Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 18: تـومـا
العدد 18: تـومـا Print Email
Sunday, 01 May 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد أول أيار 2011 العدد 18      

أحد توما

رَعيّـتي

كلمة الراعي

تـومـا

أراد الإنجيليون وقبلهم بولس أن يؤكدوا القيامة ليس فقط بذكرها لقارئ العهد الجديد ولكن بالإتيان بأمور محسوسة هي ظهورات السيد وعددها أحد عشر. أولى الظهورات تمّت عند دخول السيد علي التلاميذ مساء القيامة وهم مجتمعون خوفًا من اليهود إذ كانوا معرّضين للموت والسجن والتعذيب لانتمائهم الى هذا الذي رفعه اليهود على الصليب.

فبعد أن ألقى السلام عليهم “أراهم يديه وجنبه” حتّى لا يظنّوا أنه خيال، أي حتّى يتأكدوا أن هذا الذي عرفوه وشاهدوه مصلوبًا هو نفسه الذي دخل عليهم. هناك أهمية كبيرة على أن الجسد الذي علّقه اليهود على الخشبة هو ذاته الذي قام من بين الأموات ليكون الفداء قد حصل.

توّا بعد التسليم عليهم قال: “كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلُكم”. واضح انه دعاهم في بدء البشارة، ولكنه الآن ثبّتهم في الرسالة لأن إرسالهم مرتبط بقوّة القيامة. بعد هذا بخمسين يومًا بعث اليهم بالروح القدس ليمتلئوا من قـوة القيامة ويُعطوا الناس هذه القـوة.

في هذا الاجتماع الأول، ما كان تـومـا معـهـم، فأخبـروه بمـا رأوا، ولكنـه كان يـريـد تأكـيـدًا فقـال: “إن لـم أُعاين أَثـر المسامير في يديـه وأَضع يدي في جنبـه لا أؤمن”. كيف عايش توما رفقاءه بعد هذا، هل كانوا يناقشون حول القيامة؟ بالتأكيد كانوا يُصلّون معًا حتى جاء الأحـد اللاحـق ليوم القيامة، هذا الذي نقيم ذكـراه اليـوم ونُسمّيه أحد تـوما أو الأحد الجديد، وهو اليوم الثامن بعد الفصح.

فيه أتى يسوع والأبواب مغلقة. المعنى أن يسوع لم تمنعه الجدران من الدخول الى القاعة التي كان فيها التلاميذ. لم يقل الكتاب ان السيّد اخترقها. تراءى يسوع بقوته وحلّ بينهم. لا يفسّر الإنجيل كيف كان الحلول. سلّم عليهم وتوجّه مباشرة الى توما قائلا له: “هاتِ إصبعك الى ههنا وعاينْ يديّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكُنْ غير مؤمن بل مؤمنًا”.

لا نعرف حقًّا اذا تغلّب توما على شكّه بتفتيش جنـب يسوع وأثـر المسـاميـر أم أن كـلام يسـوع وحده أقـنـعـه وأحجم عن التفتيش. المهم أنه قـال لـه: “ربّي وإلهي”. وكلمة ربّي واردة باليونانية بصيغـة الـتعريف، والمعنى: أنت هو الرب وأنت ربّي. هي اعتراف من توما على أن يسوع هو الرب الوحيد. وحتّى لا يظنّ أحد أنه يُسمّيه ربّا بمعنى سيّد من الأسياد، أضاف توما أنت إلهي. هذا اعتراف أن يسوع الناصريّ هو الإله الحـقيقـيّ الكامل.

كان شكّ توما مفيدًا حتى يتكوّن عندنا اليقيـن بأن يسـوع قـام من بين الأمـوات وأنه بهذه الـقيامة تيقّـن تـلاميذُه أنه الرب والإلـه. شهادة توما هي من الشهادات القـويـة إن لم تكن الأقوى على أن يسوع قام حيًّا غالبًا الموت.

أعاننا توما على أن نؤمن دون أن نرى وأن نستحقّ سرور السيد بنا وهو القائل: “طوبى للذين لم يَرَوا وآمنوا”. أَعطنا يا سيّد أن نكون مِن هؤلاء.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أعمال الرسل 12:5-20

في تلك الأيام جـرت على أيـدي الرسـل آيـات وعجـائـب كـثيـرة في الشعـب، وكـانـوا كلهم بنـفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكـن أحد من الآخـرين يجتـرئ أن يُخـالطـهـم. لكـن كـان الشعـب يُعظّـمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّـون بكثـرةٍ مـؤمـنـين بالـرب حتى إن النـاس كـانـوا يَخـرجـون بالمـرضى الـى الشـوارع ويـضعــونهـم على فـرش وأَســرّة ليـقـعَ ولـو ظلّ بطـرس عنـد اجـتـيـازه على بعـض منهـم. وكـان يجتمـع ايضًا الى اورشليم جمهـور المـدن التي حـولهـا يحمـلـون مـرضى ومعذَّبين من أرواح نجسـة، فكانـوا يُشفَـون جميعـهم. فقـام رئيـس الكهنـة وكل الذيـن معـه وهم من شيعـة الصدّوقيين وامتـلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعـلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الرب أبواب السجن ليلاً وأخرجهم وقال: امضوا وقفـوا في الهيكل، وكلّموا الشعـب بجميع كلمـات هـذه الحيـاة.

الإنجيل: يوحنا 19:20-31

لمّـا كـانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع والأبـواب مغـلقـة حيـث كـان التـلاميـذ مجتمعـين خوفـا من اليهـود، جاء يسـوع ووقف في الوسـط وقال لهم: السلام لكم. فلما قـال هذا أراهم يديـه وجنبـه فـفـرح التـلاميذ حين أبصروا الرب. وقال لهم ثانية: السـلام لكـم، كما أَرسلَنـي الآب كذلـك انـا أُرسلكـم. ولمـا قـال هـذا نفـخ فيهـم وقـال: خـذوا الروح القدس. مـَن غـفـرتم خطـايـاهـم تـُغـفـر لهم ومَن أمسكتـم خطاياهم أُمسكـت. أما توما أحد الاثني عشـر الـذي يقـال لـه التـوأم فـلـم يكـن معهم حين جاء يسـوع، فقـال لـه التـلاميـذ الآخـرون: إننا قد رأينـا الرب. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المساميـر وأَضع يدي فـي جنبـه لا أؤمـن. وبعد ثمانية أيام كــان تـلاميــذه ايضا داخـلا وتـومـا مـعهـم، فأتى يسـوع  والأبواب مـغـلقة ووقـف في الوسط وقـال: السلام لكـم. ثم قـال لتوما: هات إصبعـك الى هـهنـا وعـايـن يـديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا. أجاب توما وقال لـه: ربي وإلهي. قال له يسوع: لأنك رأيتني آمنت؟ طوبى لـلذيـن لم يـرَوا وآمنـوا. وآيـات أُخـَر كـثيـرة صَنَع يسـوع لم تُكتـب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبـت لتؤمنـوا بأن يسـوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكـون لكـم اذا آمـنـتـم حيـاةٌ بـاسمـه.

إنجيل أحد توما

كانت الأبواب مغلقةً عندما أتى الربّ القائم إلى حيث التلاميذ مجتمعون خوفـًا من اليهـود. جاء. ووقف في الوسط. وقال لهم: "السلام لكم". ولمّا قال هذا، أراهم يديـه وجنبـه. ففـرحـوا.

هكذا يبدأ إنجيـل اليـوم. وهذا البدء لا يسمح لنـا بـأن نسـأل عـن: كيـف دخـل الـربّ فيما الأبـواب مغلقـة؟ القارئ، أي قارئ الأناجيـل، يعـرف أنّ ثمـّة بـابـًا، قَبـْلَ هـذا البـاب، بـاب القبـر، خـرج منـه يسوع فيما كان مغلقًـا. نحن، إذًا، في امتداد نـور الفـصـح الـذي أبـدى يسـوع فـيـه أنـّه القـادر على كسر كلّ حاجز يفصله عن أحبّائه. تـلاميـذه لـم يـروه لحـظـة خـروجـه مـن الـقبـر. وأعطـاهم نوعـًا من رؤيـة تـفصح عــن قـدرتـه على أنـّه الحـاضـر معهـم أبـدًا. لقـد أراد قاتلوه أن يحتجـزوه، أن يُلـغـوه. أَدركـوا أنّـه يشكّـل خطــرًا على أُمّتهـم، فأَغـلـقـوا عـليـه! وجـاء غـالبـًا كلّ إرادة قـاتـلـة. لا أحد يمكنـه أن يفصل الـربّ عـن شعبـه. جاء، إذًا. ومنـح القابعين في خوفـهم نعمةَ أنـّه معهم. السلام هذا معناه. وأكّـد لهـم أنّـه هو ربّهـم نـفسـه بعرضه عليهـم آثـار آلامـه.

ثمّ كرّر منحهم السلام. وأضاف: "كما أَرسَلَني الآب كذلك أنا أُرسلكـم". وخـلقـهـم جـددًا بـنـفـخـه فيهم "الـروح القـدس" الذي يـغـفـر خطايـا أهـل الأرض، ويُخـزي المُصرّين على غيّهـم. هنا، يكـشف يسوع أنّـه "مسـاوٍ لأبـيـه فـي الجوهـر". إنّه يرسل أتباعــه، ويعطي روح الحــقّ القـادر على خلـق عـالم جديد. لقد خلـق الله الإنسان قديمًا بنفخـه فيـه "نسمة حياة". وجدّد الـربّ الحـيّ خَلْـق الإنسان، وكلّفه أن يحمل هذه الجدّة إلى العالم كلـّه. أيضًا، هذا يقول، ببلاغة كلّيّة، إنّ خبر انتصار الربّ لا يحتمل أن يُغلق عليه، أي لا يحتمل أن يُؤجـَّل نقلـُهُ. في هذه الكلمات، يبدو يسوع يريد من تلاميذه أن يخرجوا، هم أيضًا، ويقتحمـوا كلّ الأبـواب التي أغــلقـتهـا الخطيـئـة. هـذه مـن هــدايـا أنّ المسيــح قـام. يجب أن نرى الربّ يُهدي فصحه إلى تلاميذه، وعبرهم إلى العالم كلـّه. لقـد رآهـم خائـفـيـن. ومحـا عنهـم خوفهم بحضنهم وتكليفهم أن يُـبـيـدوا كـلّ خـوف، ويـزرعوا الأرض بفـرح قيامته. البشارة الجديدة تفتـرض نعمـةً يُعطيهـا روح المسيـح الحـيّ، ويُنمـّيـهـا.

"أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقـال لـه التـوأم، فلم يكن معهـم حين جـاء يسوع". فـروى لـه التـلاميذ كلّ ما جرى. قـالـوا: "إنّنا قد رأينـا الربّ". وهذه، التي تختصر لقـاء الربّ بهم، تبـدو أوّل إشـارة بليغـة إلى تنـفيـذهم تكليفـَهـم. العـالـم كلـّه يبـدأ مـن قـلب البيت. لم يقبـل تـوما شهادة أتـرابـه. واشتــرط أن يـرى، ليؤمن. ماذا فعل التلاميذ إثر سماعهم شرطًا يعـجّ بالشكّ؟ ظاهريـًّا، لا يقــول الإنجيـلـيّ إنـّهـم فـعلـوا شيئـًا، بل "وبعد ثمانية أيّـام، كان تلامـيـذه، أيضًا، داخـلاً، وتـوما معهم. فأتى يسوع والأبواب مغـلقـة. ووقـف في الوسـط. وقـال السلام لكـم". ثمّ أرى تـوما آثـار المساميـر، ودعاه إلى أن يضع إصبعه في جنبه المطعـون. التكليـف قـد يصـادف معضـلاتٍ حـقيقيـّة (في البيت وخارجه). كيف تُحلّ؟ في هذه الآيـات، يجب أن نـرى شهادة واضعـهـا أنّ كـلّ معضلـة، الربُّ يحلّها. وإذًا، ينبغي لنـا، دائمـًا، أن نـرجـو عجـب حضوره. ويجـب، تـاليـًا، أن نـرى الـربّ، في حلـّه، يعيـد مـا فعلـه مع تلاميـذه هو عينه. وهـذه، أيضًا، تحكـم الشهـادة لـلـربّ الحـيّ والمحيي. كيف؟ لا يضاف إلى ما جرى، أوّلاً، أيّ شيء (جـاء يسـوع، وقـف فـي الوسـط، وأعطى سلامـه)! الإشـارة الخاصّـة إلى تـومـا لا تـبـتعـد عـن طبيعـة التـرائـي الأوّل. فـفي التـرائـي الأوّل، رأينـا يسـوع يبيّـن، شخصيـًّا، لتـلاميذه جميعًا، أي لكلّ واحد منهم، أنّه حيّ فعلاً. وفي الترائي الثاني، يعيد الأمر عينه بما يـوافـق وضع الـتلمـيـذ الذي شـكّ فيـه.

بعـد أن أطـاع تـوما دعوة يسوع إلى أن يرى ويلمـس، أعلـن إيمانـه بـه ربـًّا وإلهـًا شخصيـًّا لـه. قـال لـه، علنـًا، فـي الغـرفـة التي سُمـع شكـُّهُ فيهـا: "ربّي وإلهي!". هذه قيـادة الطاعـة التي يُشعلها الروح الذي وهبه يسوع في الغـرفـة. "لا يستطيع أحد أن يقول: “يسـوع ربّ” إلاّ بإلهـام من الـروح الـقدس". لقـد أثمـر فعـل الـروح حَلاًّ وتجـديدًا! وهـذا يُبيـّن لنا أنّ شكّ توما لم يكـن مـوقـفـًا متعنّتـًـا. وهـل يُضيـر الشهـادة أن نطـلـب إلى الـربّ أن يدلّنـا على نفسـه حيـًّا؟ لكنّ يسوع، ربًّـا باقيـًا يقـود أحبـّاءه إلى مـا فيـه خيـرُهم، أكمـل تعليم تلميــذه، وتعـليـمنـا نحـن أيضًا، أنّ الإيمـان يفـوق العـيـان قيمـةً بقـولـه: "لأنّك رأيتني، آمنـتَ. طوبى للـذين لم يَـروا، وآمنـوا". وبهـذا القــول، هـدم يسـوع جدران الغـرفــة التي كــان تـلاميـذه فـيهـا. وفـي الـواقــع، كـلّ مـا جـرى، في هذه الغرفـة، كان هدمًا. لقد هـُدمت بتكليفـه تـلاميـذه أن ينــقـلـوا غـفـرانـه إلى العـالم، وهُدمت فيهم عنـدما أخـذوا بتـنفيـذ تـكليفـهـم فـي الـبيـت، وهُدمت بإرسـالـه إلـينـا أنّ معرفتـه حيًّا أمر نتـلقـّفـه بنـعمـة منـه، أي بـإيمـاننـا بـه.

هـذا إنجيـل تقـرأه الكنيسـة علـيـنـا فـي أوّل أحـد بعـد الفـصح. المؤمنون الملتزمون يعرفـون أنّ أهـازيج الفصح تهدأ في هذا الأحد. ربّمـا، أو من دون ربّما، يكون شكّ توما وراء هذه الهدأة. هل اعتبرت الكنيسة أنّنا جميعنا توما؟ يمكن! فالفصح، حدثًا، لا يحتمل شكّ أيّ كان. ونحن، مؤمنين، أي لنا بصيرة جديدة، مدعوّون إلى أن نرى ما جرى، في هذه الغرفة، امتدادًا لانتصار الربّ الحيّ. فالنصر، نصر الربّ، يفترض أن نثـق بأنـّه قـد انتصـر فـيـنـا. فينـا أو علينـا، مـا مـن فـرق. لكلّ منّا غرفته المقـفـل بابها. هذا البـاب يمكن أن يكون شكـًّا، ويمكـن أن يكـون أيّ أمـر آخـر. لـقـد أظهـر يسـوع أنـّه لا يـرتضي أن يقبع أيّ من تلاميـذه في ظـلمةٍ تُبقيه أسيـر خـوفـه وضياع رجائـه. مـن أجل توما (ومن أجل كلّ منّا)، تراءى من جديد. لا يستكـبـر الـربّ على أحد. هذه ليسـت شـيـمـة إلـه ارتـضى أن يمـوت، لـيُـجـدّدنـا، ويُـقيــمنـا فـي فـرح التبليـغ أنـّه حيّ أحيانـا.

الزمن الفصحيّ

تبدأ الفترة الليتورجية المسمّاة “الزمن الفصحيّ” يوم أحد الفصح، وتنتهي عشية العنصرة. أربعون يوما بين أحد الفصح وخميس الصعود، وخمسون يوما بين الفصح وأحد العنصرة، وستة آحاد في هذه الفترة الخمسينية دون أحد الفصح.

للزمن الفصحيّ عدة خصائص طقسيّة، أهمـهـا أن كـل قـداس يـبـدأ ويـنـتـهـي بتـرتيـل طـروبـارية القيـامـة: “المسيح قام من بيـن الأمـوات...”. في الأسبوع الذي يلي الفصح تبقى أبواب الإيقونسطاس مفتـوحـة لا تُغلق: هذا يرمز الى إفساح المجال للدخول الى قدس الأقداس الذي فتحه يسوع المسيح، الكاهن الأعظم، بدمه. يبقى الإبيطافيون (أيقونة دفن المسيح) مفتوحا على المائدة، فيقام القداس على صورة “القبر المُحيي”، قبر المخلّص. لا نصـوم ولا نسجــد أثـنـاء الأسبـوع الفصحـيّ. يـوم الجمعـة مـن هـذا الأسبـوع عيـد “يـنـبـوع السيدة”، يـنـبـوع الحيـاة.

للأسبــوع الأول بعـد الفصح اسم جميـل جدا باللغـة اليـونانيـة واللغة العربية: “أسبـوع التجديدات” (في روسيـا يُسمـّى هذا الاسبـوع: “الأسبوع المنيـر”). يناسب هذا الاسم الزمن الفصحيّ تمامًا. أراد يسوع ان يمـوت ويقـوم على مشارف الربيـع. كما أن عيد الميلاد يتطابق، بازديـاد طـول النهار، مع انتصار نور الشمس على الظـلمة، يتطابق الفصح مع تجديـد الطـبيعـة وظهـور الاخضرار والأزهـار. إن الكـون رمـز للحقـائـق الروحية. يكلّمنا الربيع -اذا عرفنا أن نفسّر الخليقة- عن التجديد الداخلـي. هنـاك ربـيـع للنفس. يحمل الينـا الفصح، كما ربيـع الطبيـعـة، رسالــة أمـل. تقـول لنـا قيـامـة يسوع انه يمكننا أن نتغـيـر. عـلينـا أن نشعر بجدّة الزمن الفصحيّ كما نقرأ في الكتاب المقدس:

- “إذًا نقّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما أنتم فطير. لأن فصحنا ايضا المسيح قد ذُبح لأجلنا. اذًا لنُعيّد ليس بخميرة عتيقة... بل بفطير الإخلاص والحق” (1كورنثوس 5: 7-8).

- “إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا” (2كورنثوس 5: 17).

“... حتى كما أُقيم المسيح من الأموات... نسلك نحن أيضا في جدّة الحياة” (رومية 6: 4)

... “حتى نعبد بجدّة الروح لا بعتق الحرف” (رومية 7: 6).

- “وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن الروحيّ لكي تنموا به” (1بطرس 2:2).

من تاريخ دير البلمند

لمّا شن المماليك حملات على مقاطعة طرابلس في أواخر القرن الثالث عشر وتغلبّوا على الصليبيين، اضطر رئيس دير البلمند الصليبيّ أن يترك الدير مع الرهبان ويحتمي في طرابلس، وكانت المدينة على شبه جزيرة الميناء فقط. سنة 1289 طرد المماليك الصليبيين من طرابلس نهائيا، وهدموا المدينة وبنوا مدينة جديدة. بقي دير البلمند مهملا خربا زهاء 330 سنة الى أن استملكه مطران طرابلس يواكيم في عهد البطريرك الأنطاكي يواكيم السادس (1593- 1604) واستقدم الراهب مكاريوس من دير سيدة كفتون ليستلم دير البلمند. كان ذلك بين سنتي 1602 و1604. وردت هذه المعلومات في صفحة مخطوطة هي كناية عن الصفحة الأولى من سجلّ الدير. تعطي المخطوطة معلومات عن رهبان الدير أيام البطريرك يواكيم ثم البطريرك دوروتاوس: كانوا اولاً 8 رهبان، ثم صاروا 25 راهبًا. كانوا يعملون في زراعة الزيتون وتربية المواشي، وقد اشتروا بساتين جديدة.


مكتبة رعيتي

القديس أرسانيوس الكبادوكي “الحَجّي أفندي” 1840- 1924. هو الأب أرسانيوس الكبادوكيّ الذي أعلن المـجمـع المقدّس لبطريركية القسطنطينية قداسته سنة 1986. صدرت كتب عديدة تروي سيرة القديس. لكننا نلفتكم اليوم الى كتاب يُخبر سيرة القديس أرسانيوس للصغار: القصّة شيّقة، تروي حياة القديس الملقّب “حجّي أفندي” ورعايته للناس في منطقة كبادوكيا (وسط تركيا) في فترة صعبة. النص سهل القراءة، مكتوب بحرف كبير مع الحركات. تملأ كل صفحات الكتاب صوَر جميلة، ملوّنة، واضحة. الكتاب من إعداد الأب أثناسيوس (شهوان)، والصوَر لسمير غنطوس، عدد الصفحات 64، صدَر عن “يسوع هو الحياة”، قديسو الكنيسة الأرثوذكسية رقم 2. يُطلب من مكتبة الينبوع. سعر النسخة 6000 ليرة لبنانية.

http://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

Last Updated on Monday, 25 April 2011 12:13
 
Banner