للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 42: مَثَل الزارع |
Sunday, 16 October 2011 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 16 تشرين الأول 2010 العدد 42 أحد آباء المجمع المسكونيّ السابع رَعيّـتي كلمة الراعي مَثَل الزارع في كل زَرْع زارع وزَرْع مثل القمح وأرض مزروعة أو نحاول أن تكون مزروعة. هذه أشياء قالها يسوع في مَثَل هو ألّفه. يسوع من الناحية الأدبية في الأناجيل الإزائية اي الثلاثة الأولى واضع أمثال. في هذا المثل يتكلم اولاً على أنواع الأرض. نوعٌ من الحَب في أرض أولى وقع فيها الحب على الطريق وليس على الأرض فأكلته طيور السماء، وعلى أرض ثانية وقع على الصخر فلم ينبت اذ اختنق بالشوك، وعلى أرض ثالثة نبت وأَعطت الحبةُ مئة ضعف وهذا نادر جدا. فلما سأله التلاميذ عن معنى المثل أَوضح انه للتلاميذ فهم ولغير تلاميذه ليس من فهم. فبخلاف ما يعتقد البعض ليس المثل لتسهيل الفهم. يجب ان يكون قلبك منفتحا لتفهم.
أَدخل يسوعُ تلاميذه في الفهم وقال: الزرع هو كلمة الله، والزارع طبعا هو الله، والله وكلمته واحد. عاد الى الأرض الأولى وأوضح أن الذي وقع على الطريق هُم الذين يأتي إبليس وينتزع الكلمة من قلوبهم. هؤلاء لم يسمعوا شيئا او لم يريدوا أن يسمعوا. هي حال الكثيرين منا. هناك فئة أُخرى تسمع الكلمة الى حين وليس عندها استمرار في الطاعة. ليس لها أصل. وهنا يُصرّ يسوع أن الكلمة الإلهية تضعها انت على الكلمات الإلهية السابقة. انت تُنمي معرفتك للكلمة اذ تُسلم قلبك الى الله. عندك استمرار في تقبّل الكلمة وإلا تقع عند أول تجربة. ليس عندك قوة لصدّ التجارب. النفس التي تشبه تلك الأرض التي كان فيها شوك هي التي تختنق “بهموم هذه الحياة وغناها وملذّاتها”. جزء من هذا الكلام ردّدته الكنيسة في نشيد الشاروبيكون في القداس الإلهي: “لنطرح عنا كل اهتمام دنيويّ”، أي لا تكن الدنيا شاغلتنا او ضاغطة علينا. هذا لا يعني أننا لا نتعاطى في الدنيا عملا، ولكن يبقى قلبنا عند الله. لا تكون الدنيا تحصرنا فيها. هموم الحياة يوضحها لوقا الإنجيلي بشيئين: الغنى والملذّات. الغنى الذي نستبقيه في جيوبنا او المصارف ولا نشارك الفقراء فيه يستبدّ بنا حتى يصير ربّا. عند ذاك انت تسمع لهمساته او وسوساته ولا يبقى لك وقت او قوة لتسمع لكلمة الله. الغنى يُسيّرك ولا تُسيّرك الكلمة. أنت عبدٌ لما تسمع له: عبدٌ للمال اذا شئت او عبدٌ لله اذا شئت، عبدٌ للخطيئة او عبدٌ للبرّ. هذا يعني أنك تختزن البرّ في نفسك وتثمر بالبرّ لأنه يزيدك إذا اقتنيته. وهذا يتطلب صبرًا طويلا دائما. والصبر أن تستقبل الله فيك على الدوام ليطرد الرب كل ما يجرّبك اذا جاء المجرّب. أن تحب الله عاملا فيك هذا هو الصبر المسيحيّ. انت لتستمرّ كذلك يعني أنك تتقبّل النعمة اذا نزلت عليك وتُعطيها فورا. هذا يعني ألاّ تؤجّل عمل الخير الى الغد إذ قد لا يكون لك غد. وهذا يعني أن تحب كلمة الله وتؤمن أنها هي التي تُجدّدك وتطرد عنك كل رغبة في الخطيئة. افهمْ أنك لستَ الزارع وأنك فقط متقبّل الزرع الإلهيّ حتى لا تستكبر. أَطع ربك ولا يبقَ فيك إلا أثره فتصبح إنسانا إلهيا. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: تيطس 8:3- 15 يا ولدي تيطس، صادقة هي الكلمة وإياها أريد أن تُقرّر حتى يهتمّ الذين آمنوا بالله في الـقيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أما المباحثات الـهذيـانية والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسية فاجتنبها، فإنها غير نافعة وباطلة. ورجل البدعة، بعد الإنذار مرة وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالمًا أن من هو كذلك قد اعتسـف وهـو في الخطيئة يقـضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ اليك أرتيماس او تيخيكوس فبادرْ أن تأتيَني الى نيكوبولس لأني قـد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أما زيناسُ مُعلّم النامـوس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهبَيْن لئلا يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غيـر مثمرين. يُسلّم عليك جميعُ الذيـن معي. سلّم على الذين يُحبـّوننا في الإيمان. النعـمة معكم أجمعين.
الإنجيل: لوقا 5:8-16 قال الرب هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنه لم تكن له رطوبة. وبعضٌ سقط بين الشوك فـنـبـت الشـوك مـعـه فخـنـقـه. وبـعـضٌ سقـط فـي الأرض الصالحة فلـمّا نبـت أثمـر مئة ضعـف. فسأله تلاميـذه: ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكـوت الله. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلـمة مـن قلـوبهـم لئلا يـؤمنوا فيخلُصوا. والـذين على الصخر هم الذين يـسمـعــون الكلـمة ويـقبـلونـها بـفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنما يؤمنون الى حين وفـي وقت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغناهـا وملـذّاتـها، فلا يأتـون بثـمر. وأما الـذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن له أُذنان للسمع فليـسمع.
الـتـعـلـيـم دائمًا، كان شرط اكتساب العضويّة الكنسيّة أن يعرف المؤمنون "أصول التعليم" (رومية 6: 17). فالمسيحيّة، في عمقها ومداها، ليست مذهب "أوادم"، بل مذهب أشخاص يحيون في فهم عظيم. هذه المقدّمة الموجزة تعطينا أن نتبيّن مكانة التعليم في ضمير الكنيسة وممارستها، وتاليًا مكانة مَنْ اختارهم الروح القدس، ليعلّموا سواهم من المؤمنين (أنظر مثلاً: رومية 12: 6- 8؛ 1كورنثوس 12: 28؛ أفسس 4: 11). وَمَنْ قرأ أدبنا المسيحيّ، يعرف أنّ بعض آبائنا، الذين رأوا أنّ بعض المواهب (الألسنة وترجمتها، مثلاً) يمكن أن تكون آنيّةً، تظهر ثمّ تغيب (الذهبيّ الفم وأغسطينوس وغيرهما)، اعتبروا أنّ التعليم من المواهب الثابتة، أي التي لا يقوم التزام من دونه. وهذا، في شكله ومضمونه، يجعلنا على يقين أنّ الكنيسة لم ترَ أنّ التعليم موهبة ظرفيّة تتعلّق، مثلاً، بإعداد الموعوظين حصرًا، بل تخصّ جميع الذين انتسبوا إلى كنيسة الله دائمًا. فالمؤمن تلميذ لله (يوحنّا 6: 45). وهذا لا توقفه المعموديّة، بل تطلبه أبدًا. ثمّ يمكننا أن نلاحظ، في قراءتنا الآيات الرسوليّة التي سجّلناها أعلاه، أنّ موهبة التعليم يختلف موقعها، في قائمة المواهب، بين رسالة وأخرى. وهذا، الذي يتعلّق بظروف الوضع، لا يؤهّلنا لأن نعتبر أنّ التعليم، في هذا الزمان، كانت له قيمة أعلى (أو أدنى) في زمان آخر. فالرسول أدرج ما أدرجه وفق ترتيب يعنيه. وإذا أردنا أن نتصاعد إلى درجات العلى لنفهم مقاصده، فعلينا أن نراه يدرج التعليم في غير قائمة ذكر فيها مواهب الروح القدس. هذا يكفي، لنعرف أن ليس من جماعة حيّة تقوم على انقطاع تأجّج الفكر. ولا نقول هذا وفي بالنا، فقط، خوف الكنيسة من الذين يشوِّهون العلم القويم، بل، أيضًا، أن يُعرف الله كما يريدنا أن نعرفه. فالله يُعرف في ما قاله دائمًا. وهذا، الذي ينقذنا من كلّ فهم خاطئ وتخمين وإسقاط، يقيمنا في بيّنة أنّ الله مكشوف، لنمشي في إثره وفق ما كشفه، ونكون أتباعه حقًّا. أمّا المعلِّمـون الذين شـأنهـم أن يـوزِّعـوا فكر ربّهم على قوم يعرفونه أو "يطلبون أن يتوافر نصيبهم منه لبنيان الجماعة" (1كورنثوس 14: 12)، فشأنهم أن يوافقوا، في كلّ ما يقولونه ويفعلونه، كلمة الله التي كُلِّفوا إظهار معانيها. لا يستطيع معلّم، في تقديمه الكلمة، أن يرتئي، أو أن يُسقط عليها ما لا تقوله، ولا سيما أن يفصّلها فيما يجعل نفسه حائطًا صلدًا يلغي رؤية الله. فالتعليم، أي التعليم الحقّ، كشف لله فحسب. والمعلّم، المعلّم الحقّ، هو مَنْ لا ينسى، لحظةً، أنّ كلمة الله هي كلمة الله فحسب. هل نريد، مثلاً، أن نحتقر قيمة الفصاحة أو الذكاء البشريّ؟ لا، بل أن نعي، دائمًا، أنّ الله قد "حسن لديه أن يخلّص المؤمنين بحماقة التبشير" (1كورنثوس 1: 21)! ماذا يعني هذا؟ يعني أنّ كلمة الربّ، في أقصى عرائه، هي قوّة المعلّم وقوّة تبشيره. فالله لا يعتمد، في كشف نفسه، على لحم ودم، بل على نفسه. وهذا، الذي آثرنا أن نقوله هنا في سياق كلامنا على موهبة التعليم، ينسحب على أيّ موهبة أخرى أيضًا. إذًا، من المعلّم تُطلب الأمانة. هل نريد، مثلاً، إذا تاه معلّم عن درب الحقّ أنّ وقع توهانه يمكن أن يكون أشدّ خطرًا على الجماعة من وقع توهان سواه؟ هذا سؤال يشرّع واقعيّته أنّ الناس إنّما يربطون المعلّم، وأيّ شخص آخر له مكانة رفيعة في جماعة الله، بطهر الكلمة. ولكنّ الحقّ يفرض علينا، دائمًا، أن نرى في كلّ سوء، من أيّ عضو أتى (أيًّا كان موقعه)، سوءًا كاملاً أذاه. فالكنيسة، التي لقّحها الروح بمواهبه، لا تحتمل أن نميّز بين سقطة يرتكبها هذا العضو أو ذاك. هذا لا يمنعنا من أن نؤكّد أنّ المعلّم، لا سيّما المعلّم، مدعوّ إلى أن يدرك أنّ الكلمة، التي يوزّعها، حُبلى بتنفيذٍ يُطلَب منه أوّلاً. ويجب أن نضيف، بما يناسب موهبة المعلّم الشخصيّة، أنّ تعليم الكلمة إنّما يجعل المعلّم في موقع المنظور. وحسبي أنّ هذا ما قصده الرسول بقوله: "وأمّا ونحن عالمون بمخافة الربّ، فإنّنا نحاول إقناع الناس. وأمرنا مكشوف لله، وأرجو أن يكون مكشوفًا في ضمائركم أيضًا" (2كورنثوس 5: 11). فبولس، الذي كان همّه أن يُقنع الناس بمخافة الله، رجا أن تَرى جماعة المؤمنين ما يعرف، تمامًا، أنّ الله يراه فيه. ونحن، إن طبّقنا هذا الكلام الرسوليّ على كلّ مَنْ يعلّم سواه، فإنّما نستند إلى حقّ الكلمة التي تهب مَنْ يعلّمونها أن يُرى تنفيذها فيهم جليًّا. هذا لا يراد منه تشجيعًا على التباهي الفارغ، ولا أن تنشغل الجماعة بعضها في مراقبة بعض. هذا تشرّعـه الدعوة إلى اتّباع الحقّ الذي رسم لنا يقينَ أنّ الكلمة مآلها أن تتجسّد دائمًا. نحن نحيا في كنيسة بذل ربّها دمه كُرمى لقيامها وانتشارها. هذا أمر يكفي، لنسعى إلى أن نبذل كُرمى لمعرفة الحقّ حياتنا كلّها. لا يسمح لنا حبّ المسيح الحيّ بأن نوحّد ما بين الفهم والجهل. ولا يسمح، تاليًا، بأن نعتبر أنّ الفهم يخصّ فئةً في الجماعة الكنسيّة من دون غيرها (أي الأساقفة والكهنة مثلاً). فإن كان المسيح مات عنّي، فحبّه يجب أن يعنيني نقله. هل هذا يعني أنّ التعليم هو أمر محصور، في تراثنا، بنقل الكلمة لفظًا؟ هناك أشخاص، في الجماعة، أُهّلوا لأن يبلّغوا الحقّ بألفاظ مفهومة. ولكن، ليس للتعليم شكل واحد. كلّ مسيحيّ أعطاه ربّه أن يعلّم إن لم يكن بتوزيع الكلمة، فبإظهار فعلها فيه. في زمان بات الكثيرون فيه يرضيهم جهلهم (اعترفوا أو لا!)، يحلو لنا أن نذكر أن "دُعي التلاميذ مسيحيّين في أنطاكية أوّلاً" (أعمال الرسل 11: 26)، لنضرب كلّ جهل فينا، ونصالح أنّنا جميعًا تلاميذ لله.
القديس الشهيد لونجينوس لونجينوس هو قائد المئة في الجيش الرومانيّ الذي كان في إمرة بيلاطس البنطي الوالي لمّا حُكم على يسوع بالموت صلبًا. وقد أمره الوالي مع رجاله بتنفيذ الحكم على يسوع وبحراسة القبر خوفًا من أن يأتي تلاميذ يسوع ويسرقوا جسده. لذلك شهد لونجينوس كل الأمور العجيبة التي حصلت أثناء الآلام: الزلزلة الأرضية وانحجاب الشمس وتمزّق حجاب الهيكل والصخور التي تشقّقت والقبور التي تفتّحت وقام منها كثيرون... لما رأى قائد المئة كل ذلك انفتحت عينا قلبه وقال: “بالحقيقة كان هذا ابن الله” (متى 27: 54 ومرقس 15: 39). وفي اليوم الثالث، لما شاهد الجنود ظهور الملاك للنساء، خافوا جدا ونقلوا الخبر إلى رؤساء الكهنة. فقرر هؤلاء أن يدفعوا مبلغا كبيرا من المال الى لونجينوس وجنوده لينشروا إشاعةً تقول ان تلاميذ يسوع أتوا ليلا وسرقوا جسده بينما كان الجنود نياما. لكن لونجينوس واثنين من الجنود آمنوا بالقيامة ورفضوا أن يأخذوا المال. بعـد ذلك ترك لونجيبنوس الجيش وعاد الى موطنه في كبادوكيا يُبشّر بالمسيح كما كان يفعل الرسل. اما بيلاطس فكتب الى الامبراطور طيباريوس في روما وأطلعه على كل ما جرى مع قائد المئة والجنود. فأرسل طيباريوس جنودا الى كبادوكيا ليبحثوا عن لونجينوس. ولما وصلوا الى المكان، دخلوا بالصُدفة البيت الذي كان لونجينوس يقيم فيه. فاستقبلهم بالترحاب وأكرمهم، ولما علم منهم عن المهمّة التي أَتوا بشأنها، خرج وأَعدّ لدفنه ودعا رفيقيه، وعاد الى الجنود وقال لهم: أنا لونجينوس الذي تبحثون عنه؛ تمّموا مهمّتكم. حزن هؤلاء لأنهم قدّروا جدا لطفه وحُسن ضيافته، لكنهم قطعوا رؤوس الثلاثة. تُعيّد الكنيسة للشهيد لونجينوس اليوم في 16 تشرين الأول.
من تعليمنا الأرثوذكسي: ما بعد الموت التلميذ: ماذا يحصل لنا بعد الموت؟ المرشد: يعرف كل إنسان انه سيموت. أحيانًا كثيرة لا يعرف أكثر من ذلك ويخاف. المسيحيّ يعرف مصيره. عنده تأكيدات حول مصيره الأخير، حقائق أكّدها له الكتاب المقدس والكنيسة. لم تسعَ الكنيسةُ الأرثوذكسية يومًا الى وضع عقيدةٍ محدّدة حول ما يحصل بعد الموت. بعد أن أقامه المسيح لم يقُل لعازرُ شيئا عمّا حصل له خلال الأيام الأربعة التي كان فيها ميتًا. ما نعرفه هو أن الكل سيقومون في اليوم الأخير، يوم المجيء الثاني للمسيح كما جاء في إنجيل يوحنا 5: 28-29: “تأتي ساعةٌ يسمع فيها جميعُ الذين في القبور صوته، فيخرُج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة”. كل حياتنا غايتُها أن نحيا مع المسيح.
التلميذ: هل تقصد أن نحيا مع المسيح بعد الموت أَم أن نحيا مع المسيح الآن؟ المرشد: الاثنين! ليست الحياة حياةً إن لم تكن في المسيح. قال الرسول بولس: “وكما يموت الكل في آدم سيحيا الكل في المسيح” (1 كورنثوس 15: 22). ويشرح القديس أثناسيوس الكبير: “هكذا ننحلّ لوقتٍ فقط بحسب طبيعة أجسادنا المائتة لنتقبّل قيامة أفضل. مثل البذور التي تُـزرع في الأرض، لا نفـنى، لكنـنـا نقـوم مـجـددا لأن المخلّص غلب الموت”. غلب الموت بالصليب والقيامة. “إن لم يكن المسيح قد قام فإيمانُنا باطل” (1 كورنثوس 15: 17). تنبع المسيحية من غلبة المسيح على الموت.
التلميذ: تَعلّمنا أن المسيح خلّصَنا بآلامه وقيامته. ما معنى خلّصنا؟ المرشد: خلّصنا اي أعطانا الإمكانية، اذا أردنا، أن نعيش معه الى الأبد. هذه هي الحياة الجديدة التي يتكلّم عنها الكتاب المقدّس والتي ابتدأت منذ الآن وتدوم الى الأبد. نرجو أن نعيش مع الله في الدهر الآتي كما نقول في دستور الإيمان: “وأترجى قيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي”. نعرف ايضا أن الدينونة ستحصل. الدينونة رهيبة لأنه هناك حياة أبدية مع الله، وحياة من دون الله هي العذاب. كيف نستعدّ للدينونة؟ بممارسة حياة الكنيسة والأسرار والعيش حسب إرادة الرب ليكون دفاعُنا قويا عندما سنقف “أمام منبر المسيح الرهيب” كما نقول في الطلبة. المسيحي يتطلّع الى الحياة الجديدة في الدهر الآتي. لكن هذا لا يعني أننا لا نعيش حياتنا على الأرض، ولا يعني أننا ننزوي او نتهرّب من مسؤولياتنا.
التلميذ: كيف تتكلم عن حياة جديدة في الدهر الآتي، وتقول انها ابتدأت منذ الآن؟ المرشد: ما سيأتي بعد الموت ليس أمرًا مستقبليا فقط، لكننا نتذوّقه منذ الآن بالمسيح وبمواهب الروح القدس. هذا سرّ عظيم لم يكن ممكنا أن يحصل لو لم يأخذ المسيح جسدا ويعِشْ بيننا ويذُق الموت ليُحرّرنا منه ونذوق نحن معه الحياة الأبدية عندما يأتي ثانية. أُذكّرك هنا بما نقوله في القداس بعد “خذوا كلوا... واشربوا منه كلكم”: “ونحن لتَذَكّرنا هذه الوصية الخلاصية وكل ما جرى من اجلنا: الصليبَ والقبرَ والقيامةَ ذاتَ الثلاثة الأيام والصعودَ الى السماء والجلوسَ عن الميامن والمجيءَ الثاني المجيد ايضا”. إنتبه أننا نذكُر المجيء الثاني في المستقبل مع الأحداث من الماضي لأنها كلها صارت من أجل خلاصنا؛ بها يصير ملكـوت الـله حـاضرا منذ الآن كما قال الرب: “ملكوت الله في قلوبكم”. أمر أخير أقوله لك: المسيحيّ، بصعوده نحو الله ليس وحده لأنه عضو في جسد المسيح. كلنا معا في شركة الكنيسة. الصلاة من اجل الأموات وطلب شفاعة القديسين الراقدين تُعبّر عن هذه الشركة في المسيح. |
Last Updated on Friday, 07 October 2011 14:50 |
|