Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 37: عيد ارتفاع الصليب
العدد 37: عيد ارتفاع الصليب Print Email
Sunday, 11 September 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 11 أيلول 2011 العدد 37    

الأحد الذي قبل عيد الصليب

رَعيّـتي

كلمة الراعي

عيد ارتفاع الصليب

هذا العيد مرتبط بحادثتين أُولاهما اكتشافُ القديسة هيلانة الصليب تحت تراب الجلجلة فيما كانت في فلسطين تبني الكنائس. اما الحادثة الثانية فهي أن عود الصليب كان موضوعًا في كنيسة القيامة وسرقه الفرس الذين كانوا قد احتلوا اورشليم في السنة 628، وبعد أن انتصر عليهم الامبراطور البيزنطي هرقل أعاد الصليب الى المدينة المقدسة، فرفعه البطريرك أمام المؤمنين.

من هنا عبارة ارتفاع او رفع الصليب. وفي يوم العيد يصير طواف قبل القداس اذ يوضع صليب صغير على صينيّة فيها زهور، ويوضع على طاولة امام الهيكل، ويرفعه الكاهن فوق رأسه وينزل به الى الأرض أثناء ترتيل “يا رب ارحم” خمس مئة مرة، فيعطي الكاهن زهرة لمن قبّل الصليب الكريم.

 

في كنيستنا لا يوجد صليب بغير مصلوب مرسوم عليه او منحوت موضوع عليه فيصبح، عند ذاك، أيقونة. السجود هو اذًا لصورة المصلوب على رجاء القيامة.

إيماننا كله مرتكز على صلْب المسيح وقيامته. وهذا الصلب نحتفـل بـه بمناسبات مختلفة خارج الأسبوع العظيم منها هذه المناسبة. بلا موت المسيح ليس عندنا رجاء. وإذا المسيح لم يمُت ولم يقُم ليس لنا قيامة ولا أساس لإيماننا. المحبة التي بشّر بها المسيح ظهرت بنوع خاصّ على الصليب وتجلّت بالقيامة. المحبة ليست فقط تعليمًا. هي واقع الصلب وواقع نهوض المسيح من بين الأموات. هذا نُعبّر عنه بوضع الصليب في عنق الولد المعمَّد ليفهم طوال حياته أنه دُفن مع المسيح وأنه سيقوم على رجاء الحياة الأبدية.

هذا العيد يجدّد دعوتنا الى أن نسلك حياة جديدة، أن نصبح خلائق جديدة بالروح القدس. الصليب رمز لهذه الحقيقة التي كشفها لنا المُخلّص والتي نسعى أن نختبرها بذوق كل جمالات المسيح إذا أردنا التغلّب على شهواتنا. بمقدار انعتاقنا منها نكون قد أعلنّا أننا نتبع المسيح القائم من بين الأموات.

الحياة الجديدة تعني التوبة التي هي الرجوع الى وجه يسوع وترك مُغريات الدنيا. “من أراد أن يتبعني فليكفُر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. تُقرّر انت أوّلا أن تمشي وراء المسيح، وأن تتحمّل كل شيء بصبر، وفي الوقت نفسه أن تحبّ الإخوة ليراكُم الناس أنكم أحرار من الخطيئة وقياميّون.

أجل أنت متألم ككل البشر، والمسيح حمل آلامكم. كل يوم سوف تعاني وقد تقلق كثيرًا، وإنْ أَردت الفرح فهو الذي يعطيك إياه يسوع اذا سلّمته قلبك ليسكن فيه. هذا يعني أن تتخذ الصليب رفيقًا لك لتتحمّل هذا الوجود وتسير به الى فوق.

ولكن قيام الوجود معك ورَفْعَه الى المسيح يتطلّب منك الجهاد لمعرفة كلمة الله التي في الإنجيل. إقرأه كل يوم وتأمله ليرى الرب أن وجهك صار نيّرًا وأنك سائر الى حياة جديدة. وإلى جانب معرفتك للإنجيل اختبارك للصلاة اليومية الى جانب مشاركتك في القداس الإلهي كل أحد.

لا حياة لك إلا بحديثك مع الله صباح مساء ليكون فيك الشعور بالله ورحمته وجلاله واحتضانه إياك.

تجديد حياتك الروحية هو الذي يكفل لك القوّة لحَمْل الصليب فالسير الى القيامة.

إشارة الصليب على وجهك وصدرك تَمّمْها بوعيِ أهميةِ الصليب والتصاقك به بهذه الإشارة حتى تعرف أنك سماويّ.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: غلاطية 11:6-18

يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها اليكم بيدي. ان كل الذين يريدون ان يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم ان تَختتنوا، وانما ذلك لئلا يُضطهدوا من اجل صليب المسيح، لأن الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل انما يريدون ان تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. اما انا فحاشى لي ان أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المـسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنه في المـسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سـلام ورحمة، وعلى اسرائيلِ اللهِ. فلا يجلبْ عليَّ احدٌ اتعابا في ما بعد فإني حامل في جسدي سِماتِ الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المـسيح مع روحكم ايها الإخوة، آمين.

الانجيل: يوحنا 13:3-17

قال الرب: لم يصعد احد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن البشر الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي ان يُـرفع ابن البشـر لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه هكذا أَحَـبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العـالم بل ليخـلِّص به العالم.

أبنـاء الكـلـمـة

"أستحلفكم بالربّ أن تُقرأ هذه الرسالة على الإخوة أجمعين. " بهذه الكلمات، يختم بولس رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي (5: 27). وإن عرفنا أنّ هذه الرسالة هي أوّل نصّ كامل وُضع في العهد الجديد، فيمكننا أن نتبيّن أنّ أعلى ما يعني الرسول فيها أن يدرك كلّ عضو، في هذه الجماعة الفتيّة (وكلّ جماعة في غير جيل)، أنّ التعليم القويم إنّما يخصّه شخصيًّا.

إذا قرأنا هذه الرسالة بكمالها، فلا يفوتنا أنّ واضعها أراد أن يعبّر فيها عن فرحه بما وصل إليه من أخبار سارّة عن هذه الجماعة الناشئة، ولا سيّما إيمانها الحارّ بمجيء الربّ ثانيةً عن قريب (5: 1- 11). إنّنا نسمعه يكلّم المؤمنين، باغتباط أبويّ ظاهر، على حُسن إخلاصهم لِما قاله لهم علنًا أو في سرِّ خلواتٍ تنبض بالكشف. ولا يشدّد عليهم في سوى أن يستمرّوا على ما هم عليه من خير، ويزدادوا تقدّمًا في سيرة ترضي الله (4: 1)، وفي محبّتهم الأخويّة التي تعلّموها من الربّ (4: 10)، وشهادتهم لله أمام مرأى مَنْ هم "في الخارج" (4: 12)، وإكرامهم مَنْ يسهرون عليهم، ونصحهم بعضهم بعضًا، وعضدهم الإخوة الضعفاء، وصبرهم على جميع الناس، وزرعهم الخير والفرح دائمًا، وصلاتهم المستمرّة، وعدم إخمادهم الروح وازدرائهم النبوّات، وتفحّصهم كل شيء وتمسّكهم بما هو حسن، وتجنّبهم كلّ نوع للشرّ (5: 12- 23).

أمّا الآية الختاميّة التي بنينا عليها هذه السطور، فتكشف، بوضوح جليّ، أنّ ما كتبه الرسول يريده أن يُقرأ في اجتماع العبادة الذي كانت إقامته قد ثبتت في كلّ يوم أحد (قابل مع: أعمال الرسل 20: 7). فقراءة الكلمة هذا مطرحها الأغلى. ويكشف، تاليًا، أنّ المؤمنين، في كنيسة تسالونيكي، كانوا يلتزمون "اجتماعهم"، أي لا يتغيّب أحدهم عنه. فقوله أن تُقرأ الرسالة "على الإخوة أجمعين (وفي تعريب آخر، تزاد لفظة: القدّيسين)" يظهر جدّيّة التزامهم اجتماع العبادة. ويلفتنا، في ما اقتبسناه من فمه، أنّه يدعو أعضاء الجماعة جميعهم "إخوة". وهذه اللفظة لا تستثني الرعاة الذين ذكر أنّهم يسهرون عليهم (5: 12). فكلُّ أعضاء الجماعة واحدٌ أمام كلمة الله. الكلّ واحد، أي الكلّ إخوة، أي أقرباء المسيح الذي هو أخونا الكبير، أي أولاد لله الذي تبنّانا بنعمة روح ابنه (غلاطية 4: 4- 7). ويجب أن نستنج من هذا الطلب أنّ الرسول ينتظر أن يُصغي أعضاء الجماعة إلى ما وضعه بانتباه عظيم (عبرانيّين 2: 1)، وتاليًا أن يعين القويّ فيها مَنْ كان جديدًا أو ضعيفًا.

فالإصغاء إلى الكلمة من شروطه العليا أن تسعى الجماعة كلّها إلى أن "تأسر كلّ ذهن، لتهديه إلى طاعة المسيح" (2كورنثوس 10: 5)، "بالقول والعمل" (رومية 15: 18).

هذا، طبعًا، يدلّنا على أنّ حياة الجماعة تكوّنها الكلمة التي تُقرأ في اجتماع العبادة. فالقراءة، التي ينتظرها الرسول، قراءة ممدودة، إن انطلقت من مكان محدّد، فلا تُحصر به. بكلام واحد، يطلب الرسول قراءةً تمشي، أي أن تكون الكلمة مرآة حياة مَنْ تُتلى على مسامعهم. ويمكننا أن نعرف أنّ مَنْ يخاطبهم، ويريدهم أن يُصغوا إلى كلماته، أشخاص لهم ما يعملونه في الدنيا. يريد الكلمة، فيما يتعاطى المؤمنين أمور دنياهم (عملهم وتربية أولادهم وما إليهما)، "قريبةً من أفواههم وفي قلوبهم" (رومية 10: 8). الكلمة لا تفصلنا عن حياتنا، بل هي حياتنا الجديدة في كلّ ما نعمله من خير. فما يحكم إصغاء الجماعة في أوان اجتماعها، يطلب الرسول أن يحكمها في حياتها معًا. ثمّة صورة للجماعة لا تفوقها أيّ صورة أخرى، وهي أنّها تتعاون، في حياتها اليوميّة، على طاعة كلمة الله. وهذا، لا يتطلّب، بالضرورة دائمًا، تذكيرًا بها لفظيًّا. فأحيانًا، أو في معظم الأحيان، يكفي أن يسير المؤمن سيرةً كريمةً، توافق حقّ الكلمة، حتّى يذكّر بها. فالكلمة "روح وحياة" (يوحنّا 6: 63)، بمعنى أنّ الروح ينطقها في حياتنا أيضًا.

ثمّ يجب أن نرى، في هذا القول، أنّ الملتزم كنيسته إنّما يبني شهادته، في الأرض، على ما يُقرأ في اجتماع العبادة. هذه الدعوة الجماعيّة إلى قراءة الرسالة تُظهر أنّ المؤمن الحقّ هو مَنْ لا يخجل من بوح الكلمة أمام مَنْ هم "في الخارج". فإذا كان المسيحيّ شاهدًا لله، وهذا ما يجب، فهو يشهد لما يُتلى عليه في أوان العبادة. ليس المسيحيّ شاهدًا لأيّ فكر آخر في الأرض. وهذا، إذا أخذنا ما نراه في زماننا الحاضر، يفضح لا سيّما هذا التأخّر المريض عن اجتماع العبادة الذي تعوّده بعض من دون حرج!، أي القفز فوق الكلمة وتوزيعها في القدّاس الإلهيّ. ويفضح، تاليًا، كلّ صمت كسول ومتواطئ، وكلّ لغوٍ فارغ، وكلّ الخطايا التي تسرح وتمرح في بيوتنا وشوارعنا، أي يفضح البشاعة التي تُظهرنا لا نشبه جمال الكلمة!

هل يمكننا أن نرى، في قول بولس، إشارةً إلى دوام قـراءة الكـلمـة، أي إلى قراءتها قـراءةً شخـصيـّةً يوميّةً في بيوتنا؟ أعتقد ذلك. فالمؤمن يحيا بموجب اجتماع العبادة. هذا قانون حياته. وهذا يعني أنّ الرسول يدعونا إلى أن تكون قراءتنا الشخصيّة قائمةً على القراءة الجماعيّة. فالكلمة، التي تخصّنا جميعنا، (أي لا تخصّ واحدًا من دون سواه)، لا تحتمل، أيضًا، فهمًا فرديًّا يشوِّه معناها المسلَّم. كلّ قراءة صحيحة تحكمها قراءة جماعيّة هدفها الأعلى أن نتبيّن أنّنا أبناء الكلمة (عبرانيّين 12: 5).

لقد أثّرت هذه الآية الرسوليّة في حياة الكنيسة، ودفعتها إلى أن تُدخل مقاطع وضعها بولس في غير اجتماع عباديّ تقيمه. يبقى أن نلزم، نحن المؤمنين اليوم، أنّ كلمة الله إنّما هي حياتنا وشهادتنا.

القديس باتريك مبشّر إيرلنده

قديس من الغرب وُلد في بريطانيا في القرن الرابع في عائلة مسيحية. لما بلغ السادسة عشرة، اختطفه تجّار الرقيق وباعوه لمُزارع في إيرلنده جعله يعمل في حراسة الماشية. بعد ستّ سنوات من العبودية تمكّن من الهرب وعاد الى عائلته. وكان قد تقرّب كثيرا من الرب أثناء محنته وتقوّى في الإيمان وصلّى كثيرا. بعد عودته سافر الى بلاد الغال (فرنسا) وقضى نحو 15 سنة في أديارها يتبع تعليم الآباء ويتقوّى في المعرفة. بعد ذلك أُرسل الى إيرلنده مع بعض الكهنة ليبشّر. عمل في كل مناطق الجزيرة مبشّرا بكلمة الله بشجاعة، واقفا بوجه الملوك والأمراء الوثنيين حتى اقتنع بعضُهم بالإيمان المسيحي. وكان يواجه ايضا الكهنة الوثنيين الذين كانوا يحاولون أن يُحاربوه بشعوذاتهم دون جدوى. لما كثُر عدد المؤمنين، بنى الكنائس وأسّس الأديار ورسم الكهنة. صار القديس باتريك أوّل مطران على إيرلنده. وكان يقيم في الدير، ومنه يدير شؤون الكنيسة.

لما بلغ الثمانين، وبعد ثلاثين سنة من رعاية كنيسة إيرلنده، استقال وعاش في الدير. لم يترك كتابات سوى رسالتين، واحدة تُسمّى الاعتراف يقول فيها: “إني أعترف أمام الرب ولا أَخجل بحضوره: منذ أَن عرفتُه وأنا شاب كبُرَتْ محبة الله في قلبي، وحتى الآن، بنعمة الرب، بقيتُ على الإيمان. . . يا أحبائي سعيتُ إليكم ولم أَطلب غناكم. ما أُعطيَ لي مجّانا وزّعتُه مجانا. عملتُ كل ما بوسعـي ومـن كـل قلبي من أجـل خلاصكم. . . أضع نفسي الآن بين يدي الله الذي اختارني لهذه المهمة. . . كيف أُكافئ الرب عن كل ما أَعطاني؟ وإن كنتُ قد حققتُ أيّ عمل صالح من أجل الله الذي أُحبه، لا تقولوا اني أنا الجاهل قد حققتُه لكنه كان عطيّة من الله”. تكرّم كل الكنائس في الشرق والغرب القديس باتريك، وقد اتّخذه الإيرلنديون شفيعا لهم أينما حلّوا. تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية يوم وفاته في 17 آذار.

الأخبار

بـرمـانـا: رسامة الخوري رامي (ونوس)

صباح السبت في السابع والعشرين من آب ترأس راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس في برمانا. اشترك في القداس الأسقف غطاس (هزيم) عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند حيث يعمل الأب رامي، وعشرة كهنة وأربعة شمامسة بحضور الكثيرين من أهالي برمانا وأصدقاء الشماس رامي (ونوس) وأهله. أثناء القداس تمت رسامة الشماس رامي كاهنًا. بعد القداس تقبّل المطران جورج والكاهن الجديد التهاني في قاعة الكنيسة ضمن حفل استقبال قدّمه مجلس الرعية.

الأب رامي من برج حمّود، أتمّ الدراسة اللاهوتية في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، ثم تابع الدراسات العليا حتى الدكتوراه في اللاهوت. هو متـزوّج وله ابنة، ويعمل كأستـاذ في مـعـهـد القـديـس يـوحنـا الـدمـشقـي. سيخدم رعية برمانا مع الأب جورج (خوري).

في القداس ألقى سيادة راعي الأبرشية العظة التالية: أخي الخوري رامي، تذكُر حوار السيد مع السامرية، إذ قال لها الرب: “إذهبي وادعِي زوجَكِ، وتعالي الى ههنا. أجابت المرأة وقالت ليسوع: ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسنًا قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلته بصدق”.

هل للكنيسة الأنطاكية زوج واحد هو المسيح، أَم لها أزواج عُشّاق؟ ليس لي في هذه الخدمة المباركة أن أصف أخطاءنا وخطايانا وهفـواتنا نحـن القادة. كما ليس لي أن أُوبّخكم على خطيئة لكم إذ قالت الصلواتُ عندنا بلسان الكاهن: "إغفر لنا خطايانا، وجهالات الشعب". تواضُعا نقول “جهالات” الشعب، وأنتم تعرفون، ولا نقول “خطايا” الشعب. ولكننا نقول “خطايا” المطارنة والكهنة. هذا في كتُبكم. ليس المجال الآن، وليس لي الحق أن أدين أحدا، ونحن لسنا في مقام الدينونة، ولكننا في استلهام الرب لك أنت أيها الأب رامي.

أنت فهمت منذ طفولتك أن لك عريسا واحدا، وهو المسيح، وأنك خادمُه وحده، ولا تستقي عِلْما عميقا حقيقيا روحيا شافيا مخلّصا إلا من الإنجيل. ليس لنا نحن كتاب آخر. ليست لنا فلسفة أخرى. كلّكم يَعلم أنه حين يُرسم أحدُنا أسقفا -أي مطرانًا باللغة الدارجة- يوضع الإنجيل مفتوحا على رأسه، مفتوحا وليس مغلقا بالدفّتين، حتى نوحي له أنه يجيء من هذا المكتوب في هذا الكتاب. أنت تجيء من هذا الكتاب إن شئتَ أن تصبح شيئا، وإلا تبقى لا شيء.

وأنت تُنقّي نفسك. ليس لنا سبيل آخر لإصلاح الآخرين. لا يُصلَح أحد بالمواعظ والتنبيهات وما إلى ذلك. يُصلَح الإنسان فقط بالقديسين الذين يراهم، لأن المسيحية عدوى. هي نور يقتبسه الإنسان، فيصبح بدوره نورا. وهذا يعني هذا الشيء الصعب جدا، وهو هذا، وقد قاله أحد الكبار في القرن الرابع: طوبى لك إذا نظرت إلى كل إنسان كأنه الله نفسه، أي إذا رأيته يقتل ويسرق ويكذب لا تقول عنه إنه مجرم. هو تحت دينونة الله، وليس تحت حُكمك. وأنت تقول له: أنت نورُ الله. إذا استطعت أن تتّضع في رعيتك، أمام كل مؤمن، صلّى أَم لم يُصلّ، صام أَم لم يصُم، كان لسانُه عفيفا أَم لم يكن، إذا استطعت أن تتّضع حتى هذه الدرجة، أن تراه إلهًا، تصبح أنت إلهًا. وليست رغبتك غير هذه. فأن تُصبح عالما، هذا جيّد. ولكنّ الوثنيين أيضا يصيرون علماء. ولكنْ أن تصير قديسا، هذا يتطلب أن تُحبّ الناس جميعا، واحدا واحدا، الذين ظلموك والذين سبّوك والذين ضربوك والذين أَهانوك والذين يريدون أن يأخذوا وظيفتك وأن يرموك في الشارع. إذا استطعت أن تحبّهم جميعا، أن تضمّهم إلى قلبك حيث يجدون الله، إذا استطعت أن تنقلهم الى قلبك المؤلّه، تُصبح منارة ويستضيء الناس بك. وهذه هي المسيحية، أن نصير جميعا منائر.

إذهب على هذا التعليم الذي هو التعليم، ونفّذهُ كل يوم. واقرأ هذه العظة المسجّلة لتصيرها، أي لتنسى نفسك، وتعرف ذاتك آتيا من الرب يسوع، آمين.

Last Updated on Saturday, 03 September 2011 10:19
 
Banner