Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 17: الـقـيـامـة
العدد 17: الـقـيـامـة Print Email
Sunday, 24 April 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 24 نيسان 2011 العدد 17    

أحد الفصح المقدّس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الـقـيـامـة

القـيـامـة حدثٌ ومعنى. أما الحدث فهو انـبـعـاث المـسيـح مـن المـوت بـذات سـلطـانـه، وجـرى يـوم احد سحـرا او صبحا. وهو انبعاث الجسد نفسـه الذي صُلب روحانيا وممـجدا، والـمـهـم التـأكيـد أننـا لسنـا أمام هيئـة جـديـدة لـيـسـوع النـاصـري وإلا لـما كان خـلاص. نـحـن أمـام استـمـراريـة هـذا الجـسـد وهـذا العـقـل البشري والنـفس البشرية ذاتها. ولكـنـه جـسـد سطع منـه النـور الـذي كـان مـخـفـيّا فـيـه. لـذلـك نـقـول إنه جـسـد مـمـجّـد.

هـذا كـان الحـدث. وأمـا مـعنـاه وأثـره فـهـو غلبة المسيـح للـموت فإنـه “وطئ المـوت بالمـوت” كـمـا تـقـول طـروبـاريـة العيـد، وقـد اوضح هـذا بـولـس الـرسـول في منـاسبـة كـلامـه عـلـى المـعمـوديـة اذ قـال: “أَم تجهلون أننا كل من اعتمد ليـسـوع الـمسـيـح اعتـمدنـا لمـوته (أي لنصيـر الى موته) فدُفنّا معـه بالمعـمـوديـة للمـوت (اي لإمـاتـة الخـطيـئـة) حتـى كمـا أُقـيـم الـمـسيـح مـن الأمـوات بـمـجـد الآب هكذا نسلـك نحن ايضا في جدّة الحياة لأننا إن كنّا قد صرنا متّحـديـن مـعـه بـشـبـه مـوتـه نـصيـر أيـضا بـقيـامـتـه” (رومـيـة 3:6-5).

 

والأثـر الذي تـركـتـه القيـامـة فـي المسيـح أن “المسيـح بـعـد مـا أُقـيـم مـن الأمـوات لا يمـوت ايـضا. لا يسـود عليـه المـوت بـعـد” (رومية9:6).

الحدث ثـابـت بأمرين أوّلهما أن التلاميـذ والنساء الذين ذهبوا الى القبر وجدوه فـارغا ووجدوا الحجر مدحرجا عن القبر ورأوا ظهورات للسيد عدّدها الإنجيل ووصفها، والـظهـورات دلّـت على أن الذي عـرفـوه قـبـل مـوتـه هـو إيـاه الـذي رأوه بـعـد موته. أما الغلبـة علـى المـوت فـور حـدوثـه أي عـدم تسلّــط المـوت عـليـه فـهي تمـلأ كـل الثـلاثيـة الممتـدّة مـن يـوم الجـمـعـة الى صبـاح الأحـد بحيـث لا يجـوز أن نـقــول ان المـوت غـلـب المسيـح ثـلاثـة أيـام وأنه فـي نهـايتـها فـقط انـتـصـر المـسيـح. مـنـذ لحـظـة فـراق روحـه الـبـشريّ لـجسمـه كـان يسـوع مـنـتـصـرًا، ولذلـك لا نقول في الأناشيد هذه الثلاثية مرة واحدة “جثة المـسيـح” او “جثمانه” ولكـن نُصرّ علـى استعمـال عـبـارة “جـسـد المسـيـح”.

فـإذا تـنـاولنا جسـد الـرب ودمه نكون مـتـنـاولـيـن لـجسـد حيّ، أي نكـون متـّحديـن بـهـذا الـذي قـام مـن بين الأموات وجلس عن يمين الآب. فالـمـعـموديـة وسر القـرابيـن كلاهما تعبير عن حياة المسيح فـيـنـا اي إحيـاء جـسـدنـا ونـفسـنـا.

من هنا أن الموت لا يُخيفنا بعد أن بتنا أحياء بيسوع المسيح. بهذا الانتصار الذي تمّ مرة واحدة صرنا “أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6: 11)، وغدونا مدعوّين لتجديد حياتنا بالروح القدس.

عندما نجيب على التحيّة “المسيح قام” بـ”حقًّا قام” لا نقصد فقط الحدث الذي تمّ في شخص المخلّص، ولكنّا نُعلن أن قيامته معطاة لنا حياة جديدة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أعمال الرسل 1:1-8

إني قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيـلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويُعلّـم بها الى اليـوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمـه ببراهين كثيرة وهـو يتراءى لهم مـدة أربعـين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الـلـه. وفيما هو مجتمع معـهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليم بل انتظـروا موعد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء وأما انتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسألـه الـمجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ الـمُــلْـك الى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنـة او الأوقات التي جعلها الآب في سلطانـه، لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في اورشليـم وفي جميع اليهـوديـة والسامرة والى أقصى الارض.

الإنجيل: يوحنا 1:1-17

في البدء كان الكلمـة، والكلمـة كان عند الـلـه، وإلهًا كان الكلمـة، هذا كان في البدء عند الـلـه. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكـن شيءٌ مما كوِّن. بـه كانت الحياة والحياة كانت نـور الناس، والنـورُ في الظـلمة يضـيء والظلمـة لم تُدركـه. كان إنسان مرسَل من الـلـه اسمه يوحنا. هذا جاء لـلشهادة ليشهد لـلنـور، لكي يـؤمـِنَ الكلُّ بواسطتـه. لم يكـن هو النـور بل كان ليشهد لـلنـور. كان النـورُ الحقيقي الذي ينيـر كل إنسـان آتٍ الى العـالـم. فـي العـالـم كان، والعالـم بـه كُـوِّن، والعـالم لـم يعرفــه. الى خاصّتـه أتى وخاصتــه لم تـقـبلـه، فأمّـا كل الـذين قـبِــلـوه فـأَعـطاهـم سلطـانــًا أن يكـونـوا أولادًا لـلـه الـذين يـؤمنـون  باسمـه، الـذين لا مـن دمٍ ولا مـن مشـــيئــة لحـمٍ ولا مـن مشيئــة رجلٍ لكن من الـلـه وُلـِدوا. والكلمـة صار جسدًا وحـلَّ فينـا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملـوءًا نعـمة وحقًـا. ويوحنـا شهد لـه وصرخ قائلاً: هذا هـو الذي قـلتُ عنـه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلـي لانـه مُتقـدِّمي، ومـن مِلئـه نحـن كُلنـا أخذنـا، ونعمـةً عوض نعمـة، لان النـامــوس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيـح حصلا.

عَرَفاه عند كَسْر الخبز

تعـدّدت لـدى الرسـل والإخـوة الشهادات التي تتـحدّث عـن مشـاهـدة الـربّ يسـوع قـائمـًا مـن بيـن الأموات بعد صلبه ودفنـه. بـعـض هـذه الشهـادات نقـرأها في الأنـاجيـل الأربعـة وفـي سفـر أعمـال الـرسـل وفي الرسائل. وقد انفـرد القدّيس لوقا الإنجيلـيّ فـي روايـة حدث لقـاء الـربّ يسـوع مـن بعـد قيـامتـه بتـلميـذَي عمواس (24: 13-35) اللذين "أُمسكتْ أَعينُهما عـن معرفته"، ثم ما لبثا أن "عرفاه عند كسر الخبز". سنحاول أن نُقدّم في هذه العجالـة قراءة آبائيّة عن الحديث الذي جرى بيـن الـربّ يسـوع والتـلميـذيـن.

يقـول القـدّيس كيـرلـّس الإسكنـدريّ (+444) إنّ التلميذين المذكورين هما من "مصفّ السبعيـن رسـولاً" وليسا من الأحـد عشـر تـلميـذًا. وفـيـمـا يسمّي القـدّيـس لـوقـا واحـدًا منهمـا فقط "كلاوبـّا"، يقـول كيـرلـّس إنّ الثـانـي هـو "سمـعـان آخـر غير بطـرس، وغير سمعان القانونّي". ويثبت المؤرّخ أفسابيـوس القيصريّ (+340) في تـاريخـه الكـنـسـيّ أنّ التـلميـذ الثـانـي ليس سوى "سمعان ابن كـلاوبّا، الذي كان ثاني أسقـف على كنيسـة أورشـليم"، وقـد اسـتـُشـهـد إبّـان الاضطهـادات الأولى على عهد الإمبـراطـور تـراجـان بعد أن اشتكي عليه لدى ولاة الأمر، "ولأنّ مسيحيّته كانت جليّة فقد عُذِّب وأُذلّ أيّامًا. لقد أدهش سـمـعـان القـاضي وأعـوانـه، واقـتـنـى لـذاتـه نهـايةً شبـيـهـة بنهاية الـربّ".

في بدايـة حـديث التـلميـذيـن مـع الـربّ القـائـم، يـبـدو الإحـبـاط والخـيـبـة مسيـطـران عـليـهـما. فهما كانـا، مـثـل يـهـود ذلـك الـزمـان، ينـتــظـران مسـيـحـًا أرضيـًّا يـردّ المُلك إلى إسرائيل. غيـر أنّهما شـاهـدا نهـايـة يسوع على الصليـب فشعـرا بالضعـف، ولذلك لم يعـرفـاه عـنـدمـا الـتقـيا به. وفي هـذا الصدد يقـول أوغسطـيـنـوس المـغـبــوط أسقـف هـيبـّون (+430): "آه أيّهـا التـلميذان العـزيـزان، هذا ما رجوتما (المُلك الأرضيّ)! فهـل فقـدتما رجاءكما؟ انظرا، إنّ المسيح حيّ! هل مات الرجاء فيكما؟ بالتأكيد، المسيح حيّ! المسيح الحـيّ وجـد قلـبـَي تـلميـذيه مـائتـيـن"، "لمـاذا فـقـدتـما رجاءكما؟ هـل لأنّكـمـا رأيتـمـاه مصلـوبـًا مـعـلّقـًا فبـدا لكمـا أنـّه ضـعـيـف؟". هـما كـانـا يتـحـدّثـان فـي ما جـرى و"الحـزن يتـأكـّلـهمـا"، "وقد أُصيبا باليـأس"، "إن كـان هـو سيفـتـدي إسـرائيـل (فداءً أرضيًّا) فإنّكما مُنيتما بالفشل". ويـخـلـص أوغسـطيـنـوس إلى الاسـتـنتـاج بـأنّ "مـوت الـربّ محـا مـا فـي ذاكـرتـيـهـمـا... لم يتـوقـّـعـا أنـّه سـيـقـوم، فـلـم يـتـطـلّعـا إلـى مـا وعـد بـه".

"فبـدأ (يسـوع) مـن مـوسى وسائـر الأنبيـاء يُفسّر لهما ما جاء عنه في كلّ الأسفار". يقول أوغسطينـوس إنّ "كلّ ما نقـرأه في الكتـاب المقـدّس هـو من أجل تعليمـنـا وخلاصنـا، ولذلـك يتـطـلـّب أُذنًا صاغيـة". هكذا فتـح يسـوع لـهـما كلّ الكتب التي "أَجمعـت على أنـّه ينبغـي أن يتألـّم ويُـتمّ كـلّ مـا كـُتـب عنه في شريعة موسى والأنبياء والمـزاميـر، أي في العـهـد القديـم بأكملـه. كـلّ مـا فـي الكتـب المقـدّسـة أنـبـأ بالمسيـح... لذلـك فتـح عقـليهمـا ليـفهـمـا الكـتـب. فلنـصلِّ ليفتح عقولنا". وفي السياق عينـه يعـتـبـر القـدّيس كيـرلـّس أنّ التلميذين، بعد سمـاعـهـمـا شـرح كـلمـة الـعـهـد القـديـم، انفتحت أعينهما ليـدركا أنـّه هو الربّ الذي صُلب وقـام.

يتساءل أوغسطينـوس: "نعـم، أيّها الإخـوة، متى يـريـد الـربّ أن يعـرفـاه؟". ويجيـب استنـادًا إلى النـصّ الإنجيـلـيّ: "عنـد كسـر الخبـز"، ويضيـف: "نحـن نـكـسر الخبز فـنـعـرف الـربّ. مـن أجلنـا لـم يُـرد المسيـح أن يُعـرف فـي أيّ مـكان إلاّ في كسـر الخبـز، لأنّنا لا نـراه بالجسد، ولكنّنا سنأكل جسده. فإنْ كنتَ مؤمنًا، وإنْ كنتَ تصغي لكلمة الله برهبـة ورجـاء، فإنـّك ستنـال راحـةً عـنـد كسـر الخـبز. آمنْ، فإنّ مَن لا تستطيع رؤيته هو معك". هنا معنى الرؤية يكتمل، "طوبى لـمَن آمن ولا يرى"، نحن نرى يسوع في القدّاس حيث هو حاضر ليصنع منّا جسده الواحد.

يذهـب الـقـدّيس أفـرام السريانيّ (+373) في كتـابـه "أنـاشيـد الفـردوس" إلى الخلاصة ذاتها فيقـول: "ولما عـمـيـتْ أَعيـن التلمـيذيـن كـان الخبز المفتـاح الذي فُتحـت بـه أَعينهما ليعـرفـا الكـائـن الكلّيّ المعـرفـة. الأعيـن الحـزينـة عاينـت رؤيـة الفـرح، وللحيـن لاحـت عليـهـمـا أريـحـيّــة الســرور". أمـّا أوغـسـطـينـوس فيـؤكّـد قائلاً: "ينبغي ألاّ يشكّ أحد في أنّ التعـرّف إليـه عنـد كسـر الخبـز هـو السـرّ الذي يجعلنـا نعـرفـه مـعًـا". وفـي مكان آخر يتابع أوغسطينوس تفكّره في هذه المسألـة فيقـول: "إنّ الـربّ يسـوع رغـب في أن يتعـرّف عليـه، عنـد كسـر الخبـز، اللذان عـميـتْ أعينهمـا عـن معرفتـه. إنّهـم يعـرفـون المسيح عنـد كسـر الخبـز الذي تحـلّ عليـه بـركتـه ويصيـر جسده".

يعتـبر التـراث الكـنـسـيّ، وفـق كتـابـات الآباء القدّيسين، أنّ معرفة الربّ يسوع تتحقّق عبر معـرفـة الكتـاب المقـدّس وكسـر الخبـز (القـدّاس الإلـهيّ) معًا وبدون انفصال. فأوغسطينوس يقول: "بارَك الربّ الخبـز، وكسـره، فعـرفـاه. بهذا يعرف المؤمنون المسيـح... قبل قيـامـة الربّ لم يكن التلاميذ مؤمنين. كانـوا أكثـر رداءةً منـّا، لكـنـّهـم صاروا في ما بعد مـؤمنـين عـظمـاء، إذ إنّهـم رأوا بأعـينـهـم، ولـمسـوا بأيديهم، فآمنوا، وأُوتيت قـلـوبهم قدرةً من معرفـتـهم للكتــاب المـقـدّس".

بعـد أن عـرف التـلمـيـذان الـربّ يسـوع قـال أحدهما للآخر: "أما كانـت قـلـوبُـنـا مـضطـرمـة فينـا حيـن كـان يخـاطـبـنـا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟". يعلّق أوريجنـّس العلامـّة (+235) على هذا التسـاؤل بالقـول: "فمـن أيـن يأتي اتّقـادك؟ وأيّ جـمـر سيـكـون فيك أنت الذي لم تُشعل في ذاتـك نـارًا بإعـلان الـربّ، ولـم تلتهـب بكـلام الروح القدس؟". رجاؤنا في هذا الفصح أن تلتهب قلـوبنا بالحقيقـة التـي ألـهـمـهـا الـروح القدس لواضعي الكتـاب المقدّس حتّى يتمّ فينا ما قالـه أوغسطينـوس عن تلميذَي عمواس: "كان الربّ يسوع رفيـق دربكمـا، فصار دربكمـا".


عظة للقديس غريغوريوس اللاهوتي

رُسم القديس غريغوريوس اللاهوتي كاهنًا وأُسقفًا سنة 362 رغمًا عنه، وهو كان قد اختار الحياة الرهبانية. ابتعد عن نازيَنز (في تركيا) المدينة التي انتُخب أُسقفًا عليها ولم يعد الا في عيد الفصح. أقام القداس ووعظ عظة طويلة وشرح موقفه بصراحة وطلب المغفرة. اليكم بعض المقاطع من هذه العظة التي أُخذت منها بعض تراتيل القيامة مثل “اليوم يوم القيامة...”.

“اليـوم يـوم القيـامـة، فلنحتـفـل بالـعـيـد ونُقبّـل بعضُنـا بعضًا بقـبلـة السـلام ونسـمـّي إخـوةً الـذين يكـرهـوننـا ولـيس فقـط الـذين خـدمـونـا وتـألـمـوا من أجلنـا. لنصفـح عـن كـل شيء فـي القيـامـة، أنـا أَغـفـر لكـم فـرض المسـؤوليـة علـيّ (يعني الأسقفية) وانتم اغفروا لي تأخّري... تخلّفت عن خدمة السر فترة فحصتُ فيها نفسي. والآن أعود في هذا اليوم البهيّ لأتغلّب على تردّدي وضعفـاتي. وأرجو أن يجدّدني القائم من بين الأموات بالروح ويُلبسني الانسان الجديد ويدفعني الى خليقته الجديدة عاملا جيدًا مستعدًا للموت مع المسيح والقيام معه...

أمس كنتُ مصلوبًا مع المسيح، اليوم أُمَجّد معه. أمس متُّ مع المسيح، اليوم أحيا معه. أمس دُفنت مع المسيح، اليوم أَخرج معه من القبر... لنقدّم للمسيح ذواتنا: هذه هي أثمن تقدمة في عيني الله والأقرب اليه. لنردّ الى صورته ما هو على شبهه... لنفهم قوة هذا السرّ وسبب موت المسيح.

لنصِر مثل المسيح بما أن المسيح صار مثلنا. لنصِرْ آلهة من أجله بما انه صار إنسانًا من أجلنا. أَخذ الأسوأ ليعطينا الأفضل. أفقر ذاته ليُغنينا بفقره. أخذ صورة عبد لنحصل على الحرية. وضعَ نفسَه ليرفعنا، جُرّب ليشهد انتصارنا. قبِل الإهانة ليُظللنا بالمجد، مات ليخلّصنا. صعد الى السماء ليجذبنا اليه نحن الذين تمرّغنا في الخطيئة. لنقدّم كل شيء الى من أعطى ذاته فديةً عنّا. لن نعطي أبدًا تقدمة أعظم من أنفسنا إن فهمنا هذا السر وصرنا من أجله ما صار من أجلنا”.

من تعليمنا الأرثوذكسي: الباعوث

التلميذ: ما معنى الباعوث؟ ولماذا عندنا عيد اسمه اثنين الباعوث؟

المرشد: كلمة باعوث كلمة سريانية تعني القيامة. يعني أننا عندما نقول اثنين الباعوث نعني اثنين القيامة، وهو يوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة او أحد الفصح، وفيه تقيم الكنيسة خدمة القيامة كاملة كما في يوم العيد.

التلميذ: لكن الكاهن في رعيتنا أَعلن عن صلاة اسمها الباعوث تقام مساء الإثنين. ما هي؟

المرشد: صلاة الباعوث هي صلاة الغروب التي تقام مساء العيد. أنتَ تعرف صلاة الغروب، فأنت تأتي الى الكنيسة مساء السبت وليلة الأعياد وتشترك في صلاة الغروب. لكن كل الصلوات في اسبوع العيد فصحيّة وسترى أن ترتيبها يختلف عن الترتيب العادي لصلاة الغروب. ما يميّز صلاة الباعوث ايضًا هو قراءة المقطع من إنجيل يوحنا (20: 19- 31) المتعلق بظهور السيد للتلاميذ في يوم القيامة.

التلميذ: هل هذا هو إنجيل اللغات الذي قال عنه الكاهن؟

المرشد: نعم. جرت العادة في كنيستنا وفي الكنائس اليونانية أن يُقرأ هذا الإنجيل بلغات مختلفة للدلالة على إعلان قيامة المسيح للأُمم كلها بلغاتها المختلفة. يبقى أن

أقول لك انه في صلاة الباعوث طواف او زيّاح حول الكنيسة بالإنجيل وأيقونة العيد يحملها الكاهن فيما تُنشد الجوقة تراتيل القيامة. عندما يصل الزياح الى الباب الخارجي يقف الكاهن ويمرّ المؤمنون ويقبّلون الانجيل والأيقونة.


بـيـض العـيـد

تقليد البيض قديم جدًا في الكنيسة. نجد شهادات كثيرة عنه في تاريخ الكنيسة أولها عند القديس هيبوليتوس الروماني في القرن الثاني. يحمل المؤمنون صباح العيد الى الكنيسة البيض والجبن او ما هو أبيض من المآكل، فيباركها الكاهن بصلاة خاصة وتوزّع على الجميع. لماذا البيض؟ لأنه يحمل الحياة، وكما تخرج الحياة من البيضة خرج المسيح من القبر. الأمر يتعلّق بالحياة لا بشكل البيضة فقط مثل بيض الشوكولا. لماذا الجبن او حلويات العيد وكلها بيضاء مثل المعمول؟ لأن اللون الأبيض شبيه بالنور الذي تفجّر من قبر المخلّص. وهكذا يأكل المؤمنون البيض والأطعمة البيضاء بعد نهاية الصوم كأنه امتداد للعيد في الحياة اليومية. هذه عادات مهمّة يجب أن نحافظ عليها لأنها متجذرّة في المسيحية الأولى. تقليد طعام خاص بالأعياد في كنيستنا يدلّ على أن الكنيسة تُذكّر المؤمنين بإيمانهم حتى في الممارسات اليومية.

المسيح قام! حقًــا قــام!

Last Updated on Friday, 15 April 2011 15:50
 
Banner