Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 49: علم الكاهن
العدد 49: علم الكاهن Print Email
Sunday, 04 December 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 4 كانون الأول 2011 العدد 49      

عيد القديسة بربارة / عيد القديس يوحنا الدمشقيّ

رَعيّـتي

كلمة الراعي

علم الكاهن

منـذ سبعـين سنـة ونيّـف، وأنا تـلميـذ مـدرسـة كـاثوليـكيـة، كنتُ في ضيـق كبيـر مما كنـتُ أتلـقّى المسيحيـة من هـؤلاء الرهبان، ولم يكن كاهـن أرثـوذكسيّ قادرًا أن يقول لي كـلمة عن إيماننا. أية كانت تقوى كاهني كنتُ أَحنّ الى الإنجيل والعقيدة، وأحزن أنه كان عليّ أن ألجأ الى الغـرباء عن كنيستي لأعرف شيئًا عن المسيح.


 

يُحـزنني أكثر فأكثر أن مشهد الجهل عنـدنا لم يـنتـه كليًا ولو تقـدّمنا كثيرًا. طوال حيـاتي الفتيـّة لم أكـن أفهم أن المطـران الذي تعلّم في خالكي او أثينا او موسكو وأَتقـن لغـات كان يقبـل هذا الفرق في المعرفـة بينه وبين كهنتـه. ما كان يبذل ايّ جهـد ليُعلّمهـم شيئًا. كيف كان يقبل أن تكـون أدمغتـهم فارغـة وكتـابـه يقـول لـه ان هناك معلّمين ووعـاظًا وتاريـخ الكنيسـة كشف له أن قادتها كانوا باسيليوس ويوحنا الذهبيّ الفم وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الدمشقيّ ومن إليهم. الفراغ لا يقـدّم الا الفراغ. منذ أربعين سنة أنشأْنا معهدَ اللاهوت في البلمند، وهو إنجاز عظيم، ولكن لا يتسجَّل فيه العـدد الـلازم مـن الطلاب الذيـن نحـتـاج اليهـم. هذا يعـنـي أننـا مضطرّون على رسامة كهنة أُمّيين او شبه أُمّيين. لا يُبذل الجهد الضروري لتقبّل طلاب، والذريعـة أن ليس عندنا المال الكافي. اذًا يكـون سعيُنا أن نجد المال لسدّ نفقـات المعهد، ويجب ان نقوم بإحصاء لمعرفـة عدد الكهنـة الذين نحن في حاجة إليهم بعد موت المسنّين منهم. لنفرض مثلا أننا في العشرين سنـة المقبلة نحن في حاجة الى تخـريج أربع مئة تلميـذ او ست مئـة ليملأوا كلّ الشواغر، نكون قد حللنا مشكلة الرعايا التي تنتظر كهنة مثقـّفـين.

يبقى السـؤال لماذا لا يأتينا العدد المطـلـوب مع أنّ هناك حسًّا روحيًّا واضحًا عند الكثير من شباب لنا يودّون الانخراط في خدمة الكنيسة. الجـواب الوحيد عندي أن بعضًا من الذين لا ينخرطون في هذه الدراسة يخشون الفقـر في حياة الكاهن. تاليًا مشكلة معيشة الكاهن مرتبطة بالانتماء الى المعهد اللاهوتي. اذًا السؤال الأساسي هو كيف نستعـدّ في كلً الأبـرشيّات منذ الآن لإيجاد رواتب كافية تُدفع للأربع مئـة او الخمس مئة كاهن الذين نحتاج إليهم بحيث نقول للمتخرّج: بعد أربع سنين، تقضي سنـة او سنتين في التمـرين على الكهنوت في إحدى الكنائس في درجة شمّاس مثلا او كاتب عند مطران تتقاضى معاشًا كافيًا ولا تفتّش محمومًا عن كنيسة غنيّة إذ لا بدّ أن نصل الى وقت يكون المتخرّجون عندنا مستعدّين أن يلتحقوا بأيّة كنيـسة في المدينة أو الريف.

هذا يعني أن حُبّ الدراسة متوفّـر عند عدد من شبابنـا، وأن المشكلـة الوحيـدة ماليّة تُحلّ على مستوى الكرسي الأنطاكي كلّه بسبب فقر بعض الأبرشيـات. اذا كان الإيمـان الأرثـوذكسي يجب أن يُغـذّى في كلّ مكان، تقضي المحبة الأخويّة أن تنصُر الأبرشيةُ الميسورةُ نسبيًّا تلك التي لا تستطيع أن تدفع للكـاهن الآتي راتـبـه. هذا يقضي أُخوّة كبيرة، إحساسًا بالأخ الضعيف.

لندخل إذًا بعلم الإحصاء وتلتهب فينا محبَّة يسوع لإيجاد كهنة لائقين به.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالـة: غلاطية 3: 23 - 4: 5

يا إخوة، قبل أن يأتي الإيمان كنّا محفوظين تحت الناموس مُغلقًا علينا الى الإيمان الذي كان مزمعًا إعلانه. فالناموس إذًا كان مؤَدّبًا لنا يُرشدنا الى المسيح لكي نُبَرّر بالإيمان. فبعد أن جاء الإيمان لسنا بعد تحت موَدِّب لأن جميعكم أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع لأنكم كلّكم الذين اعتمدتُم في المسيح قد لبستُم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حرّ، ليس ذكرٌ ولا أنثى لأنكم جميعكم واحد في المسيح يسوع. فإذا كنتم للمسيح فأنتم اذًا نسلُ إبراهيم وورثةٌ بحسب الموعد. وأقول ان الوارث ما دام طفلا فلا فرق بينه وبين العبد مع كونه مالك الجميع، لكنّه تحت أيدي الأوصياء والوكلاء الى الوقت الذي أَجَّله الآب. هكذا نحن أيضًا حين كنّا أطفالا كنّا متعبّدين تحت أركان العالم. فلمّا حان ملء الزمان أَرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس ليفتديَ الذين تحت الناموس لننال التبنّي.

الإنجيل: لوقا 10:13-17

في ذلـك الزمان كان يـسوع يـعلّم في أحد المجامع يـوم السبت، وإذا بـامرأة بـها روح مـرض منـذ ثـماني عشرة سنـة، وكانت منحنيـة لا تستطيع ان تنتصـب البتّـة. فلمّا رآها يسوع دعاها وقال لها: انك مُطْلقـة من مرضك، ووضع يديه عليها، وفي الحال استقامت ومجّدت الله. فأجاب رئىس المجمع، وهو مغتـاظ لإبراء يسوع في السبت، وقال للجمع: هي ستة ايام ينبغـي العمل فيها، ففيهـا تأتون وتستشفون، لا في يوم السبت. فأجاب الرب وقال: يا مرائي، أليس كل واحد منكم يحلّ ثوره او حماره في السبت من المذود وينطلق به فيسقيه؟ وهذه، وهي ابنة ابراهيم التي ربطها الشيطـان منذ ثمـاني عشرة سنة، أما كان ينبغي أن تُطْلـَق من هذا الرباط يـوم السبت؟ ولما قال هذا، خزي كل من كان يقاومه، وفرح الجمع بجميـع الأمور المجيدة التي كانت تصدر منه.

قدّيسونا ومجتمع الاستهلاك

في منتصف صوم الميلاد المجيد تحتفي الكنيسة بتذكار القدّيسة بربارة العظيمة في الشهيدات (4 كانون الأوّل)، والقدّيس نيقولاوس رئيس أساقفة ميرا العجائبيّ (6 كانون الأوّل). سوف ننتهز هذه المناسبات المباركة للإضاءة على التشويه الذي بات يُهيمن على أنماط احتفالاتنا الدينيّة، من حيث سيطرة الذهنيّة الاستهلاكيّة على المعاني العميقة التي تضمّنها أعيادنا. فمجتمع الاستهلاك سلب من المؤمنين الصور الحقيقيّة لقدّيسيهم ومسخها وقدّمها إليهم من جديد أشخاصًا لا يمُتّون بصلة إلى ما كانوا عليه بالأصل.

فسيرة القدّيسة بربارة البعلبكيّة (+ 305) تقول إنّها استُشهدت بسبب اعتناقها المسيحيّة، وإنّ أباها ديوسقوروس هو مَن تطوّع لتنفيذ مهمّة بتر رأسها بالسيف. وتقول الرواية إنّ بربارة الشابّة الجميلة قد فرّت من وجه أبيها ولجأت إلى الجبال حيث انشقّت إحدى الصخور وأَوَتْها في بطنها. لكنّ ذلك لم يمنع السلطة الحاكمة من إلقاء القبض عليها وتعذيبها بأصناف شتّى من الوسائل وصولاً إلى القضاء عليها بالموت.

سيرة القدّيسة بربارة التي تُشبه سيَر العديد من الشهيدات، كالقدّيسات تقلا ومارينا وكريستينا وكاترينا، اتّخذت عند عامّة الناس طابعًا مميّزًا واحتفاليًّا. ففي عيدها، الذي يقع في الرابع من كانون الأوّل من كلّ عام، يطغى الطابع الفولكوريّ على ما سواه، ويأتي في بعض ممارساته على حساب الطابع الإيمانيّ الذي ينبغي أن يَسِمَ الأعياد الدينيّة، حتّى إنّ ألسنة العامّة تُغيّب اسم القدّيسة عن عيدها فتقول: "عيد البربارة" (مع تعريفها بالألف واللام) عوض القول: "عيد القدّيسة بربارة"، على غرار قولهم "عيد مار جرجس" أو "عيد مار يوحنّا"... هكذا يصبح العيد للبربارة (أي للقناع) لا للقدّيسة صاحبة العيد. وما يؤكّد كلامنا هو أنّ المسيحيّين في بلادنا تخلّوا أو كادوا أن يتخلّوا عن تسمية بناتهم بهذا الاسم المبارك، لأنّه أصبح، وللأسف، مدعاة للسخرية عند الناس لا لاحترامهم القدّيسة الشهيدة.

يسود الأوساطَ الشعبيّة الاعتقادُ بأنّ بربارة حين لجأت إلى الجبال تنكّرت كي لا يتعرّف عليها مَن يُلاحقها للقبض عليها. هي تنكّرت لتنجو بنفسها من أيدي جلاّديها، فيما عامّة الناس يتنكّرون للتهريج عليها بالأهازيج "هاشلة بربارة" التي لا تخلو أحيانًا كثيرة من الألـفـاظ البذيئـة. هي هاربة بقناعها من وعيد بالقتل، فيما الناس يسخرون بعضهم من بعض. فتاة ذاهبة إلى الموت نُواكبها بتهريج عظيم. عيد القدّيسة بربارة صار عيدًا للبربارة، صار عيدًا للقناع، لا عيدًا للوجه المخلوق على صورة الله ومثاله. لذلك، يصبح العيد مرادفًا لهالوين بشعوذاته وخرافاته، حتّى إنّ بعضهم بات يسمّي هذا العيد بهالوين لاغيًا اسم القدّيسة العظيمة.

غير أنّ ثمّة تقاليد حميدة تُرافق عيد القدّيسة بربارة من مثل التئام شمل العائلات والأصدقاء للصلاة وتبادل التمنّيات بمواسم فيّاضة بالخير والبركات، ولتناوُل القمح المسلوق مع بعض الجوز والصنوبر والزبيب، والقطايف وسواها من الحلويات المنزليّة التي تتوافق واحترام مقتضيات الصوم الذي يتهيّأ فيه المسيحيّون لميلاد المسيح. أمّا الجولات التي يقوم بها الكبار والصغار المقنّعين إلى منازل الأقرباء والجيران فكانت، في ما غبر من أيّام، ضمن الإطار ذاته الذي يضمّ تلك التقاليد الحميدة، إذ كانت تلك الجولات بعيدة عن روح الاستهلاك السائدة حاليًّا. وهذا ما ينبغي أن نُبقي عليه احترامًا لإيماننا ومبادئنا.

ومع اقتراب عيد الميلاد تزداد بعض المظاهر، من أشجار مزيّنة في الميادين والشوارع والمحلاّت على أنواعها، حتّى في النوادي الليليّة وأماكن اللهو الحرام والميسر، وأضواء ملوّنة مشكوكة على الأعمدة تحمل رموزًا بريئة للعيد ولا سيّما الشموع والأجراس، ومهرّج ذي ذقن كثّة بيضاء يلبس الأحمر ويقهقهُ قهقهات هستيريّة تحتقر الفقير بل تعتدي عليه وتستفزّه وتزيد من بلواه. وبدلاً من أن يكون العيد مناسبة يخرج الفقير فيها من مصائبه ليفرح ويبتهج مع عائلته وذويه، يزداد كربه وقهره، فيتمنّى ألاّ يأتي العيد أبدًا.

ولإضفاء الشرعيّة على هذا المهرّج السمج، المدعوّ بابا نويل، ابتدع بعضهم أنّ بابا نويل ليس سوى القدّيس نيقولاوس، نموذج الأسقف الراعي الصالح، والساهر على مشكلات أبنائه. غير أنّ ثمّة فارقًا كبيرًا بينهما هو أنّ نيقولاوس كان يأتي مجّانًا بالهدايا والثياب والطعام إلى الفقراء والمعوزين، فيما بابا نويل لا يأتي بهديّة إلاّ لـمَن أَدّى ثمنها، أمّا مَن لا يملك ثمن هديّة لأطفاله فيخرج بلا هدايا. نيقولاوس حبيب الفقراء يصبح فـي عصرنـا بابا نويل التـاجـر الجشع. مجتمع الاستهلاك يُحوّل بربارة إلى هالوين، ونيقولاوس إلى بابا نويل، والمسيح إلى سوبر ستار!

كان المسيحيّون يحتفلون بأعيادهم ببساطة الربّ يسوع وتلاميذه، عبر الأصوام والصلوات، والأناشيد والاحتفالات البريئة والموائد الأخويّة. وكان مقياس صدقيّة العيد والاحتفال الحقيقيّ به حضور الفقراء والمعوزين والمستضعفين في الأرض ومشاركتهم فيه، كونهم وحدهم مَن يتوجّب لهم التكريم في هذا العيد. فالمسيح ساوى نفسه بهم، لذلك كلّ تكريم لهم هو تكريم شخصيّ له. إنّهم هم أصحاب العيد.


من تعليمنا الأرثوذكسي: عيد القديسة بربارة

التلميذ: لماذا نأكل القمح المسلوق في عيد القديسة بربارة؟

المرشد: أنت تعلم أن القديسة بربارة قُتلَت شهيدة بسبب إيمانها بيسوع المسيح، وتعلم أيضًا أنه، بعد أن غلب المسيحُ الموتَ بقيامته، صار ممكنًا لكل مؤمن أن يقوم ويعيش مع الله حياةً لا نهاية لها. هذا ما حصل للقديسة بربارة. تقول في نفسك لماذا يُكلّمني عن القيامة وانا سألته عن القمح؟ الجواب أن القمح في تراث الكنيسة رمز للقيامة لأن حبّة القمح عندما تُزرَع في التراب تموت ولكنها لا تفنى بل تُفرّخ من جديد وتخرج منها سنابل تحمل حبّات كثيرة. تذكّر قول السيّد في إنجيل يوحنا: »إن لم تقع حبّةُ الحنطة (اي القمح) في الأرض وتمُتْ فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير« (12: 24). يقول البعض أيضًا اننا عندما نأكل القمح المسلوق نتذكّر هروب القديسة بربارة من والدها الوثنيّ الذي كان يُلاحقها ليقتلها. دخلت بربارة حقلا مزروعًا حمقًا واختبأت بين السنابل فلم يجدها أبوها.

التلميذ: لكنها ماتت شهيدة.

المرشد: نعم، كان ذلك سنة 235، وكانت الوثنية لا تزال منتشرة في كل البلاد التي كانت تحت سلطة الامبراطورية الرومانية القوية المتّسعة جدا. وكانت الامبراطورية تُقدّم الذبائح للأوثان وتقتل المسيحيين. والد بربارة كان وثنيا وكان يحمي ابنته من كل تأثير خارجيّ، لكنها تعرّفت على يسوع وآمنت به وأَعلنت إيمانها وفرّت في الحقول والجبـال الى ان وجدها الذين كانـوا يطاردونها. يُقـال ان الأولاد يلبسون الأقنعة في عيد القديسة بربارة ويدورون من بيت الى بيت يطلبون الحلوى او المال لأن بربارة خبأت وجهها بالسواد وتنقّلت متخفّية من مكان الى آخر تطلب النجدة. لكن في النهاية تمّ القبض عليها وعُذّبَت وقُتلت.

القديس يوحنا الدمشقي

اليوم عيد القديس يوحنا الدمشقي الذي عاش في دمشق ثم في دير القديس سابا في فلسطين ورقد بالرب سنة 750. ألّف الكثير من الصلوات التي نقولها او نرتّلها في الكنيسة وتُساعدنا على فهم إيماننا وعيشه سعيًا الى القداسة. اخترنا لكم اليوم صلاة نقولها قبل المناولة استعدادًا لها، ويعرفها الكثيرون دون أن يدروا أن القديس يوحنا هو كاتبُها:

لقد وقفتُ تجاه أبواب هيكلك وعن الأفكار الرديئة لم أبتعد، لكن أنت ايها المسيح الإله، يا من زكيّتَ العشّار ورحمتَ الكنعانية وفتحت للّصّ أبواب الفردوس، افتح لي حنو محبتك للبشر واقبلني متقدّما اليك ولامسًا إياك كمثل الزانية والنازفة الدم، لأنه اما تلك فبلمسها هُدْب ثوبك نالت الشفاء بأيسر مرام، وأمّا الأخرى فبضبطها قدميك الطاهرتين، نالت مغفرة خطاياها. وأمّا أنا الذي يُرثى لي، فبتجاسرى على أن أقبل جسدك بجملته، لا تحرقني، بل اقبلني مثل هاتيك، وأنر حواس نفسي محرقًا جراثيم خطيئتي، بشفاعات التي ولدتك بغير زرعٍ والقوّات السماوية، لأنك مبارك الى أبد الدهور، آمين.


من أخبار البطريرك غريغوريوس الرابع

كان البطريرك غريغوريوس الرابع (حداد) بطريركًا لأنطاكية وسائر المشرق من 1906-1928. إليكم بعضًا من اخباره:

حضر الى البطريركية وفد من إحدى القرى القريبة من دمشق يشكُون لغبطته ما أصابهم من ذُلّ إذ أَقدمت جماعةٌ من غير الأرثوذكس وأنزلوا جرس الكنيسة ورموه خارجًا. وقد كان الوفد يأمل أن يُكلّم غبطتُه الحاكم ليستخدم بحقّهم القانون بشدة. الا أن البطريرك لم يُجاريهم بل خاطبهم بالمحافظة على حُسْن الجيـرة. فرجع أعضاء الوفـد مـن حيـث أتـوا غاضبيـن متـذمـّرين. إلا أن البطريرك قصد القرية في اليوم التالي ونزل ضيفًا عند من قام بالعمل المُشين. وما كان الا أن ذهب مع أهله وعلّقوا الجرس في قبة الكنيسة وقرعوه وصلّوا مع غبطته.

في أحد أيام الحرب العالمية الأُولى، حين كانت الأجواء السياسية على غاية من التشنّج، قدم الى دار البطريركية في دمشق جمال باشا قائد الجيش العثماني الرابع في سوريا ولبنان، ودخل الدار الخارجية للبطريركية وهو راكبٌ جواده والشرر يتطاير من عينيه والسوط بيده يضرب به جزمته. خاف كل من وُجد في الدار من رهبان وعلمانيين. أما غبطته فلما علِم بمجيء القائد العامّ نزل من مكتبه ودعاه الى قاعة الاستقبال بكل احترام ووقار. واختليا هناك وقتا غير طويل خرج القائد بعده يُشيّعه غبطته حتى مكان وجود الحصان في الدار الخارجية. توقف جمال باشا في باحة الدار وقال لغبطته على مسمع من الحضور: »دخلتُ وفي جيبي أمرٌ بنفْيِكم والإقامة الجبرية كما فعلتُ بزملاء لكم، لكني أخرج الآن وكُلّي احترام وإجلال لشخصكم الكريم، وأُقدّم لكم عربونًا مسبحتي الشخصية هذه التي أرجو أن تقبلوها مني وتدعوا للدولة بالنصر«. ثم احتراما لغبطته خرج جمال باشا الى الشارع مشيًا يرافقه البطريرك، ثم امتطى جواده وانصرف.

مكتبة رعيتي

صدر التقويم الكنسي الأرثوذكسيّ لسنة 2012. يمكنكم طلبه من كل الكنائس بقيمة عشرة آلاف ليرة لبنانية. ليس هذا التقويم مجرّد روزنامة لمعرفة الأيام والأشهر. انه يدلّ على كل الأعياد الكنسيّة وأعياد القديسين على مدار السنة، ويُعطينا مراجع القراءات اليومية من الإنجيل مما يساعد من أراد أن يقرأ الإنجيل يوميا ولو لبضع دقائق. بالإضافة الى ذلك يعمل التقويم الكنسيّ على تعريف القرّاء على التراث الفنّي الأرثوذكسي من أيقونات وجداريّات، وقد اختار هذه السنة أن يُقدّم رسوما مأخوذة من مخطوطات كنسيّة قديمة محفوظة في أديار جبل آثوس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http ://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Last Updated on Friday, 25 November 2011 18:08
 
Banner