Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 29: نور العالم
العدد 29: نور العالم Print Email
Sunday, 17 July 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 17 تموز 2011 العدد 29     

الأحد الخامس بعد العنصرة / أحد آباء المجمع المسكونيّ الرابع

رَعيّـتي

كلمة الراعي

نور العالم

في العظـة على الجبـل -ومنها جـاء هذا الفصل- يقول السيد لتلاميذه ولنا من بعدهم: "أنتم نور العــالــم" (مت 5: 14). هـذا انعكـاس لقـوله عن نفـسه في يوحنا: "أنا نور العالم" (8: 12). يدعونا يسوع لنُظهر هذا النور في الأعمال الصالحة، ونتيجتها أن من يراها يمجّد الله. ثم أراد أن يرُدّ عنه تهمة أَلصقها به اليهود قال: "لا تظنّوا أَني أتيتُ لأحُلّ الناموس والأنبياء". الأنبياء تكلّموا عليه، ومن الطبيعي أن يقول انه لا يحُلّهم. ولكن ناموس موسى المتعلّق بالفرائض كتقديم الذبائح الحيوانية إلى الهيكل كيف لم يحُلّها. في الواقع هو حرّرَنا من كل الفرائض المادّية وأبقى التوجيهات أو التوصيات الروحية.

فالوصايا الأخلاقية في الوصايا العشر باقية. فريضة السبت التي من هذه الوصايا وطابعها طقسيّ غيرُ أَخلاقيّ نُسخت، والمسيحيون لا يَسبتُون عن الأعمال في السبت. تحريمُ السرقة والكذب يبقى. غير أن المسيح دخل إلى أعماق الوصايا. ليس فقط حافظ على الإخلاص الزوجيّ المنصوص عند في قول الرب قديما: "لا تزنِ". أضــاف يســوع: "مَن نظــر إلـى امـرأة ليشتـهيها قد زنى معــها فـي قلــبه" (مت 5: 28). يستـأصـل يســوع الـزنـى من القلب. يدخل في ملكوت القلب حتى تذهب الخطيئة. كذلك استأصل الغضب والشتائم. يسـوع دخـل الى أعماق الإنسان ليُطهّرها.

 

فالنـامـوس المـوسـويّ لا يبقـى في أشكاله أو تنظيمـاتـه. تبقـى فقـط روحـه أو اتّجـاهـه إلـى الله. زالـت ذبـائـح الهيـكل لأن المسيـح صـار الذبيـحة الوحيدة. فإذا فدانا بها، ما الحاجة إلى الذبائح الحيوانية؟ كانت الختانة التي تدلّ على عهد الله مع إبراهيم. العهد الجديد مع الله كان بدم يسوع، فما الحاجة الى الختانة؟ عندنا الآن صورة جديدة عن العهد وهي المعمودية.

اذًا هناك تواصُل مع العهد القديم. ولكن عندنا تجاوز لصوره ومادّيته وهذه كانت تُهيّئ بشكلها الخارجيّ للعهد الجديد. مع ذلك نحافظ على العهد القديم من حيث القراءة ليبقى الارتباط بين الشيء الجديد وصورته القديمة، ولكن الصورة القديمة لا تبقى في تطبيق الكنيسة.

مَثَــلٌ آخــر إلغــاء الكهنـوت الـلاويّ. فبعـد أن صـار يسوع الكاهنَ الأوحد، لـم تبـق حـاجـة إلـى الكهنـوت الـذي جـاء مـن هـارون، والكهنـوت المسـيحـيّ لا يُـكمل الكهنـوت اليهـودي ولكنـه يُكمـل كهنـوت المسـيح.

أخيرًا ينتهي هذا الفصل بقول يسوع: "أما الذي يعمل ويُعلّم فهذا يُدعى عظيما في ملكوت السموات". كلمة تدينُنا إذ قد يكون أحدُنا ممتازا في إعطاء التعليم المسيحيّ أو اللاهوت ولا نفع فيه روحيا. من كانت فيه موهبة التعليم يسعى لأن يكتسب موهبة العمل الروحيّ في الكنيسة لئلا يبقى فُصامٌ في الشخصية ويُجدّف على الله بسبب هذا الانسان.

هذه دعوة الى قران التعليم والعمل.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: تيطس 8:3-15

يا ولدي تيطـس، صادقة هي الكلمة وإيـاها أريد أن تُقـرّر حتى يهتمّ الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أمّا المباحثات الهذيانية والأنسـاب والخصـومات والمماحكات الناموسيـة فاجتنبها، فإنها غير نافـعـة وباطلة. ورجُل البدعـة بعد الإنـذار مرة وأُخرى أَعرض عنـه، عالما أن مَن هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئـة يقضي بنفسه على نفسـه. ومتى أرسـلتُ اليك أرتيماس او تيخيكـوس فبادر أن تأتيَني الى نيكوبـولِس لأني قد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أما زيناس معـلّم الناموس وأبلّوس فاجتهدْ فـي تشييعـهما متـأهبَيْـن لئـلا يُعـوزهـمـا شـيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بـالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غير مثمرين. يُسلّم عليك جميعُ الذين معي. سـلّم على الذين يـحبّوننـا فـي الإيـمان. النـعمة معكم أجمعين، آمين.

الإنجيل: متى 14:5-19

قال الرب لتلاميذه: انتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة واقعة على جبل، ولا يوقَد سراج ويوضع تحت المكيال لكن على المنارة ليضيء لجميع الذين فـي البيت. هكذا فليضئ نـوركم قدّام النـاس ليـروا أعمالكم الصالحة ويُمـجـّدوا أباكم الـذي في السموات. لا تظنّوا أني أتيت لأحلّ الناموس والأنبياء. اني لم آتِ لأحُلّ لكن لأتمم. الحق أقول لكم انه الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يتم الكل. فكل مـن يحلّ واحدة من هذه الوصايا الصغار ويُعلّم الناس هكذا فإنه يُدعى صغيرا في ملكوت السموات. اما الذي يعمل ويُعـلّـم فهذا يُدعى عظيما في ملكوت السموات.

"تصيران كآلهة"

"فقالت المرأة للحيّة: مِن ثمر شجر الجنّة نأكل. وأمّا ثمر الشجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكـلا منـه ولا تمسّاه لئـلاّ تموتـا. فقـالت الحيّة للمـرأة: لـن تموتـا، إنّمـا الله عـالم أنّكما في يـوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتصيران كآلهة عارفَي الخير والشرّ" (سِفر التكوين 3: 2-5).

يُجمع آباء الكنيسة القدّيسون على القول بأنّ السبب الرئيس لخطيئة الإنسان إنّما هي كبرياؤه. فأُوغسطينوس المغبوط أسقف هيبّون (+430) يقول: "الحقّ يقال: أوّل الكبرياء هو الخطيئة (يشوع بن سيراخ 10: 15). إنّ الكبرياء دمّرت إبليس، وأنبتت الخطيئة، وبما تلاها من حسد أوقعت الإنسان الذي كان يُقيم في البِرّ. فالحيّة، بسعيها إلى إيجاد طريقة للدخول، طرقت باب الكبرياء فقالت: تصيران كآلهة. من هنا نفهم قول الكتاب: بدء الكبرياء هو الارتداد عن الله (يشوع بن سيراخ 10: 14)، ارتداده عن الربّ في الطبيعة والنعمة". ويتابع أُوغسطينوس تفسيره قائلاً: "ما كان آدم وحوّاء ليقعا في الفخّ لو بقيا مطيعَين لمبدئهما السامي الحقيقيّ، ولو لم تُوَسوِس لهما الكبرياء أنّهما مبدأ وجودهما".

ويُجمع الآباء أيضًا على مسؤوليّة الإنسان عن سقوطه تحت غواية الحيّة. فلو لم يكن ثمّة حيّة في الرواية لكان سقط آدمُ وحواءُ بدافع من شراهتهما وطمعهما. فالقدّيس أفرام السريانيّ (+ 373) يقول: "وحتّى لو لم يساعد المجرّب (الحيّة) فإنّ جمال الشجرة كان سيُحدث فيهما صراعًا كبيرًا بسبب نهمهما. فالنَّهَم كان مدعاةً للأخذ بمشورة الحيّة. وقد آذاهما أكثر من مشورة الحيّة". وفي السياق عينه يقول القدّيس ذياذوخوس فوتيكي (+475): "إنّ حواء هي الأولى التي تُعلّمنا أنّ النظر، والذوق، وسائر الحواسّ، تُبعد القلب عن ذكر الله، عندما تُستخدم بدون اعتدال. فلو لم تُمتّع حوّاء نظرها بالشجرة المحظورة، لما كانت تناست وصيّة الله".

ويُجمع الآباء أيضًا وأيضًا على القول بأنّ آدم وحوّاء لو تواضعا وتابا إلى الله لكان الله غفر لهما معصيتهما. غير أنّ كبرياءهما قد منعهما من سلوك الطريق الصحيح إلى الله، طريق التوبة والندامة على ما جنته أيديهما. فالقدّيس أفرام السريانيّ يقول: "لو تاب آدم وحوّاء بعد المعصية، لنجوَا ممّا أُنزل بهما من لعنات على الأرض، واستعادا ما كانا يملكانه قبل مخالفتهما الوصيّة". أمّا القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث (+ 102) فيقول إنّ الله كان ليستجيب لآدم لو أنّه تاب وقال: "نعم، يـا سيّـد، لقـد خـالفـتُ وصيّتـك، وسقطتُ بعملـي بمشـورة المرأة؛ إنّي أخطأتُ خطأً فاحشًا في إصغائي لها وفي عصياني وصيّتك، فارحمني". غير أنّ القدّيس سمعان يتابع قائلاً: "أمّا آدم فلم يتّضع. قلبه صلبٌ كالحديد. لو قال هذا القول لبقي في الفردوس. بكلمة واحدة كان قادرًا على أن يُجنّب نفسه العواقب الوخيمة التي لا عدّ لها. فقد جنى على نفسه فطُرد من الفردوس وقضى الدهور الطوال في الجحيم". ويكرّر القدّيس سمعان الكلام ذاته عن حوّاء، مساويًا بينها وبين آدم في المسؤوليّة عن سقطتهما.

ويُجمع الآباء على الحديث عن كبرياء آدم وحوّاء ليس لأنّهما لم يتوبا وحسب، بل لأنّ كلاًّ منهما برّأ نفسه من التهمة مُلقيًا المسؤوليّة على الآخَر أو على الحيّة. فالمغبوط أُوغوسطينوس يقول: "آدم لم يدِنْ نفسه ولم يقرّ بمجاراته المرأة في عصيانها، بل ألقى تبعة المعصية عليها. وهكذا حاول، بمكره، أن ينسُب خطيئته إلى الله نفسه. فلم يكتفِ بالقول: المرأة التي أَعطيتني، بل: المرأة التي أعطيتني لتكون معي. هذا التصرّف يتّصف به كلّ الخطأة الذين يلومون الله على ما ارتكبوه من خطايا. وهذا مصدره الكبرياء". ويلاحظ القدّيس أفرام السريانيّ أنّ الله وجد آدم وحوّاء غير نادمين على فعلتهما، فيقول: "عندما لم يشأ آدم الاعتراف بخطيئته، استجوب الربّ حواء. وعوضًا من أن تتضرّع وتذرف الدموع على خطيئتها لتُرحم هي وزوجها قالت إنّ الحيّة أَغوتني فأكلتُ".

أمّا القدّيس دوروثيوس أسقف غزّة (+540) فيقول: "لو تواضع آدمُ وأَصغى إلى الله، وعمل بوصيّته، لما سقط. وبعد أن وقع في البليّة، أَعطاه الله فرصة للتوبة ولنيل الغفران، مع ذلك لم يُبادر إلى التوبة (...) بل أجاب آدمُ: المرأة التي أَعطيتني. لم يقل امرأتي هزئت بي، بل المرأة التي أَعطتني. وكأنّي به يقول: إنّك وضعتَ الكارثة على رأسي. هذه هي الحال، فإنّ الإنسان عندما لا يضبط نفسه يُلقي اللوم على غيره، ولا يتورّع عن اتّهام الله نفسه".

رأى الآباء أنّ الخلاص من السقوط قد تمّ بالربّ يسوع الذي افتدى الخليقة كلّها بدمه على الصليب. فالقدّيس غريغوريوس النيصصيّ (+394) بعد كلامه على سقـوط آدم وحـواء يقـول: "إنّ الـدواء الشـافي ليس سوى ذاك الجسد الذي أثبت أنّه أقوى من الموت وأنّه مصدر حياتنا". أمّا القدّيس إيريناوس أسقف ليون (+202) فيرى في القدّيسة مريم والدة الإله حوّاء الثانية التي تصرّفت على العكس من حوّاء الأولى، فيقول: "أُغويت المرأةُ الأولى بعصيان الله فسقطت، في حين أنّ مريم البتول رضيت بطاعة الله، فصارت محامية عن حوّاء البتول. فالجنس البشريّ خضع للموت بسوء تصرّف بتول، لكنّه خلُص بفضل بتول، فعدمُ طاعة البتول الأولى وازنتْه طاعةُ البتول الثانية".

لم تنتهِ القصّة بعد. فآدم وحواء هما كلّ إنسان يسعى على وجه الأرض. هما صورة عن البشريّة جمعاء التي سقطت وما زالت تسقط تحت وطأة الخطيئة. غير أنّ المسيح قد أتى "ليخلّص ما قد هلك"، وما على الإنسان إلاّ أن يختار النصيب الصالح له. أمّا الباب إلى كلّ ذلك فليس قطعًا الكبرياء التي تمنعنا من رؤية خطايانا، بل التوبة التي تقودُنا إلى الحياة الأبديّة.

من تعليمنا الأرثوذكسي: بسلام إلى الرب نطلب

التلميذ: انتبهتُ أثناء القداس وسمعتُ كثيرا: "بسلام إلى الرب نطلب"، وفهمتُ أننا نصلّي من اجل السلام بسبب كثرة الحروب والمشاكل.

المرشد: نصلّي من اجل السلام، هذا واضح. وعلينا أن نسعى ليحلّ السلام لأن الرب يسوع قال: "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون" (متى 5: 9). ليس شيء أعظم من أن نصير اولاد الله. لكن هذا السلام الذي نصنعه، وهو عكس الحرب والخلافات، هو سلام بين البشر جيّد ومطلوب، لكن الأعظم هو سلامُ الله. أَلا تذكُر أن يسوع قال لتلاميذه "سلامي أُعطيكم" (يوحنا 14: 27). هذا سلامٌ ليس من الناس او بين الناس، هو سلام الله. هذا ما نطلبه أولاً.

التلميذ: لكن الكاهن يقول: بسلام إلى الرب نطلب.

المرشد: دعني أُبيّن لك أهمية الطلبة في اول القداس التي تُدعى الطلبة السلامية وتبدأ "بسلام إلى الرب نطلب". تكرارُ طلب السلام أكثر من مرة -بالفعل ثلاث مرات- ليـس مجـرّد تكــرار فــارغ. نقــول أولاً "بسـلام إلـى الرب نطلــب" لنكـون فـي وضـع ســلام داخــليّ عنــدمـا نبتــدئ الصـلاة. مـن يـريـد أن يشتـرك فعـلا فـي القـدس عليه أن يطرد من فكره كل اضطراب وكل الاهتمامات التي ننشغل بها كل يوم. عليه أن يُبعد عن فكره كل شعور بالغضب او الحسد او الكره تجاه أحد ليقف أمام الله هادئًا، منتظرًا بثقة ومركّزا على الأمر الواحد الأساسيّ.

التلميذ: لم تقُل شيئا عن السلام الذي من العُلى.

المرشد: اولاً نقف بسلام داخليّ أمام الله. ثم نطلب من أجل "السلام الذي من العُلى وخلاص نفوسنا". نُقرّ هنا بكل تواضع أن السلام الذي نطلبه ليس نتيجة جهودنا الخاصة، إنه عطيّة من الله يأتي من فوق ونحن نفتح قلبنا ونمتلئ منه. كما أننا نُقرّ بأن السلام الإلهيّ وخلاص نفوسنا مرتبطان. إنْ حَلّ سلامُ الله فينا فهذه إشارة الى وجود المخلّص فينا.

التلميذ: إذًا كل واحد منّا في الكنيسة يصلّي من اجل أن يحصل على السلام العلويّ ويخلّص.

المرشد: هذا خطأ لأنك لست وحدك في القداس. انت عضو في جسد المسيح أي الكنيسة مع كل الإخوة الموجودين والغائبين، الأحياء والذين رقدوا. أَلفتُ انتباهك الى أننا نطلب بالجمع لنا كلنا. كما أُريدك أن تنتبه الى الطلبة الثالثة: "من اجل سلام كل العالم، وحُسْن ثبات كنائس الله المقدسة، واتحاد الجميع إلى الرب نطلب". السلام الذي نطلبه يتجاوز شخص كل واحد منا بمفرده. نصلّي من اجل الكون كله، كل الخليقة، الناس والحيوان والنبات وكل الطبيعة. الكنيسة بيت الله، بيت الصلاة وبيت السلام. نصلّي لتصير قلوبنا بيوت سلام.

لا تبكِ إذا كنتَ تُحبّني

للمغبوط أُوغُسطينوس

لو كنتَ تُدرك هبة الله وما هي السماء؛ لو كنتَ تستطيع أن تسمع أناشيد الملائكة وأن تراني بينهم؛ ولو كان بإمكانك أن تتأمّل لحظةً الجمال الذي تتضاءل تجاهَه كافة الجمالات؛ امسح دموعَكَ ولا تبكِ إذا كنتَ تُحبّني.

الموت لا شيء، إنما قد انتقلتُ فقط إلى الجهة الأُخرى. فأنا ما أزال أنا، وأنتم ما تزالون أنتم. إن ما كُناه واحدُنا للآخر ما نزالُهُ دائمًا. نادُوني بالاسم الذي ناديتُموني به دائمًا. حدّثوني كما كنتُم تفعلون سابقًا. لا تسـتعملـوا لـهجةً مختلـفة. لا تكـونـوا جـامديـن أو حزانى. استمروا في الضحك على ما كان يُضحكُنا معًا، صلوا من أجلي، افرحوا، فكّروا فيَّ، وصلّوا معي. ليُلفظ اسمي في البيت كما في السابق من دون أي شكل من أشكال التفخيم أو أثر للكآبة. فالحياة تعني ما كانت دائمًا تعنيه، وهي ما تزال إيّاها. الخيط لم ينقطع.

أتُراني أصبحتُ خارج تفكيركم لأنّي أَبعدُ من متناول نظرِكُم؟ لا، لستُ بعيدًا عنكم، إنما في الجهة الأُخرى مِن الطريق. ستجِدون مودّتي صافية. كفكِفوا دموعكم، ولا تَبكوا إذا كنتُم تُحبّونني.

مكتبة رعيتي

صدر كتاب جديد عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع عنوانه "القدسات للقديسين، تأمّل في القداس الإلهي"، وضعه ريمون رزق. غاية الكتاب مساعدة القارئ على فهم القدّاس والدخول فيه، لا فهمًا عقليا فقط، بل ممارسةً حيّة شخصية في علاقة اتحاد مع الله وشركة مع كل المؤمنين الذين، بالقـداس، يصيـرون كنيسة، جسد المسيح. يتوقف الكتاب بشكل موجز على بعض المحطات في مسيرة القداس مما يُسهّل مطالعة الكتاب. عدد الصفحات 75. ثمن النسخة خمسة آلاف ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع.

الأخبار

اليونان

يبدو أن وضع الكنيسة الأرثوذكسية المالي متعثّر جدا بسبب برنامج التقشّف الذي ستُقرّه الحكومة بناء على طلب المجتمع الدولي من أجل حلّ الأزمة الاقتصادية التي حلت منذ سنة. بناء عليه ستقطع الحكومة نصف الميزانية المخصصة لدفع رواتب الكهنة. في اليونان إدارة الكنيسة ليست منفصلة عن الدولة. قالت المصادر ذاتها ان الحكومة ترغب في أن تفرض على كل المؤسسات الكنسيّة نقل كل حساباتها من المصارف الخاصة الى المصرف الوطني لتتمكن من مراقبة كل عملياتها المالية. وقد صار الوضع المالي لبعض الأبرشيات حرجًا جدًا مما قد يُضطرّها الى وقف الدفع، وقد لن تتمكن هذه من تأمين المصاريف اليومية والاستمرار في برامجها الاجتماعية والتربوية.

Last Updated on Monday, 11 July 2011 16:40
 
Banner