Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 01: الظهور الإلهي
العدد 01: الظهور الإلهي Print Email
Sunday, 07 January 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 7 كانون الثاني 2007 العدد 1  

الأحد بعد عيد الظهور الإلهي

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الظهور الإلهي

واضحٌ من الانجيل ومن الخدمة الإلهيّة انّ ما سمّي الظهور الإلهي بمناسبة معمودية السيّد كان ظهور الثالوث القدوس بصوت الآب وهيئة الحمامة التي اتّخذها الروح القدس ووجود المسيح في الماء.

هذا لا يتعارض مع الفكرة الأساسيّة التي أعطاها إنجيل اليوم. فالكلمة الأولى التي تفوّه بها يوحنا المعمدان هي "هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم"، والمعنى الواضح انّ هذا الذي يظهر منكم اليوم هو الذي أعدّه الله ليكون ذبيحًا.

سينزل بالماء رمزًا لنزوله في القبر بعد ذلك، وسيرتفع عن الماء رمزًا لقيامته من بين الأموات. من بعد ذلك يأتي تعليم بولس الرسول عن المعموديّة على أنها اشتراك بموت المسيح وقيامته. ولذلك كنا نعمّد المهتدين الى المسيح من الوثنيين دائمًا في ليل الفصح فيفهموا العيد من خلال ذوقهم لمعموديّتهم التي فيها يتشبّهون بموته وقيامته.

وما يقـوله المعـمدان ان كل قيـامي بالمعمـوديّة غايتها ان يظهر هذا لاسرائيل بحيث يتركني الكل ويتبعونه هو فيستغنون عن معموديّة الماء التي قمت انا بها ليعتمدوا بالروح القدس.

ذلك ان الروح القدس مستقر فيه منذ الأزل، وهو اذا نزل على الأرض ومات يبعث بالروح الذي فيه الى العالم، فمن انضمّ الى المسيح يأخذ الروح شرط ان يعترف بالمسيح ربًّا ومخلّصًا.

والمعموديّة التي نأخذها أطفالا لا تنمو فينا مفاعيلها الا اذا كنا ملتصقين دائمًا بالمسيح وممارسين الفضائل بالروح اذ ليس من خير فينا الا من المسيح منقولا الينا بواسطة روحه.

وان يظهر المسيح بين الناس مسؤوليتنا الآن لأنه يريد ان يظهر بتلاميذه. فأن يكونوا كنيسة حيّة فاعلة هو استمرار لحضوره في الأرض.

أجل نحن نتقبّل المعموديّة مرّة واحدة ولكننا نجددها في كل عمل صالح، بكل افتقاد للفقراء، بكل دراسة معمّقة للإنجيل، اذ في كل عمل صالح تتجدّد معموديّتنا روحيّا فنميت الخطيئة فينا ونحيا مع المسيح.

وهكذا نستطيع ان نشهد بالواقع ان المسيح هو ابن الله كما شهد له يوحنا وهذا ليس فقط بالأقوال. وكذلك نشهد ان الأعمال التي يقوم بها الأبرار من حولنا انما هي ايضًا ثمار الروح القدس. فنحن الذين نقوم بالعمل الروحي يوحدنا الروح القدس ويجعلنا كنيسة حيّة.

كل هذا دشّنه السيّد بالغطاس، ونحن نعاهده على ان نتقبّل نعمة الغطاس. فإذا جاء الكاهن ونضح منازلنا بالماء المقدّس، فهذا عهد ان نجعلها منازل للروح القدس. ان نشرب الماء المقدّس يعني من قبلنا إرادة ان نبقى في قداسة الروح بالجسد. ليس هذا عملا سحريا ينتج فينا دون تقبّلنا إياه. هذا التزام للمسيح متجدّد لنلبس المسيح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال 1:19-8

في تلك الأيام حدث اذ كان أبُّلوس في كورنثوس أنّ بولس اجتاز في النواحي العالية وجاء الى أفسس، فوجد بعضًا من التلاميذ. فقال لهم: هل أخذتم الروح القدس لمّا آمنتم؟ فقالوا له: لا بل ما سمعنا بأنّه يوجد روح قدس. قال: فبأيّة معموديّة اعتمدتم؟ فقالوا: بمعموديّة يوحنّا. فقال بولس: إن يوحنا عمّد بمعموديّة التوبة قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع. فلمّا سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع. ووضع بولس يديه عليهم فحلّ الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلّمون بلغّات ويتنبّأون. وكانوا نحو اثني عشر رجلا. ثم دخل المجمع، وكان يُجاهر مدّة ثلاثة أشهر يفاوضهم ويقنعُهم بما يختص بملكوت الله.

الإنجيل: يوحنا 1:29-34

في ذلك الزمان رأى يوحنا يسوع مُقبلًا اليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. هذا هو الذي قلت عنه انه يأتي بعدي رجل قد صار قبلي لأنه متقدّمي، وانا لم اكن أعْْرفه. لكن لكي يظهر لاسرائىل، لذلك جئتُ أنا أعمّد بالماء. وشهد يوحنا قائلًا: انّي رأيت الروح مثل حمامة قد نزل من السماء واستقرّ عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمّد بالماء هو قال لي إنّ الذي ترى الروحَ ينزل ويستقرّ عليه هو الذي يُعمّد بالروح القدس. وانا قد عاينتُ وشهدتُ انّ هذا هو ابن الله.

قد لبستم المسيح

تطلب كنيستنا الأرثوذكسيّة المعموديّة لجميع الناس. وهذا الطلب يلقى معناه في حدث موت المسيح وقيامته (رومية 6: 3-11). فالمسيح افتدى البشريّة جمعاء مجّانًا، ومن دون أيّ شرط.

أجلى معاني المعموديّة نجده في قول الرسول: "فإنّكم جميعًا، وقد اعتمدتم في المسيح، قد لبستم المسيح" (غلاطية 3: 27). والقول، الذي ننشده في ليتورجيا المعموديّة، لا يحتمل معناه كلامًا على أنّ الإنسان، في معموديّته، يرتـدي المسيـح ارتـداءً خـارجيـًّا.

فصورة اللباس إن هي إلاّ استعارة يراد بها أنّ الإنسان يقبض عليه، في ماء المعموديّة، مسيح الله كلّيًّا، ويحوّله إلى "صورة خالقه" (كولوسي 3: 10).

من يعرف واقعنا، يدرك أنّه يفتقر كثيرًا إلى العيش وفق هذا التحوّل. ولا نريد ظلمًا إن قلنا إنّ المعموديّة تكاد تكون، فيه، شأنًا اجتماعيًّا. فالمرء يعمّد ولده، عمومًا، بحكم عرف سائد. وكثيرون من المعتمدين ينشأون في بيوتٍ أهلُها بعيدون، ولا يفقهون شيئًا عن برّ الحياة المسيحيّة. وهذا الواقع، الذي يعرّض المعموديّة لأن "تظلّ ماءً" (المطران جورج خضر، لو حكيت مسرى الطفولة، صفحة 33)، قد يجعل من نالها أسير حياة متعبة يحتاج تغييرها إلى أعجوبة حقيقيّة. ولست بقائل إنّ الأعجوبة غير ممكنة. لكنّ حدوثها رهن بوعينا أنّ ما من أحدٍ يقدر على أن يَخلص، حقًّا، إن لم يُخلص لمعموديّته، أي "يبقَ فيها" (العلاّمة ترتليانوس، في المعموديّة، الفصل الأوّل).

قد يحيا الإنسان، إذًا، ويموت من دون أن يدرك أنّه معمّد، أو أن يفعّل معموديّته، أي من دون أن يعي أنّه اختير، ليحيا لله (غلاطية 2: 20). وهذا تغييره يفترض أن ندرك أنّ المعموديّة هي الحياة الجديدة. والحياة الجديدة ليست "مجرّد حياة فضلى، أو حياة أكثر أخلاقيّة أو أكثر تديّنًا، بل حياة مختلفة كيانيًّا عن الحياة العتيقة. وهذا الاختلاف، أي مضمون هذه الجدّة، هو في كونها حياة في المسيح" (الأب ألكسندر شميمن، بالماء والروح، صفحة 175). فالمعمّد دعوته أن يحيا لله بهذا المعنى الذي رسمه الرسول، بقوله: "اقتدوا بي كما أنا بالمسيح" (1كورنثوس 11: 1). وتفصيل هذا الاقتداء يجد ذاته في التزام حياة الكنيسة التي هي "جسد المسيح" (كولوسي 1: 24).

الحياة "العتيقة" تردّنا إلى استعارة اللباس. والحياة، عتيقةً، هي حياة الخطيئة والفساد. أي تلك التي طلب الرسول خلعها، بقوله: "أن تُقلعوا عن سيرتكم الأولى، فتخلعوا الإنسان القديم الذي تفسده الشهوات الخادعة (أو شهوات "الغرور"، كما في تعريب آخر)، وأن تتجدّدوا بتجديد أذهانكم الروحيّ" (أفسس 4: 23). وهذا يذكّرنا بالخطيئة الجدّيّة. فالإنسان الأوّل، بسبب غروره، عصـا الـلـه، فـعـرف، بـعـد أن كان يـرتـدي المـجد والنـور الإلهيّين، أنّه عريان (تكوين 3:7). وعليه، فالمسيح إنّما أتى، ليردّ لنا "بهاء جمالنا الأوّل". فنحن، بفضل معموديّتنا، أي مشاركتنا في موته وقيامته، استعدنا صورتنا الأولى (صورته). ولربّما أفضل شرح، لهذه الاستعادة وأبعادها، هو المقابلة، التي يذكرها القدّيس أمبروسيوس، بين لباس المعموديّة ورداء السيّد على جبل ثابور (متّى 17:2)، بقوله: "إنّ المسيح المتجلّي يكشف أنّ الإنسانيّة الكاملة، البريئة من الخطيئة، ليست عارية، بل مرتدية حلّة بيضاء كالثلج في نور المجد الإلهيّ غير المخلوق" (في الأسرار، 34).

لمّا كانت المعموديّة، قديمًا، تجرى في القدّاس الإلهيّ (ولا سيّما ليلة الفصح)، كان إجراؤها يعني، تحديدًا، أنّ من ينالها يدخل حياة الكنيسة المنتصرة. الآن، بعد أن فُصلت عن القدّاس، غدت خدمة "فرديّة" تقتصر المشاركة فيها على ذوي المعمّد وبعض الأقرباء والأصدقاء. وغدا فهمهما صعبًا، وأحيانًا مستحيلاً! وترى الكثيرين يذكرون أنّهم معمّدون عندما يحتاجون إلى "شهادة" لمعموديّتهم. أجل، كان دائمًا ثمّة سجل يدوّن عليه أسماء طالبي المعموديّة. لكنّ المعمّد كانت شهادته أنّه يلتزم حياة كنيسته ورسالتها في العالم، أي أنّه يلبس المسيح. لم تكن لورقة، يومًا، قيمة شهادة الحياة. لست بقائل إنّ المعموديّة، بهذا الفصل، تغيّر حقّها. لا، بل بقي. لكنّ حقّ الله يطلب أن يكون ظاهرًا في قناعتنا وحياتنا كلّها. فما يجري في الكنيسة، إن لم يجرِ في شراييننا كما الدم، نخسر دعوتنا وجدّتنا. وليس هذا فقط، بل يفقد العالم، بسببنا، ملوحته أيضًا. وتكون دينونتنا عظيمة. فدعوتنا الدائمة أن نكون "ملح الأرض" (متّى 5: 13). إنّ مياه المعموديّة، التي غسلنا فيها، هي ذاتها ملح الأرض. خلاصنا أنّنا معمّدون. ودينونتنا أنّنا معمّدون. وقرار خلاصنا أو دينونتنا، الذي سيكشفه الربّ في يومه، ترك لنا أن نقرّره نحن بإرادتنا. صحيح أنّنا ربّما لا نكون نحن جميعًا من أخذوا قرار قبول المعموديّة (ولا سيّما إذا نلناها أطفالاً). لكن، يجب أن نكون نحن من نأخذ قرار قبول ما أعطينا. لقد وهبنا، في معموديّتنا، أن نلبس المسيح. وهذا أفضل رداء لنا في هذا الوجود. ولن يكون لنا أيّ قيمة في عيني الله، في الوجود الآتي، إن لم نسهر عليه، ونحفظ بياضه نقيًّا (رؤيا يوحنّا 16: 15).

هذا يـجـب أن يــذكـره كـلّ معمّـد، ليكـون طلب الكنيسة حيًّا فيه، وتكون معموديّته لا بالماء فقط، بل "بالماء والروح".

مكتبة رعيتي

“من مدينة الأنا الى مدينة الأنت” عنوان الكتاب الذي صدر عن دير مار مخايل في نهر بسكنتا. قصّة ألفتها سيدة يونانية اسمها مرسيني فينغوبولو، عرّبتها ريما جاورجيوس، تروي قصة فتى من سكان مدينة "الأنا" مع كل ما في ذلك من صفات الأنانية. قرر يومًا ان يكتشف مدينة "الأنت" ويتعرف الى سكانها المختلفين تمامًا عنه. رحلة مشوّقة يكتشف فيها عنيد - وهو اسم الفتى- صفات اهل مدينة "الأنت" وطريقة عيشهم فيتغيّر هو.

استوحت المؤلفة بعض أقوال الشيخ المغبوط باييسيوس في وصف الرحلة وصفات ابطال القصة من الذين يركزون على الأنا الى الذين يركزون على محبة الآخر وعلاقاتهم بعضهم بالبعض. قصة رائعة للكبار والصغار. الكتاب مجلّد ومصوّر بالألوان على 98 صفحة. ثمنه 12 الف ليرة لبنانية. يُطلب من دير مار مخايل، ومن مكتبة الينبوع والكنائس.

الأخبار

رسامة شماس في المحيدثة

صباح الأحد 24 كانون الأول 2006، ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس الخدمة الإلهية في كنيسة رقاد السيّدة في المحيدثة (المتن)، وشرطن الإيبوذياكُن ايلي (ضاني) شماسًا إنجيليًا ليخدم في كنيسة الرعية. الشمّاس الجديد مُجاز في الحقوق، أتمّ دراسته اللاهوتية في مركز الإعداد اللاهوتي في الأبرشية، متأهل وله ثلاثة أولاد. وقد توجه إليه راعي الأبرشية بالعظة التالية: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”. نشيد الملائكة هذا فيه شقان، أولهما: المجد لله، ثانيهما: وعلى الأرض السلام. مما يعني ان بدء تنفسنا هو أن نمجّد الله، أن نُعلّيه، ليس فقط فوق كل مخلوق ولكن ان لا نعلّي مخلوقًا إزاءه. أن نكون في دوام التسبيح ودوام الدعاء لأننا نجيء من صلاتنا، لأن الروح القدس هو الذي يشفع فينا: هكذا يقول الكتاب. الإله الذي استدعيناه لحظة هو الذي يدفعنا الى التوجه اليه في كل صلواتنا. ومعنى ذلك أنك مختلٍ فقط مع الله، ولست مختليًا مع مخلوق الا لإعطائه المحبة. ولكنك في خلوة دائمة مع الله زاهدًا بكل هذه الدنيا إطلاقًا، أي غير متعلّق بمخلوق، ولكنّك مبذول حبًّا للخلائق كلها. أنت حر منها، تستعبد نفسك لها بالمحبة.

بعد هذا يأتي كلام الله: وعى الأرض السلام. الدنيا معظم تاريخها حروب، ليس فيها سلام. نطلب مع ذلك السلام لأنه في البدء كان القتل. قتل قايين أخاه هابيل. ما تستطيع أنت ان تقدّمَه لهذه الإنسانية القتّالة المجرمة هو السلام الذي في داخلك، سلام المسيح، علّها تفهم وعلّها تهتدي. سلام المسيح يعني أن نصالح الله. أن نصالح الله يعني أن لا نكون مُصالِحين لأية خطيئة. هذا ما قُلته لك في الصلاة: أن لا نكون مصالحين أية خطيئة تأتي او لا تأتي، تدخل سهوًا، واذا دخلت نقطعها، لأننا عاهدنا الله أن نكون له.

في هذا اليوم المُعِدّ لميلاد السيد، سمعنا أن المرأة التي وَلدت يسوع “عذراء” لأن ابن الله ما أراد أن يكون في خلاصه مديونا لأية شهوة بشرية. ما معنى عذرية مريم؟ العذراء هي التي لم تتقبل عطاءً جسديا من رجل. اذا اسقطنا هذا على المستوى الروحي، نقول انك لن تتقبل شيئًا من هذه الدنيا، لا تزرع فيك الدنيا شهوة. وتتقبل كل شيء من الله لأنك عاهدته أن تكون فقيرًا إليه. الفقير هو الذي لا يملك شيئًا. وأنت مملوك من الله وحسبك. من بعد هذا تحاول الا تشتهي شيئًا من هذه الدنيا، لا مالا ولا مجدًا ولا سلطة، وأن لا تكون حساسًا لأي مديح. يجب أن تقطع ألسنة الناس الذين يمدحونك لأن هذا من الشيطان. فلتمشِ أمام الناس في هذه العذرية لتصل الى حيث وصل. هو وصل الى موضع واحد، الى الصليب الذي عنده نبتدئ. نحن ابتدأنا في الجلجلة. واذا استطعتَ أن تصلَ إلى تلك التلة في روحك المجاهدة، سوف تذوق القيامة.

بعد القداس، افتتح سيادته معرضًا للأشغال اليدوية والأيقونات من إعداد فرق الطفولة في الرعية. ثم تقبّل في صالة الكنيسة التهانئ مع الشماس الجديد، ثم كـان غــداء لــلمـناسبـة فـي أحــد المـطـاعـم.

وفاة الأب بولس (حداد)

رقد الأب بولس (حداد) من بسكنتا النهر عن 66 عامًا بعد مرض طويل عاشه بالصبر والتقوى مع زوجته. رُسم كاهنًا سنة 1987 وخدم في بقعاتا وفي كفرعقاب إلى ان أقعده المرض. ترأس سيادة راعي الأبرشية خدمة الجناز عن نفسه في دير مار مخايل، بسكنتا النهر، يوم الاربعاء في 27 كانون الأول، واشترك معه رئيس الدير الأرشمندريت افرام وعدد كبير من الكهنة والشمامسة. ومما قاله سيادته في العظة: بدا أن حياة هذا الانسان كانت ألمًا في جسده، ويبدو لنا أن حياته ستكون مشاركة في بهاء الثالوث المقدّس والأبرار والكهنة الذين سبقوه الى هناك. ذلك أنّ الملاك الذي قال للرعاة: "وعلى الأرض السلام" كان يعلم ان هذا السلام إنما تنازل من فوق ويُترجم في قلوب الناس هدوءًا كبيرا ومغفرة طويلة. ما كان يلفتني في الأب بولس، وقد التقيته مرارًا، هو أنّ البسمة كانت مرتسمة على شفتيه بينما كان ذاهبًا الى المستشفى او عائدًا منها. وكنت أعرف ان هذه البسمة ليست من طبيعة الانسان المتوجع. كان هناك سر في الرجل، والسر انه ما كان يأتي من جسده، ولكنه كان يأتيك من روحه التي حلّ فيها المخلّص ليقول لنا بواسطة الرجل: إن الفرح هو ثمرة من الروح القدس ، وانك بالروح الالهي يمكنك ان تتغلب على كل شيء .

ثم ما كان يلفتني انه كان يتكلّم بالإلهيّات معي ولم يكن شيء في حياته الاولى يجعلك تحس انه قرأ كثيرًا، وفهمت أنّ الروح الإلهي الذي فيه يُنطقه بهذه الجمالات التي ما كان يراها في الكتب لأنه لم يكن على هذا الإطّلاع. هذا الأخ الكريم المنحدر من الروح القدس هذا سيثبت امام الله بسبب من تواضع مذهل. كان يحس بأنه لا شيء. يعرف بساطته، ولكنه ما كان يعرف انه كان شفافًا لله وانك كنت ترى الله من خلاله. هو لم يكن من هذه الضيعة، هو كان من اورشليم، ولهذا سيعيده الآب الى اورشليم السماوية الحرة ليقول له: إنه كان حاملا للكلمة بتواضع، وانه كان حافظًا الكثير من الضياء الذي كان يسطع على الناس.

سيذهب بجهله لفضائله، ولِما كُوّن فيه بهذا العراء الذي كان عليه، ولكن الله سيرمي اليه من داخل الملكوت الحلّة الذهبيّة ويقول له: يا بولس، كنت أمينًا على القليل، سأقيمك على الكثير. واذا رأيتك لن أراك كاهنًا صغيرًا، ولكني سأراك ملكًا موشّحًا بالذهب.

http://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

 
Banner