Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2008 العدد 11: أحدالأرثوذكسية
العدد 11: أحدالأرثوذكسية Print Email
Sunday, 16 March 2008 00:00
Share

تصدرهاأبرشيـة جبيـل والبتـرون للـرومالأرثـوذكـس

الأحد16 آذار 2008 العدد 11 

أحدالأرثوذكسية

رَعيّـتي

كلمةالراعي

أحدالأرثوذكسية

بالحكيالدارج هذا أحد الأيقونات لأن الكنيسة في الأحد الأول من صيام سنة 843 رفعت الأيقوناتنهائيًا في الكنيسة بعد أن شنّت الإمبراطورية البيزنطيّـة الحرب على الأيقونة وقتلتألوفًا مؤلّفة من الرهبان. ثم انعقد المجمع المسكوني السابعوهو الأخير سنة 787 الذي حدّد أن ما نقوم به تجاه الأيقونةهو تكريم وليس عبادة، وهذا مأخوذ بصورة شبه حرفية عن القديس يوحنا الدمشقي في دفاعهعن الأيـقونة. غير ان المجمع السابع لم يضع حدًا للانقسام،فجاء احتفال السنة الـ843 الذي أنهى الخلاف.

أوضحتالكنيسة أوّلا بلسان يوحنا الدمشقي ان تحريم الصور والتماثيلفي العهد القديم إنّما مردّه الى أنّ الله غير منظور وإقامةصورة الله تجعله صنمًا.

أمابعد ان صار ابن الله منظورًا بسبب من التجسّد فبتنا نرسمالمسيح المنظور. على هذه الطريقة أيقونة والدة الإله والقديسين.

حتىتجيء الأيقونات خشوعيّة، خالية من شهوة النظر، حافظنا فقطعلى الطول والعرض فيها، وألغينا العمق. تأتي دائما مسطّحة. ألغـيناما هو معـروف بالمنظور perspective. ثم نحيط الوجهوالثياب بأوراق من ذهب لأن الذهب رمزٌ للملكوت السماويّ. فمن قرأ هذه الرموز الفنيّةيفهم ان القديس يأتي إلينا من الفردوس. نُكبّر عينيه لنوحيانه هو الذي ينظر الينا من السماء ونجعل أذنيه صغيرتين اذ لا يسمع ضجيج العالم ولكن يصغي فقط الىصوت الله.

الأيقوناتتُـوضع في الكنائس اولًا لكون القديـسين حاضرون معنـا فيالعبـادة ونـبخّرهم كما نبـخّر المؤمنين. هم والملائكة يـشاركوننا الخدمة. ونضعها في المنازل لأن العائلةكنيسة صغيرة كما يقول الكتاب.

أمّاالإكرام فيوضح أنّ تقبيلنا للأيقونة وسجودنا لها انّما نرفعهمالا الى الخشب والألوان ولكن الىالقديس الممجّد في السماويّات فنكون نحن هكذا سكّانًا للسموات. وننظر الى مَن صار سماويّا بالتطويب وهو ينظرالينا بشفاعتـه لنا.

الىجانـب هذا، الأيـقونات كتاب للأميـّين اذ الصورة تـُعلّمكالنص المكتوب وعنـد كل المؤمنين تشيـر الى مواضيع من الكتابالمقدّس والتـراث. لذلك يُسمّى الرسّام عندنـا كاتـب الأيـقونةبـمعنى أنـها تُـخاطبـنا.

مثالعلى ذلك: أيقونة الميلاد اذ يبدو الطفل في مغارة سوداء والأقمطة بـيضاء ووالدة الإله مستلقيـة طويلة لأنّـها مركزيّة،ومن جهات أخرى القابـلة تـغسل الصبي ثمّ الرعاة والمجوس. هنـا كل شيء لتفهم الميلاد.واذا أخذت أيقونة القيامة فتبيّن المسيح نازلًا الى الجحيم منتشلًا آدم وحواء اي الجنسالبشريّ يَضُمّهما الى القديسين الذين حوله. بالأيقونة نتعلّمونتعالى وتحنو علينا السماء.

جاورجيوسمطران جبيل والبترون ومايليهما (جبل لبنان).

الرسالة:عبرانيين 24:11-26 و26:24

يـاإخوة، بـالإيمان موسى لما كبـر أبـى ان يُدعى ابنا لابنةفرعون، مختارا الشقاء مع شعب اللـه على التمتع الوقتي بالخطيئة، ومعتبرا عار المسيـحغنى أعظم من كنوز مصـر، لأنـه نظر الى الثـواب. وماذا أقـولايضا؟ انه يضيق بي الوقت إن أََخبرتُعن جـدعون وبـاراق وشمشـون ويـفتـاح وداود وصموئيـل والأنبيـاء الذين بالإيمان قهروا الممالك،وعمِلوا البِرّ، ونـالوا المواعـد، وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأواحدة النار، ونجوا من حد السيف، وتـقوّوا من ضعف، وصاروا أشداء في الحرب، وكسروا معسكراتالأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعـُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يـقبلوابـالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل؛ وآخرون ذاقوا الهزء والجلدوالقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بـحدّ السيف، وساحـوا في جلودغنم ومعزٍ وهـم معـوَزون مُضايَـقون مـجهودون (ولم يـكنالعالم مستحقا لهم)، وكانـوا تـائهين في البـراري والجبـال والمغاوروكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بـالإيمان، لم يـنالواالموعـد لأن الله سبـق فنـظر لنـا شيـئا أفـضل: أن لا يَـكْمُلوا بـدوننا.

الإنجيل:يوحنا 43:1-51

فيذلك الزمان أراد يسوع الخروج الى الجليل، فوجـد فيلبـس فقالله: اتـبعني. وكان فيـلبس من بيـت صيدا، من مديـنة انـدراوسوبـطرس. فوجـد فيلبسُ نثـنائيلَ فقـال له: ان الذي كتــب عنـه موسى في الناموس والأنبـياء قد وجدنـاه، وهـو يسـوع بـن يوسـف الذيمن الناصرة. فقال لـه نثنائيل: أمـن النـاصرة يمكن ان يـكـون شيء صالح؟ فقال له فـيلبس: تعال وانظر. فرأى يسوعُ نثنائيلَ مـقـبـلا اليــه فقال عنه:هـوذا إسرائيليّ حقا لا غـش فيـه. فقال له نـثـنائيل: من أيـن تـعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبـل ان يـدعـوك فيلبس، وانت تحت التيــنةرأيتـك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلم، انـت ابنُ الله، انت ملك اسرائيل. أجاب يسـوع وقال له: لأني قلت لكاني رأيتك تحت التينـة، آمنتَ؟ انـك ستعايـنأعظم من هذا. وقال له: الحق الحق اقوللكم انـكم من الآن تـرون السماء مـفتوحة وملائـكة الله يـصعدونويـنـزلون على ابن البشر.

فيالصوم

شاع،في موسم الصوم الأربعينيّ المقدّس، أن ينقطع مسيحيّون كثيرون عمّايستهويهم حصرًا (الحلوى، القهوة، التدخين، وغيرها). عمومًا،لا يمرّ الصوم الكبير من دون أثر. ومن المسيحيّين، تبقى قلّةتصوم وفق ما يستوجبه تعليم الكنيسة.

لمأصدّر الكلام على هذا الشيوع رغبةً في الإساءة إلى ضمير أحد. حاشا! فمن موجبات الصوم الانقطاعُ عمّا هو حلال. ومن الحلال ما تحبّه، وتستهويه. ويجوز، إن راعيتَ مقتضى التزامكالكنسيّ (العودة إلى أبيك الروحيّ، مثلاً)، أن تتركه حبًّا لا بقهر نفسك، بل بمن أحبّكأوّلاً. ولكنّ الصوم، في جوهره، ليس انقطاعًا عن بعض طعام فحسب. هذا ظاهره. الصوم فرصةانقطاع عمّا يجعلك أسير فرديّة متعبة. وهذا جوهره. يقول لك الله، في الصوم، أوقف، من طعامك، هذا وذاك (الزفرين في تعليم كنيستنا). ولا يطلبمنك أن تتوقّف عمّا يحسبه ممنوعًا أكلُهُ، أو حرامًا. لو كان كذلك، لَحباك عنه طوال السنة. إنّه يوقفك عمّاهو شرعيّ، ليعلّمك أنّك لا ترتبط بنفسك وبما تحبّه وتستهويه،بل به وحده، أي ليعلّمك أن يكون حبّه هو ما يستهويك حقًّا.

ليسجـوهر الصوم، إذًا، أن تـترك هذا وذاك ممّا تـأكله. الصومجـوهره أن تـعرف ما يـرضي الله، وتـلتزمه. الصوم ليس شكلاًمجرّدًا. فيـه شكل، طبعًا. لكنّـه شكل يحضّنا على أن نـذكرأنّ الله، فيما نـأكل شيئًا ونـتـرك أشياء، يـريــدنا له. ويريـدنا له، أي يـريـدناأعضاء في كنيسته. بلى، نحن أعضاء منذ معـموديـّتنا. ولكـنّالله يـجذبنا إليـه بـغير أسلوب، لنـذكر أنّ العضويّة، التي وهبـنا إيّاها، هي أن نـجدّدقبـولنا إيـّاها بـالتـزامنا كلّ ما رسمه لـنا من أجـل خلاصنا. المسيحيّة مذهب تجـديدبـهذا المعنى الذي يـجعلنا نـأتي من الله إليـه. من هذه الوجـهة، الصوم هو إعـلان المـؤمن الواعـي أنّه يـتحرّكفي الله. قضيـّة الصوم أعـمق من أن نـحدّه في ما نـأكله أونـتـركه. فهناك بيـننا من يـحبّون الطعام الصيـاميّ. وهنـاكمن يـلتزمون صوم كنيـستهم في الشكل حصرًا. قضيـّة الصوم أن نـستـعيـد أنّ الله هو قضيـّـتـنا الوحيـدة فيالأرض، فنـنخرط في حياة كنـيستـنا قـولاً وفـعلاً.

هذايعني أنّنا، في الصوم، نسترجع ما كنّا عليـه في فـردوس أفقدتـناإيـّاه خطيـئتنا. لقد انـتبه معلّمو كنيستناالكبار إلى أنّ الإنسان لم يأكل من لحم حيوان الأرض قَبْلَ عهد نوح. ففي الفردوس، أي قَبْلَ الخطيئة، كان الإنسان الأوّل صَديق كلّما يدبّ على هذه البسيطة. كان يأكل من ثمار الأرض فحسب. لا يذبح، ليأكل. كان ألوفًامسالمًا. لكنّ هذا لا يسمح لنا بأن نعتقد أنّ نوع الطعامهو، تحديدًا، ما يحمي آكله. فإذا راجعنا حياة آدم في الفردوس،يمكننا أن نلاحظ أنّه سقط بعد أن أكل من ثمر الأرض، أي من "ثمر الشجرة التي فيوسط الفردوس". ما يحمي الإنسان هو أن يطيع الله في كلّشيء. كان آدم، في الفردوس، يحيا ممّا "يخرج من فم الله".وعندما أمال أذنيه للحيّة (إبليس)، سقط، وخرج. قضيّة الصوم كلّهاتكمن في طاعة الله. وبهذا المعنى يجب أن نفهم أنّ الصوم عودةإلى الفردوس، أي أنّه عودة إلى ما قاله الله لنا، لنحفظه في قلوبنا، ونقوله للملأ فيوقت مقبول وغير مقبول. فنحن قد نحسب أنّنا مسيحيّون كاملونفي كلّ شيء، ولو كنّا لا نعرف ما قاله الله في كتبه. الصوم هو دعوة واجبة إلى تصحيحهذا الحسبان بالتزام فم مَنْ تحيينا معرفة كلامه الحيّ. ظاهر الصوم انقطاع عن بعض طعام.ومضمونه، فيما نلتزم الظاهر، أن نعرف أنّ كلمة الله هي التيتقرّبنا طاعتها إلى الله، وتحيينا.

غيرأنّ بعض مَنْ يصومون عمّا يستهويهم يضمّنون موقفهم اقتناعًاغريبًا يحسبونه الحقّ. لست هنا بمتكلّم على دغدغة المشاعرالتي ترافق هذا النوع من الصوم، بل على قولِ بعضٍ إنّ ما تطلبه الكنيسة، في الصوم،يطلبه البشر، وليس الله. هذه، عمومًا، حجّة معظم من يتركونفي الصوم ما يستهويهم. وفي هذه الحجّة، ينتصب تجاوز عميق يجعل ما يمارسه بعضنا قائمًا على منطقهم. والمنطق الحقّ أن نرتضي منطق الكلمة الذي لم ينقطع فعله في التاريخ.ليست الكنيسة مجموعة بشريّة لها ما تقوله إزاء الله. الكنيسة مجموعة بشريّة تقول إرثالله. لا يستقيم قول في الأرض إن وقف قائله إزاء ما تقولهالكنيسة. موقع المؤمن هو في كنيسته. يأتي منها، ويقول قولها عينه. وهذا يعني أنّ الصوم فرصة، لنتوب عن كلّ ما يخالف قول مَنْ جعلنفسه في جماعته أبدًا. "أنا معكم إلى انقضاء الدهر"،قال يسوع. ولا يـكون يـسوع مـعنا صامتـًا، ولا تـزيد كنيـستهعلى ما قاله لنا. تعطينا كنيسته قولهمفهومًا. وهذا يعمله الربّ نفسه، بالروح القدس، الذي قاللنا عنه "إنّه يرشدكم إلى جميع الحقّ". نحن، فيالصوم، كما تطلبه كنيستنا، نلتزم ما خلّفه لنا الروح جيلاً فجيلاً.

فيالأخير، لم يعطَ لنا أن نقول لأحد أن يصوم كما يشاء. فالربّيريدنا، فيما نقرّر صومنا، أن نفطن إلى أنّ ما نحسبه نافعًا لنا قد يكون في موقع آخر.فيا عزيزي القارئ، لا تقبل أن تمرّ حياتك قَبْلَ أن تختبرما جعله روح الله لك نصيبًا. فمع الروح، تختبر أنّ اللهأعدّ لك كنيسته التي، إن التزمتَ تعليمها، تبطل فردًا يغنّيعلى ليلاه، وتصبح شخصًا ينشد للروح أنغامًا كتبها روح الله بدم مَنْ قدّسهم.

منتعليمنا الأرثوذكسي: الأيقونات

التلميذ:لماذا قال كاهن رعيتنا ان هذا الأحد هو أحد انتصار الأيقونات؟

المرشد:لأننا نحتفل فيه بانتصار الأيقونات على الذين كانوا يحاربونها. فأُعيدت الى الكنائس والمنازل حيث نكرّمها ونبخرها ونصلي امامها للرب يسوع المرسوم عليها ووالدة الالهوالقديسين. اعتبرت الكنيسة انتصار الأيقونات هذا انتصارا للإيمان المستقيم وهذا معنىكلمة "ارثوذكسية". وقد اعتبرت الكنيسة محاربة الأيقوناتأمرًا مخالفًا للإيمان، هرطقة.

التلميذ:متى كان انتصار الأيقونات؟

المرشد:كان ذلك سنة 843 في القسطنطينية (اسطنبول اليوم) ايام الامبراطورة البيزنطية ثيودورا. حملتالامبراطورة أيقونة مع البطريرك، وهذا حصل في كل الكنائس،وأعادتها الى مكانها والى كرامتها. ومنذ ذلك الوقت صار الأحدالأول من الصوم ذكرى إعادة وضع الأيقونات في الكنائس، انتصار الأيقونات اي انتصار الايمان المستقيم، ولذلكنسميه أحد الأرثوذكسية.

التلميذ:لماذا قام الناس ضد الأيقونات وحاربوها؟

المرشد:أظن ان الذين حاربوا الأيقونات ونزعوها من الكنائس وحطموهالم يـفهموا ان الله صار انساناواتـخذ جسدًا وعاش بين الناس وصُلب وقام من بين الأموات من اجل خلاصنا. ظنوا اننا نعبد الأيقونات كما يعبد الوثنيون تماثيل آلهتهم، واعتمدواعلى الوصية الثانية من الوصايا العشر: "لا تصنع لك تمثالااو منحوتًا او صورةً..."، وعلىالمعتَقد اليهودي. كان اولهم الامبراطورلاون الذي اصدر قرارا يمنع الأيـقونات. دامـت الحـرب اكثـر من مئة سنة. وكان من أشهر المدافعين عن الأيقونات القديس يوحنا الدمشقي (+750).

التلميذ:وكيف انتهت الى انتصار الأيقونات؟

المرشد:دعت الامبراطورة إيريني الى مجمع مسكونيّ (اي مجمع يضم ممثلينعن كل المسيحيين) سنة 787. اتخذ المجمع قرارا بإعادة تكريم الأيقونات موضحا، كما جاءفي تعليم الدمشقي، انه، منذ ان اتخذ يسوع المسيح جسدًا صارممكنا ان نصوّره، وان اكرام الأيقوناتليس عبادة، لأن الإكرام يعود إلى من هو مرسوم على الأيقونة. لذلك يمكننا رسم يسوع المسيحوالصليب وعليه المصلوب ومريم والدة الإله والقديسين. لكنه لا يمكن تصوير الله الآب لأن "الله لم يره أحد قط" كما جاء في انجيل يوحنا (18:1). استمرت الصراعات حول الايقوناتنحو خمسين سنة بعد المجمع الى انانتصر الإيمان المستقيم سنة 843.

الأخبار

ديرالحرف

قصدسيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس دير القديس جاورجيوس في دير الحرف صباح الثلاثاء في 4 آذار 2008 حيث ترأسالصلاة بحضور رئيس الدير الارشمندريت الياس (مرقس) والإخوة. خلال الصلاةألبس سيادته ثوب الابتداء لأحد الإخوة وأعطى الإسكيم الصغيرلأخ آخر. ألقى سيادته العظة التالية: "ليست الرهبانية نظامًا أو هيكلية أو بنية، بحيثإذا عاش الراهب حسب بضع قوانين يخلص. الرهبنة أسلوب فقط،أو تربية. ولكن هل في هذا السلك جوهر؟ ليس عندنا نحن في المسيحية كلها سوى أن نحب ربنا يسوع المسيح. والناس يقدرون أن يحبوه بالكمال في هذه الدنـيا، إذا تـزوجوا، أوعـملوا وتـاجروا وساسوا البلد. وهؤلاء لهم أن يصلوا إلى الخلاص كاملًا.إنما يستعملون هذا العالم حسب التنظيم الذي وضعه الله فـيالفـردوس لآدم وحـواء سالكيـن في دروب العـالـم إلى الملكوت. أماالراهب فلا يسلك دروب العالم. الطريق في العالم هو أن يتزوج الإنسان ويقتني مالاً ضروريًا لحياته. هذا أسلوب. والرهبانيةأسلوب ذاك الذي وهبه الله ألا يـكـون له طريـق في هـذا العـالم، وأن تـكون طريـقـهطـلب الملكوت مبـاشرةً دون أن يـتبعما اعتـبرناه قـوانين هذه الحياة. ولكن ليـس فيه جوهر خاص. ليست هذه مرتبة. الكهنوتوالأسقفية مرتبة بمعنى أنها مسؤولية في الكنيسة. الكهنوت من هذا العالم لأنه رعايةللذين هم في العالم. أما الراهب فليس في العالم. هو يبتغي على الأقل ألا يكون في العالم وأن يكون منذ الآن في الملكوتالذي لا يُزوجون فيه ولا يتزوجون ولا يملكون، وليس فيه رعاية وليس فيه كهنوت. الملكوتهو الالتصاق المباشر بيسوع المسيح بالحب. ولذلك يبطل عندالراهب في هذا العالم كل حب بمعنى أنه لا يختار أحدًا في هذا العالم، ولا يختار طعامًا،بل يوضع له الطعام على المائدة. وليس عنده مال. ولا يخضعلحاكم. إنما يخضع للإخوة جميعًا على ما قاله الرسول الكريم:أطيعوا بعضكم بعضًا. وبخاصة يخضع لرئيس الدير، إذ ليس عنده إرادة خاصة. لا يهمه ما يأكله، ولا يهمه ما يشربه، ولا يهمه ما يلبسه.ليس عنده مشيئة خاصة به. يقتبس مشيئة الله، ويطيعها. الرهبنةهي المسيحية العادية، ولكن مأخوذة بحماسة كاملة وجدّية كاملة. هيبذل النفس لكل إنسان، لأن كل امرئ هو أخونا في المسيح. نحن في العالم معرّضون لأن نتحيزلهذا أو لذاك. نصادق هذا او ذاك.ربما نسرّ باقتناء المال. الراهب ليس عنده شيء. هو فقير كليًا. وهذا يعطيه قوة كبيرة،إذ الفقر قوة. إلى أن يفهم قولالسيد: من لا يحمل صليبه ويتبعني فلن يستحقني. كل انسان،يا أخي، يمكن أن يكون لك صليبًا بدءًا من نفسك، بسبب منالرغبات والشهوات والتجارب وكل هذه الحرب الداخلية التي تغلي في نفوسنا. أنت تحمل كل الذين يحبونك والذين لا يحبونك. ليسمن فرق بينهم لأن أنوار المسيح ارتسمت على وجه كل إنسان في الخلق وفي الفداء. ماذايبقى لك؟ لا يبقى سوى ذاك الذي عُلّق على الخشبة، وأنت تنظرإليه داميًا حسب قول إشعياء: لا منظر له ولا جمال. هذا الذي في نظر البشر الذين كانوا واقفين عند الجلجلة كان لا شيء،ولما قام بعد ثلاثة أيام بدا للعالم أنه كل شيء. وتجيء منه. وتنزل اللعنة عليك إن جئت من سواه، أو جئت من نفسك. لا يوجدفي العالم إلا يسوع المعلّق على تلك الخشبة فقط. وإذا نظرت إليه تتعلم منه أن تصبح وديعًا ومتواضع القلب. نحن المسيحيين نؤمن أننا نجيء فقط منتلك النظرات المسمّرة على ذاك الذي عُلّق على الخشبة، ثم قام من بين الأموات. إذا عرفتهأنت، سيقول لك أبوه في اليوم الآخر: إنك صرت بمحبتك لابنهشيئًا كبيرًًا".

 
Banner