للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 17: في البدء |
Monday, 01 January 2007 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس أحد الفصح المجيد
كلمة الراعي في البدء القراءة الإنجيليّة المتعلّقة بالقيامة تُقرأ في سَحَر العيد الذي تسمّيه العامة “الهجمة” اذ يدخل الكاهن الكنيسة بعد أن تكون أقفلت أبوابها. أما في القداس فنقرأ فاتحة إنجيل يوحنا، ونلازم قراءته حتى نهايته لكونه الإنجيل الأفصح عن ألوهية المسيح. الاستهلال هو “في البدء كان الكلمة” ولا ريب أن يوحنا يستهلّ كتابه بأول كتاب التكوين: “في البدء خَلق الله السماوات والأرض” وتاليا يريد يوحنا أن يقول ان الكلمة اي ابن الله كان موجودا قبل بدء الخلق. ثم يردف أن الكلمة كان عند الله ويريد به الآب، وأخيرا ضد الذين يقولون ان الابن مخلوق قال الإنجيلي: “وإلهًا كان الكلمة”. يصفه بالإله لأنه مولود من أبيه حتى يوضح المجمع المسكوني الأول: “المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق”. وعندما يقول: “كلٌّ به (اي بالابن) كان”، ثم يقول “به كانت الحياة”، يزداد الوضوح على ان الابن خالق، ولا يكون المجمع قد “اخترع” ألوهية المسيح كما يقول بعض. توًّا بعد هذا يتكلّم الإنجيلي عن رسالة يوحنا المعمدان. يجعله شاهدًا للنور الذي قال عنه انه المسيح. المسيح وحده هو النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتٍ الى العالم. ولكن البشير يقول في نوع من الحزن ان هذا العالم لم يعرفه. ثم يقول في حزن أشدّ: “الى خاصته (اي الى اليهود) جاء، وخاصتُه لم تقبله”، ولكنه يشهد أن أناسًا قبلوه (اي نحن المؤمنين به) “أعطاهم سلطانًا ان يكونوا أولادًا لله”. هؤلاء لم يولدوا من لحم ودم -هذه ولادة طبيعيّة- ولكنّّهم من الله وُلِدوا اي جدّدهم الروح القدس بنعمة المعمودية وبكل نعمة لاحقة. في المقطع الثاني من هذه التلاوة يقول: “والكلمة صار جسدًا” اي انسانًا وحلّ فينا (دائما بالنعمة) بعد أن حلّ في أحشاء مريم. بعد تجسّده من العذراء يتكوّن فينا المسيح، في كل مؤمن به وذلك دائما بالروح القدس. أما قوله “وقد أبصَرْنا مجده” فيشير به الى كل العجائب التي أظهرت هذا المجد، وخاصة تجلّى لنا مجده على الصليب وقالها يسوع غير مرّة في إنجيل يوحنا ذاته. ثم يعيدنا الكاتب الى يوحنا المعمدان وأنه شهد للمسيح على أنه متقدم عليه، ثم يعود الى السيّد فيقول: “من ملئه نحن كلّنا أخذنا” وهذا ما يؤكّده بولس عن السيّد “فيه حلّ كل ملء الله جسديًا”، حتى ينهي هذا المقطع بتأكيده على أننا بتنا في عصر النعمة بعد ان جاء ناموس موسى (هو من الله بلا ريب) ولكنّا الآن في مجال النعمة والحق وهما نزلا علينا بموت السيّد وقيامته وإرساله روحه. ولا يقول “أُعطيا” ولكنه يقول “حصلا” لأن النعمة والحق إشارة الى الروح القدس والمسيح وهما قد حصلا فينا وصار كلّ معمّد مسكن الله وكلّ المعمّدين معا كنيسة الله. وهكذا نتدرّج من هذه القراءة الى كل سطر من سطور الإنجيل الرابع التي تتجلى فيها أزليّة الابن الإلهي. ليس مثل إنجيل يوحنا يرفعنا الى السموات. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان). الرسالة: أعمال الرسل 1:1-18 إني قد أنشأتُ الكلام الاول يا ثاوفيـلس في جميع الامور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويعلّـم بها الى اليـوم الذي صعد فيه من بعد ان اوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين اراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمـه ببراهين كثيرة وهـو يتراءى لهم مـدة اربعـين يومًا ويكلمهم بما يختص بملكوت الـلـه. وفيما هو مجتمع معـهم اوصاهم أن لا تبرحوا من اورشليم بل انتظـروا موعد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء واما انتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الايام بكثير. فسألـه الـمجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ الـمــلْـك الى اسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم ان تعرفوا الازمنـة او الاوقات التي جعلها الآب في سلطانـه لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في اورشليم وفي جميع اليهـودية والسامرة والى أقصى الارض. الإنجيل: يوحنا1:1-17 في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الـله وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الـلـه. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكـن شيءٌ مما كوِّن. به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنور في الظـلمة يضيء والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسََل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء لـلشهادة ليشهد للنـور، لكي يـؤمـِنَ الكلُّ بواسطته. لم يكـن هو النـور بل كان ليشهد لـلنـور. كان النـورُ الحقيقي الذي ينيـر كل انسان آتٍ الى العالـم. فـي العالم كان، والعالم بـه كـوِّن، والعالم لـم يعرفه. الى خاصته اتى وخاصته لم تقبله، فأمـا كل الـذين قبـلوه فأعطاهم سلطانـًا ان يكـونوا اولادًا لله الـذين يـؤمنـون باسمه، الذين لا من دم ولا من مشيئـة لحم ولا من مشيئة رجل لكن من الـله وُلـِدوا. والكلمة صار جسدًا وحـلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيدٍ من الآب) مملـوءًا نعـمة وحقًـا. ويوحنـا شهد له وصرخ قائلاً: هذا هـو الذي قـلتُ عنـه إن الذي يأتي بعدي صار قبلـي لانـه متقـدِّمي، ومـن مِلئه نحـن كُلنـا اخذنـا ونعمةً عوض نعمةٍ، لان النامـوس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيـح حصلا. نعمة الكلمة تتضمّن مقدّمة إنجيل يوحنّا التي نقرأها اليوم في قدّاس الفصح المجيد ذروة اللاهوت المسيحيّ. فيوحنّا اللاهوتيّ يباشر إنجيله بالقول إنّ الربّ يسوع المسيح ليس سوى "الكلمة" الكائن منذ الأزل، "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة". ولفظ "الكلمة" في الكتاب المقدّس يرجعنا إلى "الكلمة النبويّة" التي تشير إلى تدخّل الله في التاريخ، وتكشف عن قصده الإلهيّ. كما يشير اللفظ عينه إلى "الحكمة" التي يرى القدّيس بولس تمامها في المسيح، الذي هو "قدرة الله وحكمة الله" (كورنثس الأولى 1: 24). وهذه الحكمة التي يجسّدها المسيح لها بعد خلاصيّ بارز، ذلك أنّ ظهورها بالجسد للبشر يندرج ضمن تدبير الله. يرد لفظ "الكلمة" (لوغوس باليونانيّة) في مواضع عديدة من العهد الجديد للإشارة إلى كلمة الربّ يسوع نفسه، "الزارع يزرع الكلمة" (مَثَل الزارع، مرقس 4: 14)، الرسل يتكلّمون بـ"كلمة الربّ" (أعمال الرسل 8: 25)، ونقرأ في رؤيا يوحنّا عن المسيح الذي يُرمز إليه بالفارس الأمين الصادق: "وعليه ثوب مصبوغ بالدم واسمه كلمة الله" (19: 13)، وأخيرًا في رسالة يوحنّا الأولى يدعى المسيح "كلمة الحياة" (1: 1). إلاّ أنّ لفظ "الكلمة" في فاتحة إنجيل يوحنّا يرد مجرّدًا من مضاف إليه، وذلك بغية التعبير عن كائن متجسّد هو المسيح. ربّما يكون القدّيس يوحنّا الإنجيليّ، إن أخذنا في الاعتبار البيئة الثقافيّة التي نشأ فيها، قد استلهم لفظ "الكلمة" ومعانيه ودلالاته من الفلسفة اليونانيّة. فالفلسفة الرواقيّة ترى أنّ "الكلمة" هي عقل العالم الذي يدير كلّ شيء ويسيطر على كلّ شيء. وقد اقترح الفيلسوف اليهوديّ فيلون الإسكندريّ (توفّي عام 54 للميلاد)، ذو الثقافة اليونانيّة، أنّ الكلمة هي خليقة الله، ووسيطة بينه وبين البشر. غير أنّ كاتب إنجيل يوحنّا يعتبر "الكلمة" كائنًا إلهيًّا وإلهًا منذ الأزل، به تمّ خلق العالم من العدم، "كلٌّ به كان، وبغيره لم يكن شيء ممّا كوِّن". لكنّ خلفيّة اللفظ الحقيقيّة، كما يستخدمها القدّيـس يوحنّـا فـي إنجيلـه، نجـدها في العهـد القديم، أي بصفتها كلمة الأنبياء، وكلمة الحكمة. فنقرأ في سفر الحكمة: "يا إله الآباء ويا ربّ الرحمة، يا صانع كلّ شيء بكلمتك ومكوّنَ الإنسان بحكمتك" (9: 1-2). هي الحكمة المتجسّدة التي ألهمت القدّيس يوحنّا الذي كان يخاطب بيئة متأثّرة بالفلسفة اليونانيّة. وفي سفر يشوع بن سيراخ نقرأ أنّ الحكمة تقول في نفسها: "إنّي خرجت من فم العليّ بكرًا قبل كلّ خليقة، وجعلت النور يشرق في السموات على الدوام وغشيت الأرض كلّها بمثل الضباب" (24: 5-6). في الواقع، يُظهر لفظ "الكلمة" في إنجيل يوحنّا براعة الكاتب الملهم في استعمال لفظ أساسيّ في أكثر من ثقافة، طبّقه على السيّد المسيح لكي يبيّنه أنّه كمال كلّ شيء وتمامه. والكلمة الكائن منذ البدء عند الله "صار جسدًا وحلّ فينا". عبارة "صار جسدًا" أو، بترجمة أخرى، "صار بشرًا"، أو "لحمًا ودمًا" تعني أكثر من اتّحاد "الكلمة" بالطبيعة البشريّة. فلفظ "بشر" باليونانيّة (ساركْس) يدلّ في الكتاب المقدّس على حالة البشر الزائلة، ومحدوديّة الإنسان وعجزه. وبما أنّ الإنسان خليقة زائلة، فهو لا يستطيع من تلقاء نفسه أن يدخل ملكوت الله، ذلك بأنّ "مولود الجسد يكون جسدًا، ومولود الروح يكون روحًا" (يوحنّا 3: 6). أمّا تجسّد المسيح فيعني أنّ المسيح اتّخذ الحالة البشريّة بما فيها من حدود وعجز. ولكنّه أصبح، بفضل هذا الانتماء إلى العالم، المخلّص الذي يهب جسده ودمه لينال الإنسان الحياة الأبديّة، "مَن ياكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الابديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يوحنّا 6: 55). ويبدو أنّ اسم "الابن الوحيد"، في مقدّمة إنجيل يوحنّا، مكمّل للفظ "الكلمة": "والكلمة صار جسدًا وحلّ فينا، وقد أبصرنا مجده مجد (ابن) وحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقًّا" (الآية 14). وصِفة "الوحيد" المقترنة بلفظ "الابن" في الآية تفيد فرادة العلاقة بين "الكلمة" ووحدانيّة الله، وما يميّز "الكلمة" عن سائر "أبناء الله" الذين نالوا التبنّي، "فأمّا كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا ان يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمه" (الآية 12). كما يبيّن لفظ "مجد" في الآية الرابعة عشرة مصدر الابن الإلهيّ، فالمجد خاصّة الله، وهو يهبه للابن الوحيد. "لأنّ النـامـوس بمـوسى أُعطيَ، وأمّا النعـمـة والحقّ فبيسوع المسيح حصلا" (الآية 17). أراد يوحنّا، بهذه الآية، إيجاز سرّ اتّخاذ "الكلمة" جسدًا. فالمسيح، يحلّ في حياة المؤمنين، محلّ شريعة الحرف. ولذلك فإنّ علاقة المؤمنين هي بشخص المسيح الحيّ، لا بمجرّد شرائع ووصايا. أمّا النعمة الإلهيّة التي انسكبت على الإنسان فقد تجلّت في الفداء الذي أتمّه المسيح على الصليب وفي قيامته من بين الأموات، "إذ الجميع قد خطئوا فيُعوزهم مجد الله. فيبرَّرون مجّانًا بنعمته بالفداء الذي هو بالمسيح يسوع" (رومية 3: 23-24). ونحن، إذ نعيّد الفصح، نشكر لله نعمته علينا بإرساله ابنه الوحيد، كلمته الحيّ، ليهبنا بقيامته المجيدة الحياة الأبديّة معه في شركة دائمة لا تنقطع. الأخبار رسامة الأب جاورجيوس (معوض) رئس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في الأحد الثالث من الصوم الموافق30 آذار في كنيسة السيدة في كبا (البترون)، رفّع خلاله الشماس عماد (معوض) الى درجة القسوسية ليخدم رعايا المنطقة وأسماه جاورجيوس. توجه سيادته نحوه الكاهن الجديد بالكلمات التالية: “أخي الخوري جاورجيوس، “ليس أحد يأخذ لنفسه الكرامة، بل من دعاه الله”. نحن نؤمن بهذا أن الله يدعو من يشاء إلى خدمة الكلمة. ويعبّر عن الفكر الإلهي الأسقف. وهذا الشعب المؤمن يؤيد الرسامة بقوله: “مستحق”. ثم يقول الرسول في ما قرأناه اليوم "كذلك المسيح لم يمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة". نحن نعرف أنه مُجّد في الموت. لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: أنت ابني وانا اليوم ولدتُك. النص الذي أمامنا يكشف لنا أن المسيح ولد في ضمير الإنسانية، وفي شعور المؤمنين به وإيمانهم به، ليس عندما وضعته العذراء، فهذا أمر طبيعي. ولكنه نشأ في ضمائر الشعوب، وفي أحاسيسهم، عندما مات فقط. انت ابني وأنا اليوم بموتك ولدتك، ولذلك يقول أيضًا تأسيسًا على المزامير: “أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق”. ما أود أن أقوله لك يا أخي هو شيء بسيط، وهو أن الكاهن مثل كل الشعب عليه مسؤوليةُ أن يقدّس نفسه بابتعاده عن الخطايا، وباقترابه من يسوع. هذه هي المسؤولية الأولى. والكهنوت فيه تجارب كثيرة، قد لا يجرَّب بها الأخ العلماني الذي يحيا في الكنيسة، الكاهن مجرب لأنه معرض لضغوط الشعب. فربما كان من أبنائنا من تعامل مع الكاهن بتهذيب قليل. وربما كان مضغةً في اللسان في مجالس القوم. لسوء الحظ هذا موجود عند الروم. وأنت أمام كل ذلك تبقى كالشاة التي تُساق إلى الذبح ولا تفتح فاها. سوف تضغط عليك الألسنة الخبيثة. أرجو ألا يحصل هذا. ولكن هناك في الرعية من يحب السلطة، ومن يحب أن يأمر، ويظن أن الخوري هو واحد ممّن يأمرهم. هذا موجود. ولكنك أنت ما من زعيم عليك، ما من رئيس عليك. المسيح وحده رئيسك. تُقدّم الحساب له، وليس لزعماء الطائفة. وإذا أردت، تقدّم الحساب للمطران. هذا نوع من أنواع القداسة التي عليك أن تتسلح بها ككل الناس. ولكن هناك قداسة آتية من الاضطهاد، ومن القمع، ومن التبجح، ومن كبرياء الرعية. أنت صامت أمام هؤلاء ولا تدافع عن نفسك. إذا سألك المطران شيئًا، تدافع عن نفسك امامه لأنه أبوك. همّك الأول تقديس نفسك، لأن الذي ليس عنده قداسة لا يقدر أن يعطيها. الشيء الثاني الذي أؤكد عليه أننا ندرس دائمًا كلمة الله. مرة، مرّت أمي لعندي بالمطرانية، رأت أربعة آلاف كتاب. قالت لي: ألأ يكفي أربعة كتب حتى تتعلم الدين؟ قلت لها: نعم، يكفي. ولكن هذه تشرح أكثر. أنا أتعلم كل يوم في هذا العمر المتقدم. يقول لي الإخوة والأصدقاء أنه صار لك ستة وخمسون سنة متخرجًا من معهد اللاهوت، وما زلت تتعلم؟ أقول: نحن الأرثوذكس نظل نتعلم، لأننا مجبَرون أن نعلّم. عندك أربعمائة كتاب بالعربي. وإذا كنت تعرف لغة أجنبية أيضا نعطيك حتى تقرأ كل يوم. نحن في الكنيسة نثق بك. الناس يثقون بك. ولكن عليك أن تأخذ هذه العظة، وتطبقها، حتى تزداد ثقتنا بك، واعتمادنا عليك. أنا لم أُغيّر تمامًا اسمك، لأنك لم تزل عمادًا للكنيسة. أنت عامود لهذه الكنيسة، ولكن أنـت أيـضًا جاورجيـوس أي شهيد. فعندما يـراك النـاس، يفهمون أنك تشهد للمسيح، وتنقل المسيح إليهم بمحبتك، وبمعرفتك. الله يقودك في الطريق الصالح، وفي الإيمان المستقيم، وفي الحياة الطاهرة، الطيّبة، لنبقى معتزّين بك، ومتعزّين بك. والله معك ومع هذه العائلة الحلوة الصغيرة التي نتمنى أن تصير كبيرة. فالله يقويك، ويكون معك، ويباركك، ويبارك عائلتك ورعيتك، آمين. كفرمتى قصد سيادة راعي الأبرشية بلدة كفرمتى في قضاء عاليه حيث تفقد مكان المدافن وأقام الصلاة من اجل الراقدين من الرعية ثم رفع الدعاء والشكر امام أنقاض كنيسة القديس جاورجيوس المهدمة كليًا. وقد رافقه جمع من أبناء الرعية بحضور رئيس البلدية والأهالي من دروز ومسيحيين. وعبّروا كلهم عن فرحهم بالمصالحة التي تمّت أخيرًا ولو متأخرة وسمحت بعودة المهجرين. وتحدّث سيادته فقال: جئتم الى هذه البلدة العزيزة لتبقوا فيها مع كل الإخوان المقيمين من أهلها، لأننا واحد في هذه البلدة وبنعمة الرب سنبقى واحدًا. سنجدد الحياة الروحية والاجتماعية مع كل هذه الوجوه النيّرة، حتى يكتمل فرحي بكم. لقد سمح الله بأن تكون العودة متأخرة، ولكنكم عدتم وسيتجدّد كل شيء في كفرمتى بمشيئة الله من العاطفة الى الأبوّة والأخوة والبناء والإعمار، وفي الدرجة الأولى بناء الكنيسة الجديدة لتشعروا بأنكم مؤمنون وباقون على هذا الإيمان الصحيح السليم ولتعيشوا حياتكم العائلية والمهنية بفرح. أما من ناحية الرعاية الروحية فقد كلفت الأب غسان (حداد) كاهن رعية عين دارة مؤقتا الاهتمام بكم الى حين قيامة هذه الكنيسة... وعندما أرى وجوهكم الشابة أشكر الله انها لم تعرف الويلات التي مرّ بها لبنان، ولهذا فإنكم ستعمّرون لبنان من جديد بحماستكم ومحبتكم. وأضاف: لقد بقي الشَحّار الغربي فترة من الزمن في تأجيل لأموره، إلا ان كل الأمور اليوم حُلّت، ويجب عليكم أن تندمجوا من جهة بكنيستكم وبالوطن وبكل المكوّنات في هذه البلدة العزيزة حتى تكونوا عائلة تُفرح الرب والملائكة وتُفرحني أنا. |
|