Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 12: رسالة التجسّد
العدد 12: رسالة التجسّد Print Email
Sunday, 25 March 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 25 آذار 2007 العدد 12  

عيد بشارة والدة الإله

الأحد الخامس من الصوم (القديسة مريم المصرية)

رَعيّـتي

كلمة الراعي

رسالة التجسّد

عيد البشارة هو عيد التجسّد الإلهي وأُركّز فيه تأمّلي على رسالة اليوم يـفتتحها كاتبها بقوله: “ان المقدِّس (اي المسيح) والمقـدَّسين كلهم مـن واحد (اي من الآب)”، المسيح بالولادة الأزلية، ونحن جَعلَنا اللهُ ابناء بواسطة الابن اي بالمعمودية ومسحة الروح القدس (بالميرون).

لذلك سمانا بـولس إخوة ليسوع بسبـب هذا التـبنّي. ودعم الرسول قوله بـكلمة من المزامير: “ها أنذا والاولاد الذيـن أعطانـيهم الله”، ثـم صـعد الى التأمّل بعمليّة الخلاص البادئة بسر التجسّد من والدة الإله بقوله: “اذ قد اشترك الاولاد باللحم والدم اشترك هو كذلك فيهما”، وكأنه أراد ان من مـقتضيات الأخـوّة بـينه وبـينـنا ان يصبح مثلنا ذا جسد ليكلّمنا الله بابنه على الأرض وتكون غاية التجسد ان يموت، فيوضح بـولس ان غاية مشاركة المسيح طبيعتنا هي هذه: “لكي يبطل بموته مَن كان له سلطان الموت اي إبليس”، اي كان لا بـد للابن ان يـدخل مملكة الموت ليزيله. فـقد زال الموت لما دخل المسيح اليه بالحياة الإلهية التي كانت فيه.

ثم يكمل فكره، موضحًا الغاية من موته بأكثر وضوح، فيقول “ ويعتق كل الذين كانوا مدة حياتهم كلها خاضعين للعبودية مخافة من الموت”.

معنى القول ان كل من ارتكب الخطيئة هو عبد للخطيئة حسبما ورد في انجيل يوحنا. الامثال هنا كثيرة، فمن كذبَ مثلا خائف من العقاب اي انه عبد. ومَن سرقَ خائف من الفقر. هو اذًا عبد للفقر. والخوف الأقصى هو الخوف من الموت. فهذا يلغينا من الوجود المحسوس الذي نحن متعلّقون به. ولكن الموت لا يزول من نفسه ولكن من قدرة المسيح. واذا قمنا منه بالتوبة ثم في القيامة الأخيرة، عند ذاك نصير متحررين من الموت نهائيا وقائمين مع المسيح وجالسين معه في السموات. موت المخلّص كان من اجل إنقاذنا من الخطيئة اولا، وتاليا من الموت الذي الخطيئة سببه.

بعد هذا يـقول كاتب الرسالة “ان المسيح بـموته صار رئـيس كهنة قرّب نـفسه على مذبح الصليب للآب وبدا انه رحيم وأمين فيما لله”، حتى يـختتم هذا الفصل من الرسالة الى العبرانيين بـهذا: “لأنه إن كان قد تـألّم مجرَبا (اي بالآلام) فهو قادر ان يـغيث المُصابين بـالتجارب”.

كل إنسان تصلبه خطيئته، ولكن اذا آمن يـعرف انـها هي التي صَلبت السيد الذي عَبـَر كل اوجاع الإنسان، وهذا مـعنى قوله “تـألم مجرَبا”. ثـمرة حبـه لك على الصليب جـعلك تـشعر انـه معك لأنه ذاق كل التجارب التي تـذوقها أنـت ما خلا الخطيئة، تـجربة اوجاع جسدك واوجاع نـفسك في الأحزان، وقد عرف يسوع الحزن في الجسمانية لمّا واجه كأس الموت. فاذا ذقت اي ألم من آلام الجسد والنفس، اعلم انك لا تتألم وحدك وان الرب يسوع شريكك على سرير المرض وشريكك في احتضارك وانه قادر ان ينزع منك خوف الموت لتكون في العمق حيا امام كل بلية وغير مكسور امامها، فإنه كما نهض من بين الأموات تنهض ايضًا انت منه اذا قدرت ان تحب يسوع حبا كبيرا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 11:2-18

يـا إخوة إنّ المقدّس والمقدَسين كلّهم مـن واحد. فلهذا السبـب لا يـستحيي أن يــدعوهم إخوة قائلًا: سأُخبر باسمك إخوتي وأسبـّحك في الكـنيسة. وايضًا سأكون متـوكلًا عليه. وايــضا ها أنذا والاولاد الذيـن أعطانيهم الله. إذن اذ قد اشترك الاولاد في اللحم والدم، اشتـرك هو كذلك فيـهما لكي يـُـبطِل بـموته مـَن كان له سلطان الموت اي إبليس، ويُـعتق كل الذين كانوا مـدة حياتهم كلها خاضعين للعبودية مخافة مـن الموت. فإنـه لم يـتخذ الملائكة قط بـل إنـما اتخذ نسل ابراهيم. فَمِن ثم كان ينبغي ان يكون شبيهًا بإخوته في كل شيء ليكون رئيس كهنة رحيمًا أمينًا فيما لله حتى يُكفّر خطايا الشعب. لأنـه اذ كان قد تألّم مجرَّبًا فـهو قادرٌ عـلى ان يُـغيث المُصابين بالتجارب.

الإنجيل: لوقا 24:1-28

في ذلك الزمان حبلت أليصابات امرأة زخريا فاختبأت خمسة أشهر قائلة: هكذا صنع بي الرب في الايام التي نظر اليّ فيها ليصرف عني العار بين الناس. وفي الشهر السادس أُرسل الملاك جبرائيل من قِبل الله الى مدينة في الجليل اسمها الناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم. فلما دخل اليها الملاك قال: السلام عليكِ ايتها المنعم عليها، الرب معك؛ مباركة أنتِ في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان يكون هذا السلام. فقال لها: لا تخافي يا مريم فإنك قد نلتِ نعمةً لدى الله. وها أنتِ تحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع. هذا سيكون عظيمًا وابـنَ العليّ يُدعى، وسيُعطيه الرب الإله عرش داود ابيه ويـملك على بيت يعقوب الى الأبد، ولا يكون لملكه انقضاء. فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وانا لا أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها: إنّ الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظلّلك، ولذلك فالقدوس المولود منك يُدعى ابن الله. وها إن أليصابات نسيبتك قد حبلت هي ايـضًا بابـنٍ في شيخوختها، وهذا الشهر هو السادس لتـلك المدعوّة عاقرًا. لانـه ليس امـرٌ غيـر ممكن لدى الله. فقالت مـريم: ها أنا أَمة للرب، فليكن لي بحسب قولك. وانـصرف الملاك من عندها.

المُلك الألفيّ

يـعتقد بـعـض المـعمـدانـيّين "أنّ المـسيح بـعد عودته سيملك على الأرض ألف سنة". ويظنّون أنّ هذا الملك هو "امتداد لعصر الملكوت الذي كان قد توقّف، وانقطع بسبب عدم إيمان اليهود في زمن الرسل". وطبيعة هذا الحكم، الذي "يبدأ بمجيء المسيح مع قدّيسيه"، "أنّ المسيح نفسه يكون ملكًا"، وأنّ "أورشليم هي عاصمة ملكه" (ولا يكون على الأرض، بل فوقها). أمّا الأحداث، التي سترافق انتهاء هذا الملك، فهي: "ارتداد وعصيان، إبادة الشيطان، الدينونة أمام العرش الأبيض العظيم، أرض جديدة وسماء جديدة" (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم، صفحة 175؛ فنلي. م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 314- 317؛ عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 107، 152).

قبل الردّ على هذا الاعتقاد، لا بدّ من التذكير بأنّنا خصّصنا، في "رعيّتي"، في سياق الردّ على بدعة "السبتيّين"، مقالاً بعنوان "المملكة الألفيّة" (46/1999). ويقدر القارئ على أن يعود إليه، ليقف على بعض النقاط التي لن نتطرّق إليها هنا.

الاعتقاد بما نقلناه عن "الحكم الألفيّ" هو، في الواقع، قراءة مغلوطة لما جاء في رؤيا الرسول يوحنّا الذي هو، في جوهره، من أسفار الكتاب المقدّس الرمزيّة. ولذلك نجد أنّ نقل ما جاء فيه وتوضيح معناها بهدف دحض كلّ زعم غريب، هو أمر ضروريّ ونافع. يقول الرسول: "ورأيت ملاكًا هابطًا من السماء، بيده مفتاح الهاوية وسلسلة كبيرة، فأمسك التنين الحيّة القديمة، وهي إبليس والشيطان، فأوثقه لألف سنة وألقاه في الهاوية، ثمّ أقفل عليه وختم، لئلاّ يُضِلَّ الأُمم، حتّى تنقضي ألفُ السنة، ولا بدّ له بعد ذلك من أن يُطلَق قليلاً من الوقت. ورأيت عروشًا، فجلس أناس عليها، وعُهِدَ إليهم في القضاء. ورأيت نفوس الذين ضُرِبت أعناقهم من أجل شهادة يسوع وكلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يتلقّوا السِّمَةَ على جباههم ولا على أيديهم قد عادوا إلى الحياة، وملكوا مع المسيح ألف سنة. أمّا سائر الأموات، فلم يعودوا إلى الحياة قبل انقضاء ألف السنة. هذه هي القيامة الأولى. سعيدٌ وقدّيسٌ مَن كان له نصيب في القيامة الأولى، فعلى هؤلاء ليس للموت الثاني من سلطان، بل يكونون كهنة الله والمسيح، ويملكون معه ألف السنة" (20: 1- 6). ما يعرفه المطّلعون أنّ هذا المقطع عرف، في التاريخ، تفسيرات عدّة. وهذه سنختصرها باثنين:

1- الأوّل يدلّ على أنّه ستكون هناك حقبة في التاريخ توضع في ظلّ يسوع المسيح. فالله سيُظهر على الأرض كلّ البركات التي هيّأها للإنسان منذ البداءة. ومشايعو هذا التفسير رأوا إلى تتمّة أرضيّة لنبوءات العهد القديم، "تتمّة للتاريخ في التاريخ"، حيث يعرف تاريخُنا زمنًا فيه يقرّ الكون كلّه بسيادة الله (وهذا التفسير رفضته الكنيسة).

2- والثاني (وقد قبلته الكنيسة) يرى، في الألف سنة، رمزًا إلى الحقبة التاريخيّة الحاضرة. ولقد اختيرت الألف سنة، وهي تدلّ على يوم الله (2بطرس 3: 8؛ مزمور 91: 4)، في سياق المقابلة بين آدم الأوّل وآدم الثاني (المسيح). ففي حين لم يعش آدم هذه المدّة (ألف سنة)، أي لم يكمل يوم الله مع الله، وسقط في الخطيئة ومات، جاء المسيح آدم الثاني، ليصحّح هذا السقوط والفشل، ويفتتح، بقيامته، يوم الله الأخير.

ما يذكره المعمدانيّون، يخالف تعليم الكنيسة المقدّسة. هذا، وحده، ردّ كامل. وإذا تأمّلنا في التفسير المرفوض الذي بيّناه أعلاه، فلا يخفى علينا أنّ المعمدانيّين، في غير أمر، ينقلون نقلاً ما نقضته الجماعة القويمة. يلملمون الخطأ المرميّ في سلّة مهملات التاريخ، ويقولونه على أنّه الصحيح! لا يعني هذا أنْ ليست لهم مسؤوليّة شخصيّة. فمن فتح القبور، تعلق به رائحة الموت! وفي الواقع، ثمّة، في هذا النقل، أمور عدّة يجب، ولو سريعًا، التوقّف عندها. أوّلها ظنّهم أنّ هذا الحكم الألفيّ هو امتداد لعصر الملكوت الذي انقطع بسبب عدم إيمان اليهود في زمن الرسل. وهذه خربشة لا نعرف ما هو سندها الكتابيّ! فمن هو هذا الإله التافه الذي عدم تصديق اليهود يقطع له ملكوته؟! وثانيهما، قولهم إنّ المسيح، في هذا الحكم، "يكون ملكًا". وإذا جمعنا ما بين هذين الأمرين، فيجوز أن نطرح عليهم سؤالاً عن ملك المسيح ما بين زمن الرسل وزمن هذا الحكم. هل، برأيهم، المسيح ليس ملكًا في مسرى التاريخ؟ وما هو مستندهم؟ أيستندون إلى الكتب المقدّسة؟ هل قرأوا جيّدًا هذا المقطع الذي اقتبسناه من سفر الرؤيا؟ فليدلّونا على الموقع الذي يدعم ما يقولونه؟ ألم ينتبهوا إلى أنّ الرسول يـتكلّم على ملك الذين استشهدوا حبًّا بـيسوع؟ المسيح هو الملك. هذا أمر لا يحتجزه زمن. ودعوة الرسول، المبيّنة في مقطع سفر الرؤيا، إنّما هي دعوة إلى الإخلاص، ليقدر المخْلصون على أن يملكوا مع المسيح الملك. أمّا إذا كان قصدهم بأنّ زماننا الحاضر يعجّ بالملوك، فيكون خطأهم المريع اعترافهم بملك غير مسيح الله! وثالثها قولهم إنّ أورشليم "هي عاصمة ملكه" ولا "يكون على الأرض، بل فوقها"، فيفترض سؤالين. الأوّل هو عن أيّ أورشليم يتكلّمون: الأرضيّة أو السماويّة؟ وما معنى قولهم "بل فوقها". في الحقيقة، لا شيء يضحك كما يضحك هذا الكلام. هم يعرفون أنّ "السماء والأرض تزولان"، ويتكلّمون، بطريقة مبهمة، على "عاصمة ملكه"! وهم، بهذا، يخالفون وضوح الكتاب الذي كشف أنّ مُلك المسيح إنّما يكون فيه (أفسس 2: 6). أي، وبكلام آخر، المسيح هو ذاته الملك والمملكة. ورابعها عن ترتيب الأحداث التي سترافق انتهاء الملك. لن نكرّر ذكر هذه الأحداث. يكفي أن نبيّن أنّ المعمدانيّين لم يحسنوا فهم رمزيّة سفر رؤيا يوحنّا. في الواقع، لا تسمح الكتب المقدّسة بترتيب أحداث دث تسبق، أو ترافق، مجيء الربّ الأخير. فيوم الربّ سيأتي كلصّ. هذا ما يذكره الكتاب بوضوح. وشأن المؤمن أن يستعدّ لهذا المجيء دائمًا (متّى 24: 43 و44)، وكفى.

لقد افتتح الربّ يسوع، بإتـمامه تـدبير الله، يـومه الأخير. إنـّنا، منذ الآن، مدعوّون إلى أن نـحيا وفق هذه الحقيقة المخلّصة. كلّ انـتظار لا يـحمل هذا المعنى هو تشويـه لما فعله الربّ من أجل خلاصنـا. الحكم الألفيّ هو حكم الله القائـم في زمانـنا، لنكون أمينين لملكنا الذي يـستحقّ، وحده، أن يـحكم عـلينا الآن وإلى منـتهى الدهر.

الأخبار

حركة الشبيبة الارثوذكسيّة

بمناسبة الذكرى التأسيسيّة الخامسة والستين لحركة الشبيبة الارثوذكسيّة، اجتمع الإخوة الحركيون في مركز البترون للاحتفال بالعيد في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس- المنصف- بحضور عدد من أهل الرعية.

بعد صلاة الغروب ألقى كاهن الرعية الاب امـيليـانـوس (ابو مراد) كلمة تـرحـيـبيـّة بـالحاضريـن، تلاه الارشمندريت جورج (صافيتي) منسق اللقاء. ثم ألقى سيادة راعي الابرشية محاضرة مشتركة مع الصحافي جورج ناصيف، فتحدث سيادته عن “الكنيسة والسياسة”، ومما قاله: الكنيسة جسد المسيح، وهذا يعني ان الكنيسة تتكوّن من المسيح الجالس في السموات الذي نزل من عنده الى هذه الدنيا، اذًا منشأها من فوق، ولا بد ان تتجلّى بين الناس. اما الدولة فمنشأها من الدنيا، وعلى الدولة ان تسلك بموجب الاخلاق، اذ لا قانون بلا اخلاق، ولا أخلاق بلا قانون. المسيحي يتحرك في الكنيسة كما يتحرك الى خارجها على حد قول الذهبي الفم: بعد ان تكون قدّمت قربانك على المذبح في الكنيسة، اذهب الى مذبح آخر، هو مذبح الفقراء. الكنيسة ليست حكومة وهميّة فهي ليست حكومة معارضة او ولاء بل هي في المسيح ومنه تتكلّم. الكنيسة تطلّ بمبادئها وبمكوناتها الروحية على الوطن وتتكلّم في شأنه، لأن الرب جعلنا في الارض وهو القائل: انتم في العالم، ولكنكم لستم من هذا العالم. الارثوذكس ليسوا طائفة بالمعنى اللبناني، فكل مجموعة دينية تُعتبر جزءًا من الوطن اي جزءًا من هذه الأرض. الارثوذكسيون يعتبرون أنفسهم جزءًا من السماء وليسوا جزءًا من الأرض.

بعده تحدّث جورج ناصيف عن “الالتزام الكنسي والالتزام الحزبي”، وبعد أسئلة الحاضرين اجتمع المحتفلون حول مائدة محبة أعدها ابناء رعية المنصف.

النبعة

اجتمع المصلّون في رعية رفع الصليب المكرّم (النبعة) حول سيادة المطران جاورجيوس راعي الابرشية، في صلاة المديح الثالث. وخلال الصلاة ألقى سيادته عظة جاء فيها: في هذه الفترة المباركة، لا نمتنع عن الأكل فقط وإنما ايضا نراقب رغبات الجسد، نضبط أنفسنا، نتروّض روحيا، اذ هو نوع من تمرين النفس والقلب حتى يكونا مستعدين لرؤية يسوع المصلوب والقائم من بين الاموات. اذ لا يكفي ان تعرف بعقلك ان يسوع مات وقام بل بقلبك أيضا. معنى ذلك ان نكثّف المشاركة في الصلوات المنظّمة في الكنائس حتى نصير من جنس المسيح كما صار هو من جنسنا لمّا اتّخذ جسدًا من مريم وصار إنسانًا. وتابع سيادته، ان المسيحي مدعوّ للارتفاع الى مـرتـبة الإله وأن يـندفع في المـحبة نـحو الله والإخـوة.

بكلام بسيط نحن نسير هذه الفترة الطويلة وصولا الى الجلجلة وهو القائل: “من أراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، ان يتبعني حيث انا سأصير، اي الى الجلجلة حتى يرفع الانسانية معه. وأذكّر بكلمة من بولس الرسول لمّا قال: “إني عزمت ألّا أعرف بينكم الا المسيح وإيّاه مصلوبًا”، اي قائمًا من الموت. لِم َيفتّش كل منا عن المسيح ويُدخل هذه القناعة في عقله وقلبه؟ لأنّ هذا ينتج عن الفضيلة (تطهير الاجساد وارتفاعها الى الرب)، لا يحدث هذا الا بالاقتناع بموت وقيامة الرب. الشهوة البشريّة تدفعنا الى كل الخطايا، و لا سبيل لمحاربة الخطايا الا حين تكون عيناك مركّزتين على عيني المسيح تستمد منهما القوة، وهذا ما يجعلك قادرا على محاربة الخطيئة.

بولس الرسول اعتبر الموت عدوًا، اما المسيح فدخل بالموت وخرج منه لكي يحرّرنا منه ويجعلنا أشدّاء. نحن اذن بشر قياميون هدفنا ان ننظر الى القائم من الأموات وان نصير من جنس المسيح مستمدين منه القوّة وحاصلين على الفرح بمعرفتنا إياه وواضعين أيدينا بيديه لنسير معه الى القيامة في الصلاة، في قراءة الكلمة الإلهية، في محبة الإخوة. حينئذ نرى يوم الفصح الممتع وفرح القيامة، حتى نبصر كل يوم من أيام حياتنا ان المسيح غلب الموت بقيامته.

اريثريا

اعلنت جمعية “الابواب المفتوحة” التي تدافع عن المسيحيين في العالم ان حكومة ارثيريا فرضت على الكنيسة الارثوذكسية هناك ان تدفع للحكومة كل الاموال التي تجمعها من المؤمنين. وان الحكومة تدفع رواتب الكهنة بعد ان حددت عددهم ومنعت الكنيسة من تجاوز عدد الكهنة المحدد. قالت الجمعية ان هذا تجاوز جديد للحرية الدينية في البلاد، كما صرّحت ان هناك اكثر من ألفي شخص في السجون بسبب معتقدهم الديني.

انبثقت الكنيسة الارثوذكسية الاريثرية من الكنيسة الاثيوبية التي أسسها مرسَلون من مصر ومن سوريا في القرنين الرابع والخامس. وهي احدى الكنائس الشرقية غير الخلقيدونية. نالت استقلالها سنة 1998 بعد الحرب الطويلة بين اثيوبيا واريثريا، وتضمّ ست ابرشيات و1500 رعية و22 ديرًا. يقدّر عدد الارثوذكسيين بـ 40% من السكان وهم 3 ملايين ونصف.

 
Banner