Share تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 6 نيسان 2008 العدد 14 الأحد الرابع من الصوم / أحد القديس يوحنا السلّمي، القديس إفتيشيوس
رَعيّـتي
كلمة الراعي شفاء يسوع لمريض الاعتقاد السائد في الزمن الذي كان فيه يسوع في البشرة أن بعض الأمراض العقلية او العصبيّة كان سببها روح شرير يسكن الجسد ولم يقل أحد يومًا انه يسكن القلب البشري. لذلك تستخدم الكنيسة صلوات تُسمّى استقسامات لطرد هذه الأرواح. غير أن هذه الظاهرة صارت نادرة بعد العهد الجديد باعتبار الأسرار المقدسة التي تسود فاعليتها الإنسان. الولد الذي شفاه يسوع كان فيه "روح أبكم"، وفي الفصل ذاته سُمي ايضًا روحًا أصمّ. والظاهرة عند هذا المريض كانت بوضوح ظاهرة داء الصرع ِépilepsie التي تُعالج اليوم عن طريق الطب. وينجح الدواء إلا في حالات مستعصية. وفي هذه الحالات يصل المريض إلى اختلال عقلي قد يكون الجنون او تشويهات أخرى. الموضوع المهم أن الرب سأل والد الصبي إن كان يؤمن فأجاب بالنعم. عند ذاك شفى يسوع هذا الشاب، فسأله تلاميذه على انفراد: "لماذا لم نستطع نحن أن نخرجه؟"، فقال لهم: "ان هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلا بالصلاة والصوم". هنا الكلمتان مقرونتان. وهذا ما نفعله في هذا الصيام الكبير. نمسك عن الطعام وبعض أنواعه ونقيم كل الصلوات المعروفة (السَحَر، الساعات، الغروب) ونُضيف إليها صلاة النوم الكبرى ويسمّيها العامة أحيانا "يا رب القوات ارحمنا" لأنها جزء من هذه الخدمة ويحبها الشعب عندنا ونتخشع عند إقامتها. كلام يسوع ان الصلاة فاعلة لطرد الخطيئة، والصوم كذلك، وهما وسيلتان لجعل النفس في ذِكر الله، وان أنت ذكرته تتقبّل في نفسك فاعليّة يسوع في نطاق الشر. أمرَ يسوع تلاميذه ألا يقولوا لأحد عن هذه العجيبة. المسيح لم يكن يريد ان يظهر على أنه خارق الأعمال لأنه كان يبغي أن يؤمن الناس به بسبب الكلام الإلهي الذي يقول، وإن لم يستطيعوا ذلك فبسبب الأعمال. وأخيرا قال لهم: "ان ابن البشر يُسلم الى أيدي الناس، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث". هذا هو مركز بل مضمون الإيمان المسيحي كلّه. يسوع، غير مرّة، تنبّأ عن موته وقيامته. وهذان الأمران هما اللذان يخلّصانا من الخطيئة. هما الأعجوبتان الكبيرتان. انهما معا أعجوبة الحب الإلهي للبشر والواقع الذي من أجله تجسّد ابن الله. مات ليُميت خطايانا. وقام ليتغلّب على الموت الذي هو "آخر عدوّ لنا" كما يقول بولس. وعندما انبلج نور القيامة بتنا نفهم ان هذا هو النور الكامل لنفوسنا واننا ننتظر منه كل غلبة في حياتنا. الموت الذي كان شوكة لنا صار باب الفرج وطريقنا الى الانتصار على الموت وعلى الخوف. بعد السجود للصليب الأحد الماضي، نذكر الصلب والقيامة ويقوى توقنا إلى الخلاص الذي نعلنه في الأيام الثلاثة الأخيرة للأسبوع العظيم ونعرف أنفسنا أحياء بالمسيح يسوع وانه هو مخلّصنا الوحيد.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: عبرانيين 13:6-20 يا إخوة، ان الله لمّا وعد إبراهيم، اذ لـم يمكـن ان يُقسـم بما هـو أعظم منه، أقسـم بنفسه قائلا: لأباركنّك بركة وأكثّرنك تكثيرا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وانما النـاس يُقسِـمـون بما هو أعظم منهـم، وتنـقضي كل مشاجرة بينـهم بالقَسَـم للتثبيت. فلذلك لـما شاء الله ان يـزيد وَرَثـة الـموعد بيانـًا لعـدم تحوّل عزمـه تـوسـط بالقَسَم، حتى نحصل بأمريـن لا يتحـوّلان ولا يمكـن أن يُخلف الله فيهما على تعزية قـوية نحـن الـذين التجأنا الى التمسك بالرجاء الموضـوع امـامنـا، الذي هـو لنا كمرسـاة للنـفـس أمينـة راسخة تدخل الى داخـل الحجاب حيث دخـل يسـوع كسابقٍ لنـا وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيـس كهنـة الى الأبد.
الإنجيل: مرقس 17:9-30 في ذلك الـزمان دنا الى يسوع انسان وسجد له قائلا: يا معـلّم، قد أتيتك بابني به روح أبكـم، وحيثما أخذه يصرعه فيزبد ويصرف بأسنـانه وييبـس. وقد سألـت تلاميذك ان يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلا: ايها الجيل غيـر المـؤمن، الى متى أكـون عنـدكم؟ حتى متى أحتملكـم؟ هلم به إليّ. فأَتـوه بـه. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويـزبد. فسأل أباه: منـذ كم من الزمان أصابـه هـذا؟ فـقال: منــذ صباه، وكثيـرا ما ألـقاه في النـار وفي المياه ليهلكه. ولكن إن استطعتَ شيـئـا فتحنـن عليـنـا وأغثـنـا. فقال لـه يسوع: ان استطعـتَ ان تـؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبي من ساعتـه بـدمـوع وقـال: اني أومن يا سيد فأغـث عـدم إيماني. فلما رأى يـسوع ان الجمع يتبادرون اليه انتهر الروح النجـس قائلا له: ايهـا الـروح الأبكم الأصم انـا آمـرك أنِ اخـرج منـه ولا تـعد تدخل فيه. فصرخ وخبطـه كثيرا وخـرج منـه فصار كالـميت حتى قال كثيرون انه قد مات. فأخذ يسـوع بيـده وأنهضـه فـقام. ولما دخـل بيتـا سأله تلاميذه على انفراد: لـماذا لم نستطع نحـن ان نخـرجه؟ فقال لهم: ان هذا الجنس لا يمكن ان يـخـرج الا بالصلاة والصوم. ولما خـرجـوا من هنـاك اجــتــازوا في الجـليـل ولم يــُرِدْ ان يـدري احـد. فإنه كان يـعـلّـم تـلاميـذه ويـقول لهم: ان ابـن البشر يُـسلَم الى أيـدي النــاس فيقـتلـونه، وبـعـد ان يُـقتـل يـقـوم في اليـوم الثالـث.
القداسة في تعليم القدّيس يوحنّا السلّميّ من النوافل القول إنّ القدّيس يوحنّا السلّميّ، في كتابه "السلّم إلى اللَّه"، يلتزم الفكر المشرقيّ في تعليمه عن القداسة. وخير ما يلفتنا، في ما علّمه هذا الناسك المتشدّد، أنّ القداسة لا تخصّ أشخاصًا محدّدين، بل الناس جميعًا. وهذا يؤكّده، بقوله: "اللَّه هو لجميع الذين يختارونه. وكذلك الحياة والخلاص هما للناس جميعًا، مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، رهبانًا أو علمانيّين، حكماء أو بسيطين، أصحّاء أو مرضى، أحداثًا أو شيوخًا، وذلك على غرار تدفّق النور وشروق الشمس وتوالي فصول السنة من أجل الناس كافّة على السواء. نعم، وليس الأمر على خلاف ذلك، لأنّه "ليست عند اللَّه محاباة" (رومية 2: 11)" (المقالة 1: 3). وما يلفتنا، تاليًا، أنّه، في كتابه كلّه، يرسم مقتضى القداسة، بصراحة، ثلاث مرّات. يقول، في المقالة السادسة: "من ينتظر الموت في كلّ يوم هو، لا شكّ، فاضل، لكن من يتوق إليه هو قدّيس" (7). وفي الخامسة عشرة: "إنّي أرى أنْ لا يقال عن أحد إنّه قدّيس حقًّا، وبالكلّيّة، إلاّ إذا قدّس تراب جسده أوّلاً، اللَّهمّ إن كان هذا ممكنًا" (52). وفي السابعة عشرة: "من يتخلّى عن الأموال من أجل اللَّه فهو عظيم. أمّا من يتخلّى عن مشيئته، فهو قدّيس" (9). فماذا أراد بهذه الأقوال؟ لا بدّ من أنّ نعرف، بادئ بدء، أنّ هذه الأقوال الثلاثة هي، في واقعها، بعض ممّا اشتهر به الأدب النسكيّ. وهذا لا يعني أنّ نبعها منبت النسّاك. فمن خصائص المستوحدين أنّهم جاءوا من الكتب المقدّسة. حياتهم قراءة، أي معنًى من معاني هذه الكتب، وكذلك إنتاجهم الإرشاديّ الذي لزموه، والتزموه، ورجوا أن يقرأه الذين يحيون في العالم، ويأخذوا منه ما يفيدهم ويبنيهم في اللَّه. وعلى ذلك، لا أحد منطقيًّا ينكر صعوبة هذه الأقوال. فالمسيحيّة مسعًى، مسعًى قلبه وقبلته الاتّكال على اللَّه الذي يحمل الناس إليه بالنعمة، ويساعدهم على طاعة حقّه. وبعد هذا، يجوز التعليق على هذه الأقوال. إذا قرأنا سياق القول الأوّل، نلاحظ أنّ السلّميّ يفرّق بين أن يطلب الإنسان الموت، وبين أن يتوق إليه. فطلـب المـوت نـوع مـن أنـواع الانتحار الممقوت في المسيحيـّة. أمّا التـوق إلـيه، فأساسـه وعـي المـؤمـن فـناءَ الدنيا وما فيها. وهذا الوعي، إذا حزناه، قادر على أن يغيّر حياتنا كلّها. فمعظمنا يعتبر أنّه خالد، فيؤجّل توبته. ألم نسمع مَنْ يقول إنّ المسيحيّة، أو الالتزام الجدّيّ، من اختصاص الكهول والشيوخ؟ وترى شبابًا كثيرين قد أبعدوا أنفسهم عن حقّ اللَّه. تراهم غارقين في الدنيا. وأن تتوق إلى الموت معناه الواقعيّ أنّ تعي أنّ الربّ أهمّ من دنياك وما فيها كلّها. وفي هذا، قال الرسول: "الحياة عندي هي المسيح، والموت ربح" (فيلبّي 1: 21). الموت هو ربح، من معانيها أنّ الإنسان مدعوّ، في هذه الدنيا، إلى أن يموت عن خطاياه، ليقدر على أن يحيا للمسيح كلّيًّا. في قوله الثاني، معنى تقديس تراب الجسد هو قبول قداسة اللَّه في حيّز هذا الوجود، أي في جسدنا ذاته. فجسد الإنسان "هيكل للروح القدس" (1 كورنثوس 6: 19)، ولا يليق بأحد أن يفرّط فيه، أو أن يصرف حياته عبثًا. فمن يعِ أنّه لله، يجب ألاّ يسمح لذاته بأن يهين جسده، أو يفسده. "من يفسد هيكل اللَّه، يفسده اللَّه، لأنّ هيكل اللَّه مقدّس، وهذا الهيكل هو أنتم" (1 كورنثوس 3: 17). ولا يجهل ملتزم راضٍ أنّ السلّميّ، في قوله هذا، يأتي، كما بيّنا، من تعليم العهد الجديد. فالعهد الجديد، الذي يكرّم الجسد، يعتبر الإنسان كيانًا واحدًا. يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "إنّي أناشدكم إذًا، أيّها الإخوة، بحنان اللَّه أن تقرّبوا أجسادكم ذبيحة حيّة مقدّسة مرضيّة عند اللَّه. فهذه هي عبادتكم الروحيّة. ولا تتشبّهوا بهذه الدنيا، بل تحوّلوا بتجديد عقولكم، لتتبيّنوا ما هي مشيئة اللَّه، أي ما هو صالح وما هو مرضيّ وما هو كامل" (12: 1 و2). ويقول في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس: "أما تعلمون أنّ أجسادكم هي أعضاء المسيح" (6: 15)، وأيضًا: "فمجّدوا اللَّه في أجسادكم" (6: 20). إذًا، شرط القداسة أن تُضرب الخطيئة التي تريد أن تلطّخنا، وتسبينا بعيدًا من اللَّه، أن تُضرب في كلّ مظاهرها. وهذا ممكن إن اتّكلنا على اللَّه، وقبلنا نعمه المثمرة، وكنّا أعضاء حارّين في كنيسته. وما قوله: "اللَّهمّ إن كان هذا ممكنًا"، إلاّ تأكيد للجدّيّة التي ينتظرها اللَّه من محبّي قداسته. فالمؤمن شأنه ألاّ يبرّر نفسه، بل أن يثق بأنّه قادر، باللَّه، على كلّ شيء. أمّا قوله الأخير، فيعيدنا إلى ما نردّده في الصلاة الربـّيّة: "لتـكن مشيـئـتك". فـمن يـطلب مشيئة اللَّه، يتنازل عن مشيئته الشخصيّة. ليس بمعنى أنّ اللَّه يريدنا من دون مشيئة، لكن أنّه ينتظر أن تكون مشيئته هي مشيئتنا. أي أن نوافق السماء التي لا يوجد فيها من يناهض مشيئة اللَّه. فمن يتخلَّ عن مشيئته في سبيل اللَّه، يوحِ، بفصاحة كلّيّة، بأنّه إنّما ينتمي إلى العالم الآتي. هذه الأقوال الثلاثة لا تختزل ما جاء في كتاب القدّيس يوحنّا السلّميّ عن القداسة. فالقداسة وجوهها عديدة، ولو أنّ قدّيسنا اختصرها بهذه الأقوال، أو رأينا ذلك. وتبقى هذه الأقوال، التي استوقفتنا، دعوة إلى أن نوقف حياتنا لله، لنستحقّ قداسته.
من أقوال أبينا البار يوحنّا كاتب السلّم إلى الله من يبتغِ إقامة قوله في الحديث، ولو كان قوله حقًّا، فليعلم أنّه مريض بمرض الشيطان (48:4). تقول لنا الشياطين، قبل السقطة، إنّ الله محبٌّ للبشر، وتقول، بعدها، إنّه صارم لا يشفق (5: 31). عاتب شيخ أحد الإخوة على تكبّره معاتبة روحيّة، فأجاب الأخ: اغفر لي، يا أبي، فإنّي لست متكبّرًا. فقال له الشيخ الكلّيّ الحكمة: يا ولدي، أيّ برهان تعطينا على تكبّرك أوضح من قولك "لست متكبّرًا؟" (23: 14). من شأن المطالعة (مطالعة الكتاب المقدّس) أن تضيء العقل بمقدار ليس بقليل، لأنّ تلك الأقوال هي للروح القدس، وهي تُقوّم الذين يواظبون عليها. إذا كنت مجاهدًا، فليكن لك ما تقرأه سبيلاً إلى العمل به، لأنّك، إذا عملت به، تصبح قراءة ما عداه فضلة زائدة. أطلب، بالأحرى، أن تستضيء بأقوال الخلاص من طريق الأتعاب لا من طريق المطالعة (27: 78). إذا اتّفق حضور آخرين معنا وقت الصلاة، فلنرتسم شكل صلاتنا وارتفاعها إلى الله في داخلنا دون إظهاره. أمّا إذا لم يحضر أحد من خدّام المدح والإطراء، فلنعبّر عن ابتهالنا في هيئتنا الخارجيّة أيضًا، لأنّ الذهن عند غير الكاملين كثيرًا ما يتمثّل بالجسد (28: 23).
مكتبة رعيتي "خدمة المديح، كلمة وأيقونة" هو عنوان الكتـاب الذي صدر مـؤخـرا من تـأليـف الأب اسبيــريـدون (فياض)، منشورات مكتبة البشارة بانياس. يحتوي الكتاب أولا على دراسة تاريخية ليتورجية لخدمة المديح مع ربط مقاطع المديح بمصادرها في الكتاب المقدس. ثم يأتي القسم الثاني الذي يشرح أبيات المديح مع الأيقونات التي تمثّل كل بيت. يقع الكتاب في 96 صفحة، وهو مجلّد ومطبوع بالألوان، رُتّب فيه النص بشكل يسهّل الاطلاع على أقسامه. ثمن النسخة خمسة عشر ألف ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن دار المطرانية.
الأخبار رسامة شماس صباح الأحد الثاني من الصوم أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة سيدة البشارة في جل الديب يعاونه الأب سمير (الياس) كاهن الرعية. أثناء القداس شَرطن سيادته الإيبوذياكُن عبد النور (عبد النور) شماسًا إنجيليًا ليخدم في الرعية. الشماس الجديد مهندس معمار، من مواليد 1959، متزوج وأب لثلاثة أولاد، ملتزم مع عائلته في رعية جل الديب حيث ينشط كعضو لمجلس الرعية. ألقى سيادته العظة التالية التي تناولت الرسالة والانجيل والرسامة والأحد الثاني من الصوم: "أنتم نور العالم". لماذا سمّاك أبوك وأمك "عبد النور"، وما سمّياك "نور"؟ مع أن السيد قال لتلاميذه: لن أدعوكم عبيدًا في ما بعد، أنتم أحباء. وفسّر البارّ كاسيانوس الذي نعيّد له في التاسع والعشرين من شباط، قال: نحن لسنا عبيد الله، ولكننا بالعشق نَستعبد أنفسنا لله. أنت سلكت طريق العشق الإلهي مطوِّعًا نفسك للنور الإلهي حتى لا يبقى في كيانك شيء من العتمات، ذلك لأنك تشتهي الملكوت. ولكنِ اعلم أنك لن تدخله بجهادك فقط -هذا ما قاله المجاهدون الكبار آباؤنا في النسك- أنت تدخل الملكوت بالرحمة فقط، برحمة يسوع لك. ولكن ينبغي أن تشتهي الرحمة هذه كل حين، لتـكون ابنًا للنـور. ماذا قالت الرسالة اليوم؟ قالت عن الملائكة إنهم أرواح مرسَلة للخدمة. الشماس هو خادم، ممحوّ، غائب عن أنظار الناس، مرئيّ عند الله لأن الله روح، والشماس نرجوه أن يصبح روحًا "لأن المقيّدين بـالشهـوات الجسدية لا يـستحقّون أن يـدنـوا منـك يـا أبـا الأنوار". إذًا، بـالاستـرحام يـنبـغي أن تـصير روحًا. وعند ذاك يرى الآب أن يرسلك إلى الخدمة. مَن كان من هذه الدنيا لا يستطيع أن يخدم الله. مَن بقي ترابًا لا يقدر أن يخدم الترابيين. ولكن مَن صار روحًا يستطيع أن يلامس الترابيين بالروح الذي فيه. التلاوة الثانية الإنجيلية هي أن قومًا أتوا بمفلوج، مخلّع ليشفيه يسوع. وعملوا كل شيء لكي يلمس يسوع هذا المريض. الذي تبحث أنت عنه هو يسوع. وتجتهد اجتهادًا كليًا لترفع العراقيل التي كانت حاجزة لك دون رؤيته، ودون الدنوّ منه. قاوم هذه الحواجز التي سوف تبين في نفسك، إن بانت. ورجائي أن تبقى دائما عبدًا للنور لا علاقة لك مع الظلمة. واذكر أننا في هذا اليوم نقيم الذكرى لذلك القديس العظيم غريغوريوس أسقف تسالونيكي، المكنّى بالاماس، الذي كان منشِدًا للنور الإلهي، كما لم ينشده آخر. وقال إن النور الإلهي، نور النعمة الذي يقذفه الله في النفس إنما هو قوة غير مخلوقة. هل تدرك ذلك؟ هل أحد منا يستطيع ان يدرك ذلك أنه يستنزل بالرحمة إلى نفسه قوة غير مخلوقة، وكأنه هو غير مخلوق؟ هذا ما قاله آباؤنا كأنه يأتي من الأزل. اخي الشماس عبد النور، تعال إلينا من الأزل لنتبرّك بك، آمين.
مشروع التبنّي المدرسي تُحيي حركة الشبيبة الأرثوذكسية أسبوعًا إعلاميًا بهدف دعم مشروع التبنّي المدرسي الذي أطلقته الأمانة العامة للحركة منذ اثنتي عشرة سنة. يُسهم هذا المشروع، كلّ عام، في دعم الأقساط المدرسيّة لحوالى 125 طالبًا وطالبة من أبنائنا المحتاجين في مختلف الأبرشيّات بمبلغ يتراوح ما بين ستين وخمسة وستين مليون ليرة لبنانية. وتُشرف على إدارته هيئة مختصّة تسهر على تنظيم جباية المساهمات المادية، شهريا، من المؤمنين وعلى دراسة أوضاع الأُسر وإقرار المساعدات الدراسية وفق إمكانات المشروع وبناءً على دراسة علمية تضعها مساعِدات اجتماعيات بعد زيارتها للأُسر المحتاجة. إن دعم المؤمنين لهذا المشروع هو تعبير عن محبّتهم لإخوة يسوع "الصغار" وعن مشاركتهم معهم ودعمهم لهم في مسيرة تحصيلهم العلميّ. ولهذه الغاية يمكن مراجعة المسؤولين في حركة الشبيبة الأرثوذكسية في مختلف مراكزها وفروعها.
|