Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 46: السامريّ الشفوق
العدد 46: السامريّ الشفوق Print Email
Sunday, 13 November 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 13 تشرين الثاني 2011 العدد 46 / عيد القديس يوحنا الذهبيّ الفم 

رَعيّـتي

كلمة الراعي

السامريّ الشفوق

هذا المَثَل من أهم الأمثلة التي تدعو الى محبة القريب ومحبة العدوّ. يبدأ بحوار بين ناموسيّ والمعلّم، والناموسيّ هو أستاذ في الشريعة الموسوية وبعامّة في كل الكتاب المقدّس. غالبًا ما كان من الفريسيين لإيمانه بالحياة الأبدية بعد الموت، فالحياة بعد الموت لم يكن اليهود يؤمنون بها سوى الفريسيين، وجاء اليهود الى الفكرة من بعد ظهور المسيحية. ردّ على سؤاله المعلّمُ بسؤال: “ماذا كُتب في الناموس؟”. أجاب: “أَحببِ الربَ إلهك... وقريبك كنفسك”.

هذا الجواب جمع بين تثنية الاشتراع 6: 4 ولاويين 19: 18. في سفر التثنية تبدأ الوصية هكذا: “إسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا ربٌ واحد فتُحبّ الرب إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوّتك”. أمّا ما جاء في سفر اللاويين فهو: “لا تُبغض أخاك في قلبك... بل تحبّ قريبك كنفسك”.

ولمّا أجاب يسوع هذا الرجل: “إعمل هذا فتحيا”، قال للسيّد: “ومن قريبي؟ هل القريب هو اليهودي والمُساكـن فلسطيـن معـهـم؟ عنـد ذاك أخـذ يسوع يـقـصّ قصةً من تأليفه أهمّ ما فيها أنها تُظهر سامريّا اي غريب الدين يهتمّ بيهودي مجروح على الطريق ويُعالجه، وبين الشعبين قطيعة كاملة ولا سيما أن السامريين يعتمدون كُتُب موسى الخمسة ويرفضون كتب الأنبياء.

تخطّى السامريّ الفراق الديني القائم واعتنى بأمر هذا الغـريب، ويقـول آباؤنـا ان سامري المَثل رمز للمسيح الذي ليس عنده غريب ولكن يُغرّبه النـاس وهو المُعتـنـي بالكلّ بمحبتـه ورأفاتـه وموتـه وقيامته.

لاحظوا أن أستاذ الناموس سأل المعلّم: “مَن قريبي؟”. هذا سؤال أجاب عنه يسوع بسؤال: “أيّ هؤلاء الثلاثة (أي اللاويّ الذي جاز والكاهن الذي جاز وحادا كليهما عن الجريح، والسامريّ) تحسب صار قـريبًـا للذي وقع بين اللصوص”. فجاء الجواب: “الذي صنـع إليـه الرحمة”.

السؤال: “من هو قريبي؟” بدا في النص الإنجيلي خطأ. الاهتمام الحقيقي: “مَن أَجعله أنا قريبًا لي”. الجواب بالمحبّة التي تُحبّ بها تجعل الآخر قريبك. كل إنسان آخر قريبك أيّا كان دينه ولونه ووطنه إن كان في حاجة الى رعايتك. أنت أخ لكل محتاج، ولكن قم بعمل رعاية واهتمام ليُحسّ أنه أخوك وأنه قريبك. المحبة حركة وعندها تنعدم الفوارق.

البشرية كلّها أُمّة الله، وأنت واحد مع كل إنسـان يمكـن أن يحسبـك عدوّه. أنت تخدمه غير ناظر الى مشاعـره نحـوك او نحـو دينك او بلدك. أنت تسير على كل طـرق الوجـود لتفـتّش عمّن تخدم ليؤمن بإنسانيتـك وإنسانيتـه. المحبـة تهـدم الفـوارق بينـك وبين كل إنسان آخر. تُنـقّي نفسك، وتجعلك انسانا آخر، وتُحسّ بها أنك ابنُ الله. اذكُر أنك إذا قلتَ في الصلاة الربيّـة: “أبانا الذي في السموات” تُعلن أن البشر جميعًا، خطئـوا أم لم يخـطئـوا، هم أبناء الله، وافهم أن الملكـوت يبدأ الآن في قلوب المحبّين وفي قلوب مَن يرعاهم المحبّون. فتّش عمن هم الأكثـر حاجة لأن الرب قريب إليهـم كثيـرًا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالـة: عبرانيين 7: 26 - 8: 1-2

يا إخـوةُ، إنـّا يُلائمنا رئيسُ كهنةٍ مثلُ هذا بارٌّ بلا شـرّ ولا دنـس مُنـَزَّه عـن الخطأة قد صار أعلى من السمـوات. لا حـاجـةَ لـه أن يُقـرِّبَ كـلّ يـوم مثـلَ رؤساء الكهنة ذبائحَ عن خطاياه أولاً ثم عن خطايا الشعب. لأنـّه قـضى هذا مرّة واحدة حين قـرّبَ نفسه. فإنّ النـامـوس يـُقـيـم أُنـاسًا بهم الضعــف رؤسـاءَ كهـنـة. أمـّا كلمـة القَسـَمِ التـي بعـد النـامـوس فـتـُقيـمُ الابنَ مُكمّلا الى الأبد. ورأس الكـلام هـو أن لنا رئـيـسَ كهنة مثل هذا قد جلس عن يمين عرشِ الجلال في السماوات وهو خادم الأقـداس والمسكن الحـقـيـقـيّ الذي نـصـبـَه الـربُّ لا إنسـانٌ.

الإنجيل: لوقا 25:10-37

في ذلك الزمـان دنا الى يسوع نامـوسيٌّ وقال مجـربًا لـه: يا معلّـم ماذا أَعمـل لأرث الحيـاة الأبديـة؟ فقـال لـه: ماذا كـُتـب في النـامـوس، كيـف تـَقـرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك مـن كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قـدرتك ومـن كل ذهنـك، وقريبَك كنفسك. فقال لـه: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يـزكّي نفسه فقـال لـيسوع: ومَـن قريبـي؟

فعـاد يسـوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من أُورشليـم إلى أريحـا، فـوقـع بين لصوصٍ فعـرَّوه وجـرَّحـوه وتركـوه بين حـيّ وميت. فاتـّفـقَ أن كاهنـًا كان منحـدرًا في ذلك الطـريـق فأبصره وجاز من أمامـهٍ. وكذلك لاويٌّ، وأتـى إلى المكـان فأبصـره وجـاز من امامـه. ثمّ إن سامريًا مسافـرًا مـرّ بـه فلمّا رآه تحنن، فـدنا إليــه وضمـّد جـراحــاتـه وصـبّ علــيها زيتــًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به الى فنـدقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد فيمـا هو خارجٌ أَخـرجَ دينارين وأَعطـاهما لصاحب الفنـدق وقال لـه: اعتـنِ بأمـره، ومهمـا تُنفـق فـوق هذا فأنـا أَدفعـه لك عنـد عـودتي. فأيُّ هـؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبـًا للذي وقـع بين اللصـوص؟ قال: الذي صنع إليه الرحمة. فقال لـه يسـوع: امضِ فاصنـع انـت ايضًا كذلـك.

فيلبّس الرسول

نعيّد له في الـ14 من تشرين الثاني

في قراءتنا الأناجيل الإزائيّة (متّى، مرقس ولوقا)، لا نجد اسم فيلبّس سوى في قائمة الرسل الاثني عشر. أمّا يوحنّا الإنجيليّ، فيأتي على ذكره، بعد تحفة دعوته (1: 43- 48)، ثلاث مرّات أيضًا. الأولى، قَبْلَ معجزة إطعام الجموع، حيث يخبرنا أنّ الربّ خصّه بسؤاله: "من أين نشتري خبزًا، ليأكل هؤلاء؟"، وأنّ تلميذه أجابه: "لو اشترينا خبزًا بمائتَيْ دينار، لَما كفى أن يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة" (6: 5 و6). الثانية، في سياق دخول يسوع مدينة أورشليم، حيث كان بعض اليونانيّين في جملة الذين صعدوا، ليسجدوا في العيد. هؤلاء تقدّموا إلى فيلبّس، وسألوه: "يا سيّد، نريد أن نرى يسوع". فذهب فيلبّس إلى أندراوس. وذهبا معًا، وأخبرا يسوع (12: 20 و22). والثالثة، في آخر خطاب ألقاه يسوع، حيث قال له فيلبّس: "يا ربّ، أَرنا الآب وحسبُنا". فقال له يسوع: "إنّي معكم منذ وقت طويل، أفلا تعرفني، يا فيلبّس؟ مَنْ رآني، رأى الآب. فكيف تقول: أَرنا الآب؟ ألا تؤمن بأنّي في الآب، وأنّ الآب فيَّ؟" (14: 18 و19).

في سياق ذكره، يخبرنا يوحنّا بأصل فيلبّس. يقول من بيت صيدا (1: 44) في الجليل (12: 21)، وهي مدينة تقع على شاطئ بحيرة طبريّة في شمالها إلى الشرق حيث يصبّ نهر الأردنّ. وبهذا الذكر، أراد أن يدلّنا على أنّ فيلبّس كان صيّادًا (أندراوس وبطرس، وفق الإنجيليّ الرابع، كانا من بيت صيدا أيضًا)، فبيت صيدا هي بيت الصيد (أو بيت السمك). وربّما أراد أن تحقَّقَ ما قاله النبيّ في الأزمنة المسيحانيّة، أي: "ويقف الصيّادون من عينَ جَدْيَ إلى عَجَلائيم، فيكون مَنْشَرًا للسمك، ويكون سمكه على أصنافه كسمك البحر العظيم (البحر الأبيض المتوسّط) كثيرًا جدًّا" (حزقيال 47: 10). هذا يرجّحه أنّ الربّ قد استعار، مرّةً، مهنة تلاميذه (الصيد)، ليكلّمهم على أنّهم سيكونون "صيّادي الناس" (متّى 4: 18 و19).

إذًا، ذكـرَ الإنجيليُّ فيلبّسَ أربع مرّات. في المـرّتين الأولى والثـالـثـة، يـرينـا أنّه، بعد أن دعاه يسوع، جاء بسواه إليه. أوّلاً، جاء بصديقه نتنائيل. وهذا، في منطق يوحنّا، يعني أنّ الصداقة (والأُخوّة، في مَثل أندراوس وبطرس) قد تساعد في تحقيق الدعوة، أي ليس، عنده، من أيّ تعارض ما بين حبّنا له وحبّنا لِمَنْ هم معنا وإلينا. ودائمًا، هذا يفترض أن يكون حبّنا للربّ قويمًا لا عرج فيه. وثانيًا، كما رأينا، أتى بأشخاص يونانيّين طلبوا أن يروا يسوع (أي يكلّموه). ففيلبّس يظهر أنّه أدرك أنّ مهمّته تقتضي بأن يأتي بالناس إلى يسوع. وَمِنَ الناس مَنْ يجب أن يبحث عنهم، ويجدهم، ويدعوهم. وهذا يُذكّر بدعوته. فيسوع لقيه، وأَنعم عليه بأن اختاره (يوحنّا 15: 16). ومنهم مَنْ يأتون من أنفسهم، وعليه أن يخدم وصولهم إلى الربّ. العالم كلّه يجب أن يأتي، القريبون والبعيدون (اليونانيّون، مثلاً، الذين يبدو فيلبّس يتكلّم لغتهم). هذا كلّه يدلّنا على أنّ فيلبّس بدا يعي أنّه، في آن، فمٌ وجسر. بدا شخصًا يعنيه أن يدرك الناس خلاصهم بالتحاقهم بإله افتقدَنا من عليائه، ليُعدينا إلى علوّ خسّرتنا إيّاه خطايانا المقيتة.

في حادثة إطعام الجموع التي جرت في منطقة قريبة من بحيرة طبريّة، يمتحن الربّ تلميذه بسؤاله: "من أين نشتري خبزًا؟". فيلبّس يعرف المنطقة وجوارها، وتاليًا أن ليس فيها طعام يكفي الجموع الموجودة. وبيّن، في جوابه، أنّه ما زال أسير ما يعرفه. وإذًا، يجب أن يتربّى. وكيف ربّاه يسوع؟ بأمرين. أوّلهما بِمَثل صبيّ كان يحمل طعام الفقراء في ذلك الزمان، أي بأنّ مَنْ يتبعه يجب أن يكون مثل هذا الصبيّ، فيعطي كلّ ما عنده. وتاليهما بأنّه هو، أي يسوع، الطعام الحقّ الذي يحتاج إليه كلّ إنسان، والقادر، بحضوره، على إتمام خدمة أهل الأرض، مهما كانت إمكاناتهم وضيعة! الكنيسة، التي بناها الربّ في هذه الحادثة، مدعوّة، دائمًا، إلى أن تذكر أنّ ربّها، بقليلٍ قدَّمَهُ صبيّ، أحيا كثيرين! لم يُطعمهم فحسب، بل أفاض خيره عليهم، بل حوّل عطيّتهم إلى طعام ثمين لا يجوز أن "يضيع شيء منه". هذا هو نوع الغنى الذي تكلّم عليه بولس بقوله: "فقراء، ونغني كثيرين" (2كورنثوس 6: 10). وهذا ما كان فيلبّس يحتاج إلى أن يرتقي إلى معرفته، ليُحسن نقله إلى العالم، ونُحسن، نحن أيضًا، أن نستلمه، وننقله.

أمّا في الذكر الرابع، فعلّم يسوعُ فيلبّسَ أمرًا آخر. كان تلميذه قد سأله أن يُريهم الآب، وكفى. بدا مستعجـلاً. ماذا أراد؟ أراد أن يُقصّر الطـريـق التي تؤدّي إلى الآب. هذه حماسة لا ترى! أين كان لمّا قال لهم يسوع الآن: "أنا الطريق" (14: 6)؟ سمعه معلّمه. ومن دون أن يؤخّر استعجاله!، لامه بقوله: "إنّي معكم منذ وقت طويل، أفلا تعرفني". وأردف: "مَنْ رآني، رأى الآب"، أي أعاد: "أنا الطريق"، أي قال: لا أحد يقدر على أن يصل إلى الآب من دوني. أنا، أنا، الطريق الوحيد إلى أبي. وختم بسؤاله: "ألا تؤمن بأنّي في الآب، وأنّ الآب فيَّ؟"، ليعلّم تلميذه، ويُعلّمنا أيضًا، أنّ الطريق نسلكه، أبدًا، بإيمان به واثق.

ربّما كنّا نُفضّل أن يكتفي يوحنّا بذكر فيلبّس مرّتين: أوّلاً وثالثًا! ولكنّنا، بهذا التفضيل، نُهمل أنّ الإنجيليّ الفذّ نسج ما نسجه بخيوط واقع يُشبهنا. أن نتبع يسوع، أن ندعو الناس إليه، أمران يُعوزهما، دائمًا، أن نبقى ندعو أنفسنا إلى طاعة كلمته. الالتزام كلّه مسيرة يقودها الربّ الحاضر. هذا الإله، الذي تبعه فيلبّس ورفاقه، إله يعرفنا، ويُحبّنا. ولكنّه إله مُربٍّ. إنّه يعرفنا ويحبّنا، إذًا فهو مُربٍّ. يربّينا، ليقودنا، بروحه، إلى أبيه. هذا، إن قبلناه مثلما قبله فيلبّس، يجعلنا إيقوناتٍ تخدم مجده في الأرض.


القديس يوحنا الذهبيّ الفم (+ 407)

اليوم عيد القديس يوحنا الذهبيّ الفم. إليكم القليل مما قاله عن المحبّة والعطاء ومساعدة المحتاجين. انتبهوا الى أقواله كم هي مُطابقة لحالنا اليوم وكم هي نافعة لنا جميعًا.

-          تأمّلوا أيها الذين يتنعّمون ويُنفـقـون أموالهم في الأطعمة اللذيذة والأشربة المُسكرة والملابس الفاخـرة، وجملةً في ما لا حاجة إليه لقيام الحياة، وإخوتُهم وشركاؤهم في أُخوّة المسيح يموتون من الجوع والعطش. إنّ الذي جُعل في أيدينا ليس لنا وحدنا، بل لنا وللمعوزين على السواء. فكما نستعمله لسدّ حاجاتنا، كذلك يجب علينا أن نمدّ منه المحتاجين بما يسُدّ حاجاتهم، ولا نخصّ به أنفسنا وحسب.

-          سعيدٌ مَن استطاع أن يُسعف نفسه ولم يَجُرْ على اليتيم والغريب والأرملـة، لأن الرب قال: إن العطاء مغبوط أكثر من الأخذ. وقال أيضًا: الويل لمن يستطيع أن يُغيث غيـره ويأخـذ ما لغيـره. سوف يـؤدّي كلاهما حسابـًا للرب الإله في اليوم الأخير. ان الذي يجمع الحسنات لصالح اليتامى أو لصالح من يشكون الشيخوخة، أو للمرضى أو لإعالة ربّ الأُسرة العديدة الأفراد، لا لوم عليه بل يستحقّ التكريم. هو يحسب أن الله قد وضع كنزه في أيدي المُحسنين، لكي يُحسنوا بلا إبطاء الى من يسألهم. إن الرجل المحتاج لا يأخذ مِن كَسَل بل مِن كرَم المُحسن الذي يُعطي لأنه سُئل، هذا يكون مغبوطًا لدى الله في الحياة الأبدية.

-          لا يريد الله أن يكون المسيحيّ أنانيا، لا همّ له سوى نفسه، بل يريده قدوة لغيره بتعليمه وحياته وسلوكه. وليس من مثَل صالح أشدّ فعالية من حياة نقيّة نعيشها حسب البِرّ، إذ لا يعتبر الناس كلامنا بقدر اعتبارهم أَعمالنا.

-          ليس من أمر يُرضي الله أكثر من أن نقف حياتَنا على خدمة القريب، فقد منحَنا اللهُ الفهم والنُطق، والأيدي والأرجل والقوى الجسدية. كل هذا لكي نستخدمه لفائدة نفسنا والقريب. لم يمنحنا اللهُ الكلام لأجل حمده وحسب، بل لأجل فائدة الآخرين وتعليمهم ونُصحهم. فإذا كنّا نستخدمه لهذا الغرض، فإنمّا نقتدي بالله وإلا فبالشيطان.

-          أما اذا كان ذو المال بخيلا يحتال على الغير أو يَطمئن الى الكسل بدل أن يجتهد غوثًا للآخرين، فسوف يؤدي حسابًا، لأنه “حرم الجائعين خبزَهم”. ومن لديه المال ولا يعطيه للآخرين ولا يستعمله في نفع نفسه فقد اقتنى ثعبانًا، وقد قيل: انه ينام على كنوز... مثل هذا الرجل لا يجعل إيمانه بالله بل بماله، جعله إلهَه وعقد عليه رجاءه. مثلُ هذا الرجل يجوز عنه الحق ويحابي الوجوه، يكفر، يقضي أيامه حزينًا، عدوّ نفسه، لا يُصادقه أحد.

القديس ويليبرورد

قدّيس من الغرب، عيده في 7 تشرين الثاني. تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأنكليكانية. وُلد في إنكلترا سنة 658 ورغب في الحياة الرهبانية شابًّا. قصد ديرًا في إيرلندا كان من أهمّ مراكز العلم والحياة الروحية في ذلك الوقت وتتلمذ على القديس إغبرت مدة 12 سنة. أُرسل مع مجموعة من الرهبان لتبشير بلاد كانت تُدعى فريزيا، وهي هولندا الحالية والتي كانت وثنية، وذلك بناء على طلب ملك الفرنج

بيبان (والد شارلمان) الذي كانت تلك البلاد تحت سيطرته. نجحت أعمال البشارة التي قام بها الرهبان وبنوا كنائس عدّة. سنة 695 صار القديس ويليبرورد مطران بلاد فريزيا، وجعل مركز أبرشيته مدينة أوترخت. توسّع التبشير الى ما هو الآن اللوكسمبورغ ومناطق أُخرى حتى حدود الدانمارك. لكن الملك الوثني رادبود عاد واحتل البلاد سنة 716 وأحرق الكنائس وقتل المبشّرين المسيحيين. بعد وفاة رادبود سنة 719، عاد المطران ويليبرورد لرعاية الكنيسة والتوسع في البشارة حتى رقد بالرب سنة 739. كُتبت سيرته بعد وقت قليل من وفاته وذاع صيته بسبب العجائب التي حصلت بصلواته وبسبب محاربته للوثنية وتكسيره الأصنام ونشره الإيمان.

الأخبار

بصاليم

ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في قاعة كنيسة القديس جاورجيوس الجديدة في بصاليم صباح الأحد في الثلاثين من تشرين الأول 2011، ثم تفقّد الأشغال في الكنيسة الكبيرة المشادة قرب الكنيسة القديمة. فاللافت أنّ كل أعمال البناء انتهت، إلا ان الكنيسة تحتاج الى البلاط والهندسة الداخلية والأثاث لتكتسي بحلّتها النهائية. ويجري الآن التخطيط للإيقونسطاس والأيقونات القائمة عليه. بعد القداس كان لسيادته لقاء مع الأهالي.

جولة زنّار العذراء

للمرة الأولى يُعرض زنّار العذراء الموجود في دير فاتوبيدي في جبل آثوس خارج اليونان. وصل الزنّار في 10 تشرين الأول الى بطرسبرغ في روسيا حيث تبارك منه حتى الآن مئات الألوف من المؤمنين، وقد وصل طول صفّ الانتظار أحيانًا الى خمسة كيلومترات. بعد بطرسبرغ يتنقّل الزنّار في عدة مدن روسية الى أن يصل الى موسكو في 19 تشرين الثاني حيث يستقبله البطريرك كيرلّس بحضور بطريرك رومانيا دانيال وبطريرك جيورجيا إيليا ورئيس أساقفة تشيكيا وسلوفاكيا خريستوفوروس. سيعود الزنّار الى جبل آثوس في 23 تشرين الثاني.

 
Banner