Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2008 العدد4: رئيس الكهنة العظيم
العدد4: رئيس الكهنة العظيم Print Email
Sunday, 27 January 2008 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 27 كانون الثاني 2008 العدد 4  

عيد نقل رفات القديس يوحنا الذهبي الفم

رَعيّـتي

كلمة الراعي

رئيس الكهنة العظيم

كاتب الرسالة الي العبرانيين يقول في هذا الفصل ان لنا رئيس كهنة ويقصد به المسيح ونعته بأنه بار ببشريّته وبلا دنس فكل سواه واقع في الدنس (ما عدا والدة الإله حسب تعليمنا) ثم قال انه "قد صار أعلى من السموات" عند صعوده الى الآب ثم قال ان "لا حاجة له ان يقرّب كلّ يوم مثل رؤساء الكهنة" اليهود ذبائح عن خطاياه اولا ثم عن خطايا الشعب لأنه قضي هذا مرة واحدة حين قرّب نفسه. والقداس الإلهي ليس ذبيحة أخرى، انه ذبيحة الصليب نفسها التي تتمثّل في القرابين الإلهية حتى يقول ان ابن الله المتجسّد فهو ابن مكمل الى الأبد وذلك تمّ دفعة واحدة على الصليب.

ثم يشرح كاتب الرسالة ان يسوع "قد جلس عن يمين عرش الجلال في السموات" اي عن يمين الآب. ومعنى ذلك ان الآب اعترف بكرامة المسيح الانسانية على ان لها نفس الكرامة الإلهية التي للآب.

ثم يقول ان السيد "خادم الأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" ويشير هنا ان الرب يسوع يقدّم نفسه باستمرار في السماء التي هي لا هيكل أورشليم مسكن الله وهو مسكن منظور نصبه الله في السماء.

عندنا اذًا خدمة إلهية وقداس على الأرض وهو واحد مع قدس الأقداس الذي في السموات. فالمسيح يخدم فوق كما يخدم هنا على الأرض، وخدمة المسيح للآب في الملكوت هي إياها خدمته في السماء. وعندنا اذًا قداس على الأرض بشكل تقديم الخمر والخبز وقداس في السماء، وهما واحد.

وهذا يؤكّده قول الكاهن في الدورة الصغرى وهو حامل الإنجيل: "اجعل دخولنا مقرونا بدخول ملائكة قديسين يشاركوننا الخدمة". كذلك عندما نرسم جدرانيات على إحدى حيطان الكنائس ممثلة الدورة الكبرى، نصوّر ملاكًا حاملا الصينيّة وملاكًا آخر حاملا الكأس لندل على ان اهل السماء مشتركون مع الكهنة في حمل القرابين. فالقداس الأرضي في شكلَي الخبز والخمر اللذين سيقدسان هو واحد مع القداس السماوي الذي ليس فيه قرابين لأن المسيح فوق وكذلك على الأرض هو المقرِّب والمقرَب معًا.

نحن هنا على الأرض كأننا في السماء، لهذا قال السيد: "الحقَّ أقول لكم إنّي لا أشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما أشربه جديدًا في ملكوت الله" (مرقس 25:14). ليس ان هناك خمرًا ولكنها الفرح السماوي الذي تمثّله هنا القرابين. لذلك يقول الكاهن بعد الاستحالة ان هذه القرابين هي "للمتناولين لنباهة النفس ومغفرة الخطايا وكمال ملكوت السموات". اي ليس عليك ان تنتظر الا الالتحاق بملكوت السموات حيث المائدة السماوية غير المنظورة اذ نتناول فوق المسيح نفسه مباشرة بلا مادة الخبز والخمر.

واذا قال بولس ان المسيح هو الكاهن الأعظم فيعني هذا ان الإنسان اذا صار كاهنا فما هو الا صورة عن كهنوت المسيح وحامل إيّاه ومندمجًا مع الرعية معه وليس له كهنوت مستقلّ لأن الكهنوت الكامل هو للفادي وحده. أمّا الكاهن الأرضي فإذا مات نغطّي وجهه بستر القرابين رجاء منا على انه صار هو ايضًا قربانًا. واذا اخذنا نـرفرف بالستـر على رأس الأسقف القائـم بـالذبـيـحـة يـكـون هـذا الأسقـف ضامًّا كيـانـه الى القرابين الموضوعة على المائدة ونحن في انتظار تحوّلها الى جسد الرب ودمه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 26:7- 2:8

يا إخوة إنّا يلائمنا رئيس كهنة مثـل هذا بار بلا شرّ ولا دنس مُـتنزَّه عـن الخطـأة قد صار أعلى من السماوات، لا حاجة له أن يقرب كلّ يوم مثل رؤساء الكهنة ذبائح عـن خطـاياه اولا ثـمّ عـن خطـايا الشعـب، لأنّه قضى هذا مرّة واحدة حين قرّب نفسه. فإن الـناموس يُقيم أناسًا بهم الـضُعف رؤساء كـهنة، اما كلـمة الـقَسَم الـتي بـعد الـناموس فتقيم الابن مـكملاً الى الأبـد. ورأس الكلام هو أنّ لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس عن يمـين عرش الجلال في السماوات وهـو خادم الأقداس والمسكن الحقيـقي الـذي نصبه الربّ لا إنسان.

الإنجيل: لوقا 35:18-43

في ذلك الزمان فيما يسوع بالقرب من أريحا كان أعمى جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع الجمع مجتازا سأل: ما هذا؟ فأُخبر بأن يسـوع الناصري عابر. فصرخ قائلا: يا يسوع ابن داود ارحمني. فوقف يسـوع وأمر ان يقدَّم اليه. فلما قَـرُب سأله: ماذا تريد أن أصنع لك؟ فقال: يا رب، أن أبصـر. فقال له يسوع: أَبصر، إيمانك قد خلصك. وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله، وجميع الشعب اذ رأوا سبّحوا الله.

طعام يسوع

بعد لقاء السيّد بالمرأة السامريّة، ألحّ عليه تلاميذه أن يأكل، وأجابهم: "لي طعام آكله أنتم لا تعرفونه". سمعوه، فأخذوا يتساءلون: "هل جاءه أحد بما يُؤكل؟". فقال لهم: "طعامي أن أعمل بمشيئة الذي أرسلني، وأن أتمّم عمله" (يوحنّا 4: 31- 34).

يعنينا هذا الكلام في زمن يكاد يكون الطعام والشراب هو كلّ شيء عند عموم الناس. وإذا تبصّرنا في معانيه، فلا يفوتنا أنّ إلحاح التلاميذ وتساؤلهم يبيّنان أنّ الربّ كان يأكل ويشرب مثل الناس جميعًا (متّى 11: 19). وبكلام آخر، كان يأكل طعام فقراء زمنه، ولا سيّما منه الخبز والسمك (متّى 15: 34؛ لوقا 24: 41- 43). وهذا يعني أنّه كان إنسانًا مثلنا "ما خلا الخطيئة" (عبرانيّين 4: 15). هل شعر التلاميذ بتعب معلّمهم (يوحنّا 4: 6)، فعرضوا عليه طعامًا؟ هل أرادوا أن يبيّنوا اعتناء خاصًّا به؟ هذا وذاك تجعلهما دواعي الحبّ ممكنين. ولكنّ جواب يسوع يرفعنا إلى آفاق جديدة. فالطعام ليس ما يهمّه فعلاً. فما يهمّه أن يخدم مشيئة أبيه دائمًا. هل ما قاله يعني أنّ التلاميذ لم يكونوا بعدُ يعرفون سرّه الحقيقيّ؟ هل لمّا يعرفوا أنّه اختارهم من أجل هذا النوع من "العمل"؟ قوله "أنتم لا تعرفونه" يؤكّد أنّهم لم يعرفوا بعدُ. لكن، دعونا نبحث، قليلاً، عن معنى ما قاله لتلاميذه هنا في مواضع أخرى، وتحديدًا في المواضع التي تدلّ على قبوله ضيافة بعض الناس على موائدهم (أنظر مثلاً: متّى 9: 10؛ لوقا 7: 36، 11: 37، 14: 1؛ يوحنّا 12: 1 و2).

إذا عدنا إلى هذه النصوص التي تظهر السيّد ضيفًا على بعضٍ، نرى أنّ ما قاله هنا، ردًّا على إلحاح تلاميذه وتساؤلهم، موجود بالمثل الواقعيّ. فالسيّد، في حلّه وترحاله، كان مأخوذًا بتتميم مشيئة أبيه. هل لم يأكل على مائدة مَنْ استضافوه؟ بلى، فعل. لكنّه، فيما فعل، كان يقدّم لهم من مائدته السخيّة ما يحييهم حقًّا. ففي بيت متّى مثلاً، ردّد، على مسامع مَنْ انتقدوه على مؤاكلته العشّارين والخطأة، ما قاله كتاب الله: "أريد الرحمة لا الذبيحة" (متّى 9: 13؛ قابل مع: هوشع 6: 6). وفي بيت سمعان الفرّيسيّ، كشف أهمّيّة المحبّة التي تستر كثيرًا من الخطايا (لوقا 7: 47). وفي بيت فرّيسيّ آخر، أرسى الطهر الحقيقيّ الذي يفوق النظافة الخارجيّة (لوقا 11: 41). وفي بيت أحد رؤساء الفرّيسيّين، رفّع الإنسان على شريعة السبت (لوقا 14: 5). وفي بيت لعازر وأختَيْهِ، دعانا إلى أن يكون حبّنا له أساسًا لحبّنا لفقراء الأرض (يوحنّا 12: 8). طعام السيّد أنّه يستعمل كلّ مناسبة، ليقدّم لنا خلاصنا، و"يثبّتنا بالنعمة" (عبرانيّين 13: 9).

هذا يبيّن أنّ السيّد إنّما شاركنا في طعامنا وشرابـنا، لنـشاركه في الطعام الحقيـقيّ الذي يبقينا أبدًا. لا يعني هذا أنّه يريدنا أن نبطل الطعام الأرضيّ، بل أن نستطيب النوع الفاخر ولا سيّما الذي قدّمه هو على موائد مستضيفيه. فطعام الإنسان الطيّب يجب أن يكون الرحمة والمحبّة والطهر والبحث عن خلاص الآخرين ورعاية الفقراء، أي كلّ ما يدلّ على موافقة مشيئة الله. إذ ماذا ينفعنا إذا أكلنا وشربنا اليوم، ومتنا غدًا (1كورنثوس 15: 32)؟ إذ ماذا ينفع إذا ابتهجنا ورقصنا اليوم، وأخفانا التراب غدًا؟ لقد قال السيّد لتلاميذه إنّ طعامه أن يعمل مشيئة أبيه، ليعرفوا، ونعرف، ما الذي يحيي الإنسان فعلاً وأبدًا. لم يكن السيّد يتفاصح في ذلك الحديث! لم يكن يتباهى بدوره الخلاصيّ! كان يمدّه إليهم (وإلينا). سألوه أن يأكل، وأطعمهم. هذا كشف. هذا أعلى كشف يعوزه مَنْ حكم الله أن يخدموا مشيئته أمس واليوم وإلى الأبد.

لقد كان طعامُ يسوع كشفَهُ أنّ الله أباه أرسله من أجل أن نحيا كلّيًّا له. تنازل ليأكل من طعامنا، وقَبِلَ ضيافتنا، لنقبله سيّدًا على قلوبنا، ونأكل طعامه المحيي، ونسعى به إلى أن نجذب العالم إلى "خبز ملكوته" (لوقا 14: 15).

من تعليمنا الأرثوذكسي: الأقمار الثلاثة

التلميذ: أعلن الكاهن في رعيتنا عن أعياد القديسين في شهر كانون الثاني عرفتُ منهم القديس أنطونيوس الكبير في الـ 17 منه، لكني لم أفهم ما هو عيد الأقمار الثلاثة في 30 كانون الثاني.

المرشد: الأقمار الثلاثة هم ثلاثة قديسون كبار تكرّمهم الكنيسة في عيد مشترك في آخر كانون الثاني للتشديد على أهمية تعليمهم وإرشادهم من ناحية الإيمان الصحيح والرعاية والسلوك في الحياة المسيحية. هم باسيليوس الكبير (+379) الذي كان مطران مدينة قيصرية في بلاد الكبادوك (شرقي تركيا الحالية)، والقديس غريغوريوس اللاهوتي (+391) الذي كان مطران مدينة نازيانز في الكبادوك ايضا ثم صار بطريرك القسطنطينية، والقديس يوحنا الذهبي الفم (+ 407) الذي كان كاهنا في انطاكية ثم صار ايضا بطريرك القسطنطينية وهو كاتب القداس الذي نـشترك فيه كل احد وعيد. يمكنك ان تـعرف اكثر عن كل واحد منـهم اذا بحثـت في كتـاب سِيَـر القديسين في تاريخ عيـد كل واحـد منـفـردا: اول كانـون الثاني عيـد باسيليوس الكبير، 25 كانون الثاني عيد غريغوريوس اللاهوتي، و13 تشرين الثاني عيد القديس يوحنا الذهبي الفم.

التلميذ: لماذا نسميّهم اقمارا؟

المرشد: يسمون اقمارا في بلادنا فقط، ربما لأن القمر ينير وهو يعكس نور الشمس والقديسون الثلاثة يعكسون نور المسيح. في اليونان يُسمَّون رؤساء الكهنة الثلاثة hiérarques، وفي الغرب يُسمّون العلماء الثلاثة docteurs.

التلميذ: ما هي العجائب التي صنعوها لنكرمهم في هذا العيد؟ هل كانوا شهداء؟

المرشد: لم يكن احد منهم شهيدا ولم نسمع عن شفاءات او عجائب صارت بشفاعات هؤلاء القديسين. لكن حياة كل واحد منهم وتعاليمه وعظاته واعماله كلها شهادة للمسيح تعلّم منها اجيال من المؤمنين ولا نزال نتعلم. قلت لك سابقا ان العجائب ليست شرطا لإعلان قداسة في كنيستنا الارثوذكسية. ان المعيار الاساسي هو قداسة السيرة اي السلوك الشخصي حسب الانجيل.

التلميذ: كيف تأسس العيد في 30 كانون الثاني؟

المرشد: قلنا ان كتاباتهم انتشرت وأرشدت كثيرين، فدارت نقاشات بين الناس عن من هو أعظم من بين هؤلاء القديسين الثلاثة. وبدلا من ان تعزز الايمان، ساهمت النقاشات في الانقسامات والانشقاقات. كان ذلك في القرن الحادي عشر بعد اكثر من 700 سنة من رقاد القديسين الثلاثة. بعد ان تفاقمت الخلافات، ظهر القديسون الثلاثة في الحلم على احد المطارنة وقالوا انهم كلهم مع الله ولا منافسة بينهم. فتقرر تأسيس العيد في آخر كانون الثاني الذي فيه أعياد الكثيرين من الآباء القديسين الكبار.

الأخبار

تكريم الأب أنطونيوس (سليمان)

رئس سيادة المتروبوليت جورج (خضر) صلاة الغروب مساء الأربعاء 16 كانون الثاني في كنيسة الصعود -كفرحباب، وذلك لمناسبة تكريم الرعية لخادمـها الأب أنطونيوس (سليمان) بحضور عدد من أبناء الرعية. ومما قاله سيادته: "إن راعيكم لا يحتاج إلى تأديب، ولكننا جميعًا نسعى معًا في دروب القداسة. وقد خدم قدس الأب أنطونيوس أبرشيتنا هذه منذ وُضعت عليه يد رئيس الكهنة. وكان مرضيًا بشكل عظيم. ونحن نتشبه بكثير من مساعيه، وأعماله في خدمة يسوع. ثم تحدّث سيادته عن ميزات القديس أنطونيوس وحبه الكبير ليسوع المسيح حيث ترك الدنيا وتزهّد في براري مصر...".

تابع "واذ نذكر اليوم في الخدمة الإلهية أخانا المتقدم في الكهنة انطونيوس، انما نرجو له ان يسلك على هذه الطريق، وان يتقدس يومًا فيومًا في عمر نرجوه له طويًلا. وهو باق في ظل القديسين الذين أعطونا أن نرفع هذه الكنيسة المقدسة هنا على اسم الصعود، راجين أن يصعدنا الله من خطايانا، ويجعل كل نفس من نفوسكم قريبة من نفس انطونيوس الكبير، آمين".

فرن الشباك

صباح الخميس 17 كانون الثاني ترأس سياة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة القديس أنطونيوس الكبير لمناسبة عيد شفيع الرعية.

وخلال القداس ألقى سيادته العظة التالية: "ما هي حركة انطونيوس؟ ماذا مثّل لنا في التاريخ المسيحي، وماذا أوحى؟ هذا هو السؤال القيّم في عيده اليوم، في هذه الرعية المباركة التي تنزل شفاعته عليها. القصة ابتدأت أن هذا الشاب سمع الكاهن يعظ: "إن شئت أن تكون كاملًا، فبع كل ما عندك، وأعطه للمساكين". والرجل كان ابن نِعَم. ميسورة كانت عائلته. كيف تطلب من انسان أن يترك كل ما عنده؟

هو كان قد شاهد ترف كنيسة الإسكندرية. ذهب في البرية، مأواه خربة رومانية قديمة، حامًلا شيئا واحدًا وهو الكتاب المقدس، بالترجمة القبطية، لأن الريف كان يتكلم القبطية، والإسكندرية تتكلم اليونانية. يغتذي من كلمة الله فقط. عنده بعض الحشائش، ويأكل من شجرات النخيل. ولكن التجارب بقيت تقتحمه. هو ليس كالملاك.

في فهمي لأنطونيوس، الشأن الأساسي عنده الفقراء: كيف نستطيع أن نساعدهم، أن نعضدهم. نحن لا نأكل، ولا نشرب، ولا يكون عندنا بيت. نحن نحرم أنفسنا في سبيل الإخوة المحتاجين. معنى ذلك أنك لا ينشغل بالك بالمال. لا يهيمن عليك عشق المال. وأن الانصراف الكامل إلى الله، وإلى ملكوت الله حتى تقدر أن تحب. إذا لم تحب الله فلا تقدر أن تحب أحدًا. هذا الانصراف الكامل إلى الله، والنظر إلى الملكوت الآتي، كانت نتيجته أن الإنسان لا يتزوج. وتعلموا بعد هذا، أن يطيعوا بعضهم البعض. نشأت الرهبنة في ما بعد على أساس المشاركة. فلم يكن الرهبان يعيشون مع بعضهم. الرهبان علّموا الإنسانية كلها أن تدوس المجد الذي هو الإغراء في الحياة. من أنت وما جمالك؟ كله لحم وعظام. كله يذهب للدود.

اخترع الرهبان أن يدوسوا شهوات الناس، وشهواتهم. الدنيا فيها سياسة وما إلى ذلك. طبعا هذه ستسير. ولكن نقول بأنك أنت تظل فيها ولا تعطيها أهمية. امرأتك ليس لها أهمية، وأولادك ليس لهم أهمية. ولكن ستتعاطى معهم لأنك أنت موجود في هذه الحياة. لا أقول لكم أن تترهّبوا. ولكن الهمّ في الرأس يجب أن يكون يسوع المسيح، وليس مصرياتك، ولامجدك، ولا جمالِك. هذا كله بلوره أنطونيوس بهذه الحياة التي عاش فيها هناك في جنوب القاهرة.

علمونا أن نحارب شهواتنا. لا يكون عندك ولا أية شهوة. تريد أن تشرب كأس نبيذ، فتشربه، هذا شراب النصارى هكذا كانوا يقولون عنا. لا تقدرون ان تتلفوه لأنه طعام النصارى، تأكل جيدًا يوم العيد. ولكن لا يكون هنا اهتمامك. حصروا اهتمام الناس بيسوع المسيح. المسيحيون لم يكونوا يعرفون كيف يصلّون. كان كل شيء ملخبطا. والصلوات من هنا ومن هناك. وبدون ترتيب. فكل هذه الصلوات العظيمة التي تسمعونها وتشتركون فيها، كل هذا كان من صنع الرهبان.

نقدر أن نقول في الأخير أن كل المدنية آتية من الرهبان. معنى هذا أن كل الحضارة، بدون أن يعرف أنطونيوس، أتت من الحركة التي صنعها في الصحراء: أن نتجند جميعنا ليسوع المسيح، آمين".

وبعد القداس افتتح سيادته المعرض الذي أعدته حركة الشبيبة الأرثوذكسية.

Last Updated on Friday, 06 August 2010 23:35
 
Banner