Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2008 العدد 15: إخوة يسوع
العدد 15: إخوة يسوع Print Email
Monday, 01 January 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 13 نيسان 2008 العدد 15  

الأحد الخامس من الصوم / القديسة مريم المصرية

logo raiat web



كلمة الراعي

إخوة يسوع

صاحب الرسالة إلى العبرانيين يسمّي المسيح المقدِّس (كسرة على الدال) ويسمّي المسيحيين مقدَّسين (فتحة على الدال) ويعتبر أننا إخوته بتجسّده. هو ابن لله الآب بالطبيعة، ونحن أولاد بالتبني. وقد أوضح الرسول أن الأخوّة باتت واضحة بيننا وبين الله لمّا اشترك هو في اللحم والدم. عمل هذا ليكون كالبشر ويموت مثلهم.

ثم زاد هذا إيضاحًا انه تجسّد “لكي يُبطل بموته مَن له سلطان الموت أي إبليس”. جانب من جوانب موت السيد أنه يُبطل سلطان الموت، ونتيجةً لذلك “يُعتِق كل الذين كانوا مدة حياتهم خاضعين للعبودية مخافةً من الموت”.

السؤال اذًا هو الآتي: لماذا كانت البشرية خاضعة لعبودية الخطيئة، ولم يقل ان الموت مكتوب عليها او كان في طبيعتها، بل قال: كانت تحت العبودية لأنها كانت تخشى الموت. فكل خطيئة خوف من الموت. مثال لـذلك: السارق يـسرق لظـنّه ان الفقر الكبيـر يـميته ويميت أولاده، او السارق لثـروة كبيـرة يسرق لظـنّه ان ثــروتـه لا تكفيه. الكاذب يكذب لكونه يخشى العقاب. ليس من خطيئة الا هي ناتجة من خوف. غاية موت المسيح حريّتنا من خوف الموت.

بـعـد الحـديـث عن موت السيـّد يـقول كـاتـب الرسالـة ان السيـّد “كان يـنبغي ان يـكون شبــيـهًا بـإخوته في كل شيء ليـكون رئــيس كهـنة” ليـكون هـو ذاتـه مقرّبـا الذبيـحة والذبيـحة بآن. هـذا هو كهنـوت المسيح الذي ليس بـعده كهنـوت إلّا بـالمشاركة بـحيث أنّ المسيح مستخـدمًا الكـاهن البـشري هـو الـذي يـقدّم الذبـيحة.

ليس من كهنوت الى جانب كهنوت المسيح. كهنوت المخلّص وكهنوت البشر واحد. وذبيحة القداس واحدة مع ذبيحة الصليب. ليس من تكرار لذبيحة الصليب، وليس من ذبيحة ثانية. كل قداس هو امتداد او انعكاس لذبيحة الصليب.

وبعد هذا يقول الكاتب عن السيّد إنّه كان “رحيمـًا أمينـًا في ما لله حتى يكفّر خطايا الشعب” أي يزيل خطايـاهم بغفرانه وقبولهم هذا الغفران بطاعتهم للوصايا.

ويـستفيض الرسول بـالشرح إذ يـقول إن الرب يـسوع قد تـألّم مجرَّبا (بفتح الراء) فـهو قـادر على ان يـُغِيث المصابين بـالتجارب” أي نـحن جميعًا. لا تـتحرر من الخطيـئة إلا إذا انـدمجت بـآلام المسيح وعانيـتها بالتوبة.

أن تتجرب قد تعني آلام الجسد اذا حلّت بك وآلام النفس وإغراء الخطيئة. كلّ هذه الآلام يحملها المسيح فيك ويحرّرك روحيًا من وطأتها ويحفظك من الخطيئة اذا اقتربت انت اليه وآمنت أنّه خلّصك ويخلّصك اليوم فتحيا بقيامته.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 11:9-14

يـا إخوة إنّ المقدّس والمقدَسين كلّهم مـن واحد. فلهذا السبـب لا يـستحيي أن يــدعوهم إخوة قائلًا: سأُخبر باسمك إخوتي وأسبـّحك في الكـنيسة. وايضًا سأكون متـوكلًا عليه. وأيضًا ها أنذا والأولاد الذيـن أعطانيهم الله. إذن إذ قد اشترك الأولاد في اللحم والدم، اشتـرك هو كذلك فيـهما لكي يـُـبطِل بـموته مـَن كان له سلطان الموت أي إبليس، ويُـعتق كل الذين كانوا مـدة حياتهم كلها خاضعين للعبودية مخافة مـن الموت. فإنـه لم يـتخذ الملائكة قط بـل إنـما اتخذ نسل إبراهيم. فَمِن ثم كان ينبغي ان يكون شبيهًا بإخوته في كل شيء ليكون رئيس كهنة رحيمًا أمينًا فيما لله حتى يُكفّر خطايا الشعب. لأنـه اذ كان قد تألّم مجرَّبًا فـهو قادرٌ عـلى ان يُـغيث المُصابين بالتجارب.

الإنجيل: مرقس 32:10-45

في ذلك الـزمان اخذ يسوع تـلاميذه الاثنـي عشر وابتدأ يقول لهم ما سيعرض له: هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم وابن البشر سيُسلَم إلى رؤسـاء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلـونه، وفي اليوم الثالـث يقوم. فدنا إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبـدى قائـلين: يا معلم، نريد ان تصنـع لنا مهما طلبنا. فقال لهما: ماذا تريـدان ان أصنع لكما؟ قالا له: أعطنا ان يجلس احدنـا عن يمينـك والآخر عن يسارك في مجدك. فقال لهما يسوع: إنكما لا تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وان تصطبغا بالصبغة التـي أَصطبـغ بها انا؟ فقالا له: نستـطيع. فقال لهما يسوع: اما الكأس التي اشـربها فتشربانها وبالصبغة التي أَصطبغ بهـا فتصطبغان، اما جلوسكما عن يميني وعن يساري فليس لي ان أعطيَه الا للـذين أُعدَّ لهم. فلما سمع العشرة ابتدأوا يغضبون على يعـقـوب ويوحنا. فدعاهم يسوع وقال لهم: قـد علمتم ان الـذين يُحسَبون رؤساء الأمم يسودونهم، وعظماءهـم يتسلطـون عليهم. وأما انتـم فلا يكون فيكم هكذا. ولكن من أراد أن يكون فيكم كبيرا فليكن لكم خادما، ومن أراد أن يكون فيكم أول فليكـن للجميع عبـدا. فان ابـن البشـر لـم يـأت ليُخـدَم بل ليَخـدم وليبـذل نفسه فـداء عـن كثيـرين.

ردّ على مجهول

"طوبى لمن يعرف ضعفه”

(القدّيس إسحق السريانيّ)

لا أعرف مَنْ هو تحديدًا. لكنّي سمعتُ ما قاله.

كنتُ، في سيّارتي، أصغي، عبر جهاز الراديـو، إلى مـقابـلة تـجريـها إحـدى الإذاعـات المحـلّـيّة. فسمعتُهُ يقول لمستضيفته: "إنّ مَنْ يصلّي في وقت حاجة، ليس مسيحيًّا حقيقيًّا. الصلاة تعبير حبّ. وشتّان ما بين الحاجة والحبّ"! وهذا، وإن كان فهمه ممكنًا، يعسر عذره.

"الصلاة تعبير حبّ"، ما من إنسان يعرف التراث المسيحيّ يشكّك في ذلك. المشكلة ليست هنا، بل في هذا الترفّع المقيت المنسوب إلى الله، وفي هذه الإدانة التي تضرب مَنْ حاول، مِنْ دون سابق خبرة أو عن حاجة ضاغطة، أن يفكّر في رفع شكواه إلى السامع المجيب. ولعمري، إنّ هذا الجوّ الغريب يشعرنا بأنّ الله بشر كسائر البشر. إله يحبّ الذين يحبّونه، ويمقت "الوصوليّين" (كما وصف المتكلّمُ الذين يصلّون في وقت حاجة!). إله، إذا قال: "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم" (متّى 7: 7)، لا يقصد ما يقول! وإذا قال: "تعالوا إليّ جميعًا أيّها المرهَقون المثقلون" (متّى 11: 28)، إنّما يدعو صحبه، ويصدّ بابه في وجه غيرهم! إله يفضّل الفرّيسيّ على العشّار (لوقا 18: 10- 14)! إله هرم يفرح بابنه الكبير الملتزم بيته، ولا يقدر على أن يركض، ليستقبل ابنه الضالّ (لوقا 15: 11- 31)! أي، باختصار، إله يهود يرفضون أن يتنصّروا!

رجوتُ أن يقول المتكلّم: "إنّ من يصلّي في وقت حاجة فقط"، أي أن يزيد لفظة "فقط" على كلامه، ليصحّح نفسه قليلاً، ويستقيم. لكنّه لم يقلها. رجوتُ أن يدعو المتعبين والرازحين تحت ثقل الخطايا بكلام طيّب. رجوتُ أن "يتعب فمه" بذكرِ أنّ الربّ واقف على أبوابنا يقرع، وينتظر أن نفتح له (رؤيا يوحنّا 3: 20). لكنّه لم يفعل. كان مصرًّا على موقفه. كان لا يرى سوى الأفواه المعمّرة بالحبّ. كان وكأنّه ينكر البداءة. يريد الكلّ ذوي خبرة هكذا بسحر ساحر! وهذا غريب عن المسيحيّة التي هي دعـوة إلى كـلّ النـاس مخـتـبـرين كانـوا أم مبـتـدئيـن.

أشعرني كلامه وتمنّعه بأنّه لم يقرأ قصّة مَنْ ترك التسعة والتسعين خروفًا، ليبحث عن واحد شرد (متّى 18: 12 و13)! أشعرني بأنّه لم يقرأ قصّة القاضي الظالم (لوقا 18: 1- 8)! أشعرني بأنّه لم يقرأ شيئًا! بأنّه يعتقد أنّ الله قد كلّفه أن يقرّر عنه ماذا سيفعل، وعلى من يجب أن يردّ. بأنّه يستصعب أن تفرح السماء (لوقا 15: 17). بأنّه يتشدّق، ليقطع الدرب عن المحتاجين إلى الله. بأنّه يحاول قتله في صدور الحيارى والمتألّمين والقلقين والضعيفيـن.

بأنّه يحسب أنّ الله، الذي ليس مثله أحد، يشبهه!

أعرف أنّ خطر هذا الكلام أن يوحي بأنّني نصير كلّ علاقة انتهازيّة بين الإنسان وإلهه! إنّي، وإن كنت أتصوّر أنّ كثيرين لا يصلّون، وأنّ الأكثر مَنْ يصلّون في وقت حاجة فحسب، فمن الصعب أن أتصوّر أنّ الله قد كلّف أحدًا بأن يقعد مكانه، ليقرّر ما يرضيه وما ليس يرضيه! هذا أقوله، وثقتي الكاملة بأنّ قاعدة قبول صلاة "الملتزمين" و"غير الملتزمين" هي رجاء المصلّي، وفق قول المرنّم: "لأنّك أنت، يا ربّ، أسكنتني متوحّدا على الرجاء" (مزمور 4: 9). أليس من الغريب أن نمنع الناس، ولا سيّما الضعفاء، من أن يرجوا؟ أليس من الغريب أن نصوّر أنّ الله سوف يهزأ بمن يلتمس عونه في أوان ضيق؟ من هو هذا الإله المستهزئ؟! هل يمكن أن يكون أبا ربّنا يسوع الناصريّ المصلوب؟!

ليس من ذكرى أحلى من الصليب نتأمّل فيها فيما نتكلّم على الصلاة. فمن جمالات إيماننا أنّ ربّنا صُلب عن الناس جميعًا. وإذا دقّقنا في منظره مصلوبًا، نراه فاتحًا يديه دائمًا. أليست صورة المصلوب كافية، لتُفصح أنّ الربّ يطلبنا جميعًا، ويَقبلنا في كلّ وقت؟ أليست صورته تكشف أنّه، خصوصًا، حبيب المتألّمين ونصيرهم الدائم؟ من الجرم أن نفسّر الصليب على أساس أخلاقنا البشريّة. من الجرم أن نصوّر المسيح إلهًا صعب المراس. لو قرأنا النصوص الإنجيليّة، لما شككنا، لحظةً، في أنّ صحب الربّ الأوائل هم الخطأة والمنبوذون في الأرض (لوقا 5: 27- 32)، والذين يأتون في الساعة الحادية عشرة (متّى 20: 1- 16). أليس ليبيّن ذلك، قال لنا، أجل لنا: "الحقّ أقول لكم: إنّ العشّارين والبغايا يتقدّمونكم إلى ملكوت الله" (متّى 21: 31)؟ ليس من أمر أخجل من أن نحدّد لله ما عليه أن يفعله، وما عليه ألاّ يفعله!

ما من شكّ في أنّ الله يطلب أن نصلّي له لكوننا نحبّه. ولكن، مَنْ يقرّر إن كان اللجوء إلى الله، في وقت حاجة، ليس هو تعبيرًا عن حبّ؟ أليست الثقة (أو محاولة الثقة!)، المعبّر عنها بالطلب، بعضًا من حبّ، أو الحبّ كلّه؟ للأسف، ثمّة مسيحيّون لا يعرفون أنّ للحبّ بداءة. فتراهم يريدون غيرهم أن يبدأوا علاقتهم بالله ممّا يـتصوّرنـه مـوقـعهم هـم. يـريـدونـهم كبارًا منذ البدء! ليس معنى ذلك أنّ البدء خالٍ من حبّ وحبّ كبير. لكنّه، بدءًا، قابل لأن ينمو، ويعلو، ويعمق. لا يفهم بعضنا أنّ العلاقة بالله مسيرة. لا يفهمون أنّ أحدًا في الدنيا لا يمكنه أن يدّعي أنّه يحبّ الله، إن لم يقصد أنّه يحبّ ذاك الذي أحبّه أوّلاً، ويحبّه دائمًا. فمن محبّة الله، التي ليست لها حدود، نتكوّن، ونسير. إذا كانت المحبّة بين الناس قائمة على الاستحقاق (أي نحبّ من يستحقّ حبّنا) والتبادل (أي أن نردّ المحبّة بمثلها)، فهذا أمر لا يليق بنا أن ننسبه إلى الله. فلقد كُتب: "لمّا كنّا ضعفاء، مات المسيح في الوقت المحدّد من أجل قوم كافرين" (رومية 5: 6). وكفى بمحبّته مثالاً.

لا أعرف مَنْ هو. لكنّي أعرف أنّ كلّ خدمة المسيح نلغيها عندما نصوّره محابيًا للوجوه. فالمسيح ظهر، ليعرف الناس أنّهم محبوبون. وحسبُهم هذا الظهور، ليلتفتوا إليه، ويكونوا، ويبدأوا مسيرة حبّ كلّنا فيها مبتدئون.

الأخبار

حامات

- تكريم الأب يوحنا (محفوض)

كرّمت حامات راعيها الأب يوحنا (محفوض) الذي خدمها منذ رسامته سنة 1969. ترأس القداس الإلهي سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس يوم السبت في 29 آذار في كنيسة السيدة بحضور عدد كبير من الكهنة والمؤمنين. وخلال القداس رفع سيادته الأب يوحنا الى رتبة أرشمندريت وقلّده الصليب، وقال له:

أخي الأرشمندريت يوحنا، إحساسًا بكل جمال خدمتك وقوّتها في هـذه البلـدة الطيّـبة رأت رعـيتنا، رعية المسيح في حامات أن تعرب لك عن محبتها لك طوال هذه السنوات العديدة التي قضيتها راعيًا، على رجاء أن يمد الرب بعمرك طويًلا، حتى تذكر هؤلاء الإخوة والأخوات في الخدمة الإلهية. والرب يباركك إلى عمر طويل.

- رسامة الأب ميشال (حلاحل)

أثناء القداس ذاته تمت رسامة الشماس ميشال (حلاحل) كاهنًا ليخدم رعايا المنطقة. الأب ميشال من مواليد 1961 في حامات، متزوج وله ابنة. نال إجازة في الحقوق وعمل في هذا المجال الى ان التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند وسيتخرج منه مجازًا في اللاهوت في الصيف المقبل. وقد ألقى سيادته عظة توجه فيها الى الكاهن الجديد، جاء فيها:

أخي الخوري ميخائيل، ذكرنا في إنجيل اليوم أن السيد له المجد دعا متى الإنجيلي إلى أن يتبعه فيما كان على طاولة الجباية. كانت مهنته أن يجبي الضريبة. متى كاتب الإنجيل الأول لم يعرف ماذا يعمل. ويقول له هذا المعلم الجديد: اتبعني. إلى أين سيتبعه؟ كيف سيتبعه؟ ترك مهنته، وتبع المعلّم غير عالم الى أين سيقوده، غير فاهم كيف سيأكل غدًا، كيف سيطعم أولاده. ما أقرأه في خدمة الرسامة أن الله يدعو الإنسان منذ الأزل إلى خدمته، ويطلب إليه أن يترك كل شيء، أي أن يترك التعلق بأي شيء. وحتى يترك يجب أن ينفصل، أن يقطع حبل الصرة الذي كان يربطه بأشياء هذا العالم.

نقول في هذه الخدمة التي أقمناها "إن الكاهن يُملأ من موهبة الروح القدس" أولًا "لكي يصير أهلًا أن يمثل بلا عيب أمام مذبحك". فهو يأتي كل احد وكل عيد "ويمثل" أمام المذبح. عندما يقف هنا أمام المذبح فهو واقف أمام مذبح السماء، إذ ليس عندنا نحن الأرثوذكسيين فرق بين القداس الإلهي وبين مائدة الفرح التي تقام في السماء. "أن يمثل بلا عيب" هذا أمل، إذ ما من إنسان بلا عيب. ولكن نحن نطلب من اجله لكي يصبح بلا عيب.

الكاهن الذي ليس له جَلد أن يقرأ الإنجيل كل يـوم في بيته، لا حـقّ لـه أن يـقدّس، لأنـك كيـف تـعطي كلمة الله إن لم تأخذها من الله؟ أي أن تقرأها كل يوم بإمعان وبفهم، وبدراسة، وبتمحيص.

إذا أحسّ أبناء الرعية أنك أنت تغسل أرجلهم، ليس بماء حقيقية، ولكن تقدّم لهم خدمة، يأتون إلى الكنيسة التي أنت تؤمن بها، لأنهم يرون المسيح من خلالك. ليس من أحد يعرف المسيح إلا عن طريق البشر، عن طريق أمه، وعن طريق أبيه، وعن طريق صديقه، عن طريق شخص يُسقط عليه نور المسيح. على هذا الإنسان أن يشعّ ضياء الرب حتى نعرف الرب. وهذه مسؤولية تقع علينا جميعًا، وتقع بنوع خاص على الكاهن.

إذا أردت أن تلاقي الرب في اليوم الأخير ملاقاة المحبة والمودة، ملاقاة الارتباط النهائي بالرب، عليك أن تؤدي البشارة وخدمة الأسرار. واذا كنت لا تريد أن تلاقيه تقدر أن تذهب إلى جهنم. أنت تقرر.

نحن نعرفك، وستبقى هنا في مناطق الشمال، لتخدم أولادنا وأحباءنا هنا.

عليك أن تحب الرعية التي ستوكل إليك بالخدمة، بعطاء قلبك. وأهم وصية أوصيك إياها بأنك أنت لا تنفعل عندما يأتي واحد من الضيعة الموكلة إليك، لأنه لم ينتبه، لأنه لم يفهم ماذا تحكي، لأنه لم يفهم تصرفك، فيصير يحكي في مجالس الناس أشياء ضدك، ويشتمك أحيانًا.

أنت ليس عليك أن نأخذ موقفًا شخصيًا وانفعاليًا منه. اذا شتمك لا تشتمه، بل تباركه، وتعتبره ابنك.

في الحياة العائلية الأهل عندهم نفس المحبة للأولاد. لا تختلف المحبة، ولكن يوجد أسلوب لكل واحد. واحد تؤدبه بقليل من الشدة، وواحد تعالجه بقليل من الرقة، أو بكثير من الرقة. ولكن أنت لا تحب ابنك الآدمي والكويّس أكثر من ابنك الذي ليس حسنًا، وإلا أنت لست أبا.

هكذا في الكنيسة، في الرعية، يحق لك أن تقول: هذا قديس وتقي، من أجل ذلك أنا منجذب إليه. ولكن تُعامِل الناس كلهم معاملة واحدة، لأنهم إخوة للمسيح. عليك أن تلملمهم، فالروم مشتّتون، وتأتي بهم قربانًا إلى المسيح، آمين.

 
Banner