Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 28: الكاهن وحياته
العدد 28: الكاهن وحياته Print Email
Sunday, 10 July 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في 10 تموز 2011 العدد 28      

الأحد الرابع بعد العنصرة / القديس يوسف الدمشقيّ

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الكاهن وحياته

الكاهن وحيـد في رعيته ومعـرّض لكل تجارب الوحدة اذ ليس عندنا مجلس شورى يجتمع فيه الكهنة للتداول في شـؤون الرعايـة. المطـران في هذه الأبرشية يجـمع الكهنـة مـرة في الشهـر ويتغيّـب أحيـانـا بعضهم. الـكـاهن متـروك لمطـالعـاتـه التي تـزوّده بالعـلـم اللاهـوتـي والبحث الرعائي، وفي الحقيقـة يبقـى لـه وقـت كثيـر إذا حـلّ المساء وانتهـت الخـدَم الإلهيـة. هـذا يعـني أنـه واعٍ أن الإرشاد يصدر عنـه وأن حيـاتـه الـروحيـة اذا شعّـت يغتـذي منها المؤمنون وهم يريدون اليوم أن يعيشـوا بالله. وهذه الحياة يطلبونها خصوصًا من كاهنـهم. رجـائي ألاّ يحسب أبـونـا أن مسؤوليـتـه تنتهـي بإقامة الخِدَم الإلهيـة. مسؤوليتـه الأسـاسيـة فـي قداستـه. والمسؤوليـة الثـانيـة فـي تغـذيـة المؤمنين بكلمة الله.

وهذه نطلبها مـن تأمل الكتـاب المقـدس كـل يـوم ومن بقيـة الكتـب التـي صدر منهـا ما لا يقلّ عن 400 كتـاب في السنـوات الأخيرة.  قـداسـة الحيـاة يطـلبهـا الـرب مـن كـل واحـد منـا وهي تأتي من الجهـاد الـروحي المستمـرّ ولا سيـما مـن صلاة الكـاهـن المستمـرة على فمـه وفـي قـلبـه خـارج الصلـوات الرسـميـة. اذا لم يُصـلّ الكـاهـن على انـفـراد تبـقـى تـلاوتـه الأفـاشيـن فـي الخــدمـة الإلهـيـة بلا شعــور. وهـذا يـبـدو للمؤمنيـن. يميّـزون بيـن مـن يتـلـو أمثــولــة قــرأهـا ومـن يعيـش كـل هـذه الكلـمات فـي قـلبـه.

 

هـم يعـرفـون مِـن وعـظـه اذا كان الـرجل حـارّا، واذا أَحـبّـوه هـذا يُقـرّبـهـم مـن السيـد لـه المجـد. أمـا اذا كـان الكـاهـن مهمـلا واجـبـاتــه ومعـرّضا سلـوكـه لـلخـلـل فـلا شـك أنـه يـُبـعـد بـعـض المـؤمـنـيـن عــن الـرب. العثـرات المـؤذيـة كثيـرًا تـأتـي مـن الإكلـيـروس أولاً. واذا عـرفنـا هـذا الـواقـع نسهـر علـى سيـرتنـا أكـثـر.

لا يخـافَـنّ الكـاهـن على دخلـه. بالمقـارنـة مع الماضي، صارت الـرعية أكثـر تحسّسًا لحـاجـاتـه. لم نصـل بعـد الى جعـل كل الكهنة في ارتياح كامل. الارتيـاح يجعـل الإكليريكي أَبعـد عـن محبـة المال، ونـزاهتـه تُقـوّي تعلّـق النـاس بـه.

لقـد جـرت العـادة عندنا وفي الغـرب أن يعـطـي المؤمنـون الكـاهـن مبلـغـًا مـن المـال بالمنـاسبـات المختـلفـة (معمـوديـة، إكليـل، جنـازة)، وسُمّـي هذا بالدارج “البطرشيل” لأن الكاهن يضع البطرشيل على صدره عند إقامة هذه الصلوات. ثم رأى بعضٌ من مجالس الرعيـة أن يُلغـوا هذا الأمـر ليدفعـوا للكنـيسة اشتـراكًا شخصيًا. أنا حتى الآن ليس عندي خيار بين هذه الطريقة او تلك. المهمّ في هذا كله ألاّ يصبح الإكليـريكـي مُحبّـا للمـال وألاّ يضع مجلس الرعيـة تعـرفـةً محـدّدة لكـلّ سـر مـن الأسرار او كل خدمة من الخـِدَم، وأن تكـون القـاعـدة حـريـة المـؤمـن. هـو يُعيـّن المبـلـغ او لا يـدفـع. نحـن لسنـا بـائعـي الأسـرار، فقـد يـُزَجّ الكـاهـن في الطمع او يشترط مبلغًا من المال. وهذا يُسمّى السيمـونية المحـرّمة فـي سفـر أعمـال الرسـل والقـانـون الكنسـي.

ومنعًا من الوقوع في الطمع الذي يُسمّيه بولس الرسول “عبادة أوثان”، رأى هؤلاء المسؤولون العلمانيون أن يدفع المؤمن مباشرة الى الكنيسة او يدفع اشتراكا سنويا توزعه الكنيسة على الكهنة.

أيّا كان النظام المتّبع، المهم أن يلازم الإكليريكيّ العفّة في هذا الموضوع فلا يتأفّف إن أُعطي القليل أو لم يُعطَ شيئًا. هذا “يعطى ويُزاد”. من أجل إعلاء احترام الكاهن ومحبتنا له، ممارسة العفّة تُخلّصه وتُخلّص أبناءه الروحيين.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 24:11-26 و26:24

(الرسالة لعيد القديس يوسف الدمشقي)

يـا إخوة، بـالإيمان مـوسى لما كَبُـر أبـى أن يُدعـى ابنـًا لابنـة فـرعـون، مختـارًا الشقـاء مـع شعـب اللـه على التمتّع الوقتيّ بالخطـيئـة، ومعتبـرا عـار المسيــح غنى أعظم من كنوز مصـر، لأنـه نظر الى الثـواب. وماذا أقـول ايضا؟ إنه يَضيق بي الوقـت إن أََخبـرتُ عـن جـدعـون وبـاراق وشمشـون ويـفتـاح وداود وصموئيـل والأنـبـيـاء الذين بالإيمان قهـروا الممالك، وعمِلوا البِرّ، ونـالـوا المواعـد، وسـدّوا أفـواه الأسـود، وأطفـأوا حدّة النـار، ونجـَوا مـن حـدّ السيـف، وتـقـوّوا من ضعف، وصاروا أشدّاء في الحرب، وكسروا معسكرات الأجـانب، وأخـذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعـُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يـقبلـوا بـالنجاة ليحصلـوا على قيـامة أفضل؛ وآخرون ذاقوا الهُزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بـحدّ السيف، وساحـوا في جلود غنم ومعزٍ وهـم معـوَزون مُضايَـقون مـجهودون (ولم يـكن العالَم مستحقا لهم)، وكانـوا تـائهين في البـراري والجبـال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بـالإيمان، لم يـنالوا الموعـد لأن الله سبـق فنـظر لنـا شيـئا أفـضل: أن لا يَـكْمُلوا بـدوننا.

الانجيل: متى 8: 5-13

في ذلـك الزمان، دخـل يـسوع كفرنـاحوم فدنا اليه قائـد مـئـة وطلب اليه قائلا: يا رب إن فتايَ مُلقى في البيت مخلّعا يـُعذّب بـعذاب شديـد. فقال له يسوع: أنا آتـي وأشــفـيـه. فـأجـاب قـائـد المئـة قـائـلا: يـا رب لسـتُ مستحقا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإني أنا إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائت فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونـه: الحق اقـول لكم إني لم أجد ايمانـا بمقـدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغـارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقـوبَ في ملكـوت السماوات، واما بنـو الملكـوت فيُلـقون في الظلمة البرّانية. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثم قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

ينبوع الصلاة

تدهشني، دائمًا، قولة القدّيس إسحق السريانيّ: "المطالعة ينبوع الصلاة النقيّة" (نسكيّات، المقالة الـ34). وكلّ مَنْ يعلم أنّ طعام النسّاك الحقيقيّين وشرابهم صلاة، لا تفوته حكمة صاحبها.

هذه القولـة استرجعتُهـا فيما كنـت أَقـرأ كتاب الأرشمندريت إميليانـوس من دير سيمونوبترا، أي "الكنيسة في الصلاة - ليتورجيا القلب الخفيّة"، الذي عـرّبـه ديرا القدّيس جاورجيوس والشاروبيم، ولا سيّما قـولـه القـاطع: "إن كنّا لا نعرف كيف نصلّي...، فهو الأذى الوحيد الذي نعانيه" (صفحة 27). لستُ، هنا، بمُفاضلٍ بين هذا القـول المدهش والقـول المدهش الأوّل الذي اقتبستُه من نسكيّات السريانيّ. وثقـتي بأنّهما لا يختلفـان في شيء. فالذين ذاقـوا الحياة النسكيـّة سكـرًا صاحيـًا قـوم يصدقـونـك الحـقّ الذي اختبـروه يومًا فيومًا، ساعةً فساعـةً، لحظـةً فلحظة. وإن رأيتهـم يركنـون إلى ما يحبـّونـه كثيـرًا كما لو أنـّه الكلّ، فثـق بأنّهم لا ينفـون حـقّ ما تقتضيـه استقـامة الحياة في المسيح. فالكنيسة مواهـب يُغدقها الروح على جميع شعـب الله. وإن أصرّت مـوهبة على ذاتها، فلتُحرّك فينا ما وضعـه روح الله فينا، ونجتهـد فيه، ونشكر. هذا من طبيعة مواهب الروح الواحد الذي هو ربّ التوافـق الذي يغني الجمـاعـة، ويكمّلـها.

إذًا، لا يبتعد القـدّيس إسحـق، فـي قـولـه، عن هذا الركـون المبـرور. فالرجـل ناســك كبيـر. والنـاسك الكبـير لا يخرج من جلـده، أو لا يبـدل "طعـامـه وشرابـه". وتـراه يريدنا جميـعًا، متى صلّينا، أفي البـرّيـّة كنّـا أم في المدينـة، أن تكـون صلاتـنا نقيّةً، أي أن تُدخلنا سرَّ الله الحاضر الذي يسمعنا، ويفـرح بنا. وإذا رأى السريـانـيّ المطـالعـة ينبـوعـًا، فلكـونـه يعـرف (ويريدنا أن نعـرف) أنّ المطالعة، ولا سيّما مطالعـة الكـتب المـقـدّسـة، تنيـر سبيـلنـا إلى معـرفـة الـله حقـًّا. أن نصلّي إلى الله الذي تـدلّنـا الكتب إلى معرفته، هذا، عنده، يعني أن نستقـي "ميـاه" صلاتنـا مـن "عيـنـها". كيف تكـون الصلاة لقـاءً حقيقيـًّا بيننـا وبين الله فيما نحن نجاهد في الأرض، هـو مـا علينـا أن نـراه هـدفـًا في قـولـه. وأعتقد جـازمًا أنّ اختياره لفظـة "ينبـوع" صفـةً للكتـب المقـدّسـة لم يكـن اختيـارًا مرتجلاً. فقدّيسنا، خـبيـرًا في عِشـرة الله، دلّنـا على ما يؤهـّلنـا لأن نطفـئ نار كلّ ضرر يمكن أن يضربنا متى وقفنا أمام الله داعين. وهذا يـبيـّنـه هو نفسـُهُ، في كتـابـه عينه، بقـوله: "عنـدما تنهض لتصلّي وتتمّم قانونك، ستجد نفسك مـأخـوذًا بتأمّل الكتـب المقدّسة التي طالعتها سابقًا (ويجـب أن نلاحـظ أنّه يفتـرض قراءةً يوميّة) بدلاً من التـأمـّل في الأمـور الدنيـويـّة التي رأيتـهـا، وسمعتهـا. ثـمّ يتنـقّى ذهنـك شيـئًا فشيئـًا كمـا جـاء في الكتب: إنّ النـفـس تستـعيـن بالمطـالعـة في صلاتها كمـا أنّهـا تستـنيـر بالصلاة في أثنـاء المطـالعـة. وهذه المطالعـة تكون مادّةً لحالة الصلاة، وتقي النفس من التشويش الخارجيّ، وتجعـلها مستنيـرةً في الصـلاة بعيـدةً من المـلـل والتشويش" (المقالـة الـ23). ولا يعني قدّيسنا بهذا أن نخـرج عن صلاتنـا بما طالعناه في الكتب، بل أن نرى الله، الذي ركنّا إليه في القراءة، يظلّلنا في أثناء صلاتنا، ويقـودنا إليه.

هل يسمح لنا ما نقـلنـاه عن قـدّيسنـا، أوّلاً وتـاليـًا، بـأن نعتبـر أنـّه يـريـد منـه أنّ الله، الذي نصلّي له، هـو الذي تكشفه الكتب المقدّسة؟ هذا، إن لم نـرَهُ قصده عينـه، هو ما ينبغـي لنا أن نطلب السمـاح عنـه مـن دون إبطـاء! فاستنـارة النـفـس في الصلاة واتّقـاؤها الملل والتشـويـش الخارجيّ تعبيـر مـن التعـابيـر النسكيـّة عن أنّ الإنسان، الذي لا يصلّي إلى الإله الحقّ، إنّما يختـرع إلهـًا يرضيـه. مَنْ هو إلهك؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي يحكم جوابه إن كان التزامنا الكنسيّ صحيحًا أو تـافهـًا ومعـقـّدًا. ويجـب أن نـذكـر أنّ الحيـاة النسكيّـة إن هي، في جوهرها، إلاّ وجـوه تقـرأ علينـا ما جـاء في الكتـب المقـدّسة. هذا، إن عرفناه ومشينا في أثـره مشيـًا واثقـًا، هــو الذي يفـهمنـا، وحـده، أنّ هـدف حيـاتنـا فـي المسيـح، كلّها كلّها، أن نكون إيقونـاتٍ رسمـهـا اللـه بيـده.

ثمّ يجب أن نلاحـظ، أيضًا، أنّ هذه الوصيّة السـريـانيـّة تفصح، ببـلاغـة صارخـة، أنّ المسيحيـّة هي كلّ متكامل. هذا أقـول فيما لا أستطيع أن أجـزم إن كان صاحبها أراد فيها أن يردّ على استنساب رآه في الجمـاعـة التي يخـاطبهـا (أي، مثلاً، على مَنْ يصلّـون من دون أن يتّكئـوا على كلمة الله يوميًّا). ربّما أراد أن يـردّ على بعـض، وربّما أراد أن يـزكّي الحـقّ الذي رآه فيهم، أو أن ينقل خبرتـه الصالحـة إليهم. لكن، هل هذا يعفينا من أن نذكر أنّ الاستنساب حالة تعبّد درب ظهورها دائمًا؟ ألم نعرف نحن مسيحيّين يعتـقـدون أنّ المسيحيـّة هـي بعــضٌ منهـا من دون غيره، أي، مثلاً، هي علمٌ وكفى، أو صلاة وكفـى، أو تقوى وكفى، أو خدمة وكفى...؟ هذا لا بدّ من أنّ معظمنـا يعـرفـه! أمّا قدّيسنـا، فيـريدنا أن نبقى نعـرف أنّ غنـى قلـوبنـا إنّما يكمن في أن نقبل المسيحيّـة كلّها. ولا أعتقد أنّ نقاء الذهن واستنـارة النـفس، اللذين وعدنا بهما، يمكننا أن نكتسبهما حقًّا إن آثرنا أن نستنـسب. فالنقـاء والاستنـارة، هدفًا، يفتـرضان وعيًا دائمًا أنّ المسيحيّة هي الكـلّ، أي أنّ كلّ ما يرضي مسيح اللـه، الذي هو الكلّ في الكلّ، ينبـغـي لنـا أن نرتـضيـه كلـّه نهجـًا واثقـًا.

إن تبعنا وصيّة أبينا القدّيس إسحق السريانيّ، نعرف كيف نصلّي، وننقذ قلوبنا من كلّ أذًى يمكن أن نعانيه. وفي هذا الاتّباع الراضي، لن تكون لنا صلاتنا "راحةً ومتعةً" فحسب، بل قد تعطينا، أيضًا، بنعمة روح الله الغنيّة، أن يصبح الله نفسه "أسيرًا داخل قلبي" (الكنيسة في الصلاة، صفحة 31 و69)! هذا ما يجب أن نرجوه. هذا ما يجب أن نطمح إليه. هذا ما يجب أن ننتظر حدوثه "الآن وهنا".

من تعليمنا الأرثوذكسي: قدّيس اليوم

المرشد: أودّ ان أُكلّمك اليوم عن الخوري يوسف مهنّا الحداد من بيروت الذي عاش في القرن التاسع عشر. أتعرفه؟

التلميذ: لا، لا أعرفه. أين كان يخدم؟ لكنك قلتَ انك ستحكي لنا عن القديس الذي نُعيّد له اليوم في 10 تموز. من هو؟

المرشد: هو أبونا يوسف نفسه الذي قُتل في 10 تموز 1860 مع رفاق له من أبناء رعيته لأنهم كانوا مسيحيين. في تلك السنة حصلت مذابح كثيرة في بلادنا كان المسيحيون ضحيتها. ولد يوسف الحداد في بيروت ونشأ

فيها، ولما تزوّج سكن في دمشق، وهناك صار كاهنًا يخدم في الكنيسة المريمية. وكان مشهورا عنه أنه كان يحبّ العلم كثيرا، يتعلّم ويُعلّم في بيته ثم في المدرسة البطريركية. وكان الأب يوسف مشهورا بوعظه، يرشد الشعب ليتركوا عادات شائعة لا تتّفق مع الإيمان المستقيم. وكان يقوم برعاية الشعب، يؤاسي البائسين، ويعضد الفقراء، ويشجّع المرضى وبالأخصّ لما تفشّى مرض الهواء الأصفر في دمشق سنة 1848.

التلميذ: انت تُكلّمني عن كاهن أَعرف مثله كثيرين في كنيستنا. لماذا صار قدّيسا؟ هل صنع عجائب؟

المرشد: أَعلنته الكنيسة قدّيسًا لأنه ثبت على الإيمان حتى الموت، موت الشهادة. مَن يعيش كل يوم حسب تعاليم يسوع حياة قداسة هو قديس. نعرف قصة حياته بالتفصيل وكيف مات شهيدا من سيرته التي كتبها ابن أخيه سنة 1884 وهي محفوظة في المكتبة البطريركية في دمشق. بناء عليها أعلن المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي المقدّس في 17 آب 1993 قداسة الخوري يوسف الحداد باسم “القديس يوسف الدمشقي”، وعيّن له عيدا في 10 تموز. ثم رُسمت له أيقونة وكُتبت صلوات لعيده.

التلميذ: لكنك لم تقل لي اذا صنع عجائب.

المرشد: لا أحد يصنع العجائب الا الله وحده. يمكن أن يصنع الله عجيبة بواسطة احد المؤمنين القديسين الذين أخذوا قوة من الروح القدس وصلّوا الى الله طالبين أن يشفي مريضا مثلا فيستجيب الله طلبتهم. هكذا حصل مـع الـرسـل ومـع الـعـديـد مـن القديسين. لكن الأعجوبة -شفاء مريض مثلا- ليست في كنيستنا شرطًا لإعلان القداسة. العيش في القداسة حسب الإنجيل هو الشرط لإعلان القداسة.

قصّة واقعية

في إحدى رعايا هذه الأبرشية، ومنذ وقت ليس ببعيد، أتت عائلة الى الكاهن تطلب تعميد طفل صغير. بعد انتهاء الخدمة، تقـدّم والد الطفل من الكاهن وأعطاه ظرفًا بدا سميكا جدّا. ولما فتحه الكاهن وجد فيه مبلغًا كبيرا جدا من المال، فتعجّب وسأل المعطي: ما هذا؟ أجابه الرجل: عرفتُ أنكم تبنون كنيسة في هذا المكان ليتمكن كل الساكنين في المنطقة من الاشتراك في القداس والصلوات. وأنا أُريد أن أُساهم في هذا العمل. لذلك أَعطيتُك كل المال الذي كنتُ قد خصصتُه للاحتفال بمعمودية ابني. أنتَ تعرف كم يكلّف أن ندعو مئات الأقارب والأصدقاء الى المطعم وأن نوزّع الهدايا التذكارية للكبار والصغار. أن نساهم في بناء الكنيسة خيرٌ من أن ننفق المال على كل هذا.

الأخبار

عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس

مساء الثلاثاء في 28 حزيران، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صلاة الغروب في كنيسة القديسين بطرس وبولس في كفرشيما بحضور كثيرين من ابناء الرعية الذين يحتفلون بعيد كنيستهم. وصباح الاربعاء في 29 حزيران، رئس سيادته القداس الإلهي في كنيسة القديسين بطرس وبولس في الحازمية بحضور عدد كبير من المؤمنين. بعد القداس اجتمع الجميع حول سيادته في صالون الرعية.

شركة رهبانية جديدة

السبت في 18 حزيران الماضي ترأس راعي أبرشية طرابلس والكورة المطران افرام صلاة الغروب في دير السيدة في بكفتين. خلال الصلاة أعلن عن تأسيس شركة رهبانية في الدير. ثم تمّ تنصيب الأرشمندريت أنطونيوس (الصوري) رئيسًا للدير، وقد انضم اليه شاب رسمه المطران ايبوذياكونا، ذلك على رجاء أن تنمو الشركة الرهبانية على النمط الرهباني الأرثوذكسي.

Last Updated on Monday, 04 July 2011 22:31
 
Banner