Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 33: هيكل الله
العدد 33: هيكل الله Print Email
Sunday, 14 August 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 14 آب 2011 العدد 33    

الأحد التاسع بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

هيكل الله

قولة الرسول: “نحن عاملون مع الله”، ولكن الله هو المبادر في كل شيء صالح فيكم. أنتم تتقبلون نعمته، وهذه هي المشاركة. الرب لا يجبر على شيء. تتقبل انت الموهبة وتُثمرها. لذلك أوضح بولس بعد هذا: انتم حرْثُ الله (وهذا تشبيهٌ زراعيّ) وبناءُالله (وهذا تشبيهٌ بالعمارة). يرى كاتب الرسالة أنه على أساس الله بنّاء حكيم.

ثم يتوجّه الى كل مؤمن ليلفته الى مشاركة الله في البناء. ويُذكّره أن ليس من أساس إلا يسوع المسيح. اذًا لا نبني على دِينٍ آخر فلا نمزج عقيدتنا بعقيدة اخرى.

اذًا نسير على استقامة الرأي، وسيكون عملُنا بيّنًا في اليوم الأخير. كل سلوك لنا سيظهر في يوم الرب عند الدينونة، وهذا الفحص الذي يفحصنا الله به سمّاه بولسُ النار لأن النار تُفرّق المعادن عن الذهب. فإذا بقي عملك بالفحص ستنال أُجرةً، ولكن بالفحص يمكن أن تخسر.

وحتى يفهم أهل كورنثوس أنهم مضطرّون على فحص أنفسهم قال لهم: “انتم هيكلُ الله”، فالله لا يسكن في ما بعدُ هيكل اورشليم. جسد المسيح هو الهيكل وانتم جسد المسيح. الكنيسة هي انتم. وتصيرون هيكل الله بسُكنى الروح القدس فيكم، وهذا تأخذونه بالميرون الذي هو مسحة الروح على أن تحافظوا على هذه المسحة ولا تمحوها.

تستمرّ المسحة ويُقال لكم مسحاء. انت مختوم كالرسالة المختومة التي لا يقرأها إلا من أُرسلت اليه. مختوم اي انك خاصّ المسيح ولست تخصّ زعيما او أُسقفا. انت من أهل الذين يحبّون المسيح.

حذار عليك أن تُفسد هيكل الله ببيعه لغير المسيح، بتدمير أجزاء منه لأنه يصير خرابا ويتركه الروح القدس. هناك من يعيش بلا روح قدس. أخشى ان يتركك الروح وكأنك جثة هامدة. وانت تفسد الهيكل اذا اقتبلت أية فكرة لا يرضى عنها المسيح وخضعت لفكر هذه الدنيا. كذلك تُفسد الهيكل اذا ارتكبت الخطيئة عمدا وتركت الشيطان يسوس فكره في قلبك.

لمّا قال الرسول “انتم هيكلُ الله”، لم يقل هياكل الله لأننا جميعا واحد بالمسيح يسوع. المحبة تجعلنا هيكلا واحدا له. فإذا خضعت لبغضٍ واحد تخرج من انتمائك لهذا الهيكل.

الكنيسة واحدة لأنها آتية من المسيح، ولكن وحدتها لا تُحفظ الا بلُحمة أبنائها. اتحادٌ مع المسيح واتحادٌ مع الإخوة. وإن لم تحافظوا على هذا فيعني أنكم تعيشون في الكيد وفي الكبرياء والاستعلاء. واذا حافظتم على الوحدة في كل ظرف فاعلموا أن هذا آتٍ من المسيح وأنه هو حافظُكم في محبته لكم لكي لا تموتوا كل يوم بالخطيئة.

لقد قام المسيح من بين الأموات لكي لا يبقى أحدكم ميتا روحيا اليوم أو غدا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: 1كورنثوس 9:3-17

يا إخوة، إنّا نحن عاملون مع الله وانتم حَرْثُ الله وبناءُ الله. أنا بحسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاءٍ حكيم وضعتُ الأساس وآخر يبني عليه. فلينظرْ كل واحد كيف يبني عليه، اذ لا يستطيع أحد أن يضع أساسا غير الموضوع وهو يسوع المسيح. فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبا او فضة او حجارة ثمينة او خشبا او حشيشا او تبنا، فإنّ عمل كل واحد سيكون بيّنا لأن يوم الرب سيُظهره لأنه يُعلَن بالنار وستمتحن النارُ عمل كل واحد ما هو. فمَن بقي عمله الذي بناه على الأساس فسينال أُجرة. ومن احترق عمله فسيخسر وسيَخْلُص هو ولكن كمن يمرّ في النار. أما تعلمون أنكم هيكلُ الله وأن روح الله ساكن فيكم؟ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله لأن هيكل الله مقدَّس وهو أنتم.

الانجيل: متى 22:14-34

في ذلك الزمان اضطر يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع. ولما صرف الجموع صعد وحده الى الجبل ليصلّي. ولما كان المساء كان هناك وحده. وكانت السفينة في وسط البحر تكدّها الامواج لأن الريح كانت مضادّة لها. وعند الهجعة الرابعة من الليل، مضى إليهم ماشيا على البحر. فلما رآه التلاميذ ماشيا على البحر، اضطربـوا وقالـوا انـه خيـال، ومن الخـوف صرخوا. فلـلوقت كلّمهـم يسوع قائلا: ثقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس قائلا: يا رب إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتي اليك علـى المياه. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه آتيا الى يسوع. فلما رأى شدّة الريح خاف، وإذ بدأ يغرق صاح قائلا: يا رب نجّني. وللوقت مدّ يسوع يده وأَمسك به وقال له: يـا قـليل الايـمان لمـاذا شكـكتَ؟ ولمّـا دخـلا السفـيـنـة سكنـتِ الريـحُ. فجاء الذيـن كانـوا في السفينة وسجدوا له قائلين: بالحقيقة انت ابنُ الله. ولما عبروا جاؤوا الى أرضِ جنيسارت.

ثمّ سار في القرى المجاورة يعلّم

هذا الكلام وضعه الإنجيليّ مرقس بعدَ رفضٍ تعرّض له يسوع في الناصرة (6: 1- 6)، وطنه الذي حبلت أمّه فيه (فلنذكر أنّه وُلد في بيت لحم)، ونشأ وعمل هناك حتّى الثلاثين من عمره. ومن الآيات المشهورة التي نجدها في هذا السياق، قوله: "لا يُزدرى نبيّ إلاّ في وطنه وأقاربه وبيته" (الآية الـ4(.

إذًا، كان أهل الناصرة يعرفون يسوع. والمقطع، الذي دللنا عليه، تكشف لنا قراءته أنّهم كانوا يعرفون أنّه عمل نجّارًا في مشغل كان يوسفُ خطيبُ أمِّهِ يشغله. ويعرفون، تاليًا، والدته مريم وإخوته (أقاربه: يعقوب ويوسى ويهوّذا وسمعان)، وقريباته اللواتي كنّ يُقمن بينهم. لا نريد، هنا، أن نردّ على مَنْ يعتقدون، خطأً، أنّ مَنْ يسمّيهم الإنجيليّ "إخوة يسوع" هم أولاد مريم من يوسف. فالثابت، في تراثنا، أنّ مريم بقيت مخلصةً لزرع الله الذي اختارها أَمةً له وحده. وكلّ ما يهمّنا أنّ نتأمّل، ولو سريعًا، في هذا الرفض الذي دفع الربّ إلى أن يمتنع عن إجراء شيء من المعجزات في وطنه، "سوى أنّه وضع يديه على بعض المرضى، فشفاهم... ثمّ سار في القرى المجاورة يعلّم". وهذا، كما يجب فهمه، سببه ما ردّدناه الآن. فما يبدو أنّ أهل الناصرة قد حدّوا السيّد في بشريّته، أي لم يرتقوا إلى كونه إلهًا وإنسانًا معًا.

لا يسمح لنا ما نقلناه بأن نسأل: كيف يمكن أن يعرف أهل الناصرة، في مطلع كرازة يسوع، أنّه إله وإنسان معًا؟ وهذا يعود إلى كون النصوص الإنجيليّة، التي يستند كتّابها إلى أحداث تمّت، لا تهدف إلى نقل ما جرى في التاريخ فحسب، بل، أيضًا، إلى دعوتنا، نحن القرّاء، إلى أن نبدي موقفًا ممّا نقرأه. وتوًّا، هذا يجب أن يعني لنا أنّ الإنجيليّ، فيما ينقل ما جرى، يريد من قرّائه، في غير جيل، أن يُبيّنوا إيمانًا كاملاً بأنّ يسوع هو واحد مع أبيه في الجوهر. ومن الأسئلة التي لا يسمح لنا ما نقلناه بأن نطرحها أيضًا: هل القرى المجاورة، التي سار يسوع فيها بعد تركه الناصرة، ستستقبله قبولاً طيّبًا؟ هل أهلُ هذه خيرٌ من أهل تلك؟ وإلى أين سار؟ أقول لا يسمح لنا بأن نسأل، والظاهر أنّ الإنجيليّ، في ما دوّنه، لا يحرّكه هذا النوع من الأسئلة. هدفه آخر. ويجب أن نرتقي إلى هدفه. وهذا، الذي لا نسقطه على ما نقرأه، يؤكّده أنّ الإنجيليّ مرقس لا يسمّي قريةً واحدةً من القرى التي ذكر أنّ يسوع سار فيها، بل نراه ينقلنا إلى حدث آخر. يذكر لنا أنّ يسوع دعا تلاميذه الاثني عشر، وأرسلهم إلى الكرازة (7- 13). هل شعر بأنّ ما جرى في الناصرة يمكن أن يجري في غيرها، فدعا رسله إلى اجتماع عاجل؟ هذا سؤال يسمح لنا ما جرى بطرحه. فالتلاميذ، وكلّ قارئ مؤمن، هم أقرباء يسوع الجدد الذين دعوتهم أن يشهدوا لقبولهم إيّاه ربًّا ومخلِّصًا. وهذا يبيّن أنّ "القرى المجاورة" هي كلّ قريّة (أو كلّ إنسان) ستقبل بشارته التي سوف يحملها تلاميذه. وبكلام واحد، إنّ مرقس، في ترتيبه المذكور، يريد أن يرينا يسوع، مرميًّا في دنيانا، فقيرًا إلى أن نقبله قريبًا لنا.

لم يكن لنا أن نفهم بُعد هذه الأحداث المتعاقبة لولا عبارة "سار في القرى المجاورة يُعلّم"، ولا سيّما خاتمتها، أي "يُعلّم". فهذه هي التي تكشف أنّ أهل الناصرة، الذين قلنا إنّهم حدّوا السيّد في بشريّته، لم يقبلوا تعليمه ضمنًا. وهي عينها التي تضيء على معنى دعوة التلاميذ التي قرأنا عنها، أي على أنّ أعلى ما يعني يسوع أن يقبل المؤمنون تعليمه، وينشروه على الملأ. صحيح أنّ الإنجيليّ لم يذكر، حرفيًّا، أنّ أهل الناصرة قد رفضوا تعليم يسوع. لكنّ الصحيح، أيضًا، أنّ كلّ رفض ليسوع ربًّا لا يمكن أن يعني سوى أنّك ترفض تعليمه أيضًا. وهذا يطرح علينا، نحن المؤمنين، سؤالاً مصيريًّا، وهو: ماذا يهمّنا من يسوع؟ هل يهمّنا، (كما معظم الناس)، ما يمكن أن يُجريه لنا من شفاءات فحسب (أو يهمّنا كلّ ما يهمّه)؟ لقد أجرى يسوع شفاءاتٍ قليلةً قَبْلَ خروجه من الناصرة. وهذه، وفق سياق ما نقرأه، قد أتت بعد أن شعر بأنّ أهلها قد رفضوه، أو، كما أردنا أن نفهم، رفضوه وتعليمه. بلى، لم يرد يسوع أن يترك رافضيه من دون أثر منقذ. هذه رحمة منه. وتبدو الرحمة، بسطوع كلّيّ، في وصف الإنجيليّ بأنّه: "وضع يديه على بعض المرضى، فشفاهم". لماذا أصرّ الإنجيليّ على ذكر أنّ يسوع "وضع يديه"؟ هذا جوابه قائم في ما كشفناه: لم يقبل أهل الناصرة أن يلمسهم بكلمته، ففعل بيده. فيسوع، إن لمسنا أو كلّمنا، إنّما مشيئته أن يشفينا. ونحن نخالف الحقّ إن لم نرتقِ إلى أنّ الربّ، الذي لا يحتمل أن يتوجّع الناس، يريدنا أن نقبل تعليمه دائمًا. يريدنا من أجلنا. يريدنا أن نشفى، كلّيًّا، أي أن نرتضي ما يخرج من فمه حياةً جديدة.

أمّا ما يجب قوله في خاتمة هذه السطور العجلة، فهو أنّ عبارة "سار في القرى المجاورة يُعلّم" تُبيّن لنا أنّ ربّنا لا يمكن أن يوقفه عن السير قبول الناس أو رفضهم. يبقى يسير. وخير سير يُفضّله، اليوم، أن يسير في مَنْ يحفظون كلمته نقيّة. هؤلاء التلاميذ، الذين ذكرنا أنّ الربّ أرسلهم إلى العالم، هم، إن أردنا أن نحيا، إيقونة حياتنا جميعًا. فنحن شأننا الراهن أن نذكر أنّ يسوع، مرفوضًا، ينتظر أن نقبله، ونعبّد قبوله في الأرض. وهذا مآله أن نرتضيه معلِّمًا، أي حاملاً إلينا كلمة الخلاص. فيسوع ربّنا، إن قبلنا تعليمه حقًّا، أي إن أعطيناه وقتنا وعقلنا وقلبنا، فلن نسمعه يقول فينا "لا يُزدرى نبيّ إلاّ في وطنه وأقاربه وبيته"، بل سيفخر بإيماننا، ويعترف، أمام أبيه السماويّ، بأنّنا أقرباؤه و"أهل بيته" حقًّا.


القديس ميخا النبي

تُعيّد الكنيسة اليوم للقديس ميخا النبي. هو أحد الأنبياء الإثني عشر الصغار. نبوءته هي السادسة ترتيبًا. عاش في القرن الثامن قبل المسيح وعاصر الأنبياء إشعياء وعاموص وهوشع. تنبأ ايام الملوك يوثام وآحاز وحزقيّا. أصله من قرية تقع جنوبي اورشليم. وعى انه مُرسَل من الله إذ قال: “انا ملآن قوة روح الرب... لأُخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيئته” (3: 8). ويتابع ضد المسؤولين الظالمين: “يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت يأخذونها” (2: 2)، الرؤساء يقضون بالرشوة والكهنة يُعلّمون بالأُجرة والأنبياء يَعرفون بالفضة. يتنبأ عليهم ميخا بعاقبة أفعالهم الشريرة. يعاتب النبي الشعب بكلام الله: “يا شعبي، ماذا صنعتُ، بك وبماذا أَضجرتُك؟ اشهدْ عليّ” (6: 3). ويتابع النبي أن الله يطلب من الشعب أن يصنع الحق ويحبّ الرحمة ويسلك متواضعا مع الله.

لكن بعد التنبؤ بالنفي الى بابل يأتي الوعد بالخلاص. يتكلّم ميخا عن مسيح الرب. “اما انتِ يا بيت لحم فلستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا لأنه منكِ يخرُج مدبّر يرعى شعبي إسرائيل” (5: 2). يستشهد الإنجيلي متى بهذه الآية في 2: 6، ونقرأ من نبوءة ميخا النبي في صلاة الغروب لعيد الميلاد. لا نعرف كيف رقد النبي ميخا لكنه دُفن قرب قريته. ويقال انه تمّ اكتشاف قبره وقبر النبيّ حبقوق في أيام الامبراطور يوسنيانوس في القرن السادس، وبُنيت كنيسةٌ في الموقع تمّ اكتشاف آثارها في مكانٍ اسمُه خربة البصل.

الأخبار

ديـر الـبلـمـنـد

صباح يوم الأحد في الحادي الثلاثين من تموز الماضي ترأس صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، القداس الإلهي في كنيسة السيدة في دير البلمند البطريركي يعاونه عدد من المطارنة. خلال القداس جرت رسامة الأرشمندريت قسطنطين (كيال) أسقفًا معاونًا لغبطته في دمشق.

بناء على رغبة صاحب الغبطة ألقى المطران جاورجيوس راعي هذه الأبرشية العظة التالية: “سيادة الاخ الجليل. كان شفيعك القديس قسطنطين الكبير في معركةٍ لما شاهد صورة الصليب التي هي تمامًا هذه المرسومة على هذا العكّاز. شاهد صورة الصليب في السماء، وسمع صوتا يقول له: “بهذا تَغْلِب”. أي إن الله قال للمحارِب: لستَ بالسلاح تَغْلب. واستمدادا لهذا، لستَ بالمُلك تَغْلب، ولا بالمال، ولا بالسلطة. تغلب بهذا الصليب. أي إنك تُصلب إن أردت مشاركة المسيح بعد معموديتك. دُفنّا معه، في المعمودية للصلب، أي لنذهب الى الحياة، والى القيامةِ، الآن وليس غدا، القيامةِ من بين الأموات، من موت الخطيئة والجهل.

يا سيدي، الكاهن لا يسعى فقط الى إنقاذ نفسه. كلّكُم سيُطالب في اليوم الأخير إذا ما سعى الى خلاص نفسه. ولكن الكاهن، ومن باب أولى الأُسقف، سوف يسأله الآب في اليوم الأخير إن سعى الى خلاص رعيته. سوف تُدان يا سيدُ على هذا. نظرك اذًا الى الإخوة، الى الضعاف من الإخوة، الى الفقراء الذين تحيّز لهم يسوع. وسوف تذكُر قوله المبارك: مجّانا أَخذتم، مجّانا أَعطُوا.

المطارنة مُغرَون بالمال. وقد قال الله على لسان رسوله الكريم بولس: “المال أصلُ كل الشرور” في الكنيسة التي سوف تكون مسؤولا عنها اليوم، وغدا. المال يعني، فيما يعني، البهرجة والتعاظُم، وأن يدعوَك الناس “سيدي”، وأن تفرح بهذا، في حين أن “سيدي” تعني أنك خادمُ المسيح، وتَكسب السيادة بذا، وليس بشيء آخر. ليس بالأمر والنهي تكون السيادة، ولكن بالموت، بالموت الدائم، لتطهير نفسك، ولتطهير الرعية. نحن بالموت فقط نصير الى القيامة.

وعلى هذا الطريق اذكُرْ يا سيدُ أنك مبذول وأنك لا شيء. الكبير بينكم لا شيء. فإذا استعليتَ واستكبرتَ يَمحقك الله محقا، كما مَحق مطارنة كثيرين منذ ألفي سنة. ويبقى لك أن ترتعد لأنك ستمثُل في حضرة الآب.ماذا تقول له؟ سوف يقول لك: يا قسطنطين، ماذا صنعتَ بالطهارة التي استودعَتْ فيك؟ ماذا صنعت بتطهير الأُمّة المقدسة؟ سوف يسألك وترتعد. انا أَرتعد كثيرًا حتى الآن. أخشى هذا المثول. ولكني أرجو في صلاتي من أجلك، وصلاة الإخوة، وصلاة الأمّة المقدسة. أرجو أن يرفعك المسيح على كتفيه كما رفع الخروف الضالّ.

هذا يتطلب، حتى يخِفّ الارتعادُ فيك، هذا يتطلب أن تقرأ الكلمة. اذكُرْ اننا وضعنا الإنجيل على رأسك مفتوحا، لنقول ماذا؟ لنقول: انت لا تستبقي هذا الكتاب على رفّ المطرانية. انت تفتحه صباح مساء لتجيء منه، لأنك إن جئت مِن شغف العالم يَسحقُك الله، وتصير ترابا من هذا العالم. وأما إن جئت من هذا الإنجيل فأنت إنجيل، وليس الناس في حاجة الى كتب. ينظرون الى وجهك ويقرأون المجد الإلهي عليك. لأنك إن ذكرتَ أنك تراب سوف لا يَرون التراب عليك. سوف يرون الضياء نازلا عليك، لأننا معك سنستنزله لتُعَمّد بالنور، كما عُمّدت في الطفولة. كيف لا ترتعد في حضرة الآب؟ سوف يقول لنفسه أبونا السماويّ: هذا قسطنطين، صنعتُه أنا من تراب، وسعى لأن يصير نورا، وصار. عندئذ يقرأك نورا، ويقول لك: تعال، انت من الأحبة. أخطأتَ في حياتك. سوف تخطئ، ولكنك تذْكُر أن الله إله الرحمة، وتذكُر أنك في الغد لن تخطأ، لأنك مذبوح من أجل الرعية، من أجل الرعية الفقيرة إلى الله.

ستكون مع هذا الشيخ الجليل أبينا البطريرك إغناطيوس، وتتعلم منه كثيرا، إن علمت أن تُصغي. هو يقول بكلمات صريحة او يُلمّح. عليك أن تلتقط كل ذلك لتمشي الى الأمام. ألا كانت يد الله عليك، في طريقك الى الملكوت، آمين”

Last Updated on Monday, 08 August 2011 15:25
 
Banner