Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 30: نحن عاملون مع الله
العدد 30: نحن عاملون مع الله Print Email
Sunday, 29 July 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 29 تموز 2007 العدد 30   

الأحد التاسع بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

نحن عاملون مع الله

هكذا تبدأ رسالة اليوم. وهذا هو أساس التعليم الأرثوذكسي عن الخلاص. فالله هو المخلّص ولكنه لا يعمل ما لم تشاركه إرادتَه اي ما لم تُرِدْ ما يريد. وانت تريد. نحن لا نعلم كيف تلتقي الإرادتان. ولكنا نعلم ان ما ما يعطيه الرب نعمة من لدنه. واذا أنت قبلت النعمة تكون مطيعا لمشيئته التي هي تقديسك.

ثم يأتي بولس بصورة عن هذا اللقاء بين الله والإنسان اذ يقول: “انتم حَرْثُ الله” اي زرعه، وهذا موافق لمَثَل الزارع الذي أتى على لسان المخلّص. والصورة الثانية “انكم ابناء الله”. وهذا فيه كلام كثير عند بولس الذي يقول اننا هيكل الله. ومن الواضح ان المسيح هو حجر الزاوية في البناء اي انه هو الذي يمسك بالبناء ويجعله لا ينهار. وفي وصف آخر يقول الرسول بعد ذلك انه هو البنّاء الحكيم اي انا كشفت لكم ان يسوع هو الحجر الأساس ولا يضع أحد أساسا آخر.

بعد هذا يعطي أكثر من تشبيه، فهذا المؤمن يكون ذهبا او فضة او حجارة ثمينة او خشبا او حشيشا او تـبنا، وذلـك حسب الأعــمال الـتي يـقوم بـها كل واحـد، وعندما يجيء يوم الرب في القيامة ستظهر قيمة كل واحد منا حسب أعماله لأنـه “يـعلن بالنار” ويـريد بذلك الفحص الإلهي، فكما تـبيـّن النار ما في كل سكيبة معدنيّة وتـفرّق الذهب عـن المعـادن الأخـرى سيبيّن الله أعمالك بالدينونة.

فاذا بنى ايّ منا على الأساس اي على المسيـح الأساس فهـذا يـنال أجرة، وأما مَـن كان عـمله تـبنا او حشيشا فسيـخسر و “سيخـلص ولكـن كمن يـمرّ في النار” اي انـه لا يَخلُص لأن احدا لا يـخلص اذا مرّ بـنار الدينونة. هذه صور استعملها الرسول ليـقول ان هناك من بـنى نفسه على المسيح وهـناك مَن لم يـبنها. لا مجال هنا اذًا لقول من قال ان الجميع في الأخير سيخـلصون. فالإنجيل يـتكلمّ عـلى “النار الأبـديّة” ولا يـقول انها مؤقتة.

اخيرا يلخّص بـولس تـعليمه عـن الخلاص هنا بـقوله: “أمَا تـعلمون انكم هيكل الله وان روح الله ساكن فيـكم” وفي التـعليم الأرثـوذكسي انـه ساكـن فـيـكم وانـتم احياء، وساكن فيكم وانـتم اموات. ايـمانـنا واضح ان الروح القـدس ساكن في النـفس بعد فراقـها الجسد، وساكن في الأجساد التي في القبور، وان هذا الروح القـدس هو الـذي سيُحْيـي العظام. فبـعد المـوت تـبقى وحـدة بـين الجسد والروح، والوحدة المـوحّدة ايـاهما هي الروح القـدس. الجسد الراقد في القبـر ليس جسدًا جامـدا الا حسب الظاهر لأنه حامـل الروح القـدس. فجسد الرب ودمه اللذان نـتـناولهما لا يـفنيان اذا الجسد فَـني. في الأجساد المائتة قوة كامنة تُحرّك الأجساد في اليوم الأخير. ليس هناك انفكاك كامل بين جسد الميت وروحه.

ويستنتج بولس من كوننا هيكل الله امرا سلوكيا لنا اذ يـقول: “مَن يُـفسد هيكل الله (بالخطايا) يـفسده الله” لا يـشير الرسول الى خـطيئة مـعينة، ولكن كل خطيـئة تـفسد الهيكل الإلهي الـذي هو نـحن. ويـختم بولس هذا المقطع بـقوله: “لأن هيكل الله مقدّس وهو أنـتـم”. وهو لا يـقـصد ان هيكـل الله هـو جسدنا ولـكـنا -روحا وبـدنا- هيكل الله. ومن أفسده بـأي خطيئة لا يكون قد بـنى كيـانه على المسيح. فاذا أَفسدتَ كيـانك تـكـون قـد تـعدّيـت على حجـر الزاويـة الـذي هو المـسيـح.

انـت عـليـك ان تـقـضي على كل فساد فـيـك لتـبـدو لـله طـاهرا، ليتعـرّف عليك المسيح أنـك من لحمه ومن عظامه فتـدخل لكـونك من خاصة الملكوت.

جاورجويس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 1 كورنثوس 9:3-17

يا إخوة، إنّا نحن عاملون مع الله وانتم حَرْثُ الله وبناء الله. انا بحسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاء حكيم وضعتُ الأساس وآخر يبني عليه. فلينظرْ كل واحد كيف يبني عليه، اذ لا يستطيع أحد أن يضع اساسا غير الموضوع وهو يسوع المسيح. فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبا او فضة او حجارة ثمينة او خشبا او حشيشا او تبنا، فإنّ عمل كل واحد سيكون بيّنا لأن يوم الرب سيُظهره لأنه يُعلَن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. فمَن بقي عمله الذي بناه على الأساس فسينال أجرة. ومن احترق عمله فسيخسر وسيَخْلُص هو ولكن كمن يمرّ في النار. أما تعلمون انكم هيكل الله وان روح الله ساكن فيكم؟ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله لأن هيكل الله مقدَّس وهو أنتم.

الإنجيل :متى 22:14-34

في ذلك الزمان اضطر يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع. ولما صرف الجموع صعد وحده الى الجبل ليصلّي. ولما كان المساء كان هناك وحده. وكانت السفينة في وسط البحر تكدّها الامواج لأن الريح كانت مضادة لها. وعند الهجعة الرابعة من الليل، مضى اليهم ماشيا على البحر. فلما رآه التلاميذ ماشيا على البحر، اضطربـوا وقالـوا انـه خيـال ومن الخـوف صرخوا. فلـلوقت كلّمهـم يسوع قائلا: ثقوا انا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس قائلا: يا رب إن كنت انت هو فمرني ان آتي اليك علـى المياه. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه آتيا الى يسوع. فلما رأى شدة الريح خاف، وإذ بدأ يغرق صاح قائلا: يا رب نجّني. وللوقت مدّ يسوع يده وأمسك به وقال له: يـا قـليل الايـمان لمـاذا شكـكتَ؟ ولمـا دخـلا السفـيـنـة سكنـتِ الريـح. فجاء الذيـن كانـوا في السفينة وسجدوا له قائلين: بالحقيقة انت ابن الله. ولما عبروا جاءوا الى أرض جنيسارت.

الله في جاهليّة العرب

من البديهيّ القول إنّ اسم "الله" كان معروفًا قبل الإسلام في ما عُرف بالحقبة "الجاهليّة". فالقرآن عندما بدأ باستعمال كلمة "الله" لم يأتِ باسم جديد للإله، غريب وغير مألوف لأسماع معاصريه من العرب. ولم يقتصر هذا الأمر على اليهود العرب والمسيحيّين العرب الذين كانوا يستعملون هذا الاسم للدلالة على إلههم، بل تعدّاه إلى الوثنيّين أو المشركين ممّن كانوا يؤمنون بتعدّد الآلهة، وكان "الله" عند هؤلاء الأخيرين يتمتّع بمركز مميّز في مجمع آلهتهم، بحيث كانوا يدعونه، ولا سيّما في أوقات الشدّة. وثمّة آيات كثيرة في القرآن تخبرنا أنّ العرب المشركين كانوا إذا وجدوا أنفسهم في مواجهة الموت ولا أمل لهم في الخلاص دعوا الله لنجدتهم جاعلين دينهم خالصًا له، كما في الآية الآتية: "فإذا ركبوا في الفُلك دعوا الله مخلصين له الدين، فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون" (سورة العنكبوت، 65).

كان اسم "الله" راسخ الوجود في المعتقدات الدينيّة العربيّة قبل ظهور الإسلام، وكان له عند الوثنيّين مضامين متعدّدة أهمّها: 1- الله هو خالق العالم؛ 2- أنّه واهب المطر، أي أنّه عمومًا واهب الحياة لكلّ الأحياء على الأرض؛ 3- أنّه الملاذ الحقيقيّ في أوقات الخطر والأزمات، ولا سيّما تلك المتعلّقة بالسفر بحرًا، وهذا يمكن تسميته بـ"التوحيد الظرفيّ أو المؤقّت السريع الزوال" الذي ينتهي بانتفاء مسبّباته؛ 4- أنّه ربّ الكعبة، التي كانت معبدًا يحتوي على أوثان عديدة بالإضافة إلى صورة أو تمثال، باختلاف الروايات، لـ"عيسى بن مريم وأمّه".

عرف الجاهليّون الله بصفته "ربّ البيت" و"ربّ الكعبة" و"ربّ مكّة". ولنا في الأدب الجاهليّ شواهد وافرة تبيّن أنّ اسم "الله" كربّ للحرم المكّيّ كان واسع الانتشار بين العرب، حتّى خارج مدينة مكّة. فعلى سبيل المثال، ثمّة بيت للشاعر المسيحيّ المشهور عَدِيّ بن زيد، من واحدة من قصائده ألّفها بعد أن سجنه النعمان الثالث ملك الحيرة يعاتبه فيها، والبيت يقول:

سعى الأعداءُ لا يألون شرًّا

عليَّ وربِّ مكّةَ والصليبِ

يشتكي الشاعر هنا قائلاً إنّ الأعداء بذلوا جهدهم ضدّه ولم يكفّوا عن فعل أيّ شيء يمكن أن يلحق به الأذى، وأقسم بربّ مكّة (الله) وبالصليب. وقد اجتهد بعض فقهاء اللغة فقالوا إنّ المقصود بـ"الصليب" في هذا البيت إنّما هو "المصلوب" نفسه، ذلك أنّ التعبير يصبح أكثر حيويّة حين يضع كائنين-إلهين جنبًا إلى جنب، ولتماهي الصليب مع المصلوب.

أهمّيّة هذا البيت تكمن في أنّ قائله، الشاعر العربيّ المسيحيّ عَدِيّ بن زيد، الذي نشأ وتثقّف في المجتمع الفارسيّ الراقي، على عهد كسرى أنو شروان، واحتلّ منصبًا رسميًّا رفيعًا، وذهب إلى القسطنطينيّة حيث زاد تعمّقه في معرفة المسيحيّة، وكان يعدّ من أعظم شعراء بني تميم. وما جمعُه بين ربّ مكّة والصليب سوى دليل على مدى انتشار صفة "ربّ الكعبة" حتّى بلغت الحيرة (العراق)، وتأثيرها في الثقافة الدينيّة السائدة.

وثمّة فئة أخرى من الشعراء غير المسيحيّين وغير اليهود استعملوا في شعرهم كلمة "الله". ومناسبة ذلك أنّ الشاعر يسعى إلى استرضاء ملك مسيحيّ يرعاه، فيؤلّف قصيدة في مدحه. وفي حالة كهذه، يستعمل الشاعر كلمة "الله" بوعي أو من دون وعي، بالمعنى المسيحيّ ومن وجهة النظر المسيحيّة، على الرغم من حقيقة كونه وثنيًّا. فالشاعر الجاهليّ النابغة الذبيانيّ يخاطب النعمان بن المنذر ملك الحيرة المسيحيّ، ويتغنّى بمدحه، مستعملاً كلمة "الله" بالشكل الآتي:

وربَّ عليه اللهُ أحسنَ صنعِه

وكان له على البَرِيَّة ناصرُ

يقصد الشاعر في هذا البيت أنّ الملك مدينٌ بنجاحه الرائع وثروته وسطوته لنعمة "الله" العظيمة. والشاعر نفسه، بعد أن فقد رعاية النعمان له، ذهب إلى الغساسنة، فرحّب به الملك عمرو بن الحارث بحرارة وأكرمه، فبدا بتأليف المدائح لهذا السيّد الجديد وعائلته، ومجموع المدائح يُعرف الآن بـ"الغسّانيّات". ونجد في واحـدة من أشـهر قـصائـده الغـسّانيـّة البـيـتيـن الآتـيـيـن:

لهم شيمةٌ لم يعطِها الله غيرَهم

من الجود، والأحلامُ غير عوازبِ

مجـلّتـُهم ذاتُ الإلـه وديـنـُهـم

قويمٌ، فما يرجون غيرَ العواقبِ

يقول الشاعر في مدح الغساسنة المسيحيّين إنّهم ذوو طبيعة لم يمنحها الله لأيّ إنسان آخر، هي الكرم المقرون بالعقل الذي لا يغيب عنهم أبدًا، وإنّ كتابهم المقدّس (مجلّتهم) من عند الله، وإيمانهم راسخ وقويم (أرثوذكسيّ)، ورجاؤهم يتركّز كلّيّةً على العالم الآتي، أو إذا قرأنا "خير" بدلاً من "غير" في عجز البيت الثاني لكان المقصود أنّ المسيحيّين يأملون خير ما في العالم الآخر.

شئنا عبر هذه العجالة، مع ضيق المساحة وقلّة الاستشهادات وانعدام الإحالات، القول أنّه في الوقت الذي نشأ فيه الإسلام، لم يكن العرب المشركون بعيدين عن تكوين فكرة، أو بداية إيمان بالله بوصفه الإله الأسمى المتعالي فوق مستوى المعبودات المحلّيّة. لم تكن "الجاهليّة"، من حيث إنّها تعني الجهل بالله، جاهليّةً البتّة، فالله كان معروفًا في تلك البيئة. ولكنّ للتاريخ اللاحق كلمة أخرى...

الأخبار

اجتماع الكهنة الشهري

صبيحة السبت 7 تموز اجتمع حول سيادة المطران جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان). كهنة الأبرشية للمشاركة في اجتماع الكهنة. بداية القداس الإلهي في كنيسة رئيس الملائكة مخائيل - (بتغرين) عاونه في الخدمة عدد من الآباء والشمامسة.

خلال القداس ألقى سيادته العظة التالية: هذا المقطع مأخوذ من الإنجيل الذي قُرئ (متى 37:10-1:11)، يوضح أننا لسنا ديانةً مثل كل الديانات. كل الديانات بلا استثناء تقوم على كتاب معيّن، على قراءات، على فصول من الحكمة والنسك وما إلى ذلك. لذلك نحن لا نُشبّه بأي دين آخر بمعنى أننا عشاق ليسوع المسيح فقط.

كان من الممكن أن لا يُكتب الإنجيل، فإذا كان المؤمنون يعشقون يسوع ويؤمنون بصلبه وقيامته فهذا يكفي. ولكن أراد التلاميذ أن لا تضيع هذه الأقوال وأن يتعرف المؤمنون بعمقٍ كبير على المخلّص. السيد يعرف أن الإنسان يوزع محباته لكل إتجاه، يحب إمرأته ويحب ابنه ويحب أباه ... إلخ . فقد لاحظ أنه يقدر أن يكون انتظام بين حبنا لأي مخلوق وحبنا ليسوع، ويقدر أن يكون اصطدام أيضًا.

إذا كان الإنسان خلوقًا طيبًا صالحًا، ليس من اصطدام بين محبته لامرأته او أولاده ومحبته ليسوع. ولكن يمكن أن يستعبدك أي حب، الا أنك أنت عبد لله فقط بمعنى انك حبيب الله، وهذا فسّره يسوع. لذلك أنت تعطي نفسك له كليًا بنشاط. هناك دائمًا مصالح بالمحبات البشرية، ليس بالضرورة مصالح مادية بل مصالح شعورية، أي انا أعطيك حتى تعطيني، حتى ترد لي العاطفة. هنا يطلب يسوع أن نحبه بلا شرط وإلى النهاية، حتى الموت، ولذلك كان الشهداء. الشهداء ظاهرة غريبة. ليس من دين من الديانات التي تعرفونها والتي لا تعرفونها الموجودة في هذه البلاد، ليس من دين يشترط الاستشهاد. فهو يقول: تقدر ان تكفر عندما يكون عليك خطر، بما في ذلك اليهودية وغيرها. نحن وحدنا نقول: إن الذي على لسانك يجب أن يكون في قلبك، والذي في قلبك يجب أن يكون في سلوكك، وأنه عليك أن تقول دائمًا أمام الوثنيين أنك أنت تحب يسوع الى اللانهاية. وقلتها أم لم تقلها، في أي وقت من الأوقات، ُيهدر دمك. فلكونك تنتمي إلى هذا الشخص باعتباره مخلّصًا وربًا وإلهًا، فأنت معرّض للخطر، وهذا كان في كل بلدان العالم في القرن العشرين: لينين وستالين مثلًآ قتلا بالرصاص ما يقارب أربعين مليون مؤمن بيسوع، فقط لهذا السبب. من هنا تفهمون أنه اشترط أن ُيحَب حبًا كاملاً، أن تحبه أكثر مما تحب حياتك. ولذلك استتبع قوله بهذا القول: من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني. ماذا يعني أن تحمل صليبك وتتبعه؟ هل تعلّق صليبك بالعنق؟ هذا يفعله قومٌ للزينة فقط. فإذا لم تأخذ صليب حياتك، شقائك، أتعابك، التعذيب الذي يعذبك الناس، ومكافحتك للخطيئة: أنت لست بشيء.

إلى أن قال: مَن وجد نفسه يُهلكها، ومَن أَهـلـكَ نـفسه مـن أجـْلي يـجـدها. مـاذا يـعني هـذا؟ فالذي يبحث عن سعادة في هذه الحياة بكل أنواع البسط، بالأكل الطيب الفاخر، وبالقصور والفيلات والسيارات والطيارات...أنت تفتش عن سرورك الشخصي. فإذا كانت غايتك أن تفتش عن سرورك الشخصي في مادية الحياة، فأنت هالك. أنت ناسك، وأريد ان أقول للجميع إن النسك ليس في الأديرة فقط، هذا النسك في حياتنا الشخصية البيتية هنا حيث نحن متزوجون. النسك بمعنى أن يضبط الواحد نفسه حبًا بيسوع ويعطيه نفسه كليًّا بالحب.

كل واحد عنده مسرّات، هذا بالأكل، وهذا بالحلويات، وهذا بالسيارات، وهذا بالنفوذ، وهذا بالبهرجة، وهذا بالجمال، وهذا بالكلام، هذا بالفصاحة. كل هذه الأشياء التي ذكرتها الآن لا يعطيها يسوع أية أهمية إطلاقًا ولذلك قال: مَن وجد نفسه يهلكها، أي يرسلها إلى الجحيم.

ماذا نستنتج من هذا الكلام؟ نستنتج من هذا الكلام شيئًا صعبًا جدًا، أننا نحن المسيحيين عندنا معشوق واحد وهو يسوع المسيح. ففي الأخير ليست امرأتك حبيبتك. يسوع حبيبك. هو وحده الذي تعطيه كل حياتك. يسألني كثير من الناس: ما مستقبل المسيحيين في هذا الشرق؟ إذا كان عندكم مئة مليون مسيحي كلهم أغبياء أو معظمهم أغبياء، ليس من فهم عندهم، وليس عندهم روح، ماذا ينفع هذا؟ إذا كان يوجد مئة فقط في كل الشرق العربي معشوقهم الوحيد هو يسوع المسيح، ليس من مشكلة. هذا سؤال لا يخطر على بال أحد لأنهم يصيرون عندئذٍ هم المسيح أمام الناس، وُيعشق المسيح عندئذٍ بسببهم .

ما معنى أن نقيم القداس في كل مرة؟ ما معنى أن نتناول جسد الرب؟ أنت حين تتحد معه فأنت لم تعد مستقلاً عنه ولا هو مستقل عنك. لم تعودا اثنين: يسوع وأنت. صرتما واحدًا. ولأنّ عندنا ضعفًا وسقطات، شوقنا أن نصير واحدًا معه باستمرار، إرادتنا مطوّعة لإرادته، قلبنا مستوعب قلبه، وقلبه مستوعب قلوبنا، حتى نحيا ملوكًا على الأرض. آمين .

وخلال الاجتماع تحدّث الأب منصور (عازار) عن “مركز الإعداد للزواج” في المرحلة النهائية قبل انطلاقته وعرض المواضيع الأساسية التي ستطرح في الاجـتماعـات مع المـقبلين عـلى الزواج وأساب اختـيارها.

 
Banner