Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 09: أحد الدينونة
العدد 09: أحد الدينونة Print Email
Sunday, 27 February 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 27 شباط 2011 العدد 9    

أحد الدينونة (مرفع اللحم)

رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد الدينونة

قبل دخولنا الصيام يجب أن نمتحن قلوبنا فإن كانت ملوثة لا ينفعنا الصيام. ستكون دينونة علينا يتحدّث عنها إنجيل اليوم الذي يكشف فيه المسيح نفسه ديانا، وصورة الدينونة أن هناك تمييزا بين الذين عملوا الصالحات والذين عملوا السيئات، والصالحون يسمّيهم السيد مبارَكين، ولمّا عرف الرب بسابق معرفته أنهم سيعملون الصالحات أَعدّ لهم المُلك قبل إنشاء العالم أي انهم سيملكون مع المسيح. إنهم عرفوه في حياتهم هنا. كيف وهم لم يروه؟ والأشرار جهلوه في حياتهم هنا. كيف وهم لم يروه؟


يقول الرب يسوع للصالحين “جعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني”، ثم يذكر احوالا أُخرى يقول انه كان فيها مع أنه لم يمرّ شخصيا في كل هذه الأحوال، فيردّون عليه “متى كنت جائعا أو عريانا أو محبوسا فلم نسعفك؟”. يردّ عليهم بقوله: “بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه...”. المعنى أنه كان جائعا في الجائع وغريبا في الغريب ومريضا في المريض أي انه وحّد نفسه بكل محتاج. “الله لم يره أحد قط”، أنت تراه في الجائع والمحبوس والمريض.

اذا لم تحبّ أخًا محتاجا لا تكون قد أَحببت المسيح، واذا أحببته تكون قد أحببت المسيح بحب. في المبدأ اذا أَعطيتَ الجائع والمريض بزيارته والسجين بزيارته أيضا تكون قد أَعطيت المسيح.

مقابل الاهتمام بالآخر خطيئة الغفلة وهي التغاضي عن الآخر والبخل بالعاطفة. ليس البخل فقط ألاّ تعطي المحتاج مالا، ولكن ألاّ تعطيه محبة، أن تترك المريض في عزلته والمحبوس في عزلته. أنت تعرف أن المعزول أو المتروك ينتعش بقبول الآخرين، يحسّ بنفسه موجودا. المرض ليس فقط الوجع إو الحمّى، ولكنه الإحساس بفرقة الآخرين.

المسيح يسمّي كل هؤلاء المتروكين إخوته الصغار أي الذين يستصغرهم الناس. اذا أَغفلنا الشفقة والتقرّب من الضعفاء ورفْعهم بتواضعنا أمامهم الى أعلى منزلة، نكون قد أَغفلنا الرب نفسه وانعزلنا عنه. لذلك نذهب الى عذاب أبديّ.

ليس معنى هذا فقط أن جهنّم تنتظرنا من بعد القيامة، ولكنا نُرمى في عذاب الضمير في هذا العالم. نكون متروكين من المسيح. أما إذا اقتربنا من المحتاجين نشعر بأن الرب يسوع قد اقترب إلينا.

السماء مشاركة ليس فقط مع اللـه ولكنـهـا مشاركة مع الذين أحببنـاهـم هنـا ورفـعنـاهم بالمحبة الـى ربهم. السمـاء هي شركـة القديسين. في الملكـوت يفنى كل حـزن ونسكـُن في الفـرح ويُسـاكـن أحدُنـا الآخـر ويرى وجهه طافحًا في الفرح. أما في جهنم فيقول آباؤنا ان أحدا لا يرى وجه أحد بل يكون كل واحد مكبّلا الى ظهر الآخر.

هذه صورة تقول ان ليس في جهنّم مشاركة، وليس أحد أَخًا لأحد. في مشاعر الإخاء نلج باب الصيام وفيه انقطاع في سبيل الفقراء وتعزيز لهم حتى يحلّ الفصح علينا جميعا بالفرح وقوة المشاركة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: 1 كورنثوس 8:8-2:9

يا إخوة ان الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متّكئا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه وهو ضعيف على أكل ذبائح الأوثان، فيهلكُ بسبب علْمك الأخُ الضعيف الذي مات المسيحُ لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيـفة إنما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحما إلى الأبد لئلا أُشكّك أخي. ألستُ انا رسولا؟ ألستُ انا حرا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا؟ ألستم أنتم عملي في الرب؟ وإن لم أكن رسولا إلى آخرين فإنـي رسول إليكم، لأن خاتـم رسالتـي هو أنـتم في الرب.

الإنجيل: متى 31:25-46

قال الرب: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميع الملائكـة القديسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع اليـه كل الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا المُلْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأني جُعـتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتمـوني وكنتُ غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعُدتموني ومحبوسا فأَتيتم إليّ. حينئذ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا اليك؟ فيُجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغـار فبي فعلتمـوه. حينئـذ يقول أيضا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدّة لإبليس وملائكتـه، لأني جعتُ فلم تـُطعموني وعـطشـتُ فلم تـسقوني وكنتُ غريبا فلم تؤووني وعريانا فلم تكسوني ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم ايضا قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانَ او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلا: الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعـلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهـب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون الى الحياة الابـديّة.

أَوصاهم ألاّ يَعَلم أَحد

يثير بعض الإخوة أنّ الربّ قد منع أشخاصًا من أن يعلنوا، على الملأ، عجائب اجترحها لهم. وهذه إثارة تدعونا إلى أن نتأمّل، ولو بسرعة، في ما يستدعيها، ونحاول أن نكشف تعليله المناسب.

سنكتفي، في هذه السطور، بما يخبرنا به إنجيل مرقس. ويجب أن نعرف، بدءًا، أنّ هذا الإنجيل، المرتّب ثانيًا في العهد الجديد، وجّهه واضعُه إلى مسيحيّين من أصل وثنيّ. فمرقس، الذي كان يدرك أنّ بيئة هؤلاء تُعلّق أهمّيّةً قصوى على صنع العجائب، بيّن أنّ يسوع قدير في عمل الشفاء وإقامة الموتى. وفي سياق خدمة البشارة، هذا يعني أنّه بيّن لقرّائه أنّه الإله الحقيقيّ. فمن جمال الكتب المقدّسة أنّ واضعيها سعوا إلى أن ينشروا فكر الربّ بما يناسب نجاة قرّائهم، ليقبلوه "هم" زادًا لقلوبهم ومتّكأً لحياة جديدة. ويجب أن نعرف، تاليًا، أنّ العجائب، في العهد الجديد، ليست أعمالاً خارقةً تخلو من رسالة، بل كلّها تعليم. وهذا ما جعل يوحنّا الإنجيليّ، ببلاغته المعهودة، يسمّي العجيبة آيةً، كما لو أنّها قول إلهيّ.

يذكر مرقس، أربع مرّات، أنّ الربّ أورد هذا المنع، وذلك: بعد أن شفى أبرص (1: 44)، وبعد أن أَحيا ابنة يائيرس (5: 43)، وفتح أذني أَصمّ (7: 36)، وعيني أعمى (8: 26). وإلى هذا، يخبر الإنجيل عينه أنّ الربّ قد نهى شياطين عن إذاعة خبره (1: 25، 34، 3: 12)، وأنّه، تاليًا، منع تلاميذه، في قيصريّة فيلبّس، من أن يكشفوا أنّه المسيح (8: 30). وخلافًا لهذه الموانع، نقرأ أنّ يسوع طلب من مجنون، طرد منه شيطانًا في كورة الجرجسيّين، أن "يذهب إلى ذويه، ويخبر بكلّ ما صنع الربّ إليه" (5: 19). وهذا كلّه يفترض ذكر أمرين. أوّلهما أنّ الربّ تميّز عن الوثنيّين الذين كان همّهم، في كلّ ما يفعلونه، أن يُمجّدوا أنفسهم (أي أن يُقيموا دعايةً لهم). وثانيهما أنّ الموانع، التي أرساها يسوع، أساسها أنّه أبى أن يستبِقَ اليوم الذي سيُعلَن فيه أنّه مسيح الربّ، أي يوم موته وقيامته. فالعجائب، التي عملها ومنع إعلانها، تدلّ كلّها على أنّه المسيح المنتظر (قابل مع: متّى 11: 4 و5). وأمّا الاستثناء الذي رأيناه في شفاء المجنون، فسببـه أنّ طـرد الشيـاطين، الذين هم خصـوم الحـقّ، لـم يكن، حينئذٍ، من علامات المسيحانيّة.

هذا يكشف أنّ ما فعله الربّ لم يفعله عفوًا. فإنّ كلّ ما قاله وعمله له معانيه المحيية. والإنجيليّ مرقس، لا سيّما في إظهاره الموانع التي ذكرها، أراد أن يُظهر أنّ كلّ ما يعنيه أن يأتي الناس إلى يسوع وفق ما خطّطه ربُّنا. لا يقود الكتابةَ الإنجيليّةَ تسرّعٌ يُحرّكه أنّ على الناس أن يؤمنوا كيفما كان. فالكتابة الإنجيليّة تربية لها أصولها. ومرقس، الذي وجّه إنجيله إلى أناس (قلنا إنّهم من أصل وثنيّ) لهم عاداتهم وتقاليدهم وما إليها، كان يريدهم "هم" أن يرتقوا، دائمًا، إلى الاعتراف، (في الوقت الملائم)، بأنّ مَنْ يشهد لهم بمآثره إنّما هو "يسوع المسيح ابن الله" (1: 1). وهذا ما انتبه المفسّرون جملةً إلى أنّه قد تمّ، وفق رواية مرقس عينها، يوم صلب يسوع. ففي ذلك اليوم الذي قال فيه ربّنا كلّ شيء، كان، هناك، قائد مئة (وثنيّ) في الجيش الرومانيّ، رأى، فيما كان واقفًا تجاه صليب الربّ، أنّه لفظ الروح، وقال فيه: "كان هذا الرجلُ ابنَ الله حقًّا!" (15: 39). لقد رفض يسوع أن يكشف هويّته الحقيقيّة أشخاصٌ عديدون (قَبْلَ الأوان)، لنصل إلى هذا الاعتراف المحيي. هل عبارة "لفظ الروح"، التي مررنا على ذكرها، إشارة إلى أنّ يسوع لا يمكن أن يُعرف أنّه الربّ إلاّ بالروح القدس؟ ما من شكّ في ذلك (قابل مع: 1كورنثوس 12: 3). فهذه العبارة لا تدلّ، كتابيًّا، على نهاية حياة يسوع البشريّة في الأرض، هذا ما يمكن أن يعنيه ظاهرها، بل على إرساله الروح القدس الذي من شأنه أن يوجّه أنظارنا نحو استعلان الله الآب في ابنه.

ما ذكرناه، يدفعنا إلى التأكيد أنّ كُتُب العهد الجديد دُوِّنت كلّها على ضوء حدث موت الربّ وقيامته. ليس العهد الجديد رواياتٍ حلوةً عن شخص كانت له شروطه فيما رؤي يُعلّم ويشفي. بلى، كلّ ما فعله الربّ لا مثيل لحلاوته. غير أنّ العهد الجديد، في جوهره، شهادة حيّة لإله كان يرسم موته، أي حبّه للعالم، في كلّ مكان دخله، وطريق سار فيه، وحرف نطقه، وخبر أورده، وعمل أجراه. هذه قاعدة قراءتنا الكتب المقدّسة (من أوّلها إلى آخرها)، وتاليًا إيمانِنا كلّه. فالكتب الجديدة لا يمكن أن تُفهم على سوى قاعدة الإيمان بأنّ يسوع هو ابن الله الذي جاء، ليرفع عنّا كلّ ثقل يُضنينا، ويحملنا إلى فصحه المجيد. وهذه القاعدة تسمح لنا بأن نُرجّح أنّ موانع الصمت، الذي سمعناها مرارًا، غير محصورة بِمَنْ وُجّهت إليهم أوّلاً، بل هي لنا أيضًا، ولكلّ قارئ يعنيه غنى قلبه. إنّها لكلّ قارئ، ليتعلّم أنّ الإنجيل يُقرأ على أساس أنّه رسالة مخصوصة به. وهذا، عمليًّا، يعني أنّ يسوع، فيما كان يُطلق موانعه، كان يخاطب قرّاءه، ويوصيهم بأن يَلزموا الصمت، ويُكملوا القراءة حتّى النهاية، ليفهموا كلّ شيء.

لقد أوصى يسوع أشخاصًا بأن يُخفوا عجائب فعلها لهم. ولكنّنا نحن قد فهمنا أنّ ما فعله كان كشفًا من كشوفاته المخلِّصة. فالربّ، في كلّ لحظة من لحظات وجوده في البشرة، كان يمشي إلى صليبه، أو كان يحمل صليبه، ويحملنا معه. لم يُرد لنا أن نؤخذ بعجائب من دون أن نؤخذ بأنّه يحبّنا أن نفهم كثيرًا جدًّا. وخير ما يجب أن يسكن قلوبنا أنّه، في كلّ ما فعله، كان يرمي على واقعنا أنوار فصحه. وبعد أن هلّ الفصحُ، لم يبقَ علينا من شرط يمنعنا من أن نعلن، بصوت واثق، أنّنا جميعًا قد "شُفينا بِجُرحه".

من تعليمنا الأرثوذكسي

التلميذ: في إنجيل اليوم، يصف يسوعُ الدينونةَ وكيف أنه سيجلس على عرش مجده ويُحاكم الناس ويجعل الصالحين معه في الملكوت ويُبعد الآخرين. هل هذا الوصف صحيح؟ هل ستصير الدينونة هكذا؟

المرشد: لا نعلم كيف ستصير الدينونة، ولكننا نعلم أن المعيار الذي سنُدان بموجبه هو المحبّة، محبّة الرب ومحبّة الآخرين. اما كيف نُعبّر عن هذه المحبّة فيُعطينا يسوع أمثلة على معاملة الناس بمحبة. ويمكننا نحن أن نجد أمثلة أُخرى من حياتنا اليومية. كما يمكن لغير المؤمنين أن يتصرفوا بمحبة ويعملوا اعمالا صالحة. لكن الجديد الذي أتى به يسوع هو أنه يسمّي الجائع والعطشان والمريض وكل فقير ومتألم “إخوته”، ويؤكد أننا نجد يسوع فيهم. من خلالهم، ومن خلال محبتنا لهم، نصل الى يسوع المسيح الرب.

التلميذ: يسوع وعدَنا في هذا الإنجيل: اذا عملنا كما يقول، يدعونا مباركين ويأخذنا الى ملكوت السموات. أليس كذلك؟

المرشد: المسألة ليست اوتوماتيكية بهذه البساطة: نعمل أعمالا صالحة فننال الحياة الأبدية مقابلها، او نُطعم الجائع ونسقي العطشان ونكسو العريان فيقول لنا الرب: تعالوا رثوا الملك المُعدّ لكم. عند الانسان دوافع عديدة لعمل الخير، فهو قد يعطي الفقير ليرى الناس انه مُحسن كريم، وينسى أن يسوع علّم في الموعظة على الجبل: “احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدّام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أَجر عند أبيكم الذي في السموات... واما أنت فمتى صنعتَ صدقةً فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتُك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى 6: 1-4). نعطي الفقير أحيانًا لنكون أحسن من غيرنا، نساعد الفقير ونطلب منه أشياء مقابل مساعدتنا، ندينه، نقول: ساعدناه ولم يستأهل المساعدة، وأمور اخرى كثيرة كلها تُبعدنا عن الرب.

التلميذ: نحن نعمل ما علينا، والله يرى.

المرشد: هذا موقف أحسن بقليل من المواقف السابقة لكنه لا يكفي. بالنهاية نحن نصنع دينونة لأنفسنا عندما نقرر، بإرادتنا، أن نتبع المسيح ونلتصق به ونتصرّف كما علّمنا، او بالعكس نرفضه ونتصرّف على هوانا. الأفضل أن نعمل ما علينا ونطلب رحمة الله، وهي مجانية لا ندفع ثمنها عمل الخير. “يا رب ارحم” هي العبارة التي نرردها كثيرا في الصلاة لأن أهم شيء نحتاجه هو رحمة الرب. أَقترح عليك مع رفاقك، في اجتماعكم المقبل، ان تضعوا لائحة بما يمكنكم ان تفعلوه خلال الصوم المقبل من أعمال محبة هذه السنة في المحلّة التي تعيشون فيها.

مكتبة رعيتي

الأب نيقولاوس (بلاناس) 1851-1932 كاهن عاش في اليونان حيث خدم رعية صغيرة في ضواحي أثينا. كان يقيم القداس يوميا وكل الصلوات ويفتقد المرضى وكل من احتاجه. كان بسيطا جدا، محبّا، متواضعا. انتشرت أخباره بين المؤمنين من شفاء ومساعدة وإرشاد لم يعرف احد كيف حصلت. رقد بالرب عن 81 عاما في الثاني من آذار 1932. ولما قررت البطريركية المسكونية إعلانه قديسا حددت 2 آذار عيدا سنويا له.

صـدر مـؤخـرا عن منشـورات ديـر القـديـس جاورجيوس (دير الحرف) كتاب عنوانه الأب نيقولاوس (بلاناس)، الراعي المتواضع للقطيع المتواضع، نقله الى العربية الأب إميليانوس (أبو مراد). وكان هذا الكتاب قد صدر بالإنكليزية سنة 1981 عن دير التجلّي في أميركا. يحتوي الكتاب على سيرة الأب القديس وأخباره وشهادات فيه. صفحات الكتاب 233. سعر النسخة 12 ألف ليرة لبنانية. يُطلب من دير الحرف ومن مكتبة الينبوع ومن دار المطرانية في برمانا.


الأخبار

روسيـا

عُقدت الجمعية العمومية لمطارنة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من 2 الى 4 شباط في قاعة المؤتمرات في كنيسة المخلّص في موسكو برئاسة البطريرك كيرلس، وهي السلطة العليا في الكنيسة الروسية، وتجتمع كل أربع سنوات. اشترك في الاجتماع 206 مطارنة من أصل 217 يمثلون أبرشيات روسيا وأوكرانيا وبيلوروسيا ومولدافيا وأذربيجان وجمهوريات البلطيق وآسيا الوسطى وأوربا الغربية والولايات المتحدة واليابان، بالإضافة الى مطارنة الكنيسة الروسية خارج الحدود التي كانت قد تأسست بعد هجرة الروس وانفصلت عن بطريركية موسكو في العشرينات من القرن الماضي ثم عادت سنة 2007.

وكانت الهيئة المجمعيّة قد اجتمعت قبل بضعة أيام في 28 و29 كانون الثاني لتُعدّ الوثائق التي ستبحثها الجمعية العمومية للمطارنة. وكانت الهيئة المجمعية قد تأسست سنة 2009 وهي جهاز استشاري يضم 144 عضوا: 54 مطرانًا و59 كاهنًا و7 رهبان و25 من العلمانيين وظيفتهم بحث المسائل المطروحة على الكنيسة في حياتها الداخلية وفي عملها البشاريّ في العالم.

على هامش اجتماع المطارنة، استقبلهم رئيس الجمهورية في الكرملين حيث قلّد البطريرك وسام الأمير الكبير ألكسندر نيفسكي، وهو أرفع وسام في روسيا. قال رئيس الجمهورية في كلمته: للمرة الأولى في أكثر من ألف عام لا تتدخل السلطة في شؤون الكنيسة الداخلية. إلا أنه اعترف بمساهمة الكنيسة في نموّ الدولة بتأكيدها للقيم الروحية والأخلاقية في المجتمع.

 
Banner