Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 47: الخلاص بالنعمة
العدد 47: الخلاص بالنعمة Print Email
Sunday, 20 November 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 20 تشرين الثاني 2011 العدد 47 /الأحد الثالث والعشرون بعد العنصرة 

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الخلاص بالنعمة

كتب بولس الرسول هذه الرسالة من السجن، غالبًا من سجنه الأخير في رومية. وهي من أغنى رسائله، ولعلّها مُرسَلة ليس فقط الى أهل أفسس ولكن الى مدن آسيا الصغرى المحيطة بها. يؤكد في هذا المقطع أننا”حين كُنّا أمواتًا بالزلاّت أحيانا مع المسيح”. يُشركنا الرسول دائمًا في حياة المسيح وفي جلوسه معه في السمويات من بعد القيامة. لا يفرّق بولس بين الرب والذين هم له.


 

وحتى لا يعتزّ المسيحيون بفضائلهم، يؤكد لهم أنهم بالنعمة مُخَلَّصون، وفي هذا المقطع الصغير يؤكدها مرتين. المسيح حاضن أحبائه، مُشركهم في موته وقيامته وصعوده الى السماء. كل شيء عنده نعمة من فوق والنعمة لطف الله بنا.

من أين تأتي النعمة؟ الجواب: من الإيمان، أي انها مجّانيّة. يعطيها الرب لأنه هو يريد، وهذا ليس لهم فضل فيه. هذا الخلاص هو عطيّة الله، وليس من الأعمال، وليس من ناموس موسى. وهنا يلتقي الرسول بالرسالة الى أهل رومية والرسالـة الى أهل غـلاطية، وتلك التي أَرسلها الى غلاطية قُرئت في أفسس. كل هذه المدن استلمت أن النعمة مجّانيّة والإيمان مجّانيّ، وفي كل هذا محاربة لليهود والمتأثرين بهم في الأوساط المسيحية في آسيا الصغرى. نحن مخلوقون للأعمال الصالحة التي سبق الله فأَعدّها لنسلُك فيها. ما يُسمّى”سَبْق التعيين” الذي ظهر في البروتستنتية الكلفينية والقائل ان هناك من أُعِدّ للسماء وهناك من أُعدّ لجهنم إنما هو اعتقادٌ رفضه هؤلاء الإنجيليون في القرن التاسع عشر ونحن كنا رافضيه من البداءة لكونه يُبطل المسؤولية الشخصية. الإنسان يخلُص لسببين، أولا لأن الله يريد أن يُخلّصه بالنعمة، وثانيًا لأنه يقبل هذا الخلاص الإلهيّ. الله يقول أنا المُخلّص، والإنسان يقول الله يُخلّصني. هذا ما نُسمّيه الموآزرة او المشاركة بين الله والإنسان مع أن الرب هو الذي يُبادر بالنعمة والإنسان يستجيب لها. في أيام الطوباوي أُوغسطينُس (القرن الرابع) ظهرت في أفريقيا بدعة بِلاجيوس وقالت: الانسان يخلُص بجهوده، وكَفّرتْها الكنيسة. هذا لا يمنع الواعظ من أن يحثّ المؤمنين على الأعمال الصالحة ويقول لهم إن أهملوا الجهد فلا يخلُصون. هذا كلام تربويّ مفيد هربًا من الكسل والإهمال.

غير أن آباءنا علّموا أن الإنسان لا يدخل الملكوت بجهده ولكن برحمة الله. أنت تسعى دائمًا ليقبل اللهُ مسعاك ويُكلل عطاءك، ولكن اذكُر أننا بالنعمة مُخلّصُون، وأنك دائمًا فقير الى الله، وأنك تنال الخلاص بفائق محبته ولطفه. هو الذي أَحياك بالمسيح وأَجلسك معه في السماويات. أن تعرف أنك نازل من فوق بالنعمة يجعل فيك روح تواضع الذي هو قوّة رجائك.

هذا الالتقاء بين النعمة والجهد البشريّ تعليم ساطع للرسالة الى أهل أفسس ورفضٌ للجبرية القائلة بأن الله جابرنا على دخول السماء او دخول الجحيم. المحبة لا تريد أحدا في جهنم، ولكن اكتسب انت المحبة بالطاعة الدائمة للآب بيسوع المسيح ربنا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أفسس 2: 4 - 10

يا إخوة، إنَّ الله لكونه غنيًّا بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التي أحبّنا بها حين كنّا أمواتًا بالزلاّت أحيانا مع المسيح، فإنكم بالنعمة مُخَلَّصون، وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويّات في المسيح يسوع ليُظهِرَ في الدهور المستقبلة فرط غنى نعمته باللطف بنا في المسيح يسوع. فإنّكم بالنعمة مُخَلَّصون بواسطة الإيمان، وذلك ليس منكم انما هو عطيَّة الله. وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحدٌ، لأنّا نحن صنعُه مخلوقين في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدَّها لنَسلُكَ فيها.

الإنجيل: لوقا 16:12-21

قال الرب هذا المثل: إنسان غـنيّ أَخصبـت أرضُه فـفكـّر في نفسه قائلا: ماذا أصنع فإنـه ليـس لي موضع أخزن فيه أثماري. ثم قال: أَصنع هذا. أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأجمع هناك كل غلاتـي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفـس إن لك خيرات كثيرة موضوعة لسنـين كثيـرة فاستريحي وكُلي واشربي وافرحـي. فقال له الله: يا جاهل، فـي هذه الليلة تُطلب نفسـك منك. فهـذه التي أَعـددتها لمن تكـون؟ فهكذا من يدّخر لنفسه ولا يستغني بالله. ولما قال هذا نادى: من لـه أُذنان للسمع فليسـمع.

الطمع ضرّ صاحبه

قبل أن يضرب الربّ يسوع المثل الوارد في القراءة الإنجيليّة المختارة لهذا اليوم، يقترب منه أحدُهم ويطلب إليه قائلاً: "يا معلّم، مُرْ أخي بأن يُقاسمني الميراث". فأجابه يسوع قائلاً: "يا رجل، مَن أقامني عليكم قاضيًا أو قسّامًا؟"، ثمّ أضاف محذّرًا سامعيه من الطمع والاختلاف على الميراث: "تبصّروا واحذروا كلّ طمع لأنّ حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله" (لوقا 12: 13-15).

يرى القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397) أنّ القصد من هذه الفقرة من الإنجيل هو أنّ للـمـرء أن يسعى إلى الحـصـول عـلى "ميـراث الخـلـود، لا ميراث النقود". وينتقد أمبروسيوس ذاك الذي سأل الربّ بأن يُقسّم الميراث بينه وبين أخيه، لأنّه "رغب في أن يُشغل مدبّر الأمور السماويّة بما هو أرضيّ. القاضي النزيه لا يقسّم المواريث بين الإخوة، بل يقسّم التقوى وحسب". ويتابع قائلاً إنّ الربّ "تنازل لغاية إلهيّة"، لذلك "رفض المهامّ الدنيويّة، ولم يسمح لنفسه بأن يكون قاضيًا وقسّامًا للمواريث. إنّه ديّان الأحياء والأموات والمرتدّين عن الإيمان". ويطلب أمبروسيوس من المؤمنين "ألاّ يهتمّوا بما يطلبون، بل بمَن يطلبون"، أي بالله وحده.

أمّا القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) فيقول إنّ المسيح أرانا أنّ "الطمع يمقُتُه الله. وهو فخّ نصبه إبليس. فبولس الرسول الحكيم يسمّيه عبادة أوثان (كولوسّي 3: 5)، ربّما لأنّه موافق للذين لا يعرفون الله أو موازٍ لدنس الذين يختارون عبادة العصيّ والحجارة. إنّه فخّ تنصُبه الأرواح الشرّيرة، لتجُرّ نفس الإنسان إلى شِباك جهنّم". ويذهب المغبوط أُوغسطينُس أسقف هيبّون (+430) المذهب ذاته حين يقول: "أصاب يسوع في جوابه للرجل الذي اختلف مع أخيه في شأن الميراث. فالطمع يُفّرق، أمّا الحبّ فيجمع. فقول الربّ: احذروا كلّ طمع، يعني: امتلِئوا بالمحبّة".

يتساءل القدّيس كيرلّس الإسكندريّ: "ماذا يفعل الغنيّ المُحاط بما لا يُحصى من نِعم عظيمة؟". ويجيب قائلاً: "لا يهتمّ بما هو آتٍ. لا يرفع عينيه إلى الله. لا يحسب ادّخار ما في السماء ربحًا للعقل. لا يُعامل الفقراء بمحبّة، ولا يسعى إلى بلوغ سمُوّها. لا يتعاطف مع المعاناة. يشيح بنظره عن المصابين والموجعين. وبرعونةٍ يُثبت لنفسه طول أيّامه. كأنّ أيّامه حصاد من الأرض". ويسخر كيرلّس من الغنيّ وغبائه، فيتوجّه إليه قائلاً: "يا غنيّ، لك مخازن لمؤونتك، لكن قلْ لي كيف تطول أيّامك؟". كثرة المؤونة والغنى الفاحش لا يرُدّان الأَجل ولا يؤخّرانه. فأيّام الإنسان معدودة مهما طالت، وسيأتي الأجل عاجلاً أم آجلاً.

يعـتبـر أُوغسطينُس المغبـوط أنّ الغنيّ قد هلك لأنّـه لـم يُنفـّذ قول الربّ في مثل الدينونة: "كنتُ جائعًا فما أَطعتموني..." (متّى 25: 42): "فكيف يعرف الغني أن يدير أنظاره، عندما يسمع في المحاكمة" هذا القـول؟ ويضيـف أُوغسطيـنُـس قـائـلاً: "إنّ خـلاص نـفـس الإنسان هو ثروتـه. هذا الغنيّ لم تكن لديه تلك الثـروة. لذا لم يخلّص نفسه بإحسانه. كان يدّخر الأرزاق الفانية وهو على وشك الموت، من دون أن يُقدّم شيئًا للربّ الذي كان يمثل أمامه. كان يخطّط ليُتخـم نفسـه متنعّمـًا بالترف، وبفخرٍ كان يتجاهل بطون الفقراء الفارغة. لم يُدرك أنّ بطونهم هي مخازن أكثر أمانًا من أهرائه". الثروة الحقيقيّة هي ما يقدّمه الإنسان للفقراء، لا ما يكدّسه في خزائنـه.

ينبّه القدّيس لاون الكبير أسقف رومية (+461) المؤمنين قائلاً: "علينا أن نكون نشطاء ويقظين في أوقات محدّدة. فالعقل المنشغل بغنى الحياة الحاضرة يبتهج باعتدال الطقس وخصب الحقول. غير أنّ ما يجب أن يراعيه الحكماء هو قِصر أيّام هذه الحياة واضطراب الزمن. على المائتين أن لا يُفاجئهم الموت. وعلى الذين يعرفون أنّهم مائتون أن يستعدّوا لبلوغ أَجَلهم". وفي السياق عينه يقول القدّيس أمبروسيوس: "باطلاً يجمع المرء ثروةً لا يعرف كيف يستعملها. إنّه يُشبه مَن تضيق أهراؤه بالغلال، وهو لا يعرف من سيرثها. كلّ ما في العالم يبقى في العالم، وكلّ ما نجمعه من ثروة، إنّما نجمعه لورثتنا. فما لا نأخذه معنا هو ليس لنا. الفضيلة وحدها ترافق الميت. والتحنّن وحده يتبعنا. إنّه مُرشدنا إلى السماء وهو أهمّ منزل لنا. باستعمال المال العديم القيمة يتمّ اكتساب المساكن الأبديّة للميت".

مَن هو، وفق الإيمان المسيحيّ، الغنيّ الحقيقيّ؟ على هذا السؤال يجيب القدّيس كيرلّس الإسكندريّ، فيقول: "الحقّ أنّ حياة المرء ليست في أرزاقه، أو في وفرة ماله. يتقدّس مَن يغتني عند الله، ويكون له رجاء عظيم. مَن هو هذا؟ إنّه مَن لا يحبّ المال، بل الفضيلة، ومَن يكتفي بالقليل. إنّ يده مفتوحة لحاجات الفقير. يعزّي أحزان المعوزين وفق وسائله وقدرته القصوى. يجمع أرزاقه في المخازن العُلويّة ويخزنها في السماء. إنسان كهذا يجد فائدة بفضيلته، ومكافأة على حياته الطاهرة والبارّة".

قال الربّ يسوع: "لا تقدرون أن تعبدوا ربّين: الله والمال" (متّى 6: 24). والربّ هو مَن يضع الإنسانُ رجاءه فيه. فليكن رجاؤنا بالربّ لا بالمال البائد، كي نرث الحياة الأبديّة.

من تعليمنا الأرثوذكسي: الاستعداد للاعتراف

التلميذ: أَعلن الكاهن في رعيتنا عن مواعيد للاعتراف. أريد أن أعترف لكني لا أعرف كيف.

المرشد: قبل أن تذهب للاعتراف عليك أن تستعدّ. قبل أن تذهب الى الكنيسة وانت في البيت، او بينما تنتظر دورك، اجمع فكرك وحواسّك وتذكّر خطاياك. إن كنتَ لا تعرف ما هي الخطيئة، يمكنك أن تقيس نفسك على الوصايا العشر واحدة واحدة، او يمكنك ان تفحص نفسك لترى إن كنتَ تُطبّق وصيّة الرب التي نسمّيها القاعدة الذهبية:”أَحبب الرب إلهك من كل قلبك... وأَحبب قريبك كنفسك”. اسأل ذاتك: ماذا فعلت ضد الله او ضد القريب؟ ثم تذكّر مخالفتك لحياة الكنيسة: هل تأتي الى القداس؟ هل تصوم؟...

التلميذ: هل يجب ان أُعدّد الخطايا واحدة واحدة؟

المرشد: نعم. بعد صلاة الاستغفار التي تقولها انت او تُردّدها مع الكاهن، ابدأ بتمسية كل خطيئة. قل مثلا: ارتكبت الكذب كذا مرة او النميمة او البغض او غيرها. لا تقل بشكل عامّ وغامض: انا خاطئ، ولا تعذُر نفسك بقولك مثلا: أخطأتُ مثل كل الناس. الكلام العمومي الغامض ليس فيه توبة. المهم ان تكون واعيا أنك ارتكبت خطيئة وأن تكون مؤمنًا أن الله يرحم الخطأة وأنه يقبلهم أبناء له.

القديس بروكلُس

كان رئيس أساقفة القسطنطينية من سنة 434 الى سنة 447. كان تلميذ القديس يوحنا الذهبي الفم، واشتهر كمعلّمه بالوعظ. وُلد في القسطنطينية حوالى سنة 390 وسيم أسقفًا على كيزيكوس، لكنه لم يتمكّن من دخول أبرشيته بسبب خلاف بين البطريرك الذي سامه وسكان المدينة، فبقي في العاصمة وتنقّل بين كنائسها واعظًا الى أن جرى اختياره بطريركًا. كان القديس بروكلس وديعًا، متواضعًا، صبورًا امتاز باعتداله ورزانته وحُسن رعايته، كما عُرف بتمسّكه بالإيمان القويم وجرأته في الدفاع عنه في زمنٍ كثُرت فيه الهرطقات. إليكم مثلا على ذلك: لما كان نسطوريوس الهرطوقيّ بطريركا على القسطنطينية، وعظ بروكلس بحضوره حوالى سنة 428 وسمّى العـذراء مريم”والدة الإلـه” رغـم اعتراض نسطوريوس الذي كان يُسمّيها والدة المسيح او تسميات اخرى مشابهة.

نعرف من سيرته أنه أوّل مَن سعى لنقل رفات القديس يوحنا الذهبيّ الفم من كومانا في بلاد البنطس حيث رقد في المنفى الى القسطنطينية. وفي أيامه جرى إدخال ترتيل”قدوس الله، قدوس القوي...” إلى القداس الإلهي.

الأخبار

عيد رؤساء الملائكة

احتفل دير رئيس الملائكة ميخائيل في بقعاتا بعيد شفيعه في الثامن من تشرين الثاني. ترأس القداس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس، واشترك معه سيادة المطران افرام راعي أبرشية طرابلس والكورة وعدد كبير من الكهنة. كان حضور المؤمنين كثيفًا إذ ملأوا الكنيسة والساحات حولها واشتركوا في الصلاة بخشوع كبير. بعد القداس اشترك الكل في مائدة محبة.

خلال القداس ألقى سيادة المطران جاورجيوس عظة جاء فيها:”ماذا جئنا نفعل اليوم في هذا العيد؟ جئنا نلتقي ميخائيل وجبرائيل وغيرهم من الطغمات الملائكية.

أمّا ميخائيل فيعني اسمه”مَن مثلُ الله؟”. علام يُضطرّنا هذا الاسم؟ بماذا يُقيّدنا هذا الاسم؟ عند كل الناس قاطبة أسئلـة تختلف عن هذا السؤال. الحسناء تقول: من عنده جمالي؟ وهذا شيء تافه يذهب الى التراب. الغنيّ يقول: من مثلي بهذه الثروة العظيمة؟ وهذا تافه لأنه الى التراب. والذكيّ يقول: من عنده مثل ذكائي؟ وهذا أتفه لأنه الى التـراب. كل إنسان عنده سؤال كهذا. انا أعرف قلائل قلائل من الناس يقولون في أعماقهم: من مثل الله؟ من مثل الذي لا يزول، وانا به، وقائم برضاه؟ جئنا إذًا الى هذا العيد نستعلي على الجمال والذكاء والمال والنفوذ، وننحني امام الرب قائلين له: ليس مثلك شيء، ونريد ان نكون لك، ونعرف ان هذا صعب، وقاس جدا، ولكن أَعطنا أن نريد.

جبرائيل باللغة العبريّة”قوة الله، جبرؤت الله”. هل نريد قوة الله فينا، أَم قوى اخرى؟ هل نؤمن عمقا أن قوة الله في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا وأجسادنا هي كل شيء؟

سـؤال آخر مهـم: ماذا نُفيـد نحن من عيد الملائكـة؟ الكتاب الإلهي يقـول عن الملائكـة شيئيـن: أولا أنهـم ساجـدون باستمرار لله. أي يعتـرفـون أن الله هو الله، وأنه وحده الله. في هذا المدى السماويّ هُم سُجـّدٌ لـه، ومَن سجد يعترف أنه عبد، أنه لا شيء، أنه ممحوّ، أنه منسحق امام هذا الذي يسجد لـه ويُعـلّيـه.

المسؤولية الثانية التي فُوّض بها الملائكة هي أنهم أرواحٌ أُرسلوا للخدمة... آن لنا أن نتعلّم الخدمة الكاملة المُخْلصة الصادقة لكل مَن حولنا، لنكون ملائكة، لنحضر الى هذا الدير باستحقاق وقبول”.

باريس

مساء الأحد في التاسع من تشرين الأول 2011 أُقيمت صلاة الغروب الأرثوذكسية في كاتدرائية نوتردام في باريس برئاسة المطران عمانوئيل راعي الأبرشية اليونانية ورئيس مجمع الأساقفة الارثوذكسيين في فرنسا. اشترك في الصلاة ممثلون عن كل الأبرشيات الأرثوذكسية العاملة في فرنسا. كان ذلك بمناسبة عيد القديس ديونيسيوس أوّل مطران على باريس الذي يقع في الثالث من تشرين الأول. نشرت رعيتي ملخّص سيرته في العدد 40 بتاريخ 2 تشرين الأول حيث تبيّن أنه أول أُسقف على أثينا.

يقول التقليد الكنسي انه سافر الى رومية في أواخر عهد الأمبراطور نيرون حيث قابل الرسـول بـولـس وحضر استشهاده وعاد الى اليـونـان. إلا أنه رجع بعد ذلك الى رومية في أيام البابا اقليمندوس الذي أَرسله مع اثنين من تلاميذه ليُبشّر بلاد الغال أي فرنسا. استقرّ في باريس التي كانت بلدة صغيرة وبنى فيها كنيسة. نجحت البشارة في أيامه حتى طالت كل البلاد وامتدّت الى بريطانيا وإسبانيا. انتهت حياته شهيدًا للمسيح.

Last Updated on Saturday, 12 November 2011 12:29
 
Banner