عبارة "توبوا، فقد اقترب ملكوت السموات"، ميّزوا بين معناها كما خرجت من فم يوحنّا المعمدان (متّى 3: 2) ومعناها من فم الربّ يسوع (4: 17). فقالوا، في اللفظ الأوّل، إنّه يفيد الاقتراب، وفي الثاني الحضور. يسوع دعانا إلى أن نتوب، لكوننا بتنا في زمن ملكوته الحاضر أمامنا، الآن، في شخصه. إذا راجعنا أقوال يسوع بتبصّر، فلن نجده، إلاّ قليلاً، يستعمل لفظة "ملكوت" من دون أن يضيف إليها ما يعرّفها. وهكذا نسمعه يقول: "ملكوت السماوات"، أو "ملكوت الله" أو "ملكوت أبي"، أو "ملكوتي". وهاتان الأخيرتان يستعملهما قليلاً أيضًا. ولهذا الاستعمال سبب وجيه. فيسوع ظهر في زمن كان الناس يتوقون فيه إلى ملك أرضيّ يحرّرهم من ظلم الغرباء، ويقيم سلطان إسرائيل. ثمّة أحداث تدلّ على هذا التوق. وأكثرها سطوعًا حادثتان. أولاهما أنّ إبليس، في تجربته يسوع، استعاد أحلام الناس، الذين كانوا ينتظرون مجيء مسيّا ينقذهم، بعرضه عليه أن يعطيه "ممالك الدنيا ومجدها" (متّى 4: 8- 10). وثانيهما أنّ بعض الذين رأوا آية تكثير الخبز والسمكتين، التي أجراها الربّ، حاولوا اختطافه، ليقيموه ملكًا (يوحنّا 6: 14 و15). ونعرف أنّ يسوع ردّ عرض إبليس بطردِهِ بكلمة الله توًّا، وأنّه، تاليًا، هرب من محاولة الاختطاف، وعاد إلى الجبل وحده. وهذا يدلّنا على أنّه لم يأتِ ملكًا أرضيًّا، بل ليملك في قلوب أحبّائه (لوقا 17: 21). لا يعني قولنا "لم يأتِ ملكًا أرضيًّا" أنّ يسوع ربّنا لا يملك في الأرض. فـ"للربّ الأرضُ وكلُّ ما فيها / الدنيا وساكنوها" (مزمور 1:24). لكنّ هذا، كما أوحينا، لا يمكن أن يُفـهم إلاّ على قاعـدة ارتباطنـا بالربّ ارتبـاطًا محبًّا. وكلّ قاعدة أخرى حلت للناس، في مدى أجيالهم، إنّما أنتجتها بنات أفكارهم، قاعدة لا قيمة واقعيّة لها ولا قرار. الربّ جاء، ليملك على القلوب فحسب. هذا هو الحقّ الذي جهله إبليس وكلّ من مشوا في ركابه قديمًا، أو يغريهم أن يمشوا اليوم. من يتابعْ خـِطَب بـعض مـن يـحسبون أنـفسهم قـادة العالم اليوم، لا يخفَ عليه شيوع أفكار تُـخالـف الحقّ. فـالعالم، اليوم، يـضجّ بـمن يـوهمون أنـفسهم، ومـن يـركنـون إليـهم، بـأنـّهم مكـلّفـون، إلهيـًّا، أن يـقيـموا مملكة الـله في الأرض. وهذه عجرفـة بـاليـة تُـحركّها أفكار مريـضة. فالربّ رفض أن يقام ملكًا أرضيـًّا. ومـن الغبـاء أن يـخوّل أحـدهم نفسه بادّعاء إقامة ما رفضه الربّ. هل هذا الادّعاء هروب من ارتضاء مشيئة الله الذي قرّر أن يكون عرشه في القلوب؟ كلُّ وَهْمٍ، إن كان أربابه يقصدون هذا الهروب أو لا يقصدونه، يُعطينا أن نجيب عن سؤالنا بنعم. وذلك بأنّ أحدًا لا يقدر على أن ينسب إلى الله ما لم يـنسبه هو إلى نفسه. أنت، إن أردت أن تنفّذ مشيئته، تـأتـي مـن فـمه فـحسب. من أيّ طريـق آخـر، غيـر فـمه، أنـت تأتي من نفسك. وإن كانت نفسك مريضة، فاعرف أنّ كلّ ما تأتي به إنّما هو مريض! يبقى أن نعرف ما المقصود بأنّ القلوب هي عرش الله. والمقصود واحد دائمًا: أن يحكم الله حياتنا وكياننا كلّه، بمعنى أن نُـخْلص له الـودّ دائـمًا، وأن تـكون مشيئـتـه هي مشيئــتــنا نـحن دائمًا. ثـمّة تـرابـط محـكم مـا بـيـن طاعة مشيئة الله واستعلان ملكوته. وهذا الترابط يُظهره الربّ، في الصلاة الربّيّة، بتعليمنا أن نطلب: "ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". يوم وُلد يسوع، أتى ملوك المشرق، وسجدوا له، وقدّموا له هداياهم (متّى 11:2). وما من برهان أسطع من أنّ يسوع هو الملك الحقّ كما أن يسجد للملك ملوكُ الأرض. ولكنّ هذا يبقى برهانًا غريبًا عن قلوبنا، إن لم نقتدِ بمن فعلوا، أي إن لم نأتِ، نحن أيضًا، إلى يسوع، ونحنِ له ركبنا ورقابنا، ونقدّمْ له أغلى ما عندنا (حياتنا). فإن فعلنا وأخلصنا له دائمًا، يُقيمنا هو، ملكُ الملوك، ملوكًا في ملكوته.
القديسان قزما ودميان عندنا، بين أعياد القديسين، ثلاثة أعياد للقديسَين قزما ودميان. اليوم، في الأول من تشرين الثاني، عيد القديسَين قزما ودميان اللذين من منطقة أفسس في آسيا الصغرى (اي تركيا الآن)، أخَوين والدتهما ثيودوتي. كانا طبيبين يجولان البلاد يبشّران بالمسيح ويعالجان المرضى مجانًا ويشفيانهم باسم يسوع المسيح. رقدا بسلام ودُفنا في مكان اسمه فريمان. في الأول من تموز تعيّد الكنيسة لقديسين أخوين اسمهما قزما ودميان عاشا في رومية. قُتلا رجمًا على يد سيدهما. اما الأخوين اللذين نعيّد لهما في 17 تشرين الأول فأصلهما من العربية اي حوران اليوم. كانا ايضا طبيبين يجولان البلاد ويعالجان المرضى مجانا ويبشّران بيسوع المسيح الطبيب الحقيقيّ للنفس والجسد. ماتا شهيدين مع ثلاثة من إخوتهما أيام اضطهاد الامبراطور ديوكلسيان في أواخر القرن الثالث.
الأخبار دير الملاك ميخائيل - بقعاتا يوم الأربعاء في الرابع عشر من تشرين الاول 2009 بعد الظهر، قصد سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس دير رئيس الملائكة ميخائيل في بقعاتا حيث تم تصيير راهبٍ مبتدئًا، وأُعطي راهبان الإسكيم الكبير أثناء صلاة الغروب. ترأس سيادته الصلاة، وقدّم الرهبان رئيسُ الدير المطران افرام راعي أبرشية طرابلس والكورة بحضور الإخوة والأقرباء.
وفاة الأب فريد (شقير) رقد بالرب في 21 تشرين الأول الأب فريد (شقير). الأب فريد من مواليد 1937، له ثلاثة أولاد. رُسم شماسًا سنة 1975 في دير مار الياس شويا، وكاهنًا سنة 1976 في الدير ايضًا. خدم في هذه الأبرشية في رعية سيدة الينبوع من سنة 1978 الى سنة 1985، ثم في رعية القديس نيقولاوس في بلونة حيث اهتمّ ببناء الكـنـيسة وتـأسيـس الـرعيـة. كـان يـخـدم مـؤخـرًا كـنيسة القديس جاورجيوس في أبو ميزان. أقيمت الصلاة لراحة نفسه يوم السبت في 31 تشرين الأول في كنيسة القديس نيقولاوس في بلونة بحضور لفيف من الكهنة والعديد من الأحباء والأصدقاء وحشد من أبناء الرعية، ثم ووري الثرى في مسقط رأسه في الشويفات.
رسامة المطران أفرام (كرياكوس) يـوم الأحـد في الثـامـن عشر من تشريـن الأول غـصّت الكاتـدرائـيـة المريـميـّة في دمشق بـالمصلّيـن الذين تـنـادَوا اليـها منـذ ساعـات الفجر الأولى قادمين بالسيارات والباصات من كل أبرشيات الكرسي الأنـطـاكي وبالأخص من طرابلس والكورة. تـرأس القـداس صاحب الغبطـة البطريـرك إغنـاطيـوس الرابع بـطريـرك أنـطاكيا وسائر المشرق يحيط به 15 مطرانًا وأسقفًا مع الكهنة والشمامسة. قامت بالترتيل جوقة أبرشية طرابلس. أثناء القداس جرت رسامة الأرشمنـدريت المُنـتَـخب افرام متـروبـوليـتـًا على طرابلس والكورة وتوابعهما. تتضمن رسامة المطران ثلاثة اعترافات بالإيمان يتلوها المُنتَخب لأن تلاوتها تشير الى انه معلّم الإيمان الأرثوذكسي، وان الإيمان المستقيم شرط أسقفيته. في القداس، قبل تلاوة الرسالة، يخرج البطريرك والمطارنة من الهيكل ثم يقف المطران المُنتَخب في الباب الملوكي حاملاً الإنجيل وطيّه اعترافات بالإيمان كتبها بخطه تحمل توقيعه. يسأله البطريرك اولاً: بماذا تؤمن؟ فيجيب بتلاوة دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني: أؤمن بإله واحد... ثم يسأله المطارنة أن يوضح إيمانه، فيجيب انه يؤمن بالثالوث الآب والابن والروح القدس المتساوي في الجوهر، وأن الآب لا بدء له، والابن وُلد من الآب، والروح القدس ينبثق من الآب. ثم يقول انه يؤمن بتجسد الابن من مريم العذراء ليمنح كل العالم الخلاص والنعمة بحسب تحنّنه، وبأن له طبيعتين ومشيئتين إلهية وبشرية... إن المسيح إله تامّ وإنسان تام، أي إنه بشرٌ وكلمة الله معًا. وان المسيح تألم "مقتبلا الموت لأجلنا لكي ينقذنا جميعًا من يد الموت ويقدّمنا لأبيه بواسطة دمـه". ويـضيـف ان "الثـالـوث بقي ثالوثًا بعد تجسد الابن الوحيـد الـذي لـم يـزل جـسده المقـس غيـر منفصل وباقيًا معه الآن والى الأبد". يشرح ايضًا كيف انه يرفض إيمان الهراطقة مثل آريوس الذي ينكر ألوهة يسوع المسيح، ويصرّح أنه هو يتمسّك بالإيمان المستقيم ضد كل مُعتَقد خاطئ. اما في الاعتراف الثالث فيؤكد ثانية أنه يؤمن بالابن الوحيد مولودًا من الآب ومساويًا له في الجوهر الـذي به كان كل شيء. ويقول: إني أسجد إكراميًا لا عباديًا للأيقونات الشريفة الموقّرة، أيقونات المسيح نفسه ووالدة الإله وجميع القديسين. والإكرام الذي أُقدمه لها إنما أُقدّمه للأشخاص المرسومين عليها. ويؤكد أنه يؤمن بالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية وبما سلّمتْه وشرحتْه عن الله وعما يتعلّق بالله. ويضيف انه يعترف بمعمودية واحدة. وينادي بأن كل الهراطقة محرومون. وختم المطران افرام الاعترافات الثلاثة بقوله: انا افرام (كرياكوس) المنتَخَب برحمة الله لأبرشية طرابلس والكورة قد وقّعتُ بيدي. قبل تلاوة الرسائل قدّم مطرانان المطران المُنتَخب افرام، ودفعاه الى الهيكل امام البطريرك حيث ركع أمام المائدة وعلى رأسه الإنجيل مفتوحًا. تلا البطريرك صلاة الرسامة: "النعمة الإلهية التي للناقصين تُكمّل وللمرضى تشفي تنتدب...". ثم جرى إلباسه الملابس الأسقفية على صرخات "مستحق"، "أكسيوس". قبل المناولة سلّم غبطة البطريرك عصا الرعاية للمطران افرام وتبادلا الكلمات. بعد ذلك توجّها بموكب مهيب الى صالون البطريركية لتقبّل التهاني. ويوم الاثنين في 19 تشرين الاول، استقبلت طرابلس مطرانها الجديد استقبالا حارًّا. وصل سيادة المطران افرام الى المدينه يرافقه المعتمدالبطريركي سيادة المطران جاورجيوس راعي هذه الابرشية الذي سلّمه الابرشية. بعد ان سار الموكب في شوارع طرابلس وصولا الى كاتدرائية القديس جاورجيوس حيث جرت صلاة الشكر بحضور عدة مطارنة وممثلي الطوائف وشخصيات سياسية واجتماعية وكهنة الابرشية والشعب الوافد بكثرة من طرابلس والكورة والمنية والضنية. بعد صلاة الشكر، تقبّل سيادته التهاني ثم انتقل الى دار المطرانية.
|