للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 7: من توصيات بولس |
Sunday, 17 February 2008 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
أحد الفريسي والعشّار
رَعيّـتي
كلمة الراعي
من توصيات بولس
الرسالة الثانية الى تيموثاوس تُعتبر مما نسمّيه الرسائل الرعائية التي كتبها الرسول وهو في السجن في رومية او في إقامة جبرية. من هو الرجل؟ يسمّى "رسولًا" في عدة رسائل، في رسالتين يسمّيه "أخا". بالمعنى الدقيق مَن سُمي رسولا هو فوق الأساقفة والقسس والشمامسة. تيموثاوس جعله بولس مرافقًا له.
يلوح من بدء الرسالة ان بولس جعله أسقفًا على أفسس ومنطقتها اذ يقول انه وضع يديه عليه، وأفسس مدينة فيها للمسيحية خصوم، وعمل الأسقف ان يبشّرهم.
في المقطع الذي نتأمّله هنا يوضح الرسول هذا: "انك قد استقرأت تعليمي" (أي مضمون البشارة). هذا هو عمل الأسقف الأساسي. "وسيرتي" (وقد ترافقا في أماكن كثيرة) "وإيماني" (وهذا ليس فقط التعليم ولكن التعلّق الحار بشخص يسوع) "وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي" (الموصوفة في الرسائل وأعمال الرسل). ويـشدّد على انـه تــحمّل اضطهادات كثـيــرة نـجّاه الله منهـا جـميـعًا. ثم يــؤكّـد ان الاضطهاد كان طبــيـعيــا ولا سيـّما اذا كُتبت بعد اضطهاد نيرون. ويقدّم بولس القاعدة إذ يقول: "وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يُضطهدون".
عكس ذلك الأشرار. طبعا هو لا يتكلّم على ناس في الكنيسة ولو انه تحدّث هنا وهناك عن مسيحيين مرائين غير صادقين في الإيمان. وعلى الأسقف ان يكسب الذين من الخارج ويشدد الذين هم في الداخل. هناك إخوة أعداء.
وأخيرًا يذكّره بهذا: "إستمِرَّ أنت على ما تعلّمتَ وأيقنتَ به ممن تعلّمت". ولا بد ان بولس يشير نفسه الى انه معلّم. ويقودني هذا الى القول انك اذا جاءك كاهن او أسقف، لا تكتفِ بأن تقدّم له القهوة ولكن اطلب منه التعليم او اطرح عليه سؤالا. مهمّته ان يعلّم ولا يكتفي بافتقادك وافتقاد أولادك. التعليم كبير ودقيق ولا تـظن نـفسك عالِمًا. ليس مـن أحد منا يـعرف كل شيء. والكاهن الجيّد هو من درس كل يوم لتزيد قوّته في التعليم.
الى جانب توجيهات بولس التي كان يعطيها لتيموثاوس في اللقاءات يقول له: "انك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدسة" ويريد بذلك العهد القديم لأن أسفار العهد الجديد لم تكن قد كُتبت عند إنشاء بولس هذه الرسالة. الأناجيل جاءت بعد بولس تدوينا ولو كان المسيحيون يعرفون بالتواتر ونقلا عن الرسائل الكثير مما قاله السيد لهم. واليوم تـُشنّ حـرب ضروس عليـنا لأنـنا نـستعمل هذه الكتـب في الكنـيسة لأسباب سياسية، ويـدّعي هؤلاء أن قراءتـها دعم للصهيونـيّة، ونحن نـفرّق بين إيمان الأنـبياء والشريـعة من جهة واستعمالها السياسي من قبل الإسرائيـليـين. نحن لا نستطيع ان نلغي كلمة الله، ولكننا نفهمها كما أوضحها لنا المسيح ورسله.
وأخيرا يوضح بولس ان هذه الكتب قادرة أن تجعل تلميذه حكيمًا وهذه الحكمة تعطيه الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح. هي الحكمة الإلهية التي تنزل على المؤمن نعمة.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: ٢ تيموثاوس ١٠:٣-١٥
يا ولدي تيموثاوس إنك قد استقرأت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي وما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّة اضطهادات احتملتُ وقد أنقذَني الرب من جميعها. وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون. أمّا الأشرار والمُغوون من النّاس فيزدادون شرّا مضِلّين ومضَلّين. فاستمرّ أنت على ما تعلّمتَه وأيقنتَ به عالما ممّن تعلّمتَ، وأنّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تصيِّرك حكيما للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.
الإنجيل: لوقا ١٠:١٨-١٤
قال الرب هذا المثل: إنسانان صعِدا الى الهيكل ليصلّيا، أحدهما فريسيّ والآخر عشّار. فكان الفريسيّ واقفا يصلّي في نفسه هكذا: أللّهم إنّي أشكرك لأنّي لست كسائر الناس الخَطَفة الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا العشّار، فإنّي أصوم في الأسبوع مرّتين وأعشّر كلّ ما هو لي. أمّا العشار فوقف عن بُعدٍ ولم يُردْ أن يرفع عينيه الى السماء بل كان يقرع صدره قائلا: اللّهمّ ارحمني أنا الخاطئ. أقول لكم إنّ هذا نزل الى بيته مُبرّرًا دون ذاك، لأن كلّ من رفع نفسه اتّضع ومن وضع نفسه ارتفع.
"إفتحْ لي أبواب التوبة"
قبل ثلاثة أسابيع من بدء الصوم الكبير إلى يوم السبت العظيم الذي يسبق يوم الفصح المجيد، تفتح الكنيسة كتاب "التريودي" لاستعماله في صلواتها العباديّة. يستهلّ "أحد الفريسيّ والعشّار" الذي نحتفل به اليوم الفترة التريوديّة، يليه أحد الابن الشاطر، فأحد مرفع اللحم، فأحد مرفع الجبن، ثمّ يوم الاثنين أوّل أيّام الصوم. سوف نعرض اليوم لمعاني الصوم عبر عرضنا للصلاة التي نتلوها في خدمة سَحر آحاد الصوم: "إفتحْ لي أبواب التوبة"، وهي تقع في ثلاثة أقسام.
في القسم الأوّل يتوجّه المصلّي إلى الربّ قائلاً: "إفتحْ لي أبواب التوبة يا واهب الحياة، لأنّ روحي تبتكر إلى هيكل قدسك آتيًا بهيكلِ جسدي مدنّسًا بجملته. لكن بما أنّك متعطّف نقّني بتحنّن مراحمك". فاتحة التهيئة للصوم توبة صادقة يطلبها المقبل على جهاد الصوم. وهذا لبّ الدعوة المسيحيّة، إذ إنّ أوّل عبارة نطقها الربّ يسوع في انطلاق بشارته كانت: "قد تمّ الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس ١: ١٥). والتوبة، لغةً، تعني "الندم على المعصية من حيث هي معصية مع عزم التائب أن لا يعود إليها إذا قدر عليها". وهي تعني أيضًا الرجوع عن المعصية والعودة ثانيةً إلى الله. ويسمّى الله بـ"التوّاب" لكثرة قبوله التوبة من العباد، و"التوّاب على مساوئ الناس" لقبوله توبتهم.
يتضرّع المؤمنون إلى الربّ بأن يفتح لهم باب التوبة، أي أن يقبل توبتهم، ويغفر لهم ما اقترفوه من خطايا. هذا يذكّرنا بإنجيل الأحد القادم، الابن الشاطر الذي يستقبله أبوه فاتحًا يديه ومحتضنًا إيّاه ومحتفيًا به. كلّ هذه المحبّة التي أظهرها الأب بعد أن بدّد ابنه العاقّ كلّ ثروته في الخلاعة، تدلّ على جهوزيّة الله الدائمة على احتفائه بكلّ خاطئ يتوب وبكلّ ضالّ يجد طريقه السويّ. من هنا الكلام في الصلاة عن التعطّف والتحنّن اللذين يستجديهما المتضرّع كي ينقّيه الله، كي ينقّي جسده من أدران الخطيئة، موازيًا بين هيكلين، واحدهما ينبغي أن يصير على مثال الآخر: قدس الأقداس وجسد الإنسان. الله يفضّل، بحسب هذه القراءة، أن يسكن في جسد نقيّ من الخطيئة على أن يسكن في هيكل من حجر.
في القسم الثاني يـتابع المرتـّل ترنـيمه متوجّهًا إلى والدة الإله بـالقول: "سهّلي لي مناهج الخلاص يا والدة الإله، فإنّي قد دنّستُ نفسي بخطايا سَمِجة، وأفنيتُ عمري كلّه بالتواني، لكن بشفاعاتك نقّيني من كلّ رجاسة". تحضر مريم في كلّ صلواتنا بكونها الشفيعة الفضلى والمأثورة على قلوب المسيحيّين، لذلك يطلب المصلّي منها أن تعينه على إيجاد منـاهج الخلاص، أي السبل المؤدّية إليه. ويأتي ذلك بعد أن يـعتـرف بتدنـيس نـفسه، والمقصود جسده أيضًا، وأنـّه أفنى عمره بالتواني، أي بالبطالة أو بالكسل الذي يـعتبره الآبـاء أشدّ الرذائل التي يمكن أن تسيطر على الإنسان. فالقدّيس أفرام السريانيّ، كاتـب الصلاة الأخرى التي ترافق المؤمنين إبّان الصوم الكبير، يذكر الكسل بين الخطايا الأربع الكبرى التي ينبغي الشفاء منها، فيقول: "أيها الربّ وسيّـد حياتي أَعتِقْني من روح البـطالة والفضول وحبّ الرئــاسة والكلام البـطّال". وفي خـاتــمة هذا القسم يـكرّر المصليّ طلب التنـقية من كلّ رجـس ودنـس.
في القسم الثالث والأخير تقول الصلاة: "إذا تصوّرتُ كثرة أفعالي الرديئة، أنا الشقيّ، فإنّي أرتعدُ من يوم الدينونة الرهيب. لكنّي إذ أنا واثق بتحنّن مراحمكَ أهتفُ إليكَ مثل
داود: إرحمني يا الله كعظيم رحمتك". هنا نتذكر موضوع الدينونة وارتباطه من ناحية بأفعالنا الرديئة ومن ناحية أخرى برحمة الله العظمى. والدينونة هي موضوع "أحد مرفع اللحم" الذي نقرأ فيه إنجيل الدينونة بحسب القدّيس متّى، وفيه يتمّ الربط بين الدينونة والمحبّة المطلوبة تجاه الآخر، فتكون المحبّة هي معيار الحكم الأخير.
وإنْ أمعنّا النظر في نصّ القسم الأخير من الصلاة لوجدنا أنّ ثقة المصليّ الكبرى بأنّ الله رحيم وسيغفر له خطاياه، لا تجعله يبقى مطمئنًا لأفعاله الرديئة بل تدفعه إلى الخوف من الدينونة، وتاليًا إلى التوبة. بهذا المعنى لا يمكن استغلال رحمة الله لتبرير الاستمرار في الخطيئة. فالثقة تعني أوّل ما تعني الطاعة الكلّيّة، لا المخالفة والغلوّ في المخالفة. وذلك يعني أيضًا أنّه ينبغي للمؤمن أن يحيا دائمًا على رجاء التوبة ورجاء أن الله، بواسع رحمته، يَقبل التوبة. فمن الخطأ أن يفقد المرء رجاءه بالله، بل عليه بالمقابل الثقة بأنّ الله دائم الاستجابة لمَن يناديه.
يسعنا القول أنّ الصوم يساعد على التمرّس بالتوبة. الصوم وسيلة هدفها العودة إلى صفاء الانتماء إلى الله وشعبه المصطفى. ليس يصوم الإنسان ليصوم، هو يصوم لهدف أسمى تُصوّر معالمه صلوات الصوم، وبخاصّة الصلاتان اللتان ذُكرتا في هذه العجالة. غاية الصوم هي طرد الخطيئة من قلوبنا كي تتنقّى ويسكن فيها الربّ كما على عرش. لا يمكن أن يسكن الربّ يسوع والشياطين في مكان واحد، ولذلك قال لتلاميذه: "هذا الجنس (الشياطين) لا يمكن أن يخرج بشيء إلاّ بالصلاة والصوم". الصوم ميدان حرب ضدّ الشياطين، فلنحمل سلاح الصلاة والصوم كي نبلغ إلى التوبة، إلى القداسة، إلى الحياة الحقّ.
القديسة فيلوثيي الأثينية
عــاشـت القـديسة فيلـوثيـي (١٥٢٨-١٥٨٩)
في أثينا في زمن الحكم العثماني. كانت ابنة عائلة معروفة ومحترمة جدا اسمها فنيزيلّو. زوّجها اهلها وهي في الثانية عشرة لرجل قاس عنيف تحملت منه العذاب الشديد. مات زوجها وهي في الخامسة عشرة فعادت الى بيت ذويها ورفضت الزواج ثانية وكرست نفسها للصلاة والصوم. بعد عشر سنوات توفي والداها فقررت ان تؤسس ديرًا في المدينة على اسم القديس اندراوس ترهبت فيه مع عدد من الفتيات. بنت حول الدير مؤسسات خيرية: مستشفى، مأوى للفقراء وللمسنّين، مشاغل مختلفة ومدارس للاولاد. ووضعت املاكا للدير تدرّ أرباحا ليستمر الدير في الحياة الرهبانية والخدمة.
كانت فيلوثيي تزور المرضى والفقراء وتهتم بهم وتوزع المساعدات دون حساب حتى جاء يوم لم يعد في الدير مال. تأففت الراهبات من هذا الوضع، لكن، بعد يومين، وصلت الهبات من المحسنين. لما التجأت الى الدير أسيرات مسيحيات هربن من أسيادهن، قبلتهن فيلوثيي بمحبة وقدمت لهن الحماية. لكن السلطات العثمانية هاجمت الدير وقامت بتوقيف القديسة فيلوثيي وسيقت امام القاضي الذي امر بسجنها. أُفرج عنها على أثر تدخل سلطات اثينية فعادت الى ديرها حيث كثّفت تقشفها ووسعت نشاطها حتى اضطرت الى بناء دير ثانٍ بقربه مغارة كانت تلجأ اليها للصلاة والتأمل.
تألمت كثيرا من اضهادات الاتراك بعد ان انتشر في كل المدينة خبر حياتها وأعمالها والخدمات التي يقدّمها ديرها. اقتحم الجنود ليلا الدير اثناء صلاة السهرانية وضربوا القديسة فيلوثي وتركوها شبه ميتة. توفيت على اثر جراحها في ١٩ شباط سنة ١٥٨٩ (الذي أصبح العيد السنوي لها). لم يتوقف المؤمنون عن زيارة قبرها والتبرك منه وطلب الشفاء. تُحفظ رفاتها في كاتدرائية أثينا حيث لا يزال الناس يأتون طلبا للبركة. يقال ان دير القديسة فيلوثيي كان في الموقع الذي بُنيت عليه الكاتدرائية فيما بعد. سُمّي شارع قريب باسم القديسة فيلوثيي حيث توجد دار رئاسة اساقفة أثينا.
من تعليمنا الأرثوذكسي: ملكوت الله والفقر
التلميـذ: يـتكلّم الانـجيل كثيـرًا عن ملكوت الله. لا افهم جيدا مـاذا يقصد بهذه العبـارة. اعــرف ان القداس يــبدأ بالإعلان: "مباركة هي مملكة الآب والابن والروح القدس..."، واننا في القداس نلتقي الرب يسوع المسيح ونسمع كلمته ونتناول جسده ودمه.
المرشد: ملكوت الله ومملكة الآب والابن والروح القدس شيء واحد. يتوق المؤمنون الى الحياة في ملكوت الله بعد موتهم، لكننا نتذوق مسبقًا طعم الملكوت في القداس وكل الاسرار بحلول الروح القدس. ليس ملكوت الله مكانا جغرافيا ولا حقبة زمنية. هو في العالم لكنه ليس جزءا من العالم. قال يسوع: "ان ملكوت الله في داخلكم". في الانجيل امثلة كثيرة اعطاها يسوع ليُفهمنا ما هو ملكوت الله. قال: "يشبه الملكوت حبة خردل، هي اصغر الحبوب ولكنها متى نمت فهي اكبر الاشجار" (متى ١٣: ٣١). أنصحك بقراءة هذا الاصحاح الثالث عشر من متى لأن فيه امثلة اخرى عن الملكوت.
التلميذ: هذه امثلة تشبّه ملكوت الله بالاشجار والثمار. لكن ماذا عن الانسان؟
المرشد: ان افضل وصف لملكوت الله اعطاه يسوع في الموعظة على الجبل التي فصّل فيها نمط الحياة الذي يجب ان يعيشه من هم في عداد الملكوت. . تبدأ الموعظة على الجبل في انجيل متى هكذا: "طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات" (٣:٥)، وفي انجيل لوقا: "طوبى لكم ايها الفقراء فان لكم ملكوت الله" (لوقا ٢٠:٦). هذا يعني قبل كل شيء انه بمجرّد ان يكون الانسان فقيرًا ماديا، ولا يملك مالا، فهذا يسهّل له دخول ملكوت الله. أتذكر مثل لعازر الفقير الذي كان يعيش على باب الغني وكان يشتهي ان يشبع من فتات مائدة الغني؟ لما مات "حمَلَتْه الملائكة الى حضن ابراهيم" (لوقا ١٦:٢٠-٢٢). لم يقل الانجيل ان لعازر كانت له اية فضيلة غير فقره. ان الله يحب الفقراء و"يُشبع الجياع من الخيرات" (لوقا ٥٣:١).
التلميذ: يقول انجيل لوقا: طوبى للفقراء، وانجيل متى: طوبى للمساكين بالروح. ما القرق بينهما؟
المرشد: اولا المساكين والفقراء نفس الشيء. ثم، مع كل ما قلنا عن دخول الفقير ماديا الى الملكوت، يضيف الانجيلي متى: الفقراء بالروح. معنى ذلك ان الذي لا يتكبّر ولا يفتخر بثقافته او بذكائه، الذي لا يعتقد انه متفوّق على الآخرين، هذا في الواقع غني بالروح حتى لو كان لا يـملك مـالا البـتة. يـطلب يـسوع ان نـكون فـقراء لا ماديا فقط، لكن ان يكون قلبنا فقيرا "قلبا متواضعا منسحقا". ان من يعرف حدود معرفته وعقله وضعفه وقلة فضائله وجفاف قلبه، يعرف جيدا ان الغنى الحقيقي هو في الله.
الفقير الى الله يشتاق الى الله. هذا هو الفقير بالروح. اختم بآية من المزامير نرتلها في الصلاة: "الاغنياء افتقروا وجاعوا، اما الذين يطلبون الرب فلا يعوزهم شيء من الخير"
(مزمور ٣٣: ١٠).
الأخبار
مركز الإعداد اللاهوتي
تـعلـن إدارة مـركـز الإعــداد اللاهوتـي في أبرشية جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) عن فتح باب التسجيل للدورة الدراسيّة الجديدة التي تنطلق يوم الاثنين ٣ آذار ٢٠٠٨. يمتد البرنامج الدراسي الكامل على مدى عامين، ويضمّ المواد اللاهوتيّة كافة من آباء، عقائد، كتاب مقدّس، ليتورجيا، تاريخ كنسي وغيرها. تُعطى الدروس من الساعة الخامسة والنصف لغاية الثامنة والنصف مساء أيام: الاثنين والثلاثاء والخميس. لمزيد من المعلومات يُرجى مراجعة كاهن الرعية. من يرغب في الانتساب عليه الاتصال بالأب عصام (جرداق) على الرقم ٢٥٣٩٨٣/٠٣ في مهلة أقصاها السبت الواقع فيه أوّل آذار ٢٠٠٨.
انتخاب رئيس أساقفة اليونان
التأم المجمع المقدس لكنيسة اليونان يوم الخميس في ٧ شباط ٢٠٠٨ وانتخب المتروبوليت ايرونيموس (راعي أبرشية ثيبة وليفاديا) رئيسا لأساقفة أثينا وكل اليونان خلفًا للمثلث الرحمات خريستوذولس الذي توفي قبل عشرة أيام.
رئيس الأساقفة الجديد من مواليد سنة ١٩٣٨. درس اللاهوت في أثينا ثم في ألمانيا. رُسم شماسًا وكاهنًا سنة ١٩٦٧. خدم في ابرشية ثيبة وليفاديا معاونًا للمطران من ١٩٦٧ الى ١٩٧٨، ثم عمل رئيسا لأمانة سر المجمع المقدس من ١٩٧٨ حتى ١٩٨١ حين انتُخب متروبوليتا على أبرشية ثيبة وليفاديا. |
|