Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 39:نُور المسيح
العدد 39:نُور المسيح Print Email
Sunday, 25 September 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 25 أيلول 2011 العدد 39    

الأحد الخامس عشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

نُور المسيح

“نور المسيح مضيء للجميع”، هذه العبارة التي نقولها في القداس السابق تقديسه تملأ بدايات هذا المقطع الذي يستهلّ فيه بولس كلامه، وهو بلا ريب يشير الى نور السيد الذي ظهر له في طريقه الى دمشق ليُلقي القبض على المسيحيين. الذي صار له أن يشرق من الظلمة التي كان فيها الرسول نور ينيرنا على وجه يسوع المسيح. بعد التجسد الإلهي صرنا نرى نور الله على وجه يسوع الذي هو الطريق الوحيد اليه.

ومع أن الرسول يرى جلال مجد الله، بقي يرى الضعف البشري، فقال “لنا هذا الكنز في آنية خزفية ليكون فضلُ القوة لله لا منا”. “كل موهبة كاملة منحدرة من أبي الأنوار”. هذه الخزفيّة التي نحن عليها تجعلنا “متضايقين في كل شيء” ولكن بسبب من النعمة نحن غير منحصرين. النعمة تُحرّرنا من خزفيّتنا، من معطوبيّتنا. كذلك نحن متحيّرون نتماوج بين ما هو لله وما هو لغير الله، ولكنا “غير يائسين”، “مضطهَدين ولكن غير مخذولين”. الاضطهاد هو الوضع الذي قال عنه يسوع انه ينتظرنا. لماذا الاضطهاد؟ لأن أهل الظلمة لا يقبلون النور، لأن الأشرار يوبّخهم الأخيار طبيعيّا دون أن يتكلّموا. “حاملين في الجسد كل حينٍ إماتةَ الرب يسوع”. آلامه ترتسم في أجسادنا بالاضطهاد وفي نفوسنا. واذا احتملنا الموت تظهر حياة يسوع فينا. هذا الذي حصل للسيد، أي الموت والقيامة، يرتسم في وجودنا نحن. فإن تعذّبنا يأتينا السلام. وإن متنا موت الخطيئة نتوب.

 

ثم يؤكّد فكرته هذه مرة أُخرى “نُسلّم الى الموت من أجل يسوع لتظهر حياةُ يسوع أيضا في أجسادنا”. دائما عند بولس ثنائية الموت من أجل المسيح والحياة في المسيح. هذا هو الإيمان. هنا يذكر بولس ما جاء في المزامير: “آمنتُ لذلك تكلّمتّ”. الشهادة بالكلمة، البشارة ثمرة الإيمان. واذا شهدنا وتكلّمنا يكون يسوع قد زرع حياته فينا لأنها هي التي تتكلّم. وفي الأخير سيُقيمنا الآب كما أقام مسيحه من بين الأموات. ونحن نقوم من أجلكم. هذه هي شركة القديسين. نقوم معا لنحيا معا في ملكوت الله. انتظارا لهذا تتكاثر النعمة التي تهيّء قيامتنا. وتتكاثر النعمة بشكر الأكثرين. وقمّة الشكر هي في القداس الإلهي الذي تزداد فيه النعمة لمحبة الله.

بولس متّجه دائمًا الى الله بنور المسيح وبقوّة النعمة. هذا كثيرًا ما كلّفنا اضطهادا ومضايقات يوميّة وأتعابًا كثيرة. لا قيامة بلا صليب. ولكن لك أن تقبل الصليب برضاءٍ مُشاركا آلام السيد فتنال محبة الله وتُوزّعها على الإخوة بالمحبة وترفع عنهم الضيق بتوجيههم الى الصبر واحتمال المشقّات.

في وسط المصاعب ترى نورَ المسيح على وجوههم. نحن الذن نؤمن بيسوع قاماتٌ من نور. إنْ كنّا فعلا له فليس فينا إلا النور. يسقط التراب عنّا. تتلاشى الصعوبات اذ تحلّ محلّها التعزية. كل ضرر ومشقّة وحزن في النهاية تقودنا الى المسيح يسوع، الى حنانه ورقّته ودفئه فلا يبقى فينا سواه، ونصير إياه، ويصير إيانا بالحب الذي يسكُبه علينا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 2كورنثوس 6:4-15

يـا اخوة، إن الله الذي أمر أن يُشرق من ظلـمـةٍ نورٌ هو الذي أَشـرق في قلوبـنا لإنـارة معـرفة مجـد الله فـي وجـه يـسوع المسـيح. ولنـا هـذا الكنز في آنية خزفيـّة ليـكون فـضل القـوة لله لا منـّا، متـضايقين في كـل شـيء ولـكن غير مـنـحصرين، ومتـحيـريـن ولكـن غير بائسين، ومضطهَـدين ولكن غيـر مخذولـين، ومـطـروحيــن ولكن غيـر هالكيــن، حامـليـن في الجـسد كل حينٍ إماتــةَ الرب يــسوع لتــظهر حيـاةُ يــسـوع أيـضا في أجسادنـا، لأنـّا نحن الأحيـاء نـُسـلَّم دائـما الى المـوت من اجل يـسوع لتــظهر حيــاة يـسوع ايـضًا في أجسادنا المائتة. فـالموت إذًا يُـجرى فيـنا والحيـاة فيـكم. فإذ فيـنا روحُ الايـمان بــعينه على حسب ما كُتـب إني آمـنـتُ ولذلك تـكلّمتُ، فنحن ايـضا نـؤمن ولـذلـك نـتـكلّم عـالميـن أن الذي أقـام الرب يـسـوع سيُقيـمنا نــحن أيضًا بــيسوع فنـنـتصب مـعكم، لأن كل شـيء هو من أجـلكم لكي تـتكاثر النـعمةُ بـشُكـر الأكثــريـن فتــزداد لمجد الله.

الانجيل: لوقا 1:5-11

في ذلـك الزمـان فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت، رأى سفينـتين واقـفـتين عند شاطئ البحيـرة وقد انـحدر منها الصيادون يـغسلون الشبـاك. فدخل إحدى السفينـتين وكانت لسمعان، وسأله ان يتباعد قليلًا عن البَر، وجـلس يـعلـّم الجمـوع من السفينـة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تـَقَدَّمْ الى العمق وأَلقُـوا شباككم للصيد. فأجـاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قـد تعبنـا الليل كلّه ولم نُصب شيئا، ولكـن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلما فـعلوا ذلك احتازوا من السمـك شيئـا كثيرا حتى تـخرّقت شبـكـتهم. فأشاروا الى شركائهم في السفينة الأخرى ان يأتوا ويعـاونوم. فأتوا وملأوا السفينـتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعان بطرس خـرّ عنـد ركبتي يسوع قائلا: اخـرُجْ عنّي يا رب فإني رجـل خاطئ، لأن الانذهال اعتراه هو وكل من مـعـه لصيد السمك الذي أصابوه، وكـذلك يـعقوب ويـوحـنا ابنا زبـدى اللذان كـانا رفيقين لسمـعـان. فقال يسوع لسمعان: لا تخفْ فإنك من الآن تكـون صائدًا للناس. فـلما بـلغوا بــالسفينـتـين الى البَرّ تركـوا كـل شـيء وتــبعـوه.

التديّن الطاهر

في رسالته الجامعة، يخاطب الرسول يعقوب قرّاءه بقوله لهم: "إنّ التديّن الطاهر النقيّ عند الله الآب هو افتقاد اليتامى والأرامل في شدّتهم، وصيانة الإنسان نفسه من العالم، ليكون بلا دنس" (1: 27(.

يمكننا أن نتصوَّر، فيما نطلب معنى هذا القول المربّي، أنّ قرّاء عديدين، يصادفون عنوانه (التديّن الطاهر)، قد ينتظرون، في تعريفه، صفحات لا تنتهي. وربّما بعضُهم يسأل: لِمَ هذا الإيجاز؟ هل ما نقرأه يكفي لتعريف التديّن طاهرًا؟ هل، فعلاً، ديننا كلّه أن نفتقد اليتامى والأرامل، ونحفظ أنفسنا في العالم بلا دنس؟ أين الأمور الأخرى التي يطلبها تراثنا الكنسيّ؟ أين الصلاة والصوم؟ وأين شركة الجماعة؟ وأين التزام قراءة كلمة الله؟ أين، وأين، ومئة أين وأين؟ وعلى إقرارنا بأنّ هذه الأسئلة لا تخلو من منطق، لا يليق بنا أن نقبل أن يختفي، وراءها، أنّ الرسول قد أتى، في ما قاله، بأقلّ ما يكفي. هذا لا يعني أنّ القارئ لا يحقّ له أن يعتقد أنّ ما قاله يعقوب أراد منه، مثلاً، أن يركّز على ما يقضّ مضجعه أوّلاً، أي كتب ما كتبه إذ رأى أنّ ثمّة في الجماعة مَنْ يلهو عن الحقّ بأمور تقنعه، أي يهمل مَنْ ذكرهم (اليتامى والأرامل)، وتاليًا يعرج آخرون ما بين محبّة الله والعالم. وعلى أنّ هذا لا يخلو من منطق أيضًا، يجب أن نثبت على أنّ ما سلّمنا إيّاه الرسول كامل كلّيًّا. هذا شرط قراءة كتبنا والبحث عن معانيها.

سنحمل معنا، في تأمّلنا، الاعتقاد الذي أوردناه أعلاه. فالثابت أنّ كلّ ما سجّله العهد الجديد له ظروف وضعه، أي وُجِّه إلى أناس يحيون في مكان وزمان معيّنَيْن، لهم عاداتهم وتقاليدهم وجمالاتهم وخطاياهم القاتلة. ولكنّ هذا، الذي ينفعنا لنقف على دوافع أيّ نصّ إلهيّ نقرأه، لا يسمح لنا بأن نحصر المسلّمات بخزائن الماضي البعيد، أي أن نعتبر أنّها تعني مَنْ وُجِّهت إليهم حصرًا. فكلمة الله، أمسِ واليوم وغدًا، حرّة من كلّ حصر. وهذه الحرّيّة المطلقة تلزمنا أن نضمّن اعتقادنا أنّ ما أتى به الرسول إلى قرّاء محدّدين يخصّنا أيضًا، أو يخصّنا دائمًا، ويخصّ كلّ مَنْ سيتبعون الحقّ في غير جيل. وخير ما يؤكّد أنّ ما نقرأه يخصّنا، هو أنّ واضعه يتكـلّم على الـديانـة التي ترضي "الـله الآب". فهـذا الذكـر، ذكر الله الآب، هو الذي يوضح معنى ما أراده من قرّائه الأوّلين ومنّا في آنٍ، ويمدّه إلى آفاق لا تنتهي. لا نريد أن نفترض. لكن، كان بإمكان الرسول، في تعريفه المذكور، أن يقول "التديّن الطاهر النقيّ عند الله"، أي من دون أن يذكر الآب علنًا، ويبقى قوله كاملاً لا لبس فيه. أمّا هو، فمن دون أن يتجاوز ابن الله وروحه القدّوس، حدّد، عن قصد، مَنْ يقصده. وقصده أن يحثّ كلّ مَنْ تصل إليه كلمة الخلاص على أن يعتبر أنّ الحياة في المسيح تقوم على وعي أنّ الله الآب قد تبنّانا جميعًا بنعمة روح ابنه. فالرسول يعرف، ويريدنا أن نعرف، أنّ كلّ مؤمن، في عائلة الله، إن أراد أن يكون طاهرًا فعلاً، فعليه، ما حيي، أن يبحث عن رضا الله أبيه. كلّ ما قاله يعقوب، إنّما هدفه الوحيد أن نسعى إلى أن نرضي الله الآب، أبانا، في كلّ ما يرضيه هو.

من علامات رضا الآب أن "نفتقد اليتامى والأرامل في شدّتهم". ويمكننا أن نزيد، من دون أن نبتعد عمّا قصده الرسول، أن نفتقد كلّ أخ، أيًّا كان جنسه أو عمره أو دينه أو مذهبه، ليس له من معين غير الله. فإذا فهمنا أنّ الناس جميعًا هم أولاد لآب واحد، ففهمنا عينه يلزمنا أن نسعى، ليل نهار، إلى أن نكسر كلّ طبقيّة مقيتة تجعل بعضًا يتوهّمون أنّهم فوق وآخرين تحت، ونرتقي إلى قبول مَنْ ربّما لا نرى أنّ ثمّة شيئًا يؤهّلهم لأن يُعتبَروا أولادًا لله، إخوةً لنا حقًّا. ويجب أن ننتبه إلى أن الرسول لم يُردنا، في قوله، أن نشفق على مَنْ ذكرهم فحسب، على أنّ الإشفاق من مقتضيات حياتنا الأخويّة (أنظر مثلاً: 1بطرس 3: 8)، بل أن نفتقدهم. والافتقاد من معانيه الطيّبة أن نجتهد في بحثنا عن كلّ مَنْ جعلته شدّته غائبًا عنّا، أو بعيدًا من عيوننا، أو شخصًا يشعر بأنّنا لا نودّ أن نراه، أو لا نودّ فعلاً، لنصحّح حياتنا بمدّ يد المعونة إليه في غيبته، ومساعدته على أن يستعيد وجوده، أي على أن يسترجع كرامة أنّه ابن لله أبينا.

لا يتغيّر المعنى في ما قاله الرسول عن صيانة الإنسان نفسه من الدنس في هذا العالم. فهذه هي الصفة الرئيسة لكلّ مَنْ يحيا، واعيًا أنّه ابنٌ لله الآب، في عالمٍ يأخذه غيرُ وهْم. وإذا دقّقنا في هذا القول، فلا يفوتنا أنّ الدنس ليس هو، فقط، أن يرتضي أحدنا أن يتلطَّخ بمكروه أو بوَسَخ، هذا حدود ما تقوله كتب اللغة، بل، أيضًا (أو أوّلاً أو دائمًـا)، هو أن ينسى، عن قصد أو عـن غير قصد، أنّ الله أبوه، وأنّ له إخوةً كثيرين يريده الله أن يحيا وإيّاهم أعضاء في عائلته، وتاليًا أن يساعد الواقعين في الشدائد منهم على أن يستردّوا عضويّتهم الكنسيّة بالمحبّة المبذولة التي هي، وحدها، قيمة الوجود. فالمسيحيّة، التي هي ديانة الطهر بامتياز، لا يقبل حقّها أن يكتفي أيّ مَنْ فيها بنفسه، ولو التزم كلّ ما تطلبه كنيسته من أصوام وصلوات، ولو برّز في علمها بروزًا عظيمًا. المسيحيّة كلّها أن نأتي، في كلّ ما نعرفه ونقوله ونعمله، من أنّ الله شاءت عزّته أن يضمّنا إلى "أهل بيته"، لنحيا، كلّنا معًا، أبناء أحبّاء، إخوةً، بكلّ ما للكلمة من معنى.

يبقى أنّ تأمّلنا في ما سلّمنا إيّاه الرسول لا يكمل إن لم نستقرّ في معرفة أنّه أرادنا، في قوله، أن نقتدي بطهر ابن الله الوحيد الذي أرضى أباه حتّى النهاية. فإنّما حياتنا كلّها، أجل كلّها، أن نسعى إلى أن نتشبّه بربّنا يسوع الذي افتقدنا حيث لم نكن شيئًا، ليجعلنا، في عيني أبيه، كلّ شيء.

القديسون في العهد القديم

التلميذ: طلبَتْ منّي جدّتي أن أجد لها قصة حياة مار الياس، فهي تحبّه كثيرا وتريد أن تعرف قصته. بحثتُ في الإنترنت وفوجئتُ بأن قصة مار الياس موجودة في العهد القديم أي قبل المسيح. لماذا؟

المرشد: لأن النبيّ إيليا عاش في القرن التاسع قبل المسيح في فلسطين، ونجد قصّته مفصّلة في سِفْر الملوك الأول في الفصول 17 و18 و19. لماذا تتعجب؟ نُعيّد في الكنيسة لكثيرين من الآباء والأنبياء الذين عاشوا قبل المسيح مثل موسى وإشعيا ودانيال والآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب الذين قال عنهم الرب يسوع انهم في الملكوت. عندما نتكلّم عن القديسين في العهد القديم لا نرى فيهم فقط أشخاصًا مهمّين او أبطالاً، لكننا نرى فيهم الروح القدس الذي نطق بهم كما نقول في دستور الإيمان. لذلك، لهؤلاء القديسين أيقونات وأعياد وكنائس تُسمّى بأسمائهم.

التلميذ: انا أعرف أن القديسين هم الذين آمنوا بيسوع المسيح وبشّروا به، حتى إنهم ماتوا شهداء من أجله فاعتـرفـت الكنيسـة بقـداستـهـم. اما قديسـو العهد القديـم فكيف عرفوا المسيح؟ ومن بشّرهم؟ ولماذا تعترف الكنيسة بقديسين عاشوا قبل مجيء المسيح؟

المرشد: أُذكّرك بأيقونة القيامة التي تَكلّمنا عنها سابقًا وهي تُمثّل نزول الرب يسوع المسيح الى الجحيم، نراه يسحب بيديه آدم وحواء من الجحيم. نرى أحيانا على الأيقونة أشخاصًا آخرين من الأبرار عاشوا قبل المسيح يقفون خلف آدم وحواء. هذا يعني أن الذين ماتوا قبل مجيء المخلّص ذاقوا قيامته ووصل إليهم الخلاص. الرب أعطى قوّة القيامة للذين انتظروه ببرّهم. نعبّر عن هذا في القداس إذ يقول الكاهن: “لقد كنتَ في القبر بالجسد وفي الجحيم بالروح بما انك إله، وفي الفردوس مع اللص، وعلى العرش مع الآب والروح ايها المسيح”.

التلميذ: متى تُقال هذه في القداس، لم أسمعها أبدًا.

المرشد: يقولها الكاهن بصوت منخفض عندما يبخّر حول المائدة قبل دورة القرابين بينما نرتل “ايها الممثلون الشيروبيم...”. ذكرتُ لك هذا الكلام لأقول ان هذا إيمانُ الكنيسة بشأن موت السيد وقيامته. لما انفصلت روحه عن جسده بالموت، ذهبت روحه الى الجحيم حيث مكان الأموات في العهد القديم. قبل أن تسألني، أقول لك ان الجحيم ليست جهنم ولا النار، إنها مثوى الأموات.

التلميذ: هل أفهم أن القديسين من العهد القديم هم مثل القديسين في العهد الجديد.

المرشد: نعم. القديس هو الذي مع المسيح. تؤكد الكنيسة أنها لا تفصل العهد الجديد عن العهد القديم. أنت تعرف أننا نقرأ كثيرا من العهد القديم في الصلوات. وبالعودة الى مار الياس، تُعظّمه الكنيسة في عيده في 20 تموز لتؤكد أنه مع المسيح، والإنجيل يُظهره مع الرب في التجلّي. قل لجدّتك ان مار الياس قديسٌ من العهد القديم وانه مع المسيح.

القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج

تعيّد له الكنيسة في 25 أيلول وهو قديس عظيم من روسيا. وُلد في روستوف سنة 1313. ثم انتقلت عائلته الى رادونيج قرب موسكو. في السابعة من عمره، وبعد صعوبات في التعلُّم، التقى براهب وصلّى له فانفتح ذهن الصبيّ البطيء الفهم. فانكب على قراءة الكتب المقدسة، والصلاة وكان مطيعًا لوالديه. في الثالثة والعشرين، ترهّب مع أخيه استفانُس في البريّة. وبعد مضيّ أخيـه الى ديـر في موسكـو، بقي سرجيـوس وحده.

ثم اجتمع رهبان حوله وعاشوا بإشرافه حياة فقر وتقشّف. كان يقضي الليل في الصلاة، والنهار في العمل الصامت الدؤوب، لا يقتات الا بقليل من الخبز. لم يلبس مرة ثوبًا جديدا. كان بسيطًا متواضعًا رزينًا رفيقًا. أثناء غزو التتر لروسيا كان له دور كبير في خلاص الشعب ووحدته. أسس أديارًا كثيرة أشهرها دير الثالوث حيث تُحفَظ رفاته. ذاع صيته وأصبح بمثابة أبٍ للشعب الروسي. رفض أن يكون متروبوليتًا على موسكو. أنعم عليه الله بمشاهدة رؤى وصنع عجائب. رقد سنة 1392.

الأخبار

القدس

صدر تصريح عن رؤساء كل الكنائس المسيحية الموجودة في القدس وقّعه 11 رئيس كنيسة في طليعتهم البطريرك الأُرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث. يدعو التصريح الى تكثيف الصلاة والجهود الدبلوماسية من اجل إحلال السلام في البلاد. وأكدّوا النقاط التي اتّفقوا عليها وأهمّها أن حلّ وجود دولتين يخدم السلام والعدل، وأن التفاوض أحسن طريقة لحلّ المشاكل، وأن القدس المدينة المقدسة عند الأديان الثلاثة يجب ان يتمكّن الجميع من سكان الدولتين وأتباع الأديان الثلاثة أن يعيشوا بسلام فيها. صدر هذا التصريح بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة وطلب استقلال دولة فلسطين. اختتم التصريح بآية من المزمور 84 (85): 10: “الرحمة والحق تَلاقيا، العدل والسلام تَلاثما”.

تــركـيـا

أصدر رئيس الوزراء في تركيا رجب طيّب أردوغان يوم 28 آب الماضي قرارا يقضي بإعادة كل ممتلكات المجموعات الدينية الأقلّية في البلاد والتي كانت قد صودرت سنة 1936. تُعتَبر البطريركية المسكونية الأرثوذكسية من أوّل المستفيدين من هذا القرار. يُقدّر عدد الأملاك التي ستسترجعها البطريركية بنحو ألف عقار. وفي اليوم ذاته تكلّم رئيس الوزراء أثناء حفل إفطار حضره البطريرك برثلماوس عن إجراءات مهمّة سيتّخذها من اجل إحلال الديموقراطية في البلاد، وأكد أن الظُلم الحاصل للأقلّيات الدينية صار شيئًا من الماضي. وقال البطريرك من جهته انه واثق بمستقبل أفضل.

Last Updated on Friday, 16 September 2011 16:44
 
Banner